بسم الله الرّحمن الرّحيم
فاعلم يا أَخي الجليل وأثبت قدميك على صراط الله الجميل واعرف أنّ الله سبحانه ما خلق شيئا إلّا وقد بَيَّنَ حكمه في الكتاب وما قدّر الله داء إلّا وقد خلق له دواء فاستغفر ربّك الّذي لا إله إلّا هو الّذي ليس كمثله شيء واجهد على العمل لأنّ الله ما حكم للبلاغ إلى القطع إلّا بعد اليأس عن كلّشيء وادخل بابه في لجّة الأحديّة فإنّ الله قد طهّر واردها من إشارات الشّيطانيّة ولا تَخَفْ لشيء ولا تحزن عن شيء فإنّ الله قد حرّم خوفه لمن فيه خوف من غيره وأزكى المؤمنين في كلامه من حزن الغير كقوله الحقّ الحمد لله الّذي أَذْهَب عَنَّا الحزن واستقر على الأمر بالإخلاص فإنّ الله قد جعل لكلّ شيء مَقَامًا مَوقُوفًا وَارْضَ عن الله بقوله الحقّ إن كان كلّ شيء بقضائي وَقَدَرِي فالحزن لماذا وَاتَّكِلْ على الله في كلّ الأحوال وَأَقْبِلْ بكلّك على الله حتّى المحو عمّا سواه وأيقن بالغفران بعد ورودك ذلك الباب وانتظر أمر الله فَإِنَّ نَصْرَ الله كَانَ قَرِيبًا وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ