بسم الله القديم الاقوم الذي لا اله الا هو العظيم الادوم قد شاء الله ان ينشئ عن سر اسمه الاعظم في هذا اللوح المعظم للرجال الذين قد جعل الله بيوتهم فوق عرش القدم ولقد كتب الكاتب مكتوبا فيما اراد الله في علم التقارب والتباعد معلوما وها انا ذا قد اعلمه فيما وهب الله الانسان حينا من الدهر لم يكن شيئا مذكورا انا هديناك السبيل اما شاكرا واما كفورا انا جعلناه في الكتاب للتقارب وصفا مشهودا وللتباعد حدا موجودا ان كانت نظرتك في لجة الاحدية فكن حامدا لله الذي لا اله الا هو الحي القيوم فردا لان الله قد ارفعها على الاضداد والانداد رفعا للذين يريدون الله ووجهه في جنة قد كان عند الله عدنا الذين لا يجعلون مع الله الها اخر وياتيه يوم القيمة فردا اولئك الذين يجعلهم الله بسمعه وبصره سميعا وبصيرا ويسقيهم الله من كاس مجده شرابا طهورا الذين وعدهم الله جزاء موفورا وسيعطيهم الله يوم القيمة جنة وحريرا ان هذا لهو الحق معروفا ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا اولئك الذين يدخلونهم الفردوس نزلا خالدين فيها متكئين على الارائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا وان كانت نظرتك في يم طمطام الواحدية فكن عبد الله الذي خلقك وياتيك يوم القيمة فردا واعلم ان التقارب علم الاله فردا والتباعد علم الكتاب قدرا وسانبئك الحق بما شاء الله فيهما سرا فلما خلق الله نقطة الامكان قربا انزلها الى عوالم الاكوان جهرا وناديها الى الاقبال امرا فاجابت الرحمن خشعا وذلا وامرها الرحمن كورة اخرى الى الادبار من العلى الى ما تحت الثرى فاطاعت الرحمٰن رغبة ورهبا ثم ناديها الجليل سرا فاذكر اسم ربك بكرة اصيلا انا نحن نزلنا عليك القران تنزيلا فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم اثما او كفورا وسبح ربك بكرة واصيلا فانا لا نريد دونك خليلا بك اصيب العباد واجزاهم قليلا وكثيرا وبك اعاقب اهل النار بكرة وعشيا ثم خلق الله من يمين العرش ماء اجاجا وجعلها نقطة البعد سواها بما شائت لنفسها من عدل الحكيم اختيارا ثم امرها الجليل مرة اولى عما امر نقطة القرب قويا فعصت امر ربها سرا وجهرا ثم ناديها القديم نزلة اخرى مما اراها الله مرة الاولى فكفرت بالرحمن مستقبلة ضعيفة فانزل الله العذاب عليها صدقا وعدلا ثم جعل الله نقطة التقارب وجهة للاقبال دورا وامدها كما اوجدها ولا شيء محضا وجعل الله نقطة التباعد نقطة الادبار كورا وامدها الرحمن باظلة الاقبال عدلا وقد جعل الله بين النقطتين برزخ الامكان سرا من نظر اليها عرف قول الرحمن فاصلا وجمعا قال الله سبحانه مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان من اراد الوصول الى ذلك العلم المكنون فعليه اطاعة المعبود في قوله المحمود ومن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي الماوى ما زاغ البصر وما طغى ولقد راى من ايات ربه الكبرى قد علمه شديد القوى عند سدرة المنتهى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم بايات الله يوقنون لقد كشفت الحجبات للواقفين في منزل السبحات وايقن فيما اشرناك من ماء البارد الطهور النازل من عين سلسال الظهور فاوصلناه بالمعبود في كل العروق حتى غلب لك النور واستقامت نفسك على الطور هنالك يدعوك ربك بلسانه الغفور فاستقم في مقعد السرور غير بائن عن المحجوب والمستور هنالك قال الله سبحانه وانك من عبادنا الصالحين لا تخف ولا تحزن فانا مع المحسنين ولمثل هذا فلنجزي العاملين والحمد لله رب العالمين