الحياة الابدية

حضرة عبد البهاء
النسخة العربية الأصلية

الحياة الابدية – من مكاتيب حضرة عبداالبهاء، المجلد ١، الصفحة ١٣٤

وَأَمَّا سُؤَالُكَ إِنَّ النُّفُوسَ كُلَّها لَهَا حَيَاةٌ أَبَديَّةٌ، اعْلَمْ أَنَّ الحَياةَ الأَبَديةَ لِنُفُوسٍ نُفِخَ فِيهِمْ رُوحُ الحَياةِ مِنَ ٱللّهِ وما عَداهُمْ أَمْواتٌ غَيرُ أَحْياءٍ كَمَا صَرَّحَ بِهِ المَسِيحُ فِي نُصُوصِ الإِنْجِيلِ، وَكُلُّ مَنْ فَتَحَ ٱللّهُ بَصِيرَتَهُ يَرَى النُّفُوسَ فِي مَقاماتِهِمْ بَعْد الانْفِكَاكِ عَنِ الأَجْسامِ إِنَّهُمْ أَحْياءٌ عِنْد رَبِّهِمْ يُرْزقُونَ، وَيَرَوْنَ الأَرْواحَ المَيِّتَةَ فِي غَمَراتِ الهَلاكِ يَخُوضُونَ، ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّ النُّفُوسَ كُلَّها مَخْلُوقَةٌ على فِطرَةِ اللّهِ وَكُلَّها طِيِّبَةٌ عِنْدَ وِلَادَتِهَا وَلَكِنَّ مِنْ بَعْدُ تَخْتَلِفُ بِما تَكتَسِبُ مِنَ الفَضائِلِ وَالرَّذَائِلِ، مَعَ ذَلِكَ المَوْجُودَات لَهَا مَراتِبُ فِي الوُجُود مِنْ حَيثُ الإِيجادِ، لأَنَّ الاسْتِعْداداتِ مُتَفاوِتَةٌ وَلكِنَّ كُلَّها طَيِّبَةٌ طَاهِرَةٌ ثُمَّ تَتَدنَّسُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ، وَلَوْ أَنَّ مَراتِبَ الوُجُود مُتَفاوِتَةٌ وَلَكِنَّ كُلَّها خَيرٌ انْظُرْ إِلَى هَيكَلِ الإِنْسانِ وَأَعْضَائِهِ وَأَجْزائِهِ مِنْها بَصَرٌ مِنْها سَمْعٌ وَمِنْها شَمٌّ وَمِنْها ذَوْقٌ وَمِنْها يَدٌ وَأَظَافِرٌ مَعَ التَّفاوُتِ بَينَ الأَجْزاءِ كُلِّها مَمْدُوحَةٌ فِي حَدِّ ذَاتِها إِلَّا إِذَا سَقَط أَحَدُهَا، عِنْدَ ذَلِكَ يَحْتاجُ إِلَى العِلَاجِ وَإِذَا ما أَغْنَى الدَّوَاءُ يَجِبُ قَطعُ ذَلِكَ العُضْوِ مِنَ الأَعْضاءِ. (عبدالبهاء عبّاس)

المصادر
المحتوى
OV