ربّ ورجائي وغاية منائي إنّ عبدك الخاضِع لسلطنتك الخاشع لعظمتك المؤمن بك وبآياتك المتجرّد عن غيرك المخلص في دينك النّاشر لنفحاتك الواقف بمعاني كلماتك المؤيد بتأييداتك قد قام بكلّ قوّة في نشر آثارك وبثّ أسرارك بقوّة برهانك بين عبادك وهديت به نفوسًا طيبةً طاهرة من خلقك ولا زال كان ناظرًا إلى ملكوتك الأبهى ومتوّجهًا إلى ملئك الأعلى ومبتهلاً إليك في الصّباح والمساء ومتضرّعًا بين يديك في جنح اللّيالي الظّلماء قد تم ميقاته في حيّز الأدنى فاشتاق إلى لقائك في الملأ الأعلى فزغتَ عنه القميص الرّثيث وألبسته قميص التّقديس وعرجت به إلى عالم الأسرار في مركز الأنوار ربّ ربّ إنّه كان آية حبّك وراية ذكرك ومَعين عرفانك وعينًا تسنيمًا من سلسال أسرارك وجاهد فيك حقّ الجهاد حتّى هديتَه إلى سبيل الرّشاد لا يألو جهدًا في الدّلالة إلى منهج الهديى والمّجحة السّمحة البيضاء ربّ اجره في جوار رحمتك الكبريى وأغرقه في بحر مغفرتك العظمى واجعله مؤانسًا لجمالك وفائزًا بلقائك ومستضيئًا من بهائك ومستنيرًا من ضيائك وغريقًا في بحر ألطافك واشرح صدور الذّين ينتسبون إليه بتأييداتك وتوفيقاتك حتّى يكونوا خَلقًا صالحًا لذلك الرّجل الجليل وبقيةً طيبةً ممّا ترك ذلك المؤيّد الجميل إنّك أنت العفوّ الغفور وإنّك أنت الرّحمن الرّحيم (عبدالبهاء عبّاس)