(لوح الآيات)

حضرة عبد البهاء
النسخة العربية الأصلية

لوح الآيات – من آثار حضرة عبدالبهاء - على اساس مكاتيب عبدالبهاء - جلد ۱

﴿ هو الله ﴾

سبحان من أنشأ الوجود و أبدع کل موجود و بعث المخلصین مقاما محمود و أظهر الغیب فی حیز الشهود و لکن الکل فی سکرتهم یعمهون و أسس بنیان القصر المشید و الکور المجید و خلق الخلق الجدید فی حشر مبین و القوم فی سکراتهم لغافلون و نفخ فی الصور و نقر فی الناقور و ارتفع صوت السافور و صعق من فی صقع الوجود و الاموات فی قبور الاجساد لراقدون ثم نفخ النفخة الاخری و أتت الرادفة بعد الراجفة و ظهرت الفاجعة و ذهلت کل مرضعة عن راضعها و الناس فی ذهولهم لا یشعرون و قامت القیامة و أتت الساعة و امتد الصراط و نصب المیزان و حشر من فی الامکان و القوم فی عمه مبتلون و اشرق النور و أضاء الطور و تنسم نسیم ریاض الرب الغفور و فاحت نفحات الروح و قام من فی القبور و الغافلون فی الاجداث لراقدون و سعرت النیران و أزلفت الجنان و ازدهت الریاض و تدفقت الحیاض و تأنق الفردوس و الجاهلون فی أوهامهم لخائضون و کشف النقاب و زال الحجاب و انشق السحاب و تجلی رب الارباب و المجرمون لخاسرون و هو الذی أنشأ لکم النشأة الاخری و أقام الطامة الکبری و حشر النفوس المقدسة فی الملکوت الأعلی ان فی ذلک لآیات لقوم یبصرون و من آیاته ظهور الدلائل و الاشارات و بروز العلائم و البشارات و انتشار آثار الاخبار و انتظار الابرار و الاخیار و أولئک هم الفائزون و من آیاته أنواره المشرقة من أفق التوحید و أشعته الساطعة من المطلع المجید و ظهور البشارة الکبری من مبشره الفرید ان فی ذلک لدلیل لائح لقوم یعقلون و من آیاته ظهوره و شهوده و ثبوته و وجوده بین ملأ الاشهاد فی کل البلاد بین الاحزاب الهاجمة کالذئاب و هم من کل جهة یهجمون و من آیاته مقاومة الملل الفاخمة و الدول القاهرة و فریق من الاعداء السافکة للدماء الساعیة فی هدم البنیان فی کل زمان و مکان ان فی ذلک لتبصرة للذین فی آیات الله یتفکرون و من آیاته بدیع بیانه و بلیغ تبیانه و سرعة نزول کلماته و حکمه و آیاته و خطبه و مناجاته و تفسیر المحکمات و تأویل المتشابهات لعمرک ان الامر واضح مشهود للذین ببصر الانصاف ینظرون و من آیاته اشراق شمس علومه و بزوغ بدر فنونه و ثبوت کمالات شؤونه و ذلک ما أقر به علماء الملل الراسخون و من آیاته صون جماله و حفظ هیکل انسانه مع شروق أنواره و هجوم أعدائه بالسنان و السیوف و السهام الراشقة من الالوف و ان فی ذلک لعبرة لقوم ینصفون و من آیاته صبره و بلاؤه و مصائبه و آلامه تحت السلاسل و الاغلال و هو ینادی "الی الی" یا ملأ الابرار "الی الی" یا حزب الاخیار "الی الی" یا مطالع الانوار قد فتح باب الاسرار و الاشرار فی خوضهم یلعبون و من آیاته صدور کتابه و فصل خطابه عتابا للملوک و انذارا لمن هو أحاط الأرض بقوة نافذة و قدرة ضابطة و انثل عرشه العظیم بایام عدیدة و ان هذا الأمر مشهود مشهور عند العموم و من آیاته علو کبریائه و سمو مقامه و عظمة جلاله و سطوع جماله فی أفق السجن فذلت له الاعناق و خشعت له الاصوات و عنت له الوجوه و هذا برهان لم یسمع به القرون الاولون و من آیاته ظهور معجزاته و بروز خوارق العادات متتابعا مترادفا کفیض سحابه و اقرار الغافلین بنفوذ شهابه لعمره ان هذا الامر ثابت واضح عند العموم من کل الطوائف الذین حضروا بین یدی الحی القیوم و من آیاته سطوع شمس عصره و شروق بدر قرنه فی سماء الاعصار و الاوج الأعلی من القرون بشؤون و علوم و فنون بهرت فی الآفاق و ذهلت بها العقول و شاعت و زاعت و ان هذا لأمر محتوم (ع ع)

المصادر
المحتوى
OV