مناجاة - هو الله اللهم يا غافر الذنوب وكاشف الكروب

حضرة عبد البهاء
النسخة العربية الأصلية

مناجاة – من آثار حضرة عبدالبهاء – بشارة النور، ۱٤٤ بديع، الصفحة ۱۱۲

﴿ هو اللّه ﴾

اللّهمّ يا غافر الذّنوب وكاشف الكروب وجاذب القلوب وستّار لكلّ مذنب ولو خاض غمار العيوب إنّ عبادًا اخترتَهم لمحبتك واجتَبتيهم لمعرفتك وخصّصتَهم برحمتك وهديتَهم إلأى مطلع وحدانيّتك وشفيهتَم من الأسقام الّتي تعتري الأرواح ودفيتَ لهم بعهدك الموثوق في عالم الأرواح حتّي لم يكترثوا بالأشباح وقاموا بالأفراح لمّا أضاء المصباح في زجاجة رحمانيّتك وسلكوا في سبيلك و شربوا من سلسبيل عنايتك وتجرّعوا من كأسٍ يتلألأ فيها الصّهباء كالمصباح ربّ إنّهم انقطعوا عن الدّنيا وتوّجهوا إلى الملأ الأسمى وأخلصوا وجوههم لجمالك الأبهى وتمنّوا الرّفيق الأعلى ونادوا باسمك في الملأ ودعوا إلى ملكوتك الأعلى وأقبلوا إليك بقلبٍ خاضعٍ وعين ناظرٍ وروحٍ خاشع مبتهلين إليك في العشي والإشراق ربّ إنّهم تحمّلوا كلّ شدّة وضرّاء وكلّ محنةٍ وبأساء في سبيلك يا ربّ السّموات العلى ربّ إنّهم لم يجزعوا من المصائب ولم يفرعوا من النّوائب بل ثبتوا ثبوت الرّاسيات البواذخ واستهدفوا السّهام في حبّك وتحمّلوا المحن والآلام في سبيلك يلبّون لندائك ويهرعون إلى ظلال سدرة رحمانيّتك وتذرف أعينهم بالدّمع شوقًا للقائك وتتصاعد منهم الزّفرات وتشتدّ عليهم الحسرات لحرمانهم من محفل الأنوار الّذي يتجلّى فيه العزيز الجبّار إلى أن وهنت منهم القوى وتزلزلت أركانهم من النّوى واضطرمت في الأحشاء نار الجوى وانصرم صبرهم من التّنّئي من ملكوتك الأبهى فخلعوا أثواب الأجسام ولبسوا قميص التّقديس وطاروا إلى الأوج الأعلى شوقًا إلى اللّقاء في ملكوت الأسرار وتوقًا إلى الحضور في محفل التّجلّي مركز الأنوار ربّ أكرم هذا الوفود وأسمح لهم بالورود على الورد المورود والوصول إلى المقام المحمود والخلود في حيّز الكشف والشّهود واجعلهم آيات العفو والغفران ورايات الفضل والإحسان وكواكب ساطعة من أفق العلى ومواكب رافعة اللّواء في الملأ الأعلى إنّك أنت الكريم إنّك أنت الرّحيم إنّك أنت العفوّ الغفور يا ربّي الرّؤف العظيم (ع ع)

المصادر
المحتوى
OV