من مناجاة حضرة عبدالبهاء في عظمة العهد والميثاق

حضرة عبد البهاء
أصلي عربي

من مناجاة حضرة عبدالبهاء في عظمة العهد والميثاق – مجموعه مناجاتهاي حضرت عبدالبهاء، الصفحة ۱٤۲-۱٥۳

﴿ هوالله ﴾

إلهي ومؤيّد المخلصين والثّابتين على عهدك والمطمئنّين بوعدك وفّق عبيدك هؤُلاءِ على عبوديّة عتبة قدسك واجعلهم آيات الهُدى ونجوم التُّقى السّاطعة من أفق العُلى اللّامعة من الأَوج الأعلى وثبّت أقدامهم حتّى لا تَزَلَّ من شبهات أهل الهَوى إنّك تحفظ من تشاء بقدرتك القاهرة بكلّ الأشياء إنّك أنت المقتدر القدير . عبدالبهاء عبّاس

﴿ هوالله ﴾

إِلهي إِلهي أيّد عبادك المخلصين على الثّبوت على ميثاقك العظيم ثمّ احفظهم في صون حمايتك من كلّ ظلُومٍ وزَنيمٍ ومُعْتَد أثيمٍ واعْلِ بهم كلمتك بين العالمين وانشر بهم حكمتك في كلّ اقليم شاسِعَةِ الأرجاءِ إنّك أنت القويّ القدير . عبدالبهاء عبّاس

﴿ هوالأبهى ﴾

إلهي إلهي هؤُلاءِ عباد تركوا كلّ ذيل وتعلّقوا بذيل رداء كبريائك ووَلُّوا وجوههم عن كلّ شطر وتوجّهوا إلى وجه رحمانيّتك وقطعوا الآمال عن كلّ الأَبواب وقصدوا باب رحمتك أَيْ رَبِّ آنِسْهُمْ في وَحْشَتِهِمْ وجالسهم في وَحْدتهم ونوّر أبصارهم بمشاهدة جنود تأييدك النّازلة من ملكوتك الأَبهى واشرح أفئدتهم بسطوع أنوار تقديسك عليهم من ملئك الأَعلى وثبّت أقدامهم على دينك العظيم واهْدهِمْ على الأِسْتِضائَةِ من نورك المبين واحفظهم في حِصنك الحصين وقصرك الَمَشِيْد واجعلهم آيات التّوحيد الدالّة عليك ورايات التّجريد الخافِقَة بنسائم القدس بين يديك واجعلهم سُرُجًا ساطعة بأنوارك ونجومًا بازغة في آفاقك وكواكبًا لامعة في سمائك وطيورًا صادحَةً في رياضك وحِيْتانًا سابِحةً في حياضك أي رَبِّ أَخَذتْهُمُ الرَّجْفَةُ في مصيبتك وأحاطتهم الحسرة في رزيّتك وتَسَعَّرَتْ نيران الحرمان في قلوبهم ونَفَذتْ سهام الهجران في صُدورهم واحترقت منهم الفؤاد وتفَتَّتَتْ منهم الأكباد إِرْحَمهم برحمانيّتك وأَشْفِقْ عليهم بفضلك ووهّابيّتك واحْرسهم من سهام الشّبهات وحجبات الإشارات واجعلهم كالجبال الرّاسيات في عهدك القديم وميثاقك الغليظ لئلّا تُزَلْزِلَهُمُ العواصف والأَعاصِيْرُ وتحركهم القواصف والزَّوابِعُ الهابَّةُ من شطر قلوب المُسْرِفينَ ثمَّ أَنْزِلْ عليهم كلّ خير قدرته للمقرّبين وخَصَّصْتَ به المخلصين واجعلهم يَدعُوْنَ باسمك وينادون بظهورك وينشرون أنفاسَ طيْبِ ثنائك إنّك أنت القويّ القدير . (ع ع)

﴿ هوالله ﴾

ربّنا إنّا نَتوجّه إليك ونتضرّع بين يديك ونذكرك بالتّهليل والتّكبير ونُثْنِي عليك بالتّسبيح والتّقديس يا من تَنَزَّهَ عن التّشبيه والتّنزيه فَتَعالَيْتَ عن كلّ ذكرٍ وثناءٍ في عالم الإبداع وتَقَدسْتَ عن كلّ نعتٍ وعلاءٍ في حيّز الاختراع أنشأت النّشأَة الأولى بآية من آيات قدرتك في عالم الإمكان وخلقت هذا الكون الأعظم بسلطان نافذ في حقيقة الإنسان فكلّ تسبيح وتقديس وتنزيه وتمثيل وتشبيه ذكرٌ من حيّز العجز والنّسيان وإنّك مُتعال متقدّس عنها وعمّا أحاطت به عقول أهل العرفان وكلّ ما في الكون يا إِلهي راجع الى حيّز الحدود والقيود حتّى الاطلاق وإنّك متعال عن ذلك ولو كانت من أعظم ما يتصوّر في عالم الكيان لأَنّ التّنزيه شأن من شئون عبادك والتّقديس سمة من خصائص أرقّائك والتّشبيه حقيقة منبعثة من أفكار خلقك وإنّك أنت مُبَرًّا عن كلّ ذلك ومُعرًّا عن جميع ما يصل إليه لطائف الإدراك فالعزّة والكمال والعظمة والجلال من خصائص أصفيائك ولكنّ النّفوس يتصوّرون شئونًا عالية وصفات سامية وينعتون بها كينونتك الصّمدانيّة والحال انّ تلك المراتب العليا والحقايق المُثْلى والشُّئون المُتعالية النّوراء ترجع إلى الحقيقة الرّحمانيّة السّاطعة اللّامعة في الجانب الأَيمن من البقعة المباركة وادي طوى ودون ذلك أوهام يتصوّرها الأفكار في عالم الإنشاء وأنت متعال متقدّس عن حيّز الإدراك ولا تتميّز بأدقّ المعاني في أوج الأوهام السّبيل مسدود والطّلب مردود لا اتّصال ولا انفصال ولا الوجدان ولا الفقدان فأَبْدعْتَ كينونة لامعة وحقيقة ساطعة وأرجعت الوجود إليها ودعوت السّجود لديها وأمرتَ بالوفود في ساحتها والورد في فنائها وما دون ذلك أوهام واهية وصور خالية ولك الحمد يا إِلهي بما هديت المخلصين إلى ذلك المركز الأعلى ودعوت المقرّبين إلى الملكوت الأبهى ودللت المنجذبين إلى مركز يطوفه الملأ الأعلى وأوردت الظّماء العطاش على الماء المعين ونوّرت الأعين بمشاهدة نور المبين وفتحت الأبواب على وجوه المشتاقين وأَنْزَلْتَ من سحاب رحمتك غيثًا هاطلاً وابلاً على هذه الأرض الهامدة الخامدة البائرة وأَنْبَتَّ منها الريّاحين وزيّنتها بكلّ زوج بهيج إِلهي إِلهي ترى عبادك المخلصين منتشرًا في الأَقاليم وتشاهد أَرقّائك الموقنين متشتّتين في كلّ الجهات بين الغافلين يَدعُون النّاس إلى عين اليقين ويَهْدونهم إلى صراط المستقيم ويَسْقونهم من عين التّسنيم ولكنّ المعاندين يَرْمونهم بسهام نافذة ويهجمون عليهم كالذّئاب الكاسرة والسّباع الخاسرة ويُذيْقُونَهُم العذاب الأَليم رَبِّ انصرهم بجنود من ملكوتك الكريم وأيّدهم بفضلك البديع وأَنْجِدهُمْ بسلطانك المبين ومَهِّد لَهُمُ السّبيل يا رَبِّي الجليل إنّك أنت ذو فضل عظيم على عبادك المخلصين لا إله إلّا أنت الرَّبُّ الرّحمن الرّحيم . (ع ع)

﴿ هوالأبهى ﴾

أَيْ رَبِّ ثَبِّتْ أَقْدَامَنا عَلَى صِراطِكَ وقَوِّ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعِتَكَ وَوَجِّهْ وُجُوهَنَا لِجَمالِ رَحْمانِيَّتِكَ وَاشْرَحْ صُدُورَنا بِآَياتِ وَحْدَانِيَّتِكَ وَزَيِّنْ هَياكِلَنا بِرِدَاءِ العَطَاءِ وَاكْشِفْ عَنْ بَصَائِرِنا غَشَاوَةَ الخَطَاءِ وَأَنِلْنا كَأْسَ الوَفَاءِ حَتَّى تَنْطَلِقَ أَلْسِنَةُ الحَقَائِقِ الذَّاتِيَّةُ بِالثَّنَاءِ فِي مَشَاهِدِ الكِبْرياءِ، وَتَجَلَّ يا إِلهِي عَلَيْنا بِالخِطَابِ الرَّحْمَانِيِّ والسِّرِّ الوِجْدانِيِّ حَتَّى تُطْرِبَنا لَذَّةُ المُنَاجَاةِ، المُنَزَّهَةِ عَنْ هَمْهَمَةِ الحُرُوفِ والكَلِماتِ، المُقَدَّسَةِ عَنْ دَمْدَمَةِ الأَلْفَاظِ والأَصْواتِ، حَتَّى تَسْتَغْرِقَ الذَّواتُ فِي بَحْرٍ مِنْ حَلاوَةِ المُنَاجَاةِ وتُصْبِحَ الحَقَائِقُ مُتَحَقِّقَةً بِهُوِيَّةِ الفَنَاءِ والانْعِدَامِ عِنْدَ ظُهُورِ التَّجَلِّياتِ. أَيْ رَبِّ هَؤُلاءِ عِبَادٌ ثَبَتُوا عَلَى عَهْدِكَ وَمِيثَاقِكَ وَتَمَسَّكُوا بِعُرْوَةِ الاسْتِقَامَةِ فِي أَمْرِكَ. وَتَشَبَّثُوا بِذَيْلِ رِدَاءِ كِبْرِيائِكَ. أَيْ رَبِّ أَيِّدْهُمْ بِتَأْييدَاتِكَ وَوَفِّقْهُمْ بِتَوْفِيقَاتِكَ وَاشْدُدْ أَزْرَهُمْ عَلَى طَاعَتِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ المُقْتَدِرُ القَدِيرُ. (ع ع)

﴿ هوالله ﴾

إلهي أنت مَلاذي وكهْفُ آمالي ومنتهي أَملي وغاية رجائي إنّي أبتهل إلى ملكوت رحمانيّتك أَن تؤيّد هذا العبد على ما تحبّ وترضى برحمتك الّتي سبقت الأَشياء إنّك أنت المقتدر على كلّ شيءٍ يا إله من في الأرض والسّماء أي رَبّ طهّر النّفوس عن شئون الغافلين عن ذكرك المُعترضين على أمرك الغافلين عن ميثاقك المحتجبين عن إشراقك إنّك أنت الكريم الرّحيم الغفور . (ع ع)

﴿ هوالأبهى ﴾

إلهي إلهي هذا عبد توجّه إلى ملكوت رحمانيّتك وتوكّل إلى جبروت فردانيّتك واسْتَأْنَسَ بالنّار الموقَدةِ في سدرة وحدانيّتك واحْتَيا بروح المناجات في ظلّ كلمة ربّانيّتك أي رَبِّ ثبّت قدمه على أمرك واشرح صدره بنورك وبشّر روحه بفتوحك وانْشُرْ به ذكرك وأَنْطقْهُ بثنائك وأَلْبِسْهُ رداءَ الخلوص في أمرك وأَدخِلْه في جَنّة الخلود بلطفك إنّك أنت المقتدر الرّؤف الكريم الرّحيم . (ع ع)

المصادر
المحتوى
OV