مناجاة - هو الله إلهي إلهي ترى فقري وفاقتي وحرقتي

حضرة عبد البهاء
أصلي عربي

مناجاة – من آثار حضرة عبدالبهاء – نسائم الرحمن، ۱٤۹ بديع، الصفحة ۱٤۲

﴿ هُوَاللهُ ﴾

إِلهِي إِلهِي تَرَى فَقْرِي وَفَاقَتِي وَحُرْقَتِي وَشِدَّةَ لَوْعَتِي وَسَوْرَةَ غُلَّتِي وَكَثْرَةَ ظَمَإِي وَعَطَشِي لَمَعِينِ فُيُوضَاتِكَ وَسَلْسَبِيلِ عِنَايتِكَ فَوا وَلَهِي فِي جَمَالِكَ، فَوَا شَوْقِي لِلِقَائِكَ، فَوَا جَذْبِي لِمُشَاهَدَةِ أَنْوَارِ طَلْعَتِكَ وَالتَّجَرُّعِ مِنْ كَؤُوسٍ طَافِحَةٍ بِصَهْباءِ عَطَائِكَ. أيْ رَبِّ إِنِّي أسِيرٌ أطْلِقْنِي بِقُدْرَتِكَ وَإِنِّي مُسْتَجِيرٌ فَأَجِرْنِي مِنْ وَهْدَةِ حِرْمَانِي بِقَوَّتِكَ وَإِنِّي دَخِيلٌ فَآوِنِي فِي كَهْفِ حِفْظِكَ وَحِمَايَتِكَ بِلِحاظِ أَعْيُنِ رَحْمَانِيَّتِكَ. يا مَحْبُوبِي، إِلَى مَتى هَذا الاحْتِراقُ فِي نِيرانِ حِرْمانِ الاشْتِياقِ، فَبِعِزَّتِكَ ضَاقَ صَدْرِي وَارْتَخى أَزْرِي وَانْكَسَرْ ظَهْرِي وَاصْفَرَّ وَجْهِي وَابْيَضَّ شَعْرِي فَذَابَ لَحْمِي وَبَلَى عَظْمِي وَسَالَتْ عَبَراتِي وَصَعِدَتْ زَفَرَاتِي وَاشْتَدَّتْ سَكَرَاتِي وَزَادَتْ حَسْرَتِي فِي كُلِّ يَوْمٍ. أَمَا تَرْحَمُنِي يا مَحْبُوبِي، أَمَا تَنْعَطِفُ عَلَيَّ يا مَوْلائِي. هَلْ لِي مُجِيرٌ إِلاَّ أَنْتَ أَمْ لِي نَصِيرٌ إِلاَّ أَنْتَ، أَمْ لِي حَنُونٌ إِلاَّ أَنْتَ، أَمْ لِي وَدُودٌ إِلاَّ أَنْتَ، لا وَحَضْرَةِ عِزِّكَ، أَنْتَ مَلاذِي وَمَلْجَئِي وَمَهْرَبِي فِي كُلِّ حالٍ، أَجِرْنِي وَاحْفَظْنِي وَاعْرُجْ بِي إِلَى جِوارِ مَلَكُوتِ رَحْمَتِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُتَعالِي العَزِيزُ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ.

(ع ع)

المصادر
المحتوى
OV