وَأَمَّا مَعْنَى الكَلِمَةِ المَكْنُونَةِ النَّاطِقُ بِالعَهْد الَّذيْ وَقَعَ في جَبَلِ فَارَانَ، المُرادُ إِنَّهُ بالنِّسْبَةِ لِلْحَقِّ المَاضِي وَالمُسْتَقْبَلُ وَالحَالُ زمَنٌ واحِدٌ، وأَمَّا بالنِّسْبَةِ إِلى الخَلْقِ الماضِي مَضَى وَزَالَ وَالحَالُ فِي الزَّوَالِ وَالاسْتِقْبالُ فِي حَيِّزِ الآمالِ، ومِنْ أَساسِ شَرِيعَةِ ٱللّهِ إِنَّ ٱللّهَ فِي كُلِّ بَعْثٍ يَأْخُذ عَهْدًا مِنْ جَمِيعِ النُّفُوسِ الَّتِيْ يَأْتِي إِلَى نِهَايةِ ذَلِكَ البَعْثِ اليَوْمِ المَوْعُودِ بِظُهُورِ شَخْصٍ مَعْهُودٍ، فانْظُرِيْ إِلَى مُوْسَى الكَلِيمِ إِنَّهُ أَخَذَ عَهْدَ المَسِيحِ فِي جَبَلِ سِيْناءَ مِنْ جَمِيعِ النُّفُوسِ الَّتِي أَتَتْ في زمَنِ المَسِيحِ، فَهَؤلَاءِ النُّفُوسُ وَلَوْ كَانُوا بَعْدَ مُوسى الكَلِيمِ بِأَعْصَارٍ وَقُرُونٍ وَلكِنْ مِنْ حَيثُ العَهْدِ المُقَدَّسُ عَنِ الأَزمانِ كَانُوا حَاضِرِينَ، وَلكِنَّ اليَهُودَ غَفَلُوا عَنْ ذَلِكَ وَلَمْ يَتَذَكَّرُوا فَوَقَعُوا فِي خُسْرانٍ مُبِينٍ (عبدالبهاء عبّاس)