وإنّك أنت يا إلٓهي سبقت رحمتك وكملت موهبتك وأحاطت قدرتك كلّ الأشياء فخلقت الخلق بفيض محيط بحقائق الموجودات وأنشئت النشأة الأولى بإشراق أنوار الهدى وتجلّيت بها على الحقائق اللّطيفة المستّعدّة للفيوضات حتّى استفاضت واستضائت وصفت ولطفت بآيات وحدانيّتك الّظاهرة الباهرة آلاثار وبذلك خضعت وخشعت هياكل تلك الحقائق النّورانيّة للكلمة الوحدانيّة وخشعت أصواتهم عند استماع ندائها وعنت وجوههم لقيّوميّتك يا ذا الأسمآء الحسنى إلٓهي إلٓهي ارحم ذلّي ومسكنتي وتعطّف على فقري وفاقتي تراني هدفًا لكلّ سهام وغرضًا لكلّ نصال وخائضًا في غمار البلآء وغريقًا في بحار المصائب والارزآء ارحمني بفضلك وجودك يا ذا الأمثال العليا وريّحني عن كلّ كربة وبلآء وأرحني بنداء الرّجوع إلى جوار رحمتك الكبرى وأرفعني إليك لأنّ الأرض ضاقت عَلَيَّ والحيات مريرة لدي وآلالام تتموّح كالبحور والأحزان تهجم هجوم الطّيور على الحبّ المنثور فنهاري من ألآمي ليل بهيم وصباحي مسآء مظلم بهموم عظيم وعذبي عذاب وشرابي سراب وغذائي علقم وفراشي أشواك وحياتي حسرات ومياهي عبراتٌ وأوقاتي سكرات وبعزّتك لقد ذهلت عن كلّ شيئ ولا أكاد أُفّرق بين ليلي ونهاري وغدائي وعشائي وسهري ورقادي بما اشتّدت الازرآء وعظم لي البلآء وعرض داء ليس له دوآء الكبد مقروحةٌ يا إلٓهي والأحشآء مجروحة يا محبوبي والدّم مسفوك يا مولائي فكيف تكون الحيات مع هذه الآفات فوعزّتك مريرة من جميع الجهات أدركني يا إلهي وأرفعني إليك بفضلك ورحمتك يا غاية المناء وأدخلني في مقعد صدق ظلّ شجرة رحمانيّتك وأجرني في حظيرة الألطاف تحت ظلال سدرة فردانيّتك وإنّي اتضرّع إليك بكلّيتي أن يرزقني كأس الّتي أتمنّاها منذ نعومة أظفاري وأشتهيها إشتهاء الرّضيع إلى ثدي العنايه والظّمأن إلى عين صافية عذبة وعزّتك لا اقتدر على المناجات ولا استطيع أن أذكرك في هذه البليّات لأنّ الضّعف غلبني ولا يكاد يخرج النّفس من عزّ عزّة نفسي و حشرجة صدري وأنت تعلم بما في قلبي وتطّلع بحزني وألمي بجّني يا إلٓهي من هذه الحالة الّتي كلّ دقيقة منها سمّ هالك وظلام حالك وأغثني يا إلهي أنقذني يا محبوبي برحمتك الكبرى إنّك أنت القّوي المقتدر الرّؤف الرّحيم (ع ع)