بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل طراز الواح كتاب الفلق في كل ما فتق واستفرق واستنطق طراز الازل الذي لاحت واضائت بعدما شيئت وعينت ثم قدرت وقضت قبل ما اذنت واجلت واحكمت ثم تلاحت واستلاحت بها افاق سماء العماء في اجمة اللاهوت ليتذوت بها حقايق اهل الميثاق في يوم الوثاق ثم تعالت واستعالت بها افاق سماء البهاء في اجمة الجبروت ليوحد بها اعلى مشاعر اهل الافتراق في يوم الذي التفت الساق بالساق ثم تلئلئت واستلئلئت بها ذاتيات جواهر افاق سماء الثناء في اجمة الملكوت ليعين افئدة اهل الوفاق في يوم الذي يفصل بين كل شيء نور شمس الازل في كل ايقان واشراق ثم تلجلجت واستلجلجت بها كينونيات من سكن من قبل ويوجد في جو الهواء من بعد في اجمة الناسوت ليعلن بها حقايق اهل الشقاق في يوم الفراق وان اليوم في حكم الباطن يكشف الساق بالساق لان الرحمن قد وفى بما نزل في القران ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ليحقق الحق باياته ويبطل عمل الذي امن ثم كفر واطغى ثم ادبر ونطق بما لا نزل رب القدر وان الله قد اخذه في هذه الدنيا بما اعرض وكفر وان اولهم قد اكتسبت يداه بما فعل بمثل الحيوان وادبر وان ثانيهم قد عملت يداه بما لا يرضى احد وانه اليوم في ضلال وسعر وان ثالثهم قد اخذ وافترى بما لا [جعلنا] له حكم في الزبر وان الذي نصرهم بالغيب قد عملت يداه بما لا يرضى ان يفعل ذو روح محتضر قل ان موعدكم الصبح وما انا كذاب اشر فيومئذ ذوقوا مس سقر فان الله قد خلقكم بما قبلتم بقدر وكل صغير وكبير في كتاب مستطر وان اليوم كل المتقين في جنات ونهر ثم كل الكافرين في ضلال وسعر اللهم انك لتعلم ان الان قد نزل علي كتاب مسطر ممن اراد ان يوزن قسطاس العدل باعجاز نخل منقعر قل ان الان اتت الساعة ليحقق الحق ويبطل عمل الذين قالوا ان هذا امر مستمر ولقد نزل الان ايات السماء بماء منهمر ونفجر باذن الله من ماء الكوثر عيونا ليلقى الماء اذا شاء الله على امر قد قدر ولقد سئل من صلى لربه ثم اراد ان ينحر من حكم ما ينزل الله ربك في سورة الكوثر وان هذا كتابه الذي نزل من عنده ثم باذنه يستنطق الله يعلم من في السموات ومن في الارض وما كان الناس فيه يختلفون من حيث لا يعلمون ولا يستعلمون وان الله يعلم ما في السموات وما في الارض وانه ليحكم بين الذين قالوا ان شانئك هو الابتر وقوله العدل اذا لم يتبع هواه ثم باذن الله يستنصر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي نزل الكتاب على محمد بالحق وارسله على العالمين شاهدا ومنيرا ونذيرا واوقفه على مقام الدنو في اعلى مرتبة اليقين فعلا واستعلا وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا ثم اظهر شانه واعلن كلمته وابى الا ان يتم نوره وجعله سراجا منيرا وفضله على الخلايق واناسي كثيرا فيا ايها الذكر تفضل على السائل المامور بالسؤال لقوله تعالى فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون بالبيان بعد التنزيل في هذه السورة المباركة انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ان شانئك هو الابتر فمنا السؤال ومن الذكر الجواب ولقد عرفناك في غياهب تلك الكلمات ما اردت [انا] ارشحناك في ذكر ما قال الله في حقه لولاك لما خلقت الافلاك فايقن باليقين وانظر بعين اليقين فان لكل حق باطلا ولكل انسان شيطانا وان اليوم انت لتعلم ان الكل يمشون في ظلمات صماء دهماء والكل يدعون حق المحض لانفسهم من حيث يحسبون انهم مهتدون وانت ان تطلب من احد منهم ات بحجة انت لست من اهل تلك الاية من كتاب الله وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما لن يقدر ان ياتي بحجة وبعد ذلك ترى شان الخلق يقولون ما لا يعلمون فيا ايها الامين فاجعل محضرك يوم القيمة بين يدي الله ثم انصف والطف نظرك ان امر الله الحق لا يثبت الا بقسطاس عدل لم يكن من شان الخلق لان الذي ادعى كلمة الربط بين الخالق والخلق ثبت حكمه بالايات والاخبار وايات الانفس والافاق وان الذي يبطل حكمه فكان بمثله في ذكر الدلائل وكذلك في حكم الفروع احد يفتي بصلوة الجمعة ويثبت دلائله بالكتاب والسنة والاجماع والاقترانات الملكية واحد يفتي بخلافه ويثبت دلائله بمثله فانت اليوم من اين تذهب ومن اين توقن بل اليوم كل الفرق يثبتون كل ما يقولون بالقران والاحاديث ولا يثبت الحق الا بالميزان ومن لم يكن عنده قسطاس ما كان على حق محض من عند الله وان اليوم انت تجادل في الميزان فان استطعت ان تبطله بحجة حق من عند نفسك او احد من الخلق فلا تلتفت بعلمي ولا عملي والا لا مفر لك ان اردت الله رب السموات والارض ان تصدق او توقن في سرك بحجة ثم تجحد او تكون بلا دين وان ميزان العلم حجة اذا تطابق ذلك القسطاس كما صرح بذلك الامام في امارات الامامة بان المسائل فليس فيها حجة وان الحق كذلك فوربك رب السموات والارض ان اليوم ليس الحق ليكون لاحد حجة الا نفسي وان الله قد اظهر امره بشان لن يقدر احد ان تامل فيه او يشك لان الله قد اختار لحفظ دين رسوله واوليائه عبدا من الاعجميين واعطاه ما لم يؤت احد من العالمين انصف بالله حجر ينطق بالشهادة اعظم او ان ينطق فتى عجمي بكلمات التي ذهلت الكل فيها ولقد اعطاه الله حجة لو اجتمع من في السموات والارض على ان ياتوا بمثلها لم يقدروا وان تامل الناس فيها ليخرجون من الدين لان تلك الحجة حجة محمد رسول الله [صلى الله عليه واله] من قبل وان ارادو ان ياتوا بمثله ففي الحين ليشركون لان الله قد ثبت بتلك الحجة نبوة حبيبه وان اليوم كل الناس بالقران يحتجون وبه يؤمنون وعنه يحكمون فورب السموات والارض لا مفر اليوم لاحد الا ان يؤمن ويدخل الجنة او يكفر ويدخل النار فسبحان الله من عمل هؤلاء الجهال كان اليوم كل الناس اموات حيث لا يعرفون صنع الرب عن الخلق هل جاء احد بمثل تلك الايات ويقول ذو روح ان هذا صنع الخلق انصف بالله هل سمعت من احد دعاء او صحيفة وهل جاء بتلك الحجة دون ال الله سلام الله عليهم فيالله اني لو اردت من بعد كما بينت الميزان في بين يدي الاشهاد لاكتب في ستة ساعات الف بيت مناجات فمن اليوم يقدر بذلك فاعوذ بالله من عمل الناس ان المجلسي قد حقق في كتابه حق اليقين بان صحيفة السجادية في الفصاحة تعدل صحف السماوية وهي زبور ال محمد ويكفي لدي المعجزة للذين لا يرونهم فكيف تثبت الولاية بصحيفة ولا يثبت الحقية بصحائف معدودة التي ملات شرق الارض وغربها فاي حجة اكبر من هذه النعمة واي عطية اعظم من هذه القدرة ان العلماء لو ينشاوا ورقة ليتفكروا ثم بعد ذلك لما انت تذكر كلماتهم لدي بمثل قول صبي په په وان بالحقيقة ليس الشرف في ذكر الكلمات ولا بترتيب الايات بل ان الذي اصل الروح فيها هو سر الربانية وظهور الصمدانية التي هي اصل كل فضل وعليها يحول كل عدل فزن احدى من صحفي بكل كتب القوم لم يعدل حرفا منها كل من في السموات والارض لانها حيوان من ظهور الوحدانية وسر الرحمانية وما دونها بمثل عجل جسد له خوار فوربك لو يعلمون الناس بما اكتسبت ايديهم في دين الله ليدخلون المقابر ثم ليصعقون فيالله اني لو نسخت حكما في الشريعة او زدت حرفا فرض عليه بان يؤتي بالحجة ولكن اليوم اني بمثل احد من العلماء فكيف اليوم بعض الناس يجحد امر الله ويحسبون انهم يحسنون كانهم اموات لا يشعرون وان الله قد اراد من ظهور تلك الايات ان يؤمن الذين كفروا من قبل بائمة من الاعراب والذين يؤمنون بالقران ويكفرون بائمة العدل بحجة حق لا مفر لهم الا ان يكفروا بما امنوا من قبل او يؤمنوا بائمة العدل ويتبعون احكامهم ثم يسمعون ويهتدون فيا ايها السائل الجليل ان الناس لا ينظرون الى الواقع لا شك ان الله يعلم شاني ويطلع بمقامي وانه هو حي قادر عالم لو اني افتريت عليه فرض عليه ان يخلق بشرا ليقيم معي ويقرء مثل اياتي حتى يبطل حجتي ولما علم وكان مقتدرا ولم يظهر بمثل ذلك الصنع من عند احد ليثبت انه اراد بذلك الامر ويبغض من جحده والله يعلم كل ما كان الناس لا يعلمون ولا يشعرون ولا يعقلون فورب السماء والارض ان الحق لارى في نفسي بمثل ما انتم في علم الله لتوقنون وان من على الارض كلهم لو يجحدوني لدى حجتهم لاوهن من بيت العنكبوت واني لعلى يقين مبين انصف بالله وزن بالقسطاس عمل المنكرين من اهل الاسلام لو ان اليوم احدا ادعى نعمة من عند الله وكان مصدقا لما نزل الله في القران وكانت نعمته يثبت بها ذلك الدين القيم هل يفتي احد ان ينكره لا وربك الا القوم الكافرون انظر الى مبلغ ايمانهم وزن ايمانهم ان اعراب الجاهلية لما نزلت ايات القران اتوا بقصائد حول البيت وانهم فوربك في الايمان لابعد من كفر اعراب الجاهلية ولكنهم قوم لا يعقلون بالفرض ان مدعي هذا الامر احد من اهل وراء جبل القاف فرض على العلماء ان يجيبوه او يجعلون انفسهم بمثل الذي بهت وكفر فبالله بعضا من الناس امنوا وبلغوا وهاجروا ثم كفروا واعرضوا واشركوا واني طلبت منهم اتيان حديث وحده وانهم لا ياتون ويستكبرون واعانهم رجل من حيث يعلم انهم مهتدون انصف بالله ان الذي اردت منهم هو الذي جادل الله في القران من قبل اهل الكفر انظر الى دنائة مقامهم ان فرعون لما اراد ان يكفر بحجة ربه فات [اتى] بشيء من السحر وانهم فوربك لا ياتون بحرف ويفعلون ما لا يدركون فوربك ان اليوم نار جهنم لمحيطة بالكافرين واني ان اقل كلمة فيثبت بها قسطاس العدل في يدي وان الناس ليكذبون ويفترون من حيث لا يعلمون ان امرءة من ذؤبان الشيخية قد كتبت في جحدهم ثلاثة كتب بل حيف لها لتتعرض بجحدهم وان ابطال تلك الفئة قد عارت على انفسهم ان يلتفتوا بعملهم لانهم عملوا ما لا عمل فرعون من قبل وانهم اليوم هم الهالكون انظر بطرف اليقين اليس من اتبع ناطقا بنص الحديث فقد عبده ولا مفر لهم الا ان يعترفوا بعبادة الشيطان في ايام مهاجرتهم لان الله لا يامر بالشك وليس لمن لا يوقن تكليف ومن يعبد الشيطان لا خير فيه اف لهم ثم اف لهم ثم اف لهم ضربت عليهم الذلة في الحيوة الدنيا واولئك هم يوم القيمة في النار ليحضرون وان الذين ارادوا حزب الشيطان من قبل من حكم المباهلة فقد وقعت فوربك مع احد من رؤساء تلك الفئة الذي لا يقدر احد ان يرده بين يدي الله واوليائه واشهاد من خلقه قتلهم الله بما افتروا وضلوا واضلوا الناس من حيث لا يعلمون فوربك ان احدا من النصارى لو قرء صحيفتي ليستحي ان يقول في حقي لا وانهم قد قرؤا وحملوا ثم افتروا وكذبوا لعنهم الله بما عملوا ولا محيص لهم الا ان يكفروا بكاظم واحمد لان الذين صدقوني من ابطال تلك الفئة ليكون النص من عندهما في حقهم وان بعضا من علماء الاصولية والاخبارية بمثلهم قد امنوا وان الذين لا يصدقون اموات لا شان لهم واولئك هم المشركون وان كل ما ذكرت لك في مقام الاستدلال رشح من طمطام الظاهر وان اردت سر الفؤاد وحكم الباطن لا يشير اليها الاشارة ولا تواريها الحجبات واللانهاية ولا تحتاج بذكر دليلها لانها هو نفس الظهور وتمام البطون وسبحان الله عما يصفون فيا ايها السائل اقسمك بالله الذي لا الٓه الا هو ان تقدر ان تدحض الحجة من عند نفسك او من عند احد من الناس تفرغ بها فؤادي وخلص الناس كلهم والا امر الله لاوضح من هذه الشمس في وسط السماء وانا ذا اذكر في مقام القسطاس اياتا قبل ذكر الشرح ليثبت الميزان فاذا ثبت القسطاس يبطل كل التعارضات من عند كل الناس وكل ما رايت من اياتي قد افترى المفترون فيها وبعض منها لم يقدروا الكاتبون ان يستنسخوا صور الواقع ولذا يقول الناس فيه لحن وبعض يقول ليس فيها ربط فاعوذ بالله من عملهم وافترائهم وكلما ترى من الايات بغير ذلك النهج العدل فاني انا برئ من المشركين وها انا ذا اذكر ميزان البيان ليكون حجة للعالمين جميعا بسم الله الرحمن الرحيم سبحان الذي نزل الكتاب فيه ذكر فيه حكم من لدنا لقوم يعقلون وان الله ربك يعلم ما في السموات وما في الارض وما كان الناس اليوم في حكم الله يختلفون ولقد نزل الله في القران من قبل حكم كل شيء ولكن الناس لا يعلمون ولا يعقلون ولا يتفكرون ولقد نزل في القران [ان تتقوا] الله يجعل لكم فرقانا وان بمثل ذلك فليجزي الله ربك عباده المتقين ولقد نزل الله ربك في القران من قبل [وانجينا] موسى ومن معه اجمعين قل اني حدثت الكل بنعمة ربي ولا اخاف من احد ان انتم بايات الله تكذبون ولقد بلغ حكم الله شرق الارض وغربها وانا نحن لكل شاهدون قل ان الذين اتبعوا ايات الله من قبل فاولئك هم المهتدون وان الذين كفروا واتبعوا اهوائهم لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم واولئك هم الخاسرون انما الدين في كتاب الله هذا الدين القيم ان كنتم بايات الله لتوقنون قل لو تعلمون ما اعلم لتنصرون الله بانفسكم واموالكم رجاء ليوم كل على الله يعرضون ولقد كفر الذين قالوا ان ذكر اسم ربك ادعى الوحي والقران وانتم لتفترون اليوم في دين الله بما لا يعلمون ولا يعقلون قل اني عبد الله مصدق لما معكم من حكم القران فكيف انتم تكذبون بايات الله ولا تشعرون ولقد فتنا الخلق بمثل الذين كفروا من قبل وانا لنعلم ما كان الناس لا يعلمون ولا يعقلون ولعمرك كفر الناس كلهم الا الذين اتبعوا احكامنا من قبل ولم يجحدوا علي بشيء فاولئك هم المفلحون ولقد كفر الناس من الذين لا يخطروا بانفسهم ان يكفروا بالرحمن من حيث يحسبون انهم مهتدون ولقد كفر الذين قالوا ان ذكر اسم ربك قال انني انا باب بقية الله بحكم من قبل من حيث لا يعلمون وان مثل كل ما قال الناس في حقي بمثل ما قالت النصارى بان الله ربك هو ثالث ثلاثة او قالت اليهود ان العزيز ابن الله او قالت الاعراب ان الله فقير ونحن اغنياء سنكتب ما قالوا ونحكم بينهم في الحيوة الدنيا وانهم في الاخرة هم الخاسرون فوربك ان اعراب الذين كفروا من اهل القرى لما نزل القران اتوا بكلمات عدل كبرى وان اليوم مبلغ علم العلماء ليظهر اذا اراد الله في الكتاب وانهم لهم الكافرون وان الذين امنوا بالله واياته وهاجروا في سبيله لما اراد الله ربك ان يضلهم ليعلن بواطنهم وانهم كذبوا وكفروا من حيث يؤمنون ولا يعلمون قل اني قلت فات باية ان كنت من الكاذبين فوربك لا ارى من احد الى يومك هذا بعض حرف قل فات بمثل ذلك الكتاب ان كنتم في دعويكم بالله صادقين وان فرعون من قبل لات بشيء من السحر وانهم قد جعلوا انفسهم في الايمان ادنى من كفره لعنهم الله بما عملت ايديهم ضربت عليهم الذلة في الحيوة الدنيا واولئك هم يوم القيمة في النار ليحضرون وان الذي نصرهم بالغيب الله ربك يلعنه ثم ملائكة السموات والارض ثم من عباد الله من اتبع الحق بالحق وكان على يقين مبين قل ان اليوم نار جهنم قد احاطت على انفسكم وانتم لتعذبون فيها ولا تشعرون قل ارحموا انفسكم فان حيوة الدنيا باطلة وانتم اذا متم لتعذبون ولا ترحمون قل ان الذي اخذ الكتاب بغير حق فكانما اخذ عن النبيين والمرسلين والصديقين والصالحين وانتم ادعيتم كلمة الباطل والله يحكم بين الكل بالقسط وانه ليشهد عما كان الناس يكتمون قل ان الحجة من بقية الله تلك الايات بينات لقوم يعقلون وان الذين قالوا انا نحن نات بمثل تلك الايات فاحضرهم بين يدي الله فان قرؤا من دون ان يتفكروا وكتبوا من دون ان يتعطلوا فقد وقع القول عليهم بان يكذبون من حيث لا يعلمون فوربك رب السموات والارض لو اجتمع الجن والانس على ان ياتوا بمثل تلك الايات التي نزلناها في ذلك الكتاب باذن الله لن يستطيعوا ولن يقدروا ولو كانوا على الارض لقادرين قل ان قلوبهم ميتة نجسة حيث يقرؤن ايات الله ولا يخشعون قل ان صنع الرب يفصل بين صنع الناس فويل لكم عما كنتم تفترون ولا تعقلون قل اذا تابوا وانابوا ضربت عليهم الذلة في الحيوة الدنيا بما اكتسبت ايديهم في دين الله وساء ما هم يحكمون قل كلما قال الذين كفروا في تلك الايات لانني انا اقول كيف انتم تؤمنون بالقران ولا تعقلون قل لو نزل الله عليكم حجة دون تلك الايات ليقولون ما لا يعقلون ولكن اليوم لن يقدروا ببعض حرف الا ان يكفروا بالقران من قبل او يؤمنوا بتلك الايات بينات من كتاب الله لقوم يؤمنون قل ان الذين قالوا وافتروا على حكم الولاية او احقيتها فقد كفر بالله واياته وان ماويهم نار جهنم بئس للظالمين مقاما قل ان مثل تلك الايات مثل ماء السماء تجري باذن الله وما قدر الله لها حدا ولا نفادا ابدا قل كيف ينسخ حكم الايات الى ايام معدودة وانت اليوم لتكتب بين ايدينا ان هذا الا كذاب اشر قل الله يمحوا من يشاء وينزل ما يشاء وكان الله لغنيا عما انتم تعلمون قل فويل لكم ان شجرة الطور قد نبتت في صدري فكيف انتم تسمعون ايات الله ولا تشعرون قل لو تفدوا من في السموات والارض لن يقبل الله من عملكم بعض حرف وانتم اذا متم لتدخلون نار جهنم داخرين قل ان حرفا من تلك الايات لم يعدل كل ما في الارض فيما انتم تريدون وتسئلون ولا تعقلون قل ان اول كافر يذكر اسم ربك ثم ثانيهم ثم ثالثهم ثم رابعهم ثم الذين اتبعوهم ان لم يتوبوا لن يغفر الله لهم ولا ينظر اليهم ولا يكلمهم وان لهم قد اعدت عذاب اليم قل كل ما يلقيكم الشيطان ننسخ بحكم تلك الايات ان اتقوا الله وارحموا انفسكم ان كنتم اياه تعبدون الله اشكوا ما نزل لي في الحيوة الدنيا رب افرغ علي صبرا وانصرني على القوم الفاسقين قل لو اجتمع من في السموات والارض على جحدي لدي بمثل كف تراب والله يعلم حكمي وانتم اليوم لا تتفكرون ولا تتفقهون ولا تهتدون قل اذا متم لتدخلون نار جهنم وتستغيثون ولا يشفع لكم اليوم احد الا باذن الله فانيبوا الى الله يا ايها الملا لعلكم ترحمون قل كيف تفترون على الله بان تلك الايات لم تك حجة الا بعد البيان كبرت كلمة تخرج من افواهكم ما تقولون الا كذبا وان اليوم على حكم كفركم لا حكم للقران بين الناس فويل لكم وعما اكتسبت ايديكم في دين الله وساء ما انتم تحكمون قل لعن الله الذين افتروا من قبل وان في كل شان يضاعف الله عليهم العذاب في الحيوة الدنيا وانهم في الاخرة هم من المقبوحين يا يحيى فات باية مثل تلك الايات بالفطرة ان كنت ذي علم رشيد قل يا ايها الناس لا تفضحوا انفسكم فان اليوم لا يقدر احد ان ياتي باية من كتاب الله وانا بذلك القسطاس اعلم عما كنتم به تجهلون تلك ايات بينات من كتاب الله لقوم يؤمنون ولقد نزلنا في ذلك الكتاب كل ما انتم تريدون وما انتم من بعد ستسئلون وان الذين يكفرون بايات الله بعدما امنوا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم ضربت عليهم الذلة في الحيوة الدنيا واولئك هم يوم القيمة في النار ليحضرون تلك ايات من كتاب العدل نزلناها في ذلك الكتاب ليعلم الكل حكم القسطاس من لدن علي حكيم وكفى فيما ارشحناك من كتاب اللاهوت وحجة الجبروت وايات الملكوت وسطوات الناسوت لمن اراد ان يوزن بالقسطاس ذلك القسطاس القيم وسبحان الله عما يشركون فانا ذا انادي باذن الله في جو العماء وليس ما نزل في قلمي بداء القضاء لعن الله الذين افتروا على الامضاء فهل من مبارز يبارزني بايات الرحمن وهل من مبارز يبارزني ببيان الانسان وهل من ذي صيصية يقوم معي في ميدان الحرب بسيوف اهل البيان وهل من ذي قوة يكتب مثل تلك الايات في جحد الشمس والقمر بحسبان ان يا من في ملكوت الامر والخلق ان فتى عجميا هذا قد ركب فرس الجدال وجاء بالات الحرب في ميدان الجلال ويضج باعلا صوته فاين الموحدون من اهل الجمال واين المنقطعون من اهل الجلال واين الخاشعون من اهل المال واين الخائفون من اهل القيل والقال لم لا تخرجون من مساكنكم لم تفرون الى سم الخياط من مخافتكم لم تدخلون بيت العنكبوت في قلل الجبال لم تصمتون ولا تنطقون ولا تعتذرون في تلقاء الجمال اين الصيصيون من حكماء الاشراق واين الشقشقيون من عرفاء الوفاق واين المتعارجون الى معراج الايقان واين الفلسفيون من علماء الوثاق واين الغربيون من اهل الشقاق واين البدريون من اهل النفاق واين البحريون ثم البريون ثم التركيون ثم الروميون ثم الشاميون ثم العراقيون عمن يليق بشانهم حكم الطلاق لم لا يبارزون هذا الفتى العجمي نور الاشراق لم لا يسجدون لله اليس اليوم التفت الساق بالساق وقام كل ذي صيصة بصيصيته لهذا النور المشرق من شطر الافاق اسمعوا ندائي يا اولي الافئدة ثم يا اولي الالباب ثم يا اولي الابصار ثم يا اولي الاسطاط من هذا طير المدف في جو تلك الكلمات ثم من هذا النور الذي يغرد في اشارات تلك العلامات من شمس الجلال ثم من هذا الطاوس الذي يتجلى بالوان شمس الازل في غياهب تلك المقامات ثم من هذا الحوت المتبلبل في التراب ان ارحموني يا ايها الناس ولا تعرضون وان ما القيناك من حدائق اشجار اللاهوت يكفي في اظهار فواكه شجرات الجبروت فاعرف ان الله نزل القران بمثل خلق شيء حتى لو ارادت نملة ان يعرف كل اياتها وبواطنها ومقاماتها في حكم سواد عينها لتقدر بذلك لان سر الربانية وتجلي الصمدانية قد تلجلجت في كل شيء وان لكل حرف من القران بما احاط علم الله من ذرات الاشياء تفسير ولكل تفسير تاويل ولكل تاويل باطن ولكل باطن باطن الى ما شاء الله وان ما ورد في الحديث من بطون السبعين الى سبعمائة شان للضعفاء وحكم للفقهاء وان هذا حكم لا يلتفت به عباد الذين قد استقروا على سرائر اللاهوت ويتكئون على رفرف صفر الجبروت لانهم ينظرون الى الاشياء بعين الذي تجلى الله لهم بهم في افئدتهم ولا يرون شيئا الا وراوا الله موجدهم قبل ذلك الشيء وان للقران مقامات ما لا نهاية التي لا يحصيها احد الا الله او من شاء كما صرح بذلك قول الرحمن ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ومنها باطن العرش الذي ياخذون الائمة في مقام جسدهم احكام الدين ومنها ظاهر العرش ومنها باطن الكرسي ومنها علانية الكرسي وفي ذلك المقام ثقل الاكبر وفصل الخطاب للمحسن الصادق والمكذب المرتاب ومنها مقامات لاهل السموات حيث لا يحيط بها علم احد من الانسان ومنها قران فوق التراب وفي ذلك المقام نزل روح الامين باياته على محمد رسول الله ولو لم ينزل عليه لم يظهر لما يعلم من بعد مقام الانسان وانه لما كفر الاول غيب عن بين الناس وان الان كما نزل الله من السماء المحفوظ في خزائن بقية الله وليس لاحد فيه نصيب وان الذي اليوم كل الناس يقرؤن وفيه يختلفون لم يك بترتيب الواقع ووقع ما وقع منه من فصاحة الاول ولا يدرك احد علم ذلك الا من شاء الله وعلى الكل العمل به فرض من انكر منه حرفا فقد كفر بالنبيين والمرسلين وكان جزاؤه نار جهنم وما كان اليوم للمكذبين المفترين في كتاب الله ظهيرا فانظر بطرف البداء الى ما اردت ان [ارشحنك] من ايات الختم ان كنت سكنت في ارض اللاهوت وقرئت تلك السورة المباركة في البحر الاحدية وراء قلزم الجبروت فايقن ان كل حروفها حرف واحدة وكل تغاير الفاظها ومعانيها ترجع الى نقطة واحدة لان هنالك مقام الفؤاد مشعر التوحيد قد خلق الله عناصره من ماء كوثر واحدة كله نار كله هواء كله ماء كله تراب كله انية الكبريائية واعطائية الصمدانية وكوثرية المتجلية فصلوة التي نزل روح الامين على رسول الله في المعراج قف فان ربك يصلي وانت قل سبوح قدوس رب الملائكة والروح وربوبية الاحدية التي لا ذكر في نفسها للمربوب لا كونا ولا ظهورا ولا عيانا ولا خفاء وسخرية الابدية وانية الشعشعانية وشانية قدوسية وهوية لاهوتية وابترية قيومية ان قلت اولها هي نفس اخرها لقلت على حق وان الله ليتقبل عنك اذ نزل الله تلك السورة في تلك الارض المقدسة بمثل ما قرئت عليك من الحان طيور العماء التي يفرون بتجليات انوار شمس البهاء وعلى ذلك الماء الحيات التي يحيى بها كلمات الاسماء والصفات حكم لك ان اعرف من تلك القاعدة الالٓهية كل مقامات سلسلة الحدودية وتعرف معنى تلك السورة المباركة بتلك الشئونات الكافية في حقايق اياتها وان ذلك لهو الاكسير الاحمر الذي من ملكه يملك ملك الاخرة والاولى فوربك رب السموات والارض لم يعدل كل ما كتب كاظم قبل احمد في معارف الالهية والشئونات القدوسية والمكفهرات الافريدوسية بحرف مما انا ذا القيت اليك باذن الله فاعرف قدرها واكتمها بمثل عينيك الا عن اهلها فانا لله وانا الى ربنا لمنقلبون وان كنت سكنت في ظل المشية مقام الارادة على ارض الجبروت وتقرء تلك السورة المباركة فاعرف في الكلمة الاول من الالف نار الابداع ثم من النون هواء الاختراع ثم من الظاهر الالف ماء الانشاء ثم ركن المخزون المقوم لظهور اركان الثلاثة حرف الغيب لعنصر التراب وكذلك الحكم بمثل ما اعطيناك من ماء الكوثر في سبحات الاشارات من الكلمات الطيبات في السورة المباركة وبما انت تريد ان تعرفها في مقامات الفعل بعد الارادة بقدر وقضاء واذن واجل وكتاب واني لو اردت ان افصل حرفا من ذلك البحر المواج الزاخر الاجاج لنفى المداد وتنكسر الاقلام ولا نفاد لما الهمني الله في معناه سبحانه وتعالى عما يصف الظالمون وعما يقول المشبهون وعما يفتري المكذبون وعما يلحد المشركون في اياته فقد ظن الكل ظن السوء في ايات الله قل فما ظنكم اليوم برب العالمين واذا نزلت من مقامات الفعل وسكنت على ذروة العرش واردت ان تكسر تلك الحروف فاعرف من الالف الاولى في الكلمة الاولى الاء ربك في سماء العماء ثم الاء ربك في عرش الثناء ثم الاء ربك في سماء القضاء ثم الاء ربك في عرش البهاء ثم من كلمة النون نور ربك في قصبة اللاهوت ثم نور ربك في قصبة الجبروت ثم نور ربك في قصبة الملكوت ثم نور ربك في حقايق هياكل اهل الجبروت ثم من الف الثاني في الكلمة الاولى امر الله في ملكوت الامر ثم امر الله الذي نزل الله في قصبة اولى اللاهوت ثم قصبة ثانية الجبروت ثم قصبة ثالثة الملك ثم قصبة الرابعة الملكوت ثم امر الله الذي نزل به الروح الامين على قلب محمد رسول الله ثم امر الله الذي جعل الله حامله علي ابن ابي طالب [عليه السلام] الذي به يعلم كل شيء ويحكم به بين كل شيء ثم امر الله في قلوب ائمة العدل ثم امر الله في حقايق اهل الناسوت ثم امر الله في التكوين لكل ما وقع عليه اسم شيء ثم امر الله في التشريع وان من هذا الماء الحيوان الذي شربه خضر العلم به يعلم علم التوحيد وان به يحصى كل اوامر الشريعة وتثبت احكامها من مقامات التوحيد وايات التفريد وعلامات التجريد ومقامات التعديل ثم مقامات الشريعة من احكام الصلوة والزكوة والصوم والحج وما كتب الله في الشريعة حتى الارش في الخدش فوالذي نفسي بيده لو اراد الله ان يخرج من ذلك الحرف كل ما نزل في القران واذن لي لاخرج كل ما يحصي الكتاب بالدلائل والبرهان حتى يقول الكل في ذلك الحرف حكم القران كتاب مبين وما من رطب ولا يابس الا في كتاب مبين لان في الالف قد خلق الله كل ما خلق في عالم الاكبر وهو مرات صافية يرى العالم فيه كل المقامات والدلالات والحكايات والعلامات بمثل ما انت ترى صورتك في مراة العدل دق بصرك وصف نظرك ان الذي يجعل هذا الالف مراة عالم الاكبر ويشاهدنك كل العوالم فيه بمثل ما يرى عينك هذا العالم الاكرم مقاما او الذي لا يعرف ظاهر معناه ولا يشعر باحكامه ولا يشهد عليه ببيناته ولا يستدل عليه باياته فسبحان الله رب العرش والسموات ان في عهد الاول لما يجعل رسول الله حجرة تنطق بذكر ليؤمن نفس وان الان اني قد جعلت ذلك الالف مراة عدل يحصى فيه كل شيء وينطق عن كل الاحكام بمثل ما انا ناطق كانه هو حيوان مثل اهل الرضوان وهو مراة ينطق ويضيء لكل الى يوم القيمة ولا نفاد لها انظر الى مقاماتك فيها وما انت سائر الى تجليات ربك كلا لكي يحصي ذلك الالف وانه لكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يعرفون اشارات اللاهوتيين ويطلعون بايات الجبروتيين ويشهدون على مقامات الملكوتيين ويستغفرون للذين لا يعلمون مراد الله في اجمة الناسوت ارض الشهوات والظلمات والهلكات والدركات انظر الى ذلك المراة واقرء على نفسك تلك الاية من القران الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال الباقر [عليه السلام] طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته والمطيعين له في ظهوره اولئك اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون واولئك الذين يذكر الله في رؤيتهم حيث قال علي [عليه السلام] وقوله الحق هم نحن واتباعنا ممن تبعنا من بعدنا طوبى لنا وطوبى لهم وطوباهم افضل من طوبانا فقيل ما شان طوباهم افضل من طوبانا السنا نحن وهم على امر قال لا لانهم حملوا ما لا تحملوا وطاقوا ما لم تطيقوا فاه اه فوالذي طير طير العماء في صدري وان باذنه يستكف في اجمة اللاهوت ثم تسترف في اجمة الجبروت ثم يطير في جو الملكوت ان هنالك اي في صدري لعلما جما لم يعدل كل من في السموات والارض بحرف منه لو وجدت اوعية لارشحه قل للناس اعرفوا قدر تلك الايام فان الشمس ما طلعت عليها وبمثلها ولا يخطر بقلب شان هذا الفتى من قبل فهل من احد جاء يقدر ان يخرج كل الدين من حرف الالف بدلائل محكمة وبينات متقنة وايات بديعة وان سبل الدلائل في نفسي بما احاط علم الله في كل ما وقع عليه اسم شيء ولكن بشان الذي انت تعلم الناس هو الذي انا ذا اعلمك باذن الله مولانا ان سئل احد بان الله ربك يقدر ان يخلق كل ما احاط علمه في هذا الحرف الالف اليس انك تقول بلى لان الممكن يمكن فيه كل شيء وان الله لا يمنع من شيء حكم شيء فلما ثبت انظر فيما اشرقناك من برق براق نور الذي استشرق من شطر المشرق فلما تجلى نور ربك عليك في غياهب هذه الاشارات لتصعق في الحين ثم لما افاق فؤادك قل اني انا اول التائبين وان كل كلمات القران مما جعل الله اولها حرف الالف كلمة يستدل المستدل اذا شاء لمعنى هذا الالف في الامر ومنها ما نزل الله في القران وهو سر ان يا موسى اني انا الله رب العالمين وانني انا اول التائبين فيا ايها الخليل صرف ذلك الخيط الاحمر في كل المقامات فانه من قاعدة كلية الٓهية التي لا يحيط بعلمها احد من الخلق الا من شاء الله واني لو اردت ان افسر تلك السورة المباركة بما رشحت عليك من ذلك البحر المحيط لتنفد الالواح قبل ان يظهر تفسير معنى من حرف الاول ولا اردت من قبل ولا اريد من بعد الا اذا شاء الله وانا نرشح في اشارات احرف تلك الكلمة المباركة ما يطفح افئدة الموحدين من تغني ذلك الطير المدف الذي توله الافئدة غناته وتلج اكثر العقول رناته وتروح النفوس دفاته وتقشعر الجلود كفاته وصفاته فسبحان الله موجده عما يصفون فاذا تلجلجت بتلجلج شوارق انوار نور شمس الازل وتلئلئت بتلئلاء مشارق انوار صبح الجلال فاعرف ان هذا طير لا يسكن في مقره من خوف السباع بل في حين الذي رفعت ايدي الكل بقوسين للرمي اليه يطير حول رؤسهم ويستندف بين ايديهم ويستكف في تلقاء رميهم ولا ياخذه رمي احد ولا يحزنه لومة كاذب ولا يخاف من احد كانه هو طير لم ير الدهر احدا بمثله في القوة يدخل في فم ذؤبان البر واسد الجبال وحيتان البحر يسبح في بطونهم بما سبح يونس من قبل لا الٓه الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ثم من الالف الاولى من الكلمة الثانية انية الكبريائية ثم الجوادية ثم الوهابية ثم العطائية في رتبتها ثم من حرف العين عين ماء السلسبيل عن يمين شجرة الامضاء ثم عين ماء الكافور عن فوق شجرة السيناء ثم عين ماء الكوثر عن تحت شجرة البهاء ثم عين ماء الخمر الاحمر عن جوف الشجرة المباركة في الواد المقدس عن ورقة شجرة الطور الذي لا الٓه الا الله يا يحيى انه ربي وربك ورب العالمين جميعا ثم من الطاء طير الذي غن على اغصان شجرة اللاهوت ثم طير الذي رن على ورقات شجرة الجبروت ثم طير الذي استرف في جو هواء عماء ارض الملكوت ثم طاوس الذي لما تحرك في ارض الناسوت زعمت الخلائق من تجلي انوار الوانها بان الرب جل سبحانه بذاته قد لحظ الخلق فتنفس وعسعس لما غيبت في سر جوار الكنس ونطق واستنطق بما اشرق من نور شمس الازل وقال وانا اذكر قوله اشهد لله كما شهد الله لذاته ان لا الٓه الا هو واشهد ان ما سواه لن يقدروا ان يشهدوا بالتوحيد لذاته اذ ذاتيته مقطعة الكينونيات عن مقام الانقطاع وانيته مفرقة الجوهريات عن مقام الامتناع ولا يعرفه كما هو عليه الا هو لم يزل كان بلا ذكر شيء ولا يزال انه هو كائن بلا ذكر شيء ان قلت انه هو هو فقد حكت المثال بالمثال وانه لا يعرف بها وان قلت انت انت يكذبني نفسك ثم اهل الابداع والاختراع بانك كيف تقدر ان تقوم تلقاء مدين الصمدانية وتذكر ربك سبحانه وتعالى عما يصفون واشهد ان محمدا عبده الذي انتجبه من اعلى شوامخ الامكان بالقيام على مقام نفسه في الاداء والبداء اذ انه لم يزل كان ولا يكون معه شيء والان قد كان بمثل ما كان ولم يزل لا يقترن بجعل الاشياء ولا بالظهور لذاته على حقيقة الانشاء سبحانه وتعالى لا يدركه الابصار وانه بصر الحق حيث يدرك الابصار ويقضي بين كل شيء سبحانه وتعالى عما يشركون واشهد ان اوصياء محمد امناء الرحمن ومعاني البيان لا يسبقهم في الوجود احد ولا يذكر في رتبتهم بشيء ولا يعملون الا بارادة الله ولا يحكمون الا باذن الله عباد مكرمون الذين كانوا لله ساجدين واشهد اني عبدك امنت بك واعترف بقدرتك واشهد ان الذي ادعى ربوبيتك او ولايتك او ادعى القران والوحي بمثل ما حرمت للناس او ينقص شيئا من دينك او يزيد فقد كفر وانا برئ منه وانك شاهد علي باني ما ادعيت بايته المنصوص ولا ذكرت في الكتاب الا كلمة المخصوص وانا احب كل ما تحب وابغض كل ما تبغض فاحكم بيني وبين المفترين بالحق انك انت خير الفاصلين ثم من الياء يد الله على ما دق وجل في ما جل خلق الاول من باطن الظاهر في شطر الرابع من افق سماء اللاهوت ثم يد القدرة على كل شيء حيث لا يعجزها شيء في السموات ولا الارض وهو اليد الذي وسعت السموات والارض ويعطي الى كل ذي حق حقه وان السموات اليوم كيوم حكم القيمة لان النور منه قد قضى بين الحق والباطل وانه مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما انتم تصفون ثم يد العظمة في عماء الملك الذي قائم على كل نفس ويشهد على كل شيء يحكم بين كل شيء الله يعلم حكمه سبحانه وتعالى عما انتم تشركون ثم يد الرحمة لمن يوجد في ارض الناسوت ويؤتي رزقه في كل حين بكل شيء بحيث ان الكافر يقول ان ايدي مبسوطتان نفعل ما نشاء سبحانه وتعالى عما يفترون ثم من النون نور الله في المصباح ثم نور الله في الزجاجة الزجاجة ثم نور الله في ملا السموات والارض والكرسي والعرش ثم نور الله في انفس الخلق ثم من الف الظاهر ادم الاولى في رتبة القضاء ثم ادم الثانية في عالم السابع بعد عالم اول القضاء من عالم الامضاء ثم الرابعة في رتبة الاذن من عالم الالف بعد الالف بعد عالم القدر في رتبة الفصل من عالم البداء ثم ادم الرابعة من ذر الرابع بعد مشهد الخامس من عالم المشية التي خلقها الله بعد مشيته الاولى بالف الف وهو من عالم الانشاء وان في تلك الاشارات لا يختلج ببالك ان تلك التفاسير الكبرى ما رايت في نص بذلك النهج اللامع العظمى على ان الدليل على ذلك اذا لاحظت بنور الفؤاد ينكشف لك الاشهاد ما نزل الله في قلم المداد اليس قال رسول الله [صلى الله عليه واله] ان قبل ادم كان ادم وكذلك الى ما شاء الله ومن ذلك انا عرفنا ان بعد ادم الاولى التي هي المشية قد خلق الله بما لا يحيط به احد ادم بعد ادم في كل العوالم وفي كل المقامات وذلك مشهود عندما اشهده الله خلق نفسه ثم السموات والارض وما بينهما وان ذلك باب من ابواب علم الذي يفتح منه الف الف باب بل الى يوم القيمة الف الف باب فسبحان الله رب السموات والارض عما افترى المكذبون في حكم هذا الطير الافريدوسية التي تغنت على ورقات شجرة الاولى من حكم جرسوم الاول الذي لا ينطق بحكمه احد من قبله وانت اذا لاحظت بنور الله تعرف ما اشرت لك في تلك الورقاء الرقايق من نور هذه الشمس المشرقة من افق الحقايق لان على ذلك المنهج البديع والقسطاس القائم المنيع لم ينطق به احمد من قبل ولا كاظم من بعد ولا يعدل به ما فسرت في شرح سورة البقرة للمستضعفين من اولي الفطرة ولا يعدل بذلك الشرح المنيع من كتاب ذلك الاسم البديع كلما اجبت الناس من كلمات الاشراقيين بالتي لاحت من صبح الازل ويلوح على هياكل الكل اثار الرحمة ولا يساويها شيء في البهاء ولا يعرف ثمنها من في ملكوت الايات والاشارات فاذا طلع البرق من نور الشمس من افق الشرق ويخرق كل تعينات التي تحجبك عن النظر الى الجلال فحينئذ ارجوا الله ان يفتح عليك باب فتح تلك الاشارات ولكن انت اذا ترى تلك الكلمات لا شك يجلو سرك وتفرغ من باطنك بعض الاشارات فاسئل الله من فضله كما هو عليه في عرش العزة واللاهوت وسبحانه عما يصفون ثم من الكاف كلمة الاولى التي انزجر لها عمق الاكبر ونطقت بثناء بارئها في قصبة السابعة من اجمة البيضاء اللاهوت ثم كاف كلمة التي تجلت على الطور السيناء ونطقت عن شجرة الحمراء عن يمين الطور في البقعة المباركة على ارض الجبروت ثم كلمة التي تجلت فوق تابوت الشهادة في عمود النار على جبل حوريب في ارض الملكوت ثم كلمة التي تجلت على جبل فاران بربوات المقدسين فوق احساس الكروبيين في غمائم النور على العيسي الواقف في ارض الناسوت الى الثري السالك في ارض البرهوت الله يعلم ما احدث من طمطام يم القدر وما نزلت في تلك الاشارات بلسان اللاهوتيين من اهل الجلال ثم من الالف امر الاكبر الذي يقوم به من في السموات والارض ثم امر الذي نزل في ليلة القدر وينزل من بعد بملائكة السموات والروح ثم امر الذي اخذ روح القدس في جنات الازلية بها حدائق ابكار اللاهوتية ثم امر الذي نزل الله في القران حكمه قل الروح من امر ربي وهو الروح الذي القى الله الى مريم وبه نطق عيسى في المهد وبه يحكم الله ما يشاء ويفعل ما يريد سبحانه وتعالى عما يصفون ثم من اللام لؤلؤ التي تنبت في قعر ابحر اللاهوت بما نزل الله من ماء السماء وياكلن حيتان الحيوان فوق الماء كذلك قد خلق الله اللئالىء في اصداف اغصان تلك الشجرة البيضاء ثم لؤلؤ بحر الارادة على ارض الجبروت ثم لؤلؤ طمطام يم القدر على ارض الملكوت ثم لؤلؤ قلزم القضاء على ارض الاجساد في سر الناسوت ثم من الكاف كينونية الازلية المودعة في حقايق البشرية الناطق عن سر الهوية ثم كاف كن فيكون كل ما شاء ربه قبل ان يقول له كن سبحانه وتعالى عما انتم تصفون ثم كلمة التي استنطقت فتكعبت ثم دارت واستدارت ثم قامت واستقامت ثم حالت واستحالت ثم باكت واستباكت ثم تشهقت واستشهقت ثم تصعقت واستصعقت ثم عظمت واستعظمت ثم تنعرت واستنعرت ثم رجعت واسترجعت ثم تبلبلت واستبلبلت ثم تلجلجت واستلجلجت ثم لاحت واستلاحت ثم افادت واستفادت وقالت هي هي كلمة اولية ثم هي هي ورقة ازلية ثم هي هي شجرة مباركة افريدوسية ثم هي هي كلمة عدل جرسومية ان قلت انها هي هي نارية ترابية وان قلت انها هي هي ترابية هوائية وان قلت انها هي هي هوائية مائية وان قلت انها هي هي مائية هوائية لاحت واضائت ثم دارت واستضائت ورجعت واستنطقت وقالت ما كذب فؤادي من كل ما راى افتمارونه بما كذب اللات والعزى فاين الذي القيت اليه حكم او ادنى وانه قد افترى باني قلت فوق قاب قوسين او ادنى اف على الحمير حيث لا يعلم اني قرئت حروف نفسي وان اطلقت على فؤادي كلمة او ادنى هي كانت في رتبتي وهي معدومة عند كلمة او ادنى التي نزل الله في شان محمد رسول الله وخاتم النبيين فاين التراب وحكمه ثم رب الاسماء او ادناه قل ان هذا كذاب اشر وان ذلك امر مثبت عند هذه الفئة حيث لا يدركه هذا الذي افترى علي وكفى بالله واوليائه بيني وبينه في يوم العدل شهيدا ثم كلمة التي نطقت في تلك الاشارات باذن الله مالك الاسماء والصفات على منطقة ارض الناسوت لياخذ الكل نصيبهم عما قدر الله لهم في علم الكتاب وانني انا ما فرطت في الكتاب من شيء والله يعلم كل ما كان الناس يجحدون من حيث لا يعلمون ولا يعقلون ولا يتفكرون ثم من كلمة الواو ولاية المطلقة الكلية الازلية في اجمة ارض الصفراء ثم ولاية المعنية المفصلة في نفس صورة الانزعية التي تدعوا بنفسها من نفسها الى نفسها الى الهوية قمص النور شمس الظهور وشجرة الكافور وماء خمر الظهور وعين الكوثر البروز واسم الله الحي الغفور الناطق في اجمة ارض الصفراء ثم ولاية المتعينة المعانية المتشعشعة المتلجلجة الفردوسية المنفردة المتلئلئة عن الازلية الثانوية التي لاحت وتغردت في رقائق تلك الزجاجة بما لا يسمع ضجيجه في تغرده الا الله ومن شاء [ثم الولاية] الظاهرة في عدة حروف لا الٓه الا هو المشرقة من الشجرة التي تنبت على ارض الخضراء ثم ولاية المشرقة عن اشراق نور صبح الازل التي نطقت في فؤاد هذا الطير الذي جعله الشياطين في السجن واستكبروا عليه بعدما لا يقدروا ان يدركوا حرفا من تجلي اثار قدرته في مظاهر تلك الحروف العالية التي قد خلقها الله بمثل امم الماضية وان سنة الله في حكمه قضت بالحق وان هنالك الولاية يومئذ لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا ثم من كلمة الثاء ثناء الله الذي وصف نفسه بنفسه لنفسه في عرش العظمة والجلال والكبرياء والجمال بما لا يحصي احد ان يثني بمثله في الكتاب ولا يعرف كيف ذلك الا هو ذو الجلال والاكرام ثم ثناء الله لحبيبه محمد [صلى الله عليه واله] حيث قال وقوله الحق لا احصي ثناء عليك وهو قال بمثله لا احصي ثناء عليك كما انت اثنيت على نفسك كما نطق بذلك النور المشرق من حكم الاستنطاق حديث المعراج حيث قال عز ذكره ارفع راسك يا محمد فلما رفع ما رفع وطلع ما طلع وقطع ما قطع ومنع ما منع قال الله عز وتعالى انت الحبيب وانت المحبوب لان الذات لم يزل لا يعرفه شيء ولا يعادله ذكر ولا له وصف دون ذاتيته ولا نعت دون كينونيته ولا اسم دون انيته ولا رسم دون نفسانيته علت علوا قطعت الذاتيات عن دركها وجلت انيته جلالا امتنعت الجوهريات من ان يقارنها فما احلى ثنائه واعظم الائه واكبر احسانه واجل نعمائه لا احصي ثناء على حبيبه الا بما وصف نفسه في القران قال وقوله الحق لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير فيا الٓهي اي عين رات ذلك التفسير مني ثم بعد ذلك تجحدني او تقول في حقي كلمة لا واي نفس ترضى ان تقول في نفسي ما لا يرضى ان يذكر احد في نفسه او ان اعرض واطغى اللهم انت ولي في الاخرة والاولى وانك لتعلم ان ذلك الفخر ليكفي تلك الفئة الكبرى واكفني بمنعك يا رب الاخرة والاولى ثم الثناء في منطقة عرش البهاء عن يمين تلقاء طور السيناء ثناء الله لال محمد [صلى الله عليه واله] اركان التوحيد وشموس التفريد وايات كتاب التقديس وتجليات اطوار التهليل بما شاء الله لهم في وسط الفردوس من مكفهرات سماء الافريدوس حيث لا يحيط بها احد من الخلق الا الله سبحانه وتعالى عما يشركون ثم الثناء في ركن الحمراء تمام البهاء سر القضاء ونور الامضاء وجلال البداء وشجرة البيضاء ثم ورقة الصفراء ثم قصبة الخضراء ثم تجليات الانشاء مما اراد الله رب العرش والسماء سبحان الله وتعالى عما يقول المشركون علوا كبيرا ثم من كلمة الراء رحمة الاولية الازلية التي لاحت من نفسها بنفسها لنفسها في نفسها ولا يحيط بها احد من خلق الله وهي نطقت عن المشية وطافت في حولها ودارت عليها ورجعت اليها ثم رحمة الثانوية المتراكم عن سحاب الاختراع التي نزلت في حقايق اعلى مجردات اهل الجبروت ثم رحمة طلسم الثالث في حل كلمة الرابع وهي سبقت على الغضب وبها خلق الله كل الاشياء وبها اذن الله بالفضل في القران بما لا ياذن بالعدل في الفرقان كما اني فصلت لمن لا يعلم حق الانسان ولولا انه سمع عني دون ذلك الجواب ليكفيه الى يوم الذي يقوم فيه الاشهاد لانه بنفسه اعترف عن عجز ابناء العلماء من ذوي السداد والمداد في يوم المعاد ثم رحمة المكتوبة للذين قد وفوا بعهد الله واتبعوا نور الله وانابوا الى ذكر اسم الله واستقاموا في دين الله بمثل الجبال التي لا يحركها العواصف ولا تؤثر فيها ايات الله القواصف بمثل رجال ابطال الاحمدية ورجال ذؤبان الكاظمية ما طلعت شمس الاولية ثم ما غربت ايات الختمية وسبحان الله عما يصفون ثم من كلمة الفاء فتق ما فتق الله بين الارض والسماء من عالم العماء الذي اشرق واضاء من سر الاشراق ثم فرق ما افترق الله بين المتجمعات واجمع بين المتفرقات واقام بين البائين في رقوم المسطرات مما استشرق واستنطق وافاق ثم فلق ما غسق وعسعس واظلم الله به الليل ثم الصبح فيه تنفس ثم فطرة الله التي خلق الله في حقايق الافاق والانفس اذا لم يتغير لينطق ويعلم من قبل ان يتعلم ويستنطق واشرق ما اشرق من اشراق برق شمس الازل بما احكم واتقن سبحان الله وتعالى عما يصفون ثم من كلمة الصاد صلوة الجمعة لاهل عرش اللاهوت ثم صلوة الزوال لمن استقر على كرسي الجبروت ثم صلوة الوسطى لمن سكن في قباب خيام الملكوت ثم صلوة الوتر لمن يغير فطرته في ارض الناسوت قبل ان طلع خيط البيضاء ثم الصبح انار وباذن الله تنفس ثم من كلمة اللام لواء العظمة في عالم الاحدية ثم لواء القيومية في الولاية الواحدية ثم لواء الازلية الثانوية في عالم الملكوت بايدي انوار الربوبية الملقاة في هياكل البشرية ثم لواء ركن اللامع والشمس الطالع والاسم البالغ والرسم القاطع الذي ارتقى بمعارج عدل لم يسبقه احد في سلسلة الرعية ثم خضع وخشع وذل وكتب الله للذي لم يقدر ان ياتي بحديث ما اراد الكافر من كفر ما ابطن واعلن وكفى بالله ذو الجود اذا اراد ان ينتقم ويظهر ما انه ينطق ثم من كلمة اللام لام الف لا من حرف لاء في اجمة اللاهوت لاء الذي لم يدل الا بحرف الاحدية ولا يحكي الا بسر الازلية ولا ينطق الا لجلال الصمدانية ثم في سماء الجبروت لاء الذي يحكي الثلاثين في سره وحكم الاربعين في جهره نور الاولية التي لاحت عن مشرق الشمس بما تلجلجت من شوارق شمس الفضل حيث لا يحيط بعلمه علم احد من اهل سلسلة العدل ثم لاء الذي خلق الله في سماء الملكوت وانه منه اخذت النصارى شكل الصليب وحل الجبروت في الملكوت فتعالى الله عما يقول المشركون من ارض الجبروت فيما قدر الله في اسم الذي جعل الله مثلثه اسم اسماء الثلاثة في الظهور ومربعه كينونية المكنونة في اول الظهور صل اللهم على كل اسمائك وتجلياتك ما انت محصيها لم تزل ولا تزال فانك انت الجليل المتعال ثم لاء الذي نزل على التراب وانقطع من احرف المتصلة في عالم الماب لما اراد الرحمن ان يظهره في عالم الاسماء والصفات ولا يحيط بشانها احد من اهل الكتاب لان الله قد اختصه في ذلك المقام بما شاء له في ام الكتاب وابى الله الا ان يعلن كلمته ويحق الحق باياته ويبطل عمل المشركين ببيناته ولو كره الكافرون ثم من كلمة الراء رحمة الكلية الازلية التي خلق الله بها حقايق الموجودات وذوات الممكنات وهي الرحمة التي وسعت نفسها بنفسها في قصبة الرابعة في اجمة اللاهوت لن يحيط بعلمها احد الا الله سبحانه وتعالى عما يشركون ثم نفس الاولية والصورة الانزعية والانسان الملكية والروح الكلية والاسم الجامعية والرمز الخفية والقمص المشرقة والشجرة المباركة والنور الاصلية والثمرة الفرعية والعرش الصمدانية والجنة الازلية والالاء الافريدوسية والنعماء الملكية في قصبات اجمة الجبروت ثم في ثمرات اشجار الملك والملكوت ثم في اغصان شجرة الفردوس ثم في ورقات شجرة الطور عن يمين النار فوق تابوت الغيب وعمود الشهادة ثم رحمة قصبة عز الجبروت التي خلقها الله بمائة جزء في علمه وخلق باحد جزء منها كل المؤتلفات والمجتمعات والمتجانسات والمتقارنات في الحيوة الدنيا وان بها يحب الانسان نفحات ربه وايات نبيه ودلالات ائمته ومقامات شيعتهم في ملكوت العدل والفضل وان بها ياخذ الرضيع ثدي امه وتقوم امها من محل رقدها اذا سمعت بكائه وان بها يحب المؤمنون نساء القانتات وان بها يحكم العادل لكل بما حكم الله له في الكتاب من الحدودات والتحديدات والتاديبات بما نطق احكام فصل الخطاب في نقطة الماب وان ارق الارقاء من تلك الاشارات الغراء هو علم المعاني في غياهب الامثال والاشباه حيث يعرف العالم ولو شاء ليذكر باذن الله لاسم الرحمة اسم كل شيء قد احاط علم الله في الحيوة الدنيا وان بتسعة وتسعين جزء يرحم الله بها يوم القيمة عباده المؤمنين ويعذب الله بها يوم القيمة عباده المجرمين وان امر الله قد قضى في تلك الاشارات بالحق فسبحان الله عما يصفون ثم رحمة كلمة الرابعة التي هي رحمة قصبات الثلاثة في اجمات اللاهوت والجبروت والملكوت التي هي نفسها اشرقت واضائت واحكمت وافادت ثم لما ظلم احد في سبيله صمتت وخشعت ثم خضعت وتبلبلت ثم قالت ما استقالت ليحفظ بها نفوس المسلمين من اعمال الذين يحكمون بغير ما انزل الله فوالذي نفسي بيده ان عزلتي في تلك الايام وصمتي في بين ايدي الانام واعطائي كتاب الظلم لمن سكن في قعر بئر المظلم الجهنام انفع للمؤمنين عما اشرقت نور الشمس عليها من شطر اليمين والشمائل لان بها اذا شاء الله يوما يصلح ما يفسد في دين الله واذا لم يشاء ليثبت حكمي ايات كتاب العدل الى يوم الذي فيه يقوم الاشهاد لبالمرصاد في بين يدي رب العباد وان ذلك لهو النور الفؤاد في هياكل الايجاد وان بذلك نشهد ذلك المداد في ذلك اللوح السداد رب قرب يوم المعاد انك لا تخلف الميعاد فوالذي عرفني اياته لو يطلع الناس بصبري بعد علو مقامي ثم حلمي بعد قدرة سري ثم علانيتي لينصرون ايات ذلك الامر بمداد الذهب وكلمات حسنى وان بتلك الحالتين يستغنيان عن كل الايات والمقامات والدلالات والحكايات وان الشرف الابلغ والحظ الامنع في تلك الاشارات البالغات والسبحات الجامعات هو شان الفؤاد في تلقاء يم الجلال ثم شان القلب في تلقاء طمطام الجمال ثم شان الروح في تلقاء بحر قدرة المتعال ثم شان الجسد الذي يحكي كل الشئون وينطق عن كل البطون في تلقاء بحر الذل والابتهال فاه اه ضاق صدري بما كتبت ويضج لبي بما اخفيت ويخوفني سري بما اعلنت فسبحان الله الملك المقتدر الجبار من وصف الذاتيات ونعت الجوهريات كان شجرة الطور تبيت في الواد المقدس عن يمين النار فانا لله وانا الى ربنا لمنقلبون وان بمثل ذلك فليعمل الخاشعون وان على حكم ذلك فليحكم العالمون ثم من كلمة الباء بر الاحدية في جلال ارض اللاهوت ثم بر الواحدية في تلقاء سماء اللاهوت على ارض الجبروت ثم بر الملكوت تلقاء سماء بر الجبروت ثم بر الناسوت في تلقاء سماء الملكوت وان فيها قد خلق الله النور والظلمة والحق والباطل والانسان والشيطان وان اليوم يكون الشمس والقمر بحسبان في واد من النيران ثم من كلمة الكاف كلام الله في القران الذي لا يحيط ببعض علمه احد من الانسان الا ما علمه الرحمن حكم البيان ثم كلام الله في الانجيل الذي نزله الله بحرف من علانية القران لمن اراد ان يؤمن بالرحمن في ارض الامكان ثم كلام الله في التورية بما نزل الله على موسى بن عمران من كل الجهات حيث لا يحيط بانه كيف هو الا من شاء الرحمن ثم كلام الله في كل حين لما علم الله انه استقر في عرش الجنان وينطق عن الرحمن بما تبلبل هذا البلبل في الواح ذلك الكتاب بما علمه الرحمن في علم القران من سر البيان ثم من كلمة الواو ما القيناك من قبل ثم من بعد ود الجلال في اجمة اللاهوت ثم ود الجمال في اجمة الجبروت ثم ود البهاء في اجمة الملكوت ثم ود الثناء لحكم الله في ارض الناسوت تلك الارض التي ظلموا اهلها وكانوا مثل قوم بور جاهلين ثم من كلمة الالف اذا اردت اذكر عدتها لينفى المداد والالواح قبل ان يفنى عدتها منها الف اللاهوتية ثم الف الجبروتية ثم الف الملكوتية ثم الف الانشائية ثم الاختراعية ثم الابداعية ثم الفصلية ثم الوصلية ثم القدرية ثم القضائية ثم الامضائية ثم الاذنية ثم الجوهرية ثم العرضية ثم ما انت تذكرها اذا اذن الله لك في الحيوة الدنيا وان الدليل على تلك الاسماء اذن الله في الانشاء بان الله قد خلق في كل شيء كل ما خلق في كل شيء بحسبه وان الحجة على الذكر والصمت الاولين قسطاس عدل الذي القيناك من قبل ولا تعرف المتعارض في اشاراتنا فان لكل حرف انا نطلق باذن الله ونريد بمثل ذكر ادم الذي القيت اليك من حكم الله فانا نطلق كلمة الابداع بعد الاختراع نريد عالم الثاني ثم مثل ذلك كل الدلالات والعلامات والاشارات والمقامات والحكايات والمستسرات والمستنطقات والمستخفيات والمستعلنات والمنقطعات والمجتمعات والمتفرقات والمتقارنات ثم من النون نور الله في مشكوة الميثاق ثم نور الله في سماء الاشراق ثم نور الله في ملا الانفس والافاق ثم نور الله لمن اراد ان يظهر حكم ما يكشف الساق بالساق واحكم لاهل الشقاق بالنفاق الظاهر لاهل الميثاق وان من ظهورات ذلك النور الحمراء هو الذي افترق بفصل الخطاب بين المنافقين من اهل الشقاق والموحدين من اهل الميثاق الى يوم الذي التفت الساق بالساق واشرق شمس الاشراق فيما تفرق حرف النون ثم التقى الى حكم الافتراق ثم من كلمة الحاء حل الاول من حكم باطن الظاهر المستسر عن السر الباطن المقنع بما نزل الله في قناع باطن الباطن ثم حل الثاني من حكم ظاهر الباطن المستتر عن كلمة السر المقنع بما نزل الله في قناع باطن باطن الباطن ثم حل الثالث من طلسم الثاني من بواطن اسرار الظواهر عن طلسم الرابع المقنع بما ستره الله في غياهب احكام ظاهر الظاهر بالباطن الباطن ثم حل الرابع من طلسم الاول نفس حكم الباطن في سر باطن الباطن الذي جعل الله قناعه نفس الباطن من دون يواريها حكم من باطن الباطن فنعم ما رف هذا الطير في ذكر حل الاول في جو هواء العماء على تلقاء تلك الظلمات الصماء الدهماء حيث لا يعرف ما تغرد واستدف ثم استكف الا ما شاء الرحمن في غياهب اسرار تلك الاشارات الخفية المولعة المتشعشعة المتلئلئة من انوار شمس الجلال هيهات هيهات من ظن الظانين وعمل العاملين وبلاغ البالغين وانقطاع المنقطعين فالى الله اشكوا بثي وحزني واليه اقبل بكلي وعلانيتي وعليه اتكل واستعين فيما اخاف واحذر وما ارى بفضل الله في قلبي قدر خردل خوفا من حكم الله ولا شك في عهد الله وما ارى كذب الشياطين وافتراء المفترين وفتنة المنافقين الا بمثل جناح بعوضة ميتة في ارض البرهوت وعلى الله اتكل وهو حسبي ثم حسبي من اتبعني ما شاء الله لا قوة الا بالله لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولينا وعلى الله توكلت وعليه فليتوكل المؤمنون ثم من كلمة الراء ربوبية الازلية الاولية في شجرة المباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم ثم ربوبية اللاهوتية الكلية الالٓهية التي تنبت في وسط شجرة الجبروت ولقد ورقت تلك الشجرة باذن الله بورقات ربوبيات المتجلية على اهل العماء من الواقفين في الانفس والافاق ثم ربوبية المتلئلئة القدرية المتلجلجة الهندسية الفردوسية الاصلية التي يسعد بها من يسعد في ارض الانية الطيبة المتفردة ويشقى بها من يشقى في ارض الناسوتية المشركة البرهوتية ثم ربوبية الملقاة من اعلى مشاعر العبودية الناطقة عن كينونية الازلية الاولية والحاكية عن نفسانية الابدية الثانوية والدالة عن ذاتية المقدسة الصمدانية التي نسبت تلك الاسماء والصفات الى نفسها بمثل ما نسب الله البيت في المسجد الحرام الى نفسه بنسبته تشريف التي هي كانت نسبتها الى مقام جوهريتها التي خلق الله في سرها عرف من عرف الاشارات من اولي الالباب بان ما هنالك لا يعلم الا هيهنا ومن عرف الاشارات ثم كشف السبحات واتقى عن الشبهات واسترقى حتى دخل باذن الله ساحة قدس رب الصفات يعرف ما اشرت بالتصريح في غياهب تلك المقامات واعوذ بالله عما يعرف الناس من تلك الدلالات اهل الدركات والسطوات والنقمات والهلكات ثم من كلمة الالف ما اعطيناك من ماء كوثر الالفاظ هو الاء الله لمن في الفردوس والسموات والعرش ثم الاء الله لمن في الرضوان وجنة العدن والسلام ثم الاء الله لمن في حظاير الجناتين عطاء الرحمن ثم اعطاه لاهل الدنيا وان لها مقامات لا يحصيها احد الا الله وان اشرف الالاء في تلك الحيوة الباطلة هو طاعة الامام بعد معرفته الا من مات ولم يعرف امام زمانه فقد مات ميتة جاهلية وان اليوم كل الناس اموات ولكنهم لا يشعرون وان كنت من اصحاب كاظم لتعلم سر القول وتستدل بما لا يعرف به اهل البعد وان ذلك عماد الايمان وذروة طاعة اهل البيان والاء التي وعد الله لمن اتبع حكم الفرقان ولا يفتري بمثل ما افتى اللات والعزى في مقام الايمان قل اتقوا الله يا ايها الناس وارحموا انفسكم ان هذا صراط الله في السموات والارض لمن اراد ان يتذكر بايات ربه وكان من المهتدين ثم من كلمة النون نور طير الذي غنى في ارض اللاهوت على ورقات شجرة الغيوب بما لا يسمع احد من اهل الناسوت وان افترى الكاذبون بان تلك التفاسير اشارات كلمات احمد ثم كاظم رحمة الله عليهما قل فورب الارض والسموات لم ينطق بمثل هذا الطير المدف في جو العماء لا احمد ولا كاظم وان الفوايد منه مشرقة واللوامع منه ساطعة فزنوا بالقسطاس تلك الاشارات في مقام البواطن والظواهر لو رايتم اتوني لا وربك ما كتبت حرفا مما غنى ذلك الطير في وسط الهواء الله يعلم ويشهد ما يكتم الكافر ثم المشركون ثم نور الذي اضاء به كل شيء وخضع له كل شيء وذل له كل شيء وانقاد له كل شيء ويصلح به جبر كل شيء ويغفر الله به عمل الذين اعتدوا واستكبروا من كل شيء سبحانه وتعالى عما يصفون ثم نور الله في قلب هذا النور القائم الناطق بتلك الايات والفاصل بين الحق والباطل بتلك الاشارات التي يعلن خفيات اهل النفاق ويظهر مستسرات اهل الشقاق ويشهد لذلك اليوم يوم الميثاق بان اليوم ينادي المساق قد كشف الساق بالساق وفر النفاق من شيطان الشقاق واتبع حكم ما نزل الله حكمه في سورة الرحمن قال عز ذكره الرحمن علم القران خلق الانسان علمه البيان ثم نور الله في قلوب رجال تلك الفئة الحقة التي صفت عن الكدورات واتقت عن الشهوات وان ارتكبت نفس منهم لمم الشبهات او سفسطة الدركات او دركة السطوات واستقروا فيما نزل الرحمن في حق الانسان عسى الله ان يغفره ربه انه عزيز منان ثم من كلمة الشين شقشقة اللاهوتيات ثم شقشقة الجبروتيات ثم شقشقة الملكوتيات ثم شقشقة الناسوتيات لمن تنفس في ميدان الجدال باتيان اية مثل تلك الايات النازلة من مكفهرات سبحات الجلال لعن الله من اقتدر ان ياتي بمثل كلمات الميزان ثم لم يؤت ويقول ان هذا لشيء عجاب وان من كلمة الشين شر اهل الدركات من طبقات النار الذي هو شر فوق كل شر لما يقابل اصل كل خير في الانشاء واستكبر بعد ما امن واعرض بعد ما هاجر وعبد الشيطان بعد ما عبد الرحمن وما هو الا كذاب معتد اشر ثم شر الثاني جسد العجل بعد ما اظهر الله قبايح اعماله في هذه الارض ثم على تلك الارض جسد الذي لم يستحي بما فعل وقال في بين يدي الله فاعوذ بالله مما اكتسبت يداه وانا بعزتك يا الٓهي بريء من المشركين ثم شر الشيطان واصل النفاق وشجرة الشقاق ودركات واد الحسبان بعد ما لم نره ولم يصدر مني له من قبل الا الاحسان فاعوذ بالله مما خلق الرحمن فويل له ان هذا امر انكسر [به] ظهر الكملين واراد الله ربك ان يثبت بتلك الايات كلمات احمد ثم كاظم فكيف انت تعمل ما لا تدرك ولا تشعر ان اتقوا الله فان حيوة الدنيا لتفنى وان الكل الى الله ربك يرجعون فيا ايها السائل الجليل اقرء حديث جعفر الكذاب ما انت وذلك المقام اف عليك ولما اكتسبت يداك وما انا الا اول التائبين ثم شر الذي التبس الشيطان في نفسه صور الحق بايات الباطلة حتى ادرك ما ادرك حيث يستحي الاقلام ان يذكرها في تلك الالواح والله يعلم كل ما قال وافترى وكذب وهوى وان الله ليحكم بين الكل بالقسط وما هو بظلام للعبيد ثم كلمة الالف الف الغيبية المشرقة عن شمس الازلية الناطقة في قصبة ادنى الهوية الطالعة في قصبات اجمات اللاهوتية التي تلجلجت كينونيتها بتلجلج كينونية الابداع في نفسها لنفسها بنفسها من دون شيء يعادلها وتلئلئت ذاتيتها بتلئلاء ذاتية الاختراع عن نفسها بنفسها لنفسها من دون ذكر يساوقها واستشرقت انيتهما باشراق ما شرق من مشرق نور الانشاء لنفسها بنفسها من نفسها من دون حكم يساويها واستنطقت نفسانيتها ثم تكعبت واستنطقت باستنطاق ما نطق من شجرة الطور عن نفسها بنفسها لنفسها من دون ذكر يشابهها ان ذلك الف ذو قوايم اربع في هيئة ظهوره الذي قد خلقه الله من الهواء وان الى الان ما نزل الله الى الارض ولا ينزل الا بعد ظهور بقية الله كما صرح بذلك حديث النصراني في قصة متمم بن فيروز الذي امن بالله واياته مخلصا في عهد موسى بن جعفر فاه اه كان اليوم ارى نفسي في البيت بمثله كلما نظر الى شيء من شطر اليمين والشمائل بكى وانا اليوم ابكي لمنتهى فرحي بما اعطاني الله ما لم يؤت احدا من الناس وكفى بذلك لي فخرا وكفى بالله علي نصيرا ثم الف القائمة على كل نفس التي تعالت واستعالت ونطقت واستنطقت ودارت واستدارت واضائت واستضائت وافادت واستفادت واقامت واستقامت واقالت واستقالت وتنعرت واستنعرت وتشهقت واستشهقت وتصعقت واستصعقت وتبلبلت واستبلبلت وان في الحين اذن الله لها فتلجلجت ثم فاستلجلجت وتلئلئت ثم فاستلئلئت وقالت باعلى صوتها تلك شجرة مباركة طابت وطهرت وزكت وعلت نبتت من نفسها بنفسها لنفسها الى نفسها وتورق بمثل ما نبتت وتثمر بمثل ما تورق وتوقد بمثل ما نبتت لن يمسسه نار الا نار الله نفسه ولا هواء الا هواء نفسه ولا ماء الا ماء نفسه ولا تراب الا تراب نفسه وانه حين الذي يغلب عليه حكم التراب ينطق عن النار ويعرج الى سماء اسم الجبار كانه هو نار حين الذي هو تراب بل لا يواريها الحجبات ولا يعارضها الدلالات ولا يساوقها العلامات ولا يخالفها المقامات واذا ظهرت طلعة النارية فيها يدعوا من كل الجهات الى جهاتها ويخفي علامات الهوائية ثم المائية ثم الترابية في نفسها ان قلت انها هي نار هوائية مائية ترابية وان قلت انها هو اسم مستور يعلن اسماء ثلاثة لله وانها هو هو الله تبارك وتعالى وان قلت انها هي هو قمص شمس اللاهوت ودائرة قمر الجبروت وكواكب سماء الملكوت وبيوت النور في مقامات الملك وارض الناسوت انها هي حينئذ تقول تلك الاشارات علامات كلية تلك خفيات دهرية تلك مقامات ملكوتية تلك علامات جبروتية تلك دلالات لاهوتية لا انها هو نفسها ولا انها هي نفسه وان قلت انها هي اسماء سماء اللاهوت وصفات ارض الجبروت واحكام فردوس الملك في ظلال افريدوس الملكوت انها هي تقول هي هي ممتنعة عرشية هي هي منقطعة بدئية هي هي لاهوتية ملكية هي هي جرسومية جبروتية هي هي افريدوسية ملكية هي هي جمال عدل خلقية التي لاحت واستلاحت عن صبح الازل ولا يحيط بعلمها احد من الخلق سبحانه وتعالى عما يصفون ان قلت انها كلمة تانيث تدعي بسرها عن جمال اللاهوتية التي لا تدل ولا تدل الا بحكم التثنية في غياهب قصبات اجمة التقدير وان قلت انها مفردة كلية تدعوا بنفسها من نفسها الى نفسها من ايات الملكوتية التي لا يحيط بعدتها احد الا الله فسبحان الله عما يصفون ثم الف غير المعطوفة التي لاحت واستلاحت واشرقت واستشرقت ونطقت واستنطقت وتلجلجت واستلجلجت وتلئلئت واستلئلئت وتكعبت واستكعبت وتنطقت واستنطقت عن الف الجبروتية الكلية الالٓهية الاولية التي تنطق عن نفسها بنفسها الى جلال الصمدانية وجمال الربانية وايات الواحدية ومقامات الرحمانية حيث لا يحيط بعلمها احد من الخلق ثم عن الف اللاهوتية الازلية الاولية التي لاحت عن نور نفسها واستشرقت من انوار جلال ذاتيتها واستنطقت من خفيات بواطن كينونيتها التي دلت عن المشية وحكت عن القدرة الاولية التي لا يعلم احد ظاهرها ولا باطنها من دون الله احد ثم عن الالف الملكوتية مقام نفسها في الملك التي خلق الله من نور ظاهرها سطوات اهل النار ونغمات شرار الفجار ودركات اهل البعد من الاشرار ومن باطنها نفحات نور الانوار ومستسرات غياهب سر الاسرار ومقامات التي لا تعطيل لها في مشهد الاولى الى منتهى ذروة الانوار من اولي الاخيار والالباب حيث لا يدرك سرها في تلك الاشارات التي اشرقت في تلك الظلمات الدهماء الا الساكنون في عرش ابدي والمستدركون من رجال الاعراف الذين لا ياخذهم لومة في دين الرحمن وهم من خشية ربك يشفقون ثم الف المبسوطة في اوايل حرف القران ثم في اوايل كلمات اهل البيان ثم في غياهب ايات هذا الانسان الناطق عن سر الامكان وان بذلك الالف قد استشرقت الشوارق من اشراق شمس ولاحت على هياكل التوحيد اثاره وان به قد تنورت المتنورات في ذاتيات اعلى جواهر الماديات وفي حقايق جوهريات اعلى شوامخ العرضيات في مقامات الدلالات والعلامات والحكايات والايات المولعة الشعشعانية المقدسة في الانفس والافاق فسبحان الله موجده كان هذا الالف لم يذكر في الوجود ولا له ذكر في حكم المفقود ولا يعلم كيف ذلك الا الله سبحانه وتعالى عما يصفون ثم من كلمة النون نور الله في قصبات اجمة بيضاء اللاهوت ثم نور الله في قصبات اجمة صفراء الجبروت ثم نور الله في قصبات اجمة خضراء الملكوت ثم نور الله في قصبات حمراء اجمة الملكوت وجوهريات اهل الناسوت ثم من كلمة النون نور قصبة الاولى نور الله في السموات والعرش ثم من الثانية نور الله في ملكوت السموات والارض ثم من الثالثة نور الله في حقايق مجردات اهل الملك والعدل ثم من الرابعة نور الله في كينونيات اعلى شوامخ المتذوتات من اهل العدل والفضل ثم من نون نور الله المشرقة من قصبة الاولى نور الجلال ثم نور الجمال ثم نور القدرة ثم نور العظمة ثم نور الرحمة ثم نور الهيبة ثم نور الالفة ثم نور الهندسة ثم نور الارادة ثم نور القدر ثم نور القضاء ثم نور البهاء ثم نور الثناء ثم نور الامضاء ثم نور شجرة السيناء ثم نور البداء ثم نور اهل الانشاء ثم نور اهل المشية والاختراع ثم نور كل من في ملكوت الامر والخلق مما خلق الرحمن ثم يخلق بعد ذلك اذا شاء وان في تلك الاشارات ارشحناك من قواعد كلية اهل الجلال بان من كل كلمة يخرج من نفسه حرف لها حرف بمثل ما يخرج الى ما شاء الله بما لا نهاية الى ما لا نهاية لها ولا يحل لاحد ان يخرج تلك اللئاليء والمرجان من تلك الاصداف الطيبة الا باذن الرحمن لان احمد قبل كاظم لا شك انهما كانا عالمين بتلك القواعد الالٓهية ولم يخرج منهما حرف الا وقد نزل فيه كتاب او سنة معلومة كما صرح بذلك ما شرح منشىء الفوايد وذكر ادلاء كلمات التي ذكرها في اصل الكتاب بما نزل في احاديث ال الله الاطهار ولكن الامر من عندي ليس بمثلها لان يديهما ما كانت حجة من الله التي يعجز عن اتيان بمثلها من في الارض كلهم ولكني في يداي حجة بمثل هذه الشمس في وسط الزوال طالعة ظاهرة حيث لا يكاد يخفي عمن يوجدها واني بتلك الحجة لو نحكم بما نشاء كما نشاء ليس لاحد ان يقول لي ما ورد بتلك الاسماء في الكتاب والسنة لان الحجة بالغة والميزان لم يك تطابقه بالقران والاخبار كما ذهب اولوا الالباب من اهل الكتاب بل على شان الذي يثبت ميزان القران يثبت ميزان تلك الايات بل كلها يدور في حول ميزان واحدة الذي هو ارادة الله وحبه وان بحجة الاولى نسخت كل الشرايع والملل من حيث انها حجة من فضل الله وان في ذلك المقام يجري الحكم بمثلها لان قسطاسية القران هو نزوله من كتاب الامر من عند الله وكذلك الحكم فيما جعل الله في تلك الايام قسطاس دينه واني ان انسخ حكما ولا انسخ ابدا لم يقدر احد ان يقول لم وبم لان بحجة التي اراد الجاحد ان يحتج معي هي كانت في يدي وان حلال محمد حلال الى يوم القيمة بتلك الحجة وحرامه حرام الى يوم القيمة بتلك الحجة مع ان الكل قد ذهبوا بان القائم لما ظهر يظهر بكتاب جديد واحكام جديد وسلطان جديد كما صرح بذلك ذلك الحديث الذي رواه ابن عقدة عن احمد بن يوسف عن اسماعيل بن مهران عن ابن البسطامي عن وهب عن ابي بصير عن ابي جعفر قال تقوم الساعة في وتر من السنين الى ان قال فوالله لكاني انظر اليه بين الركن والمقام يبايع الناس بامر جديد وكتاب جديد وسلطان جديد من السماء اما انه لا يرد له روية ابدا حتى يموت بل اجماع قد ثبت بتلك الدليل وان الحق كما هو الحق من عند الله هو ان حلال محمد حلال بما حلل اهل الذكر باذن الرحمن بل ان الذي يحلل من بعد هو الذي كان حلال محمد في الكتاب ان ذلك مشهود عند من اشهده الله خلق السموات والارض ثم خلق نفسه وان على غير ذلك التاويل الانيف لا يظهر سر الحديث وانك يا ايها الخليل فلا ترى تعارض بين اياتنا واشاراتنا ودقائقنا ولطائفنا فان كل ذلك يجري من نهر ماء واحد ماء الحيوان من خمر الكوثر نعم الشراب خمر لذة للشاربين قل انه نور دائم للذاكرين ثم من كلمة الهمزة الخفية جوهرية الازلية في كينونات رجال اللاهوتيات الذين امنوا بالله واياته وكانوا من المخلصين ثم جوهرية الشعشعانية في ذاتيات رجال الجبروتيات الذين امنوا بالله وبكلماته وكانوا من المؤمنين ثم جوهرية المتلئلئة في انيات رجال الاعراف الذين اتبعوا ما نزل الله عليهم وكانوا من الصابرين ثم جوهرية الفردوسية في نفسانيات حقايق الخلق الذين سمعوا ايات الله فمنهم امنوا وصدقوا ومنهم كذبوا وافتروا والله ربك يعلم كل ما كان الناس لا يعلمون ولا يشعرون ولا يعقلون ثم من كلمة الكاف كلمة الاولى التي دنت وتعالت ثم تقربت واستعالت ثم تغيبت واستعادت ثم تكعبت واستفادت ثم تشهقت واستقامت ثم قالت شهد الله لذاته بما لا يشهد اولو العلم من عباده ان لا الٓه الا هو العزيز الحكيم ثم من كلمة الثاني التي استنطقت واستعالت ثم نطقت عن يمين شجرة الطور في ارض اللاهوت عن البقعة المباركة شهد الله لمحمد رسوله وخاتم النبيين بانه بلغ ما حمل من كتاب الله وانه هو اول العابدين ثم كلمة الثالثة في لوح العماء بما سطر فيه احكام القضاء والامضاء ثم البداء وما يخلق بالانشاء بما فصل فيه تلك الكلمات شهد الله لاوصياء محمد رسول الله بما هو عليه من الفضل والكبرياء سبحانه وتعالى عما يصفون ثم كلمة الرابعة بما نزل الله في القران وبما لاحت واستضائت من انواره حقايق الانفس والافاق واستنطقت وتباكت واستشهقت واستضحكت وقالت اشهد اني عبد الله امنت بما نزل الله في القران وبما هو اهله ولا احب بما احب الرحمن ولا اخاف من احد الا الله سبحانه وتعالى عما يصفون ثم من كلمة الهاء هوية البحتة الصرفة الازلية الاولية التي لا يذكر معها شيء ولا يعادل في رتبتها شيء المتجلية بنفسها لنفسها في اول القصبة اللاهوتية عن يمين طور الاول في البقعة المقدسة في عالم اللاهوت ثم هوية الصمدانية التي لاحت عن هوية الاولى واستنطقت بكلمة الاولى في نفس الشجرة بنفسها لنفسها على جبل حوريب في الواد المقدس عن شجرة التي نبتت في وسطى ارض الجبروت ثم هوية التي تجلت عن صبح الازل ولاحت على نفسها ثم على هياكل التوحيد ثم اشرقت وتبلبلت وتلجلجت وتعالت واستعالت وقالت الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كانها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم ثم هوية الملقاتة المتجلية في حقايق الانفس والافاق مما شرق شوارق لمعان بروق الشوارق من شمس الجلال وما لاح نور الصبح وعرج من قبل بالبراق الى سماء العماء فسبحان الله موجده عما يقولون الظالمون في اياته وسع كل شيء علمه سبحانه وتعالى عما يصفون ثم من كلمة الواو ولاية المقدسة الذاتية الازلية اللامعة الشعشعانية المشرقة المتجلية عن نفسها بنفسها في قصبات شجرات اللاهوت ثم في ورقات اشجار الجبروت ثم في اغصان شجرات الملكوت ثم في اثمار شجرات الملك حيث لا يحيط بعلمها احد من الخلق الا من شاء الله ثم ولاية المطلقة العالية المقدسة المولعة الابدية عما لاحت من ولاية الاولى في كينونيتها واشارت بايديها الى صدرها وقالت هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا ثم ولاية القائمة على كل نفس التي جلت بنفس جلال مجليها على كينونيات اهل الملك وذاتيات عالم الملكوت حيث لا يخفى عليها شيء في السموات ولا في الارض وانها صورة ربانية وحقيقة من نور الصمدانية وذو عدل سريانية التي علت على الكل بعلو ذاتها ولا يعادلها في السموات والارض شيء وهو العلي الكبير ثم الولاية الملقاة في حقايق الانفس والافاق من كلمة الاولى حدايق ابكار شجرات اللاهوت ثم من كلمة الثاني ثمرات اشجار القدرة والجبروت ثم من كلمة الثالثة فواكه شجرات الفردوس والملكوت ثم من الواو الواقع في مقام مستسر السر المقنع بالسر جوهريات التي اثمرت من شجرة المباركة التي لا شرقية ولا غربية وان زيتها قد اضاء المشرق والمغرب قبل ان يمسسه علم احد من الخلق لذلك يهدي الله من يشاء بنوره ويضرب الله الامثال للناس لعل الكل بايات الله ليوقنونثم من كلمة الالف اسم الاعلى الذي تجلى الله له به وجعله مقام نفسه في الاداء والقضاء والبداء حيث لا يعادله شيء في السموات والارض ولا يدل على شيء الا على موجده سبحانه تقدس اسمه انقطع عنه الاشارات والعلامات والدلالات والحكايات والاسماء والصفات لم يزل نور لنفسه واسم لذاته وجلال لقدرته وجمال لوجهه الكريم سبحانه وتعالى عما يصفون ثم اسم الذي تجلى الله بيمينه له به وجعله في مقام ارادته مقام نفسه في القضاء والبهاء والسناء والثناء لينطق عن نفسه بنفسه في الشجرة المباركة في الواد المقدس عن يمين الطور انه لا الٓه الا هو وهو الاسم الذي استقر في ظله ولا يخرج منه الى احد غيره ولا يعرفه في الظهور احد الا من شاء الله سبحانه وتعالى عما يشركون ثم الاسم الذي تجلى الله له بيم القدر وبه ينزل السماء ماء منهمر والتقى الامر على قدر قد قدر وبه يفصل الله بين كل شيء ويصلح به كل شيء وهو الاسم الاكبر القدوس الذي ملا جميع الاسماء والصفات ولا [يرد] الله احدا اذا [دعاه] به وان كان كافرا اجابه واعطائه ما سئل في الحيوة الدنيا وليس له في الاخرة نصيب من دعائه اذ دار الاخرة حيوان للذين يؤمنون بتلك الاسماء الثلاثة التي خلق الله لفاقة الخلق كلهم سبحان الله موجدها عما يصفون ثم اسم الله المكنون المخزون الاعظم الطهر الطاهر المبارك الذي تجلى الله له به بانوار اسماء الثلاثة وجعله مقام الاول في البهاء ومقام الثاني في الثناء ومقام الثالث في الطور السيناء ومقام نفسه في القضاء والبداء وهو الذي ظهر نوره على جبل فاران بربوات المقدس وعلى جبل حوريب بجنود ملائكة العرش والسموات والارضين وعلى قبة الزمان بنبا الاولين والاخرين وعلى الطور بالشجرة المباركة ان يا موسى ان الله ربي وربك لا الٓه الا هو هو رب العالمين وسبحان الله موجده عما يصفون ثم من اللام لمم الذاتيات في قصبات اجمة اللاهوت التي غنت في كل شيء بما صاح ديك البهاء على قبة الزمان حين الذي كان طالع الدهر بسرطان العرش رنت واسترنت عرجت الى العلي المتطالع بالشمس ما اشرق المشية ثم المع الى جو عماء ما دف فيه طير الا وسع كانه هو شمس قد اضاء واطلع من دون ان يكون له مدير في السماء الامنع ينزل منه ايات العماء الساطع كان ظهورات الرحمن نزل في الجنان الاربع هذا هو العرش المنيع الارفع هذا هو الاسم العظيم الاقطع تغرد فيها اطيار الطور ثم به يتمتع اذا تغرد طير من على العرش يصعق كل من في ملكوت الارض ثم يفجع فكيف اثني تغرد ذلك الطير المدف وان ذوات الجوهريات اليوم في جزع ولكنه يرن على الاسماع بمثل رقدة نملة لان به تجذب القلوب ثم تخشع واذا غنى ما رن نور الجلال ويعرج ان اصمتوا ثم فوق التراب يخضع هذا طير دف واستدف في جو العماء لربه فاذا انزله الله جاء بشكل المثلث ثم هيكل المربع فلما هبط الى واد الطوى في البقعة المباركة التي خلقها الله له بمثل فضاء الاوسع يعرج فيها ورن بمثل ما رن في السماء الاول من دون ان يدري بان في حوله حيوان سبع فلما علم بان الحيوان قد سمعن ما انه رن لربه تاسف وتبلبل وتباكى ثم تخشع يا رب ما لي وكف التراب ثم السباع الجايع فكيف اضج بين يديك وان حكم السباع في طلع فكيف انت هبطتني من شامخ المتشعشع الى سطح الذي كان الحضيض الاوضع فكيف ارن في قعر الحضيض الارفع وما ارى ذكرا للحوت وما لا علم من مسمع كان ارياح صبح الجلال انقطعت وقد غربت ما كان اول اليوم في طلع فكانه برق اطلعه شرق الشوارق في شرق ثم ينوح الان بمثل يوم كانه هو لم يطلع يا رب انت تخلقه ثم تنزله ثم تشرقه ثم تصمته لكيلا ارى الفصل واحزن وانت الجواد الواسع قل لدى وجوه الظل من اهل العماء منصعق وان الى ايدي رجال العرش منقطع لما عرضنا عهد ذكر اسم ربك للخلق اجمعهم نوحي لمن اراد النار فدى فان البحر منخضع وان في تلك الاشارات اشرقناك مما شرق من تغني هذا الطير بمثل ارسلت الي من اشعار ابو علي سينا عسى الله ان يعفو عنه مما نطق في اشارات الصدريون في حكم الوجود وبما لا احب ان اذكره للشقشقيون في تلقاء جمال المحمود اسئل الله من فضله لكل كما هو احب واهله انه جواد كريم ثم لمم الفردوسيون في سماء الجبروت ثم لمم الافريدوسيين في سماء الملك والملكوت ثم لمم المنقطعين في ارض الناسوت بمثل ما انا اظهرت في كل ما كتبت عسى الله ان يعفو عني انه غفور شكور اللهم انك تعلم حبي ولا اجد كل كلماتي الا لمم الذي انت نزلت في القران وجللت للمقربين من اهل البيان فاغفر لي لا طاقة لي لعدلك ولا استجير الا بذمتك ولا اخاف الا من بدائك وعدلك ولا ارجو الا فضلك واحسانك فقرب اللهم وعدك فانك قلت وقولك الحق وكان حقا علينا نصر المؤمنين فقرب اللهم وعدك انك انت القوي العزيز ثم كلمة الالف الاول الظاهر والقديم الباطن الذي جعله الله مقام نفسه في امر كان ثم في امر يكون ثم في امر كائن وهو الذي تجلى الله له به على عرش العظمة وجعله مقام سلطنته في الاداء والقضاء ثم السناء والبهاء ثم الامضاء والبداء سبحانه وتعالى منه خلق هذا الالف لاهل الفردوس وجعله الاء الربوبية وتجليات الصمدانية ونقمات الجبارية وسطوات القهارية ودلالات الواحدية ومقامات الكبريائية وايات الشعشعانية وتجليات اللمعانية المقدسة الازلية التي لاحت عن شمس الازل بنفسها لنفسها عن نفسها ولا يستنطق منها حرف ولا يكعب منها اسم ولا يدور على شيء ولا يقارن مع شيء ولا يساوق وجود شيء ولا يفارق كنه شيء ولا يعادل ذات شيء ولا له اسم تلجلج ولا نعت تلئلاء ولا اسم تقدس ولا حكم تقطع ولا وصف تمتع ولا اسم مستور علت بعلو كينونيتها علوا لا يقدر ان يصعد اليها اعلى طيور المجردات وجلت بعلو ذاتيتها جلالة لا يقدر ان يشير اليها اعلى شوامخ الماديات وهو كما هو عليه في عرش الوحدة وجلال اللاهوت وشان العزة وجمال الجبروت ولن يعرفه احد ولا يوصفه شيء اذ ذاتيته مجليها منقطعة الانيات عن كينونياتها وممتنعة الذاتيات عن انياتها وهو كما هو عليه لا كيف له ولا اين ولا يصح ان يقول كيف هو ولم ثم بم في فعله فسبحانه وتعالى عما يشركون ثم الف الاول الاخر الذي جعل الله ظهوره عين بطونه وبطونه عين ظهوره وكينونيته عين نفسانيته ونفسانيته عين كينونيته الاء الله في قصبات اللاهوت وشجرات الجبروت وثمرات الملك والملكوت الالف الابداعية والنور الالٓهية والرمز الشعشعانية والاسم الالمعانية والرمز المخفية والشمس المشرقة من نور الازلية والنور الطالع من صبح السرمدية الاء الله لمن في ملكوت الامر والخلق ولمن في السموات والارض ولمن في العلى الى الثرى بامر الله سبحانه وتعالى كل الاشارات منقطعة عن وصفه وكل الدلالات منفعلة عند جلال قدرته وكل الايات مضمحل عند سطوع نور مشيته وكل العلامات ممتنعة عن الصعود الى كبرياء ساحة قدسه سبحانه وتعالى عما يصفون ثم من الالف لئالىء ابحر اللاهوت ثم لئالىء طمطام عدل الجبروت ثم لئالىء يم عز الملكوت ثم لئالىء انهار التي تجري ماء الكوثر في ارض الحقايق والافئدة ثم العقول ثم النفوس ثم الارواح ثم الاجساد ثم ما نزل عليه اسم شيء في ارض الناسوت حيث لا يحيط بعلم تلك اللئالىء البيضاء التي لا ثمن لها دون نفسها ولا بهاء لها دون ذاتها ولا يعادلها في القيمة شيء في السموات والارض الا نور الله الذي نزلها من ماء سماء العماء بايدي ملائكة العرش الى اصداف الحيوان في تلك البحور المسجورات والقلازم المكفوفات والطمطام المتموجات ليعلم الكل مقاماتهم وياخذ الكل نصيباتهم عن كتاب العدل فيما دق وجل باذن الله سبحانه وتعالى عما يصفون ثم الف الذي جعل الله حرف اسم الرابع والشمس الطالع والرمز القاطع والنور الساطع الذي حمل سر الحروف وتلئلاء بلمعان بروق ايات الجبروت الذي اخذ حدائق ابكار شجرات اللاهوت واستقر على العرش عرش العدل في سماء العماء والجبروت وينزل من مكفهرات سبحات ارادته ما يشاء ايات بينات من كتاب الملك والملكوت هو الذي احتمل الاذى من اهل السطوات والنقمات والدركات بقضاء الله وامره من اهل الناسوت وهو الذي اخرج من بواطن ذلك الالف الابداع والنور الاختراع الاء جنة الفردوس واوامر اهل الرضوان ولئالىء بحور البيان للسائل الانسان الذي شاهد بدائع انوار الجلال في ساعات العدل وعرف دقايق الاشارات بما ارشحناه من سحائب ايات الجلال في مقامات الفضل رب انك لتعلم اني ما احببت احدا الى يومي هذا بمثل ما احببته في بين يديك بايات ملكك ثم فيما سئل من شرح ايات كتابك بتلك الاشارات المولعة والعلامات الشعشعانية والمقامات الفردوسية والدلالات الافريدوسية والايات القدوسية التي انت تعلم قدرها ولا يعادلها شيء في السموات ولا في الارض ولا في خزائنك الكبرى في مقاماتها لانك انزلت تلك الاشارات بمنك فالهم اللهم كل العباد لما تشاء بما تشاء في الايجاد وامددني بتجليات الفؤاد في تلك القلم المداد وانك لا تخلف الميعاد ثم من كلمة الباء بر الاحدية للذين يسلكون الى الله في اجمة اللاهوت ثم بر العماء السرمدية للذين يسلكون الى الله في اجمة الجبروت ثم بر العمائية للذين يسلكون الى الله في اجمة الملكوت ثم بر الكبريائية للذين يعيشون باذن الله في ارض الجبروت وان من حكم الباء ملا افاق العماء بالحرفين المثلين والالف القائم بين التطنجين وان الله ما نزل في القران كلمة كانت اخف من احرف تلك الكلمة المباركة التي لاحت عن صبح الازل ودلت على هاء الهوية في جلال الصمدانية وهي كلمة خمس كانت لله في القران وما يقدر احد ان يخرج منها حكم المتفرقات مثل النصف والثلث والربع وما نزل الله كلمة تدل بمعنى تام التي كانت احرفه خمسة الا تلك الكلمة المقدسة التي سهلة حنيفة قد علم اولو الالباب ان ما هنالك وان فيها اشارات لا يقدر ان يحتملها الالواح من الافئدة والارواح وان لكل حكم في كتاب معلوم وان من تحت نقطة الباء قد خرجت الكثرات من عالم الامكان تدل فيها بحكم البيان فاعوذ بالله رب الانسان عما افترى الشمس والقمر بحسبان ثم من كلمة التاء تراب عنصر اشباه امثال جوهريات عوالم اللاهوت ثم تراب عنصر ذاتيات عوالم الجبروت ثم تراب كينونيات شوامخ اعلى مجردات الملكوت ثم تراب حقايق اهل الناسوت وهي تراب التي اخذ الله كفا من الحسبان ثم كفا من النيران ثم صلصلة الرحمن في كفه وخلق بها حقايق اهل الميثاق والشقاق وسبحان الله عما يصفون ولقد اريناك في تلك الليلة شان عنصر النار في بحبوحة الغضب وشان عنصر الماء منتهى المحبة وان ذلك كان شان عبد الكامل حيث لا يشغله الشئونات ولا يحبسه عنصر الماء عن ظهورات عنصر النار بل هو نار في حين الذي هو ماء في حين الذي هو نار صلى الله على مولاه ما طلعت شمس الابداع بالابداع وما غربت شمس الاختراع وسبحان الله ربه عما يصفون ثم من كلمة الراء رحمة الاولية في اجمة اللاهوت ثم ربوبية المتجلية في هويات المربوب ثم رافة الكلية في قلوب اهل الجبروت ثم رتبة الازلية من عساكر نحل اللاهوت ثم اذا شاء الله لاظهر من حرف كلمة الراء ما شاء الرحمن في ذلك الكتاب من مغنيات حوريات القدس في حجرات الرضوان حيث لا يخطر بقلب انسان قبل من عباد الرحمن وبالله استعين وعليه التكلان فاذا تنورت بنور ما اشرقناك في غياهب تلك الاشارات فاعلم ان لتلك السورة المباركة معاني كلية في مقام الظاهر فمنها ما انت تعرف من الكوثر حكم الولاية مخاطب لمحمد رسول الله بان الله قد اعطاك عليا [عليه السلام] ثم في قوله فصل لربك اشارة الى ولاية الحسن ثم قوله وانحر اشارة الى شهادة الحسين ثم في قوله ان شانئك هو الابتر مقامات الفجار ودركات رؤساء اهل النار حيث نطق بذلك تلك الحروف فاعرف من احرف شانئك هو الابتر ائمة النار الذين هم كانوا في تلقاء ائمة الحق ذا ظلم عظيم وان عدتهم هي ثلثة عشر حرفا بمثل ما قضى في تلقاء شموس النبوة والولاية وان ذلك باب من تفاسير اهل العصمة انت تعرف الى كل المقامات واجعل في مقام الباطن حامل العطاء نفس المشية ثم مقام المخاطب الذي هو الكاف نفس الارادة ثم مقام الكوثر نفس القدر ثم مقامات الفعل فيما نزل الله من بعد تلك الكلمات ولك حق ان تفسر الكوثر بمحمد [صلى الله عليه واله] في مقام ثم بعلي في مقام ثم بفاطمة في مقام ثم بالحسن في مقام ثم بالحسين في مقام ثم في مقامات ائمة العدل في مقام ثم بالقائم في مقام الجوهرية وانه المراد في الباطن والظاهر ثم ان تجعل المخاطب بقية الله وتاول الكوثر بنفسي لانها هو ماء الحيوان الذي يحيى به الافئدة والقلوب والحقايق والنفوس وان ذلك لهو التفسير القاطع والمعنى الشامخ والمقام الطالع والجوهر اللامع حيث لا يحيط بظاهره ولا باطنه احد غير الله واني لو اردت ان افسر تلك السورة بما اعطيناك في تلك الليلة من كاس ماء ورقة الصين لاتبعت منهاج الحق وفسرت بحقيقة الامر ولكن اليوم خوفا من فرعون وملائه وحفظا للحواريين من قوم علي وشيعته لم افسر حقيقة ذلك التفسير ولكن العالم يعرف حكم التكثير في كلمة التصغير وان [لائمة] العدل في ايات القران الحانا لا يعرفها احد غيرهم كما قرء الرضا لما رجع من عند زوجته ام الفضل وانها ذات الدم تلك الاية المباركة فلما سمعت بمكرهن ارسلت اليهن واعتدت لهن متكا وءاتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما راينه اكبرنه وقطعن ايديهن وقلن حاش لله ما هذا الا بشرا ان هذا الا ملك كريم وان على ذلك اللحن لو قرء احد من رجال الاعراف حين الذي يؤتي زوجته ماء الحيوان تلك السورة المباركة فقد قرء في رضاء الله وحبه وان بمثل ذلك فليلهم الله عباده المؤمنين وانا ذا لما كنت في مقام اثبات الدين افسر تلك السورة المباركة في شان القائم وان ذلك باذن من اولياء الله حيث اشاروا لاهلها بان القران نزل في حقنا وان الكباير حكمها وقعت فينا ولا شك ان كل ذلك حق الذي يظهر من ورقة المباركة عن الشجرة الحمراء ولا يحيط بعلمها احد الا من عرف القضاء بالبداء ويرى نور السيناء في قمص البهاء وان بمثل ذلك فليتلئلئن اهل الانشاء وليتلجلجن اهل البهاء ولا حول ولا قوة الا بالله رب العرش والعماء وانا ذا اذكر الاخبار في مطلع الاسرار لتشاهد اخبار ائمة الاطهار في ايام قبل ظهور القائم وتستعد ليوم لقائه وان لم يقض الله امره لتكون مستعدا لحلول الموت وتاخذ نصيبك قبل اجل الفوت ولكن ما اردت في ذكر تلك الاخبار الا بما اردت في تفسير تلك السورة في سبيل الباطن على مسلك الظاهر بان ماء كوثر الظهور هو ماء الحيوان المستور والاسم الخائف المشهور الذي تجري من عين السلسبيل من تحت جبل الازل الظاهر في علانية القائم الذي هو الكاف في قوله عز ذكره انا اعطيناك الكوثر وانك يا ايها الناظر ان كنت من اصحاب كاظم تعرف حكم ركن المخزون بمثل ما تعرف احكام اركان الثلاثة بالادلة التي خلق الله في حقايق الانفس والافاق حيث لا يلتفت بها اهل الشقاق والنفاق وان انت تذكر لهم يقولون ما هذا الا في يوم تلاق وانا ذا اذكر ذلك الحكم من عند الله بايات محكمات وكلمات طيبات ليعرف كل ذي روح من اولي الالباب من اهل الماب وانا كنت بذلك ذاكرا اخبار الرجعة من القائمين على عرش الاسماء والصفات فانظر فيما اعطيناك في حكم التراب احكام رب الارباب في حكم الماب وانك يا ايها الناظر بكل دليل الذي انت تحتاج باثبات اركان الثلاثة وتثبت به فرض عليك في حكم ركن المخزون لان ان كنت ناظرا في لجة النار لا مفر لك الا بذكر التراب لان النار بنفسها لو لم تكن فيها جهة ترابية لم توجد وكذلك الحكم الى ان تنزل الامر في مقامات الحدود والامثال وانت بمثل ما انت تحتاج بوجود احد من الله بان يبلغك ما اراد ربك وانك تحتاج بوجود سفير من امامك وان قلت ان العلماء كلهم قائمون على ذلك المقام اقول باذن الله بدليل الذي يعرفه كل ذي روح هل العلماء كلهم في مقام واحد من امره او يتفاضل بعضهم على بعض فان قلت كلهم على حكم واحد يكذبك اقوالهم واعمالهم ومراتب اعتقاداتهم وان قلت بعضهم اقدم من بعض يلزمك الى ان تسقط الادنى وتاخذ حكم الاعلى الى ان ترجع الى نفس واحدة ولا تقدر انت ان تاخذ الاحكام من المختلفين بعد علمك باحد افضل منهم ولا يسعك ان تقول بالمثلين لانهما ان كانا في جميع المقامات في مقام واحد فانهما نفس واحدة والا لو تعلم ان احدا منهما اعلى مقاما في شيء بقدر سواد عين نملة ولا يسعك الاخذ من ادناه لان الله عز ذكره قال افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع ام من لا يهدي الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون ثم قوله عز ذكره افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة اولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه انه الحق من ربك ولكن اكثر الناس لا يؤمنون ثم قوله افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون وانت ان ترجع الى حكم سرك ولطيف لبك لتعلم انه لم يقدر ان يكون حامل فيض الكلية عن الامام الا نفسا واحدة فلما ايقنت بذلك فلا شك في وجود امام القائم الغائب المستور [عليه السلام] لانه لو لم يكن لم يك ما سواه وان امره ظاهر بمثل هذه الشمس في وسط الزوال وان المنكرين من المسلمين ساقطون اقوالهم عن درجة الاعتبار لان الشك في وجوده يلزم انكار قدرة القهار ومن شك في الله انه هو كافر مرتاب واما المستبعدون من الاعراب ان يجحدوه فقد حجدوا اعظم منه في الولاية بعد ما نزل الله في القران حكمه وقال رسول الله في ملا من الخلق عن الانس والجان امره وانهم ساقطون بمثل الاولين عن درجة الاعتبار واما المسلمون المؤمنون من فرقة الاثنا عشرية فقد ثبت عندهم يوم ولادته روحي ومن في ملكوت الامر والخلق فداه وغيبته الصغرى ومعجزات ايامه وايات سفرائه والايات النازلة في كتاب الله والاحاديث المروية من رسول الله والائمة الاطهار والاخيار المعمرين من الناس في حقه بمثل ما اعتقدوا في حكم الله رسول ولا ريب في ذلك اذ انه ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون وانا لما احب ان اذكر كلمات الاسرار من ائمة الاطهار في حق ذلك النور سر الاسرار لاذكر بعض الاحاديث في ذلك الباب المروي من شموس المقدسة الطالعة عن افق الجلال ليزيد في قلوب المؤمنين بتلك الاشارات انوار سماء اللاهوت واسرار قصبة الجبروت وايات مقام الملك والملكوت في بعض احكام ذلك النور المستور والغائب المرتقب المشهور وعلى الله اتكل في كل الامور وان باذنه يظهر خفيات البطون عن الرموز وان ذلك رمز مستور في كتاب منشور فورب البيت انه لهو البيت المعمور عجل الله فرجه بحقه نفس البطون وتمام الظهور وانه لهو الغفور المشكور والمحتجب عن نواظر اهل الغيور بايات الطور وانا ذا اذكر الاحاديث التي نزلت في المنتظرين ايام ظهوره والمستقرين بعهده في ايام طلوعه في ذلك المطلع وان بعدها مطالع مشرقة التي لاحت عن كلمات المصطفين الذين يعملون بامره وهم من خشيته يشفقون المطلع قال الله تعالى فانتظروا اني معكم من المنتظرين ثم قوله تعالى وارتقبوا اني معكم رقيب وانا ذا اذكر الاخبار بما ذكر صاحب البحار فمنها بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن ابائه قال قال رسول الله افضل اعمال امتي انتظار فرج الله عز وجل ومنها عن ابي حمزة الثمالي عن ابي خالد الكابلي عن علي بن الحسين [عليه السلام] قال تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من اوصياء رسول الله والائمة بعده يا ابا خالد ان اهل زمان غيبته القائلون بامامته المنتظرون لظهوره افضل اهل كل زمان لان الله تعالى ذكره اعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله بالسيف اولئك المخلصون حقا وشيعتنا صدقا والدعاة الى دين الله سرا وجهرا وقال انتظار الفرج من اعظم الفرج ومنها الاربعمائة قال امير المؤمنين انتظروا الفرج ولا تياسوا من روح الله فان احب الاعمال الى الله عز وجل انتظار الفرج وقال مزاولة قلع الجبال اسير من مزاولة ملك مؤجل واستعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين لا تعاجلو الامر قبل بلوغه فتندموا ولا يطولن عليكم الامد فتقسوا قلوبكم وقال الاخذ بامرنا معنا غدافي حظيرة القدس والمنتظر لامرنا كالمتشخط بدمه في سبيل الله ومنها ابن معروف عن حماد بن عيسى عن ابي الجارود عن ابي بصير عن ابي جعفر قال قال رسول الله ذات يوم وعنده جماعة من اصحابه اللهم لقني اخواني مرتين فقال من حوله من اصحابه اما نحن اخوانك يا رسول الله فقال لا انكم اصحابي واخواني قوم في اخر الزمان امنوا ولم يروني لقد عرفنيهم الله باسمائهم واسماء ابائهم من قبل ان يخرجهم من اصلاب ابائهم وارحام امهاتهم لاحدهم اشد بقية على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء او كالقابض على جمر الغضاء اولئك مصابيح الدجاء ينجيهم الله من كل فتنة غبراء مظلمة ومنها محمد بن علي الشاه عن احمد بن محمد بن الحسن عن احمد بن خالد الخالدي عن محمد بن احمد بن صالح التميمي عن محمد بن حاتم القطان عن حماد بن عمرو عن الصادق [عليه السلام] عن ابائه [عليه السلام] قال قال رسول الله لعلي [عليه السلام] يا علي واعلم ان اعظم الناس يقينا قوم يكونون في اخر الزمان لم يلحقو النبي وحجب عنهم الحجة فامنوا بسواد في بياض ومنها الهمداني عن علي عن ابيه عن بسطام بن مرة عن عمرو بن ثابت قال قال سيد العابدين [عليه السلام] من ثبت على ولايتنا في غيبة قائمنا اعطاه الله اجر الف شهيد مثل شهداء بدر واحد ومنها علي بن نعماني عن اسحق بن عمار وغيره عن الفيض بن المختار قال سمعت ابا عبدالله [عليه السلام] يقول من مات منكم وهو منتظر لهذا الامر كمن هو مع القائم في فسطاطه قال ثم مكث هنيئة ثم قال لا بل كمن قارع معه بسيفه ثم قال لا والله الا كمن استشهد مع رسول الله ومنها عن العياشي عن عمران عن محمد بن عبد الحميد عن محمد بن الفضيل عن الرضا قال سالته عن شيء من الفرج فقال اليس انتظار الفرج من الفرج ان الله عز وجل يقول فانتظروا اني معكم من المنتظرين ومنها عن العياشي عن خلف بن حامد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن البزنطي قال قال الرضا [عليه السلام] ما احسن الصبر وانتظار الفرج اما سمعت قول الله تعالى ارتقبوا اني معكم رقيب وقوله عز وجل فانتظروا اني معكم من المنتظرين فعليكم بالصبر فانه انما يجيئ الفرج على الياس فقد كان الذين من قبلكم اصبر منكم ومنها الفضل عن ابن اسباط عن الحسن بن الجهم قال سالت ابا الحسن عن شيء من الفرج فقال اولست تعلم ان انتظار الفرج من الفرج قلت لا ادري الا ان تعلمني فقال نعم انتظار الفرج من الفرج ومنها الفضل عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون قال اعرف امامك فانك اذا عرفته لم يضرك تقدم هذا الامر و تاخر ومن عرف امامه ثم مات قبل ان يرى هذا الامر ثم خرج القائم [عليه السلام] كان له من الاجر كمن كان مع القائم في فسطاطه ومنها الفضل عن ابن فضال عن المثنى الحناط عن عبدالله بن عجلان عن ابي عبدالله [عليه السلام] قال من عرف هذا الامر ثم مات قبل ان يقوم القائم [عليه السلام] كان له مثل اجر من قتل معه ومنها محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله بن عمرو بن الاشعث عن عبدالله بن حماد الانصاري عن الصباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن الحكم بن عيينه قال لما قتل امير المؤمنين [عليه السلام] الخوارج يوم النهروان قام اليه رجل فقال امير المؤمنين والذي فلق الحبة وبرء النسمة لقد شهدنا في هذا الموقف اناس لم يخلق الله اباءهم ولا اجدادهم بعد فقال الرجل وكيف يشهدنا قوم لم يخلقوا قال بلى قوم يكونون في اخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه ويسلمون لنا فاولئك شركاؤنا فيما كنا فيه حقا حقا ومنها محمد بن همام ومحمد بن الحسن بن محمد جميعا عن الحسن بن محمد بن جمهور عن ابيه عن سماعة عن صالح بن نبط وبكر المثنى جميعا عن ابي جعفر الباقر [عليه السلام] انه قال هلك اصحاب المحاضير ونجا المتقربون وثبت الحصن على اوتادها ان بعد الغم فتحا عجيبا ومنها محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن احمد بن علي الجعفي عن محمد بن المثنى الحضرمي عن ابيه عن عثمان بن زيد عن جابر عن ابي جعفر محمد بن علي الباقر قال مثل من خرج منا اهل البيت قبل قيام القائم مثل فرخ طار ووقع في كرة فتلاعب به الصبيان ومنها ابن عقدة عن علي بن الحسن التيلمي عن ابن محبوب عن ابي ايوب عن محمد بن مسلم قال سمعت ابا جعفر يقول اتقوا الله واستعينوا على ما انتم بالورع والاجتهاد في طاعة الله وان اشد ما يكون احدكم اغتباطا بما هو فيه من الدين لو قد صار في حد الاخرة وانقطعت الدنيا عليه فاذا صار في ذلك الحد عرف انه قد استقبل النعيم والكرامة من الله والبشرى بالجنة وامن ممن كان يخالف وايقن ان الذي كان عليه هو الحق وان من خالف دينه على باطل وانه هالك فابشروا ثم ابشروا ما الذي تريدون الستم ترون اعداءكم يقتلون في معاصي الله ويقتل بعضهم بعضا على الدنيا دونكم وانتم في بيوتكم امنين في عزلة عنهم وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم وهو من العلامات لكم مع ان الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهرا او شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم منه باس حتى يقتل خلقا كثيرا دونكم فقال له بعض اصحابه فكيف نصنع بالعيال اذا كان ذلك قال يتغيب الرجال منكم فان خيفته وشدته فانما هي على شيعتنا فاما النساء فليس عليهن باس انشاء الله تعالى قيل الى اين يخرج الدجال ويهربون منه فقال من اراد ان يخرج منهم الى المدينة او الى مكة او الى بعض البلدان ثم قال ما تصنعون بالمدينة وانما يقصد جيش الفاسق اليها ولكن عليكم بمكة فانها مجمعكم وانما فتنته حمل امرءة تسعة اشهر ولا يجوزها ان شاء الله ومنها محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد ابن عيسى عن الحسين بن المختار عن ابي بصير عن ابي عبدالله قال كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل فاذا عرفت احكام الغيبة في الفرج فاعرف حكم الله من قبل بان القائم هو الامام الذي نزل الله حكمه في القران ثم رسول الله واوصيائه في الاخبار وانا ذا ذكرا للذاكرين وشرفا للناظرين اذكر اربعة عشر حديثا في شانه ليتنور به القلوب ويطمئن به النفوس ويكون مثلا للاخرين واية للاولين وعليه كان بناء الاولين وانا اشرق عليك من ايات الله واخبار ال يس في ذلك المطلع ما شاء الرحمن في مطالع ذلك الاشراق وان لله المساق في يوم الميثاق وانا ذا اقرء عليك ايات التي قرؤها اهل البيت في شان القائم بذكر ايات القران من دون بيان الاخبار وعلى الله التكلان وانه هو منزل البيان في غياهب ما يمكن في العيان بالظهور الى الكيان مطلع الاول قال الله تعالى الٓمٓ ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون ثم قوله عز ذكره ولئن اخرنا عنهم العذاب الى امة معدودة ليقولن ما يحبسه الا يوم ياتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن ثم قوله عز ذكره ولقد ارسلنا موسى باياتنا ان اخرج قومك من الظلمات الى النور وذكرهم بايام الله ثم قوله عز ذكره وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي باس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اساتم فلها فاذا جاء وعد الاخرة ليسئوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا عسى ربكم ان يرحمكم وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ثم قوله عز ذكره فلما احسوا باسنا اذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا الى ما اترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين ثم قوله عز ذكره ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ثم قوله عز ذكره اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ثم قوله عز ذكره ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله ثم قوله عز ذكره ان مكناهم في الارض اقاموا الصلوة وءاتوا الزكوة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ثم قوله عز ذكره ان نشا ننزل عليهم من السماء ءاية فظلت اعناقهم لها خاضعين ثم قوله عز ذكره امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض ثم قوله عز ذكره ولئن جاء نصر من ربك ليقولن انا كنا معكم اوليس الله باعلم بما في صدور العالمين ثم قوله عز ذكره ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق اولئك لهم عذاب اليم ثم قوله عز ذكره اقتربت الساعة ثم قوله عز ذكره مدهامتان ثم قوله عز ذكره يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ثم قوله عز ذكره واخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب ثم قوله عز ذكره حتى اذا راوا ما يوعدون فسيعلمون من اضعف ناصرا واقل عددا ثم قوله عز ذكره انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا فمهل الكافرين امهلهم رويدا ثم قوله عز ذكره والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى ثم قوله عز ذكره قل ارءيتم ان اصبح ماؤكم غورا فمن ياتيكم بماء معين ثم قوله عز ذكره هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ثم قوله عز ذكره هل اتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ثم قوله عز ذكره يوم ياتي بعض ءايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن ءامنت من قبل ثم قوله عز ذكره فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس ثم قوله عز ذكره ويقولون لولا انزل عليه ءاية من ربه فقل انما الغيب لله فانتظروا اني معكم من المنتظرين ثم قوله عز ذكره وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والارض انه لحق مثل ما انكم تنطقون ثم قوله عز ذكره اين ما تكونوا يات بكم الله جميعا ثم قوله عز ذكره اعلموا ان الله يحي الارض بعد موتها ثم قوله عز ذكره وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ثم قوله عز ذكره ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ثم قوله عز ذكره ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ثم قوله عز ذكره وتلك الايام نداولها بين الناس ثم قوله عز ذكره اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون ثم قوله عز ذكره واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر ثم قوله عز ذكره وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ثم قوله عز ذكره وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ثم قوله عز ذكره ولئن اخرنا عنهم العذاب الى امة معدودة ليقولن ما يحبسه الا يوم ياتيهم ليس مصروفا عنهم ثم قوله عز ذكره افامن الذين مكروا السيئات ان يخسف الله بهم الارض او ياتيهم العذاب من حيث لا يشعرون او ياخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين ثم قوله عز ذكره فاذا نقر في الناقور ثم قوله عز ذكره فاستبقوا الخيرات اين ما تكونوا يات بكم الله جميعا ثم قوله عز ذكره تعرفهم بسيماهم ثم قوله عز ذكره ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر ثم قوله عز ذكره امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض اءلاه مع الله قليلا ما تذكرون ثم قوله عز ذكره اذا تتلى عليه ءاياتنا قال اساطير الاولين ثم قوله عز ذكره كل نفس بما كسبت رهينة الا اصحاب اليمين ثم قوله عز ذكره في جنات يتساءلون عن المجرمين ماسلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى اتانا اليقين فما تنفعهم شفاعة الشافعين ثم قوله عز ذكره ولقد اتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ثم قوله عز ذكره ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وان الظالمين لهم عذاب اليم ثم قوله عز ذكره والذين يصدقون بيوم الدين ثم قوله عز ذكره وقل جاء الحق وزهق الباطل ثم قوله عز ذكره سنريهم ءاياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ثم قوله عز ذكره حتى اذا راوا ما يوعدون اما العذاب واما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا واضعف جندا ثم قوله عز ذكره ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الاخرة من نصيب ثم قوله عز ذكره قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون ثم قوله عز ذكره واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ثم قوله عز ذكره قل ما اسالكم عليه من اجر وما انا من المتكلفين ان هو الا ذكر للعالمين ولتعلمن نباه بعد حين المطلع الثاني في ذكر ما قال رسول الله ابن ادريس عن ابيه عن سهل عن محمد بن ادم عن ابيه عن اياس عن المبارك بن فضالة عن وهب بن منبه يرفعه الى ابن عباس قال قال رسول الله [صلى الله عليه واله] لما عرج بي ربي جل جلاله اتاني في النداء يا محمد قلت لبيك رب العظمة لبيك فاوحى الله عز وجل الي يا محمد فيم اختصم الملا الاعلى قلت الٓهي لا علم لي فقال لي يا محمد هل اتخذت من الادميين وزيرا واخا ووصيا من بعدك فقلت الٓهي ومن اتخذ تخير لي انت يا الٓهي فاوحى الله الي يا محمد قد اخترت لك من الادميين عليا فقلت الٓهي ابن عمي فاوحى الله الي يا محمد ان عليا وارثك ووارث العلم من بعدك وصاحب لوائك لواء الحمد يوم القيمة وصاحب حوضك يسقي من ورد عليه من مؤمني امتك ثم اوحى الله عز وجل يا محمد اني قد اقسمت على نفسي قسما حقا لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك ولاهل بيتك وذريتك الطيبين حقا حقا اقول يا محمد لادخلن الجنة جميع امتك الا من ابى فقلت الٓهي واحد يابى دخول الجنة فاوحى الله عز وجل الي يا محمد اخترتك من خلقي واخترت لك وصيا من بعدك وجعلته منك بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدك والقيت محبتة في قلبك وجعلته ابا ولدك فحقه بعدك على امتك كحقك عليهم في حيوتك فمن جحد حقه جحد حقك ومن ابى ان يواليه فقد ابى ان يواليك لقد ابى ان يدخل الجنة فخررت لله ساجدا شكرا لما انعم الي فاذا مناد ينادي ارفع يا محمد راسك وسلني اعطك فقلت الٓهي اجمع امتي من بعدي على ولاية علي بن ابي طالب ليردوا علي جميعا حوضي يوم القيمة فاوحى الله عز وجل الي يا محمد اني قد قضيت في عبادي قبل ان اخلقهم وقضاي ماض فيهم لاهلك به من اشاء واهدي به من اشاء وقد اتيته علمك من بعدك وجعلته وزيرك وخليفتك من بعدك على اهلك وامتك عز بمنة مني ولا يدخل الجنة من عاداه وابغضه وانكر ولايته بعدك فمن ابغضه ابغضك ومن ابغضك فقد ابغضني ومن عاداه فقد عاداك ومن عاداك فقد عاداني ومن احبه فقد احبك ومن احبك فقد احبني وقد جعلت له هذه الفضيلة واعطيتك ان اخرج من صلبه احد عشر مهديا كلهم من ذريتك من البكر البتول واخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى بن مريم يملا الارض عدلا كما ملئت ظلما وجورا انجي به من الهلكة واهدي به من الضلالة وابرئ به الاعمى واشفي به المريض فقلت الٓهي وسيدي متى يكون ذلك فاوحى الله عز وجل يكون ذلك اذا رفع العلم وظهر الجهل وكثر القراء وقل العمل وكثر القتل وقل الفقهاء الهادون وكثر فقهاء الضلالة والخونة وكثر الشعراء واتخذ امتك قبورهم مساجد وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وكثر الجور والفساد وظهر المنكر وامر امتك به ونهى عن المعروف واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء وصار الامراء كفرة واولياؤهم فجرة واعوانهم ظلمة وذو الراي منهم فسقة وعند ذلك ثلثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وخراب البصرة على يد رجل من ذريتك يتبعه الزنوج وخروج رجل من ولد الحسين ابن علي وظهور الدجال يخرج من المشرق من سجستان وظهور السفياني فقلت الٓهي ما يكون بعدي من الفتن فاوحى الله الي واخبرني ببلاء بني امية لعنهم الله ومن فتنة ولد عمي وما هو كائن الى يوم القيمة فاوصيت بذلك ابن عمي حين هبطت الى الارض واديت الرسالة ولله الحمد على ذلك كما حمد النبيون وكما حمده كل شيء قبلي وما هو خالقه الى يوم القيمة المطلع الثالث في ذكر ما قال علي [عليه السلام] ابي وابن الوليد معا عن سعد الحميري ومحمد العطار واحمد بن ادريس جميعا عن ابن ابي الخطاب وابن عيسى والبرقي وابن هاشم جميعا عن ابن فضال عن ثعلبة عن مالك الجهني وحدثنا ابن الوليد عن الصفار وسعد معا عن الطيالسي عن زيد بن محمد بن قابوس عن النضر بن ابي السري عن ابي داود المسرق عن ثعلبة عن مالك الجهني عن الحرث بن المغيرة عن ابن نباته قال اتيت امير المؤمنين فوجدته مفكرا ينكث في الارض ارغبة فيها قال لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط ولكني فكرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهدي يملاها عدلا كما ملئت ظلما وجورا تكون له حيرة وغيبة يضل فيها اقوام ويهتدي فيها اخرون فقلت يا امير المؤمنين وان هذا لكائن فقال نعم كما انه مخلوق واني لك بالعلم بهذا الامر يا اصبغ اولئك خيار هذه الامة مع ابرار هذه العترة قلت وما يكون بعد ذلك قال ثم يفعل الله ما يشاء فان له ارادات وغايات ونهايات المطلع الرابع في ذكر ما قال الحسن بن علي المظفر العلوي عن ابن العياشي عن ابيه عن جبرئيل بن احمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن الحسن بن محمد الصيرفي عن حنان بن سدير بن حكيم عن ابيه عن ابي سعيد عقيصاء وقال لما صالح الحسن ابن علي [عليه السلام] معاوية بن ابي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته فقال [عليه السلام] ويحكم ما تدرون ما عملت والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس او غربت الا تعلمون انني امامكم مفترض الطاعة عليكم واحد سيدي شباب اهل الجنة بنص من رسول الله قالوا بلى قال اما علمتم ان الخضر لما خرق السفينة وقتل الغلام واقام الجدار كان ذلك سخطا لموسى بن عمران اذ خفي عليه وجه الحكمة فيه وكان ذلك عند الله حكمة وصوابا اما علمتم انه ما منا احد الا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانيه الا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم خلفه فان عز وجل يخفي ولادته ويغيب شخصه لئلا يكون لاحد في عنقه بيعة اذا خرج ذاك التاسع من ولد اخي الحسين بن سيدة النسا يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شاب ابن دون اربعين سنة ذلك ليعلم ان الله على كل شيء قدير المطلع الخامس في ذكر ما قال الحسين علي الهمداني عن علي عن ابيه عن عبد السلام الهروي عن وكيع بن الجراح عن الربيع بن سعد عن عبد الرحمان بن سليط قال قال الحسين ابن علي منا اثنا عشر مهديا اولهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب واخرهم التاسع من ولدي وهو الامام القائم بالحق يحيي الله به الارض بعد موتها ويظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون له غيبة يرتد فيها اقوام ويثبت على الدين فيها اخرون فيؤدون ويقال لهم متى الوعد ان كنتم صادقين اما ان الصابر في غيبته على الاذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله [صلى الله عليه واله] المطلع السادس في ذكر ما قال علي بن الحسين ابن عصام عن الكليني عن القاسم بن علا عن اسماعيل بن علي عن ابن حميد عن ابن قيس عن الثمالي عن علي بن الحسين [عليه السلام] انه قال فينا نزلت هذه الاية واولو الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله وفينا نزلت هذه الاية وجعلها كلمة باقية في عقبه والامامة في عقب الحسين بن علي بن ابي طالب [عليه السلام] الى يوم القيمة وان للقائم منا غيبتين احدهما اطول من الاخرى اما الاولى فستة ايام وستة اشهر وست سنين واما الاخرى فيطول امدها حتى يرجع عن هذا الامر اكثر من يقول به فلا يثبت عليه الا من قوي يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجا مما قضينا وسلم لنا اهل البيت المطلع السابع في ذكر ما قال محمد بن علي الباقر عبد الواحد بن محمد عن ابي عمر الليثي عن محمد بن مسعود عن جبرئيل بن احمد عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ويعقوب بن يزيد عن سليمان بن الحسن عن سعد بن ابي خلف عن معروف بن خربوذ قال قلت لابي جعفر [عليه السلام] اخبرني عنكم قال نحن بمنزلة النجوم اذا خفي نجم بدا نجم مامن وامان وسلم واسلام وفاتح ومفتاح حتى اذا استوى بنو عبد المطلب فلم يدر اي من اي اظهر الله عز وجل صاحبكم فاحمدوا الله عز وجل وهو يخير الصعب على الذلول فقلت جعلت فداك فايهما يختار قال يختار الصعب على الذلول المطلع الثامن ابي عن الحميري عن احمد بن هلال عن ابن ابي نجران عن فضالة عن سدير قال سمعت ابا عبدالله [عليه السلام] يقول ان في القائم سنة من يوسف قلت كانك تذكر حيرة او غيبة قال لي وما تنكر من هذا هذه الامة اشباه الخنازير ان اخوة يوسف كانوا اسباطا اولاد انبياء تاجروا يوسف وبايعوه وخاطبوه وهم اخوته وهو اخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم يوسف [عليه السلام] انا يوسف فما تنكر هذه الامة الملعونة ان يكون الله عز وجل في وقت من الاوقات يريد ان يستر حجته لقد كان يوسف اليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو اراد الله عز وجل ان يعرف مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة ايام من بدوهم الى مصر فما تنكر هذه الامة ان يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف ان يكون يسير في اسواقهم ويطا بسطهم وهم لا يعرفونه حتى ياذن الله عز وجل ان يعرفهم نفسه كما اذن ليوسف حين قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه اذ انتم جاهلون قالوا اءنك لانت يوسف قال انا يوسف وهذا اخي المطلع التاسع في ذكر ما قال موسى بن جعفر الهمداني عن علي عن ابيه عن محمد بن زياد الازدي قال سالت سيدي موسى بن جعفر [عليه السلام] عن قول الله عز وجل واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة فقال النعمة الظاهرة الامام الظاهر والباطنة الامام الغائب فقلت له ويكون في الائمة من يغيب قال نعم يغيب عن ابصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره وهو الثاني عشر منا يسهل الله له كل عسير ويذلل كل صعب ويظهر له كنوز الارض ويقرب كل بعيد ويبعد ويبير به كل جبار عنيد ويهلك على يده كل شيطان مريد ذاك ابن سيدة الاماء الذي يخفى على الناس ولادته ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره عز وجل فيملا به الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما قال الصدوق لم اسمع هذا الحديث الا من احمد بن جعفر الهمداني عند منصرفي من حج بيت الله الحرام وكان رجلا ثقة دينا فاضلا رحمة الله عليه ورضوانه المطلع العاشر في ذكر ما قال علي بن موسى الهمداني عن علي عن ابيه عن الهروي قال سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول انشدت مولاي علي بن موسى الرضا قصيدتي التي اولها مدارس ايات خلت من تلاوة ومنزل وحي مفقر العرصات فلما انتهيت الى قولي خروج الامام لا محالة خارج يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل ويجزي على النعماء والنقمات بكى الرضا بكاء شديدا ثم رفع راسه الي فقال لي يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري من هذا الامام ومتى يقوم فقلت لا يا مولاي الا اني سمعت بخروج امام منكم يطهر الارض من الفساد ويملاها عدلا كما ملئت جورا فقال يا دعبل الامام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره لو لم يبق في الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملاها عدلا كما ملئت جورا واما متى فاخبار عن الوقت ولقد حدثني ابي عن ابيه عن ابائه عن علي ان النبي قيل له يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك فقال مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السموات والارض لا ياتيكم الا بغتة المطلع الحادي عشر في ذكر ما قال محمد بن علي الجواد الدقاق عن محمد بن هرون عن الرؤياني عن عبد العظيم الحسني قال دخلت على سيدي محمد بن علي وانا اريد ان اسئله عن القائم اهو المهدي او غيره فابتدءني فقال يا ابا القاسم ان القائم منا هو المهدي الذي يجب ان ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره وهو الثالث من ولدي والذي بعث محمدا بالنبوة وخصنا بالامامة انه لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وان الله تبارك وتعالى يصلح امره في ليلة كما اصلح امر كليمه موسى اذ ذهب ليقتبس لاهله نارا فرجع وهو رسول نبي ثم قال افضل اعمال شيعتنا انتظار الفرج المطلع الثاني عشر في ذكر ما قال علي بن محمد الهادي [عليه السلام] الهمداني عن علي عن ابيه عن علي بن صدقه عن علي بن عبد الغفار قال لما مات ابو جعفر الثاني [عليه السلام] كتبت الشيعة الى ابي الحسن [عليه السلام] يسالونه عن الامر فكتب [عليه السلام] اليهم الامر لي ما دمت حيا فاذا نزلت بي مقادير الله تبارك وتعالى اتاكم الخلف مني واني لكم بالخلف من بعد الخلف المطلع الثالث عشر في ذكر ما قال الحسن بن علي العسكري [عليه السلام] عن سعد عن موسى بن جعفر البغدادي قال سمعت ابا محمد الحسن بن علي يقول كاني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني اما ان المقر بالائمة بعد رسول الله المنكر لولدي كمن اقر بجميع انبياء الله ورسله ثم انكر نبوة محمد رسول الله والمنكر لرسول الله كمن انكر جميع الانبياء لان طاعة اخرنا كطاعة اولنا والمنكر لاخرنا كالمنكر لاولنا اما ان لولدي غيبته يرتاب فيها الناس الا من عصمه الله عز وجل المطلع الرابع عشر في ذكر ما قال بقية الله لعلي بن ابراهيم الفدكي انا المهدي انا قائم الزمان انا الذي املاها عدلا كما ملئت ظلما وجورا ان الارض لا تخلو من حجة ولا يبقى الناس في فترة اكثر من تيه بني اسرائيل وقد ظهر ايام خروجي فهذه امانة في رقبتك فحدث بها اخوانك من اهل الحق فاذا تلجلجت بتلئلاء ايات الله واخبار حججه واستقرت على كرسي اليقين فانا ذا اذكر لك في شان ما اراد الله له في ظاهره وجاء بها اخبار ائمة الحق واعرف انه لخلف صالح كني بابي القاسم وانه القائم بامر الله والحجة على خلق الله والبقية من ال الله والمهدي الذي يهدي الناس الى امر خفي ولا احب لاحد ان اذكر اسمه بما قال الامام [عليه السلام] م ح م د وان بذلك قد وردت النصوص من ذلك القدوس حيث قال ونزل في توقيعه المرفوع من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله وقال جده الصادق ابو عبدالله صاحب هذا الامر رجل لا يسميه باسمه الا كافر ان علة ذلك لما كان [عليه السلام] في عهد اراد الناس ما ارادوا لائمة العدل وان كان الامر في الارض لم يكن الخوف فاني احب كما نطق باسمه بعض الدعوات ونص بذلك الاشارات وذلك مشهود عند من عرفه الله حكم الاسماء والصفات وانا ذا في وصف جسده الذي لا وصف له ولا نعت اذكر سبعة حديثا في سبعة مطالع [ليسر] برو[ا]يتها سري ويجلو بذكرها فؤادي وتكون اية للمقربين ونقمة للمشركين وحجة للمؤمنين ومثلا للاخرين وعلى الله ربي استعين المطلع الاول فيما روى ابن موسى عن الاسدي عن البرمكي عن اسماعيل بن مالك عن محمد بن سنان عن ابي الجارود عن ابي جعفر عن ابيه عن جده قال قال امير المؤمنين على المنبر يخرج رجل من ولدي في اخر الزمان ابيض مشرب حمرة مبدح البطن عريض الفخذين عظيم مشاش المنكبين بظهره شامتان شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي له اسمان اسم يخفى واسم يعلن فاما الذي يخفى فاحمد واما الذي يعلن فمحمد فاذا هز رايته اضاء لها ما بين المشرق والمغرب ووضع يده على رؤس العباد فلا يبقى مؤمن الا صار قلبه اشد من زبر الحديد واعطاه الله قوة اربعين رجلا ولا يبقى ميت الا دخلت عليه تلك الفرحة في قلبه وفي قبره وهم يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم المطلع الثاني فيما روى سعد عن اليقطيني عن اسمعيل بن ايان عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي قال سمعت ابا جعفر يقول ساير عمر بن الخطاب امير المؤمنين [عليه السلام] فقال اخبرني عن المهدي ما اسمه فقال اما اسمه فان حبيبي عهد الي ان لا احدث باسمه حتى يبعثه الله قال فاخبرني عن صفته قال هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر يسيل شعره على منكبيه ونور وجهه يعلو سواد لحيته وراسه بابي ابن خيرة الاماء المطلع الثالث فيما روى محمد بن همام عن الفزاري عن عباد بن يعقوب عن الحسن ابن حماد وعن ابي الجارود عن ابي جعفر انه قال صاحب هذا الامر هو الطريد الفريد الموتور بابيه المكنى بعمه المفرد من اهله اسمه اسم النبي المطلع الرابع فيما روى علي بن احمد عن عبيدالله بن موسى عن بعض رجاله عن ابراهيم بن الحسين بن ظهير عن اسماعيل بن عياش عن الاعمش عن ابي وابل قال نظر امير المؤمنين علي الى الحسين [عليه السلام] فقال ان ابني هذا سيد كما سماه رسول الله سيدا وسيخرج الله من صلبه رجلا باسم نبيكم يشهد في الخلق والخلق يخرج على حين غفلة من الناس واماتة للحق واظهار للجور والله لو لم يخرج لضربت عنقه يفرح بخروجه اهل السموات وسكانها وهو رجل اجلى الجبين اقنى الانف ضخم البطن اذيل الفخذين لفخذه اليمنى شامة افلج الثنايا يملا الارض عدلا كما ملئت ظلما وجورا المطلع الخامس فيما روى احمد بن هوذه عن النهاوندي عن عبدالله بن حماد عن ابي بكير عن حمران قال قلت لابي جعفر جعلت فداك اني قد دخلت المدينة وفي حقوي هميان فيه الف دينار وقد اعطيت الله عهدا انني انا انفقها ببابك دينارا دينارا او تجيبني فيما اسئلك عنه فقال يا حمران سل تجب ولا تبغض دنانيرك فقلت سئلتك بقرابتك من رسول الله انت صاحب هذا الامر والقائم به قال لا قلت فمن هو بابي انت وامي فقال ذلك المشرب حمرة الغائر العينين المشرف الحاجبين عريض ما بين المنكبين براسه حزاز وبوجه اثر رحم الله موسى المطلع السادس فيما روى عبد الواحد بن عبدالله عن احمد بن محمد بن رياح عن احمد بن علي الحميري عن الحسين بن ايوب عن عبدالله الخثعمي عن محمد بن عصام عن وهيب بن حفص عن ابي بصير قال قال ابو جعفر او ابو عبدالله الشك من ابن عصام يابا محمد بالقائم علامتان شامة في راسه وداء الحزاز براسه وشامة بين كتفيه من جانبه الايسر تحت كتفيه ورقة مثل ورقة الاس ابن ستة وابن خيرة الاماء المطلع السابع فيما روى جماعة عن التلعكيري عن احمد بن علي الرازي عن محمد بن اسحق المقري عن علي بن العباس عن بكار ابن احمد عن الحسن ابن الحسين عن سفيان الجريري عن الفضيل بن الزبير قال سمعت زيد بن علي يقول المنتظر من ولد الحسين بن علي في ذرية الحسين وفي عقب الحسين وهو المظلوم الذي قال الله ومن قتل مظلوما فقدجعلنا لوليه قال وليه رجل من ذريته من عقبه ثم قرء وجعلها كلمة باقية في عقبه سلطانا فلا يسرف في القتل قال سلطانه حجته على جميع من خلق الله حتى تكون له الحجة على الناس ولا يكون لاحد عليه حجة وان يذكر تلك المطالع برق مستشرق من رسول الله حيث قال وقوله الحق المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي وجسمه جسم اسرائيلي على خده الايمن خال كانه كوكب دري يملا الارض عدلا كما ملئت جورا يرضى بخلافته اهل الارض واهل السماء والطير فيا ايها السائل قد اشرقناك في تلك المطالع من انوار شمس الطالعة التي لاحت عن افق اللامع واستضائت عن اسم القاطع ما انت تريد والناس ارادوا من قبل ويسئلون من بعد فاعرف ان بحكم القران والاحاديث النازلة من شمس البيان لتظهر فتنة دهماء عمياء صماء صيلم قبل قيام الحجة بامر الله ليشقى من يشقى ويسعد من يسعد فرحم الله امرء عرف قدره واستمسك بالعروة الوثقى والايات الكبرى وذلك النبا العظمى ولا يرتد عن دين الاسلام ولا يخرج عن طاعة الامام وانا ذا اذكر لك في هذا المطلع رشحا من طمطام تلك الفتنة الدهماء المظلمة العمياء الصماء الصيلم والمظلم ذلك البئر الجهنام المظلم لتتذكر نفسك وانفس المؤمنين ويخافوا من امر الله ويحفظوا انفسهم بالتمسك الى حبل الله وان بمثل ذلك فليعمل الخاشعون هذا مطلع قد طلع من طلوع نور الابداع ويطلع فيه ايات فتن الاختراع ثم يشرق من بعده شرق شوارق شمس الانقطاع ليعرف الكل امر الله في غاية الامتناع بمثل هذه الشمس الطالعة في افق الارتفاع واصلي على محمد وال الله ما دام يطلع نور ثم يغرب نجم في سماء الاختراع مطلع محال الله تعالى الٓمٓ احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين وقد روى محمد بن الحميري عن ابيه عن ايوب بن نوح عن العباس بن عامر عن الربيع بن محمد المسلم قال قال لي ابو عبدالله والله لتكسرن كسر الزجاج وان الزجاج يعاد فيعود كما كان والله لتميزن والله لتمحصن والله لتغربلن كما يغربل الزؤان من القمح وروى ابي عن علي عن ابيه عن محمد الفضل عن ابيه عن منصور قال قال ابو عبدالله يا منصور ان هذا الامر لا ياتيكم الا بعد اياس لا والله حتى يميزوا لا والله حتى تمحصوا لا والله حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد وروي عن سعد عن ابن ابي الخطاب عن ابن بزيع عن عبدالله الاصم عن الحسين بن المختار القلانسي عن عبدالرحمن بن سيابة عن ابي عبدالله قال كيف انتم اذا بقيتم بلا امام هدى ولا علم يبرئ بعضكم من بعض فعند ذلك تميزون وتمحصون وتغربلون وعند ذلك اختلاف السنين وامارة من اول النهار وروى الغضائري عن البزوفري عن احمد بن ادريس عن ابن قتيبة عن ابن شاذان عن ابن ابي نجران عن محمد ابن منصور عن ابيه قال كنا عند ابي عبدالله جماعة نتحدث فالتفت الينا فقال في اي شيء انتم هيهات هيهات لا والله لا يكون ما تمدون اليه اعينكم الا بعد اياس لا والله لا يكون ما تمدون اليه اعينكم حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد وروى احمد بن ادريس عن ابن قتيبة عن ابن شاذان عن البزنطي قال قال ابو الحسن اما والله لا يكون الذي تمدون اليه اعينكم حتى تميزوا وتمحصوا وحتى لا يبقى منكم الا الاندر ثم تلا ام حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين وروى علي بن احمد عن عبدالله بن موسى عن موسى بن محمد عن احمد بن ابي احمد عن ابراهيم بن هليل قال قلت لابي الحسن جعلت فداك مات ابي على هذا الامر وقد بلغت من السنين ما قد ترى اموت ولا تخبرني بشيء قال يا ابا اسحق انت تعجل فقلت اي والله اعجل ومالي لا اعجل وقد بلغت من السن ما ترى فقال اما والله يا ابا اسحق ما يكون ذلك حتى تميزوا وتمحصوا وحتى لا يبقى منكم الا الاقل ثم صفر كفه وروى ابن عقدة عن القاسم بن محمد بن الحسين عن عيسى بن هاشم عن ابن جبلة عن مسكين الرحال عن علي بن ابي المغيرة عن عميرة بنت نفيل قال سمعت الحسن بن علي [عليه السلام] يقول لا يكون الامر الذي ينتظرون حتى يبرؤ بعضكم من بعض ويتفل بعضكم في وجوه بعض وحتى يلعن بعضكم بعضا وحتى يسمي بعضكم بعضا كذابين ورويا محمد واحمد ابنا الحسن عن ابيهما عن ثعلبة عن ابي كهمس عن عمران بن ميثم عن مالك بن ضمرة قال قال امير المؤمنين يا مالك ابن ضمرة كيف انت اذا اختلفت الشيعة هكذا وشبك اصابعه وادخل بعضها في بعض فقلت يا امير المؤمنين ما عند ذلك من خير قال الخير كله عند ذلك يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله وعلى رسوله فيقتلهم ثم يجمعهم الله على امر واحد وروى الكليني عن عدة من اصحابه عن احمد بن محمد عن معمر بن خلاد وقال سمعت ابا الحسن [عليه السلام] يقول الٓمٓ احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ثم قال لي ما الفتنة فقلت جعلت فداك الذي عندنا ان الفتنة في الدين ثم قال يفتنوني كما يفتن الذهب ثم قال يخلصون كما يخلص الذهب وايضا روى الكليني عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن سليمان بن صالح رفعه الى ابي جعفر الباقر [عليه السلام] قال ان حديثكم هذا لتشمئز منه القلوب قلوب الرجال فانبذوا اليهم نبذا فمن اقر به فزيدوه ومن انكره فذروه انه لا بد من ان تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعرة بشعرتين حتى لا يبقى الا نحن وشيعتنا وروى احمد بن حوذة عن ابي هراسة الباهلي عن ابراهيم بن اسحق النهاوندي عن عبدالله بن حماد الانصاري عن صباح المزني عن الحرث بن حصيرة عن ابن نباته عن امير المؤمنين انه قال كونوا كالنحل في الطير ليس شيء من الطير الا وهو يستضعفها ولو علمت الطير ما في اجوافها من البركة لم يفعل بها ذلك خالطو الناس بالسنتكم وابدانكم وزايلوهم بقلوبكم واعمالكم فوالذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض حتى يسمي بعضكم بعضا كذابين وحتى لا يبقى منكم او قال من شيعتي كالكحل في العين والملح في الطعام وساضرب لكم مثلا فهو مثل رجل كان له طعام فنقاه وطيبه ثم ادخله بيتا وتركه فيه ما شاء الله ثم عاد اليه فاذا قد اصابه السوس فاخرجه ونقاه وطيبه ثم اعاده الى البيت فتركه ما شاء الله ثم عاد اليه فاذا قد اصاب طائفة منهم السوس فاخرجه ونقاه وطيبه واعاده ولم يزل كذلك حتى بقيت منه رزمة كرزمة الاندر لا يضره السوس شيئا وكذلك انتم تميزون حتى لا يبقى منكم الا عصابة لا تضرها الفتنة شيئا وروى ابن عقدة عن جعفر بن عبدالله المحمدي عن التفليسي عن السمندي عن جعفر بن محمد عن ابيه انه قال المؤمن يبتلون ثم يميزهم الله عنده ان الله لم يؤمن المؤمنين من بلاء الدنيا ومرايرها ولكنهم امنهم من العمى والشقى في الاخرة ثم قال كان للحسين بن علي قتلاء ويضع بعضهم على بعض ثم يقول قتلنا قتل النبيين وال النبيين وروى ايضا ابن عقدة عن محمد ابن الفضل بن ابراهيم وسعدان ابن اسحق بن سعيد واحمد بن الحسن بن عبد الملك جميعا عن ابن محبوب عن اسحق بن عمار قال سمعت ابا عبدالله يقول قد كان لهذا الامر وقت وكان في سنة اربعين ومائة فحدثتم به واذعتموه فاخره الله عز وجل ثم قوله يا اسحق ان هذا الامر قد اخر مرتين وروى علي بن الحسين عن محمد العطار عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي عن ابن جبلة عن علي بن ابي حازم عن ابي بصير عن ابي عبدالله قال قلت له جعلت فداك متى خروج القائم [عليه السلام] فقال يابا محمد انا اهل البيت لا نوقت وقد قال محمد كذب الوقاتون يا محمد ان قدام هذا الامر خمس علامات اولهن النداء في شهر رمضان وخروج السفياني وخروج الخراساني وقتل نفس الزكية وخسف بالبيداء ثم قال يابا محمد انه لا بد ان يكون قدام ذلك الطاعونان الطاعون الابيض والطاعون الاحمر قلت جعلت فداك اي شيء الطاعون الابيض واي شيء الطاعون الاحمر قال الطاعون الابيض الموت الجاذف والطاعون الاحمر السيف ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين ليلة جمعة قلت بم ينادى قال باسمه واسم ابيه الا ان فلان ابن فلان قائم ال محمد فاسمعوا له واطيعوه فلا يبقى شيء خلق الله فيه الروح الا سمع الصيحة فتوقظ النائم ويخرج الى صحن داره وتخرج العذراء من خدرها ويخرج القائم مما يسمع وهي صيحة جبرئيل فاذا عرفت احكام الفتن في ايامك فاستمسك بحبل الله وايقن بان امر الله لا خفاء له ودين الله لا ستر عليه وليس لاحد على الله حجة وان الحجة لله على العالمين جميعا ولقد اختار الله لحفظ دينه في ايام الفتن عبدا لم يقدر احد ان يجحده بحق ونزل الاحكام يوم ظهوره بالسنة ائمة الصادقين ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة واني لما اعان الله علي بفضله من علم الحكمة ما رجعت الى اخبار ال الله ولا تلفت في انوار محال امر الله وليس عندي كتاب مثل العلماء لاني كنت فتى تاجرا ولكن الان لما نظرت الى كتاب فيه انوار ائمة العدل اذكر لك سبعة حديث في سبعة مطالع الذي كل واحد منها يكفي الناس كلهم وهو تصريح للمتفرسين وتلويح للمجتهدين وتقطيع للمتعاندين وتمنيع للمجاهدين وعلى الله ربي توكلت وهو حسبي ونعم الوكيل المطلع الاول فيما ذكر علي في خطبته تصريحا في سبعة مقامات منها والدليل على ذلك ما وقع فيما بين جمادي ورجب من قضاء الله ولا يقدر ذو علم ان يقول تلك علامة التي فرض عند ظهور القائم لانه [عليه السلام] قد ذكر فيما يقع من بعد حكم ذلك الامر وعلامات الظهور حيث يعرف مؤمن المتفرس بنور المستور وان ذلك مشهود عند من اشهده الله خلق السموات والارض ثم خلق نفسه وكفى بحكم تلك الخطبة للمتفرسين دليلا وبما ذكر في البحار خص وقفت على كتاب خطب لمولانا امير المؤمنين وعليه خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس ما صورته هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق فيمكن ان يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة لانه انتقل بعد سنة مائة واربعين من الهجرة وقد روي بعض ما فيه عن ابي روح فرج بن فروة عن مسعدة بن صدقه عن جعفر بن محمد وبعض ما فيه عن غيرهما ذكر في الكتاب المشار اليه خطبة لامير المؤمنين تسمى المخزون وهي الحمد لله الاحد المحمود الذي توحد بملكه وعلا بقدرته احمده على ما عرف من سبيله والهم من طاعته وعلم من مكنون حكمته فانه محمود بكل ما يولي مشكور بكل ما يبلي واشهد ان قوله عدل وحكمه فصل ولم ينطق فيه ناطق بكان الا كان قبل كان واشهد ان محمدا عبدالله وسيد عباده خير من اهل اولا وخير من اهل اخرا فكلما تسبح الله الخلق فريقين جعله في خير الفريقين لم يسهم فيه عاير ولا نكاح جاهلية ثم ان الله قد بعث اليكم رسولا من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم فاتبعوا فاذن الله اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون فان الله جعل للخير اهلا وللحق دعائم وللطاعة عظيما يعصم بهم ويقم من حقه فيهم على ارتضاه من ذلك وجعل لها رعاة وحفظة يحفظونها بقوة ويعينون عليها اولياء ذلك بما ولوا من حق الله فيها اما بعد فان روح البصر روح الحيوة الذي لا ينفع ايمان الا به مع كلمه الله والتصديق بها فالكلمة من الروح والروح من النور نور السموات فبايديكم سبب وصل اليكم منه ايثار واختيار نعمة الله لا تبلغوا شكرها خصصكم بها واختصكم لها وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون فابشروا بنصر من الله عاجل وفتح يسير يقر الله به اعينكم ويذهب بحزنكم كفوا ما تناهى الناس عنكم فان ذلك لا يخفى عليكم ان لكم عند كل طاعة عونا من الله يقول على الالسن ويثبت على الافئدة وذلك عون الله لاوليائه يظهر في خفي نعمته لطيفا وقد اثمرت لاهل التقوى اغصان بشجرة الحيوة وان فرقانا من الله بين اوليائه واعدائه فيه شفاء للصدور وظهور للنور يعز الله به اهل طاعته ويذل به اهل معصيته فليعد امرء ذلك عدته ولا عدة له الا بسبب بصيرة وصدق نيه وتسليم سلامة اهل الحقة في الطاعة ثقل الميزان والميزان بالحكمة والحكمة قضاء للبصر والشك والمعصية في النار وليسا منا ولا لنا ولا الينا قلوب المؤمنين مطوية على الايمان اذا اراد الله اظهار ما فيها فتحها بالوحي وزرع فيها الحكمة وان لكل شيء انا يبلغه لا يعجل الله بشيء حتى يبلغ اناه ومنتهاه فاستبشروا ببشرى ما بشرتم واعترفوا بقربان ما قرب لكم وتنجزوا ما وعدكم ان منا دعوة خالصة يظهر الله بها حجته البالغة ويتم بها نعمة السابقة ويعطي بها الكرامة الفاضلة من استمسك بها اخذ بحكمة منها اتاكم الله رحمته ومن رحمته نور القلوب ووضع عنكم اوزار الذنوب وعجل شفاء صدوركم وصلاح اموركم وسلام منا دائما عليكم تعلمون به في دول الايام وقرار الارحام فان الله اختار لدينه اقواما انتجبهم للقيام عليه والنصرة له بهم ظهرت كلمة الاسلام وارجاء مفترض القران والعمل بالطاعة في مشارق الارض ومغاربها ثم ان الله خصصكم بالاسلام واستخلصكم له لانه اسم سلامة وجماع كرامة اصطفاه الله فنهجه وبين حججه وارف ارفه وحده ووصفه وجعله رضي كما وصفه ووصف اخلاقه وبين اطباقه ووكد ميثاقه من ظهر وبطن ذي حلاوة وامن فمن ظفر بظاهره راى عجائب مناظره في موارده ومصادره ومن فطن بما بطن راى مكنون الفطن وعجايب الامثال والسنن فظاهره انيق وباطنه عميق لا تنقضي عجائبه ولا تفنى غرايبه فيه ينابيع النعم ومصابيح الظلم لا تفتح الخيرات الا بمفاتيحه ولا تنكشف الظلم الا بمصابيحه فيه تفصيل وتوصيل وبيان الاسمين الاعلاين اللذين جمعا فاجتمعا لا يصلحان الا معا يسميان فيعرفان ويوصفان فيجتمعان قيامهما في تمام احدهما في منازلهما جرى بهما ولهما نجوم وعلى نجومهما نجوم سواهما تحمى حماه وترعى مراعيه وفي القران بيانه وحدوده واركانه ومواضع تقادير ما خزن بخزائنه ووزن بميزانه ميزان العدل وحكم الفصل ان رعاة الدين فرقوا بين الشك واليقين وجاؤا بالحق المبين قد بينوا الاسلام تبيانا واسسوا له اساسا واركانا وجاؤا على ذلك شهودا وبرهانا من علامات وامارات فيها كفاء لمكتف وشفاء لمشتف يحمون حماه ويرعون مرعاه ويصونون مصونه ويهجرون مهجوره ويحبون محبوبه بحكم الله وبره وبعظيم امره وذكره بما يجب ان يذكر به يتواصلون بالولاية ويتلاقون بحسن اللهجة ويتساقون بكاس الروية ويتراعون بحسن الرعاية بصدور برية واخلاق سنية وبسلام رضية لا يشرب فيه الدنية ولا تشرع فيه الغيبة فمن استبطن من ذلك شيئا استبطن خلقا سنيا وقطع اصله واستبدل منزله بنقصه مبرما واستحلاله مجرما من عهد معهود اليه وعقد معقود عليه بالبر والتقوى وايثار سبيل الهدى على ذلك عقد خلقهم واخا الفتهم فعليه يتحابون وبه يتواصلون فكانوا كالزرع وتفاضله يبقى فيؤخذ منه ويفنى وبيعته التخصيص ويبلغ منه التخليص فانتظر امره في قصر ايامه وقلة مقامه في منزله حتى يستبدل منزلا ليضع منحوله ومعارف منقلبه فطوبى لذي قلب سليم اطاع من يهديه وتجنب ما يرديه فيدخل مدخل الكرامة فاصاب سبيل السلامة سيبصر ببصره واطاع هادي امره وان افضل الدلالة وكشف غطاء الجهالة المضلة الملهية فمن اراد تفكر او تذكر فليذكر رايه وليبرز بالهدى ما لم تغلق ابوابه وتفتح اسبابه وقبل نصيحة من نصح بخضوع وحسن خشوع بسلامة الاسلام ودعاة التمام وسلام بسلام تحية دائمة لخاضع متواضع يتنافس بالايمان ويتعارف عدل الميزان فليقبل امره واكرامه بقبول وليحذر قارعة قبل حلولها ان امرنا صعب مستصعب لا يتحمله الا ملك مقرب او نبي مرسل او عبد امتحن الله قلبه للايمان لا يعي حديثنا الا حصون حصينة او صدور امينة او احلام رزينة يا عجبا كل العجب بين جمادي ورجب فقال رجل من شرطة الخميس ما هذا العجب يا امير المؤمنين قال وما لي لا اعجب وسبق القضاء فيكم وما تفقهون المطلع الثاني في ذكر حديث الذي ذكرت في ذلك الكتاب عن رسول الله عن الله سبحانه حيث اشار اليه بذلك في علامات التي تظهر قبل الرجعة في قوله عز ذكره وخروج رجل من ولد حسين بن علي الله يعلم مراده وانا لا اعلم حرفا وان الخروج ما انا اعرفه هي الخروج بالحكمة والحجة لا سواها ومن ياول بغير ذلك فلست انا اهله وان الله وملائكته واوليائه بريئون من المفترين المكذبين الذين يريدون الفتنة بغير حق اولئك هم الظالمون المطلع الثالث في ذكر حديث عباد الذين يتمسكون بامر الله واولئك هم الفائزون وقد روى ابن المتوكل عن الاسدي عن البرمكي عن علي بن عثمان عن محمد بن الفرات عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله [صلى الله عليه واله] علي بن ابي طالب امام امتي وخليفتي عليهم بعدي ومن ولده القائم المنتظر الذي يملا الله عز وجل به الارض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما والذي بعثني بالحق بشيرا ان الثابتين على القول به في زمان غيبته لاعز من الكبريت الاحمر فقام اليه جابر بن عبدالله الانصاري فقال يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة فقال اي وربي وليمحص الله الذين ءامنوا ويمحق الكافرين يا جابر ان هذا لامر من امر الله وسر من سر الله مطوي عن عباده فاياك والشك في امر الله فهو كفر المطلع الرابع فيما اشار علي في خطبته وكلامه حيث يعرف اهل الافئدة بعضا من الامر وانا الى ربنا لمنقلبون وقد روى مسعدة بن صدقه قال سمعت ابا عبدالله جعفر بن محمد يقول خطب الناس امير المؤمنين [عليه السلام] بالكوفة فحمد الله واثنى عليه ثم قال انا سيد الشيب وفي سنة من ايوب وسيجمع الله لي اهلي كما جمع ليعقوب شمله وذلك اذا استدار الفلك وقلتم مات او هلك الا فاستشعروا قبلها بالصبر وبوؤا الى الله بالذنب فقد نبذتم قدسكم واطفاتم مصابيحكم وقلدتم هدايتكم من لا يملك لنفسه ولا لكم سمعا ولا بصرا ضعف والله الطالب والمطلوب هذا ولو لم تتواكلوا امركم ولم تتخاذلوا عن نصرة الحق بينكم ولم تهنوا عن توهين الباطل لم يتشجع عليكم من ليس مثلكم ولم يقو من قوي عليكم وعلى هضم الطاعة وازوائها عن اهلها فيكم تهتم كما تاهت بنوا اسرائيل على عهد موسى وبحق اقول ليضعفن عليكم التيه من بعدي واضطهادكم ولدي ضعف ما تاهت بنوا اسرائيل فلو قد استكملتم نهلا وامتلاتم عللا عن سلطان الشجرة الملعونة في القران لقد اجتمعتم على ناعق ضلال ولاجبتم الباطل ركضا ثم لغادرتم داعي الحق وقطعتم الادنى من اهل بدر ووصلتم الابعد من ابناء الحرب الا ولو ذاب ما في ايديهم لقد دنى التمحيص للجزاء وكشف الغطاء وانقضت المدة وازف الوعد وبدا لكم النجم من قبل المشرق واشرق لكم قمركم كملا شهره وكليلة ثم فاذا استبان ذلك فراجعوا التوبة وخالعوا الحوبة واعلموا انكم ان اطعتم طالع المشرق سلك بكم منهاج رسول الله فتداريتم من الصمم واستشفيتم من البكم وكفيتم مؤنة التعسف والطلب ونبذتم الثقل الفادح عن الاعناق فلا يبعد الله الا من ابى الرحمة وفارق العصمة وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون وايضا ان امير المؤمنين قال على منبر الكوفة وان من ورائكم فتنا مظلمة عمياء منكسفة لا ينجو منها الا النومة قيل يا امير المؤمنين وما النومة قال الذي يعرف الناس ولا يعرفونه واعلموا ان الارض لا تخلو من حجة الله ولكن الله سيعمي خلقه منها بظلمهم وجورهم واسرافهم على انفسهم ولو خلت الارض ساعة واحدة من حجة الله لساخت باهلها ولكن الحجة يعرف الناس ولا يعرفونه كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون ثم تلا يا حسرة على العباد ما ياتيهم من رسول الا كانوا به يستهزءون المطلع الخامس فيما اشار ابو عبدالله في ظهور امرهم قبل قيام القائم في قوله عز ذكره بما روى عبدالواحد بن عبدالله عن احمد بن محمد بن رباح عن احمد بن علي الحميري عن الحسين بن ايوب عن عبدالكريم الخثعمي عن محمد بن عصام عن المفضل بن عمر قال كنت عند ابي عبدالله في مجلسه ومعي غيري فقال لنا اياكم والتنويه يعني باسم القائم وكنت اراه يريد غيري فقال لي يابا عبدالله اياكم والتنويه والله ليغيبن سنينا من الدهر وليخملن حتى يقال مات هلك باي واد سلك ولتفيض عليه اعين المؤمنين وليكفتن كنفي السفينة في امواج البحر حتى لا ينجو الا من اخذ الله ميثاقه وكتب الايمان في قلبه وايده بروح منه ولترفعن اثني عشر راية مشتبهة لا يعرف اي من اي قال فبكيت فقال لي ما يبكيك قلت جعلت فداك كيف لا ابكي وانت تقول ترفع اثنا عشر راية مشتبهة لا يعرف اي من اي قال فنظر الى كوة في البيت تطلع فيها الشمس في مجلسه فقال هذه الشمس مضيئة قلت نعم قال والله لامرنا اضوء منها المطلع السادس فيما اشار ابو الحجة وابنه [عليه السلام] للذين يعرفون اشارات كلامهم وانهم لهم المهتدون ولقد ذكر في كتاب المختصر للحسن ابن سليمان تلميذ الشهيد رحمة الله عليهما قال روي انه وجد بخط مولانا ابي محمد العسكري ما صورته قد صعدنا ذري الحقايق باقدام النبوة والولاية وساقه الى ان قال وسيسفر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران لتمام الم وطه والطواسين من السنين وقال ابنه روحي فداه في توقيعه المنيع الذي اذكره انشاء الله في ذلك الكتاب من بعد الى ان قال اذا حل جمادي الاولى في سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه واستيقظوا من رقدتكم لما يكون في الذي يليه ويحدث في ارض المشرق ما يحزن ويقلق ويغلب من بعد على العراق طوايف من الاسلام مراق يضيق بسؤ فعالهم على اهله الارزاق ثم تتفرج الغمة من بعده ببوار طاغوت من الاشرار يسر بهلاكه المتقون الاخيار ويتفق لمريدي الحج من الافاق ما ياملونه على توقير غلبة منهم واتفاق ولنا في تيسير حجهم على الاختيار منهم والوفاق شان يظهر على نظام واتساق فيعمل كل امرئ منكم ما يقرب به من محبتنا وليجنب ما يدينه من كراهيتنا وسخطنا فان امرنا بغته فجاة حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة والله يلهمك الرشد ويلطف لكم بالتوفيق برحمته المطلع السابع في ذكر عباد الذين يبعثهم الله قبل قيام القائم لطلب ثار الحسين بما روى عدة من اصحابنا عن سهل عن ابن شمون عن الاصم عن عبدالله بن القاسم البطل عن ابي عبدالله في قوله تعالى وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين قالقتل علي بن ابي طالب وطعن الحسن ولتعلن علوا كبيرا قال قتل الحسين فاذا جاء وعد اولاهما اذا جاء نصر دم الحسين بعثنا عليكم عبادا لنا اولى باس شديد فجاسوا خلال الديار قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وترا لال محمد الا قتلوه وكان وعدا مفعولا خروج القائم ثم رددنا لكم الكرة عليهم خروج الحسين في سبعين من اصحابه عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدون الى الناس ان هذا الحسين قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه وانه ليس بدجال ولا بشيطان والحجة القائم بين اظهرهم فاذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين انه الحسين جاء الحجة الموت فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي ولا يلي الوصي الا الوصي فاذا تلجلجت بذلك تلك الاشارات لا يعرف حكم التصريح من تلك الاخبار فاني من حكم الباطن اظهرت لك رشحا وان من دون تلك الاخبار اشارات كثيرة كما نطق به قول الذين ذكر في كتاب قديم وهو هذا ليعلم ان الملك منقطع الامر لله ذي النعماء والجود وخصه الله بالايات منبعثا الى الخليقة منها البيض والسود وان ما وراء تلك الاشارات اشارات الافاقية لا يخفى والعلامات الكونية لا تعد والدلالات السريانية لا تذكر والاخبارات النازلة من ائمة الاطهار لا يحصى واني ما رايت شيئا دون ما ذكرت لك ولكن سمعت في حديث اشارة اليه بان في صوته ضحك ثم في حديث اخر انه اراد بامر ويجري الله البداء مرتين ويقضي في الثالثة ما شاء الله له وفي حديث بما ذكر في كتاب كمال الدين واتمام النعمة اشار الصادق حيث قال عز ذكره كاني انظر الى القائم على منبر الكوفة وحوله ثلاثة مات وثلاثة عشر رجلا عدة اهل بدر وهم اصحاب الولاية وهم حكام الله في ارضه على خلقه حتى يستخرج من قبائه كتابا مختوما بخاتم من ذهب عهد معهود من رسول الله فيجفلون عنه اجفال الغنم البكم فلا يبقى منهم الا الوزير واحد عشر نقيبا كما بقوا مع موسى بن عمران فيجولون في الارض ولا يجدون عنه مذهبا فيرجعون اليه والله اني اعرف الكلام الذي يقوله لهم فيكفرون به ولكني لما ما ارى لنفسي ذكرا ولا لوجودي شانا لا اعلم حقيقة امري ولا ايقن بما شاء الله في تلك الاحاديث النازلة ولكن بما ايقنت بيني وبين الله ربي باني ما اردت الا دين الله وان الله اكرمني بنعمته بما شاء كما شاء واني على قدر ضعفي وضري وعجزي ومسكنتي احب ان اظهر دين رسول الله بما نزل الله في القران وتثبت عليها اخبار اهل البيان بتلك النعمة لو شاء الله واراد وكفى بتلك الاشارات لك وللمؤمنين ذكرا ودليلا ولما ذكرت بعض احكام ايام القائم لاذكر انشاء الله بعض علامات رجعته وبعد رجعته ورجعة ابائه المصطفين في ثلاثة مطالع وعلى الله ربي اتكل واليه يرجع الامر كله سبحانه وتعالى عما يصفون فاذا شاهدت انوار العدل فاعلم ان في مولاك القديم حق بعض سنن النبيين والمرسلين لان عكوس المراة في المراة لا يمكن الا بما كان في المراة وان بذلك قد نزلت الاخبار من شموس الانوار وانا ذا اذكر لك ذكرا جميلا لتاثر في قلبك بما فعل الصادق [عليه السلام] وقال بما روى في الكافي محمد بن علي بن حاتم عن احمد بن عيسى الوشا بغدادي عن احمد بن طاهر عن محمد بن يحيى بن سهل عن علي بن الحارث عن سعد بن منصور عن احمد بن علي البديلي عن ابيه عن سدير الصيرفي قال دخلت انا والمفضل بن عمر وابو بصير وابان بن تغلب على مولانا ابي عبدالله جعفر ابن محمد فرايناه جالسا على التراب وعليه مسح خيبري ومطوق بلا جيب مقصر الكمين وهو يبكي بكاء الوالد الثكلى ذات الكبد الحرى قد نال الحزن من وجنتيه وشاع التغير في عارضيه وابلى الدموع محجريه وهو يقول سيدي غيبتك نفت رقادي وضيقت علي مهادي واسرت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك اوصلت مصابي بفجايع الابد وفقد الواحد بعد الواحد ينفي الجمع والعدد ما احس بدمعة ترقى من عيني وانين يفتر من صدري عن دواج الرزايا وسوالف البلايا الا مثل لعيني عن غواير اعظمها واقطعها وتراقي اشدها وانكرها ونوايب مخلوطة بغضبك ونوازل معجونة بسخطك قال سدير فاستطارت عقولنا ولها وتصدعت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهائل والحادث الغايل وظننا انه سمة لمكروه قارعة اوصلت به من الدهر بايقة فقلت لا ابكى الله يابن خير الورى عينيك من اي حادثة تسترف دمعتك وتستمطر عبرتك واية حالة حتمت عليك هذا الماتم قال فزفر الصادق زفرة انتفخ منها جوفه واشتد منها خوفه وقال ويحكم اني نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو كتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا ذاك بلاء وعلم ما كان وما يكون الى يوم القيمة الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا والائمة من بعده عليه وعليهم السلام وتاملت منه مولد قائمنا وغيبته وابطاؤه وطول عمره وبلوى المؤمنين به من بعده في ذلك الزمان وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد اكثرهم عن دينهم وخلعهم ربقة الاسلام من اعناقهم التي قال الله تقدس ذكره وكل انسان الزمناه طائره في عنقه يعني الولاية فاخذتني الرقة واستولت علي الاحزان فقلنا يابن رسول الله كرمنا وشرفنا باشراكك ايانا في بعض ما انت تعلمه من ذلك قال ان الله تبارك وتعالى ادار في القائم منا ثلثة ادارها في ثلثة من الرسل قدر مولده تقدير مولد موسى وقدر غيبته عيسى وقدر ابطاءه ابطاء نوح وجعل من بعد ذلك عمر العبد الصالح اعني الخضر دليلا على عمره فقلت اكشف لنا يابن رسول الله عن وجوه هذه المعاني قال اما مولد موسى فان فرعون لما وقف على ان زوال ملكه على يده امر باحضار الكهنة فدلوه على نسبه وانه من بني اسرائيل ولم يزل يامر اصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني اسرائيل حتى قتل في طلبه نيفا وعشرين الف مولود وتعذر عليه الوصول الى قتل موسى لحفظ الله تبارك وتعالى اياه كذلك بنو امية وبنو العباس لما وقفوا على ان زوال ملكهم والامراء والجبابرة منهم على يد القائم منا ناصبونا بالعداوة ووضعوا سيوفهم في قتل رسول الله وابادة نسله طمعا منهم بالوصول الى قتل القائم ويابى الله ان يكشف امره لواحد من الظلمة الى ان يتم نوره ولو كره المشركون واما غيبة عيسى فان اليهود والنصارى اتفقت على انه قتل وكذبهم الله عز وجل بقوله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم كذلك غيبة القائم فان الامة تنكرها فمن قائل بغير هدى بانه لم يولد وقائل يقول انه ولد ومات وقائل يكفر بقوله ان حادي عشرنا كان عقيما وقال يمرق بقوله انه يتعدى الى ثلث عشر فصاعدا وقائل يعصي الله عز وجل بقوله ان روح القائم تنطق في هيكل غيره واما ابطاء نوح فانه لما استنزل العقوبة على قومه بعث الله عز وجل جبرائيل الروح الامين بسبعة نوايات فقال يا نبي الله ان الله تبارك وتعالى يقول لك ان هؤلاء خلايقي وعبادي ولست بيدهم بصاعقة من صواعقي الا بعد تاكيد الدعوة والزام الحجة فعادو اجتهادك في الدعوة لقومك فاني مثيبك عليه واغرس هذا النوى فان لك في نباتها وبلوغها وادراكها اذا اثمرت الفرج والخلاص فبشر بذلك من تبعك من المؤمنين فلما نبتت الاشجار وتازرت وتسوقت وتغصنت واثمرت وزهى الثمر عليها بعد زمن طويل استنجز من الله سبحانه وتعالى العدة في امر الله تبارك وتعالى ان يغرس من نوى تلك الاشجار ويعاود الصبر والاجتهاد ويؤكد الحجة على قومه فاخبر بذلك الطوايف التي امنت به فارتد منهم ثلاثمائة رجل وقالوا لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف ثم ان الله تبارك وتعالى لم يزل يامره عند كل مرة ان يغرسها تارة بعد اخرى الى ان غرسها سبع مرات فما زالت تلك الطوايف من المؤمنين ترتد منهم طائفة بعد طائفة الى ان عاد الى نيف وسبعين رجلا فاوحى الله عز وجل عند ذلك اليه وقال يا نوح الان اسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه وصفى الامر للايمان من الكدر بارتداد من كانت طينته خبيثة اني اهلكت الكفار وابقيت من قد ارتد من الطوايف التي كانت امنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذي اخلصوا التوحيد من قومك واعتصموا بحبل نبوتك بان استخلفهم في الارض وامكن لهم دينهم وابدل خوفهم بالامن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشك من قلوبهم وكيف يكون الاستخلاف والتمكين وبدل الخوف بالامن مني لهم مع ما كنت اعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا وخبث طينتهم وسوء سرائرهم التي كانت نتايج النفاق وسنوح الضلالة فلو انهم تسنموا مني الملك الذي اوتي المؤمنين وقت الاستخلاف اذا اهلكت اعدائهم لنشقوا روايح صفاته ولاستحكمت سراير نفاقهم وتابد حبال ضلالة قلوبهم وكاشفوا اخوانهم بالعداوة وجادلوهم على طلب الرياسة والتفرد بالامر والنهي وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الامر في المؤمنين مع اثار الفتن وايقاع الحروب كلا الفلك باعينيا ووحينا قال الصادق [عليه السلام] وكذلك القائم تمتد ايام غيبته ليصرح الحق عن محضه ويصفو الايمان من الكذب بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعه الذين يخشى عليهم النفاق اذا احسوا بالاستخلاف والتمكين والامن المنتشر في عهد القائم قال المفضل فقلت يابن رسول الله ان النواصب تزعم ان هذه الايه نزلت في ابي بكر وعمر وعثمان وعلي قال لا يهد الله قلوب الناصبة متي كان الدين الذي ارتضاه الله ورسوله متمكنا بانتشار الامن في الامة وذهاب الخوف من قلوبها وارتفاع الشك من صدورها في عهد احد هؤلاء وعهد علي مع ارتداد المسلمين والفتن التي كانت تثور في ايامهم والحروب التي كانت تنشب بين الكفار وبينهم ثم تلا الصادق [عليه السلام] حتى اذا استيئس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا واما العبد الصالح الخضر فان الله تبارك وتعالى ما طول عمره لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينزله عليه ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الانبياء ولا لامامة يلزم عباده الاقتداء بها ولا لطاعة يفرضها له بلى ان الله تبارك وتعالى لما كان في سابق علمه ان يقدر من عمر القائم في ايام غيبته ما يقدر وعلم ما يكون من انكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول طول عمر العبد الصالح من غير سبب اوجب ذلك لعلة الاستدلال به على عمر القائم وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة فاذا لاحظت ما نزل فيه فاعرف ان له كان غيبتان باذن الله وقد حضروا بين طلعته خلق لا يعلم عدتهم الا من شاء الله وان في الغيبة الصغرى له وكلاء معتمدون ونواب مقربون وان مدتها قضت في سبعين سنة واربعين وعدة ايام معدودة وان في تلك الايام كان نوابه روحي فداه عثمان بن سعيد العمري وابنه ابي جعفر محمد بن عثمان والشيخ المعتمد به الشيخ ابو القاسم الحسين بن روح ثم علي بن محمد السمري وانهم كانوا في غيبته الصغرى محال الامر ومواقع النهي وان الشيعة يرجعون اليهم في اوامر الالٓهية والشئونات القدوسية المشرقة من ناحية المقدسة ومن لم يقر بهم وجحدهم كان كافرا بنص الحجة وقد افتروا في ايامهم على الله وعلى اوليائه بعض اشباه الناس بالقيام على مقامهم بنسبتهم الى الامام بقية الله روحي فداه وان اولهم الحسن الشريعي ثم محمد النميري ثم هلال الكرخي ثم محمد البلالي ثم حسين الحلاجي ثم محمد الشلمغاني عذبهم الله بما استحقوا في كتاب الله ولقد خرج التوقيع لابواب المنصوصة واللعن من بقية الله على المفترين وكفى بذكر تلك التوقيعات المباركات في حق المعتدين المجاهدين وللمؤمنين الكملين دليلا ولو ان ظهر من ابواب الاربعة ايات عجيبة ومن المفترين سيئات عظيمة ولكن لم يعدل في كتاب الله بحرف من توقيعات المتلئلئة من نور الجلال لان حرفا منه اعظم عند رجال الاعراف عن كل المعجزات للمعتدين وعن كل النقمات للمفترين وانا ذا اذكر ثلاثة من توقيعاته المقدسة في ذكر حقيقة الاربعة وابطال المفترين في حقهم وكفى بها للذاكرين دليلا التوقيع الاول فيما طلع من ناحية المقدسة في شان عثمان ابن السعيد وابنه وهو توقيع منه [عليه السلام] كان خرج الى العمري وابنه رواه سعد بن عبدالله قال الشيخ ابو عبدالله جعفر رضي الله عنه وجدته مثبتا بخط سعد بن عبدالله وفقكما الله لطاعته وثبتكما على دينه واسعدكما بمرضاته انتهى الينا ما ذكرتما ان الميثمي اخبر كما عن المختار ومناظرته من لقي واحتجاجه بان لا خلف غير جعفر بن علي وتصديقه اياه وفهمت جميع ما كتبها به مما قال اصحابكما عنه وانا اعوذ بالله من العمى بعد الجلاء ومن الضلالة بعد الهدي ومن موبقات الاعمال ومرديات الفتن فانه عز وجل يقول الٓمٓ احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون كيف يتساقطون في الفتنة ويترددون في الحيرة وياخذون يمينا وشمالا فارقوا دينهم ام ارتابوا ام عاندو الحق ام جهلوا ما جاءت به الروايات الصادقة والاخبار الصحيحة او علموا ذلك فتناسوا اما تعلمون ان الارض لا تخلوا من حجة اما ظاهرا واما مغمورا اولم يعلموا انتظام ائمتهم بعد نبيهم [صلى الله عليه واله] واحدا بعد واحد الى ان افضى الامر بامر الله عز وجل الى الماضي يعني الحسن [عليه السلام] فقام مقام ابائه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم كان نورا ساطعا وقمرا زاهرا اختار الله عز وجل له ما عنده فمضى على منهاج ابائه [عليه السلام] حذو النعل بالنعل على عهد عهده ووصيه اوصى بها وصي ستره الله عز وجل بامره الى غاية واخفى مكانه بمشيته للقضاء السابق والقدر النافذ وفينا موضعه ولنا فضله ولو قد اذن الله عز وجل فيما قد منعه وازال عنه ما قد جرى به من حكمه لاراهم الحق ظاهرا باحسن حلية وابين دلالة واوضح علامة ولابان عن نفسه وقام بحجته ولكن اقدار الله عز وجل لا تغالب وارادته لا ترد وتوفيقه لا يسبق فليدعوا عنهم اتباع الهوى وليقيموا على اصلهم الذي كانوا عليه ولا يبحثوا عما ستر عنهم فياثموا ولا تكشفوا ستر الله عز وجل فيندموا وليعلموا ان الحق معنا وفينا لا يقول ذلك سوانا الا كذاب مفتر ولا يدعيه غيرنا الا ضال غوي فليقتصروا منا على هذه الجملة دون التفسير ويقنعوا من ذلك بالتعريض دون التصريح انشاء الله التوقيع الثاني فيما طلع من ناحية المقدسة الى ابي القاسم الحسين بن روح وهو هذا اعرف اطال الله بقاءك وعرفك الخير كله وختم به عملك من تثق بدينه وتسكن الى نيته من اخواننا ادام الله سعادتهم بان محمد بن علي المعروف بالشلمغاني عجل الله له النقمة ولا امهله قد ارتد عن الاسلام وفارقه والحد في دين الله وادعى ما كفر معه بالخالق جل وتعالى وافترى كذبا وزورا وقال بهتانا واثما عظيما كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا وخسروا خسرانا مبينا وانا برئنا الى الله تعالى والى رسوله واله صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليهم منه ولعناه عليه لعائن الله تترى في الظاهر منا والباطن في السر والجهر وفي كل وقت وعلى كل حال وعلى من شايعه وتابعه وبلغه هذا القول منا فاقام على توليه بعده واعلمهم تولاكم الله اننا في التوقي والمحاورة منه على مثل ما كنا عليه ممن تقدمه من نظرائه من الشريعي والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم وعادة الله جل ثناءه مع ذلك قبله وبعده عندنا جميلة وبه نثق واياه نستعين وهو حسبنا في كل امورنا ونعم الوكيل التوقيع الثالث فيما اضاء واشرق من نور شمس الازل ولاح على هيكل علي بن محمد السمري وهو هذا يا علي بن محمد السمري اسمع اعظم الله اجر اخوانك فيك فانك ميت ما بينك وبين ستة ايام فاجمع امرك ولا توص الى احد يقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور الا بعد اذن الله تعالى ذكره وذلك بعد طول الامد وقسوة القلوب وامتلاء الارض جورا وسياتي من شيعتي من يدعي المشاهدة الا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم فاذا عرفت مقام الابواب فايقن انهم لم يبلغوا بمقام الا بطاعته روحي فداه فايقن انهم بعد معرفته وان بنسابة العامة لاعظم من الخاصة لانه بنفسه يوقد نار الحب لمعرفته وطاعته وانه بعد الامر والنص احتمل ولا شك ان المخصوصين بحكمه في الغيبة الكبرى هم الذين قال الله في حقهم وقال روحي فداه في شانهم حيث قال وقوله الحق اما قرئتم قول الله عز وجل وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة ونحن والله القرى التي بارك الله فيها وانتم القرى الظاهرة ولا شك ان لكل حجة لا بد من سفير كما نطق بذلك ابن الامام [عليه السلام] وان مقام ذلك الناطق بامره كما نزل في الاخبار معلوم حيث قال وقوله الحق انظروا الى رجل منكم روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا فارضوا به حكما فاني قد جعلته عليكم حاكما فاذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فكانما بحكم الله استخف وعلينا رد والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله وانهم حفاظ الدين وادعية العلم ولولاهم ما يقوم احد بامر الله واولئك هم الفائزون وان الذين يقولون الناس في غيبته الكبرى بان الذي ادعى رؤيته كذب وكذب اذا كذب ولكن اذا شاء الله لا مرد لامره ولكن لا يعرفه الا اذا شاء الله من بعد ولكن من قبل كما روي من بعض الناس ونقل المجلسي في كتابه فلا مرد له واني يوما في المسجد الحرام لكنت قائما في حول البيت شطر ركن اليماني وقت العصر رايت شابا مربوعا المعيا شعشعانيا كان وجهه بمثل قمر منير قاعدا على ارض التي يطوفون الناس حول البيت في تحتها تلقاء ركن اليماني بشان خضوع وخشوع ناظرا الى البيت غير ملتفت الى احد ولا ارى في حوله احدا وكان على راسه عمامة بيض بمثل عمامة تجار الفارس وعليه عباء صوف مثل عباء الذين يستعملون الاعيان من التجار ولكن له هيبة ووقار وعظمة وانوار لما نظرت اليه كان بيني وبينه اقداما لا اعلم عدتها ووقع في قلبي ما وقع ولكن استحييت عن التقرب الى ساحته واشتغلت بالصلوة وحكيت نفسي بانه لو كان هو مرادي ليطلبني بالحضور ولكن يروح فؤادي من الشوق ويذلل اركاني من الخوف وكبرت للصلوة فلما فرغته ما رايته في مقامه ثم امشيت الى اطراف مسجد الحرام ما اطلعت بطلعته ثم وقع في قلبي ما وقع وان في ايام التي كنت في المكة كل يوم وليلة مددت عيناي الى كل شطر لتنظر اليه مرة اخرى ما اذن الله لي ولا انا اقول اني رايته لاني لا اعلم ما اراد الله بذلك وربما انه ما كان هو المقصود في علانية الظاهر بل لما رايت خطر هنالك ببالي ذلك الشرف ذكرته في ذكر حبي لامره وان العبد لو كان له شان معرفته في حقه لا شك انه يكون ذا شان عنده كما صرح بذلك توقيع الذي خرج وطلع في شان المفيد قدس الله تربته وانا ذا اذكر في ذلك المقام اربعة مطالع ليكون عزا للمخلصين وشرفا للناظرين واية للمؤمنين وكلمة للاخرين وعلى الله ربي استعين في كل حين وقبل حين ثم بعد حين المطلع الاول فيما نزل وشرق من اشراق شمس ناحية المقدسة في شان الموحدين ابي الشيخ الجليلي رحمة الله عليه ليعرف الكل من ذلك التوقيع الرفيع شان المؤمنين الذين يحكمون باذن الله ويتبعون امر الله ويخافون من عدل الله وهو هذا ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة حرسها الله ورعاها في ايام بقيت من صفر سنة عشر واربعمائة على الشيخ المفيد ابي عبدالله محمد بن النعمان قدس الله روحه ونور ضريحه ذكر موصله انه تحمله من ناحية متصلة بالحجاز نسخته للاخ السديد والولي الرشيد الشيخ المفيد ابي عبدالله جعفر محمد بن محمد بن النعمان ادام الله اعزازه من مستودع العهد الماخوذ على العباد بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد سلام عليك ايها المولي المخلص في الدين المخصوص فينا باليقين فانا نحمد اليك الله الذي لا الٓه الا هو ونساله الصلوة على سيدنا ومولينا نبينا محمد واله الطاهرين ونعلمك ادام الله توفيقك لنصرة الحق واجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق انه قد اذن لنا في تشريفك بالمكاتبة وتكليفك ما تؤديه عنا الى مولينا قبلك اعزهم الله بطاعته وكفاهم المهم برعايته له وحراسته فقف امدك الله بعونه على اعدائه المارقين من دينه على ما نذكره واعمل في تاديته الى من تسكن اليه بما نرسمه ان شاء الله نحن وان كنا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي اراناه الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين فانا يحيط علمنا بابناءكم ولا يعرف عنا شيء من اخباركم ومعرفتنا بالزلل الذي اصابكم مذجنح كثير منكم الى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا ونبذوا العهد الماخوذ منهم وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون انا غيرمهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللاواء واصطلمكم الاعداء فاتقوا الله جل جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد انافت عليكم يهلك فيها من حم اجله ويحمى عليها من ادرك امله وهي امارة لازوف حركتنا ومباثتكم بامرنا ونهينا والله متم نوره ولو كره المشركون اعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية بحششها عصب اموية تهول بها فرقة مهدية انا زعيم بنجاة من لم يرم منها المواطن الخفية وسلك في الطعن منها السبل الرضية اذا حل جمادي الاولى من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه واستيقظوا من رقدتكم لما يكون من الذي يليه ستظهر لكم من السماء اية جلية ومن الارض مثلها بالسوية ويحدث في ارض المشرق ما يحزن ويقلق ويغلب من بعد على العراق طوائف عن الاسلام مراق يضيق بسوء فعالهم على اهله الارزاق ثم تتفرج الغمة من بعده ببوار طاغوت من الاشرار يسر بهلاكه المتقون الاخيار ويتفق لمريدي الحج من الافاق ما ياملونه على توفير غلبة منهم واتفاق ولنا في تيسير حجهم على الاختيار منهم والوفاق شان يظهر على نظام واتساق فيعمل كل امرئ منكم ما يقرب به من محبتنا وليتجنب ما يدينه من كراهيتنا وسخطنا فان امرءا يبغته فجاءت حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة والله يلهمك الرشد ويلطف لكم بالتوفيق برحمته نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام هذا كتابنا اليك ايها الاخ الولي والمخلص في ودنا الصفي والناصر الوفي حرسك الله بعينه التي لا تنام فاحتفظ به ولا تنظر على خطنا الذي سطرناه بماله ضمناه احدا وادما فيه الى من تسكن اليه واوص جماعتهم بالعمل عليه انشاء الله وصلى الله على محمد واله الطاهرين المطلع الثاني فيما شرق من مشارق انوار ناحية المقدسة ذكرا للموحدين ونقمة للمفترين الذين يدعون الحكم بغير حق واولئك هم الكاذبون وهو هذا بسم الله الرحمن الرحيم اتاني كتابك ابقاك الله والكتاب الذي انفذته درجة واحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه على اختلاف الفاظه وتكرر الخطاء فيه ولو تدبرته لوقفت على بعض ما وقفت عليه منه والحمد لله رب العالمين حمدا لا شريك له على احسانه الينا وفضله علينا ابى الله عز وجل للحق الا تماما وللباطل الا زهوقا وهو شاهد علي بما اذكره ولي عليكم بما اقوله اذا اجتمعنا بيوم لا ريب فيه ويسئلنا عما نحن فيه مختلفون انه لم يجعل لصاحب الكتاب على المكتوب اليه ولا عليك ولا على احد من الخلق جميعا امامة مفترضة ولا طاعة ولا ذمة وسابين لكم ذمة تكتفون بها انشاء الله يا هذا يرحمك الله ان الله تعالى لم يخلق الخلق عبثا ولا اهملهم سدى بل خلقهم بقدرته وجعل لهم اسماعا وابصارا وقلوبا والبابا ثم بعث اليهم النبيين مبشرين ومنذرين يامرونهم بطاعته وينهونهم عن معصيته ويعرفونهم ما جهلوه من امر خالقهم ودينهم وانزل عليهم كتابا وبعث اليهم ملائكة باين بينهم وبين من بعثهم اليهم بالفضل الذي لهم عليهم وما اتاهم من الدلايل الظاهرة والبراهين الباهرة والايات الغالبة فمنهم من جعل النار عليه بردا وسلاما واتخذه خليلا ومنهم من كلمه تكليما وجعله عصاه ثعبانا مبينا ومنهم من احيى الموتى باذن الله تعالى وابرء الاكمه والابرص باذن الله ومنهم من علمه منطق الطير واوتي من كل شيء ثم بعث محمدا رحمة للعالمين وتمم به نعمته وختم به انبياء وارسله الى الناس كافة واظهر من صدقه ما اظهر وبين من اياته وعلاماته ما بين ثم قبضه حميدا فقيدا سعيدا وجعل الامر من بعده الى اخيه وابن عمه ووصيه ووارثه علي بن ابي طالب ثم الى الاوصياء من ولده واحد واحد احيى بهم دينه واتمم بهم نوره وجعل بينهم وبين اخواتهم وبني عمهم والادنين فالادنين من ذوي ارحامهم فرقانا بينا فيعرف به الحجة من المحجوج والامام من الماموم بان عصمهم من الذنوب وبراهم من العيوب وطهرهم من الدنس ونزهم من اللبس وجعلهم خزان علمه ومستودع حكمته وموضع سره ايدهم بالدلائل ولولا ذلك لكان الناس على سواء ولادعى امر الله عز وجل كل احد ولما عرف الحق من الباطل ولا العالم من الجاهل وقد ادعى هذا المبطل المدعي على الله الكذب بما ادعاه فلا ادري باية حالة هي له رجاء ان يتم دعواه ابفقه في دين الله فوالله ما يعرف حلالا من حرام ولا يفرق بين خطا وثواب ام بعلم فما يعلم حقا من باطل ولا محكما من متشابه ولا يعرف حد الصلوة ووقتها ام بورع فالله شهيد على تركه لصلاة الفرض اربعين يوما يزعم ذلك لطلب الشعوذة ولعل خبره تادى اليكم وهلتيك طرق منكرة منصوبة واثار عصيانه لله عز وجل مشهورة قائمة ام باية فليات بها ام بحجة فليقمها ام بدلالة فاليذكرها قال الله عز وجل في كتابه بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق واجل مسمى والذين كفروا عما انذروا معرضون قل ارايتم ما تدعون من دون الله اروني ماذا خلقوا من الارض ام لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا او اثارة من علم ان كنتم صادقين ومن اضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيمة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين فالتمس تولى الله توفيقك من هذا ما ذكرت لك وامتحنه وسئله عن اية من كتاب الله يفسرها او صلوة فسر بغتة يبين حدودها وما يجب فيها لتعلم حاله ومقداره ويظهر لك عواره ونقصاه والله حسيبه حفظ الله الحق على اهله واقره في مستقره وقد ابى الله عز وجل ان يكون في اخوين بعد الحسن والحسين واذا اذن الله لنا في القول ظهر الحق واضمحل الباطل وانحسر عنكم والى الله ارغب في الكفاية وجميل الصنع والولاية وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وال محمد المطلع الثالث في حكم رجال الذين قد شرفوا بطلعة القائم في غيبته الصغرى الله يعلم عدتهم واني انا اذكر احدا منهم ليكون ذكرا للمشتاقين وشرفا للمتقربين والحمد لله رب العالمين وانه بما ذكر حدثنا ابو الحسن علي بن موسى بن احمد بن ابراهيم بن محمد بن عبدالله بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب قال وجدت في كتاب ابي رضي الله عنه وحدثنا محمد بن علي بن مهزيار قال سمعت ابي يقول سمعت جدي علي بن مهزيار يقول كنت نائما في مرقدي اذ رايت فيما يرى النائم قائلا يقول لي حج في هذه السنة فانك تلقى صاحب زمانك قال علي بن مهزيار فانتبهت فرحا مسرورا فما زلت في صلاتي حتى انفجر عمود الصبح وفرغت من صلوتي وخرجت اسئل عن الحاج فوجدت رفقة تريد الخروج فبادرت مع اول من خرج فما زلت كذلك حتى خرجوا وخرجت بخروجهم اريد الكوفة فلما وافيتها حتى نزلت عن راحلتي وسلمت متاعي الى ثقات اخواني وخرجت اسئل عن ال ابي محمد فما زلت كذلك فلم اجد اثرا ولا سمعت خبرا وخرجت في اول من خرج اريد المدينة فلما دخلتها لم اتمالك ان نزلت عن راحلتي وسلمت رحلي الى ثقات اخواني وخرجت اسئل عن الخبر واقفو الاثر فلا خبرا سمعت ولا اثرا وجدت فلم ازل كذلك الى ان نفر الناس الى مكة وخرجت مع من خرج حتى وافيت مكة ونزلت واستوثقت من رحلي وخرجت اسال عن ال ابي محمد فلم اسمع خبرا ولا وجدت اثرا فما زلت بين الاياس والرجاء متفكرا في امري وعاتبا على نفسي وقد جن الليل واردت ان يخولي وجه الكعبة لاطوف بها واسئل الله ان يعرفني املي فيها فبينا انا كذلك وقد خلا لي وجه الكعبة اذ قمت الى الطواف فاذا انا بفتى مليح الوجه طيب الروح مترد ببردة متشح باخرى وقد عطف بردائه على عاتقه فحركته فالتفت الي فقال ممن الرجل فقلت من الاهواز فقال اتعرف بها ابن الخضيب فقلت رحمه الله دعي فاجاب فقال رحمه الله فلقد كان بالنهار صائما والليل قائما وللقران تاليا ولنا مواليا اتعرف بها علي بن مهزيار فقلت انا علي بن مهزيار فقال اهلا وسهلا بك يا ابا الحسن اتعرف الضريحين قلت نعم قال ومن هما قال محمد وموسى قلت وما فعلت العلامة التي بينك وبين ابي محمد فقلت معي قال اخرجها الي فاخرجت اليه خاتما حسنا على فصه محمد وعلي فلما راه بكى بكاء طويلا وهو يقول رحمك الله ابا محمد فلقد كنت اماما عادلا ابن ائمة ابا امام اسكنك الله الفردوس الاعلى مع ابائك ثم قال يا ابا الحسن صر الى رحلك وكن على اهبة السفر حتى اذا ذهب الثلث من الليل وبقي الثلثان فالحق بنا فانك ترى مناك قال ابن مهزيار فانصرفت الى رحلي اطير حتى اذا هجم الوقت فقمت الى رحلي فاصلحته وقدمت راحلتي فحملتها وصرت في متنها حتى لحقت الشعب فاذا انا بالفتى هنالك يقول اهلا وسهلا يا ابا الحسن طوبى لك فقد اذن لك فسار وسرت بسيره حتى جاز بي عرفات ومنى وصرت في اسفل ذروة الطايف فقال لي يا ابا الحسن انزل وخذ في اهبة الصلوة فنزل ونزلت حتى اذا فرغ من صلوته وفرغت ثم قال لي خذ في صلوة الفجر واوجز فاوجزت فيها وسلم وعفر وجهه في التراب ثم ركب وامرني بالركوب ثم سار وسرت بسيره حتى علا الذروة فقال المح هل ترى شيئا فلمحت فرايت بقعة نزهة كثير العشب والكلاء فقلت يا سيدي ارى بقعة كثيرة العشب والكلاء فقال لي هل في اعلاها شيء فلمحت فاذا انا بكثيب رمل فوقه بيت من شعر يتوقد نورا فقال لي هل رايت شيئا فقلت ارى كذا وكذا فقال لي يابن مهزيار طب نفسا وقر عينا فان هنالك امل كل مؤمل ثم قال لي انطلق بنار فسار وسرت حتى سار في اسفل الذروة ثم قال لي انزل فهيهنا يذل كل صعب فنزل ونزلت حتى قال لي يابن مهزيار خل عن زمام الراحلة فقلت على من اخلفها وليس هيهنا احد فقال ان هذا حرم لا يدخله الا ولي ولا يخرج منه الا ولي فخليت عن الراحلة وسار وسرت معه فلما دنى من الخباء وسبقني وقال لي هنالك الى ان يؤذن لك فما كان الا هنيئة فخرج الي وهو يقول طوبى لك فقد اعطيت سؤلك قال فدخلت عليه [عليه السلام] وهو جالس على نمط عليه نطع ادم احمر متكئ على مسورة ادم فسلمت فرد علي السلام ولمحته فرايت وجها مثل فلقة قمر لا بالخرق ولا بالنزق ولا بالطول الشامخ ولا بالقصير اللاصق ممدود القامة صلت الجبين ازج الحاجبين ادعج العينين اقنى الانف سهل الخدين على خده الايمن خال فلما انا بصرت به حار عقلي في نعته وصفته فقال لي يا ابن مهزيار كيف خلفت اخوانك بالعراق قلت في ضنك عيش وهناة قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان فقال قاتلهم الله انى يؤفكون كاني بالقوم وقد قتلوا في ديارهم واخذهم امر ربهم ليلا او نهارا فقلت متى يكون ذلك يا ابن رسول الله فقال اذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة باقوام لا خلاق لهم والله ورسوله منهم براء وظهرت الحمرة في السماء ثلاثا فيها اعمدة كاعمدة اللجين تتلالا نورا ويخرج الشروسي من ارمينة واذربيجان يريد وراء الري الجبل الاسود المتلاجم بالجبل الاحمر لزيق جبال طالقان فتكون بينه وبين المروزي وقعة صيلمانية يشيب فيها الصغير ويهرم منها الكبير ويظهر القتل بينهما فعندها توقعوا خروجه الى الزوراء فلا يلبث بها حتى يوافي ماهان ثم يوافي واسط العراق فيقيم بها سنة او دونها ثم يخرج الى كوفان فتكون بينهم وقعة من النجف الى الحيرة الى الغري وقعة شديدة تذهل منها العقول فعندها يكون بوار الفئتين وعلى الله حصاد الباقين ثم تلا بسم الله الرحمن الرحيم اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس فقلت سيدي يا ابن رسول الله ما الامر قال نحن امر الله عز وجل وجنوده قلت سيدي يا ابن رسول الله حان الوقت قال اقتربت الساعة وانشق القمر المطلع الرابع في ذكر عباد الذين يروون رؤية القائم في غيبته الكبرى واني انا اذكر احدا منهم ليكون ذكرا للذاكرين وشرفا للموقنين وحجة للمستبعدين الذين ينكرون نيابة الخاصة مطلقا في المقربين من حوله كما صرح بذلك قصة مير شمس الدين وكفى بذلك ذكرا للمؤمنين والحمد لله رب العالمين وهو بما ذكر ما اخبرني به بعض الافاضل الكرام والثقات الاعلام قال اخبرني بعض من اثق به يرويه عمن يثق به ويطريه انه قال لما كان بلدة البحرين تحت ولاية الافرنج جعلوا واليها رجلا من المسلمين ليكون ادعى الى تعميرها واصلح بحال اهلها وكان هذا الوالي من النواصب وله وزير اشد نصبا منه يظهر العداوة لاهل البحرين لحبهم لاهل البيت ويحتال في اهلاكهم واضرارهم بكل حيلة فلما كان في بعض الايام دخل الوزير على الوالي وبيده رمانة فاعطاها الوالي فاذا كان مكتوبا عليها لا الٓه الا الله ومحمد رسول الله ابو بكر وعمر وعثمان وعلي خلفاء رسول الله فتامل الوالي فراى الكتابة من اصل الرمانة بحيث لا يحتمل عنده ان يكون من صناعة بشر فتعجب من ذلك وقال للوزير هذه اية بينة وحجة قوية على ابطال مذهب الرافضة فما رايك في اهل البحرين فقال له اصلحك الله ان هؤلاء جماعة متعصبون ينكرون البراهين وينبغي لك ان تحضرهم وتريهم هذه الرمانة فان قبلوا ورجعوا الى مذهبنا كان لك الثواب الجزيل بذلك وان ابو الا المقام على ضلالتهم فخيرهم بين ثلاث اما ان يؤدوا الجزية وهم صاغرون او ياتوا بجواب عن هذه الاية البينة التي لا محيص لهم عنها او تقتل رجالهم وتسبى نساؤهم واولادهم وتاخذ بالغنيمة اموالهم فاستحسن الوالي رايه وارسل الى العلماء والافاضل الاخيار والنجباء والسادة الابرار من اهل البحرين واحضرهم واراهم الرمانة واخبرهم بما راى فيهم ان لم تاتوا بجواب شاف من القتل والاسر واخذ الاموال او اخذ الجزية على وجه الصغار كالكفار فتحيروا في امرها ولم يقدروا على جواب وتغيرت وجوههم وارتعدت فرائصهم فقال كبراؤهم امهلنا ايها الامير ثلاثة ايام لعلنا ناتيك بجواب ترتضيه والا فاحكم فينا ما شئت فامهلهم فخرجوا من عنده خائفين مرعوبين متحيرين فاجتمعوا في مجلس واجالوا الراي في ذلك فاتفق رايهم على ان يختاروا من صلحاء البحرين وزهادهم عشرة ففعلوا ثم اختاروا من العشرة ثلاثة فقالوا لاحدهم اخرج الليلة الى الصحراء واعبد الله فيها واستغث بامام زماننا وحجة الله علينا لعله يبين لك ما هو المخرج من هذه الداهية الدهماء فخرج وبات ليلته متعبدا خاشعا داعيا باكيا يدعوا الله ويستغيث بالامام حتى اصبح ولم ير شيئا واتاهم واخبرهم فبعثوا في الليلة الثانية الثاني منهم فرجع كصاحبه ولم ياتهم بخبر فازداد قلقهم وجزعهم فاحضروا الثالث وكان تقيا فاضلا اسمه محمد بن عيسى فخرج الليلة الثالثة حافيا حاسر الراس الى الصحراء وكانت ليلة مظلمة فدعا وبكى وتوسل الى الله تعالى في خلاص هؤلاء المؤمنين وكشف هذه البلية عنهم واستغاث بصاحب الزمان فلما كان اخر الليل اذا هو برجل يخاطبه ويقول يا محمد بن عيسى مالي اراك على هذه الحالة ولماذا خرجت الى هذه البرية فقال له يا ايها الرجل دعني فاني خرجت لامر عظيم وخطب جسيم لا اذكره الا لامامي ولا اشكوه الا الى من يقدر على كشفه عني فقال له نعم خرجت لما وهمكم من امر الرمانة وما كتب عليها وما اوعدكم الامير به قال فلما سمعت ذلك توجهت اليه وقلت له نعم يا مولاي قد تعلم ما اصابنا وانت امامنا وملاذنا والقادر على كشفه عنا فقال يا محمد بن عيسى ان الوزير – لعنه الله في داره شجرة رمان فلما حملت تلك الشجرة صنع شيئا من الطين على هيئة الرمانة وجعلها نصفين وكتب في داخل كل نصف بعض تلك الكتابه ثم وضعها على الرمانة وشدهما عليها وهي صغيرة فاثر فيها وصارت هكذا فاذا مضيتم غدا الى الوالي فقل له جئتك بالجواب ولكني لا ابديه الا في دار الوزير فاذا مضيتم الى داره فانظر عن يمينك ترى فيها غرفة فقل للوالي لا اجيبك الا في تلك الغرفة وسيابى الوزير عن ذلك وانت بالغ في ذلك ولم ترض الا بصعودها فاذا صعد فاصعد معه ولا تتركه وحده يتقدم عليك فاذا دخلت الغرفة رايت كوة فيها كيس ابيض فانهض اليه وخذه فترى فيه تلك الطينة التي عملها لهذه الحيلة ثم ضعها امام الوالي وضع الرمانة فيها لينكشف له جلية الحال وايضا يا محمد بن عيسى قل للوالي ان لنا معجزة اخرى وهي ان هذه الرمانة ليس فيها الا الرماد والدخان وان اردت صحة ذلك فامر الوزير بكسرها فاذا كسرها طار الرماد والدخان على وجهه ولحيته فلما سمع محمد بن عيسى ذلك من الامام فرح فرحا شديدا وقبل بين يدي الامام وانصرف الى اهله بالبشارة والسرور فلما اصبحوا مضوا الى الوالي وفعل محمد بن عيسى كل ما امره الامام [عليه السلام] وظهر كل ما اخبره فالتفت الوالي الى محمد بن عيسى وقال له من اخبرك بهذا فقال امام زماننا وحجة الله علينا فقال ومن امامكم فاخبره بالائمة واحدا بعد واحد الى ان انتهى الى صاحب الامر [عليه السلام] فقال الوالي مد يدك فانا اشهد ان لا الٓه الا الله وان محمدا عبده ورسوله وان الخليفة بعده بلا فصل امير المؤمنين علي [عليه السلام] ثم اقر بالائمة الى اخرهم وحسن ايمانه وامر بقتل الوزير واعتذر الى اهل البحرين واحسن اليهم واكرمهم قال وهذه القصة مشهورة عند اهل البحرين وقبر محمد بن عيسى عندهم معروف يزوره الناس واني انا اذكر بعدما ذكرت قبل اربعة عشر حديثا في تلك المطالع لذكر علامات رجعته وقبلها ثم بعدها ليكون ذكرا للذاكرين جميعا وان اردت تفصيل العلامات فانظر الى خطبة الاجماع التي انشاها علي فقد وجدت في تلك الشئونات في خزينة الرضا المطلع الاول فيما رواه المجلسي حيث قال قد جائت الاثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي وحوادث تكون امام قيامه وايات ودلالات فمنها خروج السفياني وقتل الحسني واختلاف بني العباس في الملك الدنياوي وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان وخسوف القمر في اخره على خلاف العادات وخسف بالبيداء وخسف بالمغرب وخسف بالمشرق وركود الشمس من عند الزوال الى اوسط اوقات العصر وطلوعها من المغرب وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام وهدم حائط مسجد الكوفه واقبال رايات سود من قبل خراسان وخروج اليماني وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر ثم ينعطف حتى يكاد ويلتقي طرفاه وحمرة يظهر في السماء وينشر في افاقها ونار تظهر بالمشرق طويلا وتبقى في الجو ثلاثة ايام وسبعة ايام وخلع العرب اعنتها وتملكها البلاد وخروجها عن سلطان العجم وقتل اهل مصر اميرهم وخراب الشام واختلاف ثلاث رايات فيه ودخول رايات قيس والعرب الى مصر ورايات كندة الى خراسان وورود خيل من قبل المغرب حتى تربط بفناء الحيرة واقبال رايات سود من المشرق نحوها وبثق في الفرات حتى يدخل الماء ازقة الكوفة وخروج ستين كذابا كلهم يدعي النبوة وخروج اثنا عشر من ال ابي طالب كلهم يدعي الامامة لنفسه واحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين وعقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة السلام وارتفاع ريح سوداء بها في اول النهار وزلزلة حتى ينخسف كثير منها وخوف يشمل اهل العراق وبغداد وموت ذريع فيه ونقص من الاموال والانفس والثمرات وجراد يظهر في اوانه وفي غير اوانه حتى ياتي على الزرع والغلات وقلة ريع لما يزرعه الناس واختلاف صنفين من العجم وسفك دماء كثيرة فيما بينهم وخروج العبيد عن طاعات ساداتهم وقتلهم مواليهم ومسخ لقوم من اهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير وغلبة العبيد على بلاد السادات ونداء من السماء حتى يسمعه اهل الارض كل اهل لغة بلغتهم ووجه وصدر يظهران للناس في عين الشمس واموات ينشرون في القبور حتى يرجعوا الى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون ثم يختم ذلك باربع وعشرين مطرة يتصل فتحيى به الارض بعد موتها وتعرف بركاتها ويزول بعد ذلك كل عاهة معتقدي الحق من شيعة المهدي فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الاخبار ومن جملة هذه الاحداث محتومة ومنها مشروطة والله اعلم بما يكون وانما ذكرناها على حسب ما ثبت في الاصول وتضمنها الاثر المنقول وبالله نستعين المطلع الثاني فيما روى علي بن احمد عن عبيدالله بن موسى عن محمد بن موسى عن احمد بن احمد عن يعقوب بن السراج قال قلت لابي عبدالله متى فرج شيعتكم قال اذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم وطمع فيهم من لم يكن يطمع وخلعت العرب اعنتها ورفع كل ذي صيصة صيصيته وظهر السفياني واليماني وتحرك الحسني خرج صاحب هذا الامر من المدينة الى مكة بتراث رسول الله قلت وما تراث رسول الله فقال سيفه ودرعه وعمامته وبرده وقضيبه وفرسه ولامته وسرجه المطلع الثالث فيما روى ابن عقدة عن حميد بن زياد عن علي بن الصباح عن ابي علي الحسن بن محمد عن جعفر بن محمد عن ابراهيم بن عبدالحميد عن ابي ايوب الخزاز عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر الباقر قال السفياني احمر اشقر ازرق لم يعبد الله قط ولم ير مكة ولا المدينة قط ويقول يا رب ثاري والنار يا رب ثاري والنار المطلع الرابع فيما ذكر باسناده عن عثمان بن عيسى عن بكر بن محمد الازدي عن سدير قال قال لي ابو عبدالله يا سدير الزم بيتك وكن جلسا من اجلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار فاذا بلغ ان السفياني قد خرج فارحل الينا ولو على رجلك قلت جعلت فداك هل قبل ذلك شيء قال نعم واشار بيده بثلث اصابعه الى الشام وقال ثلث رايات راية حسنية وراية اموية وراية قيسية فبيناهم اذ خرج السفياني فيحصدهم حصد الزرع ما رايت مثله قط المطلع الخامس فيما روي عن عبدالاعلى الحلبي قال قال ابو جعفر يكون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض هذه الشعاب ثم اوما بيده الى ناحية ذي طوى حتى اذا كان قبل خروجه بليلتين انتهى المولي الذي يكون بين يديه حتى يلقى بعض اصحابه فيقول كم انتم لو قد رايتم صاحبكم فيقولون والله لو ياوي بنا الجبال لاويناها معه ثم ياتيهم من القائلة فيقول لهم اشيروا الى ذوي اسنانكم واخباركم عشرة فيشيرون له اليهم فيطلق بهم حتى ياتون صاحبهم ويعدهم الى الليلة التي يليها ثم قال ابو جعفر والله لكاني انظر اليه وقد اسند ظهره الى الحجر ثم ينشد الله حقه ثم يقول يا ايها الناس من يحاجني في الله فانا اولى الناس بالله يا ايها الناس من يحاجني في ادم انا اولى الناس بادم يا ايها الناس من يحاجني في نوح فانا اولى الناس بنوح يا ايها الناس من يحاجني في ابراهيم فانا اولى الناس بابراهيم يا ايها الناس من يحاجني في موسى فانا اولى الناس بموسى يا ايها الناس من يحاجني في عيسى فانا اولى الناس بعيسى يا ايها الناس من يحاجني في محمد فانا اولى الناس بمحمد يا ايها الناس من يحاجني في كتاب الله فانا اولى الناس بكتاب الله ثم ينتهي الى المقام فيصلي عنده ركعتين ثم ينشد الله حقه ثم قال ابو جعفر هو والله المضطر في كتاب الله وهو قول الله امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض وجبرئيل على الميزاب في صورة طائر ابيض فيكون اول خلق الله يبايعه جبرئيل ويبايعه الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا قال ابو جعفر [عليه السلام] فمن ابتلى في المسير وافاه في تلك الساعة ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه ثم قال هو والله قول علي بن ابي طالب المفقودون عن فرشهم وهو قول الله فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا يات بكم الله جميعا اصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا قال هم والله المعدودة التي قال الله في كتابه ولئن اخرنا عنهم العذاب الى امة معدودة قال يجتمعون في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف فيصح بمكة فيدعو الناس الى كتاب الله وسنة نبيه فيجيبه نفر يسير ويستعمل على مكة ثم يسير فيبلغه ان قتل عامله فيرجع اليهم فيقتل المقاتلة لا يزيد على ذلك شيئا يعني السبي ثم ينطلق يدعو الناس الى كتاب الله وسنة نبيه والولاية لعلي بن ابي طالب والبرائة من عدوه ولا يسمي احدا حتى ينتهي الى البيداء فيخرج اليه جيش السفياني فيامر الله الارض فياخذهم من تحت اقدامهم وهو قول الله ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب وقالوا ءامنا به يعني بقائم ال محمد وقد كفروا به يعني بقائم ال محمد الى اخر السورة فلا يبقى منهم الا رجلان يقال لهما وتر ووتيرة من مراد وجوههما في اقفيهما يمشيان القهقري يخبران الناس بما فعل باصحابهما ثم يدخل المدينة فيغيب عنهم عند ذلك قريش اي عندها موقفا واحدا جزر جزر وبكل ما ملكت وكل ما طلعت عليه الشمس او غربت ثم يحدث حدثا فاذا هو فعل ذلك قال قريش اخرجوا بنا الى هذه الطاغية فوالله ان لو كان محمديا ما فعل ولو كان علويا ما فعل ولو كان فاطميا ما فعل فيمنحه الله اكتافهم فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية ثم ينطلق حتى ينزل الشقرة فيبلغه انهم قد قتلوا عامله فيرجع اليهم فيقتله مقتلة ليس قتل الحرة اليها بشيء ثم ينطلق يدعو الناس الى كتاب الله وسنة نبيه والولاية لعلي بن ابي طالب والبرائة من عدوه حتى اذا بلغ الى الثعلبية قام اليه رجل من صلب ابيه وهو من اشد الناس ببدنه واشجعهم بقلبه ما خلا صاحب هذا الامر فيقول يا هذا ما تصنع فوالله انك لتجفل الناس اجفال النعم افبعهد من رسول الله [صلى الله عليه واله] ام بماذا فيقول المولي الذي ولي البيعة والله لتسكتن او لاضربن الذي فيه عيناك فيقول القائم اسكت يا فلان اي والله ان معي عهدا من رسول الله هات لي فلان العيبة او الزنفيلحة فياتيه بها فيقرنه العهد من رسول الله [صلى الله عليه واله] فيقول جعلني الله فداك اعطني راسك اقبله فيعطيه راسه فيقبل بين عينيه ثم يقول جعلني الله فداك جدد لنا بيعة فيجدد لهم بيعة قال ابو جعفر لكاني انظر اليهم مصعدين من نجف الكوفة ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا كان قلوبهم زبر الحديد جبرئيل عن يمينه وميكائل عن يساره يسير الرعب امامه شهرا وخلفه شهرا امده الله بخمسة الاف من الملائكة مسومين حتى اذا صعد النجف قال لاصحابه تعبدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع وساجد يتضرعون الى الله حتى اذا اصبح قال خذوا بنا طريق النخيلة وعلى الكوفة خندق مخندق قلت خندق مخندق قال اي والله حتى ينتهي الى مسجد ابراهيم بالنخيلة فيصلي فيه ركعتين فيخرج اليه من كان بالكوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السفياني فيقول لاصحابه استطردوا لهم ثم يقول كروا عليهم قال ابو جعفر لا يجوز والله الخندق منهم مخبر ثم يدخل الكوفة فلا يبقى مؤمن الا كان فيها اوهن اليها وهو قول امير المؤمنين علي [عليه السلام] ثم يقول لاصحابه سيروا الى هذه الطاغية فيدعوا الى كتاب الله وسنة نبيه فيعطيه السفياني من البيعة سلما فيقول له كلب وهم اخواله ما هذا ما صنعت والله ما نبايعك على هذا ابدا فيقول ما اصنع فيقولون استقبله فسيقبله ثم يقول له القائم [عليه السلام] خذ حذرك فانني انا اديت اليك وانا مقاتلك فيصبح فيقاتلهم فيمنحه الله اكتافهم وياخذ السفياني اسيرا فينطلق به بذبحه بيده ثم يرسل جريدة خيل الى الروم ليستحضروا بقية بني امية فاذا انتهوا الى الروم قالوا اخرجوا الينا اهل ملتنا عندكم فيابون ويقولون والله لا نفعل فيقول الجريدة والله لو امرنا لقاتلناكم ثم يرجعون الى صاحبهم فيعرضون ذلك عليه فيقول انطلقوا فاخرجوا اليهم اصحابهم لان هؤلاء قد اتوا بسلطان عظيم وهو قول الله فلما احسوا باسنا اذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا الى ما اترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسالون قال يعني الكنوز التي كنتم تكنزون قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين لا يبقى منهم مخبر ثم يرجع الى الكوفة فيبعث الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا الى الافاق كلها فيمسح بين اكتافهم وعلى صدورهم فلا يتعايون في قضاء ولا يبقى ارض الا نودي فيها شهادة ان لا الٓه الا الله وحده لا شريك له وان محمدا رسول الله وهو قوله اسلم من في السموات طوعا وكرها واليه يرجعون ولا يقبل صاحب هذا الامر الجزية كما قبلها رسول الله وهو قول الله قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله قال ابو جعفر يقاتلون والله حتى يوحد الله ولا يشرك به شيئا وحتى يخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها احد ويخرج الله من الارض بذرها وينزل من السماء قطرها ويخرج الناس خراجهم على رقابهم الى المهدي ويوسع الله على شيعتنا ولولا ما يدركهم من السعادة لبغوا فبينا صاحب هذا الامر قد حكم ببعض الاحكام وتكلم ببعض السنن اذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه فيقول لاصحابه انطلقوا فيلحقونهم في التمارين فياتونه بهم اسرى فيامر بهم فيذبحون وهي اخر خارجة على قائم ال محمد المطلع السادس فيما قال ابو عبدالله كانني بالقائم على ظهر النجف لابس درع رسول الله [صلى الله عليه واله] فيتقلص عليه ثم ينتفض بها فيستدير عليه ثم يغشي الدرع بثوب استبرق ثم يركب فرسا ابلق بين عينيه شمراخ ينتقض به لا يبقى اهل بلد الا اتاهم نور ذلك الشمراخ حتى تكون اية له ثم ينشر راية رسول الله اذا نشرها اضاء لها ما بين المشرق والمغرب وقال امير المؤمنين كانني به قد عبر من وادي السلام الى مسيل السهلة على فرس محجل له شمراخ يزهر ويدعو ويقول في دعائه لا الٓه الا الله حقا حقا لا الٓه الا الله ايمانا وصدقا لا الٓه الا الله تعبدا ورقا اللهم معز كل مؤمن وحيد ومذل كل جبار عنيد انت كنفي حين تعييني المذاهب وتضيق علي الارض بما رحبت اللهم خلقتني وكنت غنيا عن خلقي ولولا نصرك اياي لكنت من المغلوبين يا منشر الرحمة من مواضعها ومخرج البركات من معادنها ويا من خص نفسه بشموخ الرفعة فاولياؤه بعزه يتعززون ويا من وضعت له الملوك نير المذلة على اعناقهم فهم من سطوته خائفون اسالك باسمك الذي فطرت به خلقك فكل لك مذعنون اسالك ان تصلي على محمد وال محمد وان تنجز لي امري وتعجل لي في الفرج وتكفيني وتعافيني وتقضي حوائجي الساعة الساعة الليلة الليلة انك على كل شيء قدير المطلع السابع فيما ذكره المجلسي بعد خبر المفضل روى الشيخ حسن بن سليمان في كتاب منتخب البصاير هذا الخبر هكذا حدثني الاخ الرشيد محمد بن ابراهيم بن محسن الطار ابادي انه وجد بخط ابيه الرجل الصالح ابراهيم بن محسن هذا الحديث الاتي ذكره واراني خطه وكتبته منه وصورة الحسين بن حمران وساق الحديث كما مر الى قوله لكاني انظر اليهم على البراذين الشهب بايديهم الحراب يتعادون شوقا الى الحرب كما يتعادون الذءاب اميرهم رجل من بني تميم يقال له شعيب بن صالح فيقبل الحسين [عليه السلام] فيهم وجهه كدائرة القمر يروع الناس جمالا فيبقى على اثر الظلمة فياخذ سيفه الصغير والكبير والوضيع والعظيم ثم يسير بتلك الرايات كلها يرد الكوفة وقد جمع بها اكثر اهل الارض يجعلها له معقلا ثم يتصل به وباصحابه خبر المهدي [عليه السلام] فيقولون له يابن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين اخرجوا بنا اليه حتى تنظروا من هو وما يريد وهو يعلم والله انه المهدي وانه ليعرفه وانه لم يرد بذلك الامر الا الله فيخرج الحسين [عليه السلام] وبين يديه اربعة الاف رجل في اعناقهم المصاحف وعليهم المسوح مقلدين بسيوفهم فيقبل الحسين [عليه السلام] حتى ينزل بقرب المهدي فيقولوا سائلوا عن هذا الرجل ومن هو وماذا يريد فيخرج بعض اصحاب الحسين الى عسكر المهدي [عليه السلام] فيقول ايها العسكر الحايل من انتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد فيقول اصحاب المهدي هذا مهدي ال محمد ونحن انصاره من الجن والانس والملائكه ثم يقول الحسين [عليه السلام] خلوا بيني وبين هذا فيخرج اليه المهدي [عليه السلام] فيقفان بين العسكرين فيقول الحسين [عليه السلام] ان كنت مهدي ال محمد فاين هراوة جدي رسول الله وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السنجاب وفرسه وناقته الغضباء وبغلته الدلدل وحماره يعفور ونجيبه البراق وتاجه والمصحف الذي جمعه امير المؤمنين بغير تغيير ولا تبديل فيحضر له السفط الذي فيه جميع ما طلبه وقال ابو عبدالله انه كان كله في السفط وتركات جميع النبيين حتى عصا ادم ونوح وتركة هود وصالح ومجموع ابراهيم وصاع يوسف ومكيل شعيب وميزانه وعصى موسى وتابوته الذي فيه بقية ما ترك ال موسى وال هرون تحمله الملائكة ودرع داود وخاتمه وخاتم سليمان وتاجه ورحل عيسى وميراث النبيين والمرسلين في ذلك السفط وعند ذلك يقول الحسين يابن رسول الله اسئلك ان تعزس هراوة رسول الله في هذا الحجر الصلد وتسال الله ان ينبتها فيه ولا يريد بذلك الا ان يرى اصحابه فضل المهدي حتى يطيعوه ويبايعوه وياخذ المهدي الهراوة فيغرسها فتنبت فتعلو وتفرع وتورق حتى تظل عسكر الحسين فيقول الحسين الله اكبر يابن رسول الله مد يديك حتى ابايعك فيبايعه الحسين وساير عسكره الا الاربعة الاف من اصحاب المصاحف والمسوح الشعر المعروفون بالزيدية فانهم يقولون ما هذا الا سحر عظيم اقول ثم ساق الحديث الى قوله ان انصفتم من انفسكم وانصفتموه نحوا مما مر ولم يذكر بعده شيئا المطلع الثامن فيما روى سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن فضيل عن سعد الجلاب عن جابر عن ابي جعفر قال قال الحسين لاصحابه قبل ان يقتل ان رسول الله قال لي يا بني انك ستناق الى العراق وهي ارض قد التقى بها النبيون واوصياء النبيون وهي ارض تدعى عمورا وانك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة من اصحابك لا يجدون الم مس الحديد وتلا قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم يكون الحرب بردا وسلاما عليك وعليهم فابشروا فوالله لئن قتلونا فانا نرد على نبينا قال ثم امكث ما شاء الله فاكون اول من ينشق الارض عنه فاخرج خرجته يوافق ذلك خرجة امير المؤمنين وقيام قائمنا وحيوة رسول الله ثم لينزلن علي وفد من السماء من عند الله لم ينزلوا الى الارض قط ولينزلن الي جبرئيل وميكائيل واسرافيل وجنود من الملائكة ولينزلن محمد وعلي وانا واخي وجميع من من الله عليه في حمولات من حمولات الرب قيل يلق من نور لم يركبها مخلوق ثم ليحزن محمد [صلى الله عليه واله] لواءه وليدفعنه الى قائمنا مع سيفه ثم انا نمكث من بعد ذلك ما شاء الله ثم ان الله يخرج من مسجد الكوفة عينا من ذهب وعينا من ماء وعينا من لبن ثم ان امير المؤمنين يدفع الي سيف رسول الله ويبعثني الى المشرق والمغرب فلا اتي عدو لله الا واهرقت دمه ولا ادع صنما الا احرقته حتى اقع الى الهند فافتحها وان دانيال ويوشع يخرجان الى امير المؤمنين [عليه السلام] يقولان صدق الله ورسوله ويبعث الله معهما الى البصرة سبعين رجلا فيقتلون مقاتليهم ويبعث بعثا الى الروم فيفتح الله لهم ثم لاقتلن كل دابة حرم الله لحمها حتى لا يكون على وجه الارض الا الطيب واعرض عن اليهود والنصارى وساير الملل ولاخيرنهم بين الاسلام والسيف فمن اسلم مننت عليه ومن كره الاسلام اهرق الله دمه ولا يبقى رجل من شيعتنا الا انزل الله ملكا يمسح عن وجهه التراب ويعرفه ازواجه ومنزلته في الجنة ولا يبقى على وجه الارض اعمى ولا مقعد ولا مبتلى الا كشف الله عنه بلاؤه بنا اهل البيت ولينزلن البركة من السماء الى الارض حتى ان الشجرة لتقصف بما يريد الله فيها من الثمرة ولتاكلن ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء وذلك قوله [تعالى] ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون ثم ان الله ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شيء في الارض ما كان فيها حتى ان الرجل منهم يريد ان يعلم على اهل بيته فيخبرهم بعلم ما يعملون المطلع التاسع فيما روى سعد عن احمد وعبدالله ابني محمد بن عيسى وابن ابي الخطاب جميعا عن ابن محبوب عن ابن رياب عن زرارة قال كرهت ان اسئل ابا جعفر فاحتلت مسئلة لطيفة لابلغ بها حاجتي منها فقلت اخبرني عمن قتل مات قال لا الموت موت والقتل قتل فقلت ما اجد قولك قد فرق بين القتل والموت في القران فقال افاين مات او قتل وقال لئن متم او قتلتم لالى الله تحشرون فليس كما قلت يا زرارة والموت موت والقتل قتل وقد قال الله عز وجل ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا قال فقلت ان الله عز وجل يقول كل نفس ذائقة الموت افرايت من قتل لم يذق الموت فقال ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه ان من قتل لا بد ان يرجع الى الدنيا حتى يذوق الموت المطلع العاشر فيما روى سعد عن ابن هاشم عن البرقي عن محمد بن سنان قال قال ابو عبدالله [عليه السلام] قال رسول الله [صلى الله عليه واله] لقد اسرى بي ربي عز وجل فاوحى الي من وراء حجاب ما اوحى وكلمني به ما كلم به وكان مما كلمني به ان قال يا محمد اني انا الله لا الٓه الا انا عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم اني انا الله لا الٓه الا انا الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون اني انا الله لا الٓه الا انا الخالق الباريء المصور لي الاسماء الحسنى يسبح لي من في السموات والارض وانا العزيز الحكيم يا محمد اني انا الله لا الٓه الا انا الاول فلا شيء قبلي وانا الاخر فلا شيء بعدي وانا الظاهر فلا شيء فوقي وانا الباطن فلا شيء دوني وانا الله لا الٓه الا انا بكل شيء عليم يا محمد علي اول ما اخذ ميثاقه من الائمة صلى الله عليهم يا محمد علي اخر من اقبض روحه من الائمة وهو الدابة التي تكلمهم يا محمد علي اظهره على جميع ما اوحيه اليك ليس لك ان تكتم معه شيئا يا محمد ابطنه الذي اسررته اليك فليس ما بيني وبينك سر دونه يا محمد علي علي ما خلقت من حلال وحرام علي عليم به المطلع الحادي والعشر فيما ذكر من كتاب سليم بن قيس الهلالي رحمة الله عليه الذي رواه عنه ابان ابن ابي عياش وقرا جميعه على سيدنا علي بن الحسين [عليه السلام] بحضور جماعة اعيان من الصحابة منهم ابو الطفيل [فاقراه] عليه زين العابدين [عليه السلام] وقال هذه احديثنا صحيحة قال ابان لقيت ابا الطفيل بعد ذلك في منزله فحدثني في الرجعة عن اناس من اهل بدر وعن سلمان والمقداد وابي كعب وقال ابو الطفيل فعرضت هذا الذي سمعته منهم على علي بن ابيطالب صلوات الله وسلامه بالكوفة فقال هذا علم خاص لا يسع الامة جهله ورد علمه الى الله تعالى ثم صدقني بكل ما حدثوني و[قرا] علي [عليه السلام] بذلك قراءة كثيرة فسره تفسيرا شافيا حتى صرت ما انا بيوم القيمة اشد يقينا مني بالرجعة وكان مما قلت يا امير المؤمنين اخبرني عن حوض النبي [صلى الله عليه واله] في الدنيا ام في الاخرة فقال بل في الدنيا قلت فمن الزايد عنه فقال انا بيدي فليردنه اوليائي وليصرفن عنه اعدائي وفي رواية اخرى ولاوردنه اوليائي ولاصرفن عنه اعدائي فقلت يا امير المؤمنين قول الله عز وجل واذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا باياتنا لا يوقنون ما الدابة قال يا ابا الطفيل اله عن هذا فقلت يا امير المؤمنين اخبرني به جعلت فداك قال هي دابة تاكل الطعام وتمشي في الاسواق وتنكح النساء فقلت يا امير المؤمنين من هو قال هو رز الارض الذي تسكن الارض به قلت يا امير المؤمنين من هو قال صديق هذه الامة وفاروقها وربها وذو قرنيها قلت يا امير المؤمنين من هو قال الذي قال الله تعالى ويتلوه شاهد منه والذي عنده علم الكتاب والذي جاء بالصدق والذي صدق به والناس كلهم كافرون غيره قلت يا امير المؤمنين فسمه لي قال قد سميته لك يا ابا الطفيل والله لو ادخلت على عامة شيعتي الذين بهم اقاتل الذين اقروا بطاعتي وسموني امير المؤمنين واستحلوا جهاد من خالفني فحدثتهم ببعض ما اعلم من الحق في الكتاب الذي نزل به جبرئيل [عليه السلام] على محمد [صلى الله عليه واله] لتفرقوا عني حتى ابقى في عصابة من الحق قليلة انت واشباهك من شيعتي ففزعت وقلت يا امير المؤمنين [عليه السلام] انا واشباهي متفرق عنك او نثبت معك قال بل تثبتون ثم اقبل علي فقال ان امرنا صعب مستصعب لا يعرفه ولا يقر به الا ثلاثة ملك مقرب او نبي مرسل او عبد مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للايمان يا ابا الطفيل ان رسول الله قبض فارتد الناس ضلالا وجهالا الا من عصمه الله بنا اهل البيت المطلع الثاني عشر فيما روي عن علي [عليه السلام] في خطبته الشريفة المسماة بالمخزون وقد ذكرنا بعضها من قبل الى ان قال [عليه السلام] الا يا ايها الناس سلوني قبل ان تشرع برجلها فتنة شرقية تطا في خطامها بعد موت وحيوة او تشب نار بالحطب الجزل غربي الارض رافعة ذيلها تدعو يا ويلها بذحلة او مثلها فاذا استدار الفلك قلت مات او هلك باي واد سلك فيومئذ تاويل هذه الاية ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا ولذلك ايات وعلامات اولهن احصار الكوفة بالرصد والخندق و تحريق الزوايا في سكك الكوفة وتعطيل المساجد اربعين ليلة وتخفق رايات ثلث حول المسجد الاكبر يشبهن بالهدى القاتل والمقتول في النار وقتل كثير وموت ذريع و قتل نفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين والمذبوح بين الركن والمقام وقتل الاسبغ المظفر صبرا في بيعة الاسلام مع كثير من شياطين الانس وخروج السفياني براية خضراء وصليب من ذهب اميرها رجل من كلب واثني عشر الف عنان من يحمل السفياني متوجها الى مكة ومدينة اميرها احد من بني امية يقال له خزيمة اطمس العين الشمال على عينه طرفة يميل بالدنيا فلا ترد له راية حتى ينزل المدينة فيجمع رجالا ونساء من ال محمد [صلى الله عليه واله] فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها دار ابي الحسن الاموي ويبعث خيلا في طلب رجل من ال محمد [صلى الله عليه واله] قد اجتمع عليه رجال من المستضعفين بمكة اميرهم رجل من غطفان حتى اذا توسطوا الصفايح الابيض بالبيداء يخسف بهم فلا ينجوا منهم احد الا رجل واحد يحول الله وجهه في قفاه لينذرهم وليكون اية لمن خلفه فيومئذ تاويل هذه الاية ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب ويبعث السفياني مائة وثلاثين الف الى الكوفة فينزلون بالروحاء والفاروق وموضع مريم وعيسى بالقادسية ويسير منهم ثمانون الف حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود [عليه السلام] بالنخيلة فيهجموا عليه يوم زينة وامير الناس جبار عنيد يقال له الكاهن الساحر فيخرج من مدينة يقال له الزوراء في خمسة الف من الكهنة ويقتل على جسرها سبعين الفا حتى تحتمي الناس الفرات ثلاثة ايام من الدماء ونتن الاجسام ويسبي من الكوفة ابكارا لا يكشف عنها كف ولا قناع حتى يوضعن في المحامل يزلف بهن الثوية وهي الغريين ثم يخرج من الكوفة مائة الف بين مشرك ومنافق حتى يضربون دمشق لا يصدهم عنها صاد وهي ارمذات العماد وتقبل رايات شرقي الارض ليست بقطن ولا كتان ولا حرير مختمة في رؤس القنا بخاتم السيد الاكبر يسوقها رجل من ال محمد [صلى الله عليه واله] يوم يطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الاذفر يسير الرعب امامها شهرا ويخلف ابناء سعد السقاء بالكوفة طالبين بدماء ابائهم وهم ابناء الفسقة حتى يهجم عليهم خيل الحسين [عليه السلام] يستبقان كانهما فرسان رهان شعث غير اصحاب بواكي ونوارح اذ يضرب احدهم برجله باكية يقول لا خير في مجلس بعد يومنا هذا اللهم فانا التائبون الخاشعون الراكعون الساجدون فهم الابدال الذين وصفهم الله عز وجل ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين والمطهرون نظراؤهم من ال محمد ويخرج رجل من اهل نجران راهب يستجيب الامام فيكون اول النصارى اجابة ويهدم صومعته ويدق صليبها ويخرج الموالي وضعفاء الناس والخيل فيسيرون الى النخيلة باعلام هدى فيكون مجمع الناس من الارض كلها بالفاروق وهي محجة امير المؤمنين وهي ما بين البرس والفرات ويقتل يومئذ فيما بين المشرق والمغرب ثلاثة الاف الف من اليهود والنصارى فيقتل بعضهم بعضا فيومئذ تاويل هذه الاية فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين بالسيف وتحت ظل السيف ويخلف من بني اشهب الزاجر اللحظ اناس من غير ابيه هرابا حتى ياتون سبطري عوذا بالشجر فيومئذ تاويل هذه الاية فلما احسوا باسنا اذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا الى ما اترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسالون ومساكنهم الكنوز التي غلبوا من اموال الناس وياتيهم يومئذ الخسف والقذف والمسخ فيومئذ تاويل هذه الاية وما هي من الظالمين ببعيد وينادي مناد في رمضان من ناحية المشرق عند طلوع الشمس يا اهل الهدى اجتمعوا من الغد عند الظهر بعد تكور الشمس فتكون سوداء مظلمة واليوم الثالث يفرق بين الحق والباطل بخروج دابة الارض وتقبل الروم الى قرية بساحل البحر عند كهف الفتية ويبعث الله الفتية من كهفهم اليهم رجل يقال له مليخا والاخر كمسلمينا وهما الشاهدان والمسلمان للقائم فيبعث احد الفتية الى الروم فيرجع بغير حاجة ويبعث بالاخر فيرجع بالفتح فيومئذ تاويل هذه الاية وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها ثم يبعث الله من كل امة فوجا ليريهم ما كانوا يوعدون فيومئذ تاويل هذه الاية ويوم نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب باياتنا فهم يوزعون والورع خفقان افئدتهم ويسير الصديق الاكبر براية الهدى والسيف ذو الفقار والمحصرة حتى ينزل ارض الهجرة مرتين وهي الكوفة فيهدم مسجدها ويبنيه على بنائه الاول ويهدم ما دونه من دور الجبابرة ويسير الى البصرة حتى يشرف على بحرها ومعه التابوت وعصى موسى فيعزم عليه فيزفر في البصرة زفرة تصير بحرا لجيا لا يبقى فيها غير مسجدها كجؤجؤ السفينة على ظهر الماء ثم يسير الى حرورا حتى يحرقها ويسير من باب بني اسد حتى يزفر زفرة في ثقيف وهم زرع فرعون ثم يسير الى مصر فيصعد منبره فيخطب الناس فتستبشر الارض بالعدل وتعطي السماء قطرها والشجر ثمرها والارض نباتها وتتزين لاهلها وتامن الوحوش حتى ترتعي في طرق الارض كانعامهم ويقذف في قلوب المؤمنينالعلم فلا يحتاج مؤمن الى ما عند اخيه من علم فيومئذ تاويل هذه الاية يغن الله كلا من سعته وتخرج لهم الارض كنوزها ويقول القائم كلوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية فالمسلمون يومئذ اهل صواب للدين اذن لهم في الكلام فيومئذ تاويل هذه الاية وجاء ربك والملك صفا صفا فلا يقبل الله يومئذ الا دينه الحق الا لله الدين الخالص فيومئذ تاويل هذه الاية اولم يروا انا نسوق الماء الى الارض الجرز فنخرج به زرعا تاكل منه انعامهم وانفسهم افلا يبصرون ويقولون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا ايمانهم ولا هم ينظرون فاعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون فيمكث فيما بين خروجه الى يوم موته ثلاثمائة سنة ونيف وعدة اصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر منهم تسعة من بني اسرائيل وسبعون من الجن ومائتان واربعة وثلاثون منهم سبعون الذين غضبوا للنبي اذ هجمته مشركوا قريش فطلبوا الى نبي الله ان ياذن لهم في اجابتهم فاذن لهم حيث نزلت هذه الاية الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون وعشرون من اهل اليمن منهم المقداد بن الاسود ومائتان واربعة عشر الذين كانوا بساحل البحر مما يلي عدن فبعث اليهم نبي الله برسالة فاتوا مسلمين ومن افناء الناس الفان وثمانمائة وسبعة عشر ومن الملائكة اربعون الفا من ذلك من المسومين ثلاثة الاف ومن المردفين خمسة الاف فجميع اصحابه [عليه السلام] سبعة واربعون الفا ومائة وثلثون من ذلك تسعة رؤس مع كل راس من الملائكة اربعة الاف من الجن والانس عدة يوم بدر فبهم يقاتل واياهم ينصر الله بهم ينتصر وبهم يقوم النصر ومنهم نضرة الارض كتبتها كما وجدتهاوفيها نقص حروف المطلع الثالث عشر فيما روى الحسين بن محمد عن المعلى عن ابي المفضل عن ابن صدقة عن المفضل بن عمر عن ابي عبدالله [عليه السلام] قال كاني بسرير من نور قد وضع وقد ضربت عليه قبة من ياقوتة حمراء مكللة بالجوهر وكاني بالحسين جالسا على ذلك السرير وحوله تسعون الف قبة خضراء وكاني بالمؤمنين يزورونه ويسلمون عليه فيقول الله عز وجل لهم اوليائي سلوني فطالما اوذيتم وذللتم واضطهدتم فهذا يوم لا تسالوني حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا قضيتها لكم فيكون اكلهم وشربهم من الجنة فهذه والله الكرامة المطلع الرابع عشر فيما روى ابي وابن وليد معا عن سعد والحميري معا عن احمد بن الحسين بن عمر بن يزيد عن الحسين الربيع عن محمد بن اسحاق عن اسد بن ثعلبة عن ام هانيء لقيت ابا جعفر محمد بن علي بن الحسين فسالته عن هذه الاية فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس فقال امام يخنس في زمانه عند انقضاء من علمه سنة ستين وماتين ثم يبدو كالشهاب الوقاد في ظلمة الليل فان ادركت ذلك قرت عيناك انظر بطرف الهندسة الى اشارات القدسية المشرقة من شموس اهل العصمة في غياهب تلك الكلمات التي لاحت عن نور صبح الازل وتشرق على هيكل التوحيد اثاره وان من تلك العلامات بعض منها محتومة وبعض منها يمحو ما اذا شاء الله وانا ذا لما خائف من البداء وناظر الى شجرة القضاء لم اذكر لك شيئا منها وافوض حكمها الى كتاب الله يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب فاذا سمعت يا ايها الخليل منادي الجليل فعليك بالرحيل الرحيل ثم عليك بالخيل الخيل ولا تكن بمثل ما القى كرسيه جسدا حيث قال الله سبحانه ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم اناب قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب فان حيوة الدنيا بعظمة ربك لا بقاء لها وان منتهى نعمتها والائها عند الله وعند رجال الاعراف بمثل سواد عين نملة ميتة لن ينتفع احد منه فاعمل لله بالروح والريحان واستعد لايام ربك في البيان واعمل لله الرحمن والعن الشمس والقمر بحسبان واخلص نفسك للقاء ربك فان حيوة الدنيا هي التي قال الله في حقها ما هي الا بلاغ من النهار فعليك بالعمل لله الواحد القهار فكر فيما سبقوا عنك من المقربين مثل ابراهيم ونوح ثم موسى وعيسى ومحمد رسول الله [صلى الله عليه واله] وخاتم النبيين فكل قد تركوا نعيمهم وانقطعوا عن حبيبهم وان الان في رفرف الخضر باذن الله ليتنعمون ومن المشركين مثل نمرود وشداد وهامان وفرعون وقارون فكل تركوا جناتهم وانقطعوا عن اموالهم واولادهم وان الان في عذاب ربك يحضرون فيا ايها الخليل لما انني انا احبك لاوصيك لا تنس بداء الله ولا تياس من روح الله واجعل الموت بين عينيك وانصر دين الله كانك لم تك في الدنيا اقل من عشر تاسعة وكن من رجال الكنس الفطن من اصحاب جوار الخنس السنن واذكر الموت في كل يوم وليلة خمسة وعشرين مرة بذكر الذي كانك في الحين ولكن لا تخف ولا تحزن فان دار الاخرة لهي الحيوان فيها كل ما اشتهت نفسك بين يديك من قبل ان يقول الله له كن فيكون لموجود فابشر بطاعة ربك فان مثل علي قد رضي في الدنيا بشقين في الاكل وشقين في اللبس حتى اخذ بالروح والرضا كفا من التراب وقال فزت برب الكعبة منها خلقناكم ومنها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى فانظر باليقين فان قلوب بعض الناس في اجسادهم ماتت وانهم لا يشعرون وان كانت لحيا ليشعرون ويعقلون فخذ ذرات الهواء من مرءات قلبك في كل حين بذكر الموت فان به تصفى المراة وترق الزجاجة ويعكس ما في ملا الاعلى هنالك بحيث انت تفسر سورة الكوثر بالمداد التي هي تجري من قلمك وتشاهد ذلك التاويل الانيق على ذلك البحر العميق بمثل تنزيلها لا مبدل لكلمات الله والله سميع عليم وعلى ذلك التفسير ذلك المداد ماء الكوثر الذي يجري من عين السلسبيل وذلك الورق القرطاس ارض الرفرف والمخاطب في الكاف ذلك القلم الذي نزل الله حكمه في القران من قبل ن والقلم وما يسطرون ما انت بنعمة ربك بمجنون وان امر الله له يصلي اشارة بصلوته في يدي اي ذؤبانه حيث تحركه بما نشاء كما نشاء ونعرف في كل مقاماته بمثل ما يعمل الانسان في الدين بانه يصل في الظهر اربعة ركعات في الحفر واثنين في السفر وكذلك انت تشهد عليه كل اشارات ذلك الطير المدف في سيره واعرف قول الله وانحر شق القلم بانه لو لم يكن منشقا لم يجر المداد بما شاء الله في حكم الفؤاد وان الذين يقرؤن حكم تلك الكلمات ويعرفون بذكر تلك الاشارات لو قالوا في حكم الكلمة لم وبم فهم من اهل تلك الكلمة ان شانئك هو الابتر وعلى ذلك النهج العدل والقسطاس الفضل فاعرف كل الاشارات وسير معنى تلك السورة في كل الدلالات والعلامات والمقامات حتى في حركة نملة على صخرة الصماء في ليلة الظلماء ولولا حزني عما اكتسبت ايدي الناس لتشاهد ارفع من فوق يدي ذلك الطير الذي صف في غياهب هواء الاشارات فاذا سمع احد غناته ليفعل بمثل ما نطقت الاية في حكمهن فلما سمعت بمكرهن ارسلت اليهن واعتدت لهن متكا وءاتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما راينه اكبرنه وقطعن ايديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم بل في ارض النفوس والعقول كان الحكم كذلك وان ذلك رشح من علم طمطام يم تفسير ال الله للقران ولكن لو كان احد غيري يفتح ذلك الباب لم يقدر ان يثبت للناس لان في الاخبار ما نزل بالتصريح الا بالتلويح ولكن لما جعل الله في يدي حجة لامعة لافسر كل ما يثبت في ورقات شجرات اللاهوت وقصبات اجمة الجبروت ونغمات اطيار القدس على اغصان شجرة الملك والملكوت بما خلق الله في كل شيء ايات كل شيء في رتبته وهي اعظم مقامات العبد بان يرفع الاشياء الى مقامات تجريدهم وتوحيدهم بل ان في تلك الايام يدخل بعض الحروف والاسماء ومسمياتها باذن الله في جناتها ولكن اكثر الناس لا يشكرون ولا يعلمون فيا ايها الانسان ان صفات اهل البيان لا تشتبه بصفات كل اهل الامكان لانهم المخصوصون بالعطايا من الله وما لا يسعه علم احد الا الرحمن وانهم قوم خلقهم الله من عنصر واحد وياذن لهم في مقام الجسد اذا شاء بظهور نوره في الفؤاد وهذا الامر لا يقوم به السموات والارض وان ذلك لهو الاكسير الاعظم والرمز الاكرم الذي لا يؤثر فيه ايات اللاهوت ولا شئونات الجبروت ولا دلالات الملكوت ولا نقمات اهل الملك والناسوت وانهم في كل عالم بمثل مقام فؤادهم يحكون عن الوحدة ويدلون على العظمة فيا طوبى لمن عرف قدرهم واستبشر برؤيتهم وافتخر على الكل بالجلوس معهم بين ايديهم فوربك رب السموات والارض لو كان احد ينفق كل ما على الارض ويبلغ في الرياضة الى مقام لم يقدمه احد واراد بذلك ان يحصل حالة التي اني شاهدتك في تلك الليلة بالعيان لم يقدر ولا له نصيب وان تزلزل جسدي الذي رايت هنالك شان من تجليات قاب قوسين او ادنى في رتبة تجلي الظهور عظم ذلك الحال فان كل العلوم والشئون لديه مفتورة وهي مثال تجلي ربك في الفؤاد بانه في عنصر النار لم يدل الا عن الهواء وفي التراب الا عن الماء وكذلك انت تعرف كل حالات اهل البيان لان نور الجلال نسبته اليهم لكان على حد سواء ولعمرك لو يعلم الناس بهاء ذلك الحال ليرضوه ان ينفقوا كل ما كتب الله عليهم حتى انفسهم ليرون باعينهم ذلك الحال في نفسي فاف ثم اف على الذين شهدوا بالعين اليقين ثم اعرضوا عن حق اليقين فسوف يرون يوما تقولون يا حسرتا على ما فرطنا في جنب الله وان ذلك يوم الذي كنا به توعدون وان الله قد خلق في رجال الاعراف شئونا لو اذن الله لاحد منهم وجاء يوم وعده ليظهر بحول الله وقوته ما شاء الله له ولا يمنعه شيء ولا يضره سم اذا اكل كما تناول من قبل علي [عليه السلام] وما يتغير نفسه بل يدل لون صفرته بالحمرة ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله وسبحان الله عما يصفون ولعمرك يا ايها السائل ان الناس اليوم اموات حيث لا يشكرون بما نزل من كتاب الله فيهم ويحسبون بانفسهم ما لا يعلمون ان الذي حكمه نزل في الاخبار بان من نظر الى العالم يكتب الله له ثواب الف ختم قران ليسجن اليوم في بيته وان الذي يجعلون انفسهم مقام ذلك الحكم لا نصيب لهم واولئك هم الغافلون فسبحان الله من عمل العلماء وحكم الحكماء فسوف يحشرهم الله يوم القيمة ويسئلون منهم سؤالا حثيثا فانت يا ايها الجليل اوصي بعضهم واقرء عليهم ما قال محمد بن علي الجواد لعمه لا الٓه الا الله يا عم انه عظيم عند الله ان تقف غدا بين يديه فيقول لك لم تفتي عبادي بما لم تعلم وفي الامة من هو اعلم منك وانت اليوم تقدر بين الناس ان تقول كيف شئت واني شئت وانني انا ولو كنت عاجزا عن اداء شكر احسانك في اتباعك دين الله الخالص هذا ولكن اذكر لك وفي اداء حقك ما كتب علي بن موسى بخطه لعلي بن مهزيار من خلص شيعته الموقنين بولايته وكفى لك بذلك ذكرا جميلا بسم الله الرحمن الرحيم يا علي احسن الله جزاك واسكنك جنته ومنعك من الخزي في الدنيا والاخرة حشرك الله معنا يا علي قد بلوتك وخيرتك في النصيحة والطاعة والخدمة والتوقير والقيام بما يجب عليك فلو قلت اني لم ار مثلك لرجوت ان اكون صادقا فجزاك الله جنات الفردوس نزلا وما خفي علي مقامك ولا خدمتك في الحر والبرد والليل والنهار فاسئل الله اذا جمع الخلائق للقيامة ان يحبوك برحمته تغتبط بها انه سميع الدعاء فيا ايها الانسان اتق الله واعرف قدر نفسك فان امر الله لحق وان الذين في كل شان هم الحواريون لعيسى بن مريم فالق ما القيتك من نار الافئدة بين الناس فان تلك الاية اية نزلت من السماء وظلت اعناق الخلق كلهم اجمعين واعلم بان الله لم يزل كان غنيا لا شريك له وان اوليائه في كل شان كانوا متصفين بصفاته وناطقين عن جنابه ومطيعين لامره وراضين بقضائه ووجلين انفسهم من مخافة حكمه وانهم قوم اذا رقدوا على التراب ليشاهدن عرش الصفات واذا صمتوا في حكم البيان لينطقون بانفسهم لانفسهم في سر هياكل التوحيد للرحمن رزقني الله لقائهم في ارض امن وعز فانهم لهم المخلصون وانهم لهم الخاشعون وانهم لهم المقربون وانهم قوم لا يحزنهم من على الارض كلها اذا لم يدركوا شيئا ولكن اذا علموا حكما من كتاب الله على انفسهم ليتحملوه ولو كانوا يمشون بصدورهم على الثلج لانهم يرون العزة والسلطنة في طاعة الله والذلة والمسكنة في معصيته وكفى بذلك ذكرا لك وللمؤمنين الذين يعرفون اشارات اياتنا ويسكنون في ظل اشاراتنا واولئك هم المهتدون في ذكر الحروفات وبيان الرموزات هو شان الدلالات في عالم الامثلة والعلامات ولكن الشرف عند اللاهوتيات من عالم اللانهايات هو حقيقة ظهور صرف الطور الذي هو الطلعة البحت في الكينونيات والحضرة البات في الذاتيات وان على ذلك المنهج في تلك الظلمات لم تسعها العبارات ولا تحكي عليها المقامات ولا تعكس الايات ولا يليق بساحة قربه ذكر الكينونيات ولا الذاتيات ولا النفسانيات ولا الانيات ولا الافريدوسيات ولا الفردوسيات ولا المكفهرات ولا المتلجلجات ولا المتلالئات ولا المستشفعات ولا المستعصيات ولا المستشرقات ولا المستعكسات ولا المستنقطعات ولا المستنبئات ولا المستسرات ولا المستديرات ولا المستجمعات ولا المستفرقات ولا المستعرجات ولا القصبات الكلية في اجمات اللاهوتيات ولا القصبات المتشعشعات في اجمات الجبروتيات ولا تعصبات المتلامعات في اجمة الملكوتيات ولا القصبات المتقدسات في اجمات الجبروتيات ولا الظهورات في الناسوتيات ولا الشئونات في كينونيات المتعاليات وما ورائها من اللانهايات وما لا يقدر الكلمات ان ينزلها في الاشارات وان ذلك مسلك اهل الغرفات في الرضوانات لان العبد بشهادة كل ما وقع عليه اسم شيء لن يقدر ان يعرف ذات الازل ولا ان يشير اليه ولا ان ينعت حياته ولا ان يوصف جنابه وان الذي انا اذكر لك في مقام العرفان لظهور البيان هو تجلي الله لك بك بنفسك ونسبه لسكون فؤاد خلقه الى نفسه بمثل ما نسب الكعبة الى نفسه وانت تقول هو خالقي ورازقي ومقدري ومصوري لا الٓه الا هو ولقد رضي الله من عباده بتلك النسبة اليه لان غيره لا يمكن في حق الامكان وان ذلك بحقيقة عين الفؤاد هو نسبة الخلق الى الخلق وحكم الممكن في الممكن كما اشار علي [عليه السلام] في خطبته اليتيمية ان قلت مم هو فقد باين الاشباه كلها فهو هو وان قلت هي هي نفسها والواو من كلامه صفة الاستدلال عليها لا صفة تكشف له وان قلت له حد فالحد لغيره وان قلت الهواء نسبته فالهواء من صنعه رجع من الوصف الى الوصف وعمي القلب عن الفهم والفهم عن الادراك والادراك عن الاستنباط ودام الملك في الملك انتهى المخلوق الى مثله والجاه الطلب الى شكله وهجم له الفحص الى العجز والبيان على الفقد والجهر على الياس والبلاغ على القطع والسبيل مسدود والطلب مردود دليله اياته ووجوده اثباته وان بمثل ذلك البيان يقع في وهم الانسان بان بعد سد الطريق وامتناع الدليل فكيف يمكن توحيد الذات وتقديس الصفات وعبادة الرحمن انية القربة في الامكان بل الحكم ممتنع محال فكيف يا من ذو الجلال بما هو لا يمكن في الحال بلى اني اعرفك ما انت جهلت في الكتاب ان توحيد الذات وعرفانه للامكان ممتنع محال وان الله ما امرك الا بان تبلغ الى غاية فيض الله في الامكان الذي هو مقام معرفة الرحمن في الاعيان ولا يحل لاحد ان يفكر في علم ذلك الطمطام الزاخر الزخار المواج لان حين الذي تنظر في المرات اذا تغفل عنها تجد وجهك فيها من دون ذكرها وانك ليس هو الذي في المرءات وان الذي هو في المرات صورتك التي تجليت لها بها في المرات بنفسها وهي تحكي عن طلعتك وتدل على حضرتك بما تبقى [المرءات] وكذلك انت تعرف حظ الامكان بانك ان لم تلتفت فيه بذكر الامكان لن ترى الا تجلي الصرف وطلعة البحت وحضرة البات في كل ما وقع عليه اسم شيء وان القول بعرفان الاستكشافي والاستدلالي يرجع الى نقطة واحدة لان الله قد خلق في الامكان مقاما ونسبه الى نفسه وامر الناس بان لا تعبدوا الا ذاته الاقدس وحده وان ذكرك ذاته الاقدس هو ظهوره لك بك في نفسك حيث لا يدل الا على ربك وان غير ذلك في الامكان ممتنع ومن عبده بذكر شيء سواه او ظهوره بخلقه فقد اشرك به ولم يعبده ومن عبده بان المعبود هو ظهوره وانه هو غيره فقد كفر به ولم يعبده لوجود الفرجة وامتناع الطفرة لان الذي هو يجعله ظهوره انه هو فوق ذلك الظهور ولا يليق للعبد ان يعبد ظهورا بعد اشارته الى من كان هو اعلى من ظهوره فسبحان الله الفرد ان المعبود هو الذات البحت الفرد الاحد الصمد الحي القديم الذي لن يعرفه غيره ولن يوحده سواه ولن يقدر ان يعبده احد من خلقه لانه لما هو عليه لم يك معه شيء وان الان هو كائن بمثل ما هو كان لم يك معه شيء فكيف يعبده من لا يوجده او يعرفه من لا يوحده وان مثل ايات التجريد في مقام التوجه والتوحيد هي مثل قولك لا الٓه الا الله كما انها كلمة حادثة تدل على الله وتوحيده فكذلك حقيقة ذاتك وكينونية سرك وان اولي الالباب لا يعلم ما هنالك الا بما هيهنا ولا تفكر يا ايها الناظر الى تلك الاشارات فان الظهورات لم تزل تجدد في الامكان وانت في الحين الذي تجعل ظهور الذات حظ الامكان ففي الحين يتجلى الله لك بك بظهور ذاته فلم تزل انك تعرف حظ الملك ولم يزل انه يتجلى لك بك بظهور الذات كذلك قد خلق الله كل شيء في عالم الامكان وانك يا ايها السائل بالحق البيان فاصرف كل الحروف من تلك السورة المقدسة بما اشرقناك من ظهورات طمطام يم الجلال فان ذلك حظ الانسان في رتبة الجنان والى الله ربي اشتكي من فعل الشمس والقمر بحسبان رب انك تعلم كل شيء وتقدر على كل شيء فافعل بالذين يعرفون حكمك ثم يعرضون عن امرك بما هم يستحقون في تلقاء وجهك فانني انا بعزتك برئ من كل اعدائك واحب كل اوليائك وان بميزان الذي اكرمتني في البيان لنميز بين الشقي والسعيد ونحكم بينهم في الحيوة الدنيا بما اكتسبت ايديهم رب اغفر لمن في طينته طين المحبة لاوليائك وعذب كل من في طينته طين العداوة لاحبائك انك انت الجبار القوي فاذا عرفت ما ارشحناك من احكام الرجعة فايقن ان حامل امر الله فرض ان يكون على فترة من الرسل وان لم يزل كان بين الناس حجة من عنده كما قال علي [عليه السلام] لا تخلو الارض من قائم لله بحجة اما ظاهرا مشهورا او خائفا مغمورا وان سنة الله قد قضت من قبل بمثل ما تقضي من بعد كما قال رسول الله والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطؤون طريقهم ولا يخطئاكم سنة بني اسرائيل وان منها كما نزل الله في القران يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على ادباركم فتنقلبوا خاسرين وكانوا عدتهم ستمائة الف بعض منهم اربعون الفا وسلم امر موسى وهارون وابناه ويوشع بن نون وكالب بن يوفيا فتاهوا اربعين سنة بما عصوا وكذلك كان امر رسول الله وانه لما قبض لم يكن على امر الله الا علي والحسن والحسين وسلمان ومقداد وابو ذر وكذلك انت تعرف امر الله في كثير من البواطن وان قرء الناس اية القران قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فانا داخلون قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم غالبون فان هذا امر مشهود عند المؤمنين لانكم اذا دخلتم الباب لتغلبون على الكل بحجة حق لامعة مثل هذه الشمس في وسط السماء وان ظلمتم او قتلتم فكان الحق معكم وانتم الغالبون ولكن ان غلبتم ورفعتم في وراء اذن الله فانكم اذا لخاسرون ولا يحتاج ببالك في حكم حديث الذي قرئت عليك فكيف يكتب الله امرا على قوم ولا يجري عليهم وان حكم البداء قد فصل قبل القضاء رتبة التربيع وان الكتاب هو رتبة سابع الفعل بلى قال العلم علمان فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه احدا من خلقه وعلم علمه ملائكته ورسله فما علمته ملائكته ورسله فانه سيكون لا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله وعند علمه مخزون يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء ويثبت ما يشاء وان في مقام ظاهر الحديث يجلل حديث الاول ويغلق باب معناه ولكن انت اذا نظرت بحكم بداء الامكان الذي لا يتخلف عن شيء ويعرف كل مقامات الفعل بمثل حكم العلم ليرفع القناع ويكشف الامتناع واني اوصيك وكل من اتبعني بقراءة سورة بني اسرائيل في كل ليلة جمعة فان الصادق [عليه السلام] قال من قرء تلك السورة في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم ويكون من اصحابه وان قوله روحي فداه يدرك قد اراد رؤيته من حيث لا يعرفه فيا طوبى للناظرين الى طلعته وان ذلك لهو الفوز الكبير وان ما باطن هذا الباب هو الذي تجلى على الطور ونزل الله ربك حكمه في القران ونسبه الى ظهور نفسه حيث قال وقوله الحق فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فانه هو احد من شيعة علي حيث قال الصادق بما روي في البصاير ان الكروبيين قوم من شيعتنا من الخلق الاول جعلهم الله خلف العرش لو قسم نور واحد منهم على اهل الارض لكفاهم ثم قال ان موسى لما ان سال ربه ما سال امر واحدا من الكروبيين فتجلى للجبل وجعله دكا انظر الى عظمة تجلي ربك ان قوم موسى كانت عدتهم سبعين الفا فاختار موسى منهم سبعة الاف ثم اختار منهم سبعمائة ثم اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربه ثم اقامهم في سطح الجبل فاخذتهم الصاعقة بظلمهم لما سئلوا ما لا ياذن الله لهم وماتوا ثم لما دعى موسى [الله ربه] احياهم وبعثهم وكذلك كان حكم الله من قبل ومن بعد وان للمقربين في كتاب الله يوما في تلقاء الجلال كما اشار به جعفر بن محمد في قوله لما انه سئل من الله عز وجل هل يراه المؤمنون يوم القيمة قال نعم وقد راوه قبل يوم القيمة فقلت متى قال حين [قلت] لهم الست بربكم قالوا بلى ثم سكت ساعة ثم قال وان المؤمنين ليرونه في الدنيا قبل يوم القيمة الست تراه في رتبتك هذا قيل فاحدث بهذا عنك فقال لا فانك اذا حدثت به فانكره منكر جاهل بمعنى ما تقوله ثم قدر ان ذلك تشبيه كفر وليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين كما يعرف الناس فان العين والقلب خلق في كتاب الله وان القلب لن يقدر ان يرى ذات الازل كما لن يقدر العين ابدا وان مراده روحي فداه رؤية تجليه لكل بكل في مقامه وان القلب لما وسعت احاطته يدرك من التجلي ما لا يقدر ان يدرك العين لانها محدودة وان ذلك في مقام الفضل ولكن ان اردت حكم العدل فحكم القلب مثل العين كلتيهما محدودتان بحدود الخلق وان الخلق ليرى الخلق ولن يقدروا برؤية الرب جل سبحانه عرف من عرف الاشارات في غياهب تلك الكلمات والدلالات والعلامات والمقامات ولا يعرف الاشارات الا بنفي الاشارات ولا يعرف نفي الاشارات بالاشارات ولا بالنفي عنها دارت افلاك العماء والبهاء والثناء والقضاء والبداء في حول تلك الكلمات الصماء الدهماء العمياء الصيلم المظلم الجهنام وهي حرف الهاء قبل مقام الواو في مقام الاسماء والصفات فان عرفت ما عرفناك واشرقت بما اشرقناك وانورت بما نورناك وتلجلجت بما تلجلجناك وتلئلئت بما تلئلئناك وملئت بما اسقيناك وشربت ماء الكوثر فيما اعطيناك فصل لربك ثم فانحر فان شانئك هو الابتر والا فاسلم تسلم بما طلع ما طلع وشرق ما شرق والاح ما الاح وانار ما انار واضاء ما اضاء وافاق ما افاق وقال ما قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين وان ما اشرت في تلك الاشارات وفصلت في تلك الدلالات هو حظ مثلك من اولي الالباب الذين يعرفون احكام المبدء والماب في مستسرات تجليات افلاك الاسماء والصفات ولما جعل الله لكل حرف احكام كل شيء فانا ذا في مقامي هذا اشير ببعض ظهورات ماء الكوثر ليشرب الساكنون في ظلال مكفهرات الافريدوس في الحيوة الدنيا من عين ماء الغير الاسن ثم الذين يستقرون على سرائر الرفرف في وسط الفردوس من عين لبن الخالص ثم الذين يتكئون على الارائك المبيضة تحت ظلال شجرة الجرسوم في قبة الزمان من عين عسل المصفى ثم الذين يمشون على الارض باذن الله في هيكل العظمة والجمال وهيبة السلطنة والجلال من عين خمر لذة للشاربين فيا ايها الناظر الى تلك الورقاء المتلئلئة المتلجلجة من شجرة العماء اتبع ذكر رنات سلطان نحل اللاهوت في كينونيات تلك الظهورات ثم دقات حمامة الجبروت في ذاتيات تلك الشئونات ثم صفات طيور الملك في انيات تلك الاشارات ثم صوت نشر اجنحة الطاوس وما يحكي القاموس في نفسانيات تلك المقامات فان ماء كوثر الظهور يجري الان في غياهب تلك الانهار فاشهد بسر فؤادك على تلك القاعدة الالهية بان ماء الكوثر هو ماء صرف ظهور التجلي الذي يطلق اهل البيان في مقام الظاهر بظاهر اركان الابداع ويجعل كل ركن منه نهر الاولى ماء الغير الاسن الابيض وهو باطنه نار الازل وظاهره ماء السرمد وهو نهر لا بدء له الا نفسه ولا ختم له الا ذاته قد اجراه الله بنفسه لنفسه من دون ذكر شيء سواه وهو نهر التوحيد وماء التجريد ولجة التفريد تجري باذن الله ويدل على ظهور الله ان قلت ان ارض النهر من مائه وان السفينة فوقه من مائه وان الملاح وما يستقر عليها فهو من مائه وان الامواج وما يسكن في الماء هو من مائه لقلت كلمة حق لان ذلك ماء لا يدل ظاهره الا بباطنه ولا باطنه الا بظاهره ولا سره الا بعلانيته ولا علانيته الا بسره لا يرى السالك فيه والشارب منه الا صرف ظهور تجلي البحت البات الذي لن يدل الا عن المتجلي له به وهو بذاته مفرق الاسماء والصفات وان الاشارات حظ اهل السبحات ولا الناظر الى رب الصفات يرى ذلك الماء في اجمات قصبات اللاهوت في ظهورات كينونية نفسه في كل حين وقبل حين وبعد حين وان الله يمده في كل شان بما هو مقامه من مراتب الفعل والانفعال انظر بطرف فؤادك الى مقام غاية فيض الابداع في نفسك فانه هو نهر ماء الغير الاسن من الكوثر في مقام اللاهوت تذكرك بان تقول لا الٓه الا الله وانت في كل شان تقول ولا تتغير الظهور ولا تبدل البطون فكذلك كان حكم الله في عالم العلوي وان اولي الالباب لا يعلم ما هنالك الا بما هيهنا وان لك في تحت ذلك المقام مراتب لا نهاية الى ما لا نهاية لها بها حتى اتصل البدء في الظهور الى مقام الجسد الذي هو منتهى مقام الخلق في النزول وانت في ذلك المقام الحسنى لا تتحرك الا بما تجري ماء الكوثر في سرك وان شربك الماء في هذه الحيوة الدنيا هي مدد من الله لجسمك ليعلمك بمدده في سرك الا تغفل عن طلعة حضرة قيوميته اقل من حين وانت لو تصف بصرك لترى نهر ماء غير الاسن وما اعد الله لك في الرضوان في مقامك هذا وساعتك هذه كما اظهر الامام ابا الحجة لمن اراد له وهو كما نزل في الحديث هذا روى الحسين محمد عن المعلى عن محمد بن عبدالله عن محمد بن بحير عن صالح بن سعيد قال دخلت على بن الحسن فقلت جعلت فداك في كل الامور ارادوا اطفاء نورك والتقصير بك حتى انزلوك هذا الخان الاشنع خان الصعاليك فقال ههنا انت يا ابن سعيد ثم اوما بيده فقال انظر فنظرت فاذا بروضات انقات وروضات ناضرات فيهن خيرات عطرات وولدان كانهن اللؤلؤ المكنون واطيار وظباء وانهار تفور فحار بصري والسمع وحسرت عيني فقال حيث كنا فهذا لنا عتيد ولسنا في خان الصعاليك فكيف اشير بسر الامر وانه لاعظم عما يظن الناس فيه لان ما يظهر يوم القيمة من الاء الجنان ومقاماتها وما اعد الله فيها هي يحيى بذلك الماء لان العلة هو نفسه لا غيره انظر الى هذه الشجرة تخرج من الارض بماء الذي خلق الله لها بها حتى تثمر فكذلك فاعرف كل المقامات في الحيوة الدنيا والنشاة الاخرة ولكن اتق الله الا تعرف مقام شيء فوق حده الذي خلق الله له وان ذلك الماء الغير الاسن اذا تطلق في مقام الظاهر المشية لا نريد الا ما اعطاه الله بمحمد خاصة ولا نصيب لاحد فيه سواه ثم في مقام باطنها الا ما اعطاه الله بامام الحي ولا حظ لاحد فيه غيره ثم في مقام ظاهر الارادة الا بما اعطاه الله بعلي ثم في مقام باطنه الا بما اعطاه الله بعلي ابن الحسين ثم في مقام ظاهر القدر والقضاء والاذن والاجل والكتاب بما اعطاه الله بفاطمة والحسن والحسين وموسى وجعفر ثم في مقام باطن تلك الظهورات المقدسة الا بما اعطاه الله بمحمد الباقر ثم بعلي ومحمد وعلي والحسن صلوات الله عليهم وليس لاحد في ذلك الماء الغير الاسن الذي انهم يشربون منهم نصيب وكذلك في احكام الظاهر ومن زعم ان الامام يشرب من ماء الذي كل الناس يشربون فقد انكر قدرة الله في حقهم وسر الامر هو ان ظهور الماء الغير الاسن سرهم لما تحقق في عالم الحد قد اثبت على الناس عند المعرفة بمثل ما اشتبه اجسادهم عند بعض الناس في مقام الامامة ولكن العارف بحقهم يعلم ان الله يحفظ ما تحقق لهم فوق الارض لاجلهم ولا نصيب فيه لاحد سواه مع انه مختلط مع ما يتصرف فيه الناس كما صرح بذلك حديث الباقر حين الذي ارى السائل شجرة الطوبى من السماء والزقوم من الارض وان الكل ياخذ حظهم وكذلك الحكم في سلسلة الثمانية لم يقدر ان يشرب النجيب ماء النقيب مع انهما يشربان من ماء واحد وكذلك الحكم في حكم الدلالات والشئونات والظهورات والعلامات والمقامات والايات والكيفوفيات والذاتيات والكينونيات والانيات والنفسانيات والبدايات والغايات والنهايات وما ورائها من اللانهايات الى ما لا نهاية بما لا نهاية لها بها حيث لا يحيط بعلم ذلك احد من الخلق الى ما شاء الله سبحانه وتعالى عما يصفون فاذا عرفت سر الامر لتوقن بان نهر الماء الغير الاسن جنة ال الله في الدنيا يكون لهم خاصة بمثل العقبى وان ما سواهم لم يقدروا ان يعرفوا حظهم فيما قدر الله لهم في الجنة لانهم لم يزل كانوا في محال الفعل وان ما سواهم اذا ذكروا لم يذكروا الا في اثر رتبة الفعل واذا جرى القلم بذكر المقام فانا ذا اشاهدنك جنات اهل الانشاء من جريان ذلك الماء الغير الاسن في غياهب الامكان فاعرف ان منتهى مقام الجنة لكل شيء هو مقام طلعة التوحيد في حضرة التجريد وهو بدء مقام الشيء وما سوى رتبة توحيد الذات هو شان الاسماء والصفات التي امر علي [عليه السلام] بان ينفي العبد في كمال التوحيد كل الاسماء والصفات عن ساحة طلعة حضرة الذات وكل شئونات الدنيا والظهورات الاخرى تجري في تحت ذلك الماء الحيات من مبدء تجرد المجردات الى منتهى مقام الشبحيات والعرضيات والجسميات فاذا تلجلجت بتلجلج شعاع شمس الايقان وسر الامكان فاعرف ان الله جل وعلا قد تجلى للعين الكبريت في عالم الحد بما تجلى لماء الغير الاسن في عالم اللاهوت الازل وجعل جنته في صقع جنته في كنهه فاذا تطلق عين الكبريت في تلقاء ركن الاول الابيض في العرش الذي يجري من تحته نهر ماء الغير الاسن في مقام الابداع يحكي عن ظهور المشية ثم في مقام الاختراع يحكي عن ظهور الارادة ثم في مقام الانشاء يحكي عن ظهور القدر ثم في مقام الاحداث يحكي عن ظهور القضاء وان الامثال تشتبه على الناظر الى لجة البيضاء فانا ذا انزل الامر من عالم التجرد الى مقام الحروف في الاشباح ليعرف الكل مقامات عوالم سلسلة الثمانية في الكلمات بمثل ما خلق الله في ذوات الايات فاجعل النقطة في الحروف ظهور المشية في تلقاء جنة الاولى ثم الالف في تلقاء مدين عز الارادة في مقام جنة الثانية ثم الالف المبسوطة في تلقاء مدين طمطام يم القدر في مقام جنة الثالث ثم الحروف المجردة عن التركيب في تلقاء مدين قلزم القضاء في مقام جنة الرابع ثم الكلمة التامة في تلقاء جنة الاذن ثم الكلمات المركبة في مقام الاجل جنة السادس ثم ما يتحقق من اثر الكلمات في تلقاء جنة السابع ثم في عكوس انهار تلك المراتب في السجين عين الكبريت في تلقاء ظهور عز المشية ثم عين اليمين في تلقاء مدين عز الصمدانية ثم عين الطبرية في تلقاء مدين عز الوحدانية ثم عين البرهوت في تلقاء مدين عز الرحمانية ثم جمة ماسيدان في تلقاء بحر الاذن ثم جمة افريقية في تلقاء يم الاجل ثم جمة ناجروان في تلقاء كتاب الاكبر وكما ان في كل مقام احد من عالم العلوي حامل فيض الكلية وكذلك الامر في صور المعكوس في السجين يتحمل نقمة الكلية فاول حامل فيض الكلي في رتبة ظاهر المشية هو محمد وفي باطنه هو القائم بامر الله امام الحي ثم في رتبة الارادة ومراتب الخمسة في ظاهرها وباطنها هو ائمة الدين اثنى عشر نفسا ولذا يكون كل واحد منهم علة كلية في ابداع الممكنات واختراع الموجودات باذن الله جل ذكره ثم في عالم السفلي حامل ظاهر اول نقمة الكلي هو الاول لعنة الله عليه ثم في الباطن هو الذي يحارب مع بقية الله في بدء ظهوره ثم في مراتب الظاهر حامل ماء عين اليمين ثم الطبرية ثم البرهوت ثم جمة ماسيدان ثم جمة افريقية ثم جمة ناجروان ائمة النار الذين قد ادركوا حيات ائمة الغيب وكذلك انت تعرف في كل سلسلة طبق عالم العلوي والسفلي بمثل ما القيت اليك من رتبة المعاني الى مقام النجباء في حكم الجنان ومن سلسلة الثمانية الى غايتها في مقام التبيان وان ذلك رشح من ماء هذا النهر ماء غير الاسن الذي اذا شربته يجذبك الى مقام القرب والانس ويوصلك الى طلعة تجلي الصرف في بحبوحة العز والقدس وان في ذلك المقام لما سافر بعض الحكماء اشتبهت على انفسهم ايات ظهور الذات بكينونيته ولذا بينوا في كتبهم سر الوحدة في الوجود وطلعة الغيب في علانية الموجود وغفلوا عما قال علي [عليه السلام] في خطبته حيث قال عز ذكره دام الملك في الملك وانتهى المخلوق الى مثله والجاه الطلب الى شكله وهجم له الفحص الى العجز والبيان على الفقد والجهد على الياس والبلاغ على القطع والسبيل مسدود والطلب مردود دليله اياته ووجوده اثباته ولو ان بعض الناس اعتقدوا حكم الشرف في غفلة العبد عن ذلك المقام واستدلوا بقوله عز شانه ودخل المدينة على حين غفلة من اهلها ولكن ذلك حق بعد العلم برتبة الامكان وفقدان الوجدان في العيان والا قبل عرفان الامكان وحده ذل قدم السالك في عرفان طلعة الصفات لظهور حضرة الذات ولذا اشار علي [عليه السلام] في قوله هذا بدت قدرتك يا الٓهي ولم تبد هيئتك فشبهوك واتخذوا بعض اياتك اربابا يا الٓهي فمن ثم لم يعرفوك وان ذلك صراط العدل في مذهب ائمة الفضل بان العبد متى يصعد لم يغفل عن نفسه ولا يعتقد بان في الممكن يمكن الا دون حده فسبحان الله الاحد الفرد من وصف الممكنات ونعت الموجودات انه كما هو عليه لن يعرفه سواه ولن يوحده غيره سبحانه وتعالى هذا ذكر ماء غير الاسن في سري وعلانيتي الذي يحكي عن ظهور ابداعه لي بي سبحانه وتعالى عما يصفون فاذا شربت ماء الغير الاسن الكوثر في عروق تلك الورقات المنبتة من شجرة اللاهوتية فاعرف حكم لبن الخالص في ركن اصفر العرش وهو نهر الذي يجري من تحت رتبة الارادة بما لا نهاية الى ما لا نهاية لها بها وهو نهر متعين بتعين الشيئية قبل هندسة المعنية وانه ماء حيوان لو تريد ان تشرب منه في الحيوة الدنيا فاسلك في صراط العدل في نقطة الفضل فانها لهي الولاية الكلية المتشعشعة المتقدسة المتعالية المتلامعة التي يرفع باطنه على ظاهر نهر الاول وهو لزيادة مزج التراب الحافظ لحرارة النار اشار اليه في قوله بانه لم يتغير طعمه وهو نهر الشوق والجذب والمحبة والقرب ولذا لما استقر على كرسي الجلال يدعوا بعلانيته وسره الى طلعة الجمال وصرح باللاهوتية في مركز التراب وبالجبروتية على فلك الاسماء والصفات و بالملكية بالتشبيه بالخاتم في يده حيث قال عز ذكره في ذلك المقام ما قال وان ذلك مشهود عند من كشف السبحات عن طلعة الجلال وعرفه في نقطة الاعتدال الى منتهى ذروة ظهور المتعال ولذا صرح علي [عليه السلام] في نفسه ما نطق به محمد رسول الله من قبل لان اعين ماء اللبن الذي لم يتغير طعمه تجري بذكر شيئيته المتعينة وهي لون البياض فيها وان في رتبة الاول ماء الغير الاسن لا لون له لشدة صفائه وبهاء مقامه وقرب سره بمقام مجليه وان له يطلق لون البياض في مقام حده وللشارب من هذا العين حق بان يثني ال الله في كل حين بما تجلى الله له به في معرفتهم وما قدر الله في علم الغيب لهم بان كينونياتهم مفرقة الكينونيات عن ذكر الذات في الذوات وان ذاتياتهم مقطعة الجبروتيات عن ذكر الصفات في الصفات وان انياتهم ممتنعة الملكيات عن ذكر الاسماء والطلعة المتجلية البحت البات وان نفسانياتهم مسددة الملكوتيات عن ذكر الغايات والبدايات وان بهم تحركت المتحركات في لجة العدل تحت ظلال مكفهرات الافريدوس وان بهم سكنت المتسكنات في لجة الفضل عن يمين عين الافريقية تحت ظلال شجرة جرسوم الفردوس وان الاشارات هي الحجب في نعتهم وان الدلالات هي الظلم في وصفهم الله يعلم قدرهم ويقدر ثنائهم وان ما سواهم لن يدركوا قدرهم وان عرفوا لم يعرفوا الا بمثل عرفان النملة ارض التي تمشي عليها واستغفر الله عن التحديد بالكثير وانك ان اردت ان تشرب من لبن ذلك النهر حق عليك بان ترى فيه انهار الثلاثة حيوانا بمثل الانسان كما راى رجل الذي اعطاه من ذلك الماء علي بن الحسين حيث قال رايت في الكاس انهار اربعة لما اردت الخمر تقدم على الثلاثة كانه هو حيوان يطلع بما خطر على سري وكذلك الحكم في العسل واللبن والماء الغير الاسن وان الامر لو تنظر اليه بالحقيقة انه ماء الغير الاسن في تلقاء عين الكبريت ولبن من تلقاء عين اليمين وعسل في تلقاء عين طبرية وخمر في تلقاء عين برهوت في ارض الناسوت بل التغير هو من مقام ذكر الكثرة بعد الوحدة وان لك في ذلك المقام رمز مخفي فانا ذا اكشف قناعه لتشاهد بعين فؤادك بمثل ما ترى قطعة ياقوت حمراء في كفك اذا تنظر الى رتبة النزول ترى تقدم نهر ماء الغير الاسن على الثلاثة كما ظهر في الملك كذلك وان من يوم ادم اول بديع من المشية يجري ماء الغير الاسن لذكر التوحيد ان لا الٓه الا هو ثم من يوم بعثة محمد رسول الله ثم في يوم الغدير اجرى الله عين ماء العسل المصفى لشهادة النفوس بولاية ال الله ائمة الدين عباد مكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون ثم من يوم ظهور ذلك الامر البديع قد اجرى الله جل وعلا نهر خمر الذي هو لذة للشاربين لاعتراف الافئدة بما قدر الله لها في طلعة البشرية والصورة الانزعية من الظهور الازلية والبطون السرمدية وان ذلك في رتبة النزول واذا اردت حكم الصعود فاول الرتبة عين الخمر ثم عين العسل ثم عين اللبن ثم عين الماء ولذا حين التقاء عالم النزول والصعود يجري عين الخمرتين من ظهور الولاية والنبوة في نفس واحدة وان ذلك دليل بسر عالم العلوي فاعرف حق ذلك الخمر فانه هو في مقام النزول سر الفؤاد وفي مقام الصعود اول التراب مقام الاجساد وان اولي الالباب من الساكنين على عرش الاسماء والصفات لا يعلم ما هنالك في تجليات اللاهوت وظهورات الجبروت وبروزات الملك ونفحات الملكوت الا بما هيهنا في عالم الناسوت وان كل ذلك مما اشرقناك من مقامات التكوين بتلك الانهار والا في مقام التدوين لم يظهر الا بعد رجعة ال الله سلام الله عليهم لان اليوم لم يشرق الارض بنور ربها وان لها يوم وعد معلوم فاذا عرفت احكام ماء الكوثر فاعرف انه ماء واحدة ففي كل مقام يذكر باسمه اذا نزل في اجمة اللاهوت يذكر باسمه ثم في اجمة الجبروت يذكر بذكره ثم في اجمة الملك يذكر بسمته ثم في اجمة الملكوت يذكر باسمه ثم في عالم العماء بذكر العماء ثم في عالم القضاء بذكر القضاء ثم في عالم الامضاء بذكر الامضاء ثم في مقام البداء بذكر البداء وان ذكر الكلمات يشتبه على الناظر الى سبحات الصفات فمجمل الذكر في الدلالات بان لا ترى ذو حي الا بماء الكوثر وان الاسماء والصفات هي سمة له ونعت لجنابه انظر الى ماء الكوثر في القران فانه حي به يجري من عين يمين قلب فاطمة في رتبة البطون وفي مقام الظهور ولا يخطر ببالك ان الظهور لما كان طبق البطون فكيف يكون له شانا واحدة وله شئون وله نهاية بلى ان للبطون اطلاقات فمنها رتبة الوحدة بلا اقترانها بشيء وهي منتهى معنى الباطن في البواطن وان من النهر الاول يظهر باطن اسم الله القابض لسر رتبة النار ثم من نهر لبن الذي لم يتغير طعمه ظاهر اسم الله الحي ثم من نهر عسل المصفى باطن اسم الله المحيي ثم من نهر خمر لذة للشاربين باطن اسم الله المميت ولذا نسب الحسن الى رسول الله والحسين الى اباه وذلك سر حديث الذي سئلت مني في الليلة الاولى واذا شربت قطرة من ذلك الماء فايقن ان العبد لم يكمل في مراتب وجوده الا ويقدر ان يجري تلك الانهار الاربعة في عالم البيان ولذا اعطاني الله في مقام التبيان مظاهر انهار الاربعة بل ان المشبه عين المشبه به في مقام تجري باذن الله من ماء الغير الاسن شان الايات التي هي اشرف المقامات في بيان الكلمات وهي الحجة الكبرى لمن كان في لجة الاسماء والصفات وان لصفاء ظهورها وعلو بطونها لم يقدر الناس ان يعرفوها ويقربوا بها ولذا حين يسمعون يفرون وان ذلك ما كان الا لبعد مقامهم من مبدء التجلي والا لو كان احد لم يغير فطرته لم يستلذ بشيء سواها ولا يجذب بشيء الا حب الله بمثل ما يجذبها اليه وهو ماء الغير الاسن خالص لله سبحانه وانه لما لم يختلط معه شيء من الكثرات لم يدل ولا يحكي الا عن طلعة التجلي في ظهور المتجلي وهو لسان اهل جنة التي لا ظل لها ولا يدخل احد فيهما الا بها ومن اراد ان يدخل تلك الجنة لا سبيل له الا بعد بلاغه الى ذلك المقام وشربه من ماء الغير الاسن سر تلك الايات والا من لم يفتح باب فؤاده بتلك الكلمات لن يقدر ان يدخل تلك الجنة الا اذا شاء الله وان لكل امكان تلك الرتبة حق اذا لم يتغير شئون الكونية ولكن الله ابى ان يظهره في سلسلة الرعية الا في الاسمين وانه لو شاء ليقدر دون ذلك وان في رتبة النبوة ما ظهر جريان ماء هذا النهر بحقيقته لما لم ياذن الله لرسوله لعدم قابلية اهل تلك الدورة ولكن اليوم يجري ماء ذلك النهر من لساني وقلمي بما شاء الله من دون زوال ولا اضمحلال وهو ماء عين الكبريت الذي قال الامام في حق شاربه ان المؤمن اقل من الكبريت الاحمر وان الامر في الواقع كذلك لان بمجرد شان ماء ذلك النهر لم يدخل احد في دين الله الا اقل وجودا من الكبريت الاحمر وانهم المصطفون البالغون الى ذروة الانقطاع رزقني الله لقائهم في ارض قدس بلا ذكر انقطاع ولا امتناع وان الناس لما لم يشربوا من ماء ذلك النهر لم يقدروا ان يعرفوا مقامه وان من انهار الثلاثة فكل على قدر جنسيتهم وحبهم اليها يشربون ويحمدون الله ربهم ولكن المؤمن الخالص لا يشرب قبل انهار الثلاثة الا من ذلك النهر لان انهار الثلاثة في الحقيقة اسماء ذلك النهر بل انها حيوان بحياة ذلك الماء حيث اشار الله جل ذكره وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا تعقلون وانني انا لو لم اشاهد بعد نظرة الناظرين لافسر معنى تلك السورة بجريان ماء الغير الاسن ولكن بمثل جنابك ذي نظر تعرف امر الله في المنظر الاكبر فاسئل الله من فضله ان يقوي قلوب الناس لشرب ذلك الماء الحيوان الذي اشجار الجنان به تثمر وتورق في رتبته فاه اه لو يعلم الناس حكم ذلك الماء ليرضون ان يفدوا ما على الارض في سبيل الله بان يشربوا قطرة من ذلك النهر من يدي الذي يجري منه باذن الله ولكن اليوم اكثر الناس لا يشكرون فاذا عرفت حكم ذلك النهر في حكم تلك السورة فاعرف حكم نهر لبن الذي لم يتغير طعمه فانه ماء الذي يجري في غياهب المناجات وغيابت الدعوات وهو لبن الطري والسر الجلي الذي يحكي عن ماء غير الاسن في سره ولبن الخالص في علانيته وهو ماء روح المناجات الذي يصل به العبد الى ذروة القدس ويستريح في جنة الانس ولذا لما قرء العبد تلك المناجات في توجه بحت البات يجذب الى ساحة القرب بشان لا يقدر احد ان يحيط بشانه الا من شاء الله وان من سرعة جريان لبن ذلك النهر يجري من قلمي في ستة ساعات صحيفة في المناجات وان ذلك شرف الاكبر في مقام الايات لان سر الظاهر يدل على سر الباطن وان ذلك امر صعب مستصعب يعرف الكل بانه ممتنع في حق احد الا من شاء الله لان الشرف ليس في انشاء تلك الكلمات بل هو سير العبد في ملكوت الاسماء والصفات اقرب من لمح البصر ولعمرك لو يجد الناس لذة ذلك اللبن ليرضون ان يقطعوا بايديهم اجسادهم اربا اربا لقراته مناجات وحده لان فيها روح الربانية قد تلجلجت وسر الصمدانية قد تلئلئت ومنتهى خوف العبودية من عدل الله قد تظهرت انظر الى مقام الذي قال علي بن الحسين في خوف نفسه حيث قال وقوله المعروف عند رجال الاعراف وانه روحي فداه قد اظهر الامر في سر العبودية في مقام الحد وان في ذلك المقام يخرج في كثير من المقامات من عالم الحد الى ما لا نهاية بما لا نهاية لها بها اليها وهذا الشرف لا يعادله شيء في عالم الاسماء والصفات وانني انا بذلك المقام ذنب محض عند حرف مما قال علي بن الحسين لان وجودي قد ذوت من اثر نور فعله روحي فداه واين التراب ومربي فلك الاسماء والصفات وان على مثل جنابك حق بان تخبر الناس بشان تلك المناجات فانها شرف محض عند اولي الالباب من اهل الماب ولا يليق بشان مثلك ان تصمت بين الناس وان تشير الى الامر بحجبات اهل البعد لان العز ليس فيهما ارتقب الناس ولا يلتفت اليه بل الشرف هو ما انت فيه من ثناء ظهور قدرة الله ولا تحزن بعمل الناس ولا بشئوناتهم فان خير الخلق قد سب على المنابر الف شهر مع وجود الامام وقدرته وقهاريته وجباريته التي لو اراد ليهلك ما في السموات والارض قبل ان يخطر بباله كما صرح بذلك ذلك الحديث الذي فيه عجائب جراسيم الفردوس مخزونة وغرائب ظهورات الافريدوس مسطورة وهو الحديث الذي رويه جابر بن يزيد الجعفي حيث قال لما افضت الخلافة الى بني امية سفكوا فيها الدم الحرام ولعنوا فيها امير المؤمنين على المنابر الف شهر وتبراوا منه واغتالو الشيعة في كل بلدة واستاصلوا بنيانهم من الدنيا لحطام دنياهم فخانوا الناس في البلدان وكل من لم يلعن امير المؤمنين ولم يتبرء منه قتلوه كائنا من كان قال جابر بن يزيد الجعفي فشكوت من بني امية واشياعهم الى الامام المبين اطهر الطاهرين زين العابدين وسيد الزهاد وخليفة الله على العباد علي بن الحسين [عليه السلام] ؟؟؟؟؟ يا ابن رسول الله قد قتلونا تحت كل حجر ومدر واستاصلوا شافتنا واعلنوا لعن مولانا امير المؤمنين صلوات الله عليه ؟؟؟؟ على المنابر والمنارات والاسواق والطرقات وتبرؤا منه حتى انهم ليجتمعون في مسجد رسول الله فيلعنون عليا [عليه السلام] علانية لا ينكر ذلك احد ولا ينهي فان انكر ذلك احد منا حملوا عليهم باجمعهم وقالوا هذا رافضي ابو ترابي واخذوه الى سلطانهم وقالوا هذا ذكر ابا تراب بخير فضربوه ثم حبسوه ثم بعد ذلك قتلوه فلما سمع الامام [عليه السلام] ذلك مني نظر الى السماء فقال سبحانك يا رب قد امهلت عبادك في بلادك حتى ظنوا انك امهلتهم ابدا وهذا كله بعينك لا يغلب قضاءك ولا يرد المحتوم من تدبيرك كيف شئت واني شئت وانت اعلم به منا ثم دعا [عليه السلام] ابنه محمدا [عليه السلام] فقال يا بني قال لبيك يا سيدي قال اذا كان غدا فاغد الى مسجد رسول الله فحركه تحريكا لينا ولا تحركه تحريكا شديدا الله الله فيهلك الناس كلهم قال جابر فبقيت متفكرا متعجبا من قوله [عليه السلام] فما ادري ما اقول لمولاي فغدوت الى محمد وقد بقي علي ليلي حرصا ان انظر الى الخيط وتحريكه فبينما انا على دابتي اذ خرج الامام فقمت وسلمت عليه فرد علي السلام وقال ما غدا بك فلم تكن تاتينا في هذا الوقت فقلت يا بن رسول الله سمعت اباك يقول بالامس خذ الخيط وسر الى مسجد رسول الله فحركه تحريكا لينا ولا تحركه تحريكا شديدا فتهلك الناس كلهم فقال يا جابر لولا الوقت المعلوم والاجل المحتوم والقدر المقدور لخسفت والله بهذا الخلق المنكوس في طرفة عين لا بل في لحظة لا بل في لمحة ولكننا عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون قال قلت له يا سيدي ولم تفعل هذا بهم قال ما حضرت ابي بالامس والشيعة يشكون اليه ما يلقون من الناصبية الملاعين والقدرية المقصرين فقلت بلى يا سيدي قال فاني ارعبهم لعلهم ينتبهون وكنت احب ان يهلك طائفة منهم ويطهر الله منهم البلاد ويريح العباد وقلت يا سيدي فكيف ترعبهم وهم اكثر من ان يحصوا قال امض بنا الى المسجد لاريك قدرة من قدرة الله تعالى التي خصنا بها وما من به علينا من دون الناس قال جابر فمضيت معه الى المسجد فصلى ركعتين ثم وضع خده في التراب وكلم بكلمات ثم رفع راسه واخرج من كمه خيطا رقيقا تفوح منه رائحة المسك وكان ادق في المنظر من خيط المخيط ثم قال خذ اليك ومشيت رويدا فقال قف يا جابر فوقفت فحرك الخيط تحريكا لينا فما ظننت انه حركه من لينه ثم قال ناولني طرف الخيط قال فناولته فقلت ما فعلت به يابن رسول الله قال ويحك اخرج الى الناس وانظر ما حالهم قال فخرجت من المسجد فاذا صياح وولولة من كل ناحية وزاوية واذا زلزلة وهدة ورجعة واذا الهدة اخرجت عامة دور المدينة وهلك تحتها اكثر من ثلاثين الف رجل وامرءة واذا الخلق يخرجون من السكك لهم بكاء وعويل وضوضاة الواقعة وهلك الناس واخرون يقولون الزلزلة والهدة واخرون يقولون الرجفة والقيمة هلك فيها عامة الناس واذا اناس قد اقبلو يبكون يريدون المسجد وبعضهم يقولون لبعض كيف لا يخسف بنا وقد تركنا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وظهر الفسق والفجور وكثر الزنا والربا وشرب الخمر واللواطة والله لينزلن بنا ما هو اشد من ذلك واعظم او نصلح انفسنا قال جابر فبقيت متحيرا انظر الى الناس يبكون ويصيحون ويولولون ويغدون زمرا الى المسجد فرحمتهم حتى والله بكيت لبكائهم واذا لا يدرون من اين اتوا واخذوا فانصرفت الى الامام الباقر [عليه السلام] وقد اجتمع الناس له وهم يقولون يا بن رسول الله ما ترى ما نزل بنا وبحرم رسول الله وقد هلك الناس وماتوا فادع الله عز وجل لنا فقال لهم افزعوا الى الصلوة والصدقة والدعاء ثم سئلني فقال يا جابر ما حال الناس فقلت يا سيدي لا تسئل يابن رسول الله خربت الدور والقصور وهلك الناس ورايتهم بغير رحمة فرحمتهم فقال [عليه السلام] لا رحمهم الله ابدا اما انه قد بقي عليك بقية لولا ذلك ما رحمت اعدائنا واعداء اوليائنا ثم قال [عليه السلام] سحقا سحقا بعدا بعدا للقوم الظالمين والله لو حركت الخيط ادنى تحريكة لهلكوا اجمعين وجعل اعلاها اسفلها ولم يبق دار ولا قصر ولكن امرني سيدي ومولاي ان لا احركه شديدا ثم صعد المنارة وانا اراه والناس لا يرونه فنادى باعلا صوته الا يا ايها الضالون المكذبون فظن الناس انه صوت من السماء فخروا لوجوههم وطارت افئدتهم وهم يقولون في سجودهم الامان الامان فاذا هم يسمعون الصيحة بالحق ولا يرون الشخص ثم اشار بيده وانا اراه والناس لا يرونه فزلزلت المدينة ايضا زلزلة خفيفة ليست كالاولى وتهدمت فيها دور كثيرة ثم تلا هذه الاية ذلك جزيناهم ببغيهم ثم تلا بعد ما نزل فلما جاء امرنا جعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين وتلا [عليه السلام] فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون قال وخرجت المخدرات في الزلزلة الثانية من خدورهن مكشفات الرؤس واذا الاطفال يبكون ويصرخون فلا يلتفت احد فلما بصر الباقر ضرب يده الى الخيط فجمعه في كفه فسكنت الزلزلة ثم اخذ بيدي والناس لا يرونه وخرجنا من المسجد فاذا قوم اجتمعوا على باب حانوت الحداد وهم خلق كثير يقولون ما سمعتم في مثل هذه المدرة من الهمهمة فقال بعضهم بلى همهة كثيرة وقال اخرون بل والله صوت وكلام وصياح كثير ولكنا والله لم نقف على الكلام قال جابر بن يزيد الجعفي فنظر الباقر [عليه السلام] علي فتبسم ثم قال يا جابر هذا دابنا ودابهم اذا بطروا واشروا او تمردوا وبغوا ارعبناهم وخوفناهم فاذا ارتدعوا والا اذن الله في حقهم قال جابر يابن رسول الله فما هذا الخيط الذي فيه الاجوبة قال هذه بقية مما ترك ال موسى وهرون تحمله الملائكة الينا يا جابر ان لنا عند الله منزلة ومكانا رفيعا ولولا نحن لم يخلق الله ارضا ولا سماء ولا جنة ولا نارا ولا شمسا ولا قمرا ولا برا ولا بحرا ولا سهلا ولا جبلا ولا رطبا ولا يابسا ولا حلوا ولا مرا ولا ماء ولا نباتا ولا شجرا اخترعنا الله من نور ذاته لا يقاس بنا بشر بنا انقذكم عز وجل وبنا هداكم ونحن والله دفعناكم على ربكم فقفوا عند امرنا ونهينا ولا تردوا كل ما ورد عليكم منا فانا اكبر واجل واعظم وارفع من جميع ما يرد عليكم ما فهمتموه فاحمدوا الله عليه وما جهلتموه فكلوا امره الينا وقولوا ائمتنا اعلم بما قالوا ثم استقبله امير المدينة راكبا وحواليه حراسه وهم ينادون في الناس معاشر الناس احضروا ابن رسول الله علي بن الحسين [عليه السلام] وتقربوا الى الله عز وجل به لعل الله يصرف عنكم العذاب فلما بصروا بمحمد بن علي الباقر تبادروا نحوه وقالوا يابن رسول الله اما ترى ما نزل بامة جدك محمد [صلى الله عليه واله] هلكوا وفنوا عن اخرهم اين ابوك حتى نسئله ان يخرج الى المسجد ونتقرب به الى الله ليرفع الله به عن امة جدك هذا البلاء قال لهم محمد بن علي يفعل الله تعالى انشاء الله اصلحوا انفسكم وعليكم بالتوبة والتضرع والورع والنهي عما انتم عليه فانه لا يامن مكر الله الا القوم الخاسرون قال جابر فاتينا علي بن الحسين وهو يصلي فانتظرناه حتى فرغ من صلاته واقبل علينا فقال يا محمد ما خبر الناس فقال ذلك لقد راى من قدرة الله عز وجل ما زال متعجبا منها قال جابر ان سلطانهم سئلنا ان نسئلك ان تحضر الى المسجد حتى يجتمع الناس يدعون ويتضرعون الى الله عز وجل ويسالونه الاقالة فتبسم [عليه السلام] ثم تلا اولم تك تاتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعواما دعاء الكافرين الا في ضلال ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنواالا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون فقلت سيدي العجب انهم لا يدرون من اين اتوا قال اجل ثم تلا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا باياتنا يجحدون وهي والله اياتنا وهذه احدها وهي والله ولايتنا ومما وصف الله في كتابه بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ثم قال جابر ما تقول في قوم اماتوا سنتنا وتوالو اعدائنا وانتهكوا حريمنا وظلمونا وغصبونا واحيوا سنن الظالمين وساروا بسيرة الفاسقين قال جابر الحمد لله الذي من علي بمعرفتكم والهمني فضلكم ووفقني لطاعتكم وموالاة مواليكم ومعاداة اعدائكم قال يا جابر اوتدري ما المعرفة المعرفة اثبات التوحيد اولا ثم معرفة المعاني ثانيا ثم معرفة الابواب ثالثا ثم معرفة الامام رابعا ثم معرفة الاركان خامسا ثم معرفة النقباء سادسا ثم معرفة النجباء سابعا وهو قوله تعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا وتلا ايضا [عليه السلام] ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم يا جابر اثبات التوحيد ومعرفة المعاني اما اثبات التوحيد معرفة الله القديم الغايب الذي لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير وهو غيب باطن ستدركه كما وصف به نفسه واما المعاني فنحن معانيه ومظاهره فيكم اخترعنا من نور ذاته وفوض الينا امور عباده فنحن نفعل باذنه ما نشاء ونحن اذا شئنا شاء الله واذا اردنا اراد الله ونحن احلنا الله عز وجل هذا المحل واصطفينا من بين عباده وجعلنا حجته في بلاده فمن انكر شيئا ورده فقد رد على الله جل اسمه وكفر باياته وانبيائه ورسله يا جابر من عرف الله بهذه الصفة فقد اثبت التوحيد لان هذه الصفة موافقة لما في الكتاب المنزل وذلك قوله تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار ليس كمثله شيء وهو السميع العليم وقوله تعالى لا يسال عما يفعل وهم يسالون قال جابر يا سيدي ما اقل اصحابي قال هيهات هيهات اتدري كم على وجه الارض من اصحابك قلت يابن رسول الله كنت اظن في كل بلدة ما بين المائة الى المائتين وفي كل ما بين الالف الى الالفين بل كنت اظن اكثر من مائة الف في اطراف الارض ونواحيها قال [عليه السلام] خالف ظنك وقصر رايك اولئك المقصرون وليسوا لك باصحاب قلت يابن رسول الله ومن المقصر قال الذين قصروا في معرفة الائمة وعن معرفة ما فرض الله عليهم من امره وروحه قلت يا سيدي وما معرفة روحه قال [عليه السلام] ان يعرف كل من خصه الله تعالى بالروح فقد فوض اليه امره يخلق باذنه ويحيي باذنه ويعلم الغير ما في الضماير ويعلم ما كان وما يكون الى يوم القيمة وذلك ان هذا الروح من امر الله تعالى فمن خصه الله تعالى بهذا الروح فهو كامل غير ناقص يفعل ما يشاء باذن الله يسير من المشرق الى المغرب باذن الله في لحظة واحدة يعرج به الى السماء وينزل به الى الارض يفعل ما يشاء واراد قلت يا سيدي اوجدني بيان هذا الروح من كتاب الله تعالى وانه من امر خصه الله [تعالى] بمحمد قال نعم اقرا هذه الاية وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وقوله [تعالى] اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه قلت فرج الله عنك كما فرجت عني ووفقني على معرفة نفسه والامر ثم قلت يا سيدي صلى الله عليك فاكثر الشيعة مقصرون وانا ما اعرف من اصحابي على هذه الصفة واحدا فقال يا جابر فان لم تعرف منهم احدا فاني اعرف منهم نفرا قلائل ياتون ويسلمون ويتعلمون مني سرنا ومكنوننا وباطن علومنا قلت ان فلان ابن فلان واصحابه من اهل هذه الصفة ان شاء الله تعالى وذلك اني سمعت منهم سرا من اسراركم وباطنا من علومكم ولا اظن الا وقد كملوا وبلغوا قال يا جابر ادعهم غدا واحضرهم معك قال فاحضرتهم من الغد فسلموا على الامام وبجلوه ووقروه ووقفوا بين يديه فقال [عليه السلام] يا جابر اما انهم اخوانك وقد بقيت عليهم بقية اتقرون ايها النفر ان الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ولا يسئل عما يفعل وهم يسئلون قالوا نعم ان الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد قلت الحمد لله قد استبصروا وعرفوا وبلغوا قال يا جابر لا تعجل بما تعلم فبقيت متحيرا فقال [عليه السلام] سلهم هل يقدر علي بن الحسين [عليه السلام] ان يصير صورة ابنه محمد قال جابر فسالتهم فامسكوا وسكتوا قال [عليه السلام] يا جابر سلهم هل يقدر محمد ان يكون بصورتي قال جابر فسالتهم فامسكوا وسكتوا قال فنظر الي وقال يا جابر هذا ما اخبرتك انهم قد بقي عليهم بقية فقلت لهم ما لكم ما تجيبون امامكم فسكتوا وشكوا فنظر اليهم وقال يا جابر هذا اخبرتك به قد بقيت عليهم بقية وقال الباقر [عليه السلام] ما لكم لا تنطقون فنظر بعضهم الى بعض يتساءلون قالوا يا بن رسول الله لا علم لنا فعلمنا قال فنظر الامام سيد العابدين علي بن الحسين [عليه السلام] الى ابنه محمد الباقر وقال لهم من هذا قالوا ابنك فقال لهم من انا قال ابوه علي بن الحسين قال فتكلم بكلام لم نفهم فاذا محمد بصورة ابيه علي بن الحسين واذا علي بصورة ابنه محمد قالوا لا الٓه الا الله فقال الامام [عليه السلام] لا تعجبوا من قدرة الله انا محمد ومحمد انا وقال محمد يا قوم لا تعجبوا من امر الله انا علي وعلي انا وكلنا واحد من نور واحد وروحنا من امر الله اولنا محمد واخرنا محمد وكلنا محمد قال فلما سمعوا ذلك خروا لوجوههم سجدا وهم يقولون امنا بولايتكم وبسركم وبعلانيتكم واقررنا بخصائصكم فقال الامام زين العابدين يا قوم ارفعوا رؤسكم فانتم الان العارفون الفائزون المستبصرون وانتم الكاملون البالغون الله الله لا تطلعوا من المقصرين المستضعفين على ما رايتم مني ومن محمد فيشنعوا عليكم ويكذبوكم قالوا سمعنا واطعنا قال فانصرفوا راشدين كاملين فانصرفوا قال جابر قلت يا سيدي وكل من لا يعرف هذا الامر على الوجه الذي صنعته وبينته الا ان عنده محبة ويقول بفضلكم ويتبرء من اعدائكم ما يكون حاله قال [عليه السلام] يكونون في خير الى ان يبلغوا قال جابر قلت يابن رسول الله هل بعد ذلك شيء يقصرهم قال [عليه السلام] نعم اذا قصروا في حقوق اخوانهم ولم يشاركوهم في اموالهم وفي سر امورهم وعلانيتهم واستبدوا بحطام الدنيا دونهم فهنالك يسلب المعروف ويسلخ من دونه سلخا ويصيبه من افات هذه الدنيا وبلائها ما لا يطيقه ولا يحتمل من الاوجاع في نفسه وذهاب ماله وتشتت شمله لما قصر في بر اخوانه قال جابر فاغتممت والله غما شديدا وقلت يا بن رسول الله ما حق المؤمن على اخيه المؤمن قال يفرح لفرحه اذا فرح ويحزن لحزنه وينفذ اموره كلها ولا يغتم لشيء من حطام الدنيا الفانية الا واساه حتى يجريان من الخير والشر في قرن واحد قلت يا سيدي فكيف اوجب الله كل هذه للمؤمن على اخيه المؤمن قال لان المؤمن اخو المؤمن لابيه وامه على هذا الامر لا يكون اخاه وهو احق بما يملكه قال جابر سبحان الله ومن يقدر على ذلك قال من يريد ان يقرع ابواب الجنان ويعانق الحور الحسان ويجتمع معنا في دار السلام قال جابر فقلت هلكت والله يابن رسول الله لاني قصرت في حقوق اخواني المؤمنين فاذا شهدت بتلك الانوار وعرفت ظهور الاسرار فاعرف حكم نهر عسل المصفى فانه يجري باذن الله في شان الخطبات وانها احلى من كل الاشارات في علامات اهل السبحات لانها احتملت الحجب باذن الله اكثر من نهر الاول والثاني ولذا اكثر اعداء الله اعترفوا بفصاحة الخطب مع بعد مقامهم وشدة انكارهم حتى اعترف بمنتهى مقام الفصاحة في خطبته الهائية الثالثة اجل الله في نقمته في كتابه مع انه لم يدرك حرفا من اشاراتنا وان اطلع يجحد من حيث يوقن ويعلم لان الامر قد ظهر من الخطب بشان يقر بالفضل المنكر بالعدل وان الفخر عند العرب ما شهد بالفضل للخطب المنكر بالصحف وان ذلك نهر في السر تلقاء عين طبرية في الجهر ولو شرب الشارب منه كفا يجد ظهورات كينونيات اللاهوتيات في الاشارات ويلاحظ طلعة ظهور الصفات في الانيات الجبروتيات والعلامات ويستلذ بشرب عسل المصفى في ذكر جوهريات انيات الملكية وماديات نفسانيات الملكوتية وان ذلك قوة لاهوتية عند اهل الحقيقة لان فصاحة الخطبة التي تجري بالقهارية هي شان اعرب العرباء ولا يمكن لاحد من الحكماء بالفطرة الخالصة الا اذا شاء الله وكفى لذكره خطبة في الكلمات وهندسة في العلامات وطلعة عبودية في المناجات وظهور ربوبية الملقاة في هوية العبودية في الايات وان جنابك تعرف كل ذلك بما شاهدت بالعيان صفات اهل الانسان وان ظهور نهر عسل المصفى في الصفات الحالية لاعظم واعلى من الظهور في الكلمات الافريدوسية والظهورات القدوسية والشئونات الجرسومية والايات الكلية والعيون الافريقية لان كل ذلك يجري من شان الجمال وانه لاعز قدرا من ذكر الصفات والاسماء فعذب الله الذين ظلموا في حقك بالقضاء وان الى الله المشتكى وان له البداء حق في الامضاء وسبحان الله عما يصفون وان من الانهار هو نهر خمر الحمراء الذي اذا شرب قطرة منه احد يجذبه الى مقام القدس والقرب بلا سكر ولا صداع ولا اغماء ولا خمار بل روح في روح من روح الى روح متى شرب احد منه يحكي عن نهر الاولى في شان الايات وعن نهر الثانية في شان الدعوات وعن نهر الثالث في شان الخطبات وعن شان مقامه بذكر اشارات اللاهوتية والعلامات الجبروتية والمقامات الملكية والدلالات الملكوتية وان من ذلك النهر يشرب اكثر الناس لان شان العلم لا يقدر ان يكذبه احد ولذا يحبون الناس اظهار ذلك الشان وذلك شان يجري من نهر الخمر ولا نفاد له وهو الذ الشراب وشان قهارية الكلمات في عالم السبحات وان ذلك شان عدل بمثل انهار الثلاثة لم يشتبه بحكم احد من الخلق وانت لو تريد ان تشاهد سر ذلك الامر فاقصد مطلبنا ثم فسره ثم ترى تفسيري في ذلك المطلب فانه لا يشابه تفسيرك بشان نزول الكلمات لان تلك الانهار تجري من تحت جبل ازل الظاهر في الفؤاد ويجري ماء المداد بلا نفاد ولا زوال ولعمرك ان في صدري لعلما جما اصفى من ماء الغير الاسن والطف من لبن الخالص واحلى من العسل المصفى والذ من خمر الحمر لو وجدت بمثلك اوعية او قلوبا طيبة لاطهره باذن الله ولو ان شان علمي لا ينتفع غثاء الناس ولا حظ فيه لاحد الا من المخلصين من اولي الالباب لان الناس لا يدركون ما اني اشاهد في الاشارات ولا يرون ما اني ارى في الكلمات ولا يطلعون بمواقع العلامات ولولا غيرك سائل مني ما ابرزت تلك الاشارات لانها اعز عندي من اكسير الاحمر ولو اني فررت في بعض المواطن عن ذكر لجة القرار لنظرة الاغيار والبست الكلمات قمص ظلمات الهواء لمن لا يرى طلعة الصفات في تلك الظلمات الصماء الدهماء والعمياء الطحناء الغبراء الظلماء لئلا يطلع بحقيقة اسرار ال الله احد من الاشرار ويفسد في الارض بغير اذن من الابرار ولكن مع ذلك ما منعت الفيض عن جنابك والزمت نفسي باظهار ما امرت في خطابك ولو كان احد يعرف حرفا ويعمل به عملا لله خالصا مخلصا وحده لا شريك له لجنابك انفع عن كل شيء لان سؤال جنابك عن ذلك التفسير يفتح باب المجرة لنزول تلك الرحمة على رؤس الامة فاسئل الله ان يكشف الغمة بطلوع شمس الالفة ويصلح ما يفسد الناس بفضل القدرة اذ انه منان فاذا عرفت تلك الاحكام فاطلع بذلك الرمز المعمي والسر المنمنم والطلسم الاكبر بان حق التوحيد لا يمكن لاحد الا اذا ظهر نور طلعة حضرة المتجلي في جميع مقاماته وعلاماته وحركاته وسكناته ولحظاته واشاراته وعلاماته ودلالاته واياته بحيث كما ان فؤاده صرف ظهور توحيد الذات وعنصر التراب في بحبوحة نار الصفات ليكون جسده في الحكاية بمثله بان ذرات جسده في كل شان ينطق بتوحيد الله ومقاماته بمثل ما ينطق لسانه فاذا بلغ الى ذلك المقام فيظهر من جسده بمثل ما يظهر من فؤاده من تجليات البحت وظهورات البات وشئونات الذوات وبروزات الصفات ويكون مثل العالم العلوي ونور الكلي وسر الالٓهي والرمز الجلي والاية البهي والشجرة الكلي تلك مراتب ظهور الفعل في رتبة الانفعال فيا طوبى ثم طوبى لمن ادرك ذلك المقام ثم باهيا شراهيا لمن استقر على ذلك البساط ويرى نور الله فوق القسطاط بمثل وسطاه وان ذلك منتهى حظ العبد في رتبة التراب من عوالم ظهورات اللاهوت وشئونات الجبروت ومقامات الملكوت وعلامات الملك ودلالات ذاتيات الناسوت فاسئل الله ان يبلغني واياك الى ذلك المقام الاشرف البالغ والقسطاس الباذخ الرافع لان لو لم يصل العبد في هذه الحيوة الدنيا الى ذلك المقام واراد شاربه ان يدخل بساط قدس الجلال فلا سبيل له الا اذا شاء الله في مقامات الرجعة والبرازخ اللاتية والاحوال القيامية اذ انه منان لطيف بعباده يمن على من يشاء كما يشاء بما يشاء لا راد لامره ولا معقب لحكمه وان اليه يرجع الامر في الاخرة والاولى فاذا شهدت في ذلك البيت المجاب بحكم الماب فاستعد لما نشر اجنحة الطاوس في تلقاء عرش القدوس فان حمامة العماء الان يطير في الجو ويقول لتلك السورة تفسيرا انيقا انصعقت السموات والارض اذا عرفن لحنه وهو ان يجعل كل السورة ثناء الله لنفسه كما هو حقيقة التفسير واية التوحيد وشبح التجريد بل انها هي وهي انها بلا تشبيه في تطابق مقاماته فكما فسر سيد الشهداء [عليه السلام] سورةالتوحيد بان معنى هو هو الله وكذلك الى منتهى مقامات الاسماء السورة في ذكر الصفات والعلامات والمقامات والدلالات فكذلك يكون عند الله واهل لجة التفريد وطمطام يم التجريد تلك السورة المباركة فمعنى انا هو هو وهو مطابق بعد ما قضى ميقاته في طور نفسه بعدة الاربعين بعدة احرف هو وكذلك لو انت تريد ان تطابق جميع حروفه بمثله لتقدر بذلك فاذا تشاهد كثرة الاعداد فزد عليها عند المطابقة بما يؤيدك روح الايمان في نفسك باذن الله ولما جرى القلم بنزول تلك المجرة على فتح باب ذلك التفسير فانا ذا ارشح في ذلك المقام لمن احبك واراد ان يشرب من ذلك الماء الكوثر الحيوان وان الاعداء لو ارادوا ان يشربوا منه لما حرم الله شراب اهل الفردوس على اهل النار ليبدله الله في انفسهم عليهم بانيات الشبحية التي هي اشد عليهم واكبر لنفوسهم من نار جهنم لو كانوا يعقلون وان اردت التفسير على عالم النزول فاجعل سورة التوحيد هي الميزان في البيان واطرح احرف سورة الكوثر عليها وهو ان احرف انا هو بعد اخذ مراتب العشرة من عالم اللاهوت والجبروت والملك والملكوت وحرف الاخر هو بعينه لم يبق الا حرف انا وهو بعينه يكون حرف هو في هذا العالم وان ذلك دليل على عالم العلوي لان اولي الالباب عن اهل تلك الاسماء والصفات لا يعلم ما هنالك الا بما هيهنا ومن عرف مواقع الصفة في هذه الصورة الانزعية والشبح الالٓهية والقمص الازلية والطلعة الجلية فقد بلغ الى قرار المعرفة في سر الحقيقة وكشف السريرة واية العلانية واحكام الشريعة فاعرف ما اني عرفت واستر ما اني اكتمت فان الامر لله يفعل ما يشاء كما يشاء بما يشاء سبحانه وتعالى عما يصفون فاذا شهدت على حرف انا وحرف هو فاعرف في تلقاء لجة اسم الله انية النبوة في مقام عدة قل بعد نقص حرف التوحيد الذي هو الهاء
وعدة اللام وطمطام يم اعطيناك فان ذلك يطابق في اعداد حروف الهجائية وان ذلك لعلم جم لو تفكر فيه يخرج عيونا من ماء الكوثر لا يعلم احد عدتها الا من شاء الله وان ذلك لهو علم حكمه الحقة التي من اوتيها اوتي خيرا كثيرا ثم طابق في تلقاء لجة بحر الاحدية طمطام يم الكثرة ماء الكوثر وان احرف الـ احد هو غيب مراتب الفعل التي هي السبعة وظاهر علانيتها من دون ذكر المشية رتبة الاولى وهي الستة وان في مقام السبعة الاولى التي هي الغيب لما دار كل واحد منها الى اول مراتب المائة التي هي حروف النبوة في قل مع عدة كل واحد في السبعة مع اقترانها بالخمسة الباقية يطابق في عدة الهجائية وان حرف الف الزايد هو دليل الوحدة بعد التقاء البحرين وهو البرزخ بينهما الذي يحول بين لجة الاحدية وطمطام يم الكوثرية بان لا يدخل منها شيء فيها ولا منها شيء فيها كذلك قد اثبت الله الامر في عالم العلوي مطابق لهذا العالم ولكن لا تلجلج ببالك في ذلك المقام ما ذهبت الصوفية اجل الله في نقمتهم بان الوجود واحد وهو وجود ذات الاحد بتعين في الظهور اذا غربت شمس البطون فان ذلك كفر محض عند مذهب ال الله بل ان الاحد لا يدخل في الاعداد وهو اسم مخلوق لله وان تطابقه هو من جهة اسميته التي هي مخلوقة بمثل الكوثر والا في مقام دلالة هوية المعنى لا يقترن مع شيء ولا له نعت دونه لانه اية لله سبحانه وتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا وان الواحد هو مبدء الكثرات في عالم الاسماء والصفات فاذا تلجلجت بظهورات طمطام يم الكثرات في تلقاء بحبوحة نعت الصفات وظهور طلعة الذات فاعرف في تلقاء قوله عز ذكره الله الصمد التي يصلي العبد قوله فصل وان حرف الف الزايد في الميزان تدل بسر الاحدية في الطلعة الصمدية التي يصلي العبد لذكره فمن شرب من ماء الكوثر الذي اجريت في تلك الانهار على ارض غياهب تلك الكلمات ليقدر ان يصلي بكله لله الصمد وان ذلك لهو الامر العظيم فاذا طالعت بما اشرقت فاشهد على قوله لربك في تلقاء قوله عز ذكره لم يلد وزد عليه مائة واربعين عدة التي مائة وثمانية وعشرين منها اشارة الى ذكر الحسين لانه ظهر في مقام الرابع واثنى عشر منها اشارة الى عدة حروف لا الٓه الا الله في الرقوم المسطرات التي هي اثنا عشر لا سواها وكذلك فاعرف في تلقاء مدين عز ولم يولد قوله عز ذكره وانحر وفسر احرف المائة والتسعة والثلاثين الزايدة في قوله وانحر بعدة احرف اسم علي بن الحسين [عليه السلام] لانه حامل امر الحسين [عليه السلام] ثم زد عدة احرف اسم الله الحي ثم عدة هو فان بها يطابق ما في الميزان ثم اشهد على قوله ان تلقاء قوله عز ذكره ولم يكن وان باقي الحرف في التطابق هو ما في علم الغيب في كتاب الله وهو عدة اسم محمد رسول الله التي اثنان وتسعين وان احرف الزايد الذي يكون ثلاثة عشر عدة اشارة بظهور ال الله [عليه السلام] بعد ذكر محمد رسول الله [صلى الله عليه واله] وان في ذلك المقام اشرت برمز منمنم وطلسم صيلم تعرف به اذا تفكر فيه وسبحان الله رب العرش عما يصفون وان بمثل ذلك فاعرف في تلقاء قوله عز ذكره له قوله شانئك واحسب مع عدة له عدة اسم جعفر امام العدل بعد نقص عدة ستة عشر فانها اشارة بظهور عدة اسم الجواد وعدة حرف الباء في العطاء في عالم مشهد الاول ركن التوحيد وذر الرابع ركن الاحمر مقام التهليل وان له مقامات لا يجري القلم بذكره لما اكتسب الشيطان وجنده وان الى الله المشتكى في الاخرة والاولى وان الامر على ظاهر المعروف بين العرف لو اطلع مالك تلك الارض بما وقع عليها ليسئل من اهلها سؤالا يثبت ما شهدت بذلك الامر ثم اعرف في تلقاء مدين عز قوله [ناقص صفحة...] الى ابي جعفر الطوسي عن جماعة عن موسى التلعكبري عن ابن همام عن جميل عن القاسم بن اسماعيل عن احمد بن رياح عن ابي الفرح ابان بن محمد المعروف بالسندي نقلناه من اصله قال كان ابو عبدالله في الحج في السنة التي قدم فيها ابو عبدالله تحت الميزاب وهو يدعو وعن يمينه عبدالله بن الحسن وعن يساره حسن بن حسن وخلفه جعفر بن الحسن قال فجاؤه عباد بن كثير البصري فقال له يا ابا عبدالله قال فسكت عنه حتى قالها ثلاثا قال ثم قال له يا جعفر قال فقال له قل ما تشاء يا ابا كثير قال اني وجدت في كتاب لي علم هذه البينة رجل ينقضها حجرا حجرا قال فقال له كذب كتابك يا ابا كثير ولكن كاني والله باصفر القدمين حمش الساقين ضخم الراس على هذا الركن واشار بيده الى الركن اليماني يمنع الناس من الطواف حتى يتذعروا منه قال ثم يبعث الله له رجلا مني واشار بيده الى صدره فيقتله قتل عاد وثمود وفرعون ذي الاوتاد قال فقال له عند ذلك عبدالله ابن الحسن صدق والله ابو عبدالله عليه السلام حتى صدقوه كلهم جميعا سبحان الله رب العرش عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين