شرح حديث (مَنْ عَرَفَ نفسه...ربّه)​

حضرت باب
النسخة العربية الأصلية

تفسير من عرف نفسه فقد عرف ربّه – من آثار حضرت نقطه اولى – بر اساس نسخه مجموعه صد جلدى، شماره 67، صفحه 181 – 190

تذكر: اين نسخه كه ملاحظه ميفرمائيد عينا مطابق نسخه خطى تايپ گشته و هرگونه پيشنهاد اصلاحي در قسمت ملاحظات درباره اين اثر درج گرديده است.

بسم الله الرحمن الرحيم

قال السائل سلمه الله تعالى ما معنى الحديث المروي عن علي عليه السلام من عرف نفسه فقد عرف ربه اقول اعلم يا اخي رحمك الله اني اوصيك اولا قبل البيان بوصايا ان تقبل مني يسهل عليك الوصول والا اشتد عليك الامر ولا سبيل لك الى المعرفة الا بمعرفتها اولها ان تطهر قلبك اولا عن كل قاعدة اخذتها عن علمائك لانهم اخذوها عن عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض ويكفر بعضهم بعضا الم تر الى الذين بدلوا نعمة الله اي معرفته كفرا واحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار فسوف يلقون غيا ويحسبون انهم يحسنون صنعا كلا تجري من قلوبهم الهاوية على لسانهم نار الشرك وسموم الكفر ولا يشعرون وانت ان تنصف ربك وخفت مقامه ونهيت نفسك عن مقالة القوم قد عرفت اني من الصادقين واني والله لعليك حبيب شفيق وثانيهما ان لا تقس كلمات ائمتك بكلام الخلق لان الكلام ظهور من مظاهر فعل المتكلم ومراة حاكية عما في قلبه فكما ان نفوسهم حجة بالغة واية محكمة من الله سبحانه على العالمين كذلك كلامهم فكما انه لو اجتمع الخلق على ان ياتوا بمثل اية من القران لم يقدروا كذلك في كلامهم وكلامهم لا يشابه كلام احد من الخلق وكلامهم حجة الله على الخلائق وهو الجامع الكامل لانه صدر من مصدر الطهارة ومن واحد من كلماتهم يخرج كل الدين بل كل الوجود واثر حرف من حروف كلمته انظر بالحقيقة ان الله تعالى قديم وحده ليس معه غيره لم يزل ولا يزال على حال واحد الان كما كان نفسه نفسه والخلق في صقع ملكه وهو سبحانه لما شاء فمشيته احداثه لا من شيء وهو لم يلد شيئا بل خلق الاشياء بالمشية وخلق المشية بنفسها وان المشية اول نقطة مذكورة في الامكان وهو ذكر الاول الذي ذكر الله نفسه باني انا الله لا الٓه الا انا كنت كنزا مخفيا فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف وخلق الله سبحانه من دلالة هذه الكلمة التي هي اخر مراتب النقطة ماء الذي به حيوة كل شيء وليس عند منشائه بمشيته الا حرفا وان المشية من نفس الله الظاهر تلئلئت ولو كانت من الازل لزم التغيير فانه تعالى لم يزل على حالة واحدة والمشية في مقام الشيء وهو عالم امكان مطلق والازل نفسه نفسه وحده وحده لا ذكر هنا ولا رسم هنا وان الذكر والرسم الذي عبرنا مشيته وهي صفة استدلال عليه لا صفة تكشف له دليله اياته وهي المشية ووجوده اثباته وهو اية الاحدية لا بعد محمد محل مشية غاية ولا سر ولا نهاية وكل الاشياء مدل عليه وهو المدل على الله وحده لانه ليس في هذا المقام له جهة دون نفس الله من عرفهم عرف الله اعني معرفة الظاهر في الامكان معرفتهم له الخلق والامر واليه ترجع الامور لان الامر والخلق حادثان لا يرجعان الى القديم بل رجع من الوصف الى الوصف ودام الملك في الملك وانتهى المخلوق الى مثله السبيل الى الازل مسدود والطلب مردود دليله اياته ووجوده اثباته وان كل الافعال منه من الله سبحانه وتعالى كما صرح بذلك الحجة عليه السلام في زيارته لمحمد بن عثمان العمري مجاهدتك في الله ذات مشية الله وامثاله في الايات والاخبار كثيرة وكل شيء منهم [عليهم السلام] من الله لانهم ما ينطقون عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وان كلامهم كلام الله ومن قال لم وبم فقد كفر وان كلامه [عليه السلام] محيط بكل شيء جار في كل العوالم بحسب لغات اهلها وليس في كلامه [عليه السلام] تشبيه اذ المشبه عين المشبه به ولا كناية ولا مجاز لان المجاز والكناية صفة العاجز وهو القادر المقتدر فان الله تعالى علم ادم الاسماء من في عرضه وتحته وهذا الادم ابونا ادم بعد الف الف اي متنزل من ادم الاولى بالف الف مرتبة وهو لا يقدر على معرفة اسماء الائمة عليهم السلام لان عيسى الذي هو اشرف الانبياء اعترف بذلك وحكى الله تعالى عن قوله لا اعلم ما في نفسك وان الذي ورد في الاحاديث ان الله علم ادم الاسماء الخمسة لتوبته وهو محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فما دعى الله احد بهم الا على الله ان يستجيب وتلك المعرفة في مرتبة ادم [عليه السلام] والشيء لا يجاوز وراء مبدئه وكفاك هذا ان لا يقاس بكلام مواليك عليهم السلام كلام وثالثها ان لا تؤل ما تقدر كلام اهل العصمة عليهم السلام بالنقص ولكن بالعلو والشرف اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه والذكر بالعجز كذب وافتراء قل الله اذن لكم ام على الله تفترون ان المفترين ماويهم النار وما لهم من نصير فاقبل وصاياي والله عليك وكيل واما معنى قول علي عليه السلام فاعلم واثبت قدميك على الصراط قال الله تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق وقال الله في الانجيل اعرف نفسك تعرف ربك ظاهرك للفناء وباطنك انا وقال رسول الله صلى الله عليه واله اعرفكم بنفسه اعرفكم بربه وقال عليه السلام حين سئله الاعرابي عن عالم العلوي قالعليه السلام صور عارية عن المواد خالية عن القوة والاستعداد تجلى لها فاشرقت وطالعها فتلالات فالقى في هويتها مثاله فاظهر عنها افعاله وقال الحسين عليه السلام في دعائه يوم عرفه الغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدل عليك ومتى بعدت حتى تكون الاثار هي التي توصل اليك عميت عين لا تراك وقال علي ابن الحسين عليهما السلم في دعائه في السحر المعروف بدعاء ابي حمزة الثمالي بك عرفتك وانت دللتني عليك ودعوتني اليك ولولا انت لم ادر ما انت وقال الصادق عليه السلام العبودية جوهرة كنهها الربوبية فما فقد في العبودية وجد في الربوبية وما خفي في الربوبية اصيب في العبودية وقال الامام عليه السلام في دعائه في شهر شعبان الهي هب لي كمال الانقطاع اليك وانر ابصار قلوبنا بضياء النظر اليك حتى تخرق ابصار القلوب حجب النور فتصل الى معدن العظمة وقال الحجة عليه السلام في دعائه في شهر رجب اشارة بهذا المقام لا فرق بينك وبينها الا انهم عبادك وخلقك فتقها ورتقها بيدك بدؤها منك وعودها اليك اعضاد واشهاد وحفظة ورواد ومناة واذواد فبهم ملات سمائك وارضك حتى ظهر ان لا الٓه الا انت فانظر بعين فؤادك على ما القي اليك واعرف وايقن فان الله تعالى قديم وحده لا اسم له ولا رسم له نفسه نفسه ولا تصعد طير الافئدة الى جنابه ولا وهم الاشارة بعز قدسه وهو كما يقول لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وحده وحده وليس معه غيره لا الٓه الا هو فلما اراد ان يخلق الممكنات خلقهم على هيئة فعله وخلقهم لا من شيء بقدرته فارادة الله احداثه لا غير ذلك فلما خلق الممكنات بالامر والممكن ممتنع الوصول والصعود اليه الحق سبحانه اجل واعظم من ان يعرفه احد لان المعرفة فرع الاقتران وذلك صفة الامكان وهو الحق اعز واجل من ذلك وجب في الحكمة ان يصف نفسه للممكنات وان وصفه احداثه لا من شيء وهذا الوصف لا يشبهه شيء من الخلق جعله الله سبيل معرفته واية توحيده يبلغ الممكن الى غاية فيض الله الممكن في حق عالم الامكان وجعل الله ذلك الوصف حقيقة العبد وهو ربوبية الرب جل وعلا وهي نفسه وفؤاده ووصف الله نفسه لكل شيء بكل شيء والقى في هوية كل شيء مثال نفسه حتى عرفه بها وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد وذلك الوصف اية الرب وحقيقة العبد ولهذا الوصف مراتب بعدد انفاس الخلائق وكل النفوس بمنزلة المرايا وهو الظاهر للمرايا بالمرايا وهو الواحد اية الله ووصفه ولكل الاشياء هذه النفس موجودة من عرفها عرف ربه والمقصود ان لا سبيل الى الله الا بمعرفة هذه النفس التي هي معرفة الرب لان الشيء لا يدرك وراء مبدئه من عرف نفسه بصفات بارئه عرف ربه وذلك الوصف وصف الرب ليس كمثله شيء وهو العلي الكبير ولذا قال الامام عليه السلم اعرفوا الله بالله والرسول بالرسالة واولي الامر بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولهذا الوصف على الحق من الله للعبد مراتب اربعة لتجليات اربعة الاولى وصف الدلالة لله الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وهو مقام توحيد الصرف والتفريد البحت وهو اوله عين اخره وظهوره عين بطونه لا سبيل اليه الا بما وصف نفسه وهو اية الله القديم الذي هو العالم ولا معلوم والسميع ولا مسموع والبصير ولا مبصر السبيل مسدود والطلب مردود والثاني التجلي عن صفاته وهو النبوة والثالث التجلي عن اسمائه وهو الولاية والرابع التجلي عن افعاله وهو الشيعة وان التعبير بالتجلي الاربع وصف ظهوري ولا وصف لله تعالى الا بفعله وان كان سبيل معرفته بعدد انفاس الخلائق ولكن ينحصر في ثمانية عوالم في الطول وهي كلياتها التي الاول عالم النقطة والالف والحروف والكلمة وهو عالم محمد واهل بيته عليهم السلام والثانية عالم الانبياء والاوصياء والثالثة عالم الانسان والرابعة عالم الجن والخامسة عالم الملائكة والشياطين والسادسة عالم الحيوان والسابعة عالم النبات والثامنة عالم الجماد ووصف كل عالم ثان وصف ماهية عالم الاول الى منتهى مقامه ولذا ورد في الحديث ان النملة تزعم ان لله زبانيتين وان ذلك الوصف الذي في كل شيء ربوبية الله له به اولم يكف انه على كل شيء شهيد اي موجود في غيبتك وحضرتك وذلك عمود النور الذي ينظر اليه الامام عليه السلام ويتوجه ويطلع به الى اعمال الخلايق ولو اراد اظهره في كل شيء كما اظهر من عصا موسى ما اظهر واشار [عليه السلام] الى صورة الاسد فصار حيوانا ومن هذا الباب تفتح صعوبات اكثر الاحاديث مثل قول الامام عليه السلام في زيارة انصار الحسين عليه السلام بابي انتم وامي فان مد بصر الامام عليه السلام اية الله فيه وهو لا يرى نورا الا نور الله ولا يسمع صوتا الا صوته ولا فرق بين هذا الوصف للعبد وبين قول لا الٓه الا الله كلاهما ايتان مخلوقتان تدلان على الله لان الحدوث وصفاته حين الوجود من حيث كونه اثرا لفعل الله تعالى في الوجدان غير ملحوظ جهة انيتها وحدوثيتها بل مرتفعة باذن الله وشجرة الماهية عند هذا الوصف لا ذكر لها وهي شجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار لان الوصف من حكم الله اعطى الماهية على ما هي عليه بما هي عليه وما هو بظلام للعبيد وعرف الماهية محله كما اشار اليه علي عليه السلام في خطبة الشقشقية وان شجرة الكفر اي الماهية ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى بنفس معرفتها جحدت وكفرت وما الوصف بظلام للعبيد وان هذه الشجرة لها تاثير من الظلمة بوجود النور انظر الى الشمس فلما طلعت نورت كلما اشرقت عليه نوره فلما ورد على الشجرة صارت لها ظلا فلما ارتفع ارتفع الظل فالظل ذكر ولا نصيب عند الشمس فلذلك حد المنكر عند المعروف واستغفر الله من التحديد بالكثير وان اهل التصوف لما وصلوا الى هذا المقام زعموا انهم وصلوا الى الله وقولوا في كتبهم قولا عظيما تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وكان ذلك في مذهبنا كفرا اعوذ بالله من لطخ الشيطان وسبحان الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا وهنا وقف القلم عن الجريان ونحن لا نقصر عن البيان عرف من عرف وجهل من جهل ولا تؤتوا السفهاء اموالكم فانا لله وانا اليه راجعون والحمد لله رب العالمين

المصادر