لوح مبارک درجواب سئوالات ثلاثه در لوح میرزا مهدی اخوان الصفا میفرمایند: ...
وأمّا ﴿ خَلَقَ الجَانَ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ﴾ فهذا العنصر النّاري لا يراه الأبصار بل خفي عن الأنظار وظاهر من حيث أنّ النّفوس المستورة تحت الأستار سواء كانوا من الأبرار أم من الأشرار طينتهم من مارج من نار الّتي هي عنصر مخفي عن الأنظار أي أمرهم مبهم وحقيقتهم مستورة عن أهل الآفاق.
وأمّا ﴿ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالفَخَّارِ ﴾ أراد به النّفوس المنجذبة بنفحات الله المشتعلة بنار محبّة الله باطنهم عين ظاهرهم سرّهم عين علانيتهم فهم خلاصة الكائنات فالصلصال الصّافي التّراب هو خلاصة الحماء المسنون كثير البركات منبت رياحين معرفة الله وحديقة أوراد محبّة الله.
وأمّا ﴿ المَلَائِكَةِ رُسُلاً أُوْلِي أَجْنِحَةٍ مَثَنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ﴾ المراد من الأجنحة قوي التّأئيد والتّوفيق لأنّ بها يتعارج الإنسان إلى أعلى معارج العرفان ويطير إلى بحبوحة جنّة الرّضوان بسرعة لا يخطر ببال الإنسان والمراد من الملائكة الحقائق المقدّسة الّتي استنبئت عن مواهب ربّها وتنزّهت عن النّقائص والرّذائل وتقدّست عن كلّ الشّوائب واكتسبت جميع الفضائل وأطاعت ربّها بجميع الوسائل لَا يَسْبِقُونَهُ بِالقَولِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ. (عبدالبهاء عبّاس)