مناجاة - الله أبهى اللهم يا إلهي ترى وجوهًا نورانية

حضرة عبد البهاء
أصلي عربي

مناجاة – من آثار حضرة عبدالبهاء – نسائم الرحمن، ۱٤۹ بديع، الصفحة ۱۳۸

﴿ اللهُ أَبْهى ﴾

اللَّهُمَّ يا إِلهِي تَرَى وُجُوهاً نَوْرَانِيَّةً فِيها نَضْرَةُ رَحْمَانِيَّتِكَ وَقُلُوباً مُتُيَّمَةً فِيها جَمَالُ وَحْدانِيَّتِكَ وَصُدُوراً مُنْشَرِحَةً بِآياتِ فَرْدَانِيَّتِكَ وَأَفْئِدَةً مُنْجَذِبَةً بِنَفَحاتِ رِياضِ أَحَدِيَّتِكَ وَأَبْصَاراً شَاخِصَةً إِلَى مَلَكُوتِ صَمَدَانِيَّتِكَ وَآذاَناً مَمْدُودَةً إِلَى صَوامِعِ اللاَّهُوتِ لِتَسْمَعَ ذِكْرَكَ وثَنَاءَكَ. أَيْ رَبِّ هؤُلاءِ عِبَادٌ هَامُوا فِي هَيْماءِ حُبِّكَ وَاشْتَعَلُوا بِالنَّارِ المُلْتَهِبَة في سِدْرَةِ مَحَبَّتِكَ وَاهْتّزَّوا وَتَمَايلَوا عِنْدَ تَنَفُّسِ نَسِيمِ عِنَايَتِكَ وَآوَوْا إِلَى كَهْفِ حِفْظِكَ وَحِمَايَتِكَ ودَلَعَتْ أَلْسِنَتُهُم بِمَحَامِدِكَ وَنُعُوتِكَ وَتَأَنَّقَتْ رِياضُ ضَمَائِرِهِمْ بِرَياحِينِ مَعْرِفَتِكَ وَتَدَفَّقَتْ حِياضُ سَرَائِرِهِم بِمِياهِ مَوْهِبَتِكَ. أيْ رَبِّ احْشُرْهُمْ تَحْتَ لِوَاءِ المِيثَاقِ بِوجُوهٍ نَوْراءَ واجْمَعْهُم في ظِلِّ شَجَرَةٍ أنِيساً بِقُلوبٍ طَافِحَةٍ بِالسَّرَّاءِ وَأَغْرِقْهُمْ فِي قُلْزُمِ الكِبْرِياءِ حَتَّى يَخُوضُوا وَيَغُوصُوا فِي عُمْقِ الصِّفَاتِ وَالأَسْماءِ وَيلتَقِطُّوا الخَرِيدَةَ النَّوْراءَ وَاليَتِيمَةَ العَصْمَاءَ وَوَفِّقْهُمْ عَلَى إِعْلاءِ كَلِمَتِكَ العُلْيا ونَشْرِ آثارِكَ فِي كُلِّ الأَنْحاءِ وَانْتِشارِ نَفَحاتِكَ فِي جَمِيعِ الأَرْجَاءِ وَسُطُوعِ أَنْوارِكَ مِنْ الأُفُقِ الأَعْلَى لِيتَوَجَّهَ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالقُبَائِلِ إِلَى مَلَكُوتِكَ الأَبْهى وَيَتَخَلَّقُوا بِأَخْلاقِ تَقْدِيسِكَ وَشِيَمِ تَوْحِيدِكَ فِي عالَمِ الإِنْشاءِ وَتَتَفَتَّحَ عَلَى وُجُوهِ الكُلِّ أَبْوابُ جَنَّةِ المَأْوى، وَتَتَمَدَّدَ مائِدَةُ السَّمَاءِ وَيَنْكَشِفَ حِجَابُ الكَوْنِ عَنْ جَنَّةِ الأَبْهى. إِنَّكَ أَنْتَ مُؤَيِّدُ مَنْ تَشَاءُ عَلَى ما تَشَاءُ بِمَا تَشَاءُ وإِنَّكَ أَنْتَ المَلِكُ المُقْتَدِرُ المُهَيمِنُ القَيُّومُ.

(ع ع)

المصادر
المحتوى
OV