وقد صدر صباح يوم السّبت الأوّل من نيسان سنة ۱۹۱٦ في البهجة في غرفة الهيكل المبارك بالعنوان التّالي:
إلى أحبّاء الله وإماء الرّحمن في إحدى عشرة ولاية في غربي الولايات المتّحدة: نيومكسيكو، كولورادو، أريزونا، نيفادا، يوتا، كاليفورنيا، وايومنغ، مونتانا، أيداهو، أوريغون، واشنطن عليهم وعليهنّ التّحيّة والثّناء.
يا أبناء الملكوت وبناته ليس لي عمل ليلاً ونهارًا غير ذكر أحبّاء الله والدّعاء لهم من أعماق قلبي وطلب التأييد من الملكوت الإلهي لهم والتماس تأثير نفثات روح القدس فيهم، وإنّي لأرجو من ألطاف الرّحمن خفيّ الألطاف أن يكون الأحبّاء في مثل هذا اليوم سبب إنارة القلوب ينفثون في الأرواح حياة تؤدّي نتائجها الحميدة إلى فوز العالم الإنسانيّ بهذا الشّرف والفضل فوزًا أبديًّا.
هذا ومع أنّ نفحات القدس قد انتشرت في بعض أنحاء الولايات الغربيّة أمثال كاليفورنيا، أوريغون، واشنطن، كولورادو ونالت فيها نفوس كثيرة نصيبًا من معين الحياة الأبديّة ووجدت البركة السّماويّة وشربت من خمر محبّة الله كأسًا دهاقًا وسمعت نغمة الملأ الأعلى، لكن نداء الملكوت الإلهيّ لم يرتفع في ولايات نيومكسيكو، وايومنغ، مونتانا، أيداهو، يوتا، أريزونا ونيفادا ولم يشتعل فيها سراح محبّة الله كما ينبغي ويليق. لهذا إن أمكنكم أن تبدوا همّة في هذا الصّدد فابدوها، وذلك بأن تقوموا أنتم أو من تنتخبونهم فترسلونهم إلى تلك الولايات، لأن تلك الولايات هي الآن كالجسد الميّت حتّى ينفخوا فيه نفحة الحياة وينفثوا فيه روحًا من السّماء ويتلألأوا في ذلك الأفق تلألؤ النّجوم لتنير أنوار شمس الحقيقة تلك الولايات أيضًا.
يتفضّل في القرآن الكريم قائلاً إن الله وليّ الّذين آمنوا يخرجهم من الظّلمات إلى النّور، أي أنّ الله يحبّ المؤمنين فينجّيهم من الظّلمات ويأتي بهم إلى عالم الأنوار، ويتفضّل في الإنجيل الشّريف قائلاً اذهبوا إلى أركان المعمورة ونادوا بملكوت الله. وبناءً على هذا فقد آن الأوان لتقوموا بهذه الخدمة العظمى وتكونوا سببًا في هداية جموع غفية حتّى تنير أنوار الصّلح والسّلام بذلك جميع الآفاق وينال العالم الإنساني الرّاحة والاطمئنان. وحينما كنتُ في أمريكا صرختُ في جميع المحافل ودعوت النّاس إلى ترويج السّلام العام وقلت قولي الصّريح بأنّ القارّة الأوروبّية أشبه بمدّخر للذّخائر الحربيّة، ويتوقّف انفجار هذه الذّخائر على شرارة واحدة في السّنوات القادمة -بعد سنتين- سوف يتحقّق كلّ ما جاء في رؤيا يوحنّا وسفر دانيال، وها قد تحقّق ما قلنا وقد نشر هذا الموضوع في صحيفة سان فرانسيسكو الإخباريّة يوم ۱۲ تشرين أوّل ۱۹۱۲، فارجعوا إليها حتّى تتجلّى لكم الحقيقة وتعلموا يقينًا بأنّ الوقت قد حان لنشر النّفحات. يجب أن تكون همّة الإنسان سماويّة أي أن يكون مؤيّدًا بالتّأييدات الإلهيّة ليصبح سببًا في إنارة العالم الإنساني وعليكم وعليهنّ التّحيّة والثّناء. ع ع