مناجاة - هو الأبهى اللهم يا ملجئي وملاذي ومبدئي ومعادي

حضرة عبد البهاء
النسخة العربية الأصلية

مناجاة – من آثار حضرة عبدالبهاء – نسائم الرحمن، ۱٤۹ بديع، الصفحة ۱۳٤

﴿ هُوَ الأَبْهى ﴾

اللَّهُمَّ يا مَلْجَئِي وَمَلاذِي وَمَبْدَئِي وَمَعَادِي وَمَأْمَنِي وَمَعَاذِي وَأَنِيسَ قَلْبِي فِي وَحْشَتِي وَسُكُونَ فُؤَادِي فِي دَهْشَتِي وَسَلْوَتِي فِي وَحْدَتِي وَرَاحَتِي فِي بَلائِي، تَرَانِي مُكِبَّاً عَلَى وَجْهِي فِي تُرابِ العُبُودِيَّةِ تَذَلُّلاً لِرُبُوبِيَّتِكَ وَمُتَرامِياً عَلَى عَتَبَةِ حَضْرَتِكَ الرَّحْمَانِيَّةِ تَخَضُّعَاً لِسُلْطانِ أُلُوهِيَّتِكَ وَمُعَفِّراً جَبِينِي عَلَى الغَبْراءِ ابْتِهالاً وَتَضَرُّعاً وَانْكِسَاراً إِلَى مَلَكُوتِ فَرْدَانِيَّتِكَ، لَكَ الحَمْدُ يا إِلهِي بِمَا أيَّدْتَنِي عَلَى العُبُودِيَّةِ المَحْضَةِ وَالرِّقِّيَّةِ الخَالِصَةِ والفَنَاءِ الصِّرْفِ والمَحْوِيَّةِ البَحْتَةِ فِي فِنَاءِ مَظْاهِرِ نَفْسِكَ ومَطَالِعَ أَمْرِكَ ومَشَارِقَ آياتِكَ ومَجالِي بَيِّناتِكَ فَكَيفَ عِنْدَ إِشْراقِ شَمْسِ حَقِيقَتِكَ النَّوْراءِ وظُهُورِ مَثَلِكَ الأَعْلى، كَينُونَتِكَ اللاَّهُوتِيَّةِ وَذاتِيَّتِكَ المَلَكُوتِيَّةِ وَحَقِيقَةِ نَفْسِكَ الرَّحْمَانِيَّةِ. تَعالَيْتَ يا إِلهِي عَنْ إِدْراكِي وَإِدْراكِ المُمْكِنَاتِ وتَقَدَّسْتَ يا مَحْبُوبِي عَنْ ذِكْرِي وذِكْرِ المَوْجُوداتِ، وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، وَحْدَكَ لا نَظِيرَ لَكَ، وَحْدَكَ لا مَثِيلَ لَكَ، وَحْدَكَ لا شَبِيهَ لَكَ. تَفَرَّدْتَ بِوَحْدَانِيَّتِكَ وَتَنَزَّهْتَ بِفَرْدَانِيَّتِكَ. اللَّهُمَّ اقْبَلْ ذُلِّي وَانْكِسارِي بِبَابِ أحَدِيَّتِكَ وَزِدْ فِي فَقْرِي وَمَسْكَنَتِي وَجَزَعِي وَابْتِهالِي وَضَرَاعَتِي بِفِنَاءِ رُبُوبِيَّتِكَ وَثَبِّتْنِي عَلَى عُبُودِيَّةِ أحِبَّائِكَ وَالخُضُوعِ وَالخُشُوعِ لَدى أَصْفِيائِكَ وَأَلْبِسْنِي هذا القَمِيصَ الَّذِي هُوَ حَياةُ رُوحِي وَنَجَاةُ نَفْسِي وَعِزَّةُ ذَاتِي وَشَرَفُ كَيْنُونَتِي وَعُلوُّ هُوِيَّتِي وَسَلْطَنَةُ حَقِيقَتِي وَفَخْرِي وَمُبَاهَاتِي وَهُوَ دِرْعِيَ الأَوْقى وَحَظِّيَ الأَوْفى وَسِدْرَتِيَ المُنْتَهى ومَسْجِدِيَ الأَقْصَى وَجَنَّتِيَ المَأْوَى وَفِرْدَوْسِيَ الأَعْلى. وَأَسْتَغْفِرُكَ عَنْ كُلِّ صِفَةٍ غَيرِ هذِهِ الصِّفَة ِالعُلْيا. وأَتُوبُ إِلَيكَ عَنْ كُلِّ سِمَةٍ دُونِ هذِهِ السِّمَةِ النَّوْراءِ، فَإِنَّها مَثَليَ الأَعْلى وَطَرِيقَتِيَ المُثْلى وَأَسْتَغْفِرُكَ أَسْتَغْفِرُكَ يا رَبِّيَ الأَبْهى.

(ع ع)

المصادر
المحتوى
OV