بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نزل الامر في الكتاب للذين اتبعوا امر الله بالحق فان اولئك هم الصادقون وبعد قد نزل كتابك في ارض الصاد واطلعت بخطابك فاعلم فيما سئلت من معنی يوم القيمة فان له مراتب ما لا نهاية لها بها اليها في علم الله فمنها يوم الابداع ومنها يوم الاختراع ومنها يوم الانشاء ومنها يوم الاحداث ومنها يوم الانجعال ومنها يوم الاجل ومنها يوم الكتاب فمجمل القول لكل شان يوم فاذا تطلق اليوم في عالم ظهور الازل والقدم فهو نفس اية الظهور الذي ليس له اول ولا اخر في مقام البطون لاحاطة فيض الله في البدء والختم واذا تطلق في مقام السرمد فان له بدء في مقام الوجود وما جعل الله له ختما في علمه لان الفيض لم ينقطع لمحة منه واذا تطلق في عالم الدهر فله بدء بالنسبة الی السرمد وختم بالنسبة الی نفسه واذا تطلق في عالم الزمان فهو متعين بحركة الافلاك ولكل تلك المعاني حق ذكر يوم القيمة لانه يوم القيام لرب الناس وان القيمة الصغری هو يوم قيام رسول الله (ص) بالنبوة في الرجعة وان الكبری هو اليوم الذي جمع الله فيه كل ما احاط علمه ليفصل بين الكل بالحق فيما اختلفوا وما هو بظلام للعبيد وان اليوم قد ظهر سر يوم القيمة ليفصل بين الكل بالحق وان في تلك الفتنة الدهماء الصماء العمياء المظلم الصيلم يتميز كل الناس كان اليوم حكم الله بمثل حكمه في القبل ثم من بعد سبحانه وتعالی عما يصفون وان ما سئلت من حكم امرئة التي زكت نفسها ونزلت في حكمها الكلمة التي انقادت الامور لها فكل ما فسرت بالرواية ولاحظت سر الحقيقة في الدراية فهو الحق ولكن ليس للناس اتباعها لما لم يقدروا ان يطلعو بحقيقة شانها فارجع في الاحكام الی الذي عنده الميزان فان كل الحق اليوم يرجع الی ذلك القسطاس وان الی الله يرجع الحكم في المبدء والاياب وان ما سئلت من مقام نفسك فاتبع حكم الكتاب والسنة الصحيحة من اهل الماب فان الله يحفظ العبد عن الخطا اذا لاحظ سر الخطاب في سطر الجواب وان ما سئلت عن ثبات قلوب المؤمنين ولذة افئدة المؤمنين فاياك اياك عن الغلو وذكر اسماء الله في الكتاب فانني انا عبد مملوك مرزوق لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا لا اعلم شيئا في السموات ولا في الارض الا ما شاء الله و ما امرت احدا الا بحكم القران واحكام اهل البيان ولست بان اقول عندي غيب السموات والارض او علم كائن ولا يكون ولا ان اقول حرفا دون ما نزل فيه الكتاب والنص من ائمة الفضل فاصرف الناس عن الغلو في فان الله يعلم يهلك في اثنان محب غال ومبغض قال وليس ذنبهما علي لانني انا قلت من قبل واقول الان في بين يدي الله ورسله واشهد باني عبد امنت بالله واياته لقد اكرمني الله بفضله ما شاء عن علوم اهل العصمة صلوات الله عليهم ما طلعت شمس الهوية بالهوية ثم ما غربت شمس الاحدية بالاحدية واني حدثت الناس بنعمة ربي فمن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان الله ربك لغني عن العالمين وسبحان الله رب العرش عما يصفون وسلام علی المتبعين امر الله وانهم لهم الفائزون والحمد لله رب العالمين