مناجاة - إلهي إلهي تری قد اشتدّ الظّلام الحالک علی کلّ الممالک

حضرة عبد البهاء
أصلي عربي

مناجاة – من آثار حضرة عبدالبهاء – مجموعه مناجاتهاى حضرت عبدالبهاء، رقم ٥٦

إلهي إلهي ترى قد اشتد الظّلام الحالك على كلّ الممالك واحترقت الآفاق من نائرة النّفاق واشتعلت نيران الجدال والقتال في مشارق الأرض ومغاربها فالدّمآء مسفوكة والأجساد مطروحة والرّؤس مذبوحة على التّراب في ميدان الجدال * ربّ ربّ ارحم هؤلاء الجهلاء وانظر إليهم بعين العفو والغفران وأطفأ هذه النّيران حتّى تنقشع هذه الغيوم المتكاثفة في الآفاق حتّى تشرق شمس الحقيقة بأنوار الوفاق وينكشف هذا الظّلام ويستضيء كلّ الممالك بأنوار السّلام * ربّ أنقذهم من غمرات بحر البغضاء ونجّهم من هذه الظّلمات الدّهماء وألف بين قلوبهم ونوّر أبصارهم بنور الصّلح والسّلام * ربّ نجّهم من غمرات الحرب والقتال وأنقذهم من ظلام الضّلال واكشف عن بصائرهم الغشآء ونوّر قلوبهم بنور الهدى وعاملهم بفضلك ورحمتك الكبرى ولا تعاملهم بعدلك وغضبك الّذي يرتعد منه فرائص الأقوياء * ربّ قد طالت الحروب واشتدّت الكروب وتبدّل كلّ معمور بمطمور *

ربّ قد ضاقت الصّدور وتغرغرت النّفوس فارحم هؤلاء الفقراء ولا تتركهم يفرّط فيهم من يشاء بما يشاء * ربّ ابعث في بلادك نفوسًا خاضعة خاشعة منوّرة الوجوه بأنوار الهدى منقطعة عن الدّنيا ناطقة بالذّكر والثّنآء ناشرة لنفحات قدسك بين الورى * ربّ أشدد ظهورهم وقوّ ازورهم واشرح صدورهم بآيات محبّتك الكبرى * ربّ إنهم ضعفاء وأنت القوي القدير وإنهم عجزاء وأنت المعين الكريم * ربّ قد تموّج بحر العصيان ولا تسكن هذه الزّوابع إلّا برحمتك الواسعة في كلّ الأرجاء * ربّ إنّ النّفوس في هاوية الهوى فلا ينقذها إلّا ألطافك العظمى * ربّ أزل ظلمات هذه الشّهوات ونوّر القلوب بسراج محبّتك الّذي يستضيء منه كلّ الأرجاء ووفّق الأحبّاء الّذين تركوا الأوطان والأهل والولدان وسافروا إلى البلدان حبًّا بجمالك وانتشارًا لنفحاتك وبثًّا لتعاليمك وكن أنيسهم في وحدتهم ومعينهم في غربتهم وكاشفًا لكربتهم وسلوة في مصيبتهم وراحة في مشقّتهم ورواء لغلّتهم وشفاء لعلّتهم وبردًا للوعتهم * إنّك أنت الكريم ذو الفضل العظيم * وإنّك أنت الرّحمن الرّحيم. ( ع ع )

المصادر
المحتوى
OV