... اللّهمّ إنّي اتضرّعُ يا مُغيثي واتذلّلُ يا مُجيري واتوجّعُ يا طبيبي وأُناجيك بلساني ورُوحي وجناني وأقول:
إلهي إلهي قد أحاطت اللّيلة الدّلماء كلّ الأرجاء وغطّت سحاب الاحتجاب كلّ الآفاق، واستغرقوا الأنام في ظلام الأوهام، وخاض الظّلام في غمار الجور والعُدوان، ما أری إلّا وميض النّار الحامية المتسعّرة من الهاوية، وما أسمع إلّا صوت الرّعود المدمدم من الآلات الملتهبة الطّاغية النّاريّة، وكلّ اقليم ينادي بلسان الخافية ما أغنی عنّي ماليه هلك عنّي سلطانيه، قد خبت يا إلهي مصابيح الهدی، وتسعّرت نار الجَوی، وشاعت العداوة والبغضاء، وذاعت الضّغينة والشّحناء علی وجه الغَبراء، فما أری إلّا حزبك المظلوم ينادي بأعلی النّداء حَيَّ علی الولاء، حَيَّ علی الوفاء، حَيَّ علی العطاء، حَيَّ علی الهدی، حَيَّ علی الوِفاق، حَيَّ علی مشاهدة نور الآفاق، حَيَّ علی الحبّ والفلاح، حَيَّ علی الصّلح والصّلاح، حَيَّ علی نزع السّلاح، حَيَّ علی الإتّحاد والنّجاح، حَيَّ علی التّعاضد والتّعاون في سبيل الرّشاد، فهؤلاء المظلومون يفدون كلّ الخلق بالنّفوس والأرواح في كلّ قطر بكلّ سرور وانشراح، تراهم يا إلهي يبكون لبكاء خلقك ويحزنون لحزن بريّـتك ويترأفون بكلّ الوری ويتوجّعون لمصائب أهل الثَّری، ربّ أنبت أباهر الفلاح في جناحهم حتّی يطيروا إلی أوج نجاحهم، وأشدُد أُزورهم في خدمة خلقك، وَقَوِّ ظهورهم في عبوديّة عتبة قدسك، إِنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الرَّحِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّؤُفُ القَدِيمُ. ع ع