شرح دعای غیبت (صحیفه جعفریه)

حضرت باب
النسخة العربية الأصلية

صحيفه جعفريه - من آثار حضرت نقطه اولى - بر اساس نسخه مجموعه برنستون3، جلد14، صفحه 2 – 61

تذكر: اين نسخه كه ملاحظه ميفرمائيد عينا مطابق نسخه خطى تايپ گشته و هرگونه پيشنهاد اصلاحي در قسمت ملاحظات درباره اين اثر درج گرديده است

الصحيفة في شرح دعاء الغيبة مرتبة باربعة عشر باب

الباب الاول في خطبة الانوار

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي شهد بذاته لذاته ان لا الٓه الا هو الذي قد على بعلو نفسه على كل شيء واستتر عن علو ظهوره عن كل شيء الذي كان لم يزل كان بلا ذكر شيء والان بمثل ما كان لم يك معه ذكر شيء الٓه فرد قيوم الذي قد جعل العلم وصف عباده والقدرة شان اوليائه وهو الاول بلا علم شيء والاخر بلا ذكر شيء والظاهر بلا خلق شيء والباطن بلا حكم شيء ان قلت انه هو هو تكذبني الابداع واهلها بانه لا يعرف بغيره ولا يوصف بخلقه وان قلت انت انت تجحدني الاختراع وما يقابلها بانه لا ينعت بالمعروفية ولا يشار اليه بالغيبوبية فسبحانه تعالى قد دل ذاتيته بذاتيته ويثبت ازليته بانيته وسد عن نفسه لخلقه بنفسه وحجب بكينونيته لعباده بكينونيته من قال هو هو قد دل الهاء بالانشاء والواو بالامضاء لها وهي مدلة بالقطع الكبری والمنع العظمی وان قال هو هو ولا اعلم شانه قد اشرك بربه بعد العلم بانقطاعه عنه فاي شرك اعظم من كلمة هو واي ذنب تعدل حكم الوجود بعد المفقود فسبحانه سبحانه ما اصفه ولا اشكره وما اعرفه ولا احمده وان كان قولي بعد النفي يثبت شان النعت ولكن لا وعزة من لا سبيل له بشيء ما قصدت في النفي الا النفي ولا في الذكر الا العجز فسبحانه سبحانه ما اعظم جرئتي في تلقاء جماله وما اعظم عصياني في مقابلة جلاله فبزعمي بالقطع اقدسه عن وصف ما سواه وهذا وصف مني لجلاله وبعلمي بالمنع انزهه عن نعت ما سواه وهذا نعت مني لجماله فسبحان الله من هذا السبيل ان قلت طوبی لي اشركت وان قلت الويل لي اكفرت فلم ادر باي ذكر اعترف بعجزي وباي لسان اقر بذنبي فسبحان الله الوتر الاحد ان اغرق نفسي في بحر السناء ولو كان عنده شرك لاحب الى فؤادي من ان اسكت واغرق في بحر البعد لا وعزته وان حرقت فؤادي من سطوة شركي لعزته ولكن اخذ حظي من ثناء كبريائه ولكنت راضيا بحرقة فؤادي من جرئتي عليه لا وعظمته لأعلم لا سبيل لي اليه لا بالعجز ولا بالثناء ولا بالمنع ولا بالبهاء ولا بالقطع ولا بالسناء ولا بحرف الهاء ولا بالفرار عن الواو فسبحانه سبحانه ما ابدعني اعجوبة وما الهمتني ممنوعة مرة يجذبني الى افق العماء ومرة يهلكني بنار الاغماء فلم ادر اي شيء طلب مني ءانت اراد دمي ام اني اردتك ان اقرب نفسي اليك فتبعدني وان فررت من سطوتك فتزجرني فلم ادر باي صراط انت تقيم فادعوك ولم ادر باي لسان اجترح عليك واشكو اليك لا وعزتك لا افر من قربك وان انت تبعدني لا وحضرتك لا اخاف من قهرك وان انت تحرقني لا وقدرتك لا رجاء لي الى غيرك وان تجعلني محتاجا اليه فسبحان الله من امره فما رايت اصبر منه في نفسي ولا اعلی منه سلطان في فؤادي فان افر بمثل حالة الصبيان يجعل سكرا في فمي ثم يسكنني من بكائي ثم يجعل عقد ثدي رحمته في فمي ليرقدني لا وعزتك ما انا محجوب من فعلك ولا اشغل بتلك الشئون من نفسك فلم ادر اي شيء اردت مني فهل تريد ان تقبض روحي او ان تسر سري فانا كنت في بيتي وحدة ولم يطلع احد بشاني انت قد اخرجت بعض العباد من مساكنهم وانت قد انزلتهم علي والهمتني بعد ذلك حكم دعوتك واكرمتني حجتك فلما بلغت حكمك اخذت من قلوب المطلعين بامرك عهدك وتسليمك بحيث لا ينكرني من هذه الجماعة النازلة بي احد ثم ارفعتهم الى مساكنهم وما عاملت بي بعد ذلك قد شرفتني بالخروج الى بيتك الحرام وبلغت حكمي بايدي ملائكتك في الارض كل شطر حتى قد بلغ امري الى المشرق والمغرب وما بينهما فلما نضجت بنية العباد وعلمت كل نفس حكم الفؤاد ارجعتني من بيتك الحرام وفي مقارنة ذلك الحال قد اردت الفتنة للبلاد ومن عليها حتى قد نزل بي وبالمصطفين ادبار المعرضين واوردتني علی منتهى الذل بمحضر الظالمين والهمتني كلمة النفي بعد الاثبات ليأمن نفسي من موارد الهلكات اليس كل ذلك من فعلك يا ذا الجلال والاكرام وانك يا الٓهي ارفعتني في بدء الامر وباي شيء وضعتني ثم بعد ذلك قد نزلت كلمة الانكار في قلوب الشياطين حتى اخذوا ما كتبوا واني ما قصدت فيما كتبت الا بابية المنصوص وانها كلمة مطلقة تقيد بالخصوص فبعزتك ما مكروا في حكمي بل كنت اسرع مكرا في حقهم وان تثبتهم بمثل الاولين مما عادوني ولكن كل ما نزل بي من المصايب لم ار الا من عندك لانك تقدر على تبديلها و تصريفها على احسن ما يكون في الامضاء ولو اني صبرت بالذل لكنت اصبر مني بعد العلم والقدرة ولكن انت تعلم يا الٓهي باني ما احب مواقع الخلاف واني لاعلم صبرك في حق المقربين ولكني لا اقدر بسنتك في حقهم واني لا استحي منك ان تقدر بالاظهار من دون الخلاف فابدء بها والا فاختم ولو ان كلامي يشبه بايات المجترحين ولكنك تعلم سري بان من سكر عطاياك وخمر امتنانك اناجيك بتلك الدلالات وهي ان لم تعدل الثناء ولكن لم تخرج من حكم البداء فسبحانك احمدك بالباساء والضراء حمدا شعشعانيا متلامعا متقدسا بتقديس ازليتك ووحدانيتك واستعين بك فيما اردت في ذلك الكتاب بحولك وقوتك انك المنان الحميد واشهدك قبل اظهار ما في الكيان بما تحب وترضى انك خبير شهيد وكفى بك علي شهيدا اشهد ان لا الٓه الا الله وحده لا شريك له وان محمدا صلى الله عليه وسلم عبدك المنفرد عن الشبه ورسولك المتعالي عن المثل قد بلغ ما تجليت له من معرفتك ونصح في امتة ما الهمت له في سبيل محبتك فاجزه اللهم من عندك كما هو اهله واشهد لاوصياء محمد (ص) حبيبك ما اردت في حقهم ومددت عليهم بفضل نفسك في كل شان وعددت عليهم حروف توحيدك انك انت العزيز الحكيم واشهد لشيعتهم ما قد احاط علمك في الابداع وسرك في الاختراع ولكل حق بالصواب ولكل باطل في الانكار وكفى بك شاهدا وخبيرا فيا ايها الناظر الى ذلك الكتاب فاياك اياك اذا ناد الطيور بالالحان والنفوس بالاعيان والعقول بالاكوان والافئدة بالتبيان ان تنظر الى ماهيتك وعليك عليك ان تنظر الى الفؤاد وحكمه فانا لله وانا الى ربنا لمنقلبون فلمثل ذلك فليعمل العاملون

الباب الثاني

في وصية الالٓهية

فيا ايها الشاهد الى تلك الورقاء اقبل وصيتي ثم امش على الصراط ولا تخف فان الله يحرسك من الشك والوسوسة التي هي رمي الشيطان واتكل على الله وقل حسبي الله ولا حول ولا قوة الا بالله وعليه فليتوكل المؤمنون فيا ايها الانسان اذا ورد عليك امر في الدين دق بصرك وصف نظرك الا تلبس الباطل عليك بالحق فان الامر امران حق وباطل فان اتبعت الحق فانك عبدت الله وان اتبعت الباطل فانك عبدت الشيطان وان الحق لو خلص وانكشف لم يرده احد وان الباطل لو خلص ولم يمزجه حق لن يتبع احد وان الله هو الحق والذين يدعون من دونه اوليائهم الطاغوت وان اثار الحق بمثل وجود الله ظاهر ولا شك فيه ولو لم يكن امر من الله لم يك ظاهرا بمثل نور الله الذي اضاء كل شيء اتق الله ان لا تتبع هواك فان امر الله لا خفاء له ودين الله لا ستر عليه وان كلمة الحق اظهر من الشمس في وسط الزوال انظر الى الذي يدعوك الى الله ان كان في يديه حجة من مولاه بحيث لا يقدر ان ياتي بمثله احد فذاك حق لا شك فيه اتبعه ولا تقل لم وبم فانك قبل ان تقر له بحجة حجة لو تسمع كل الحق منه تكذبه بوهم الشيطان هذا ربما ان تكون من علوم السجين لانك لم ترى الواقع تسمع كلمات الحق بمثل الباطل وقبل ان تسكن فؤادك بحجية حجته لا مفر لك الا بان تكذبه بان ما اجابك مما تسئله من صور السجين وان تقر حجته لا مفر لك الا ان تتبعه ولو كان يقول بالليل نهار وبالسم سكر وبالكذب صدق وبالعلم جهل ومن هذا السبيل الدقيق قد خرجوا كل الطاغين من ولاية الحق الا هنالك الولاية لله الحق ولو ان اهل الخوارج قد صدقوا بولاية علي (ع) وحجية ما في يديه لم يخرجوا يوم المصحف بقوله الحق انا كلام الله الناطق وكذلك حكم ما كذبوا من فئة الشيخية الذين هاجروا الي لو صدقوا حجية الحجة لم يكذبوا ابدا وان الان لا مفر لهم بان يقروا لانفسهم عبادة الشيطان لان ان كان تصديقهم وخروجهم حقا عبدوا الله وبعد ذلك لما كفروا عبدوا الشيطان وان كانوا يقولون لا نميز اولا بين الداعي بانه من الله او من الشيطان فان لم يميز اولا بين دعوة الرحمن ودعوة الشيطان كيف يميز اخر او من لم يوقن بان الداعي هو الحق من عند الله فكيف يخرج من بيته وكتب الي كتاب التصديق لان الفحص من الشك والشك ليس من الحق ففي كل الدلايل لا مفر للمكذبين الا ان يقروا بعبادة الشيطان في تصديقهم او في تكذيبهم ومن يعبد الشيطان لا خير له وليس له عند نفسه دليل يطمئن به وله خزي في الحيوة الدنيا وفي الاخرة عذاب عظيم فيا ايها الناظر اتق الله الا تبطل الحجة فان بعدها لا دليل لك في التصديق وكل العلماء يدعون الحق والكل يدعون علم القران والسنة وليس لك دليل بعد جحد الحجة للتصديق ابدا لان الاختلاف في هذه الفئة وكل المذاهب باقية ولا يثبت الحق عند احد الا من كان في يديه حجة حق التي عجز الكل عن مثلها والا بالمسائل والدلائل من القران والاحاديث لا يثبت حق الواضح وكفى بما القيت لك في ذلك الوصية ولمن اتبع واهتدى الى الله سبيلا ولقد طالعت سنا برق جعفر العلوي وشاهدت بواطن اياتها وانه ما عرف الا نفسه وما وصف الا شئون عبوديته وكل ما قال في حق ال الله في تفسير الدعاء المشرقة عن ناحية المقدسة لم يك فيهم ولا يليق عند الله بشانهم لانه ما قرء الا حروف عبوديته وما وصف ال الله الا بما تجلى اخرهم في كنه ربوبيته ولا يعرف ال الله احد ولا يقدر بوصفهم عبد اذ ما سواهم من فاضل ذكرهم ليذكرون ويوجدون وانه سلام الله عليه بعد ما بلغ ما بلغ الا الى معرفة نفسه قد رق الارقاء من الاحباب وخرقة الاحجاب من اولي الالباب واستعلى على اهل الكتاب بفصل الخطاب فجزاه الله كما هو اهله وشاء لاهل الماب ولكن اطالب منه مما اطلع من ايات احمد الاحسائي قدس الله تربته كلمة العفو والرحمة لعل الله يغفر لي ولهما برحمته انه لا الٓه الا هو ذو فضل عظيم وتعالى الله عما يصفون والحمد لله رب العالمين

الباب الثالث

في مقدمة عز ربانية

ولقد اردت في هذه المقدمة ذكر اصول المعارف وهي تدور بالله وبرضائه وبسخطه والسبيل الى الله بالعلم بازليته مسدود وانه كما هو لا يعرفه الا هو ولذا قد ورد في الحديث ان كل ذنب يرتكبه المؤمن لعل الله يغفر له الا السؤال عن الخلق فلا يغفر له ابدا لان الله تعالى قد اشرك المؤمن مع نفسه في قوله العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وهذا السؤال هي السؤال عن معرفة كنهه لان السؤال في الحقيقة لا يقع الا على الخلق وبكلها ممنوع ومقطوع وما اجد ذنبا مثل السؤال لاهل البيان وليس مراد الله سؤال الدلالات ولا النفحات ولا العلامات لانها لم يتوجه اليها اهل الجلال ولا السؤال من النعماء المحدودة واللانهايات لانها شان اهل البعد ولا يلتفت اليه اهل القرب فكيف يجري على الله سبحانه وتعالى عما يصفون فيا ايها الناظر اتق الله من السؤال في المسائل عن الخلق فان عليا (ع) قال من ارتكب ذنبا فكانما ارتكب كل الذنوب فنعم ما قال الشاعر وما عين سوی عين فنور عينه ظلمه ومن يغفل عن هذا يجد في نفسه غمه ومن عرف الاشارة بلغ مواقع الهداية ومن سكت عن السؤال في الدلالة وصل بواطن الحكاية فاتبع ما القيت اليك فان ذلك من اكسير الاحمر ويبلغ العبد الى الغنی الاكبر ولا تحرم نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تحزن من حكم الحديث فان التائب عن ذنبه كمن لا ذنب له وان الله لغني عن العالمين فاذا ايقنت بان الطريق مردود الى معرفة الذات صفي حبلك برضاه واجتهد في معرفة رضاه وسخطه وباشر اوامره واعرض عن نواهيه واعلم بان نقطة الرضا حبك نفسك من حيث هو هو الذي اية ربك فيك وما عليها تدور كل الاسماء والصفات والفرائض والسنن واذا بلغت الى ذلك المقام تجد كل الوصف لنفسك وتعرف سر الحديث ان المؤمن لا يوصف ومن رشحات هذا البحر قد ترشح باذن الله ذكر الحقيقة في الكتاب كاني بالمنافقين يقولون كما قال (ع) في اخر خطبة التطنجية نص علي (ع) علی نفسه بالربانية فاشهدوا شهادة اسئلكم بها عند الحاجة اليها ان عليا نور مخلوق وعبد مرزوق ومن قال غير هذا فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين وما انا الا عبده قد شرفني الله باسمه وما انا من المشركين واذا وصل احد بذلك المقام يعلم كل شيء ويغنی عن السؤال الا عن الله لاجل البيان وقد اخذ نصيبه من الكتاب وكان من العارفين فاذا عرفت حكم هذه النقطة تعرف حكم ضدها والبرائة منها وما يترتب عليها كاني على الاعراف اری النقطتين وحكمها ولو اظهر شانا منها ليضلوا الناس وليقولوا في حقي ما لا يعلمون ومن عدم معرفة هذه النقطة قد ضلوا بعضا من حكماء الفلاسفة حيث قد زعموا بان الله تعالى هو علة الاشياء وهو علة العلل واعتقدوا بالمعلومات الكامنة في الذات لاثبات علمه تعالى فاعوذ بالله من شركهم انا بريء من عملهم فاسئل الله ربي وربهم ان يغفر لهم ما يحصي كتابه انه غني حميد فيا ليت ان الصدرائيون ما بلغوا الى مقام الاستدلال في المعرفة فضلوا واضلوا الناس واتبعوهم العلماء من حيث لا يعلمون فاسئل الله ان يغفر لهم بفضله انه لا الٓه الا هو ذو فضل قديم والحمد لله رب العالمين

الباب الرابع

في ذكر دعاء المروية في ايام الغيبة

فانا ذا اريد شرح الدعاء التي قد امر الصادق (ع) بقرائتها في ايام الغيبة وهي باصلها بما نقل محمد ابن يعقوب الكليني رحمه الله في الكافي هذه علي بن ابراهيم عن الحسن ابن موسى الخشاب عن عبد ابن موسى عن عبدالله بن بكير عن زرارة قال سمعت ابا عبدالله (ع) يقول ان للغلام غيبة قبل ان يقوم قال قلت ولم يخاف واومى بيده الى بطنه ثم قال يا زرارة وهو المنتظر وهو الذي يشك في ولادته منهم من يقول مات ابوه بلا خلف ومنهم من يقول حمل ومنهم من يقول انه ولد قبل موت ابيه بسنتين وهو المنتظر غير أن الله عز وجل يحب ان يمتحن بشيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة اذا ادركت بذلك الزمان فادع بهذا الدعاء اللهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك اللهم عرفني رسولك فانك ان لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فانك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ثم قال يا زرارة لا بد من قتل غلام بالمدينة قلت جعلت فداك اليس يقتله جيش السفياني قال لا ولكن يقتله جيش ال بني فلان يجيء حتى يدخل المدينة فياخذ الغلام ويقتله فاذا قتله بغيا وعدوانا وظلما لا يمهلون فعند ذلك توقع الفرج ان شاء الله فرحم الله عبدا اطاع امامه وعرف مقامه ولا يهلك نفسه بالادبار عن معرفته فان الدين كله معرفة العبد نفسه وما جعل الله فيه من اياته ومن احتجب بشيء من اثارها فحين الاحتجاب هو في النار وان الاية هذه تحكم عليه وان جهنم لمحيطة بالكافرين فيا ايها الناظر الى اثار الجلال فايقن اولا ان الله سبحانه لم يخلق شيئا الا وقد تم عليه كل ما يقدر به من قدرته ولولا الامر كذلك ما كان الله صنع الله تاما ولا يليق ان ينسبه الى نفسه فاذا عرفت هذا الامر وشاهدت سره بحقيقتك تعرف بان الشيء لم يك محتاجا بشيء في بدء وجوده ليدعو الله ربه لاجل بل خلقه الله كما ما يليق بجلاله فاذا اعرض عن مقامه بقسم كذب انيته يحتاج بكل شيء وفي هذا المقام فرض الله عليه لخلاصة حكم الدعاء ونزل في كتابه ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين وحرم عليه في ذلك الشان السؤال عن غيره لانه لا يسد فاقته ولزم عليه التسلسل ولا تنقطع حاجته وينزل حكمه في كتابه ويدعون الله من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم فاياك اياك يا ايها السائل لا تسئل الا من ربك واقرء هذ الحديث في كل شان على نفسك ان كل ذنب يرتكبه المؤمن لعل الله يغفر له الا السؤال عن الخلق فلا يغفر له ابدا لان الله تعالی قد اشرك المؤمن مع نفسه في قوله العزة لله ولرسوله وللمؤمنين فكيف لا وان المؤمن اعز من ان يوصف واجل من ان يسئلن ولا يليق بشانه الذل والابتهال بل هو العزيز بعزة الله لم يزل ولا يزال فاي ذنب له اعظم منه واي خطأ له اكبر من ذلك فمن نظر الی سر المال فيضمحل وجوده عند السؤال لان الله هو الحي العالم القادر لم يزل كان مقتدرا على عرش العطاء ويرى عباده ما يفعلون بين يديه فسبحان الله العلي العظيم من عظمة امر السؤال ان العباد مع فقرهم وعجزهم لو يسئل مملوك احد احدا من دون مولاه اذا اطلع ليعز على نفسه وكان عارا له في مقابلة ابناء جنسه فكيف لم يعز على الله سبحانه مع قدرته وغنائه وعظمته وعطائه الله اكبر الله اكبر فاعوذ بالله من سخطه وسبحان الله عما يشركون ولو اطلع احد بسر ما اشاهد في ذلك المقام ليصعقن من عظمته ويقول لو انزلنا هذا القران على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون فاذا عرفت حرمة السؤال في تلقاء الجلال فاعلم ان للداعي فرض اولا معرفة ربه ثم صفاته ثم اسمائه ثم نفسه ثم مطلبه ثم ما به وعليه فاذا عرفت هذه المقامات انك مخلص في الدعاء وعلى الله حتم اجابتك اذ انه لا يخلف الميعاد واذا اردت ان اذكر هذه الشئون بحقيقتها بما تجلی الله لي في اماكنها لنفد ابحر الامكان والاكوان قبل ان يظهر حرف منها وان الله سبحانه لا يكلفني الا دون وسعي مع ما انا ذا في ابحر الحزن وعشر المحرم فارشح في ذلك الباب بما شاء ان يطفح مني ليكون باقية كافية مني الى يوم المعاد ويذكرني كل من ورد ارض الفؤاد فاستعين بالله من قلم الايجاد وكان الله ربي لا يخلف الميعاد

الباب الخامس

في مشرق صبح الازل

قال الله تعالی فلما اتيها نودي من شاطئ الواد الايمن في البقعة المباركة من الشجرة ان يا موسى اني انا الله رب العالمين ثم ادب الله لمن اراده قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فانا ذا مؤمن بما نزل في كتابه واقول اشهد ان لا الٓه الا الله واليه المصير واعرف يا ايها الشاهد ان الذات لا يعرفه غيره ولا يرفع اليه اسم ولا اشارة وانه ذات صرف وحق بحت وما سواه خلق لا بينهما ربط ولا دونهما شيء وهو الظاهر بنفسه ولا يعرف بالظهور وهو الباطن بذاته ولا يعرف بالبطون وهو الازل الاول لا يوصف بالاولية وهو القديم الاخر لا ينعت بالاخرية وهو الذات وعين الكافور وهو الذات ونفس الظهور لم يزل كان بلا علم ما كان وما يكون ولم يزل هو كائن بلا حكم وجود ولا بطون فمن اراد معرفته لا يوصل بوصله لانه لا يوجده غيره ولا يفقده ذاته ومن قال في نفسي تجلی عز من نفسه فقد كذب على نفسه لانه لا يقابل بخلقه ولا يقارن بعباده وهو كنز مخفي لم يزل كان خفائه عين ظهوره وظهوره عين خفاؤه فمن وحده فقد جهله لانه لا يوحده غيره ومن قال هو هو فقد اتخذ من ملكه شريكا ومن قال اين هو فقد اتخذ من نفسه قرينا سبحانه لم يزل كان ولم يك معه شيء والان كان الله بمثل ما كان لم يذكره شيء ولا يعرفه شيء من وصفه بعلم فقد اقترنه بوصف ومن اقترنه بوصف فقد اخرج من سلطان وحدته ومن قال هو هو او حرف لا يرجع تشبيهه الى نفسه وينزل ادباره الى ذاته فسبحانه سبحانه كل وصف يلزمها حكم النفي وكل بطون يقترنها ذكر الظهور وكل اثبات اقترنها حكم الغيوب لا وعزة ذاته وصف كل خلق افك ونعت كل موجود كذب وكل ما وصفه الواصفون او تعرفه افئدة الموحدون ايات خلقه ومقامات ملكه التي قد ابدعتها الابداع بلا ابداع مثلها وهي لا تخبر الا عن نفسه ولا يدل الا عن ذاته سبحانه سبحانه رجعت الصفات والاسماء الى مقام خلقه ودلت هوية البحتة في كل شيء الى مقام عباده كلت الكاف عن الثناء والنون عن البهاء ولا يمكن في الامكان الا معرفة الخلق وكل حق يرجع الى مقام الخلق فسبحانه كيف ابدع الخلق بعجائب اثار ربوبيته حيث لا يدل الا على حقيقته ولا يوصف الا على ذاتيته فمن وجده فقده ومن فقده وجده وكل فقدان تجليها فقدان ولا نفاد لامر الله ومن اجل ذا ينعرن اهل المحبة ويصعقن اهل الولاية فسبحانك سبحانك متی وجدتك كلما اردتك تمنعني بطلعة فقدان وفاران وجدان ثم بجمال فقدان وجلال وجدان انا لله وانا اليه راجعون قال (ع) حين سئل عن شيء من التوحيد ان اول الديانة معرفته وكمال معرفته توحيده وكمال توحيده نفي الصفات عنه بشهادة كل صفة انها غير الموصوف وشهادة الموصوف انه غير الصفة وشهادتهما جميعا بجمعه بالتثنية الممتنع منه الازل فمن وصف الله فقد حده ومن حده فقد عده ومن عده فقد ابطل ازله ومن قال كيف فقد استوصفه ومن قال فيما فقد ضمنه ومن قال على ما فقد جهله ومن قال اين فقد اخلی منه ومن قال ما هو فقد نعته انظر الى حكم هذا الحديث ثم استقر في ظله فان البحر عميق عميق والحكم انيق انيق ولا يخرج احد من حد التشبيه والتعطيل الا ما شاء ربك فمن استقر على تلك البساط يليق ان يقول كما قال علي (ع) في خطبة التطنجية رايت الله والفردوس راي العين وانه ما قصد الا رؤية ذاته الذي تجلی له به فكيف لا وان السبيل الى الله مسدود والطريق اليه مردود وكل شيء وصف نفسه ويجعل وصفه نعت ربه من حيث لا يعلم وكيف لا بعد ما لا اعتقد نورا الا نوره ولا ذكرا الا ذكره ولا حكما الا حكمه اتق الله يا ايها الداعي فان الصراط دقيق دقيق ولا تعبد الا الله وحده ولا تسئل [الا] عن الله وحده فان المعروف اياته والموصوف علاماته وكل يدعونه ويعبدونه باختلاف مراتبهم واياتهم فمن اخلص فؤاده عن التشبيه لله وحده فقد عبده ومن دعاه بنفسه لنفسه من دون ذكر نفسه وامره اجاب الله له في الحين وذلك مخصوص لاهل الفردوس ومن دعاه من غير هذا الوجه لا يليق له الاجابة فان الله قال ادعوني استجب لكم وان الذين يدعونه بذكر انفسهم ومطالبهم يدخلون في حكم النصاری اذ انهم يقولون ثالث ثلاثة وما من الٓه الا هو سبحانه وتعالی عما يشركون واعرف بان الله سبحانه لما كان عادته الاحسان وشانه البيان لم يتجل لاحد بذاته لما افتقر بعد العلم به بظهور ذاته في كل آن بتجليه له به في كون وجوده ففي كل آن يحصي علم الكتاب ينزل عليك كلمة الست بربكم وانت تقول بلی وكذلك الحكم في ظهوراته التي هي بعينها كانت كلمة الست بربكم ابشر بوجهك تلقاء الجلال واسكن بفؤادك على عرش العطاء وادخل بيت العز بغير حكم اشارة ولا ثناء وارفع قناع عروس المجد عن راسه ثم اقرء هذه الخطبة بسرك وهي تجليات ربك في كل ان بغير حكم ولا كيف ولا تصغر نفسك وعظم اية ربك كما وصفها الامام علي ابن موسى (ع) في كلامه فقال لما صعد المنبر بعد الحمد والثناء لله والصلاة والسلام لنبيه اول عبادة الله معرفته واصل معرفة الله توحيده ونظام توحيد الله نفي الصفات عنه بشهادة العقول ان كل صفة وموصوف مخلوق وشهادة كل مخلوق ان له خالقا ليس له بصفة ولا موصوف وشهادة كل صفة وموصوف بالاقتران وشهادة الاقتران بالحدث وشهادة الحدث بالامتناع من الازل الممتنع من الحدث فليس الله تعالى عرف من عرف بالتشبيه ذاته ولا اياه وحد من اكتنههه ولا حقيقة اصاب من مثله ولا به صدق من نهاه ولا صمد صمده من اشار اليه ولا اياه عنى من شبهه ولا له تذلل من بعضه ولا اياه اراد من توهمه كل معروف بنفسه مصنوع وكل قائم في سواه معلول بصنع الله يستدل عليه وبالعقول يعقد معرفته وبالفطرة تثبت جحتة خلق الله الخلق حجاب بينه وبينهم ومباينته اياهم ومفارقته انيتهم وابتداؤه اياهم دليلهم علی ان لا ابتداء له بعجز كل مبتدء عن ابتداء غيره وادائته اياهم دليلهم على ان لا اداة فيه بشهادة الادوات بفاقة المادين فاسماؤه تعبير وافعاله تفهيم وذاته حقيقة وكنهه تفريق بينه وبين خلقه وغيوره تحديد لما سواه فقد جهل الله من استوصفه وقد تعداه من اشتمله وقد اخطاه من اكتنهه ومن قال كيف فقد شبهه ومن قال لم فقد علله ومن قال متی فقد وقته ومن قال فيم فقد ضمنه ومن قال الى م فقد نهاه ومن قال حتى م فقد غياه ومن غياه فقد جزاه ومن جزاه فقد وصفه ومن وصفه فقد الحد فيه لا يتغير الله بانغيار الخلق كما لا يتحدد بتحديد المحدود احد لا بتاويل عدد ظاهر لا بتاويل المباشرة متجلي لا باستهلال رؤية باطن لا بمزايلة مباين لا بمسافة قريب لا بمداناة لطيف لا بتجسم موجود لا بعد عدم فاعل لا باضطرار مقدر لا بحول فكرة مدبر لا بحركة مريد لا بهمامة شاء لا بهمة مدرك لا بمحبة سميع لا بالة بصير لا باداة لا تصحبه الاوقات ولا تضمنه الاماكن ولا تاخذه السناة ولا تحده الصفات ولا تقيده الادوات سبق الاوقات كونه والعدم وجوده والابتداء ازله بتشعيرة المشاعر عرف ان لا مشعر له بتجهيره الجواهر عرف ان لا جوهر له وبمضادته بين الاشياء عرف ان لا ضد له وبمقارنة بين الامور عرف ان لا قرين له ضاد النور بالظلمة والجلاية بالبهم والجسو بالبلل واليابس باللبل والفرد بالحرور مؤلف بين متعادياتها متفرق بين متدانياتها دالة بتفريقها على مفرقها وبتاليفها على مؤلفها ذلك قوله تعالی ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ففرق بها وبين قبل وبعد ليعلم ان لا قبل له ولا بعد شاهدة بغرايزها علی ان لا غريزة لمعرزها دالة بتفاوتها ان لا تفاوت لمفاوتها مخبرة بتوقيتها ان لا وقت لموقتها حجب بعضها من بعض ليعلم ان لا حجاب بينه وبينها غيرها له معنی الربوبية اذ لا مربوب وحقيقة الالٓهية اذ لا مالوه ومعنی العالم ولا معلوم ومعنی الخالق ولا مخلوق وتاويل السمع ولا مسموع ليس من خلق استحق لمعنی الخالق ولا باحداثه البرايا استفاد معنی البراية كيف ولا يعيبه ند ولا يدنيه قد ولا يحجبه لعل ولا يوقته متی ولا يشتمله حين ولا يقاربه مع انما تحد الادوات انفسها وتشير الالات الى نظائرها وفي الاشياء يوجد فعالها منعتها منذ المقدمة وحمتها قد الازلية وجنبتها لولا التكملة افترقت فدلت على مفرقها وتباينت فاعربت عن مباينها لها تجلى صانعها للعقول وبها احتجب عن الرؤية واليها تحاكم الاوهام وفيها اثبت غيره ومنها انبسط الدليل وبها عرفها الاقرار وبالعقول يعتقد التصديق بالله وبالاقرار يكمل الايمان به ولا ديانة الا بعد معرفة ولا معرفة الا بالاخلاص ولا اخلاص مع التشبيه ولا نفي مع اثبات الصفات لتنبيه لا تجري عليها الحركة والسكون وكيف تجري عليه ما هو اجراه او يعود اليه ما هو ابتداه اذا لتفاوته ذاته ولتجزئ كنهه ولا يمتنع من الازل معناه ولما كان للبارئ معنی غير المبروء ولو حد له وراء اذا حد له امام ولو التمس له التمام اذا لزمه النقصان كيف يستحق الازل من لا يمتنع من الحدث وكيف ينشئ الاشياء من لا يمتنع من الانشاء واذا لقامت فيه اية المصنوع ولتحول دليلا بعد ما كان مدلولا عليه ليس في محال القول حجة ولا في المسئلة عنه جواب ولا في معناه لله تعظيم ولا في ابانته عنه صنيم الا بامتناع الازلي ان يثنى ولا بدء له ان يبدء لا الٓه الا الله العلي العظيم كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا وخسروا خسرانا مبينا وصلی الله علی محمد واهل بيته الطاهرين

الباب السادس

في معرفة سر القدم

قال الله تعالی الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكوة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كانها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم ثم ادب الله لمن اراد معرفة ذلك النور بقوله ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما فانا ذا مؤمن بما نزل في كتابه واقول اشهد ان محمدا عبده ورسوله وما هو الا اول العابدين فيا ايها الشاهد اعرف ان ذلك النور هو اول ذاكر في الابداع بنفسه لنفسه وكل ما سواه معدوم عند مقامه حيث اشار (ع) في كلامه خلق الله الاشياء بالمشية والمشية بنفسها وهو اول ذكر في الامكان واول فعل في الاعيان واول عين في البيان ولذا فليقولون بعض الحكماء عند البيان وجود مطلق وازل ظاهر وتجلي بحت وابداع صرف وهو مقام النبوة المطلقة التي كل الولاية قد خلقت من نورها لا اسم له اذا جلی ولا رسم له اذا تجلی وهو العالم بنفسه والعارف لذاته والكاف المستدير حول جماله كذلك خلقه الله لنفسه وجعله مقام ولايته واية ربوبيته وملكه سلطنته اذ كان الله سبحانه لم يزل لم يقترن بجعل الاشياء ولا يوصف جماله في الابداع بل قد خلق محمد (ص) بنفسه لنفسه وجعله مقام حكمه لعزه واختصه في الاداء مقام فعله وجعله مهيمنا على ما دق وجل لكبريائه فسبحانه ما اعجب حكمه في كينونيته وما الطف سره في ذاتيته فمن ادعی معرفة محمد (ص) فقد ادعی مقامه لانه على ما هو عليه لا يعرف بغيره ولا يشبه له في علمه وانه المنفرد من ابناء الجنس والمتعالي عن اشباه الخلق والمقدس عن مثال العدل فصلی الله عليه بفضل نفسه واثنی عليه بعلو كبريائه فمن ادعى محبته فقد فقده لانه بما هو عليه لا يقدر ان يساويه شيء وانه الحبيب وانه المحبوب وانه الشهيد وانه المشهود فمن شهد لنبوته فقد اتخذ له شبها لانه بما هو عليه لم يشهد عليه سواه وان للداعي الى الله فرض ان يعرف محمدا صلى الله عليه وآله بما تجلی له به لانه هو المجيب لعباد الله باذنه وانه قطب الصفات في عالم اللانهايات وبه عرف ظهور الله وجماله وهوية الله وجلاله بل هو هو ازل الظاهر في العباد والرمز المستتر في الفؤاد لا يعرفه كما هو الا الله وسبحان الله عما يصفون ولقد رايت في ليلة ذلك اليوم ثاني عشر المحرم في عالم الرؤيا ايات لطيفة وهي كان الساعة يوم التحويل قد نزل بي كتب متعددة بقطع العربية فلما فتحت احدی منها وجدت تربة طين قبر الحسين (ع) فيها في قرطاس فلما كشفتها رايت ورقة مباركة بخط شكسته حسنى على مداد الحمراء وفي اخرها صورة مهر يضيء كالنجم منقوش افوض امري الى الله واسم مهدي سلام الله عليه كانه فيه فقد كنت مسرورا بشان احدث نفسي اني نائم او يقظان ومن سرورها وعظم الورقة في نفسي ما التفت الى كتب اخرى واقرء اياتها وهي كانت عجمية فارسية التي قد صدرت في تصديق شاني واني في المنام احفظها لئلا ينمحي عن بالي فلما قمت عن مقامي رايت نفسي ناسيا من اياتها كلها الا اربعة كلمات من سطر الاول اولها كانت تالي كلمة اخری وهي كلمة مسعود وثلاثة منظما بالفارسية هذه تجارتي اذ حجر حديد والله سبحانه يعلم ما اراد (ع) في كلامه وانه هو خير المعبرين ولو اني اردت ان افسر حرفا منها تفنی ابحر الكلمات قبل ان يفنی معناه ولكن اشير ببعض الظاهر من بواطنه الميم مجده والسين جبل السيناء الذي قد تجلی عليه السلام بمجده لي عليه ولذا اول ظهوره في نفسي قد صار حرف العين وان اولي الالباب لا يعلم ما هنالك الا بما هيهنا وهو تمام احرف الفعل كن ثم اشار عليه السلام بحرف الواو لولايته في هذا المقام هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا ثم اشار بحرف الدال في حكم دلالة هذه الولاية بانها لا تدل الا على العين الذي هي تكون تمام احرف كن وانه بعد اندكاك جبل سين السيناء وحكم قوابله الذي هي عدد الثلاثين لم يدل الا علی ميم المجد الذي هو عين التجلي وانه هو حرف الشيعة في كلمة بسم بعد ظهور الف الغيبية بعد الباء فله المجد والثناء بما اكرمني من اسمائه كاني اری انه (ع) قد اراد في هذا الاسم ذكر مقامات التوحيد واثباته لعبده فمن الميم يثبت اية مقام النقطة في الفؤاد ثم من السين اية مقام الالف في سر الايجاد ثم من العين مقام الحروف في مقام الاشهاد ثم من الواو اية مقام الكلمة في ارض المداد ثم من الدال اية مقام الدلالات في عالم اللانهايات من قلم الايجاد فتعالی مجده وعظم نعمته وكثر عطيته فقد يعدل ذلك الاسم بعد ما يحتاج في مقام الاعراض عند التقابل بعد الكسر والازدياد حرف اسم الاعظم كهيعص ثم باحرف حم عسق لان بعد عدده وحرف الواو ظهر عدد اسم محمد واذا رفعته بعد نزوله يظهر حكم المحمود والموجود والمفقود والمقصود ويثبت به حكم اوايل سور القران مما نزل في كتابه فيا ليت يطلب مني احد باذني في تفسير ذلك الاسم حكم القران كله فوالذي نفسي بيده لاثبت كل علم القران بحرف اخره قبل ان اخذ حرفه من اوله لان في دلالة كل الدلالات شهادة وكل العلامات باقية وكل الايات لامعة وكل الصفات جامعة لان حرف الدال عرش الارداة وبركنها الاولى يثبت التوحيد واحكامه وبالثانية حكم النبوة وشئونها وبالثالث حكم الولاية واثارها وبالرابع حكم المعاد وكيفياته وكان امر الله من ورائها محيط بل هو قران مجيد في لوح محفوظ ولقد اراد روحي فداه من كلمة تجارتي كل ما وقع عليه اسم ربح من نقطة الجلال الى عالم المثال ونسب امري الی نفسه لمقابلة جماله وتمامية مراته ثم نسب تلك التجارة من حجر التي وقعت في المسجد الحرام في عالم الاجساد لمقامه تلقاء عالم في مسجد الاحدية ثم اثبتها بالحديدة المحماة بالنار لان في المعادن لم يوجد اصقل واشد حفظا عن النفوذ من الحديد ولذا قد امر ذو القرنين بزبر الحديد لما اراد بالسد الحائل بين العالمين ولقد اشار روحي فداه في بواطن هذه الكلمات مقامات عظيمة التي لا ينبغي اظهارها خوفا من فرعون وملائه وحفظا لموسى والحواريين من شيعته وكفى بما ذكرت لما استبصر واهتدی سبيلا واعلم بان في معرفة سر القدم فرض عليك معرفة انية ذلك الرتبة لان ما سوى الله لم يوجد باذنه الا بوجود وماهية ويتعلق الجعل بالاول بالاصالة وبالثاني بالعرضية ولا تتبع قول الحكماء بان الله ما جعل المشمش مشمشا بل اوجده فان هذا كفر صراح بل جعل الله مشمشا بما اختار لنفسه في مقابلة نداء ربه حيث قد نزل الله هذا الحكم في كتابه الحمد لله الذي جعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون لان عدم الموجودات الی شان الاحداث ليس من معنی الامكان الذي هو العدم بل من معنی شان الله واحداثه للعدم لان معنی العدم الذي هو نفس الامكان هو ان لا يملك الامكان من جهة نفسه لا الوجود ولا العدم بل قد خلق الامكان من عدم البحت لان لو لم يكن من عدم البحت لا بد ان يكون من شيء كلا هو الله سبحانه قد ابدع الامكان لا من شيء بنفسها لنفسها والمراد بعدم البحت قبل ذكر الشيء في الامكان ولو ان القبل يقع بعده لان عدم الصرف لا يقال له شيء وان قول الامام (ع) ان النفي شيء هو نفي الامر بعد الاثبات مثل قولي بالعدم قبل ذكر الشيء وفي هذه المسئلة قد ذهب الشيخ رحمة الله عليه الى مقام والسيد رحمه الله الى مقام والسيد المعاصر قدس الله مقامه الی مقام في طرفي القدر الى مقام وانا ما اخترت الا الواقع وهي خط الاستواء بين الامرين ولكل نصيب من الكتاب وما لي ما اری الهدهد في الانام بين اصحابي ولا طاووس الزكاوة في الايام بين احبائي ولله الحمد بما الهمني حق الصواب في كلمة الخطاب وارجو الله من فضله ان يعفو عني ومن اجل محبته لان اقدامهم في مستسرات الاختيار الاشياء وان الحق كلمة واحدة والاختلاف جهة كثرة وان الله ما احب ولا اشاء الا كلمة واحدة في فصل الخطاب ولو شاء الله الحق في الاختلاف ليخرج الامر من كلمة الثواب والنظر الى نقطة الماب ولكن الله ما نزل الحق الا في وحدة خالصة ولو كان من عند غير الله نزل لوجدوا فيه اختلافا ولكن الله هو القديم وحده وكل اثر لا بد ان يشابه صفة مؤثره وان الشيء لو يمكن فيه جهة كثرة حقة لا يمكن جهة حقية الاحدية فسبحان الله وما انا من المتكلفين فاذا علمت حكم طرفي الامر في مستسرات الاختيار فكذلك كان حكم الله في كل جزئي وكلي مما احاط علمه ويحصي كتابه ولكل نفس فرض ان يعرف اولا رتبة وجوده ثم ماهية نفسه لم يقدر ان يعرف وجوده لان في كنه وجوده كلما يترقی يكون ظلمة سوداء اذا غفل عنها تهلكه فرحم الله امرء عرف عدوه ولا ينام من غروره عن شره فان المؤمن طائف باذن الله حول وجوده والكافر يطوف بسخط الله حول شيطانه فيا طوبی لعبد امن بيده شيطانه واستقر في لجة الاحدية مطمئنا بغير ضر اعدائه ولكن اكثر الناس يطوفون حول عدوهم من حيث لا يعلمون كما اشار الله سبحانه في كتابه اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين ولما كان اليوم رابع عاشورا ارشح لمن ورد علي تلك الايات رشحا من ابحر مصيبة الحسين (ع) لعل الناس يوما يذكروني بذكره بعد ما انا غني في كل شان عن ذكرهم وكيف لا وان الله ربي حي غني ولا ينبغي بعد العلم بوجوده وقدرته ذكر الفقر فسبحان الله وما انا من المشركين وها انا ذا اذكر بعضا من حكمه فلما علم عليه السلام في المدينة بكتاب الذي ارسل يزيد لعنة الله عليه الى العتبة حيث امره بقتله اراد (ع) حرم الله وجاء تلقاء مرقد رسول الله صلى الله عليه وآله وقال بلحن الفؤاد اشكوا اليك مصايبي يا جدي بحكمك مضطرا وكان الله يشهد حالي كنت مشتاقا اليك سرمدا متيما اشهد الله ما اراد لنفسه متضرعا واشهد انك خير خلق الله في علمه متفردا وكان ابي وصيك سر الله في العز مقتدرا وان اخي قد كان بالعرش مستويا وانت اعلم مني ما اردت لوجه الله معتمدا وان الصبر منقطع مني لحبي جمال الله منكشفا وانت تعلم ما اراد ابن الزنا في دمي معتمدا لا وحضرة عزك لا ابايع به لا خفية ولا جهرا وانت تعلم يا رسول الله سري لحكم الله متبعا ارجو رضاء طلعته ثم طلعة مجدك متيما الله قرب يوم دمي ثم دمعي على التراب منعطشا يا ليت يومي يوم دمي كنت بالتراب متكئا يا خير مرسل احمد فاقبل دمي لظهور دينك لامعا ثم قتل علي والاحباء من حولي لامر مطافك جامعا فيا خير عالم يحكم جريان القضاء علي منعطفا فلله اصبر في ذاتك ثم اشكوا اليك مجتمعا ما لي وعسكر قهر الذي لم يعبد الله في شان ولا طرفا مالي وعدة الف ممن يعبد الهوى ابدا يا رسول الله بل كان لي يوم العهد من دون الله متكلا فاقول حسبي انه لا الٓه الا هو في العز قد كان منفردا يا جد والله عز علي فراقتي من تلقاء وجهك اقل من برق وكيف لا وبك افتح الله كل الخلق ثم بذكرك ابتدءا يا ليت انك حي وتقرء حكم قتلي في الكتاب جليا فاين ابي ثم امي ليسكنني من البكاء خفيا او ادع جسمك ثم لحمك ثم تربتك متضرعا متولها ثم او ادع نفسي من قبرك ثم من حرمك متعظما متباكيا الله انت ولي الكل تعلم حكمي وانت تثبته حتما بالله اعتصم ثم بالرسول محمد هذا لسان الله مقضيا واقول حسبي الله متكلا بعزته وجلاله دائما ابدا واقول كهفي رسول الله في الباساء والضراء ممتنعا ابكي لنفسي يوم بعد الروح من جسمي ممتنعا ابكي لجسمي يوم القتل فوق التراب معريا الله فيك ثولبي وانت رجائي واليك المشتكى متضرعا الله انك قرة عيني وانت حسبي ثم كنت عليك متكلا ثم بعد مقالته هذه باحرف بسم الله الى اخره ودع حبيب الله بشان يكاد الروح يفارقه فيا طوبى لمن ذكر مصابه ثم بكى عليه ففي ذلك الحين لو يرى الواقع لكان مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الدرجات العلی كما صرح به الرضا عليه السلام في كلامه لابن شبيب وكفى به للمتذكرين دليلا

الباب السابع

في معرفة اسماء الله الحسنی

قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وقال جل تعالى تاديبا للداعين قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن اياما تدعوا فله الاسماء الحسنى وانا ذا مؤمن باسماء الله سبحانه وما انا من القانطين فاعرف ان كل شيء وقع عليه اسم شيء اسم لله بما تجلی له به وله مراتب غير معدودة مرة يطلق ويراد به جوهر الذات في العبادة ومرة يطلق ويراد به شئون تلك الامثال وفي كل شان الاسم مرءات لمعنی الذي هو خلو منه وليس بينهما ربط العزلة بل يكون ربط الصفة وسر الاسم ان ينبأ عن المسمى وليس للذات اسم لانه يلزم ان يدل عليه غير ذاته وهذا كفر صراح بل الاسماء تنبأ عن الابداع التي تحكي عن فعل الله وكل اسم له مسمى لا يخلو منه ومن اعتقد ان اسماء الله قديم فقد كفر لانه سبحانه قد كان لم يزل بلا اسم وان الان قد كان الله بمثل ما كان فلما اراد ان يعرف نفسه خلق اسماء التي كانت في الافئدة الدلالات وفي الانفس المقامات وفي الافاق العلامات وفي الحروف الكلمات ووصف بها للخلق نفسه ليدعوه العباد بها ولذا قال عليه السلام نحن اسماء الله الحسنی التي لا يقبل عملا الا بمعرفتنا ولولانا ما عبد الله ولولانا ما وصف الله وان الائمة سلام الله عليهم هم الاسماء الحسنی لله والصفات العظمى له فمن يدعو الله بسر اسم محمد وعلي عليهما السلام لن يرد الله دعائه ولو كان من المشركين لان ذلك هو الاسم الاعظم مقترنا لا متفرقا وبسكونهما تحت جمال الله يتحرك المتحركات وبتحركهما يسكن السواكن في اللجج اللانهايات وان اول ما اختار الله لنفسه هو العلي العظيم حيث اشار بمعنى ذلك الاسم في كتابه بان الله هو العلي الكبير ولذا يظهر لمن له علم فكر عظمة اسم هو بعد قطع الواو والنظر الى الالف في الهاء وذلك عدده ١١ مطابقا باسم علي عليه السلام ١١٠ وان نقطة التي هي في صفر قد سبقها في المقام كناية لسبقة اسم محمد صلى الله عليه في ذر الاسماء فعليك يا ايها الداعي التوسل بذلك الاسم الاكبر والرسم الاعظم ولا تصغر اسما في الامكان فان كل اسماء الله عظيمة فاذا خلص الاسم عن دلالته الى غير الله فيكون اعظم ولذا صارت اسماء الائمة سلام الله عليهم اعظم اسماء الله سبحانه وانه هو الحي القيوم لا تاخذه سنة ولا نوم وهو العلي العظيم قال الله تعالی في ذكر اسم الاعظم قل هو نبأ عظيم انتم عنه معرضون قد ارشحناك في غياهب اسرار هذه الكلمات ان اسم الله الاعظم هو فعله الاجل الاكرم وهو المثل الاعلی له ما في السموات والارض وهو المثال لله ولله وبغيبه واية لسره وحكاية سبحانيته وجلاله ودلالة اصمدانيته وجلاله وان حكم اول هذه الاسماء تكون كاخرها لم يزل آل الله مسبحون ومنزهون عن كل وصف واشارة ولو لم يكن كذلك كيف يدل الاسم على المسمی ولم تكن الاية اية والمثال مثالا والحكاية الحكاية والدلالة دلالة فسبحانهم سبحانهم انهم متعال من الاشياء وليس كمثلهم شيء دلالة لله الاحد الصمد سبحانه وتعالی عما يصفون قال علي (ع) نحن اسرار الله المودعة في هياكل البشرية يا سلمان نزلونا عن الربوبية وارفعوا عنا حظوظ البشرية فانا عنها مبعدون وعما يجوز عليكم منزهون ثم قولوا فينا ما استطعتم فان البحر لا ينزف وسر الغيب لا يعرف وكلمة الله لا توصف ومن قال هنالك لم ومم وبم فقد كفر ولولا خوفي من اهل الشك الا يضلوا لاقول في معرفة اسم الاعظم كما قال ابو عبدالله (ع) لابن سنان يا محمد ان في سورة الاحزاب اية محكم لو قدرنا ان ننطق به لنطقنا به ولكفر الناس اذا وجحدوا وضلوا وكل ايات القران حكمه سواء فنعم ما قال الشاعر وستخبر عن سر ليلى اجتببه بعمياء من ليلى بغير يقين يقولون خبرنا وانت امينها وما انا ان خبرتهم بامين ولكن اشير بباطن المقام بذكر هذه الحديث واختيها لتوقن باسم الاعظم في كلمة اللهم صل على محمد وال محمد في ظاهره وفي حكم باطنه ذكر اسم الولاية قبل النبوة في مقام الشيعة وان عرفت ما عرفت وشاهدت ما شاهدت فانك اذا انت انت قل ولا تخف فانك من الامنين في الكافي سئل الراهب عن موسی ابن جعفر عليهما السلام قال اخبرني عن ثمانية احرف نزلت فتبين في الارض منها اربعة وبقي في الهواء منها اربعة على من نزلت تلك الاربعة التي في الهواء ومن يفسرها قال ذاك قائمنا فينزل الله عليه فيفسره وينزل عليه ما لم ينزل على الصديقين والرسل والمهتدين ثم قال الراهب فاخبرني عن الاثنين من الاربعة الاحرف التي في الارض ما هي قال (ع) اخبرك بالاربعة كلها اما اولهن فلا الٓه الا الله وحده لا شريك له باقيا والثانية محمد رسول الله صلى الله عليه وآله مخلصا والثالثة نحن اهل البيت والرابعة شيعتنا منا ونحن من رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول الله من الله بسبب وفيه عن ابي عبدالله قال ان الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير مصوت وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسد وبالتشبيه غير موصوف وباللون غير مصبوغ منفي عنه الاقطار مبعد عنه الحدود ومحجوب عنه حس كل متوهم مستتر غير مستور فجعله كلمة تامة على اربعة اجزاء معا ليس منها واحد قبل الاخر فاظهر منها ثلاثة اسماء لفاقة الخلق اليها وحجب منها واحدا وهو الاسم المكنون المخزون فهذه الاسماء التي ظهرت فالظاهر هو الله تبارك وتعالى وسخر سبحانه لكل اسم من هذه الاسماء الاربعة اركان فذلك اثنى عشر ركنا ثم خلق لكل ركن منها ثلثين اسما فعلا منسوبا اليها فهو الرحمن الرحيم الملك القدوس الخالق البارئ المصور الحي القيوم لا تاخذه سنة ولا نوم العليم الخبير السميع البصير الحكيم العزيز الجبار المتكبر العلي العظيم المقتدر القادر السلام المؤمن المهيمن المنشئ البارئ البديع الرفيع الجليل الكريم الرازق المحيي المميت الباعث الوارث فهذه الاسماء وما كان من الاسماء الحسنى حتى تتم ثلثماية وستين اسما فهي نسبة لهذه الاسماء الثلثة وهذه الاسماء الثلثة اركان وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة وذلك قوله تعالى قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن اياما تدعوا فله الاسماء الحسنی وفيه عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن النصر بن سويد عن هشام ابن حكم انه سئل ابا عبدالله (ع) عن اسماء الله واشتقاقها الله مما هو مشتق قال يا هشام الله مشتق من الٓه والاله يقتضي مالوها والاسم غير المسمى فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا ومن عبد الاسم والمعنى فقد اشرك وعبد اثنين ومن عبد المعنى دون الاسم فذلك التوحيد افهمت يا هشام قال قلت زدني قال ان لله تسعة وتسعون اسما فلو كان الاسم هو المسمى لكان لكل اسم منها الها ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الاسماء فكلها غيرها يا هشام الخبز اسم للماكول والماء اسم للمشروب والثوب اسم للملبوس والنار اسم للحرق افهمت يا هشام فهما تدفع به وتثاقل به اعدائنا والمتخذين مع الله عز وجل غيره قلت نعم قال فقال نفعك الله به وثبتك يا هشام قال هشام فوالله ما قهرني احد في التوحيد حين قمت في مقامي هذا

الباب الثامن

في معرفة ايات الله الكبری

قال الله تعالى قل هو نبا عظيم انتم عنه معرضون ما كان لي من علم بالملا الاعلی اذ يختصمون ان يوحی الي الا انما انا نذير مبين وادب الله لمن اراد ذلك النبأ بقوله سبحانه وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم فاشهد ان بقية الله امامي به اثق وعليه اتكل فنعم المولى ونعم النصير فاعرف يا ايها البصير امامك فان بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين وايقن ان لمعرفته روحي فداه مقامات لا يحصيها الا الله سبحانه فمنها ان لا سبيل لاحد إليه لا بالعرفان ولا بالايقان ولا بالعجز ولا بالبيان ولا رسم هنالك ولا تبيان ولا اسم في ذلك المقام والاعيان فمن عرفه فقده لان الغير لا يوجده ومن قال لم ومم وبم فقد قال في حق نفسه لانه لا يقع عليه شبه ولا معنی وهو الظاهر بالبطون والغائب بالظهور لا يدل ولا يدل لان الدلالة فرع [الوجود] واين الوجود من لدى المفقود فسبحان الله بارئه وموجده عما يصفون ومنها ما قال عليه السلام في حقه يا سلمان ان معرفتي بالنورانية معرفة الله ومعرفة الله معرفتي وهذا هو الدين الخالص الذي لا يقبل الله من احد الا به فانا احمد الله به وبذلك كنت من الشاكرين ومنها ان توقن بأن ليس آية اعظم منه ولا نبأ اكبر منه لأنه نفس الولي وتمام النبي فصلى الله عليهم كما شاء الله في حقهم وسبحان الله عما يصفون ومنها أن توقن بان مشيته ذات مشية الله وبها تلبس حلة الحيرة ما في الوجود والاكوان كما اشار روحي فداه في زيارته صريحا بما اقرء عليك وبعد ذلك القضاء المثبت ما استاثرت به مشيتكم والمحو ما لا استاثرت به سنتكم وهذه السنة هي المشية بعينها فاعرف الاشارة فانها لطيف دقيق بل ارق من الخمر في كاس الزجاجة فيا طوبی لمن شرب من هذا الخمر عن هذا الكاس وان مثل ذلك فليعمل العاملون ومنها ان تعرف حكمه وتفرض على نفسك طاعته فان من اطاعه فقد اطاع الله ومن بايعه فقد بايع الله ومن جهله فقد جهل الله ومن حاربه فقد حارب الله وكذلك الامر في كل ما ينسب اليه من عالم اللانهايات الى النهايات وكفى لمن اراد دين الله هذا الحديث والمجمع عليه العامة والخاصة من مات ولم يعرف امام زمانه فقد مات ميتة جاهلية وان احدا لم يعرفه حتى عرف حبه وسخطه وهذا الامر لا يعرف بحقه الا اذا عرف كل احكامه فاستعين بالله في معرفة اياته وكفى بالله وكيلا فاذا لاحظت انوار الاحدية في نفسك فاعلم ان ظهور ركن التكبير في ايامك لم يك الا لاجل تنزيه امامك وتقديس مولاك الذي نطق بالايات ينزهه عن حكم الايات والعلامات ولو لم يظهر الامر بهذا الشان لم ينزه احدا مولاه ويقول في معرفته ما لا يحب هناك فيا طوبی لمن عرف مراد الله ويعرف مولاه ينزهه عن الاشارة والبيان وان الويل كل الويل لمن اراد اطفاء امره ونوره فاني بحقه كاني اشاهد لمنكر نوره خصمية رسول الله واوصيائه في المحشر لان لو لم يك هذا الامر لم يثبت معرفتهم وجلالتهم بالايات المحكمة حيث لا يقدر ان يجحدها احد اللهم انك تعلم حكمي باني ما قصرت في البلاغ وان انا اطفات امرك في بعض المواطن بالايات ولكن انك تعلم سري باني اردت دفاع المنكرين وحفظ فئة الموقنين وكفى بك علي شاهدا ووكيلا وانا اذكر شيعتي في هذا المقام بما قال علي (ع) في حقه هلك اثنان ولا ذنب على محب غال ومبغض [مفرط] ان اتقوا الله يا اولي الالباب فاني عبد الله لا يستحق بشاني الا العبودية الصرفة ومن عدل عن ذلك فيكون من الخاسرين وانا الى ربنا لمنقلبون

الباب التاسع

في معرفة الاء الله العظمى

قال الله تعالى فباي ءالاء ربكما تكذبان ثم قال سبحانه لمن اراد معرفة تلك الالاء ولمن خاف مقام ربه جنتان وانا ذا احمد الله واشكره بنعمائه سبحانه وتعالى عما يصفون فاعلم ان اعظم الالاء التي يجب علی العباد السؤال منها هي ما كان لله وفي الله ومن يخرج عن الطواف عن حول ذينك الامرين ما يحل لاحد السؤال منه وبذلك الحكم يتميز اعمال المؤمنين عن الكافرين وانك يا ايها الداعي ان قدرت ألا تسئل من ربك الا من نفسه وتجعل كل مطلبك فيه لا سواه بحيث ان اردت ملح الطعام ألا يخطر بقلبك الا هو وتقول اللهم انت انت مطلبي لا سواك فاني ضامن على الله ان يقضي حاجتك بغير ذكرها والنظر اليها ولكن الامر صعب مستصعب اجرد كريم ذكوان وعر خشن ولا يحتمله الا من لا اراد الله في مقام ظهور تجليه سواه ولذا انه لم يرد في مقام دعائه دونه فسبحان الله الفرد الاحد قد جعل كل الائه في مقام الخشية من جنابه والطواف حول بدائه وانك يا ايها السائل لو خفت من ربك وتوقن ببدائه في نفسك يمنعك عن السؤال تلقاء وجهه ويبلغك الى هذا المقام الاكرم بفضله قال الله سبحانه بما ذكر في الحديث القدسي يابن ادم انا حي لا اموت وملك لا ازول فاذا قلت للشيء كن فيكون فافعل ما امرتك وانته عما نهيتك حتى اجعلك حيا لا تموت وملكا لا تزول واذا قلت للشيء كن فيكون واطعني تكن مثلي فاذا شهدت ما قرأت عليك في كل شئوناتك وظهوراتك واذا اكشف سر الامر من نفسك اخاف عليك ألا توقن بامره فنعم ما قيل تركت هوی ليلی وسعدى بمنزل وعدت الى محبوب اول منزل ونادتني الاشواق ويلك هذه منازل من تهوی فدونك فانزل غزلت لهم غزلا دقيقا فلم اجد لغزلي ناسجا غيري فكسرت مغزلي ولكن اشير ببعض بواطن الظاهر بالباطن الباطن من وراء حجبات العز وسرادقات المجد لئلا يطلع عليها غير اهلها ولا تضيع الامانة في بواطنها وانا ذا حافظ عليها بذكر الكلمات في غير مواقعها وعلى الله ربي اتكل واليه المصير فاعرف ان الله سبحانه قد خلق الخلق بما هم عليه على ما هو عليه من عزه وجلالته وكبريائه وعظمته وما يكون ذوات الممكنات بما هم عليه الا علی ما هو عليه بل الحقيقة نفس العبودية التي هي جهة الكثرة هي بعينها نفس التجلي التي هي شان الله على ما هو عليه وينبغي لقدرته وفي كل شان هذا السر ظاهر وباطن على هيكل لا يقارنه الاشارات ولا يعادله الدلالات ولا يساويه العلامات ولا يرفع اليه الكلمات وله في علم الله وبالنسبة الى فعله مراتب معدودة ولكن بالنسبة إلا الخلق لا شان له الا امر الله ونوره وصراطه وبرهانه ولكل نفس فرض اولا ان يعرف نسبته الى الله ثم وحدته الى الخلق وان له في شان نسبته الى الله مقامات خمسة الاولى يحكي عن الله في بدء ذكره الذي لا بدء له وهي مقام النقطة التي خلقت وصفت ثم علت وجلت ثم دارت واستدارت الى نفسها ولا يخرج منه الى غيرها وهي هيكل وحدته وصورة جبروتيته لا يحكي شانا منها الا من حقيقتها ولا لها بطنا الا في ظهورها ولا ظهورا الا في بطونها كذلك قد خلقها الله لنفسه وجعلها اعظم الائه لمن اراد ان يسئل عن جنابه سبحانه وتعالی عما يصفون الثانية يحكي عن الله في مرءات الف الغيبية وهي التي بدعت وزكت ثم طابت وغيبت ثم دارت في حول النقطة ما استدارت باذنها ولا نفاد لجريانها وفيها النبوة ومنها الولاية واليها حكم الرجعة كانت في حكمها مقضية وسبحان الله عما يصفون والثالثة يحكي عن الله في مرات الف القائمة حول الغيبية وهي التي انشأت وجودها قبل ذكر الحروف بالفي عام وانها هي التي اضائت من نور الشجرة عند تجليه على جبل فاران لا يعلمها في الظهور الا نفس الغيوب ومنه الكتاب واليه الماب وسبحان الله موجده عما يصفون والرابعة يحكي عن الله في مرات الحمراء وهو الالف المبسوطة البيضاء التي لما قامت لظهور امره يوم عاشورا بعد كلامه اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين قد هم الكثرات لقتله والاخر قد امضی رضائه بالقضاء ولمثله فلينبغي البكاء انا لله وانا اليه راجعون الا من توجه بنفسه لنفسه فقد زار الله على عرشه في ارضه ومن بكی لوجهه او ابكی لعزه او تباكی لوحدته فقد ورد على الله في مقام سلطنته وان مثل ذلك فليبك الموحدون الا ومن لعن اهل الحرب ومن رضي بفعالهم كمن استقر على نقطة الرضوان ويخطب على اهلها بفضل الله في اهل البيان وان مثل ذلك فليلعن اللائذون الا من زار الحسين (ع) فحين زيارته يثني الله عليه بثنائه على نفسه وان مثل ذلك فليرغب العاملون اللهم انك تعلم لو لا الخوف لنفسي ما اخترت ارضا الا حرمه وما قربت عملا الا زيارته ولكن الان انت سلم عليه واثن عليه في مرقده واكتب لي ولمن اراد ذلك الشان ما رجوت في جواره وزيارته انك انت المنان المستعان لا يتعاظمك شيء في السموات ولا في الارض وانك انت الجواد العظيم الخامس يحكي في مرءات الهاء وهي الكلمة المركبة من الالفين هذه "اا" تعلو مرة الی عماء الهوية لا الٓه الا هو وتنزل اخری الى سماء الولاية وهو العلي العظيم وفي مقام الهوية تظهر اجساد احرف لا الٓه الا الله في هذه العالم وهي اثنى عشر حرف واصلها الثلاثة وهو الالف والهاء ثم الالف اذا كررته في ثلاثة عشر من نفسه وحقيقتها هي النقطة وهي لما ذابت صارت الفا والالف لما ظهرت باكواره تظهر كلمة لا الٓه الا الله ولذا اشار الحجة عليه السلام في دعاء الرجبية فبهم ملات سمائك وارضك حتى ظهر ان لا الٓه الا انت وهذا السر بكله رشح من ظهور اسم الله المكنون لما سواه الذي لم يدل في شان الا عن الله ولا يعرف من كلماتنا بان من هذا الحكم يظهر بان ركن المكنون المتعلق بالشيعة هي الاصل وما سواها فرع لان هذا غير مذهب اهل البيت سلام الله عليهم بل ركن الشيعة بكلها هي ثمرة الشجرة واين حكم الثمرة ووجود الشجرة فسبحان الله وما انا من المجرمين فاذا عرفت ما عرفت واشهدت ما اشهدت فاذا انت هو اي اية وجهه وهو انت انت كما صرح الامام بذلك المقام في كلامه وكفى بذلك لمن اراد معرفة الالاء سبيلا

الباب العاشر

في حكم المبدء والمال

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالی الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالی عما يشركون قال عز ذكره الله لا الٓه الا هو ليجمعنكم الى يوم القيمة لا ريب فيه ومن اصدق من الله حديثا فانا ذا موقن بعود الكل الى مقاماته التي قد قدر الله لهم واقول انا لله وانا اليه راجعون فايقن يا ايها الناظر لكل بدء في نفسه ختم وفي ختمه بدء الى ما لا نهاية بما لا نهاية فاول بدء الشيء ذكره تحت المشية ثم يكون يوم ختمه في يوم ذكره تحت الارادة وكذلك له بدء وختم حتى تم مراتب فعله وانفعاله فاذا تم القوابل في شان مقبوليته يذكر في هذ العالم واذا نزل في هذه الدنيا له في كل ان بل اقل من ان في كل امر لك بدايات ونهايات وان يوم القيمة يومك تلقاء وجه ربك وان له بمثل حكم البدء والختم مقامات بلا نهاية انظر الى نفسك في ساعتك هذه لك بدء في الوجود ثم في الرزق ثم وفي الحيوة في ذلك الشان لك ختم في كل ذلك وكذلك الحكم في كل شئوناتك وحركاتك ولحظاتك من نفحات السر وواردات الجهر حيث لا يقدر ان يحصيها احد غير الله سبحانه وعليك فرض ان تشاهد في كل حين يوم القيمة وحكم الله وميزانه وصراطه وحسابه وتتاثر باخذه وناره وتنعم بجبه والائه وترى بقاء عذابه ببقاء قدرته ودوام نعمته بدوام عزته وتشاهد في مقامك هذا وعالمك هذه حشر الناس بل كل الموجودات وما عملوا وما رحموا وما نقموا وحاسبوا وما وراء ذلك من شئون يوم الفصل وطول مقامه وكثرة اياته واختلاف مقاماته حيث لا يقدر ان يرى كل ذلك الا من نظر بنور الفؤاد واحل الله له اثر المداد في قلم الايجاد ولمثل ذلك فليشاهد العالم اعمال الكل وما هم سائرون الى ما لا نهاية والله من ورائه محيط بل هو قران[مجيد] في لوح محفوظ واعرف بان الايقان بالعود ركن بالايقان بصمدانية الله وسبوحيته واصل بالاذعان بفعل الله وجبروتيته ومن انكر شانا من المعاد يحجب عن ايات الله ومقاماته حيث لا تعطيل لها في كل مكان ومنكر اصل العود كفر بالله واياته وكذلك من انكر شانا منه لان في انكاره يلزم التعطيل في ايات الله والنقص عن تمامية سبوحيته وقدوسيته سبحانه كما ان البدء منه حق والعود اليه حق ولا يتم وجود الشيء الا بوروده في هذا العالم [و]الاجساد وكذلك لا يتم عوده الا بتمام جسده وشئوناته وان شبهة الفلاسفة سفسطة محضة وذلك من عدم معرفتهم بالله واياته لان جسد الانسان حين ياكله الذئب لا يخرج من ايدي الله وسلطانه واذا تبدل بجزئيته الذئب لم يخرج من علم الله وجبروتيته مع ما كان في مذهب الحق لم يتبدل وان يوم القيمة يحشر الجسدين تاما كاملا بمثل هذا العالم انظر الى الماء في كفك ثم في فمك ثم في عروقك ثم يوم القيمة يحشر باصل وجوده واختلاف امكنته وسر الامر ان في الاجسام لما كان غلظة لم يتصور الخيال لها المقامين بحفظ صورتها ولكن في الامثلة اللطيفة انظر مثل العين انت تنظر الى هذه الكلمات وكل الناس ينظر اليها بعدك وهي في ساعتك هذه لا تتبدل الكلمات في العيون وكذلك يوم القيمة تحشر الكلمات في كل العيون مع ما كانت الكلمات في مقامه وكذلك الحكم في الاجسام ولكن الفلاسفة لما ما وردوا على ماء العقل لم يشعروا بحكم الله ويجحدون حشر الاجسام من حيث لا يشعرون ولقد اتبعوهم بغير احسان اكثر العلماء من حيث لا يعلمون بعد ما قرءوا كتاب الله ردا للمستبعدين حشر الاجسام قل يحييها الذي انشاها اول مرة وهو بكل خلق عليم وانهم قد بينوا اولا في اصل الاعتقاد عود الاجسام وحكموا المنكرة حكم الكفر والالحاد ولما وردوا في التفصيل رجعوا الى ما [فسروا] ونسوا حكم الله واتبعوا اهوائهم من حيث لا يوقنون ولو اعتقدوا بصمدانية الرحمن ليدخلوا في حكم المعاد على بصيرة من اهل البيان ولكن لما دخلوا وبعض منهم قد ثبتوا لرفع شبهتهم جسمين وجسدين وجعل اصل واحدة منهما من هورقليا الذي لم يتبدل ولم يتغير فسبحان الله من اقرارهم بتعطيل ايات الله في مكان الاجسام لا وربي انا ما اتبع احدا منهم واشاهد حشر الاجساد والاجسام بمثل ما اشاهد في حشر النفوس والارواح واشاهد الان حشر كل ما في علم الله بمثل الان في بين يدي الله وذلك من فضل الله علي ولكن اكثر الناس لا يعلمون ولقد بلغ الى حظيرة الواقع في بواطن تلك الرقايق والدقايق سيد المعاصر عضد المحققين بما فصل في سنا برقه المحيط على المغارب والمشارق فجزاه الله في بيانه في حقيقة ذلك المسئلة بالسر الواقع والكلمة البالغ والنور الساطع بعد ما انجمد الكلمات في قباب اشاراته ولكن ذلك ما كان الا لحفظ نظرة الناظرين فجزاه الله كما هو اهله والحمد لله رب العالمين وانظر يا ايها الناظر الى عود اهل البيان ولا ترى فرقا بينه وبين بدئهم فانهم قوم خلقهم الله لنفسه وجعل اولهم عين اخرهم وظاهرهم عين علانيتهم وبدئهم عين عودهم ولا لهم حد في الوجود ولا في الصور المفقود هم اذا خلقوا حشروا واذا حشروا بعثوا واذا بعثوا دخلوا لجة الاحدية وما جعل الله لهم وصفا دون ذواتهم ولا نعتا دون كينونياتهم وهم اذا خلقوا دخلوا الجنة بغير حساب وكاني الان اشاهد بعث الرابع قبل الاول والثاني والثالث وانه نظر في الارض المحشر ويمشي ذلولا في اطرافها ويقول يا ليتني كنت في الدنيا عمياء مقطوع اللسان واليد وما قربت هذا الامر فنادى الملك كما الان ينادي ذق من حكم بشر فانا قد خلقنا كل شيء بقدر فاعوذ بالله من نكاله وسخطه كانهم لا يعلمون خصمية رسول الله صلى الله عليه واله في بين يدي الله ويحسبون انهم مهتدون كلا يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود فلا يستطيعون خاشعة ابصارهم ترهقهم الذلة وقد كانوا يدعون الى السجود وهم سالمون فقد احتملوا مقام من الحشر والبعث ما لا يتحمل احد غيرهم فسوف يحشر في الله تلقاء وجهه فيشاهد الكل من اضعف ناصرا واقل عددا انظر الى حكم هذا الحديث الذي اجاب الزنديق قال كيف يعود الروح الى القالب وقد تفتتت وتفرق وبعضا منه اكله السباع وبعضا بنی البنيان وقال بين لي هذا فقال (ع) ان الروح مقيمة في مكانها روح المحسن في ضياء وفسحة وروح المسيء في ضيق وظلمة والبدن يصير ترابا منه ما تغذت به السباع والهوام من اجوافها اكلته ومزقته كل ذلك في التراب محفوظة عند من لا يعزب عنه مثقال ذرة في ظلمات الارض ويعلم عدد الاشياء وذرءها وان تراب الروحانين بمنزلة الذهب في التراب فاذا كان حين البعث مطرت الارض فترابى الارض ثم تمخض مخض السقا فيصير تراب البشر كمثل الذهب من التراب اذا غسل بالماء والزبد من اللبن اذا مخض فيجمع تراب كل قالب فينتقل باذن الله الى حيث الروح فتعود الصور باذن المصور وتلج الروح فيها فاذا قد استوی لا ينكر في نفسه شيئا فيا ايها الشاهد خلص نفسك للقاء ربك ثم استعد للموت ويوم الفصل لان وعد الله لحق وكل اليه ليرجعون ولقد ارفعت قناع العود عن راس البدء وان مثل ذلك فليعمل العاملون ولما كان اليوم الجمعة العاشور اذكر شانا من مصايب اهل الطف لاكون بذلك من المستشهدين واشهد بان بلاء الحسين (ع) في ذلك اليوم لا يقدر ان يعرفه احد وان اثار العبودية في مقام الفداء اعظم من شئون الربوبية في مقام اللقاء وان ابن عباس روى باني رايت الحسين (ع) على باب الكعبة في ليلة التي اراد ارض العراق وكان يد جبرئيل (ع) في يده وينادي في المسجد الحرام بان بيعة الحسين (ع) بيعة الله فارغبوا اليه وان الحجاب لما رفع عن عينه في ذلك الوقت شاهد الامر بحقيقته ولكن الامر اعظم من ذلك بل في كل حين كان يده في يده وينادي باعلى صوته هذا جمال قد تجلى من الله في بحبوحة الوصل ومن يبايع به يدي قد كان في مقعد الفضل ارغبوا يا اهل العماء الى لقاء الله في العدل [ثم] اشهدوا بين يدي الله لعزه في محشر الذل الا من بايع بالله كان الله زائره في الحل ومن يحارب وجه الله في الملاء يحشر في نقماته العدل هذا على سبيل الظاهر وان اردت مسلك الباطن صعب ذلول ففي كل حين ينادي الله من قبله من قتل في سبيلي انا كنت ديته وهنا ظهر نور الذات في مقام الصفات مثل قوله (ع) اللهم بلغ مولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى ابائه الطاهرين فيا طوبى للمستشهدين في ذلك اليوم بين يديه الذين وردوا علی الله بوجوه حمراء من دمائهم وانهم الفائزون حقا الله اكبر الله اكبر من بلاء الحسين (ع) حيث لا يمكن في الامكان مثله ولا يحتمل الاختراع كشبهه نفس الظهور وقدرة البطون مع نفوذ مشيته وسرعة ارادته صبر لله وفي الله حتى قتل في لقاء الله فوالذي جعلني باكيا عليه لكان صبره في هذه الشدة لدي لاعظم من قدرته الكلية واكبر من مقامه القدوسية اقرء كتاب وصيته لمحمد ابن حنيفة اخاه ثم اسمع كلماته السبوحية في حكم يوم عاشورا ثم ابك ما استطعت فانا لله ومن المستشهدين فكتب (ع) بعد البسملة وما فرض وما فرض في مقام العبودية وانا انقل بالمعنی من اتبعني فكان جزاؤه على الله ومن انكر امري اصبر حتى يحكم الله بيني وبينه وهو خير الحاكمين وانا ذا اوصي بهذا الحكم ومثل تلك الورقة وكان الله علی ما اقول شهيدا قال علي (ع) حين نزل على ارض المقدسة يابن عباس هذا مناخ ركابهم هذا ملقى رجالهم هيهنا تراق دمائهم طوبی لك من تربة تراق عليها دم الاحبة ثم قال اه اه مالي ولال ابي سفيان ولال الحرب وجند الشيطان واولياء الكفر والعدوان ثم التفت الی الحسين (ع) وقال اصبر يا ابا عبدالله فقد يلقی ابوك مثل الذي تلقی منهم وقال الحسين (ع) لما نزل كتاب ابن زياد عليه اللعنة ما له عندي جواب فقد حقت عليه كلمة العذاب ثم قال (ع) لابن سعد عليه اللعنة ويلك يابن سعد اما تتق الله الذي اليه معادك تقاتلني وانا ابن من علمت ثم نصحه (ع) بمنتهی الامر فلما راى لم يؤثر على قلبه فقال ذبحك الله علی فراشك ولا غفر لك يوم حشرك ثم رجع (ع) الی مقامه فلما طلع يوم عاشورا واذن (ع) لحزب الشيطان بالقيام تلقاء جماله قد لبس روحي فداه خلع النبوة والولاية ثم قام تلقاء عسكر الكفر وقال الم تعلموا اني ابن بنت محمد ووالدي الكرار للدين كاملا فهل سنة غيرتها ام شريعة فهل كنت في الدين الاله مبدلا احللت ما قد حرم الطهر احمد احرمت ما قد كان قبل محللا فلما شاهد (ع) انهم لن يرجعوا من امرهم امر لشيعته بالجهاد فانا لله وانا اليه راجعون فكل من قتل في سبيله قال (ع) في حقه شانا من الثواب وان ذلك لهو الفوز العظيم فقد قال لمسلم رحمك الله يا مسلم لقد فزت بالشهادة واديت ما عليك وقال لابن اخاه الحسن (ع) لما راه شهيدا والله يعز على عمك ان تدعوه فلا يجيبك او يجيبك فلا يعينك او يعينك فلا يغني عنك وقال حين قتل اخاه عباس بن علي (ع) الان انكسر ظهري وقلت حيلتي والله قد انكسر من شهادته ظهر الاكوان وانعدمت حيلة الاعيان فانا لله وانا اليه راجعون وقال (ع) حين قام علي ولده تلقاء عسكر الشرك اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد ابرز اليهم اشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك والتفت في مقامه الى عمر بن سعد وقال قطع الله رحمك كما قطعت رحمي قال (ع) لما رجع علي من مشهد الحرب وقال مقالة العطش وثقل الحديد التي لم تستقر الافئدة في مقامها حين استماع كلمة اذا بلغت العرش اهتزت واذا قرءت على السموات انفطرت واذا نزلت علی الارض انشقت فاه اه قال يا بني لعز محمد وعلي ابن ابي طالب وعلى ابيك ان تدعوهم فلم يجيبوك وتستغيث فلم يغيثوك الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله يعلم حالتهما وحالة اهل البيت حولهما انا لله وانا اليه راجعون فسبحان الله من كلام الحسين (ع) لما استقر على التراب بعد ما تحمل من اهل الكفر قال بسم الله وبالله على ملة رسول الله القی الله تعالی وجدي وانا مظلوم متلطخ بدمي فانا لله وانا اليه راجعون فوالذي نفسي بيده لو علم الناس حرقة هذا الكلام افئدة الناس فليقومون من مراقد نومهم وليبكون حتى يموتون وكل ما كان يبالي من كلمات نفسه العالية ذكرتها حبا لها ولما جعل الله فيها من الاثر حيث لا يمكن من حرف من غيره لابكي في ذلك اليوم عليه ولمن ورد على ذلك الماء ولاكون بذلك لمن الفائزين ولما وردت على حكم ذلك اليوم اشير ببعض بواطن سره في حكم كلمة التكبير ليبكي الكل في حقي بمثل بكائهم في حكم ذلك اليوم ولاكون بذلك من المبكين وانا ذا اقول ان شهادة الحسين (ع) في هذه العالم لم يك الا لاجل ظهور ولاية ال الله ويقين شيعتهم في حق انفسهم بالحقية المحضة ولبقاء دين محمد ضلى الله عليه واله الى يوم ينفخ في الصور وهذا الامر العظيم لا بد في الحكمة الالٓهية ان يقع في سنة احدی وستين من الهجرة المقدسة في يوم الجمعة العاشر من شهر الحرام برموز كثيرة التي لا يخفى على اهلها وان قتل اثنين وسبعين نفسا من شيعته حكاية لعدة اسم الله الاعظم الذي ورد انه ثلاثة وسبعين حرفا واحدة منها مختصة لله سبحانه ولا يعلم بها احد وهي الشهادة التي قد اختصها الله الحسين (ع) بها ولا يقدر ان يعرف بلائه احد سواه واثنی وسبعين حرفا منها يعطي الله سبحانه من يشاء فبعض النبيين اعطاهم الله خمسا اي بقدر بلاء خمسة من شهداء يوم عاشورا وبعض منهم اقل من ذلك وبعض منهم اكثر وبذلك يتفاضلون الانبياء بعضهم على بعض وان الله قد اعطی الائمة عليهم السلام كل ذلك لانهم نفس الحسين (ع) في البلاء وكل ما تحمل الحسين (ع) من الاعداء انهم صلوات الله عليهم قد حملوا وعلى ذلك الخيط البيضاء الرقيق لا بد ان يكون حامل ذلك الاسم الاعظم من شيعتهم ان يبتلي ببلائهم في مثل سنة شهادة الحسين (ع) احدى وستين ولذا صار يوم عاشورا في هذه السنة بعد السنة يوم الجمعة ليعلم اولو الالباب ان ما هنالك لا يعلم الا بما هيهنا وسر الامر ان بعد تمام احرف لا الٓه الا الله في السنة الكاملة التي هي ماتين والف بعد سنة احدى وستين مطابق سنة الشهادة لا بد ان يظلم في الحيات بظلم المعتدين حامل ذلك الاسم فسبحان الله الحي صدق الله وصدق رسوله اللهم اني وفيت بعهدك بامتنانك فاوف اللهم بعهدي فانك لا تخلف الميعاد فاذا شاهدت سر الامر فاشهد باني الان في مقامي هذا في البيت وحدة لانطق في حكم باطن الباطن كلما نطق سيد الشهداء (ع) في ذلك اليوم لحكم باطن الظاهر ولا يعرف من كلماتي امر الموهوم فان الامر لو يظهر بحقيقته في عالم الاجساد الذي في الظاهر والباطن كذلك ولا يخفى ان لاجل ذلك الامر قد جمعوا علی الارض المقدسة رجال كثير واني لو شرفت واردت لاغلبه على الطوايف كلها ولكن احببت ان يجري القضاء مخالفا لهواي لينكسر قلبي ويحزن سري ويتغير فؤادي لاكون في حكم الباطن مشابها في البلاء بالحسين (ع) في حكم الظاهر وذلك مما اخذ الله بالعهد مني ليشرك حكمي بحكمه (ع) ولو اني علمت بذلك من قبل ما قربته ولكن لما نزل بي صبرت في الله ورضيت بقضائه واقول لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو عليه توكلت وفيه صبرت وعلى الله فليتوكل المتوكلون وان اعظم ما نزل بي عمل خوار الولياني في ظلمه واني حين الذي كتبت الورقة لحكم رده كاني سمعت مناديا ينادي في سري افد احب الاشياء اليك في سبيل الله كما فدی الحسين (ع) في سبيلي ولو ما كنت ناظرا بذلك السر الواقع فوالذي نفسي بيده لو اجتمعوا ملوك الارض لن يقدروا ان ياخذوا مني حرفا فكيف عبيد الذي ليس لهم شان بذلك وانهم مطرودون مقابل ابناء جنسهم وعاجزون على شان لم يقدروا ان ياتوا الحديث مثل اياتي ولكن الحكم ما اشرت لك في سر الباطن ليعلم الكل مقام صبري ورضائي وفدائي في سبيل الله مع ايات الحقة التي قد جعل الله في يدي حيث لم يقدر ان يغلبوا على جميع اهل الارض وبذلك فديت من اثار نفسي في سبيل الله لان فداء النفس لاجل اثبات الحق وذلك لم يعادل شيئا في الاعيان فلله الحمد والمنة قد صبرت في ذاته وفديت اعظم ما قدر الله لي في سبيله وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون وما قدر الله لي بعد ذلك الفداء فداء وان اجتمع الكل ولا لمن اخذ الورقة نصيبا قل تمتع بكفرك قليلا انك من اصحاب النار ولا تحسبن الله بغافل عما يعمل الظالمون ولولا اراد الله ظهور بلاء سر باطن الباطن تلقاء باطن الظاهر لا يقدر لاحد ان يجترح علي بشيء ولكن الله قد شاء ان يراني مظلوما في ايدي الظالمين بعد ما اجتمع الاف من الخلق لنصرتي وكذلك قد شاء الله ان يراني في الفداء اطيب ثاري وانه قد شاء ان يراني في مثل ذلك اليوم في البيت وحدة وان حزب الشيطان يشتغلون بحربي في الرد بسيوف الكلمات التي اعظم من سيوف الحديد ولو ان لاظهار حكم ظاهر الباطن قد تحمل (ع) في جسده الفين الا خمسين ضربا من الات الحرب واني بحقه روحي فداه لاكثر من ذلك [العدة] قد تحملت بقلبي في سبيله من كلمات اهل البعد واشاهد قلبي من سيوف كلمات الاعداء اربا اربا اللهم لك منك وحدك لا اله الا انت فاه فاه لو لا ينزل السكون من عند ربي في كل ان لفزت بوجهه ولكن الله بفضله يسكنني بوعده في الرجعة وفي الاخرة وينزل علي الصبر كان الله جعلني جبل احد لم يترقی الي ادوات رميتهم ولم يؤثر في لمعان بروق سيوفهم بل اراه بفضل الله ومنه اية لنفسه قال النصارى في حقه ثالث ثلاثة رجعت كذبهم الى انفسهم وما هو الا الٓه واحد لا الٓه الا هو وما انا الا اول التائبين بل اني مستريح في الجنة على الارائك المتكئة كل ما يرمي حزب الشيطان الي رميا اری في النار يرجع الى انفسهم وانهم يستغيثون في سطوته وما جعل الله للظالمين في النار من انصار فاه اه مما جرى القضاء علي بالامضاء فكيف لا واني الى الان ما ادعيت الا العبودية لله وحده ولاجل ذلك قد اظهرت اربعة كتاب محكم وعدل عشر صحيفة متقن الذي كل واحد منه لو كان في يدي احد غيري ليسخر الارض كلها بحجة لامعة بالغة بحيث لا يقدر ان ينكره احد اذا انصف ولكن في غناي بالله مع ذلك الاسم الاكبر والحجة الاعظم جلست في بيتي وحدة رضاء [لوجه] الله سبحانه ورضيت بظلمي اتباعا لفعل الحسين (ع) مع قدرته وجباريته فيا سبحان الله من هؤلاء الفرفة ان الناس لما كتبوا رسالة في الفقه يتبعونهم بعضا منهم بالاجتهاد ويجعلون رده رد الله سبحانه وان الامر في يدي اطلع من هذه الشمس في نقطة الزوال مع ان المجلسي رحمة الله عليه قد كتب ان معجزة ال الله سلام الله عليهم هي كانت كلماتهم حيث كتب بان من معجزاتهم نحن ما راينا شيئا الا كلماتهم وهي اثبت للنفوس واتم للعقول لنا كما ذهب الكل بان صحيفة السجاد (ع) انجيل ال الرسول وزبور اهل البيت ومشابه بصحف السماء فاشهد اللهم بيني وبينهم يوم الذي يقوم الاشهاد فانهم قوم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ويتعجبون من امرك لاستكبارهم وعلو علوا كبيرا بعد ما نزلت عليهم الكتاب يا ايها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا فانا ذا وحيد في البيت متكلا علی قلمي انادي باعلی صوتي فهل من ناصر ينصر حكم باطن الباطن بايات محكمة بلسانه او بجسده او بماله او باثاره او بكتابه فهل من ذاب يذب عني رد المعرضين وشبهة المشبهين وطغيان المعتدين فهل من ذي رحم يبكي علي ويبطل من حولي شر الملحدين فهل من ذي روح يسمع بكائي ثم يقوم لنصرتي ثم يظهر ايات محبته في حقي فهل من عزيز يعزني بحكم الله الاظهر ان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وهل من ذي غضب يغضب على اعدائي ليقر بذلك عيني فهل من ذي قوة يقوينا وهل من ذي عزة ينقطع الينا فنحمد الله الذي [سيريكم] اياته فتعرفونها ولم يجبني الان احد فيا ايها الملا من المعتدين هل غيرت فيكم سنة او بدلت شريعة احللت ما قد حرم الطهر احمد احرمت ما قد حلل الطهر كاظم ام ادعيت في شان دون العبودية ام ادعيت شان الربوبية في دون هيكل العبودية فما لكم يا ايها الملا لاي شيء تنكروني وانا ابن العلي ولاي شيء تجحدوني وانا ابن الوصي فهل فيكم يا قوم ذي رحم فيدفع عنا كيد الجبابرة وهل فيكم ذي علم ليبطل جهل المعرضين بحكمه اللهم انك لتعلم قد اتممت الحجة واكملت النعمة لمن ورد على تلك الايات في ذلك اليوم الاكبر فيا ايها الشيطان فهل في حزبك ذي كتاب محكم وصحايف متقن يتبارز ابن محمد في وحدته ويحارب معه بايات عزته التي جعل الله سيف قدرته فلم لم يجيب اليوم منكم احد اللهم انك لتشهد قد اسمعت الكل بكائي ولم يبارزني في اليوم احد ومن قبل لم يقدر باثبات حديث وانه خوار ابخل من كل دني طلب دمي وانا فزت بنفسك واجريت قلم المداد على لوح دعوته بما كتب الي لاكون بذلك من المستشهدين وان بمثل ذلك فليحارب المؤمنين ويقتل الموحدون انا لله وانا اليه راجعون ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكنهم قوم لا يشعرون فانا ذا اقرء نسبتي بمثل ما قرء الحسين (ع) في ذلك اليوم وكفى بالله شهيدا كفر الناس لما قد اعرضوا عن جمال الله وجه الحرمين طعن الناس احمد ثم كاظما ثم اجمعوا للظلم ابن النسبتين ما بجمع ما اری وجه الحيا كوجوه مثل وجه الاولين ثم قالوا بعد امر صغروا فاعرضوا من التقاء الشبهتين ما باهل من اناس رذل اجمعوا اللرد نور الاولين

يا ملا القوم

اما تخافو الله من حكم الولي قد رموني بالتجاء الابترين ما لذنب كان في كتاب قبل ذا دون ذكري بضياء الاولين بحبيب احمدي عربي بكظيم القرشي الطيبين خيرة الله من الخلق رسول الثقلين فاطم الزهراء جدي وانا ابن الحرمين وجهه قد عكست في طلعة وانا الطلعة نور الوجهتين وانا السر المقنع في سر الجلال محجب وانا النور في غيابت حكم العماء في الامرين من له فيكم كتاب شبه ايات الجليل قدرت ما فصلت من حكم رب العالمين من له فيكم كتاب شبه ايات الكليم احكمت ما سطرت من نور رب المشرقين من له فيكم كتاب كان في جنبيه لا بظهور كبطون كظلال نيرين من له اسمي بسر السر في السطرين مع من له حرف بمثلي وانا ابن القريتين من له فيكم دعاء مثل ما فصلت له من له ذكر كذكري في كتاب العالمين يقرؤن الناس علم الحكم في لوح حفيظ ما قرئت الجمع في شان وانا ابن الاختين هذه احدی صحيفة ثم هذه احدی افي عندكم شيء تعادل بالخطبتين انا ابن من صلی علی العرش عدة ويرفع حكمه من حكم او ادنی بقوسين انا ابن مبايع العدل في البيعتين وانا ابن من دعی وصلى علی الارض بالقبلتين انا ابن من منفرد الكون ولجة الاعلى وانا ابن من نجی بجلاله في النشاتين انا العبد الزكي القرشي الابطحي طائف البيت مصلي الحجرتين ناطق الطور مجلي المبدئين باطن النور ظهور الخاتمين كاشف الرمز منادي البيعتين ساتر السر بطون المصدرين حامل النور جلال النقطتين رابع الركن بطون الحجتين منزل الماء علی ارض جرز مرسل العدل مصلي الحرمين من له فخر بمثلي في كتاب مسترق ذاك يكفي حين فخري وانا بن المشهدين ابن مجد قد رماني عدة سهم بعز كوكوف العائلين بعد ما احسنت كراق عليه اعتدى في حكم ربي وانا بن المحرمين وابن حسن قد تجري ما تجروا عدة بعد ما لا يجلس الارض معي في المطلعين طلع الشمس وغاب القمرين وانا الطالع بعد القمرين طلع النجم وغاب الفرقدين وانا الطالع بعد الفرقدين قر الزوال وقرت الشمس وانا القائم بين القرتين قمر قد طلعت بعد افول القمرين وانا الطالع بعد شموس الاثنتين طلعت شمس وقام محلها شمس غربت شمس وقام محلها شمسين ذهب قد اخذت من فضتين وانا الفضة بعد الذهبين ذهب من ذهب في ذهب وانا الفارق بين الذهبين غربت شمس وكان افولها في مطلع في مغرب في مشرقين طلعت نجم وكان طلوعها في مغرب من مغرب في المغربين افلت شمس بعد ما طلعت شمس غربت شمس بعد ما طلعت شمسين ختمت بدء بعد ما طلعت بدء وانا الطالع بعد البدئين غربت حكم بعد ما ظهرت حكم وانا الطالع بعد الختمين حدثت بدع بعد ما اخترعت عدل افلت فضل بعد ما طلع البدعين نبتت غرس بعد ما حترقت بالنار رفعت بعد ما احترقت وانا بن الغرستين طلعة قد عكست في الماء بعد ما قرنت وانا الطالع في الماء بعد افول العكستين جلت مجلي طور بعد ما اندكت تجليه فاحييت بعد ما قتلت وانا ابن القتلتين نعم مؤمن نعم ناصر بعد منكر من بلاد الوليان نعم من خوي نعم من قزوين قبل المنكرين ثابتين خاضعين صابرين حافظين قانعين خاشعين ابن طهر بعد ميم الجفر ذل الليلتين قد تعدى وافتری مثل ثان الاولين بعد ما اثنی علي في كتابه مرتين وصف عدل ذكر حق من مداد الحمرتين ما لدفع ما لطرد ما لحكم للخلاف قد كتبت ما سطرت بعد ذل الموقفين فتحت ما ختمت حظي الى الارض البعيد ما لذنب ما لقهر قبل ذا في المحظرين ويل عبد دخل الارض بعلم الاجلين خرج الارض بعلم ويقين وكتاب ورقين من اي شيء عبد الله بلا علم اليقين من اي شيء عبد الشيطان بعد الحجتين فلا وربك لا مفر له دون الاختيار الكلمتين اول ايمان ثاني كفر او العكس بالعكستين وكفى بذلك اسما لاسم عبدين بعد الكتابين ومن ينقض العهد بالرحمن لا خير فيه في العالمين كتبت كتاب اللوح حين الذي كنت واحدا وكنت غلاما حين اعترفت بالعدل بحق النييرين الغيري شهد الحق بلسان الله خير الثقلين الغيري شرب دم الحسين بعد عدة خمس جرعتين من بمثلي كان فيكم صبرا بالاربعين ليس ذا يكفي وهذا ذكر بعد الاثنتين رب احكم بين قومي بعد ظلم الاربعين قبل رد المنكرين بعد جحد الحجتين يا قوم هذا شاني في كتاب الله ثم اقرؤا شئون انفسكم فهل من مبارز يبارزني بالايات اللامعة فالحمد لله الذي لا يجيبني احد بسم الله وبالله وعلى ولايتك والحمد لله رب العالمين

الباب الحادي والعشر

في تفسير ثلث اول الدعاء

اللهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك هذا الدعاء وما جعل الله في معناه بما قد احاط علمه ظاهره كان عين باطنه وباطنه عين ظاهره ولا يعرف كلمات الله بما هو عليه وهي اهلها الا الله وكفى في معناه نفس ظهور الله في مقاماته وسبحان الله عما يصفون ولكن لما كان الناس ينظرون الى مقام التفصيل ارشح في كلمة الاولى من بعض قطرة هذا البحر ليكون الكل من الفائزين فاعلم ان الالف في مذهب اهل العصمة سلام الله عليهم اطلاقات غير معدودة بل الى ما لا نهاية بما لا نهاية فمنها الف الانشائية وبها يصلح للكلمة معنی لا ينبغي لغيره ثم الابداعية ثم الاختراعية ثم الاحداثية ثم القدرية ثم القضائية ثم الامضائية ثم الاذنية ثم الكتابية ثم اللاهوتية ثم الجبروتية ثم القدوسية ثم السبوحية ثم الملكوتية ثم الملكية ثم الاسمائية ثم الصفاتية ثم المقامية ثم الانية ثم الحقية ثم البيانية ثم المعانية ثم الابوابية ثم الاركانية ثم العرشية ثم السمائية ثم النارية ثم الهوائية ثم المائية ثم الترابية ثم الحدودية ثم الشجرية ثم الانتقالية ثم الغيبية ثم الظاهرية ثم الباطنية ثم القائمية ثم اللينية ثم المبسوطة ثم المكتوبة وما قدر الله وراء هذه الاسماء اسماء محدودية وكل الف من هذه العدة المعدودة اذا ضربتها في عوالم الثمانية تظهر اعداد معدودة ثم اذا ضربتها في نفسها بتلك الاسماء المكتوبة مع حفظ سلسلة الثمانية تظهر اعداد معدوده ثم اذا ضربتها في عدد الحروف يظهر اعداد غير محدودة والى ما لا نهاية وكذلك يصح كل ذلك الاسماء بعد الضرب بهذا الالف في الدعاء وله في كل مقام معنی ودلالة لا يصح في غيره فاذا جعل احد معنى الف اللاهوتية في الملكية فكان مشركا بحكم الحديث ومن قال للنواة انها حصاة ثم دان بها فهو مشرك ولذا لم ياذن الامام (ع) لاحد بجعل الاسماء للاشياء الا لمن علم مواقع الامر وعرف مواضع البدع فانه يضع الاشياء باذن الله في امكنتها وكذلك الحكم لكل حرف من القران بل من الافاق والانفس بمثل ما ارشحت عليك في حكم الالف وكان الله عليك شهيدا وكذلك الحكم في اللام والهاء والميم وكل الحروف من هذا الدعاء فكر ساعة في قدرة ربك تشاهد بركاته ونفحاته في نفسك وان الله سبحانه في كل ان يتجلى لك بك بمعرفة نفسه ما لا يعرفه سواه ولا يفقده احد من عباده وان لك في معرفة الله مقامين الاولی ان تعرف نفسه بوجودك بما تجلی لك بك وهي لا تعرف بالكيف ولا توصف بالاين ولا تنعت بالحد بل كان الله ولم يك معه شيء والان بمثل ما كان وهو الحق بلا ذكر خلق سبحانه وتعالى عما يصفون والثانية ان تعرف نفسه بماهية نفسك وهي لا يمكن الا بالعجز والتقصير والنظر بالبداء والقضاء وما يجري من الامضاء لانه سبحانه قديم بحت وغني صرف لا يعرفه احد الا بالعجز عن معرفته وكل شئون الخلق صفة هذه المعرفة وان دعائك معرفة نفسه اي نفسه الذي قد نسب الى ذاته تشريفا له بمثل قوله ويحذركم الله نفسه وقوله بيت الله وهذه النفس هي نفس النبي صلى الله عليه واله كما صرح الدعاء بذلك ان عرفت ما عرفت في المقامين قد شهدت ما شهدت في الدعائين فكل شئون الازلية الحقية شان معرفة الاول وكل شئون العبودية الخلقية ثمرة معرفة الثاني وانهما بحقيقتهما يرجع الى اليأس والقطع والسد والمنع سبحانه وتعالی عما يصفون واعلم بان معرفة الله لا تكمل الا بمعرفة نبيه صلى الله عليه واله بل الحقيقة ان المعروف في الابداع والموصوف في الاختراع هو مقام نبيه صلى الله عليه واله لانه على ما هو عليه لا يعرفه غيره ولا يوصفه سواه سبحانه وتعالی عما يشركون وان معرفة النبي صلى الله عليه واله لم تكمل الا بمعرفة وصيه لان كل المعارف في العباد ما كان الا من شعاع معرفة وصيه صلى الله عليه واله وان معرفة الحجة لم تكمل الا بمعرفة شيعته المتفرد في مقامه والقابل لتجلي ولايته والمرتضي لسره والحافظ لعلمه وان للدعاء فقرة رابعة مثل الثالثة فرض علی القراء ان يقرئها حفظا لكلها عرفها من عرفها لم يشق ابدا وجهلها من جهلها ضل وغوى ولما كان الامر في هذا الدعاء في قوس الصعود الفقرة الاولی ظاهر والثانية باطن ظاهر والثالثة باطن ثاني والرابعة باطن باطن وكل مرتبة بالنسبة الى فوقها قشر حتى صح حكم النوم في كتاب الحجة (ع) القشر بالقشر والشعر بالشعر عرف الحكم من عرف الاشارات وراء سبعين الف حجاب من ظلمة السوداء وسبعين الف حجاب من ظلمة الصغری وسبعين الف حجاب من ظلمة الكبرى وكل الحجبات ترفع من العبد بقرائة هذا الدعاء بشرطه الموجودة وشروطه المفقودة وكان الله على كل شيء شهيدا والحمد لله رب العالمين

الباب الثاني والعشر

في تفسير ثلث وسط الدعاء

ان اعلم يا ايها الناظر ان تلك الكلمات بعينها هي لب كلمات الاولى لا هي هو ولا هو غيرها بل هو هي وهي هو التي جلت وعلت وطرزت وتلئلئت وتلجلجت وتسبحت وتحمدت وتكبرت وتهللت وتورقت وتقارنت وتفارقت وتحاكت وتعاكست وتنطقت وتشهقت وتلوحت وتيممت وقالت لا الٓه الا الله رب العالمين جميعا بسم الله الرحمن الرحيم اشهدك اللهم يا الٓهي بما تشهد لنفسك قبل كل شيء لا اله الا انت وحدك لا شريك لك قد عرفت الكل معرفة نبيك محمد صلى الله عليه واله لمعرفة نفسك وجعلت كل ما نسب لله بمثل ما نسب الى نفسك لئلا يفوت من شيء شيء من تجلي ذاتيتك ولا يحتجب شيء من ظهور كينونيتك فلك الحمد بعرفان نبيك شعشعانيا متلامعا متقدسا متلججا متلئلئا بعلو نفسك على كل شيء وبعظم ذاتك الذي لا يدركه شيء ولا يساويه شيء انت الذي تعرفت نفسك بنبيك لكل شيء بكل شيء حتى لا يجهلك شيء في شيء ولا يفقدك شيء في شيء ولا يحجب عنك شيء في شيء فسبحانك سبحانك قد خلقت محمدا صلى الله عليه واله لنفسك قبل كل شيء وجعلته اية كينونيتك الازلية في كل شيء فيا نعم الرسول حبيبك الذي اصطفيته لنفسك واجتبيته لمحبتك وكرمته ولايتك وجعلته مقام نفسك في العرفان والايقان بعد الاداء في الامضاء وقبل القضاء في البداء فلك العلو الاعلى والبهاء الاثنى والثناء الاجلى بما تستحق به من وصف ذاتك لا سواه وبما انت اهله من تجلي كبريائك لا دونك ان قلت انت انت اعترفت حبيبك هو هو اذ كنت لم تزل لن تعرف بغيرك ولن توصف بسواك وان قلت هو هو قد انقطع الواو بالهاء في تلقاء الجلال واضمحل الهاء في نفس الجمال لظهور الثناء فسبحانك سبحانك باي صفة استدل على حبيبك وباي ذكر اذكره بين يديك حاش الظن فيه ان ايقنت في حبه او اعترفت بين يديك في عرفانه لان ما سواه مقطوع عنه بعلو ذاتيته وممنوع من معرفته لجلال عظمته انت الاقرب له به وانا الابعد به اليه فسبحانك سبحانك انك لتعلم قد اتممت حجتي بعد الكتاب والصحيفة لعبوديتي في حبيبك لئلا يقول احد في حقي دون ما قدرت لي وانك قد بينت من السن اوليائك حق المؤمن بانه لا يوصف لئلا يصعب علی احد من طلوع نورك الاذعان بقدرتك فسبحانك سبحانك انك لتعلم ما تحملت في محبتك فقد اجترح الناس في حقي بمثل ما افتری النصاری في نفسك لا الٓه الا انت واعتدی القريش في نبيك محمد رسولك صلواتك عليه واله وحاربوا بنو امية بحججك اهل بيت حبيبك محمد صلى الله عليه واله اللهم انك خير عادل في الحكم ومحمود في الفعل اشكوا حزني وبثي اليك فاحكم اللهم بيني وبين من كذبوني في حبك من اهل ارضك في يوم القيمة وهذه الدنيا انك تقدر علی ما تشاء كما تشاء ولا يتعاظمك شيء في السموات ولا في الارض وانك لعلی كل شيء قدير وبالاجابة قدير والحمد لله رب العالمين

اقرء هذا الدعاء في ايام الغيبة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي تجلی على الامضاء بالقضاء وعلى القضاء بالبداء وتظهر على السيناء بالثناء وعلى السناء بالبهاء سبحانه وتعالی قد اقام العرش على الماء بالنور الحمراء وانزل الايات على الالواح بالنور الصفراء وفتق الاجواء من عالم العماء بالنور الخضراء وخرق الهواء من عالم الاسماء بالنور البيضاء سبحانه وتعالى قد ابدع المبتدعات بلا مثال قبلها في الانشاء واخترع المخترعات بلا اشباه قبلها في الاحداث لم يزل هو كائن بمثل ما كان في ازل الازال ولم يزل هو قادر بذاته بمثل ما هو عليه في عز الجلال والجمال وانه المنفرد بالانشاء ابداعا من دون ظهور الجلال والكمال تقدس ذاته عن مشابهة الابداع بذاته وتنزه مثاله عن مطالعة الانوار بمعارضتها وهو الازل الظاهر المتجلي بالابداع بحقيقها وهو القائم المحيط على الاختراع بشئون حقايقها لم يزل هو القادر المنان من دون مشابهة ذكر الاتقان والاعيان ولم يزل هو كائن من دون معارض الاشياء من اشباه الجلال لم يزل هو المتفرد بالبهاء من دون البهاء وهو الدائم من دون وصف ولا ثناء سبحانه وتعالى تقدس ذاته عن ذات ما سواه وتقدس جبروتيته عن مشاهدة الابصار بلا وجه اختيار ولا اعيان ولا اضمحلال ولا جمال سبحانه وتعالى عما يصفون اللهم انت الحي بلا مثال والملك القديم بلا اشباه تقدست ذاتيتك من اشباه الممكنات بحضرتها لانها معينة بالسد الطريق والمنع السبيل وتعالت كينونيتك عن الاعيان بكينونيتها لانها مشرقة عن وجه التعطيل وضد التحويل يا الٓهي وان لم اك قابلا لمشاهدة انوار بهائك وملاحظة ايام لقائك ولكن الامر لما كان من بهاء صمدانيتك قد تحققت ومن جمال ذاتية بهائك قد تذوتت ينسب اليك وان الحكم لما كان من تلقاء جبروتيتك قد تذوتت فعكست الاشباه بالانتقال والامثال بالامثال وانك على ما انت عليه لن تعرف بحقيقة ذاتك ولن تشار بصفة كينونيتك فانت المتفرد الازل لم تزل كنت بلا وصف الهوية ونعت الصمدانية وان كل الاسماء مخترعة بحقيقتها من لا شيء العز بلا من شيء الذل لان جهة التفريق مثال بلا اشباه وذوات بلا اعراض وجواهر بلا انتقال وصمدانية بلا اجمال فسبحانك انت الاقرب بنفسه لنفسه وانت الاعز عن العز لذاته بذاته وانت المتنور بالتقديس اللاهوتية بجمال دون جمال يا محبوب انت الذي تعرف بكل شيء ولا اعرف معروفا يعرف ذاتك وانت الذي تجليت لكل شيء لا من شيء ولا اعرف معبودا من دونك اضمحلت الاثار عن مواقع الاسرار ودارت افلاك الانشاء في غياهب الانوار شهد الله انه لا الٓه الا هو عالم بذاته من دون ذكر معلوم تلقاء جماله وقادر بكينونيته من دون ذكر مقدور في مقابلة انوار بهائه وكان قويا بجبروتيته من دون ذكر قوة في تلقاء جمال صمدانيته انت الذي لن تعرف بنفسك لخلقك اذ المعروفية شان الاقتران والافتراق وانت الذي لن توصف بذاتك لعبادك اذ شان الوصفية حكم الفصل بعد الوصل لم تزل كنت بدوام عزة ازليتك من دون ذكر شيء ولا نعت شيء ولا حكم شيء اذ انت لم تزل قد كنت على حالة الازل والازل نفسك من دون ذكر الازل اذ انت لم تزل لن تقارن بوصف الاشياء ولا تشابه ببهاء الاختراع ولا لك وصف في شان الذاتيات ولا اسم في رتبة الجوهريات سبحانك سبحانك ان قلت انت انت هي كلمة لا يقابلها الا الاحداث ولا يساويها الا الامتناع ولا يعاكسها الا الانقطاع اذ انت لم تزل قد كنت بلا شان البينونية ولا الذاتية ولا الكينونية ولا البهائية ولا الصمدانية ولا السبوحية ولا القدوسية بل انت لم تزل كنت بلا حكم الدوام ولا الازلية ولا حكم الثناء ولا الالوهية ولا حكم الربوبية ولا ثناء اللاهوتية اذ انت لم تزل لم تقترن بجعل الاشياء ولا بالمدلهمات من الثناء ولا بالتعاكسات من الجمال والجلال سبحانك انت الذي لن تعرف ولن توصف ولن تحد ولن تحس ولن تشاء ولن تبين ان قلت انت انت ما رقت الاشباه انيتك وان قلت لا لاشهدت الاشهاد وحدانيتك لم ادر باي صراط عبدتك وان كنت خائفا من ملاحظة عدلك شوقني رجائي في حقك وان كنت راجيا في مشابهة ابناء صمدانيتك لكنت هالكا بالاطمينان من بدائك وقهاريتك لم ادر باي سبيل عبدتك وباي طريق عرفتك ان كنت متوحدا في تلقاء جمالك تلهمني القهر في حكم الشرك وان كنت ساكنا في ملاحظة بهائك تحركني الاكوان بالاعيان باني لست مخلوقا بالامتنان بل كنت فردا في مقابلة الانوجاد وحاشا الظن بكرمك يا خالق البيان اسئلك بحق محمد وال محمد ان تشرفني في كل شان بما انت عليه من الالاء والثناء وان تلهمني في كل شان بما انت عليه من العز والكبرياء واغفر لي ولابوي حيث تشاء بما تشاء ولمن اردت بما تشاء كما تشاء انك انت الله العزيز المنان لا يتعاظمك شيء في السموات ولا في الارض وانك على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين

الباب الثالث والعشر

في حكم ثلث اخر الدعاء

قد عرفناك في كلمة الاول ما شهدناك في كلمة العدل وهذه الفقرة بكلها هي لب فقرة الثاني ولا ذكر في المعرفة الا في هذه الرتبة ولا يعرف الحجة احد الا بما وصف رسول الله عليا سلام الله عليهما بان لا يعرفه دون الله ونفسه والان كان الامر كذلك وان ترد تفصيل هذه الفقرة اقرء حديث النورانية من علي عليه السلام فانه يكفي في معرفة الحجة ولا معرفة في الوجود غيرها وسبحان الله عما يصفون وان في ايام انشاء تلك الكلمات اردت كتابا ثم رأيت كتابا من رجل الذي سماه الله بعد اسم محمد جعفر وقد قسم في كتابه بدم الحسين عليه السلام بعد اني ما قصدت جوابه يوم نزوله لاني ما اطلع بمحاريب القوم علی اصطلاحهم ولكن الان لما قد طلاطم بحر القضاء بالامضاء اريد جوابه بما علمني الله سبحانه ولو لم ينفعه لانه قد اراد الجواب بمحاريب الفلاسفة واهل الجدال واني ما قرئت عند احد تلك المحاريب الخشنة ولكني على وسعي وضري وعجزي ما احب رد السائل ولو لم يسد فاقته ويجبر كسره بل اقول باذن الله بمثل هدبة النملة لسليمان بل اقل ذلك واستغفر الله ربي عن التحديد بالكثير ولا حول الا به فاعلم يا ايها السائل لما كان ايام الحزن اجيبك وراء الحجبات عريانا ليحزن قلبك بمثل ما احزنتني في كتابك لانك ما اردت الا تجربتي فما كبر همك في تلقاء بينا بقيت انت انت صرنا نحن نحن فباي حجة بين يدي الله اردت تجربتي اجيبك على القهر بالعدل ليكون اية لمن قبلك ومن بعدك فيا اخي انصف بالحق فكيف يليق بمثلي ان ادعو الناس من شرق الارض وغربها قبل اكمال الحجة واتمام النعمة فهذا العمل لا يصدر من ذي روح الا وقد علم بانه بنفسه يقاوم كل العباد او كان سفيها لا يعرف شيئا قل لي قبل ان يخلقك الله ربك قال لك الست بربك او بعد خلقك لا شك انه بعد خلقك وكذلك الحكم في ايات قدرته فقبل ان يتم حجة محمد صلى الله عليه واله لم يامر باحد بالاعتراف بحجته لنبوته مع ان الكل لو لم يعترفوا بنبوته لم يوجدوا وكذلك الحكم في حكم الولاية ونوابها فحين وجود الشيء قد خلق الله فيه ايات تصديق الحق وظهوراتها فكيف تظن بمثلي قبل ان اتم حجة الله عليك كيف ادعوك بالاذعان والايقان ان التجار لو لم يكن من عنده لدی احد مالا لم يحوله باعطاء شيء فكيف تظن بي اقل من حكم التجار وانا اريد التصديق قبل ان ارسل عندك شيئا حاش الظن بي قد اتممت حجتي باربعة كتاب وعشرة صحيفة لاهل الوسوسة والشك ولاهل البصيرة باية واحدة التي قد شهد ناظرها بالفطرة المحضة من دون اخذ ولا فكر ولاهل التحقيق بنفسي من دون بينة لاني كنت صادقا في كلماتي من قبل والان قد ادعيت امرا كان وجوده ضرورية بديهية واذا لم نشاهد خلافا كانت الدعوی ثابتة والاصل خلافه ولقد اظهرت يقيني في ذلك الدعوی في المسجد الحرام برجل معروف كما فصلت في صحيفة الحرمين وان ذلك فضل من لدي والا ان الحجة لم يك ناقصة حتى تحتاج بشيء سواها قد فصلت كل ما يحتاج الخلق في كتاب محكم حتى لا يكون لاحد في مسئلة علي سبيلا واني قد جعلت الحجة شيئا التي كل الايات مضمحلة ولو لم تأت بشيء من علامات التي اراد الخلق مني بالفرض ان رسول الله صلى الله عليه واله لو لم يات بكتابه الذي هو فرقان اذا طلب منه التورية والانجيل وما قبلهما من الصحف فرض عليه ان يات به وان لم يأت فليس بحجة على الكل ولكن لما كان كتابه مهيمنا على كل الكتب ان لم يات بغيره ليس لاحد عليه حجة انظر عندك بحر من اكسير الاحمر وجاء احد ويطلب منك حجر وانت لم يكن عندك حتى تأت به هل يقول احد انت عاجز ام لا ولا شك ان العاقل لم ينسب اليك العجز ولا الفقر وسافر معي الى ارض العلى ان كان احد يطلب من بقية الله قول كلمة التوحيد مثل عيسی وانه يقول لا الٓه الا الله ولا شك ان تلك الكلمة ليس مثل كلمة عيسى بل جاء عليه السلام بكلمة كانت كلمة عيسى (ع) عندها معدومة وان الحجة لمن سئل بالغة مع انه عليه السلام لم يأت بمثل كلمة عيسى (ع) ولا تحجبك الاشارات فيما اردت لك باني لو لم اطلع بمحاريب القوم ولم نات بقواعدهم لم ينقص حجتي ولا عجز لي بذلك لاني قد أتيت باعظم من ذلك وهذا اعظم دليل بان الذي لم يقدر بالادنى قد جاء بالاعلى وليس ذلك في حق عبد ممكنا الا من شاء الله وانك لو فتحت هذا الباب بان الحجة لا بد ان يات بكل شيء يكذبك نفسك لان امامة ابراهيم الخليل لم يكن في الحجة (ع) بل فيه امامة هذه الامامة معدومة عندها وكذلك الحكم في امري قد جئت بعلم المعرفة بالله واوليائه بعد ما لا اعلم من سبل القوم حرفا وان كلمني لا اعلم محاريب القوم سامحة في الجدال والا بكل العلوم اعلم ودليلها كانت معرفتي بالله ونقطة كل العلوم في يدي ودليلها تلك الصحايف التي ملئت شرق الارض وغربها فاذا تلجلجت بتلجلج تلك الكلمات فاعرف حكم ما سئلت من اجتماع الامر والنهي في شخص واحد بان الامر لم يزل امر وان النهي لم يزل نهي وان الحق لم يزل حق وان الباطل لم يزل باطل وان الشخص لم يزل واحد وان امر الله ابدا لم يتغير ونهي الله لم يتبدل وان في كل شان امر الله امر ونهي الله نهي انظر الى فرض صلوة الجمعة لم يزل تلك الصلوة فرض لاهلها وان امر الله الواقعي هو امر الله الظاهري وان القول يفرق تكليف الواقعي النفس الامري والظاهري التشريعي سفسطة لاهلها وهذه الصلوة لم تزل لاهلها فرض فاذا نزلت في غير اهلها نهي وكذلك الحكم في كل جزئي وكلي من الاصول والفروع في كل شان وفي كل حكم ولو كان من عند غير الله نزل لوجدوا فيه اختلافا فكلا ثم كلا وان بسط هذه المسئلة في كتب الاصول يرجع بما ذكرت لك اذا خرجوا اهلها من كلمات الوقوف بارائهم واستكبارات اهوائهم ليشهدون حق الواقع في هذه المسئلة قولي في كتابك وكفى به لمن استبصر واهتدی الى الله سبيلا واما ما اردت من دليل المجادلة على وحدة الواجب سبحانه بما كبر عصيانك وعظم تقصيرك ما عندي دليل لوحدته ولا عند احد من خلقه ومن ادعى الدليل له فقد افترى عليه لانه سبحانه لا يعرفه غيره ولا يدل بذاته سواه ان الدليل دليل لمن لا يدل بذاته لذاته من دون دلالة غيره فاستغفر الله ربك واقرء كتابه ولا يجادل في ايات الله الا الذين كفروا وانا ذا استغفر الله من قبلك عن مسئلتك انه جواد كريم واما ما سئلت من محاريب اهل الرسوم فاني بعزة ربي ما اعلم منها حرفا واذا سافرت الى ارضك احب ان اقرء عند اهلها معك ولا تزعم اني افرح في كتابك ولكني لافرح بعد ما كتبت لك الا الحق فكيف اجيبك الى نقطة تلك المحاريب الخشنة وان الشمس قد انكشفت ان اردت ربعا فربعا في اسمي وان اردت ثلثا فثلثا في اسمي ومن ورائها برزخ الى يوم يبعثون وان بمثل كتابك لدي كتب كثيرة ما اجبت لاحد ولا اريد الا ما شاء الله بلغ سلامي الى من ارادني بحب رسول الله فاني احب لمن احبني ان يكون عنده بعضا من الصحائف العدلة بكل كتاب الحسنية المفصلة على كتب القوم بشان ايات القران فارغبوا في ثواب الله بماء الذهب واحسن خط جلي وان في ذلك الكتاب فليتنافس المتنافسون ولا تقل في حقي كلمة البابية ولا تكن مثل الخوار مفتريا علي بعد عجزه وعجز ابناء جنسه في اية واحدة بل فأت اية واحدة [ان كنت] من الكاذبين ولا تخف في اعلاء كلمة الحق من ابناء الجنس في البشرية وانى احد من تلامذة سيد المقدم سلام الله عليه بلغ معاشر شيعتنا ان لا يعتقدوا في حقي دون العبودية فاني لعزة الله لا اعلم من الغيب حرفا وما كان عندي علم [كان] ولا يكون ابدا فكيف اذا علمت ارض بما جرى القضاء في حقي بذلي وظلم شيعتي عن يد الجبارين لاي شيء ما اخترت ارض المقدسة التي جمع خلق كثير لضرتي لا وعزة ربي لا اعلم مما نزل بي حرفا واني عبد مؤمن بالله واياته وكفى بذلك علي فخرا وكفى بالله علي شهيدا وانا ذا ادعوك ومن على الارض لدى المحاجة بتلك الكلمة ليسد السبيل من نفس كل عن المجادلة معي وهي اني الان قد جعلت اربعة كتاب وعشرة صحيفة موجودة حجتي من مولاي فمن اراد التقابل فرض عليه بان ياتي بكلها حتى الحرف بالحرف فاذا جاء بكلها اقوم معه واقرء عليه شهرا او ما شئت ايات الله من لساني بديعة بدون فكر ولا تامل وانه ان اقر بمثلي حتى الشان بالشان فحينئذ اباهل به ليمحو الله صور السجين من عند الرجل ويحق الحق في شاني بصور العليين الا يا اهل الارض ان استطعتم بذلك الامر فمثالكم مثال افلاطون الحكيم والاخر فرض عليه بان يقر بعيسى (ع) والا ففروا الى حجباتكم واجلسوا مع نسائكم ولا تفضحوا انفسكم فان اليوم لا يقدر ان يقوم معي احد ولمن اراد السؤال مني بالجدال فرض عليه اولا ان يظهر من عند نفسه ثلاثة امارة واضحة الاولى ان لا يكون من اهل تلك الاية وجحدوا بها واستيقنتها بانفسهم ظلما الثاني ان لا يكون من اهل تلك الاية [نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون] الثالث ان لا يكون من اهل تلك الاية يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون فاذا حلف لا اعتقد بحلفه مثل قوله تعالى حكاية عن الذين قالوا والله ان اردنا الا الحسنى ونزل الله في حقهم واولئك هم الكاذبون وان لم يقدر يإتيان تلك الامارات لا يحل عليه السؤال فمن اليوم يقدر بإتيان تلك الامارات بذلك لا والله قد سددت وبعد تلك الحجتين بيني وبين الكل حرف السؤال بالسد الاكبر من زبر الحديد فوربي ان هذا لسد ليأجوج ومأجوج هذه الامة اعظم من سد ذي القرنين وكفى بالله وبمن فيه بعض روح الايمان شهيدا الا من يقدر بعد تلك الحجتين بالسؤال فانا حي مجيب فاسئلوا ما شئتم فان الله ربي حين اضطر بشيء يلهمني وانه لا اله الا هو لغني قدير يا ايها الملا لا تعجبوا من حكمي [فاني] اول مؤمن بايات الله بفضل الله ومنه اولی من الناس وانه يكفي من قبلي لمن لا يجد نفسي في الامر ولو كان مثله في العباد بالعلم لكثير ولكن الله قد احبه لسبقته فسوف يرفع الله المانع وانا بنفسي ادرس انشاء الله باصحابي فسبحانك اللهم يا الٓهي قرب ايام لقائك في حق عبادك فاني مؤمن بك وتائب اليك واقول انت حسبي لا الٓه الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين والحمد لله رب العالمين وسبحان الله رب العرش عما يصفون ولو اني في هذه الفقرة الشريفة من الدعاء فررت عن التبيان لجواب العيان الى رجال البيان ولكن الامر لا يختلف كل الشئون يكون تفسير تلك الفقرة وكل البطون رشح من هذه الطمطام العلية انظر الى ما نظر علي (ع) من بواطن التورية فانها احرف الحجية في الظهور وتمام العمل في البطون لا الٓه الا الله روي عن امير المؤمنين (ع) انه قال اخترت من التورية اثني عشر اية فنقلتها الى العربية وانا انظر اليها في كل يوم ثلث مرات الاولى يابن ادم لا تخافن سلطانا ما دام سلطاني عليك باق وسلطاني عليك باق ابدا الثانية لا تخافن فوت الرزق ما دام خزانتي مملوة وخزانتي مملوة ابدا الثالثة يابن ادم لا تانس باحد ما وجدتني ومتى اردتني وجدتني بك القريب الرابعة يابن ادم اني احبك فانت ايضا احبني الخامسة يابن ادم لا تامن من قهري حتى تجوز الصراط السادسة يابن ادم خلقت الاشياء كلها لاجلك وخلقتك لاجلي وانت تفر مني السابعة يابن ادم خلقتك ثم من نطفة ثم من علقة ولم اعي بخلقك ايعيني رعغيف اسوقه اليك الثامنة يابن ادم اتغضب علي من اجل نفسك ولا تغضب على نفسك لاجلي التاسعة يابن ادم عليك فريضتي وعلي رزقك فان خالفتني في فريضتي فاني لا اخالفك في رزقك العاشرة يابن ادم كل يريدك لاجله وانا اريد لاجلك فلا تفر مني الحادية عشر يابن ادم لا تطالبني برزق غد لا اطالبك بعمل غد الثانية والعشر يابن ادم ان رضيت بما قسمت لك ارحت قلبك وبدنك وانت محمود وان لم ترض بما قسمته لك سلطت عليك الدنيا تركض فيها كركض الوحش في البرية ولا تنال الا ما قدرت لك وانت مذموم سبحان الله وتعالى عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

الباب الرابع والعشر

في حكم البرائة من اهل الكفر والعناد

فيا ايها الناظر من اهل الكفر والعناد فانظر باليقين ودع سبيل التدقيق ورق الاشارات في التحقيق والق ما في يمينك والشمائل من سبحات الدقايق فان الاكوار قد كورت ادوار قد دورت والمشية قد طرزت والارادة قد ذوتت والقدر قد فصلت والقضاء قد اقضت والامضاء قد امضىت والاجل قد كتبت والكتاب قد سطرت فانا لله لا يصح المعرفة الا باركان اربعة قل بعد تلك الكلمات من الدعاء اللهم عرفني باب حجتك فانك ان لم تعرفني باب حجتك ضللت عن ديني سبحان الله والحمد لله ولا الٓه الا الله والله اكبر قد ظهر اسم المكنون بطراز مستور على افق الظهور بنور الغيوب الا يا ايها الملا فاحفظوا امر الله فان الاول لا يصلح الا بالاخر ولا تقطعوا عما امر الله ان يوصل به فاني عبد الله معترف بذنبي بين يدي الله وشاكر بنعمائه التي قد اختصني الله بها دون احد من العالمين فاعرفوا امر الله جهرة فان المعرفة لا يصح الا بالبرائة من اعداء الله ومن شك في حكم البرائة من اعداء الله فهو عدو بئس للظالمين بدلا اللهم اني اشهدك باني بريء من عمل الرابع قبل الاول ومن الثاني قبل الثالث ومن نسب الي ويرد لي كلماتي فاحكم اللهم بيننا وبينهم بالحق وانت خير الفاصلين اللهم انك لتعلم ان من ركن معرفة باوليائك هي كانت معرفة شيعتهم اللهم صل وسلم على الاقرب بالاقرب وعلى الابعد بالاقرب انك مستوي على عرش العطاء فانصر اللهم من نصرهم واخذل اللهم من خذلهم وانت الكافي في حقهم سبحانك وتعاليت عما يصفون ولما كان الدهر انزلني وان الناس ينظرون الى المعروف بالذكر اذكر في ذلك الباب شهداء علي لحقي في ذلك الامر فالاول منهم احمد الاحسائي رحمة الله عليه حيث قد سلم علي في حياته في سبيل الحج برجل تاجر من اهل اصفهان المعروف بجرفادقاني حيث قد اخبرني رجل من الازكياء بعد ما كتب في اشارات كلامه والثاني منهم كاظم سلام الله عليه وانه لو كان ميتا ولكن حي عند ربه قد كتب في شرح القصيدة وغيره ذكر ذلك الامر وكفى به لمن استظهر واهتدی دليلا والثالث والرابع شاهدان بتصديق علمي وانهما معروفان بالعلم حيث قد كتب الشيخ والسيد صلوات الله عليهما في حقهما حكم الثناء والاجتهاد وبالحقيقة انهما عضدان لهذ الفئة وكفى بشهادتهما في حقي على ذلك الامر شهيدا وسبحان الله رب العرش عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين قال رحمة الله عليه في شرح القصيدة في اول خطبته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي طرز ديباج الكينونية بسر البينونية بطراز النقطة البارز عنها الهاء بالالف بلا اشباع ولا انشقاق ودارت باركانها على نفسها فبرزت ديباجة عنوان الازل فلاح عنها الطراز الاول باستنطاق الكاف بايتلاف ووفاق وتثنت فتكعبت وتذوتت فتم بها نظم الكلمة التي هي الاصل في اشتقاق فهي اثنتان فعززنا بثالث ثلاثة الاصل واربعة الفرع فنسبت فكان مطلع قصايد ديوان الكون بظهور لا الٓه الا الله عند الانشاء والاستنطاق فانتظمت وانتشرت واختلفت وائتلفت واجتمعت وتفرقت واجملت وتفصلت فملئت بها الافاق وفيه في غير موضع امثال تلك الاشارات كثيرة كما ذكر عند ذكر قبة بلصيال وغيره كقوله رحمة الله عليه عند شرح قد سبحوا الى اخره اشعار الى قوله رحمة الله عليه دقيقة انيقة مخفية الا من العارفين الكاملين مطوية الا عن صدور المؤمنين وهي ان القوم حملة الستر والحجاب والاعلام لما وصوا الى باب باب ذلك الجناب سجودا اشارة الى ما قال علي بن محمد الهادي العسكري عليهما السلام اذا صرت بالباب وقف واشهد الشهادتين فان باب الله لا يعرف الا بذكر الله عنده فان ذكر الله عنده فهو الباب والدليل والجناب والسبيل وان لم يذكر الله ولا اسمه ولا صفة عنده فليس ذلك الباب باب الله ولا ذلك الجناب جنابه وفيه في اخره والبلبل المغرد على هذا الغصن هو الروح الملكوتية اللاهوتية الاية الكبرى اللسان القائل اني انا الله فلم يزل يغرد بلحن لا كيف له ولا اشارة بقوله تعالى قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وعلى الغصن الاول حامل الاسم الاعظم الاعظم الاعظم والذكر الاجلى الاعلى فيغرد بالذكر الجلي الذي هو الخفي الذي هو الاخفى بلا كيف ولا اشارة يا هو يا من هو الا هو والى هنا يختم الكلام ليكون ختامه مسكا

اما شهادة الشهادة فهذه صورتها صورة كلمات ملا عبدالخالق ايده الله تعالى هو الله سبحانه السلام على ذكر الله الافخم للعرب والعجم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي فتح لبابه الحطة بابا وجعله رفيعا منيعا والشكر لله الذي وضح لذكره الاعظم ذكرا ونعثه تاما سويا والسلام على اول نوره نور الله فصيره سراجا منيرا ثم الصلاة والسلام على الذين هم ال الله حقا حقيقا وغب هذا باي لسان اشكر الله لتشرفي بخدمتك زمانا طويلا وباي بيان اعتذر اليك من غفلتي سبحانك واحزنا كثيرا وباي خطاب اثني على الله حيث كتبت لي عبدا مطيعا فهنيئا لي ثم هنيئا بان راني عبد الله حول الباب مقيما حبذا ثم حبذا بوعد لسان لسان الله جنة العدن حتما مقضيا فيا ربي والٓهي اسئلك الوصول الى خدمة سيدي ومولاي سريعا قريبا واحشرني في زمرته واعوانه وانصاره واصحابه خالصا صفيا بحق الذكر الاعظم الذي جعله الله لنا شمسا مضيئا

صورة ما كتبه حاجي ملا محمد علي القزويني البرغاني ايده الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم السلام من السلام وبالسلام الى السلام يعود السلام لا الٓه الا هو المعبود كل البرية اليه يرجعون ثم السلام من حضرة الابداع الذكر القديم لاهل الاسلام والتسليم اجمعين وله الحمد لا الٓه الا هو حيث عرفنا حكم الابداع بالاختراع وجعلنا من الذاكرين وله المنة لانعامه علينا بفتح المجرة لنزول الرحمة منهم لو لم نكن من المؤمنين لان الرب عز وجل لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم وما يفعل بعذابنا لو كنا بانعمه من الشاكرين اللهم اجعلنا من المقرين بتوحيدك لا الٓه الا هو والخاشعين لاياتك وللرحمن عابدين وله ساجدين كما امرت بالسجود واهل العليين اطاعوك وخلق السجين من امرك اعرضوا وعادوك ولك الشكر يا شكور قد الهمتنا بمعرفة الشجرة ونارها ودهن المتعصر منها وحصول المصباح وامر الزجاجة وتمام الكلمة بدوران النقطة وجعلتنا من المسلمين وبعد قد بلغنا الرسول ما كان مامورا وسمعنا امره وقد كنا لالواحه من الناظرين وقد اكرمنا الله عز وجل عن ملاحظة الالواح معرفة اركان التوحيد وتبين الرشد من الغي وانا انشاء الله لامره من المطيعين ومما اشتبه علينا من المتشابهات مسلما لامر ذكره العلي العظيم من المسلمين لعل الله انشاء لله تعالى يلهمنا معرفة سره بعد حين او قبل حين ونرجو من الرب العلي الكبير ان يقرب الفرج للمستضعفين بحق ال الله عليه وحقه على ال الله اجمعين والصلاة والسلام من الرب تعالى على قصبة الياقوت الاربعة عشر من المعصومين وبعدهم على فقراء شيعتهم من المسلمين ومحبيهم المحبين المنتظرين ولسائر الافئدة التي تهوى اليهم من المذروئين والمبروئين اللهم صل على محمد وال محمد وصلى الله عليه واله وعجل فرجهمبحقهم يا كريم

صورة ما كتبه ملا شيخ علي سلمه الله تعالى

هو العلي البديع

سلام الله وسلام ملئكة المقربين وانبيائه المرسلين على بواب باب ذكرالله الحكيم والنبأ العظيم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي اذن لفتح باب بيت النور الموضوع في اول الازمنة والدهور لهداية كل الخلق الى مشاهدة الظهور المبارك الذي فيه آيات بينات نزلت من النور على النور بالنور في الطور فجعلها الكتاب المسطور في رق منشور وانزلها بملائكة المقربين الحافين بعرشه الى بيت المعمور لظهور ان لا اله الا هو العلي العظيم الرحيم الغفور والصلوة والسلام على نبيه المحبور الذاكر الذكر المذكور واله الهداة المهديين الذينهم نور على نور ونور فوق نور وعلى شيعتهم الساكنين في دار السرور لا سيما على الباب الاعظم الاعظم الظاهر المشهور الغايب المستتر المحتجب عن نواظر الغيور اللهم اجعل له في قلوبنا هيبة ووقارا ومحبته تجزينا عنا وتوصلنا اليه بانواع السرور والحبور مولاي اسئلك ان تطلبنا وتشرفنا بنوع من الظهور بفاضل نور الطور اقل من سم الابرة من عظمتك المستور من يحرق به عنا جميع جبال السبحانية والحرور بمحمد واله سادات العرب والعجم ومدبري كل الامور فان لهم عليك حق موفور والامر منك واليكم

الصحيفة الخامسة تمت الكتاب في ثاني شهر جمادي الاولى سنة 1329

المصادر