تفسير سوره بقره - آيه (۱ - ۱٤۲)

حضرت باب
النسخة العربية الأصلية

تفسير سوره بقر ه، جزء اول – من اثار حضرت نقطه اولى – بر اساس نسخه مجموعه جلدى 69، صفحه، 156-377

تذكر: اين نسخه كه ملاحظه ميفرمائيد عينا مطابق نسخه خطى تايپ گشته و هرگونه پيشنهاد اصلاحي در قسمت ملاحظات درباره اين اثر درج گرديده است.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه السورة المباركة عند الله سبعة ايات محكمات الاية الاولى كتاب محمد صلى الله عليه واله وقد جعل الله فيها احكام وجود مما لا بداية له ولا نهاية وهي [جنة] الفردوس قد جعل الله ظلها لمن امن بنبوته ودخل عليها بها والثانية كتاب علي عليه السلام وقد جعل الله فيها احكام ولاية المطلقة مما هو عليه وهو جنة الواحدية قد جعلها الله ظلها لمن اقر بولايته والثالثة كتاب فاطمة صلوات الله عليها وقد جعل الله فيها كلما لها وعليها وهي جنة النعيم جعل الله ظلها لمن امن بها واحبها بعدما عرفها بما هي اهلها كما تجلت للعارف له به فحينئذ حلت تلك الجنة له الرابعة كتاب الحسن عليه السلام وفيها مكتوب احكامه واحكام شيعته ممن قد دخل لجة الاحدية بيت ظل محبته وهي جنة العدن وقطب الجنان والخامسة كتاب الحسين عليه السلام واخذ روحي فداه منها احكام نفسه حتى قرء فيها اسم قاتله عليه اللعنة والعذاب وهي جنة المقام وقد جعل الله ظلها لمن اقر بولاية الحسين عليه السلام وجاء بزيارته وبكا وبكى لمصابه والسادسة كتاب جعفر ابن محمد عليهما السلام وفيها مكتوب ما شاء الله فيه وهي جنة الخلد والسابعة كتاب موسى ابن جعفر عليهما السلام وفيها مكتوب كل ما شاء الله فيه وهي جنة الماوى وقد جعل الله ظلها لمن اقر بولايته الامام عليه السلام قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الٓمٓ ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين هذه الاية لاهل الحقيقة كانت معرفة الله سبحانه يعرفون حروفها حرفا واحدا ومعانيها معنى واحد مع تغاير حرفها وكثرة معانيها وهم قوم يعرفون الله بالله ويرون بارئهم والفردوس راي العين والفردوس نفسه لانهم لا ينظرون بغير الله كان ولم يكن معه من شيء الان كما كان وهم اهل الجنة الاولى بقائهم بقاء الله وليس لهم وصف دون انفسهم وما سواهم معدمون عند مقامهم ولذا صار الجنان ثمانية والجحيم سبعة والسبعة ظل السبعة والاولى لا ضد لها ولا ظل بل في الحقيقة خلوة من الجنان والجنان خلوة منها وهي جنة التوحيد وشبح التفريد لا يقارنها ولا يساويها شيء وهو قول علي عليه السلام قد تجلى لها بها والمتجلي بالكسر نفس التجلي وهو المتجلي بالفتح والازل نفسه نفسه لا يقارن شيئا ولا معرفة عن جنابه لا بالكشف ولا بالاستدلال لان ما سواه معدوم عنده وهو الله كان ولم يكن معه شيء الان كما كان فكيف يعرفه من لا يوحده وهو المعروف بما يمكن في حق الامكان قال علي (ع) لا فرق في المعرفة الا انهم عباده وخلقه وهو المعروف بالايات والمشهور بالعلامات وتلك المعرفة حق التنزيه للحي القديم اذ سواه لا يمكن في حق الامكان قال علي عليه السلام في خطبتة اليتمية ان قلت مم هو فقد باين الاشياء كلها فهو هو وان قلت هو هو فالهاء والواو من كلامه صفة استدلال عليه لا صفة تكشف له وان قلت له حد فالحد لغيره وان قلت الهواء نسبته فالهواء من صنعه رجع من الوصف الى الوصف وعمي القلب عن الفهم والفهم عن الادراك والادراك عن الاستنباط ودام الملك في الملك وانتهى المخلوق الى مثله والجاه الطلب الى شكله وهجم له الفحص الى العجز والبيان على الفقد والجهد على الياس والبلاغ على القطع والسبيل مسدود والطلب مردود دليله اياته ووجوده اثباته وهو وجوده الظاهر للامكان به ووجوده الذي لا يعرفه سواه سبحان من لا يعلم كيف هو الا هو ولاهل الظاهر يعرفون بها مقامات محمد وال محمد سلام الله عليهم الف حرف محمد صلى الله عليه واله وهو ولاية الله تعالى واللام حرف علي عليه السلام والميم حرف فاطمة صلوة الله عليها وان الله قد ابدع اللام والميم بامره فعند الاجتماع هي كلمة كن وبامره قامت السموات والارض ولذا قد كان المدان في الحرفين الاخيرين وليس للالف مد لانه مظهر الولاية عن الله سبحانه وهذه كلمة التوحيد لان حروف لا اله الا الله اثنى عشر واصلها ثلثة وهو الالف واللام والهاء والهاء لما تنزل في ثمانية عوالم سبعة عوالم الفعل وواحدة عالم الانفعال فقد ظهر حرف الميم فيهم سلام الله عليهم قد ظهر ان لا اله الا هو قال علي السلام نحن الاعراف الذين لا يعرف الله الا بسبيل معرفتنا بنا عرف الله وبنا عبد الله لولانا ما عبد الله ولولانا ما عرف الله وقد قال الصادق عليه السلام الٓمٓ هو حرف من حروف اسم الله الاعظم المتقطع في القران الذي يؤلفه النبي والامام عليهما السلام فاذا دعا به اجيب والاسم الاعظم هو ان يدخل العبد لجة بحر الاحدية به فاذا دخل كان دعائه نفس الاجابة اولم يكف بربك انه بكل شيء محيط واذا دعى الله من وراء البحر لم يدعو الرحمن لان الداعي والمدعو والمدعو به ثلثة قالت النصارى ثالث ثلثة انما هو الٓه واحد فمن دعى الله به اجاب الله دعوته واعظم الاسماء هو هو بغير اشباع واو وباب ائتلافه هو ان يدخل على الله بغير توجه الباب لان الباب هو الاشارة وقد قال عليه السلام كشف السبحات الجلال من غير اشارة وهو معنى قوله عليه السلام الٓهي امرتني بالرجوع الى الاثار فارجعني اليها بكسوة الانوار وهداية الاستبصار حتى ارجع اليك منها كما دخلت اليك منها مصون السر عن النظر اليها ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها انك على كل شيء قدير والكتاب لشيعة علي عليه السلام لا ريب فيه واعظم الكتاب بحر القدر لان فيها حكم الاشياء والبداء والمحو والاثبات بما لا نهاية الى ما لا نهاية وكل من في الوجود كتاب الله املاء رسول الله صلى الله عليه واله وكتبها علي عليه السلام بيده فقبل كتابته لا وجود لشيء والكتابة اثر من فعل الكاتب وهو معنى قوله (ع) نور اشرق من صبح الازل فيلوح على هياكل التوحيد اثاره وهذا الكتاب اول شيعة اقر بولايته قبل الكتب ولذا ارسله الله على حبيبه خير الرسل واحصى الله كل ما في الصحف وهذا الكتاب لا ريب فيه لان الشيعة هي الركن الرابع لا يتم ظهور الٓمٓ الا بهذا الكتاب قال الامام موسى ابن جعفر عليه السلام حين سئله عن الاسم الاعظم قال عليه السلام اربعة احرف الاول كلمة لا الٓه الا الله والثاني محمد رسول الله (ص) والثالث نحن والرابع شيعتنا وهم كلمة التكبير في التسبيح الاربعة والشيعة الاولية هم الانبياء والاوصياء وان من شيعة علي (ع) لابراهيم اذ جائه بقلب سليم عن الكثرات ودخل مدينة ولايته حين غفلة عما سواه والشيعة الثانوية هم المؤمنون من الانس وهم اشعة الانبياء وهم اذا خلصوا عن اغيار الكثرات ودخلوا بيت الجلال بلا اشارة دخلوا في ظل ملك الامام عليه السلام واذا قال الامام عليه السلام هؤلاء شيعتنا ذلك كلمة فضل وجود قد تجلى لهم بهم والا ففي الحقيقة لا ذكر لهم عند ذكرهم بل لا وجود للانبياء عند وجودهم وهم الموجودون حين لا وجود لشيء الان كما كان سبحانهم عما يصفون وعلامة الشيعة ان يكون حركتها حول الرب في كل الاحوال لا يتحرك الا بالله ولا يسكن الا بالله فاذا كان كذلك فهي الشيعة والا فهي ناقصة في رتبتها فاذا كان الامر كما اقول كان اية لمولاه من نظر اليها عرف كل الحق كما هو حقه من عالم الوحدة الى عالم الكثرة بما لا نهاية الى ما لا نهاية وقد كان لها كل ما كان لمولاه من المعرفة والطاعة والمحبة والمعصية من اطاع امره فقد اطاع الله ومن انكره فقد انكر الله الراد عليه كالراد على الله قال الامام عليه السلام من سر مؤمنا كمن سرني ومن سرني فقد سر الله ومن اذى مؤمنا كمن اذاني ومن اذاني فقد اذى الله ومجمل القول لا فرق بينهما وبين مولاه الا انهما عباده وخلقه وكشف عن هذا السر قول الصادق عليه السلام في ذكر السلمان صلى الله على سلمان صلى الله على سلمان صلى الله على سلمان وذلك رشحة من ذكر الكتاب قد عرفها اهل الباب قال الصادق عليه السلام الكتاب علي عليه السلام لا شك فيه بانه يثبت التفريد ويوقن التوحيد لله الصمد الحميد و لا ريب في ولايته لانها جائت من السماء مشافهة ولا ظن ولا وهم في وصايته لرسول الله صلى الله عليه واله حيث عرفوا الكل من الكل واهل الشرك جحدوا بها واستيقنتها انفسهم وما الله بغافل عنهم جزاهم وصفهم اخبر جنابه الحق في خطبته الصدق المعروف بالشقشقية وانها اي مبدء الانكار ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى الي الطير وكل فروع الانكار ليعلم كعلمها وهذا ظاهر لكل الاقطار من في الادوار والاكوار بان وصي محمد المختار هو علي قامع الكفار كالشمس في رابعة النهار ولا دليل اعظم في ولايته الا اية نفسه الذي جعل الله في الافاق والانفس حتى يتبين للخلق انه الحق قال رسول الله صلى الله عليه واله الحق مع علي وعلي مع الحق يدور معه حيث دار وذلك مكشوف لاهل الديار لعن الله اهل الجحود واهل الكفر والانكار وهو لا ريب فيه هدى للمتقين الهداية من محمد (ص) الله ايجاد الشيء والهداية من محمد صلى الله عليه واله السفارة الكبرى والهداية من علي عليه السلام العطاء لكل ذي حق حقه والهداية عند اهل الحقيقة واحدة وبالتعلق ثلثة قال رسول الله صلى الله عليه واله وانا المنذر وعلي هاد وهدايته لاهل البيان تجليه لهم بهم بان لا اله الا هو الحق ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولاهل المعاني بان محمدا صلى الله عليه واله منفرد في الامكان عن النظير والشبيه واقامه مقام نفسه في الاداء في كل العوالم اذ كان لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير ولاهل الابواب بان ال الله سلام الله عليهم مظهر محمد صلى الله عليه واله في المعرفة والاداء في عوالم الامكان والاكوان وبهم تحركت المتحركات وسكنت السواكن ولاهل الامامة بان اوصياء محمد صلى الله عليه واله اثنى عشر نفسا وهم حروف لا اله الا الله في الرقوم المسطرات وان الفاطمة صلوات الله عليها صديقة طاهرة لا يساويها بعد الائمة شيئا وكل قد اتاه عبدا ولاهل الاركان بالركنية ولاهل النقباء بالنقابة ولاهل النجباء بالنجابة ولكل شيء بما هو عليه وكل ذلك تجليه لما سواه بما سواه وهو في عز جنابه هاد ولا مهدي الان كما كان وهدايته كانت نفس المتقين وللتقوى درجات لاهل الحقيقة والبيان الاعراض عن السبحات ومحو الموهومات وهتك الاستار والورود في بيت الجلال والاستقرار في مقام هو نحن ونحن هو بل انهم اجل شانا من هذه الصفات والكلام يجري للاغيار والا انهم منزهون عن الصفات والاسماء بل هم اهل التوجه البحت البات والمتوجه نفس التوجه والعلم هو المعلوم وليس في رتبتهم مقام انية الصلوحية فكيف يجري عليهم ما يجري لغيرهم بل انهم اهل لجة الهوية وقد قال رب ادخلني في لجة بحر احديتك لا اسم ولا رسم ولا تبيان ولا بيان ولا اشارة ومن قال في حقهم لم وبم فقد كفر سبحان الله العظيم ولا يعلم كيف هو الا هو والتقوى للخصيصين الاعراض عما يشغلهم عن الله والورود في مدينة الواحدية حين غفلة من اهلها وهو المقصود في الدعاء وطمطام يم وحدانيتك وهو المراد في الدعاء الذي قد قرئه الامام عليه السلام في يوم الشعبان الهي هب لي كمال الانقطاع اليك وانر ابصار قلوبنا بضياء نظرها اليك حتى تخرق ابصار القلوب حجب النور فتصل الى معدن العظمة وتصير ارواحنا معلقة بعز قدسك الهي واجعلني ممن ناديته فاجابك ولاحظته فصعق لجلالك وناجيته سرا فعمل لك جهرا ولاهل الخواص العصمة الكبرى التي تمنعهم عن الغفلة عن ذكر الله ولا يرى شيئا الا وراى الله معه ولا يرى نورا الا نوره ولا يسمع صوتا الا صوته ويفقهون في مقام الله هو هو ونحن نحن ما عبدتك خوفا من عذابك ولا طمعا في رضوانك بل وجدتك اهل للعبادة فعبدتك وعلامته للسالكين ان لا يرى نفسه واقفا في ذكر الرحمن وهم رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ويذكرون الله في السر والعلانية بقول امامهم الحسين عليه السلام الغيرك يا رب من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدل عليك ومتى بعدت حتى تكون الاثار هي التي توصل اليك عميت عين لا تراك ولا تزال عليها رقيبا وخسرت صفقة عبد لا يكون له من حبك نصيبا ولاهل الظاهر ان لا يرى الله مولاه في حال الا وله مطيع قال رسول الله صلى الله عليه واله اعمل بفرائض الله تكن اتقى الناس وقد قال ابو جعفر عليه السلام يا معشر الشيعة شيعة ال محمد كونوا النمرقة الوسطى يرجع اليكم الغالي ويلحق بكم التالي ثم قال والله ما معنا من الله برائة ولا بيننا وبين الله قرابة ولا لنا على الله حجة ولا يتقرب الى الله الا بالطاعة فمن كان منكم مطيعا لله تنفعه ولايتنا ومن كان منكم عاصيا لله لم تنفعه ولايتنا ويحكم لا تغتروا ويحكم لا تغتروا وقال عليه السلام خطب رسول الله في حجة الوداع فقال ايها الناس والله ما من شيء يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار الا وقد امرتكم به وما من شيء يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة الا وقد نهيتكم عنه الا وان الروح الامين نفث في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا لله واجملوا في الطلب ولا يحمل احدكم استبطاء شيء من الرزق ان يطلبه بغير حله فانه لا يدرك ما عند الله الا بالطاعة وقد قال حسن ابن علي ابو الحجة عليهم السلام في تفسيره لهذه الكلمة بيانا وشفاء للمتقين من شيعة محمد وعلي عليهما السلام اتقوا انواع الكفر فاتركوها واتقوا الذنوب الموبقات فافضوها واتقوا اسرار ال الله واسرار ازكياء عباده الاوصياء بعد محمد صلوة الله عليهم فاكتموها وانفقوا سر العلوم من اهلها المستحقين لها ففيهم انشروها وكلما اذكر في سبيل التقوى من الاسرار والاعلان هو ثمرة التوحيد ولا يعرفها الا اهل التجريد والتفريد قال الله تعالى الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون للايمان مراتب ودرجات لاهل التجريد نفس التفريد ولما سواه الايمان بكل اية حق تجلى الحق لاهل الحق من الدرة الى الذرة ولو علم الناس كيف خلق الله الخلق لم يلم احدا احدا وهو ان الله قد خلق الخلق على ما هم عليه من القبول والانكار وعلة القبول هي علة الانكار وهي نفس الاختيار وان الله سبحانه اعطى كل ذي حق حقه بما هو عليه على ما هو عليه وعلم الله بما هو عليه هو علم الامكاني وهو نفس ما هو عليه وعلم الله اولى بحقيقة التصديق والعلم الذات هو الذات لا يعلمه غيره وهو العالم ولا معلوم الان كما كان فلما ابدع الاشياء فابداعه علمه بما هو لما هو وعلمه بالاشياء قبل كونها كعلمه بها بعد كونها وهو لم يزل عالما ولا كيف لعلمه كما لا كيف له الا بعلم من خلق وهو اللطيف الخبير وكليات مراتب الايمان سبعة الاولى اهل جنة المشية والثانية اهل جنة الارادة والثالثة اهل جنة بحر القدر والرابعة اهل جنة العدن والخامسة اهل جنة الاذن والسادسة اهل جنة الخلد والسابعة اهل جنة الماوى ولكل مرتبة من هذه السبعة حظائر ما لا نهاية والساكنون فيه عباد لا يعلم عددهم احد الا من شاء الله وهو ما اشار ابو عبدالله عليه السلام في قوله ان الله عز وجل وضع الايمان على سبعة اسهم على البر والصدق واليقين والرضا والوفاء والعلم والحلم ثم قسم ذلك فمن جعل فيه هذه السبعة الاسهم فهو الكامل فيحتمل وقسم لبعض الناس السهم ولبعض سهمين ولبعض الثلثة حتى انتهوا الى سبعة وقد قال لا تحملوا على صاحب السهم سهمين ولا على صاحب السهمين ثلثة فتبهضوهم كذلك حتى ينتهي الى صاحب سبعة والبر لمحمد والصدق لعلي واليقين للحسن والرضا للحسين والوفاء لفاطمة والعلم لجعفر والحلم لموسى سلام الله عليهم فمن امن بهم وبغيبهم لهذه السبعة اذا كررت فهو المؤمن الخالص والغيب هو محمد صلى الله عليه واله لانه غيب عما سواه ولا يعلم كنهه غير الله ومحل تفصيل هذا الغيب هو القائم محمد ابن الحسن عليهما السلام وهو الذي قال الصادق عليه السلام في معناه حين سئله عن الغيب في هذه الاية قال عليه السلام هو الحجة الغائب وعلي نفس رسول الله صلى الله عليهما والهما حيث اشار صريحا في كلامه الرفيع ظاهري امامة وباطني غيب منيع لا يدرك وللغيب مراتب غير متناهية الامكان غيب الاكوان في كل عالم بحسبه وكون سلسلة العالي كان غيب سلسلة السافل هكذا يجري في كلي وجزئي من الحقائق والصفات الى ما لا نهاية بما لا نهاية وذلك في سلسلة الحدود والكثرات واما عند اهل البيان الغيب نفس الشهادة والشهادة نفس الغيب ولا يعلم الغيب الا الله وعنه اهل الظاهر وهو الباطن لاهل الباطن هو ما قال ابو الحجة الحسن العسكري عليهما السلام في تفسير هذه الاية يؤمنون بالغيب يعني بما غاب عن حواسهم من الامور التي يلزمهم الايمان بها كالبعث والحساب والجنة والنار وتوحيد الله وساير ما لا يعرف بالمشاهدة وانما يعرف بدلايل قد نصبها الله عز وجل كادم وحوا وادريس ونوح وابراهيم والانبياء الذين يلزمهم الايمان بهم وبحجج الله وان لم يشاهدوهم واقامة الصلوة هي الاذعان لمحمد واوصيائه صلوة الله عليهم بالولاية المطلقة الكبرى والصلوة من بدئه الى ختمه هي صورة التفريد وهيكل التوحيد وشبح الولاية ولا يقيمها حق الاقامة الا محمد واله مظهر الولاية لان الصلوة اول مقام الفرق بين الحبيب والمحبوب وهم سلام الله عليهم كانوا تلك المحبة كنت كنزا مخفيا فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف وقال السيد الاكبر محمد صلى الله عليه واله فوق كل حسنة حسنة وحبنا حسنة ليس فوقها حسنة تجلى الله لهم بهم وما اقام المحبوبية الحقة الا فيهم ولا يظهر العبودية المحضة الا فيهم فهم المصلون بالحقيقة الاولية حين لا مصلي سواهم وهو سر الحديث قف يا محمد ان ربك يصلي الان كما كان فيهم سلام الله عليهم ظهر الربوبية وفيهم تمة المربوبية بحيث لا يمكن في حق من سواهم واقامتهم في الصلوة هي وصف الله لهم بهم ولما سواهم هي وصفهم من الله سبحانه وهم السبع المثاني اذا قرء المصلي سورة الحمد في الركعتين وصف الله في كل اية لاحد من اهل العصمة بلسان عبده بما تجلى له به وح اقام الصلوة اذا علم تلك المقام ودخل هذا الديار لان الصلوة لقاء المحبوب ووجه المعبود وهي حينئذ معراج المؤمن قال عليه السلام نحن معراج المؤمن اسماء الله الحسنى لا يقبل عمل احد الا بمعرفتنا فمن عرفهم بانهم لقاء الله ووجهه ونفسه المحمود وسره وعلانيته ولا هم هو ولا هو غيرهم اي بما تجلى لهم بهم فقد اقام الصلوة قال علي عليه السلام اي اية لله اكبر مني واي نبا اعظم مني وهم سلام الله عليهم محال العبوديات والربوبيات بعبوديتهم وجدت ربوبية ما سواهم ولذا من اقر بولايتهم في صقع العبودية اقام الصلوة مع ما فيها من مقامات الرحمن ومن اقام الصلوة وكشف السبحات ودخل بيت الجلال فهو المقر بظل ولايتهم في صقع العبودية وفيهم تمت عبودية الجامعة حيث لا يتحقق في حق من سواهم ابدا وها انا ذا اذكر رشحا منها قال رسول الله صلى الله عليه واله ما عبدناك حق عبادتك وما عرفناك حق معرفتك وقال ولده علي ابن الحسين عليهما السلام الهي وعزتك وجلالك وعظمتك لو اني منذ بدعت فطرتي من اول الدهر عبدتك دوام خلود ربوبيتك بكل شعرة في كل طرفة عين سرمد الابد بحمد الخلايق وشكرهم اجمعين لكنت مقصرا في بلوغ اداء شكر اخفى نعمة من نعمك علي ولو اني كربت معادن حديد الدنيا بانيابي وحرثت ارضها باشفار عيني وبكيت من خشيتك مثل بحور السموات والارضين دما وصديدا لكان ذلك قليلا في كثير ما يجب في حقك علي ولو انك يا الهي عذبتني بعد ذلك بعذاب الخلايق اجمعين وعظمت للنار خلقي وجسمي وملات طبقات جهنم مني حتى لا يكون في النار معذب غيري ولا يكون لجهنم حطب سواي لكان ذلك بعدلك علي قليلا في كثير ما استوجبته من عقوبتك ومثل تلك الكلمات يظهر من كلهم سلام الله عليهم بل سر الامر كل شعرة من جسمهم لكان ناطقا بذلك في كل الاحوال وهو لما كان العبد في كل مراتبه كان احتياجه بالله كبدء وجوده وكان الله سبحانه متجليا له به في كل مراتبه كبدء وجوده وكل الان يجري قول الرحمن كما بداكم تعودون وتلك المعصية الكبرى والخشية العظمى للعباد وهو وقوفهم في بيت العبودية حيث نظروا فيهم في الامكان او بالاعيان نظر الاثنينيه والا اذا ارتفعوا عن تلك النظر ووقفوا في منظر الاعلى فارتفعوا الاحكام وذلك فيما سواهم ال الله واما في اهل العصمة سلام الله عليهم لم تزل ولا تزال تلك المعبودية باقية وهذا الخوف والخشية دائمة لان عبوديتهم ربوبية ما سواهم لو ارتفع النظر من انفسهم لفنى العالمون وان الله خلقهم للبقاء لا للفناء ووعد الله حق وهم نظرتهم نظرة الرحمن وانفسهم نفسه سبحانهم عما تصفون قال علي عليه السلام في مقام عبوديته لله الهي ان وعدت المطيعين النار والعصاة الجنة فبعزتك وجلالك ولا حول ولا قوة الا بك لكان ابن ابي طالب عابدا لك وهذا خلوص عبوديتهم لله تعالى حيث لم يقدر احد سواهم وسر الامر هو ما كشف الصادق عليه السلام في قوله انه (ع) كان يصلي في بعض الايام فخر مغشيا عليه في اثناء الصلوة فسئل بعدها عن سبب غشيته فقال ما زلت اردد هذه الاية وهي اياك نعبد واياك نستعين حتى سمعتها من قائلها وهذه لا يختص بحالة وذكر بل هم سلام الله عليهم في كل الاحوال يسمع من قائله كلما يذكر لان الداعي هو المدعو يكشف سره للاخيار حتى لا يضل اهل الاسرار وذلك ظاهرة لاهل الديار كالشمس في رابعة النهار وقول الله مما رزقناهم ينفقون اي يجعلون نفوسهم مظهر الرحمانية وتعطون مما اعطاكم الله لكل ذي حق حقه لاهل الحكمة من اسرار العلوم والحقايق والايات المحكمة ولاهل الموعظة الحسنة من البواطن والمعارف وفروض العادلة ولاهل المجادلة من الظواهر والقشريات على نهج المصطلحة بينهم على طرف الحسان لسكون انفسهم لانهم همج رعاع حرم الله عليهم ما حلل لغيرهم ومن الانفاق العطاء على اهل جنة الفردوس من اسرار المشية والواح المعرفة ما ينبغي لعز قدسهم وعلى اهل جنة العالية من الاسرار اللاهوتية الازلية الثانوية الغير المتناهية من معرفة ارادة الله العالية ولاهل جنة النعيم من اسرار قلزم المواج المتذاخر العميق من سر القدر ومعرفة اختيار الاشياء باذن الله لا يجبر ولا يفوض بل قد خلق الاشياء بسر الاختيار وان هذا الباب هو عرض هذا لجنان اوسع عما بين السماء والارض وهو الشمس المضيء ولا يطلع عليها الا الفرد القديم ولاهل جنة العدن من اسرار القضاء والبداء بان كيف جرى القضاء للبداء ويرفع الامضاء عند جريان البداء ومعرفة ان هذه الجنة اعلى الجنان ولا حظيرة لها وهي قطب الجنان وتدور الجنان حولها معرفة اهلها ولاهل جنة المقام باسرار مقامات الله وعلاماته ولاهل جنة الخلد من اسرار الحجب والسرادقات وكيفيته تعلق البهاء والجمال لاهل المجد والكمال ولاهل جنة الماوى من معرفة مسجد الاقصى الى او ادنى ولاهل جنة السلام بالسلامة من غير الله وهو الفقر الذي فخر به رسول الله صلى الله عليه واله لانه انفق كله بالله وصار فانيا بحيث لا يبقى لوجوده شيء فلما انفق كلما رزقه الله جعله الله باقيا ببقائه فحينئذ كان فنائه عين بقائه وفقره عين غناه فمن اطاع كفعل رسول الله صلى الله عليه واله في الانفاق فكان داخلا في هذه الاية والا فلله المشية وفيه وذلك اعظم مراتب الانفاق لاهل دار السلام لا يعرفه الا من دخل بيت الله الكريم وشرب من كاس مجده القديم اذا دخل وشرب صدق لاهل الاسلام دار السلام ومن الانفاق لاهل الجحيم السبعة كل مراتبة لما هم اهله من الانكار والرد واسناد الكفر والشرك مما يستحق بهم ومن الانفاق ان يعطي كل شيء على ما هم عليه وان يضع كل شيء في محله الحقايق في الحقايق والجواهر في الخزائن والصفات في الصفات والاعراض في الاشباح وللمؤمنين رافة وخضوع وخفض الجناح ورحمة وللكافرين نقمة وغلظة وللاسماء بان لا يسمى شيئا الا ما سماه الله ورسوله واوليائه وقد قال ابو جعفر عليه السلام قال للنواة انها حصاة وللحصاة انها نواة ثم دان به فهو مشرك وللاحياء بالستر والعفو وللاموات بذكر الخير وطلب المغفرة ولكل شيء ما حدد الله ورسوله حتى لو سئل رجل وهو على فرس لا ينبغي ان يرده ومن الانفاق في وقت الصلوة الصلوة والزكاة الزكاة والصوم الصوم والحج الحج والجهاد الجهاد وكل ذلك رشحة من الانفاق وقد عرفها اهل النفاق قال الله تعالى والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون هذه الاية عطف على قوله تعالى الذين يؤمنون بالغيب وتابع له في الاعراب رفعا ونصبا وجرا لفظا ومعنى وهي عند اهل الحقيقة هي الاية الاولى بعينها سرا وجهرا لانهم ينظرون بالاشياء بنظر الرب يرى الامكان وما فيها حرفا واحدة وما انزل اليك من معرفة توحيد الذات والصفات والافعال والعبادة وما انزل من قبلك على الانبياء وهو قشر ما انزل من معرفة الله واسمائه وصفاته وجميع اوامره وبالاخرة هو علي عليه السلام وهو ما نزل اليك من ولايته لان اول ما صعد من محمد صلى الله عليه واله هو علي عليه السلام واول ما نزل على جنابه هو علي (ع) وما بعث الله نبيا الا بولايته (ع) وما نزل من الله كتابا ولا امرا الا في ولايته (ع) والاخرة هو الاول ويوم الاخرة هو يوم الفضل وهو يوم ولايته (ع) الذي جعل الله في كل شيء لفضل الحق والباطل وهو على صراط الواقف فقال بالجنان خذ هذا فانه مني من جنة الاحدية وطمطام الواحدية وجنات الستة وحظائرهم السبعة فاطاع الجنان امره كطاعة عبد ذليل لمولاه الجليل وهو القائل بالنيران السبع خذي هذا فانه عصى امري فاطاع امره كطاعة عبد جائر عند عدل ملك العدل القاهر وهو لم يزل لواقفا على الصراط وقائلا بتلك المقال من سبقت لها العناية ادركهتا ادركها السعادة دخلت بيت الولاية وهي دار الاخرة وجنة الخلد وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعملون ومن سبقت لها الشقاوة من نفسها بالاعراض عن ولايته دخلت بيت الجحيم وهي دار الدنيا والدنيا ملعونة خائنة وسر الامر ان للاشياء حركتان حركة ذاتية اصلية حول ربها وهي حالة الاقبال ودار الاخرة وحركة عرضية مجتثة حول نفسها وهي حالة الاعراض ودار الدنيا وكلتاهما يحوم حول علي (ع) لانه قطب عالم الامكان وكل يستمد منه المدد بما يقتضي نفوسهم وما هو بظلام للعباد وقد قال الحسن بن علي (ع) من دفع فضل امير المؤمنين عليه السلام على جميع من بعد النبي (ص) فقد كذب بالتورية والانجيل والزبور وصحف ابراهيم وسائر كتب الله المنزلة فانه ما نزل فيها الا واهم ما فيه بعد الامر بتوحيد الله والاقرار بالنبوة والاعتراف بولاية علي عليه السلام والطيبين من اله عليهم السلام وقد قال الحسين ابن علي عليهما السلام اي الزاهد العابد دفع الفضل علي عليه السلام على الخلق كلهم بعد النبي (ص) ليصير كشعلة نار في يوم ريح عاصف وتصير سائر اعمال الدافع لفضل علي عليه السلام مثل الحلفاء امتلات منها الصحاري واشتعلت فيها تلك النار وتغشيها تلك الريح حتى تاتي عليها كلها فلا تبقى لها باقية وهو والله ما قال الامامان الحسنان (ع) قد عرفها اهل العهود بعين الشهود وقد عرفها اهل الشهود على كلمة المعهود وها انا لاذكر سرها ان اية الولاية هي نفس اية النبوة واية النبوة نفس الاية الاحدية من دفع فضل اية الولاية التي جعل الله في كل شيء وهي اية علي عليه السلام كمن دفع فضل اية النبوة ومن دفع فضل اية النبوة كمن دفع فضل اية الاحدية فح هو قول الحسين (ع) فلا تبقى لها باقية وان عليا (ع) هو ما انزل اليك من ايات الله وعلاماته وهو وما انزل من قبلك على الانبياء لما تجلى لهم بهم من ايات التوحيد وعلامات التفريد ومقامات التجريد وايات النبوة لمحمد صلى الله عليه واله وايات الولاية لنفسه ولاوصيائه سلام الله عليهم وهو دار الاخرة فمن اقر بولايته له به فقد شرب من كاس المختوم من يدي الحي القيوم من شراب الكوثر وهو الماء الطهور وصرف الظهور من علي عليه السلام وهو سر ما قال الصادق عليه السلام لابي بصير فقد شربته اي ماء الكوثر عرف من عرف ولا يعرفه الا اهل الشرف قال الله تعالى اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون ثم اخبر الله تعالى عن جلالة هؤلاء الموصوفين بهذا الصفات الشريفة من الايمان بالله وحده واقامة الصلوة وهي الاقرار بنبوة محمد صلى الله عليه واله والانفاق في سبيل الله بفضل شيعة علي عليه السلام والايمان بما انزل الله في ولاية علي والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن ومحمد الغائب المنتظر سلام الله عليهم وبالدارالاخرة وهي الفاطمة صلوات الله عليها على هدى والهداية على هؤلاء المؤمنين على اربعة اقسام قسم بازاء الالف وهو طمطام الواحدية من حب الله الخالص وقسم بازاء اللام وهو حب الانفراد في نبوة محمد صلى الله عليه واله خاصة وقسم بازاء الهمزة في اولئك وهو الحب الخالص لايمان باوصياء محمد وبنته صلواة الله عليهم وقسم بازاء الكاف وهو الحب الخالص لشيعة ال الله سلام الله عليهم اوليئك هم المهديون من ربهم اي مربي وجوداتهم في التكوين والتدوين وللمربوبية مراتب سبعة الاولى ربوبية ذات البحت القديم سبحانه وتعالى وهي ربوبية اذ لا مربوب ذكرا ولا عينا ولا احاطة وهو لم يزل رب ولا مربوب الان كما كان سبحانه تقدست ربوبيته من ان تنال اليها يد مما سواه لا كلام ولا بيان ولا رسم ولا اسم ولا عبارة ولا اشارة عن معرفتها السبيل مسدود والطلب مردود سبحان ربك رب العزة عما يصفون والثاني دليل تلك الربوبية وايتها اي العين التي تستدل بها اليها وهي معرفتها معرفة الاول بالدلالات لانها وجهها ومعرفة الوجه هو عين معرفة ذي الوجه الهي بك عرفتك وانت دللتني عليك ودعوتني اليك ولولا انت لم ادر ما انت وهو دل على ذاته بذاته ولا ذكر للمربوبين في ساحة عزه لا ذكرا ولا صلوحا ولا احاطة ولا ظهورا بل في الحقيقة تلك الربوبية الربوبية الاولى ولا اسم ولا اشارة الى جنابه سبحان القديم عن وصف ما سواه هو خلو من خلقه وخلقه خلو منه كلما اشار من معرفته هو معرفة اياته سبحانه هو الاجل عما تصفون والثالث ربوبية المشية وهي ربوبية اذ مربوب ذكرا او اذ لا مربوب عينا ولا احاطة وهي مقام الهوية واعلى مراتب الواحدية والرابع ربوبية الارادة وهي ربوبية اذ مربوب ذكرا وعينا اجماليا واذ لا مربوب بالتعلق لا بالظهور ولا بالاحاطة والخامس ربوبية اسم الله الاكبر وهي ربوبية اذ مربوب ذكرا وعينا تفضيليا واذ لا مربوب بالتعلق لا بالظهور ولا بالاحاطة والسادس ربوبية اسم الرحمانية وهي ربوبية اذ مربوب ذكرا وعينا بالتعلق وبالاحاطة واذ لا مربوب بالظهور تلك الربوبية هي العبودية اياك نعبد واياك نستعين والسابع ربوبية اذ مربوب ذكرا وعينا واحاطة وظهورا وهي الربوبية الملقاة في هوية حقيقة المربوب ولقد اشار الصادق (ع) في قوله بتلك الربوبية العبودية جوهرة كنهها الربوبية فما فقد في العبودية وجد في الربوبية وما خفي في الربوبية اصيب في العبودية الا انه بكل شيء محيط وان تلك الربوبية موجودة في غيب الاشياء وشهادتها وهو المراد في قوله تعالى هدى من ربهم اي ربوبية الملقاة في هوياتهم وهو الله تعالى اهديهم بتلك الربوبية لهم بهم وان الله سبحانه جعل عليا عليه السلام مقام نفسه في تلك الربوبيات السبعة لعز كبرياء ربوبيته اذ كان لا تدركه الابصار ولا تحوية خواطر الافكار ولا يصعد الى هواء ربوبيته طير الافئدة والاوهام وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير وذلك رشحة من ذكر الهداية من ربهم واولئك هم المفلحون والفلاح من ربهم وهو على درجات لاهل البيان نفس التجريد وورودهم في بيت التفريد واستقامتهم على التوحيد بحيث لا يمكن في امكانهم ذكر شيء الا ذكر الله الاعز الاكرم ولاهل المعاني معرفة المبادي وورودهم في طمطام ذكر الواحدية وهي رضوان الاكبر ولاهل المعترفين بولاية ال الله (ع) ورودهم في ارض الزعفران وهذه لجة بحر الرحمن ولاهل المعترفين بشيعة ال الله سلام الله عليهم ورودهم في كثيب الاحمر ومجمل القول ان كل راحة حق في محل الحق هم الفلاح قال رسول الله صلى الله عليه واله ارحنا يا بلال وانما هذه الراحة لاجل الصلوة لان فيها يكشف المحبوب نقابه لان الصلوة هي حق الفلاح وهي لقاء الرحمن اي راحة اعظم منها قال رسول الله صلى الله عليه واله قرة عيني في الصلوة والصلوة وكل الاعمال هي مقتضى الكينونية الالهية وصورة الانسان وما هي تكليف من الله بالاجبار على عبادة تعالى الرحمن وهو الغني المتعال بل هي الروح والراحة من مقتضى العبودية لجلال الربوبية وهي الفلاح والنجاة من عمل لله تعالى في كل العوالم وفي كل اعماله على نهج الحب والراحة والروح والريحان فهو اهل الفلاح ومن عمل على سبيل المشقة والكلفة فعاقبته النجاة بعد مكثه في وجه النار لان الله عادل غفار حامل تلك الفلاح من الله هو حامل الربوبية وهو علي عليه السلام والاقرار بعبودية لله هو الفلاح والاقرار لربوبية من غير عطاء الله هو الغلو والهلاك قال الله تعالى ان الذين كفروا سواء عليهم ءانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون ارادة الله احداث الشيء وان الله بعلمه وقدرته وانذاره سواء بالمؤمنين والكافرين لان الله سبحانه خلق المؤمن بما هو فيه من الايمان وخلق الكافر بما هو فيه من الانكار وعلة الايمان بالقبول هي بعينها علة الانكار وهو الله كان مستويا على عرش الفعل بكل الاشياء فمن شاء الايمان شاء الله ومن شاء الله اوجده بايمانه ومن شاء الكفر اوجده بكفره وما الله مانع قدرة عن شيء وهو القادر المختار خلق الله الاشياء على كمال الاختيار بما يمكن في حق الامكان واول الكفر الذي اراد الله ايجاده بما هو عليه في علمه هو فؤاد ابو الدواهي لعنة الله عليه وهي لعنة الله عليه لا يؤمن بالله طرفة عين لا في ذر الاولى امكان فؤاده ولا في ذر الثاني امكان قلبه المعكوس ولا في ذر الثالث امكان نفسه ولا في ذر الرابع امكان جسمه وهو كافر مطلق وهو معنى قول علي عليه السلام لقد تقمصها ابن ابي قحافة من قميص الاعراض عن التوحيد والكفر بمحمد صلى الله عليه واله والشرك بي وباوصيائي والعداة لاحبائي وهو لعنة الله عليه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني في عوالم الاربعة ينحدر عني السيل ولا يرقى الي الطير فبعلمه كفرت بعدما عرفت وهو تمام الكفر ومن رشحة كفره ابو الشرور لعنة الله عليهما وهو ما في الحديث ان الثاني سيئة من سيئاته وهو الكفر منه بدئت وعليه دلت وهو تمام الكفر واصل الجحيم وكل شر وجدت في اي ارض الى ما لا نهاية فمنها وان الذين كفروا بالاصالة منها وبالتبعية لفروعها وهي الجهل الكلي ومن مظاهرها هي الابليس سواء عليهم دعوة محمد صلى الله عليه واله بالتوحيد والنبوة والولاية لعلي عليه السلام ءانذرتهم خوفتهم ام لم تنذرهم ام لم يخوفهم لا يؤمنون اخبر الله تعالى عن علمه فيهم وهم الذين لما كفروا بمحمد رسول الله صلى الله في ذر الرابع هذا العالم فكانوا في علم الله عز وجل لا يؤمنون قال رسول الله صلى الله عليه واله اول ما عصى الله به عز وجل ست حب الدنيا وحب الرياسة وحب الطعام وحب النوم وحب الراحة وحب النساء وقال صلى الله عليه واله الكفر اربعة الرقبة والرهبة والسخط والغضب وقد قال ابو عبدالله عليه السلام اصول الكفر ثلاثة الحرص والاستكبار والحسد واما الحرص فان ادم حين نهي عن الشجرة حمله الحرص على ان اكل منها واما الاستكبار فابليس حيث امر بالسجود لادم (ع) فابى واما الحسد فابنا ادم حيث قتل احدهما صاحبه وحقيقة الامر الكفر هو الشرك فاول عصيان ادم الاولى هو ميله الى الشجرة الواحدية وميله هو ايجاد تلك الشجرة في نفسها والا ان كان واقفا في لجة الاحدية ولا يميل الى غيرها فلا يخرج من جنة محمد صلوات الله عليهم واله فعند الميل جاء الشرك فاذا جاء الميل عن الجنة وتعلق المشية بالارادة وهي حوا ادم الاولى خلقها الله من المشية لسكون ادم الاولى فلما عصى خرج من جنة الهوية ودخل في طمطام الاسود الدنيا نار الاثنينية فتلاطم وتداخر بالخضوع والخشوع فادركه جود فاطمة صلوة الله عليها فبكى واقر لله بالبداء وبحرمة الخمر وبكى ثلثين يوما ثم تاب الى الله تعالى بالتمسك بحسب الاعتراف بال الله سلام الله عليهم فقبل الله توبته فكان من المحسنين قال الله تعالى ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشوة ولهم عذاب عظيم الختم سمة الختم من امضاء القضاء بان لا بداء بعده القلب هو الثالث لانه كذب على رسول الله صلى الله عليه واله برايه والسمع هو الاول لانه كذب على رسول الله بسمعه والبصر هو الثاني لانه افترى على رسول الله صلى الله عليه واله ببصره وان الله سبحانه وسم هؤلاء الذين كفروا قلوبهم واسماعهم وابصارهم بسمة يعرفها من يشاء من عباده وهو الله تعالى شاء ان يعرفهم بتلك السمة كل عباده لان لا يجهل من كفرهم شيئا والعقل يعرف كفرهم بهذه السمة والجهل يعرف كفرهم بهذه السمة والسمة كل ما نسب منهم واليهم وقد عرفهم كل الاكوان والاعيان من في الاقطار والاكوار بانهم كفار لا يؤمنون وجعل الله على ابصارهم غشاوة وهي كفر نفوسهم الذي حجبت اعينهم من النظر الى اية الله واية نبيه ووليه وشيعة وليه سلام الله عليهم وهذه الغشاوة لهم سمة ظاهرة ولهم عذاب عظيم في الاخرة بما كانوا يكذبون من كفرهم بالله وبمحمد واوصيائه صلواة الله عليهم والعذاب العظيم هو علي عليه السلام لانه مظهر عظمة الله وجماله وعدله اذا كشف الغشاوة يوم القيمة عن بصائرهم يرونه بانه المقصود وعلانية المعبود ومظاهر ايات الحي في عوالم القدس والجبروت يتمنون لقائه وقربه ولما كان حرم الله لقائه عن كل كافر بولايته وجائت على اعينهم غشاوة فيبعدهم عن قربه ومشاهدة جمال كبريائه كانت لهم عذابا عظيما ونارا كبيرا وتلك العذاب من مبدء وجودهم وفي كل عالم فيهم ولكنهم لا يشعرون قال الله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين اي القوم المخصوصون الذين نسوا الله بارئهم يعتقدون بالايمان بعلي عليه السلام بولايته وباليوم الاخر دار السلطنة علي عليه السلام وما هم بمؤمنين لان عليا (ع) انما هو مظهر الهوية في مقام التوحيد من عرفه بانه اية الله في مقام الاحدية ولا هي هو ولا هو القديم غيرها واستقر في تلك اللجة بحيث لا يخرج منها لمحة فهو من المؤمنين بالله وباليوم الاخر وهو يوم الاول وهو مبدء ذكر الشيء في الامكان وهو يوم الذي اضاء بنور الله وهو نور علي (ع) فهو من المؤمنين ومن اخرج من تلك المقام دخل في تلك المقال وما هو بمؤمن متعال عصمنا الله بمحمد واله سلام الله عليهم من الدخول في تلك الضلال ولقد قال الامام الحسن ابن علي ابو الحجة عليهم السلام في تفسير هذه الاية ان رسول الله صلى الله لما اوقف عليا عليه السلام في يوم الغدير موقف المعروف ثم قال يا عبيد الله انسبوني. فقالوا انت محمد ابن عبدالله ابن عبد المطلب ابن هاشم ابن عبد مناف. ثم قال ايها الناس الست اولى بكم من انفسكم؟ وانا مولاكم واولى بكم منكم بانفسكم؟ قالوا بلى يا رسول الله (ص) فنظر الى السماء وقال اللهم اشهد ثلثا ثم قال الا من كنت مولاه واولى به فهذا علي مولاه واولى به اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ثم قال للاول قم فبايع له وكذلك الثاني امره بالقيام والبيعة فبايع له بامرة المؤمنين ثم قال لتمام التسعة ثم لرؤساء المهاجرين والانصار فبايعوه كلهم ثم تفرقوا عن ذلك وقد اكدت عليهم العهود والمواثيق وكانوا ياتون رسول الله صلى الله عليه واله ويقولون لقد اقمت عليا احب الخلق الى الله واليك والينا فكفيتنا مؤنة الظلمة لنا والجبارين في سياستنا وعلم الله ذلك في قلوبهم خلاف ذلك فاخبر الله عز وجل عنهم فقال يا محمد ومن الناس من يقول امنا بالله الذي امرك بنصب علي اماما وسايسا ولامتك مدبرا وما هم بمؤمنين بذلك وذلك المشهد هو بعينها هو مشهد ذر الاول حين اخذ عهد الربوبية عرف من عرف قد علم اولو الالباب ان ما هنالك لا يعلم الا بما هيهنا التشريع طبق التكوين وتلك المشهد اعظم من مشهد الاول ذر الاقرار بالتوحيد وذر الثاني ومشهد الثاني ذر الاقرار بالنبوة بل سر الامر هذا المشهد يوم الغدير هو مشاهد الثلثة وذر الاكبر وبقي مشهد اخرى وهو ذر الركن الرابع اقامه القائم عجل الله فرجه في بدء ظهوره وهو ذر اخذ العهد بالاقرار لشيعتهم فانهم كلمة التكبير في بحبوحة قدس التسبيح ولذا لما اقام الامام عليه السلام باظهار هذا العهد العظيم والبيعة الكريم لشيعتهم مظاهر انفسهم القديم يفرون اصحاب الثلثماة وثلثة عشر عن تلك العهد والبيعة ثم يرجعون ويؤمنون بالحجة بتلك البيعة وذلك المشهد لو كان مع المشاهد الثلثة بالاجمال والامكان ولكن كونه وتفصيله لا بد من اقامة الحجة عليه السلام ومن الناس من يؤمن بالله ورسوله واوصيائه سلام الله عليهم وما هم بمؤمنين لانهم لا يؤمنون بشيعتهم ومن لا يؤمن بهم دخل في دلالة ذلك الاية والمؤمن من امن بنفسه لسر الحديث تجلى لها بها ولقد اشار بتلك المقام الصادق عليه السلام في قوله ان الله تبارك وتعالى خلق اسماء بالحروف غير مصوت وباللفظة غير منطق وبالشخص غير مجسد وبالتشبيه غير موصوف وباللون غير مصبوغ منفي عنه الاقطار منبعد عنه الحدود محجوب عنه حس كل متوهم مستتر غير مستور فجعله كلمة تامة على اربعة اجزاء معا ليس منها واحد قبل الاخر فاظهر منها ثلثة اسماء لفاقة الخلق اليها وحجب منها واحدا وهو الاسم المكنون المخزون فهذه الاسماء التي ظهر فالظاهر هو الله تبارك وتعالى الحديث اسم المكنون هو مشهد عهد المحبة للشيعة ومقامها الفؤاد اظهرها الحجة (ع) وثلاثة الظاهرة الاول هو الله وهو ذر الاولى الاقرار بتوحيد الله والثاني اسمه تبارك وتعالى وهو ذر الحمد لله وهو الاقرار بمحمد صلى الله عليه واله بالنبوة والثالث اسمه تعالى وهو ذر لا اله الا الله في يوم الغدير وهو الاقرار بوصاية علي واحدى عشر من ولده وفاطمة صلواة الله عليهم اظهر الله هذه الثلثة لفاقة اليها وحجب واحد العدم احتمال الخلق وهو المكنون عند انفس الشيعة قد عرفه المتفرس بنور الحقيقة قال عليه السلام اوالي من والوا واعادي من عادوا قال الله تعالى يخادعون الله بالدخول في لجة التفريد بان فيهم امكان النظر الى انفسهم والذين امنوا وهم اهل الاقرار بولاية علي واحد عشر من ولده وهم اهل لجة التوحيد استقروا في ولاية علي عليه السلام بانه اولى من امكان النظر الى انفسهم وما يخدعون الا انفسهم لانهم حين النظر الى انفسهم كسراب بقيعة وشجرة مجتثة لانهم حرموا انفسهم بالورود الى لجة العز والبقاء ودخلوا في طمطام الذل والفناء وما لهم من قرار ولا شعور ولا لمن يفرون بتلك الخدعة الا انفسهم وان الله لغني عنهم وعن نصرتهم ولولا امهاله لهم ما قدروا على شيء من طغيانهم بالنظر الى انفسهم وفجورهم بالاقرار لخلفاء الباطل وائمة الكفر والنظر الى الكثرة وما يشعرون وللاية معنى حقيقي وها انا ذاكره لان لا يضل اهله وهي ان الله سبحانه جعل اية نفسه في حقايق الاشياء ليعرفوه بها وهي اية حادثة مخلوقة لا يشابهها شيء اية الله الحق بانه ليس كمثله شيء لا اله الا هو سبحانه عما يشركون ولقد قال عليه السلام كل شيء وقع عليه اسم فهو مخلوق ما خلا الله وتلك الاية نفس الشيء وحقيقة من ربه وطرفه الذي به نظر اليه اعرفوا الله قال رسول الله صلى الله عليه واله اعرفكم بنفسه اعرفكم بربه وقال علي عليه السلام من عرف نفسه فقد عرف ربه وفي الانجيل قال الله تعالى اعرف نفسك تعرف ربك ظاهرك للفناء وباطنك انا من عرف الله بسبيل هذه النفس الذي فيه فقد عرف الله ولا سبيل للعبادة سواه ولا فرق في المعرفة الا انه عبده وخلقه من عرفه كمعرفة الله سبحانه فقد عرفه ومن عرفه بصفة الممكنات فلا يعرفه لانه هو اية التوحيد وشبح التفريد وغاية حق الممكن من عطاء القديم ان الذين يعرفون الله ولا يعرفون الا انفسهم وان الذين يخادعون الله ولا يخدعون الا انفسهم وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد وتلك الاية مراة الله في الاشياء ينظرون فيها جمال الله اي بما تجلى لهم بهم وهي انفسهم انما تشير الادوات الى انفسها عرف من عرف كلامنا ولا يعرفه الا من اخذ زادنا ويسافر معنا ولقد قال علي عليه السلام كشف سبحات الجلال من غير اشارة مشاهدة العبد وجه الرب هي كشف السبحات من غير اشارة وليس اقرب من شيء من نفسه اليه وحقيقة لديه وان الله سبحانه ناظر بالعبد به ومتجلية به ومحاسبة به سبحانه من ان ينال اليه توجه احد من خلقه ولقد قال الامام (ع) كلما ميزتموه باوهامكم في ادق معانيه فهو مخلوق مثلكم مردود اليكم والشيء لا يجاوز وراء مبدئه والامكان يصعد الى الامكان ولا سبيل الى الازل البحت بوجه لان ما سواه معدوم بحت عند جنابه والان كما كان قال سيد الموجودات صلى الله عليه واله في الامكان ما عرفناك حق معرفتك وان الله سبحانه رضي بالعجز من معرفة نفسه من عباده لان ما سوى ذلك لا يمكن في حق الامكان ولقد قال الامام (ع) لا سبيل الا بسبيل معرفتنا وهذه معنى لا اله الا الله وتلك النفس هو بعينها هذه الكلمة حادثة مخلوقة تدل على الله بالتوحيد وذلك ظاهر لاهل الفؤاد لان الله قد انزله من مجرى المداد على لوح السداد كذلك وقد قال الامام موسى ابن جعفر (ع) على ما قال الامام الحسن العسكري (ع) في تفسيره لهذه الاية لما اتصل مواطاتهم في علي عليه السلام برسول الله صلى الله عليه واله دعاهم وعاتبهم فاجتهدوا في الايمان فقال اولهم يا رسول الله (ص) والله ما اعددت بشيء كاعتدادي بهذه البيعة ولقد رجوت ان يفسح الله تع في قصور الجنان ويجعلني فيها من افضل النزال والسكان وقال ثانيهما بابي انت وامي يا رسول الله ما وثقت بدخول الجنة والنجاة من النار الا بهذه البيعة والله ما يسرني ان نقضتها او نكثت بعدما اعطيت من نفسي ما اعطيت ولو ان لي طلاع ما بين الثرى الى العرش لئلا رطبة وجواهر فاخرة وقال ثالثهم والله يا رسول لقد صرت من الفرح بهذه البيعة والسرور والفتح من الاماني في رضوان الله وايقنت انه لو كانت ذنوب اهل الارض كلها علي لمحصت عني بهذه البيعة وحلف على من قال من ذلك ولعن من بلغ عنه رسول الله صلى الله عليه واله خلاف ما حلف عليه. ثم تتابع بمثل هذه الاعتذار من بعدهم من الجبابرة والمتمردين. قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه واله يخادعون الله الحديث اي يخادعون انفسهم بالبيعة لعلي عليه السلام وقول اصل الكفر وفروعه خرجت من اصل الجحيم وكذلك كلماتهم من اقرار الحق صور العقارب السجين ما لهم اية توحيد الا خدعوا بالشرك ولا اية نبوة الا خدعوا بالكفر ولا اية ولاية الا خدعوا بالنفاق لعنهم الله بكفرهم وما يخدعون الا انفسهم يخرجون من السجين ويتكلمون في السجين ويرجعون الى سجين ولا يشعرون لان الشعور الحقيقي هو في اية التوحيد ومحله الفؤاد وهو اعلى مشاعر الانسان ولما هؤلاء الكفار خدعوا في علي اية التوحيد الله رفعت شعورهم وبدل الله شعورهم بالانكار وما لهم شعورا ابدا لان الشعور هو صفة المؤمنين قال علي عليه السلام اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله وهو نور الله الذي خلق منه والكافر ناظر بنفسه وخلق منه وما له من شعور قد عرفه المؤمن الظهور بنور الله الغفور قال الله تعالى في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون القلب اول مظهر الفؤاد وهو قلبان قلب محل العقل الاول وهو قلب محمد صلى الله عليه واله وقلب معكوس محل الجهل الكلي وهو قلب ابو الدواهي لعنة الله عليه وهما معذبان الاول اصل خير ومن فروعه التوحيد وكل بر والثاني اصل كل الشر ومن فروعه الاعراض عن الله وكل شر وهو تمام قلوب الكافرين والمرض ضد الصحة والصحة الحقيقي هي لجة الاحدية والمرض الحقيقي هي الادبار عن تلك اللجة وقلبه اي الجهل الكلي تمام الامراض لانه تمام الادبار والانكار في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا وازدياد المرض هو لاجل ازدياد الصحة لان الظل لا يتخلف عن الاصل وازدياد بالتبع وللصحة بالاصاله لان الله خلق العقل للبقاء وما لفيضه تعطيل ولا نفاد لان العقل يترقى الى فيض الله بما لا نهاية كما في بدء وجوده ولا له وصول الى محل الغني لو وصل لكان فقره ازيد والممكن محتاج في كل الحال والله سبحانه يمده لا من شيء بالابداع والابداع بالابداع بما لا نهاية وما له من نفاد وكذلك المدد يصل الى جهل الكلي بالعرض بما لا نهاية الى ما لا نهاية وذلك المدد في مرضهم من الله سبحانه لهم عذاب اليم ونار عظيم ويتمنون الكفار في عذاب جهنم بالانعدام وجودهم ولا يقدرون وذلك العذاب بما كانوا يكذبون بما في انفسهم بما جعل الله فيهم من ايات علي عليه السلام من بدء المعاني الى رتبة التراب والكذب هو الشرك والشرك بعلي عليه السلام هو الشرك بالله لانه (ع) اية الله واية الله واية نفسه وليس للازل اية السبيل اليه مسدود واول عقل يحكي في الامكان عما في قلب محمد صلى الله عليه واله هو نفسه علي عليه السلام فقال (ع) في تلك النفس اللاهوتية الكلية الاولية قوة لاهوتية وجوهرة بسيطة حية بالذات اصلها العقل منه بدئت وعنه وعت واليه دلت واشارت وعودها اليه اذا كملت وشابهت ومنها بدئت الموجودات واليها تعود بالكمال فهي ذات الله العليا وشجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة الماوى من عرفها لم يشق ابدا ومن جهلها ضل وغوى وهذه سر ما ورد في الحديث بانه (ع) قام الى الصراط واقر لله بان مني صدرت كل الخير من كل شيء ان ذكر الخير كان اوله واصله وفرعه ومعدنه وماويه ومنتهاه صلى الله على محمد عقل الكلي وعلى علي عليه السلام نفسه نفس الكلية وكذلك اول ما يحكي عن جهل الكلي هو ابو الشرور لعنة الله عليه وهذه سر ما ورد في الحديث اقامه الله على الصراط حتى اقر الله تعالى بان مني صدرت كل الشر عن كل ذي شر لانه تفضيل الاول جميع مقاماته لعنة الله عليهما لم يؤمن بالله طرفة عين قال (ع) خلق الله الجهل من البحر الاجاج ظلمانيا فقال له ادبر فادبر ثم قال له اقبل فلم يقبل فقال له استكبرت [فلعنه] الحديث بدوام قدرة الله هو كذب وفي النار بعدل الملك القهار قال الله تعالى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم المفسدون ولكن لا يشعرون واذا قيل محمد (ص) لسان الله لكل العوالم لا تخرجوا عن ارض الاحدية نكس علي عليه السلام فان خروجكم عن محبته دخولكم في طمطام مجتثة وما لها من قرار قال الاول مبدء الكفراني ومن في امكاني مقرون بولاية علي عليه السلام لقبول الايجاد ولكن الفساد لثمرة الانوجاد قال الله تع فاخبر الله عن سرهم بالخروج عن لجة محبته وافسادهم لنكس بيعته وهم لا يعرفون بان نكس بيعة علي (ع) نكس بيعة الله وهم عند نكثهم معذبين بنار الانكار ولا يشعرون قال الله تعالى واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون واذا قيل شيعة علي عليه السلام للخارجية عن لجة احدية مولاهم اعترفوا لفضائله من اياته وعلاماته الذي جعل الله في كل شيء كما اذعنوا اهل الانس بالله يقولون انؤمن بعلي (ع) كما امن السفهاء كالسلمان واصحابه صلى الله عليهم بانهم فنوا انفسهم في بقاء الله واعرضوا عن ذكره غيره بالدوام لذكره وطاعته فاخبر الله الحق لاهل الامكان والاكوان اعتقدوا بان الاول وفروعه هم السفهاء لانهم رضوا بالفناء والعذاب بالاعراض عن ولاية علي عليه السلام مقصد عز وبقاء لانهم لا يعلمون قال الله تعالى واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون واذا لقوا اهل طمطام الواحدية الذين امنوا بعلي (ع) في لجة الاحدية قالوا امنا به له الجلال بعد كشف السبحات والاشارات واذا رجعوا الى انفسهم قالوا انا معكم في طمطام السبحات والكثرات امكانا او تكوينا انما نحن مستهزئون باهل لجة الاحدية والورود فيها بالاعتراف بولاية علي عليه السلام الله يستهزؤ بهم اي خلق الاستهزاء لهم بهم هو عادل في فعله فلما استهزئوا بانفسهم خلق الاستهزاء وسر الامر هو ان الله سبحانه خلق الاشياء بفعله على حب قوابلها لفعله بمعنى انه احدث موادها لا من شيء وصورها كما قبلت وان الله سبحانه خلق الاستهزاء بصورتها التي هي نفس قبولها واستهزاء الكفار للمؤمنين هي نفس ايجاد استهزاء الله لهم بهم بما هم عليه على قبول صورتهم وما الله بظلام للعباد وقال الرضا عليه السلام حين سئله عن هذه الاية واشباهها ان الله تبارك وتعالى لا يسخر ولا يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع ولكن الله عز وجل يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخدعة تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا قال الله تعالى اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ارادة الله بشيء هو ايجاد الشيء وارادته باولئك هم ايجادهم وتمام الضلالة واصلها هي ابو الدواهي لعنة الله عليه لانه بالكون بنفسه وبامكان بجيمع الكفار اشترى الضلالة لنفسه تقميص قصب الخلافة بالهدى الذي هو الولاية ورضي بالخوف والبعد عن الانس والقرب ودخل مدينة الوصاية حين غفلة من اهلها لان اهلها لا يرضون بها وليس في اهلها احد فيه يمكن ليس تلك القميص العظمى دون نفسه الشقي الا شقى فما ربحت تجارتهم بالكفر لعلي عليه السلام لان الرابح في التجارة من دان بالولاية وللمعرض خسارة الكفرة وعدم القدرة بالورود في لجة الوحدة فما ينفعهم ذلك الادبار وما يملكون شيئا في الامكان لان الملك للولي وما كانوا مهتدين لان الهادي من استقر في عماء الاحدية وليس محتجبا بالكثرة الامكانية واقر لعلي عليه السلام بالولاية في لجة الاحدية فح كان هاديا مهديا وان المعرضين ما كانوا مهتدين قال الله تعالى مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون المشية عين المشية به مثل الخارجين عن لجة الاحدية كمثل المنكرين ولاية ال الله عليهم السلام ومثل المنكرين كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله اية الولاية عن نفوسهم وتركهم في ولاية ائمة النار وهم لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون الاول فالاول للكفر بمحمد صلى الله عليه واله والثاني فالثاني للكفر بعلي عليه السلام والثالث فالثالث للكفر بفاطمة صلوة الله عليها فهم بعد كفرهم لا يرجعون ولاية علي عليه السلام قال الله تعالى او كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في ءاذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين والمشبه عين المشبه به او كصيب الثاني لانه مطر السماء والسماء الاول فيه ظلمات الثالث والرعد الرابع والبرق يريد لعنة الله عليه وهؤلاء واظلتهم يجعلون اصابعهم في اذانهم اي ما كانت فيهم بالامكان يظهرونها الى الكون من الخدعة والصواعق لعلي عليه السلام بعد وفات رسول الله صلى الله عليه واله حذر الموت وعلي عليه السلام باحاطة الله محيط بالكافرين وللاحاطة ثلثة مراتب احاطة اية ذات البحت جل جلاله وهو محيط لم يزل ولا محاط لا ذكرا ولا عينا الان كما كان لا سم ولا رسم ولا معرفة عنه لانه احاطة واحاطة ذاته سبحان من لا يعلم كيف هو الا هو وهو المحيط المتعال والثانية احاطة فعله اي ابداع الصرف واختراع البحت وهو محيط بالاشياء ذكر امكانيا ولا محاط عينا تكوينيا وهي احاطة الله جعل الله حاملها محمد صلى الله عليه واله والثالثة احاطة متقرنة مع المحاط وهي احاطة الرحمانية جعل الله حاملها علي عليه السلام وهو المحيط بالكافرين بما تجلى لهم بهم وليس المراد احاطة الذات لالزام التغيير والاقتران والتحديد لان الاشياء محدود وهو سبحانه هو المحيط بعلمه الامكاني والذات عالم ولا معلوم وهو لم يزل عالما ولقد قال الصادق عليه السلام العلم ذاته ولا معلوم اشهد ان قوله الحق والان كما كان علم الذات وهو غني عن وجود المعلوم وعلمه بالاشياء قبل وجودهم كعلمه بعد وجودهم وعلمه المحيط هو علمه المقترن بالشيء سماه الله تع علما نسبة تشريف وعلي عليه السلام حامل ذلك العلم وهو محيط بالكافرين والكافرين خرج عن لجة الاحدية بغير اذنه وهو محيط بالاشياء لهم بهم وهو عذاب بالكافرين قال الله تعالى يكاد البرق يخطف ابصارهم كلما اضاء لهم مشوا فيه واذا اظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم ان الله على كل شيء قدير ان المنكرين لولاية علي (ع) يكاد البرق يخطف ابصار افئدتهم بالتوجه الى وحدة الحقة اية علي عليه السلام واذا اظلم عليهم بوفاة محمد صلى الله عليه واله قاموا بالانكار لعلي عليه السلام ولبسوا قميص الغضب بنظر الاستقبال الى انفسهم ولو شاء علي لاخذ القدرة والحيوة عن الغاصبين وهو على كل شيء قدير لانه ما يشاء الا بما شاء الله وهو ذات مشية الله في كل العوالم ولقد قال الحجة محمد ابن الحسن عليهما السلام في زيارة ال يس مجاهدتك في الله ذات مشية الله ومقارعتك في الله ذات انتقام الله وصبرك في الله ذو اناة الله وشكرك لله ذو مزيد الله ورحمته وفيها بعد هذه والقضاء المثبت ما استاثرت مشيتكم والممحو ما لا استاثرت به سنتكم وذلك حق مشية الله احداثها فلما شاء وجود الاول واظلامه لازدياد كفرهم وابقاء شيعة علي عليه السلام شاء افسادهم ويتحمل اذاهم لانه عليه السلام اعطاهم عن الله بما هم عليه وهو على كل شيء قدير وليس المراد قدرة الذات لان قدرته ذاته وهو لم يزل قادر ولا مقدور والان كما كان والقدرة المقترنة بالاشياء والمتعلقة بايجادهم هي قدرة الفعل وهي قدرة وجعل الله عليا عليه السلام حاملها وهو على كل شيء قدير واذا جرى القلم بذكر المقام فها انا ذا اذكر سر المقام قد علم اولو الالباب ان ما هنالك في هذا الكتاب لا يعلم الا بما هيهنا وهو ان الازل هو هو لا يعرفه سواه وان المعروف لدى الاشارات ايته وسبيله ولقد قال علي عليه السلام تجلى لها بها الحديث فلما تجلى الله لها بها جعلها مقام في المعروفية اذ كان هو المتعال من ان تنال معرفة العارفين بعز قدسه او ان يقدر عظم الافئدة بالصعود الى الكبرياء نفسه وهو كما يقول لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو العلي الكبير قال علي عليه السلام للسلمان معرفتي بالنورانية معرفة الله ومعرفة الله معرفتي وهو الدين الخالص بقول الله سبحانه وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين بالتوحيد وهو الاخلاص وقوله حنيفا وهو الاقرار بنبوة محمد صلى الله عليه واله وهو الدين الحنيف وقوله ويقيمون الصلوة وهي ولايتي فمن عرف ولايتي فقد اقام الصلوة وهو صعب مستصعب يا سلمان ويا جندب المؤمن الممتحن الذي لم يرد عليه شيء من امرنا الا شرح صدره لقبوله ولم يشك ويرتاب ومن قال لم وكيف فقد كفر فسلموا لله امره فنحن امر الله يا سلمان ويا جندب ان الله جعلني امينه على خلقه وخليفته في ارضه وبلاده واعطاني ما لم يصفه الواصفون ولا يعرفه العارفون فاذا عرفتموني هكذا فانتم مؤمنون يا سلمان ويا جندب قال الله تعالى واستعينوا بالصبر والصلوة فالصبر محمد صلى الله عليه واله والصلوة ولايتي ولذلك قال وانها لكبيرة ولم يقل انهما ثم قال الا على الخاشعين وفاستثنى اهل ولايتي الذين استبصروا بنور هدايتي يا سلمان ويا جندب ونحن سر الله الذي لا يخفى ونوره الذي لا يطفئ ونعمه الذي لا تجزئ اولنا محمد واوسطنا محمد واخرنا محمد فمن عرفنا فقد استكمل الدين القيم يا سلمان ويا جندب كنت ومحمد نور نسبح قبل المسبحات ونشرق قبل المخلوقات فقسم الله النور نصفين نبي مصطفى وولي مرتضى فقال الله عز وجل (لا) كن محمدا وللاخر كن عليا كذلك قال النبي انا من علي وعلي مني ولا يؤدي عني الا انا وعلي واليه الاشارة بقوله [تعالى] وانفسنا وانفسكم وهو اشارة الى اتحادهما في عالم الارواح والانوار مثله قوله تعالى افاين مات او قتل انقلبتم على اعقابكم والمراد هنا مات النبي او قتل الوصي لانهما شيء واحد ونوره واحد اتحدا لمعنى والصفة وافترقا بالجسد والتسمية فهما شيء واحد في عالم الارواح انت التي بين (عيسى)؟ وكذلك في عالم الاجساد انت مني وانا منك ترثني وارثك انت مني بمنزلة الروح من الجسد واليه الاشارة بقوله تع صلوا عليه وسلموا تسليما ومعناه صلوا على محمد وسلموا لعلي امره فجمعهما في جسد واحد جوهري وفرق بينهما بالتسمية والصفات في الامر فقال صلوا عليه وسلموا فقال صلوا على النبي وسلموا على الوصي ولا تنفعكم صلوتكم على النبي بالرسالة الا بتسليمكم على علي بالولاية يا سلمان ويا جندب وكان محمد الناطق وعلي الصامت ولا بد في كل زمان من ناطق وصامت فمحمد صاحب الجمع وانا صاحب الحشر ومحمد المنذر وانا الهادي ومحمد صاحب الجنة وانا صاحب الرجعة ومحمد صاحب الحوض وانا اللواء ومحمد صاحب المفاتيح وانا صاحب الجنة والنار ومحمد صاحب الوحي وانا صاحب الالهام ومحمد صاحب الدلالات وانا صاحب المعجزات ومحمد خاتم النبيين وانا خاتم الوصيين اشهد انه الحق وكل الحق منه واليه من اية التوحيد الى ما ابدع القديم الحميد من عرفه امامه اليقين ومن جهله ورائه السجين وما هو الا اية الحميد قال الله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون يا اهل الانس بالله اعبدوا ربكم اي ادخلوا الجنة الاحدية بيت الولاية فان من دخل بيت الجلال بعد كشف السبحات ومحو الموهومات وهتك الاستار فقد عبد الله بما هو يمكن في حق الامكان والذات البحت رب اذ لا مربوب فكيف العبادة من لا سبيل اليه بالتوجه بلى العبد عابد الله بما تجلى الله له به وكل معبود مما دون عرشه الى قرار ارضه السابعة السفلى باطل مضمحل ما عدا وجهه الكريم والعابد الحقة بما لا يمكن مثله كان محمد صلى الله عليه واله لان معبودية الحقة به ظهرت على كمال ما يمكن في حق الامكان تجلى الله له به قال الله عز شانه في ليلة المعراج يا محمد انت الحبيب وانت المحبوب وهذه سر القول من كلام علي عليه السلام دام الملك في الملك وسبحان الذات من ان تقع اليه الاشارة وسبحان الله عما يصفون وحق العبادة الممكن من عبد الله به ودخل لجة الاحدية لان في تلك اللجة يفنى العبد وما يعبد به وما بقي للعبد الا صرف الظهور ووجه المعبود فحينئذ كان عابد الله بما يمكن في حق الامكان من عطاء الرحمن ومن عبد الله بغيره بالنظر الى نفسه بانه عابد وهو الله معبود فقد اشرك بالله ولم يعبد شيئا لان من اشار الى الله فقد اشرك به كيف التوحيد بين الاشارتين بل دخل بيت اية التي تجلى الله له به بلا اشارة ولا اشعار وتوجه بالله الاحد الصمد الذي لا اله الا هو فقد عبد الله بما يمكن في حقه والا كما هو حقه لا يقدر احد لان ما سواه حادث كيف عرف القديم وعبده من ليس له ذكر في عز رتبته من دخل لجة الاحدية شهد لنفسه فاسمع رسول الله صلى الله عليه واله في ليلة المعراج لان فيها ارتفع المتغاير بين الواصف والوصف والموصوف وهي لجة التوحيد وشبح التفريد قد اختصها الله لنفسه لمقام معرفته من دخلها عرف نفسه بان ما وصل اليه هو ما قال عليه السلام لكميل يرشح عليك ما يطفح مني ولا يحصل الورود فيها الا لمن نظر وشهد بما سوى الله ووجهه بالفناء ودخل بيت بقائه مستقرا فيها نعم القول ما صدق الرسول صلى الله عليه واله قائلا الا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل وهو ما قال علي عليه السلام لكميل اطفئ السراج اي ذكر الامكان عن كل شيء فلما اطفا الكثرات فقد طلع الصبح ومن طلع له الصبح عرف ان الرب هو المعبود وهو الذات البحت القديم لا اله الا هو بما تجلى لما سواه بما سواه ومن اشرك في عبادته وصفا او اسما فقد كفر به ولم يعبد شيئا ولقد قال ايضا عليه السلام من عبد الله بالتوهم فقد كفر به ولم يعبد شيئا اي خارج عن لجة الاحدية ومن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ومن عبد الاسم والمعنى فقد اشرك ومن عبد المعنى بايقاع الاسماء عليه بصفاته التي وصف لها نفسه فعقد عليه قلبه ونطق به لسانه في سره وعلانية فاولئك اصحاب امير المؤمنين (ع) حقا وقال ابو جعفر عليه السلام ان من عبد الاسم دون المسمى بالاسماء فقد اشرك وكفر وجحد ولم يعبد شيئا بل اعبدوا الله الواحد الاحد الصمد المسمى بهذه الاسماء دون الاسماء وان الاسماء صفات وصف بها نفسه تعالى وقال علي عليه السلام الاسم ما انبا عن المسمى والحرف ما انبا عن معنى معنى وليس باسم ولا فعل وان الاشياء ثلثة ظاهرا ومضمرا وما ليس بظاهر ولا مضمر وانما يتفاضل العلماء في معرفة ما ليس بظاهر ولا مضمر ولقد قال عليه السلام يسبح الله باسمائه جميع خلقه قال الامام عليه السلام نحن والله الاسماء الحسنى التي لا يقبل الله عمل احد الا بمعرفتنا والاسم باب المسمى لا فرق بينهما الا ان الاسم عبده وخلقه والمعنى العمل بالوجدان والاسم عالم الوجودي من عرف الفصل من الوصل فقد عرف فرقهما لقد قال علي عليه السلام انا المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه والذات البحت لا سبيل له العبادة مردود والتوجه مسدود الا بما وصف به نفسه سبحانه وتعالى عما يشركون عرف من عرف الاشارة بان لا سبيل الى الله في العبادة الا بعد كشف السبحات والمعبود هو الرب القديم وهو الذي خلقكم لكم بكم قال الامام عليه السلام خلق الله الاشياء بالمشية وخلق المشية بنفسها من وحد الله بتوحيد وحده بتوحيد الصفات والافعال والعبادة والتوحيد واحد وهو الحق خلق الاشياء بفعله وهو لم يزل خالقا ولا مخلوق لا يقارن ذاته المقدس شيئا ان الخالقية المقترنة صفة فعله ابدعه بنفسه واخترعه لا من شيء وامسكه في ظله سبحانه لم تزل كان ولم يكن معه شيء الان كما كان كل الصفات صفة فعله والاسماء سمة مشيته ولقد قال علي عليه السلام كمال التوحيد نفي الصفات عنه بشهادة كل صفة انها غير الموصوف وكل الموصوف غير الصفة وهو الاحد الفرد ليس كمثله شيء قد جل نفسه عن وصف ما سواه سبحانه لا يعلم كيف هو الا هو ولقد قال الامام عليه السلام تتقى عنه الحدين حد التعطيل وحد التشبيه وهو الذي خلقكم والذين من قبلكم هم ما في الامكان الذي لا نزل بالاكوان وما في الابداع الذي لا يتعلق بالاختراع وكل ما احدث الله انا فانا من المدد بالابداع والاختراع يتعلق بقوله الذين من قبلكم فاعبدوا بارئهم الذي خلقكم واحدكم لا من شيء بالابداع الجديد كما خلقكم والذين في قبلكم لعلكم تتقون اي تعلمون ان احتياجكم في كل الحال كبدء وجودكم ولا تبطلوا وجوداتكم بالنظر الى اطوار الواحدية وادخلوا لجة الاحدية فانها التقوى الخالص وحق العبادة الاعتدال التام لو كانوا يعلمون قال علي عليه السلام في جواب اليهودية وما تعني بالفلسفة اليس من اعتدل طباعه صفي مزاجه ومن صفي مزاجه قوى اثر النفس فيه ومن قوي اثر النفس فيه سمى الى ما يرتقيه فقد تخلق بالاخلاق النفسانية فقد صار موجودا بما هو انسان دون ان يكون موجودا بما هو حيوان فقد دخل في الباب الملك الصوري ليس عن هذا الغايه لمغير وان في تلك الاشارات عبادة اهل التشريح على سبيل الحب بان يعبد الله على سبيل الحقيقة بالاستحقاق وما العقلاء هي في مبدء الفرق اياك نعبد واياك نستعين واذا جرى القلم بذكر العقل فها انا اذكر فضله حتى علم اهله قدره قال رسول الله صلى الله عليه واله ما قسم للعباد شيئا افضل من العقل فنوم العاقل افضل من سهر الجاهل واقامة العاقل افضل من شخوص الجاهل ولا بعث الله نبيا ولا رسولا حتى يستكمل العقل فيه ويكون افضل من جميع الامة وما يضمر النبي في نفسه افضل من اجتهاد المجتهدين وما ادى العبد فرائض الله حتى عقل عنه ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل والعقلاء هم اولو الالباب الذين قد قال الله وما يتذكر الا اولوا الالباب وقال علي عليه السلام رايت العقل عقلين فمطبوع ومسموع ولا ينفع مسموع اذا لم يك مطبوع كما لا ينفع العين وضوء الشمس ممنوع وقال عليه السلام فقد العقل فقد الحيوة ولا يقاس الا بالاموات ولقد قال ابو عبدالله عليه السلام ان الثواب على قدر العقل وهو احب الاشياء الى الله ولقد قال الرضا عليه السلام العقل حباء من الله والادب كلفة ومن التكليف الادب قدر ومن تكلف العقل لا يزداد بذلك الا جهلا الحديث وان عبادة الله هي الطاعة لعلي عليه السلام في كل العوالم ولقد قال الامام الحسن العسكري عليه السلام في تفسيره لهذه الاية اعبدوا ربكم واطيعوا ربكم من حيث امركم ان تعتقدوا ان لا الٓه الا الله وحده لا شريك له ولا شبه ولا مثل له عدل لا يجوز جواد لا يبخل حليم لا يعجل حكيم لا يخطل وان محمد صلى الله عليه واله عبده ورسوله وان محمد (ص) افضل النبيين وان عليا (ع) افضل ال محمد (ص) وان اصحاب محمد المؤمنين منهم افضل صحابة المرسلين وان امة محمد (ص) افضل امم المرسلين قال الله تعالى الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون والجعل نفس الاختراع واعظم الاراضي ارض الامكان وهي ارض الجرز جعلها بارئها فرث الخروج الاكوان بما لا نهاية الى ما لا نهاية وهي سطح الكبرى صور الله تعالى فيها كلما في الابداع والاختراع والارض جهة الانفعال وهي المنفعل عن سماء الفعل وجعل الارض سبعة طبقات للسماء الاولى ارض المشية وسمائها اسم الهوية والثانية ارض الارادة وسمائها اسم الاحدية والثالثة ارض القدر وسمائها اسم الواحدية والرابعة ارض القضاء وسمائها اسم الالوهية والخامسة ارض العرش وسمائها اسم الرحمانية والسادسة ارض الكرسي وسمائها اسم العلي سلام الله عليه والسابعة ارض الكتاب وسمائها اسم الفاطرية وجعل الارض بالنسبة الى السماء كخلقه ملقاة في فلاة جعل الله الارض بالسماء الاولى فوق سماء الثانية الى ان ينتهي الى ارض السابعة فالسماء هو النور الالهي جهة المقبولية والارض جهة الانية فلما اقترن القابل بالمقبول دارت الشيء شيئا وحقيقة الارض هي صرف عنصر البرودة واليبوسة وعلى الاراضي هي على السموات وهي وجود الشيء وحقيقته من ربه ليس فيها جهة تمايز وافترق وجعل الله حكم عناصرها حكم عنصر واحدة حتى كانت اية معرفته قال الامام (ع) انت الله عماد السموات والارض واعلى الاراضي ارض لجة الهوية وسمائها ارضها لا يمكن عند الابداع اعلى منها بل في الحقيقة هي الارض خلو من الاراضي والاراضي خلوة منها واول ارض تلعلع من هذه الارض هي ارض الواحدية مبدء النباتات من الاسماء والصفات وكل ارض وجدت في كل عالم صفة هذه الارض وشئونها وانزل من السماء ماء اي من سماء المتجلي بالفتح وبه يخرج من الابداع لا من شيء من شئونات الربوبية واطوار الالهية جودا لكم من فضل ال الله سلام الله عليهم فلا تجعلوا لله اندادا اي لا تجعلوا لعلي عليه السلام شريكا في خلافته فان من جعل له شريكا فقد جعل لله ندا لانه اية الله البحتة وفعل الله الصرفة وليس في ايته في الاشياء ذكرا عن غير الله وانتم تعلمون باسمه صارت الارض فراشا والسماء والماء ماء والثمرات رزقا فلا تجعلوا في الامكان معه في الوصاية لرسول الله صلى الله عليه واله وان تعلمون بان ما سواه لا يستحق تلك المقام وسر الامر في كل العوالم هي اذا امتزجت النطفتان نطفة الاب هي السماء ونطفة الام هي الارض وجدت الاثمار والاولاد فمن يشابه الاب شابهت جواهر اوائل علله ومن تشابه الام شابهت انية نفسه ويجري عليهما حكمها والارض فاطمة صلوة الله عليها والسماء علي عليه السلام والماء الحسنين (ع) فاخرج الله بالحسين (ع) من الائمة تسعا ائمة لكم ولا تجعلوا في اية رسول الله صلى الله عليه واله التي جعل الله في انفسكم شبها وفي اية وصيه سلام الله عليه ندا وانتم تعلمون والمخاطب بالحقيقة الاولية محمد (ص) لانه يعلم جلالة ال الله سلام الله عليهم فردا قال عليه السلام لا علم الا خشيتك ولا حكم الا الايمان بك ليس لمن لم يخشك علم ولا لمن لا يؤمن بك حكم قال الله تعالى وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين والريب صفة الاول وفروعه اي انتم في شك وانكار مما نزلنا في ولاية علي عليه السلام على عبده محمد صلى الله عليه واله فانظروا في عوالم الامكان ايمكن في خلافة مثل علي عليه السلام ان امكن فاعترفوا بشهدائكم ممن جعلوهم ايات ربكم من دون علي عليه السلام ان كنتم صادقين لا يمكن بمثله ولا ورود لجة الاحدية الا بولايته وهو المقصود من وجودكم لان الله جعلكم لاجل تلك اللجة وجعل فيها حياته وعزه مما يمكن في الامكان ان كنتم تعلمون قال الله تعالى فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين اخبر الله عن كفرهم فان لم تفعلوا في امكانكم راضين بلجة الاحدية ولن تفعلوا في اكوانكم معترفين بولاية المطلقة لعلي عليه السلام فاتقوا نار دعوة الحسين عليه السلام في يوم عاشورا فان لم تقوموا جعل الله تلك الادبار نار محبة الاول التي وقودها الثاني والحجارة هي ثالث اعد الله حب هذه ثلاثة للكافرين قال الله تعالى وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون هذه الاية لاهل الحقيقة لها وجهة لا يعرفها غيرهم وها انا ذا اذكرها ان الله بشر الذين امنوا بعلي عليه السلام وعملوا الاعمال في ولايته ان لهم اي جنة الهوية ولجة الاحدية صرف الاية للحي القديم تجري من تحتها الانهار اي تجليات من الله بها اليها كلما رزقوا من ثمرة اي وجدوا تجليات من تلك اللجة قالوا هذه الذي رزقنا من قبل بان جعل الله في امكاننا واتوا به من الله دائما متشابها بلجة انفسهم بان لا شبه لها ولا مثل ولهم فيها ازواج مطهرة اي سكونات انفسهم مقدسة عن ذكر ما سوى الله امكانا وهم في تلك اللجة القديمة دائمون ببقاء الله خالدون يخلدون بخلود سلطنة الله بل هم مظهر سلطنته سبحانه وهو سلطان اذ لا مملكة ولا مال بل هم بعطاء الله اجل من تلك الاوصاف والاشارات يجري لاهل السبحات وهم لا يعرفون بالاشارة ولا بنفيها عرفهم من عرفهم بان لا اله الا الله بارئهم وسبحان الله عما يصفون ولاهل الباطن ان الله بشر الذين امنوا بمحمد صلى الله عليه واله وامنوا بوصيته بالبيعة لعلي عليه السلام بان لهم جنات وهي حب فاطمة صلوات الله عليها تجري من تحتها الانهار اي الحسنين عليهما السلام كلما اخذوا منها علما قالوا هذا الذي علمنا من محمد صلى الله عليه واله واتوا بالحسين (ع)ومن نسله الائمة متشابها به في جلاله ولهم اي لمن امن بالتسعة المتشابهة بالحسين عليه السلام ازواج مطهرة اي نفوس مقدسة مطهرة عن ولاية غيرهم وهم في محبة الله محبتهم خالدين ولاهل الباطن على نهج الظاهر ان الذين امنوا بمبدء المسمى علي عليه السلام وعملوا الصالحات باسمائه وصفاته الذي وصف بها نفسه ان لهم جنات ثمانية قد جعل الله فيها معارف حقه من معرفته علي عليه السلام ما لا رات عين دون عينه ولا سمعت اذن الا مظهر سمعه ولا خطر على قلب بشر الا من اتاه بقلب سليم ودخل لجة الاحدية يرى حين غفلة عما سواها تجري من تحتها انهار اربعة لظهور الانوار في الاكوار والادوار النهر الاولى للخلق والثانية للرزق والثالثة جعلها بارئها مظهر اسمه المحي والرابعة ماء الخمر جعلها بارئها لذة للشاربين وتلك الانهار جارية من تحت جبل الازل التي جعل الله في كل الجنان لاستقرارها والانهار جارية الى ما لا نهاية بما لا نهاية وما كان لامر الله تعطيلا والنهر الاولى من ماء البيضاء جارية لخلق الاشياء ومنه انبعثت الافئدة لتوحيد الرحمن صافيا عن شوائب الكثرات مكتوب على ذروتها لا اله الا هو واليه المصير والثانية من لبن الصفراء جارية لرزق الاشياء ومنه اصفرت العقول لنبوة الرسول صلى الله عليه واله كتب الله على ذروتها فضل محمد على الانبياء كفضلي وانا رب العزة على العالمين والثالثة من عسل المصفى الخضراء جارية لحيوة الاشياء ومنه اخضرت النفوس بالتلئلا الايات اوصياء الرسول صلى الله عليه واله وكتب الله على ذروتها اسماء ال الله وفضلهم وما لفضل الله من نفاد والرابعة من خمر الحمراء جارية لكسر الاشياء وصوغهم عن الايات والعلامات ومنه احمرت الاجساد لمحبه شيعة ال الله الاطهار سلام الله عليهم وصور الله في تلك النهر صور المؤمنين وكتب الله على ذروتها حب شيعة علي عليه السلام حصني فمن دخل حصني امن من عذابي وكل من شرب من نهر قالوا هذا الذي جعل الله في كل الانوار من ايات اربعة والوان مجتمعة واتوا بالشاربين مدد المشاكل والمشابهة بالبيضاء البيضاء وبالصفراء الصفراء وبالخضراء الخضراء وبالحمراء الحمراء ولهم فيها ازواج مطهرة صالحة لجميع الاطوارات والشئونات من ايات جنة الاحدية وعلامات طمطام الواحدية ومقامات لجة الرحمانية ودلالات جنة الخمسة مطهرا بامر الله من ريب الوقوف فيها وهم في محبته شبح الفاطمة صلوات الله عليها خالدون ولقد اشار الامام جعفر ابن محمد الصادق (ع) في حديث الجابر وها انا ذا اذكره لان فيه اسرار الٓهية غيبية يحرم من معرفتها الاكثرون وهو ما في الكافي عن جابر قال نزل جبريل (ع) بهذه الاية على محمد صلى الله عليه واله هكذا ان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في علي (ع) فاتوا بسورة من مثله قال الله تعالى ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها لان الله تعالى لا يستحي ان يخلق بعوضة لان خلق البعوضة هي بعينها خلق المشية لان القدرة من فعل الله سواء والاختلاف من صور الاشياء والمادة في كل عالم واحدة وجعل الله صورة سلسلة العالي مادة سلسلة السافل وما ترى في خلق الرحمن من تفاوت والبعوضة علي عليه السلام وما فوقها محمد صلى الله عليه واله وان الله سبحانه لا يخلق خلقا الا وان يجعل فيها مثلا من اية واحديته فوقها اية احديته الاولى للوقوف في مقامات الله وكثرة الشئونات والاطوار هو هو ونحن نحن والثانية للوقوف في مقام التوحيد وشبح التفريد نحن هو وهو نحن قال الصادق عليه السلام انما ضرب الله المثل بالبعوضة لان البعوضة مع صغر حجمها خلق الله فيها جميع ما خلق في الفيل مع كبره وزيادة عضوين اخرين فاراد الله سبحانه ان يتنبه بذلك المؤمنين على لطيف خلقه وعجيب صنعته وهي كمال قال عليه السلام جعل الله في كل شيء امكان كل شيء في رتبته اذا شاء الله اظهر كما اظهر من عصى موسى (ع) ما اظهر قال الله تعالى فاما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم اي ان الذين يؤمنون بعلي (ع) فيعلمون انه الحق واية الرب وجعل الله تلك الاية في الاشياء حتى يعلموا انه هو الحق قال الله تعالى واما الذين كفروا بعلي عليه السلام فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا المثل الاعلى ليس كمثله في انفسنا يضل به اي بعلي عليه السلام كثيرا لان ظاهره من قبله العذاب ويهدي به كثيرا لان باطنه فيه الرحمة وما يضل به اي بايات علي عليه السلام الا الفاسقين لان الكافر من فسق عن امر ربه بنكس البيعة والاعراض عن الكينونة الالٓهية واللطيفة الربانية فبعلي عليه السلام يدخل لجة الاحدية من دخل ويخرج عنها ما خرج عن ولايته وما الله بظلام للعبيد ولقد قال الصادق عليه السلام ان هذا المثل [ضربه] الله لامير المؤمنين عليه السلام فالبعوضة علي عليه السلام وما فوقها رسول الله صلى الله عليه واله والدليل على ذلك قوله تعالى فاما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم يعني امير المؤمنين كما اخذ رسول الله صلى الله عليه واله الميثاق عليهم واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا فرد الله عليهم فقال وما يضل به الا الفاسقين وفي تفسير الامام الحسن العسكري (ع) وقع فيه قيل للباقر عليه السلام ان من ينتحل موالاتكم يزعم ان البعوضة علي عليه السلام وان ما فوقها هو الذباب محمد صلى الله عليه واله فقال الباقر (ع) سمعوا هؤلاء شيئا لم يضعوه على وجهه. انما كان رسول الله صلى الله عليه واله قاعدا ذات يوم وعلي عليه السلام اذا سمع قائلا يقول ما شاء الله وشاء محمد صلى الله عليه واله وسمع اخر يقول ما شاء الله وشاء علي عليه السلام فقال لا تقرنوا محمدا وعليا بالله عز وجل ولكن قولوا ما شاء الله ثم ما شاء محمد ما شاء محمد ثم ما شاء علي عليه السلام ان مشية الله هي القاهرة التي لا تساوي ولا تكافى ولا تدانى. وما محمد رسول الله في الله وفي قدرته الا كذبابة يطير في هذه الممالك الواسعة وما علي عليه السلام في الله وفي قدرته الا كبعوضة في جملة هذه الممالك. مع ان فضل الله على محمد وعلي [هو] الفضل الذي لا يفني به فضله على جميع خلقه من اول الدهر الى اخره. هذا ما قال رسول الله صلى الله عليه واله في ذكر ذباب والبعوضة في هذا المكان فلا يدخل في قوله تعالى ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة انتهى وهذه الرواية بالحقيقة ما كانت معارضة لقول الصادق (ع) اسقاهما ربهما بماء واحد من نظر اليها بعين الحقيقة يعرف ما اشرت فيها فيها ومن ولم ير التعارض فيهما كان فقيها قال الله تعالى الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون اي ان الذين ينقضون عهد محمد صلى الله عليه واله في عالم الغيب في ايات علي (ع) في ذر الافئدة مقام التوحيد وذر العقول رتبة محمد صلى الله عليه واله وذر النفوس مقر الامامة وذر الاجسام محل محبته الشيعة من بعدما اخذ الله تلك الميثاق عن جميع الاشياء بالايمان بمحمد وعلي والحسن والحسين وجعفر وموسى وفاطمة صلواة الله عليهم اولئك هم الكافرون واول من نقض عهد الله في الامكان في جميع مقاماته من اية التوحيد الى منتهى التكثير هو ابو الدواهي لعنة الله عليه نقض عهد الله في اوليائه في عوالم الغيب وقطع ولاية علي عليه السلام في مظاهره في ائمة الشهادة وهم علي ومحمد وعلي ومحمد والحسن ومحمد صاحب الامر سلام الله عليهم وفسد في الارض الامكان بنظرها في معرفة علي عليه السلام بالنورانية ومن افساده اخذ بالغصب ارض الفدك عن فاطمة صلوات الله عليها بعدما علمه رسول الله صلى الله عليه واله في حياته بانها مختصة لها وحرم الله ثمرها على غيرها فكفر بالله وليس قميص الانكار في الله وقميص الكفر في رسول الله صلى الله عليه واله وقميص الشرك في علي ولي الله سلام الله عليه قال علي عليه السلام لقد تقمصها ابن ابي قحافة وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى الي الطير الحديث فكان بذلك مبدء الخسران ويرجع اليه كل الخاسرون ولقد قال الامام عليه السلام في هذه الاية من بعد ميثاقه في علي عليه السلام وفي قوله ان يوصل يعني من صلة امير المؤمنين (ع) والائمة (ع) ولقد اشار الامام جعفر ابن محمد الصادق (ع) في حديث طويل على تفسيرها وها انا اذكرها بطوله لان فيها اسرار الهية غيبية يحرم من معرفتها الاكثرون وحارت في عجائبها حكماء الالهيون وهي ما يروى عن الشيخ الثقة ابي الحسين محمد ابن علي الحلبي عن شيخه السيد ابي عبدالله الحسين ابن احمد ابن احمد ان الخصيبي قال حدثني جعفر ابن مالك الفرادي الكوفي عن عبدالله ابن يونس الموصلي عن محمد ابن صدقة العبدي عن محمد ابن سنان الزاهري عن صفوان ابن يحيى الكوفي عن المفضل عمر الجعفي قال قلت لمولانا الصادق الوعد منه الرحمة وقد خلوت به فوجدت منه فرصة اتمناها اسئلك يا مولاي عما جرت في خواطري من ظهور المعنى طلقته بصورة مرئية فهل الذات تتصور او تتجزئ لو تتبعض او تحول عن كيانها او تتوهم في العقول بحركة او سكون؟ وكيف ظهور الغيب الممتزج بخلق ضعيف؟ وكيف يطبق المخلوق النظر الى الخالق مع ضعف المخلوقات؟ فقال عليه السلام يا مفضل ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب يا مفضل علمنا صعب مستصعب وسرنا وعر بعيد على اللسان ان يترجم عنه اللسان ان يترجم عنه الا تلويحا وما يعرف شيعتنا بحسب درايتهم بنا ومعرفتهم لنا وسحقا لمن يروي ما لا يدري ويعتقد ما لا يتصرف في العقل ولا ينتضج في لب وذلك ايمان اللسان ووعر الحواس والحجة فيه على صاحبه وذلك ان القران نزل على اياك اعني واسمعي يا جارة فاسمع لما يوحى اليك وانظر بعين عقلك وانصت بنور لبك واسمع وع فقد سئلت عن نبا عظيم وحق يقين فسالقي عليك سئولا ثقيلا وهو الذي في معرفته خلق كثير الا من رحم ربك انه هو الغفور الرحيم وما انبا به الباقر الجابر من الوعر الاوعر الذي خفى على ساير العالم الا عن صفوة المختصين والبلغاء المستحفظين الذين اخلصوا واختصوا وشهدوا الحق بما علموا وصدقوا بما عاينوا كما ذكر في التنزيل قول السيد الامين الا من شهد بالحق وهم يعلمون انه الحق والامر يا مفضل لطيف وسر هذا العلم غامض واعلم ان الذات تجلى عن الاسماء والصفات غيب ممتنع لا يمتنع عنه بالحق باطن ولا يستتر عنه خفي لطيف ولا شيء اعظم منه موصوف باتصافه له مشهور باياته معروف بظهوراته كان قبل القبل وقبل ان يحيث الحيث لا غيره وقبل المكان اذ لا مكان الا ما كونه وهو الى ما لا نهاية لا حول ولا عما كان فيه من كيانه ولا يفتقر الى شيء فليتعين به ولا ينسب الى غيره فيعرف به بل هو حيث هو وحيث كان فلم يكن الا هو واعلم يا مفضل ان الظهور تمام البطون والبطون تمام الصمت الظهور والقدرة والعزة تمام الفعل ومتى لم تكن كليات الحكمة تامة في بطونها وتامة في ظهورها كاتب الحكمة ناقصة من الحكيم وان كان قادرا يا مفضل قلت زدني يا مولاي شرحا يحيى به من قرب وتقرب به من شيء بنورك وعرفك حقيقة المعرفة قال عليه السلام يا مفضل ان الظهور الازل بين خلقه عجيب لا يعلم ذلك الا عالم خبير وان الذات لا يقال بها نور لانه منير كل نور فلما شاء من غير فكر ولا هم اظهار المشية وخلق المشية للشيء وهما الميم والشين فاشرق من ذاته نور شعشعاني لاثبت له انوار غير باين عنه فاظهر النور نور الضياء لمن تبين منه واظهر الضياء ظلا فاقام صورة الوجود بنفي الضياء والظل وجعل النور باطنه والذات منه مبدئها وكذلك الاسم غير متحد بنوره ما راى خلقه بخلقه فاذا نطق ففي ذاته وغيبه الذي ليس شيء لهو الا هو فتعالى الله العظيم يا مفضل وسئلت عن المشية كيف ابدئها منشاها فافهم ما انا ذاكره لك يا مفضل فقد سئلت عن امر عظيم ان مولاي القديم الازل تعالى ذكره يبدئ مشية لميزل لها عالما فكانت تلك ارادة من غير همة ولا حدوث فكره والانتقال من سكون الى حركة ولا من حركة الى سكون لان القدرة طباعه وذلك انه يظهر المشية التي هي اسمه ودل بها على ذاته لا لحاجة منه اليه ولا غيب به فلم بدت بطبع الحكمة عند ارادته يكون الاسم ولعلمه بان الحكمة اظهاره ما في الكيان الى العيان ولو لم يظهر ما علمه من غامض علمه الى وجود معانيه بعضها لبعض لكان ناقصا والحكمة غير تامة لان تمام القوة الفعل وتمام العلم المعلوم وتمام الكون المكون فافتح يا مفضل قلبك لكلام ابك فاعلم ان النور لم يكن باطنا في الذات فظهر منه ولا ظاهرا منه فبطن فيه بل النور من الذات بلا تبعيض وغائب في غيبته بلا استتار ومشرق منه بلا انفصال كالشعاع من القرص والنور من الشعاع لمولاك يا مفضل اخترع الاسم الاعظم والمشية التي انشات الاشياء ولم يكن النور عند اختراعه الاسم زيادة ولا نقصان والاسم من النور الذات بلا تبعيض وظاهره بلا تجزئ يدعو الى مولاه ويشير الى معناه وذلك عند تغير كل ملة لاثبات الحجة واظهار الدعوة ليثبت على المقر اقراره ويرد على الجاهد انكاره فان غاب المولى عن ابصار خلقه فهم المحجوبون بالغيبة ممتحنون بالصورة يا مفضل التي ظهر به للاسم ضياء نوره وظل ضيائه والذي تشخص به الخلق لينظروه ودلهم على بارئه لتعرفوه بالصورة التي هي صفة النفس والنفس صفة الذات والاسم مخترع من النفس الذات ذلك سمى نفسا ولاجل ذلك قوله عز وجل ويحذركم الله نفسه وانما حذركم ان تجعلوا محمد صلى الله عليه واله مصنوعا لكان الذات محدثا مصنوعا وهذا الكفر الصراح واعلم يا مفضل انه ليس بين الاحد والواحد الا كما بين الحركة والسكون او بين الكاف والنون لاتصاله بنور الذات قائمة بذاتها وهو قوله تعالى الم تر الى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا يعني ما كان فيه من الذات فالصورة الانزعية هي الضياء والظل وهي التي لا تغير في قديم الدهور ولا فيما يحدث من الازمان فظاهره صورة الانزعية وباطنه المعنوية وتلك الصورة هي هيولات الهيولات وفاعلة المفعولات واس الحركات وعلة كل علل لا بعدها سر ولا يعلم ما هي الا هو ويجب ان يعلم يا مفضل ان الصورة الانزعية التي قالت ظاهري امامة ووصية وباطني غيب منيع لا يدرك ليست كلية الباري ولا الباري سواها وهي هو اثباتا وايجادا وعيانا يقينا وتعينا لا هو هي كلا ولا جمعا ولا احصاء ولا احاطة قال المفضل قلت يا مولاي زدني شرحا فضلا فقد علمت من فضلك ونعمك ما اقصر عن صفته قال عليه السلام يا مفضل سل عما احببت قلت يا مولاي تلك الصورة التي رايت على المنابر تدعوا من ذاتها الى ذاتها بالمعنوية وتصرح باللاهوتية قلت لي انها ليست كلية الباري ولا الباري غيرها فكيف تعلم بحقيقة هذا القول قال عليه السلام يا مفضل تلك بيوت النور وقمص الظهور وانس العبارة ومعدن الاشارة حجبك بها عنه ودلت منها اليه لا هي هو ولا هو غيرها محتجب بالنور ظاهر بالتجلي كل يراه بحسب معرفته وينال على مقدار طاقته فمنهم من يراه قريبا ومنهم من يراه بعيدا يا مفضل ان الصورة نور منير وقدرة قدير ظهور مولاك رحمة لمن امن به واقر وعذاب على من جحد وانكر ليس ورائه غاية ولا له نهاية قلت يا مولاي قالوا حد الذي اذا سمى ومحمد اذا وصف قلت (يا مولاي فعلى مه باين غير المعنى)؟ وصف اسمه فقال عليه السلام الم تسمع الى قوله ظاهري امامة ووصية وباطني غيب لا يدرك قلت يا مولاي فما باطن الميم فقال عليه السلام نور الذات وهو اول الكون ومبدع الخلق ومكون لكل مخلوق ومتصل بالنور منفصل لمشاهدة الظهور ان بعد فقريب وان نادى فمجيب وهو الواحد الذي ابداء للاحد من نوره والاحد لا يدخل في العدد فالواحد حد اصل الاعداد واليه عودها وهو المكنون قلت يا مولاي يقول سيد الميم انا مدينة العلم وعلي بابها فقال عليه السلام يا مفضل انما عنى به تسلسل الذي سلسل من نوره ومعنى قوله وعلي بابها يعني انه هو اعلى المراتب وباب لهم ومنه يدخلون الى المدينة وعلم العلم وهو المترجم بما يمده سيد من علم الملكوت وجلال اللاهوت فقلت يا مولاي يقول السيد الميم انا وعلي كهاتين لا ادرى يمينا ولا شمالا واقرن بين سبابيته فقال عليه السلام يا مفضل ليس مقدار احد من اهل العلم يفصل بين الاسم والمعنى غير ان المعنى فوقه لان من نور الذات اخترعه فليس بينه وبين النور فرق ولا فاصل ولاجل ذلك قال انا وعلي كهاتين اشارة منه الى العارفين ان ليس هناك فصل ولو كان بينه وبينه فصل لكان شخصا غير وهذا هو الكفر الصراح اما سمعت قوله تعالى ان يفرقوا بين الله ورسله وقوله يقطعون ما امر الله به ان يوصل وايمائها للافعال ان يقال ان الله بينه وبين بارئه واسطة ولاجل هذا قال انا وعلي كهاتين لاية بدؤ للاسماء واول من تسمى فمن عرف الاشارة استغنى عن العبارة ومن عرف مواقع الصفة بلغ قرار المعرفة الم تسمع الى اشارات الاسم الى مولاه وتصريحا بغير تلويح حيث يقول انك كاشف الهم عني وانت مفرج كربتي انت قاضي ديني انت منجز وعدي يكشف عن اسمه الظاهر بين خلقه فيقول انت على اشارة منه الى مولاي فكانت الاشارة الى بابه انا مدينة العلم وعلي بابها فمن اراد المدينة فليقصد الى الباب اه وقال رسول الله صلى الله عليه واله ان من شيعة علي (ع) لمن ياتي يوم القيمة بسيات عظيمة واعمال قبيحه فتكافيها وتنجو لا يشك اهل المحشر في انه من الهالكين وفي عذاب الله من الخالدين فياتي النداء من قبل الله ايها العبد هل لك من حسنات بازاء السيئات فتكافيها وتنجو انت وتدخل برحمة ربك الجنة فيقول لا لا ادري فيقول له ناد في الغرفات هل لاحد عنده يد او عارفة فيغشنى بمخازمة عنها فهذا اوان حاجتي اليها فينادي الرجل فاول من يجيبه علي ابن ابي طالب عليه السلام بلبيك لبيك ثم ياتي ويضمن لخصمائه تعويضهم عن ظلاماتهم فيقولون ويسئلون عنه اعطاء ثواب نفس واحد من انفاسه ليلة مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه واله فيعطيهم فيدخلون بذلك الدرجات من الجنان ويحسبون ان كل الجنان قد اعطى لهم فيقولون هذا كله لنا فاين محل ساير عبادك المؤمنين والانبياء والصديقين والشهداء والصالحين فياتي النداء يا عبادي هذا نفس واحد من انفاس علي عليه السلام فخذوه وانظروا فيرونهم وهذا المؤمن الذي عوضهم علي عليه السلام عنه الى تلك الجنان ثم يرون ما يضيفه الله عز وجل موالي علي عليه السلام في الجنان بما هو اضعاف ما بذله عن وليه الموالي مما شاء الله عز وجل من الاضعاف التي لا يعرفها غيره قال الله تعالى كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون لا يطلق في الله ولا في اياته واذا اطلق الامام (ع) في شيء فاذا كان في المعرفة هي نفسها واذا في غيرها هي من مقولة الاعراض والصفات لا قوام لها في صقعها الا بجواهرها وموصوفاتها وتلك الاية الشريفة هي نفس الاول في امكانها وصفتها في تكوينها والكفر ضد الايمان في كل العوالم اصلها الاولى وفرعها الثاني واغصانها ائمة الضلال واثمارها بدعهم واوراقها ظلال انفسهم هؤلاء يكفرون بايات علي عليه السلام وللموت اطلاقات قبل الابداع موت بحت هي التي لا تسبقها الحيوة اعني الابداع موت بالخروج عن لجة اثر الابداع وهي للمؤمنين اقبال وللكافرين ادبار وهذا لموت لا نهاية لاخرها يترقب في جميع الاشياء بجود الابداع ولا نفاد لفيض الاختراع لان الموت كسر مقيد لضوع مطلق وما للفيض تعطيلا والمقصود من الموت في هذه الاية الاول فالاول والثاني فالثاني والحيوة صفة الحي ولها جهات جهة وحدة وبساطة وهي حيوة لجة الاحدية لا اشارة عنها ولا عبارة لا يسبقها شيء ولا يساويها شيء سبحان الله بارئها عما يصفون وجهة صالحة للتعلق بالكثرات وهي المساوق للموت لا بد لها بها يترقب الى ما لا نهاية بما لا نهاية وما للفيض تعطيلا وفيها الاول والثاني فالاول للمؤمنين والثاني للكافرين وفيها الاول فالثاني والثاني فالاول للمؤمنين والثاني الثاني للكافرين ثم الى ميقات الله ترجعون يوم الرجع هو يوم البدء وكل راجع الى ربه بما تجلى علي عليه السلام به والاشياء لم يبدء من ذات الله ولا يرجع اليه سبحانه ابدع المشية لا من شيء بنفسها لابداع الاشياء بها وهو لم يزل كان ولم يك شيئا الان كما كان سبحانه عما يقول الظالمون من الاقتران والارتباط علوا كبيرا بدء الفعل لجة الاحدية ورجعها اليها وبدء الانفعال طمطام الواحدية ورجعها اليها ولكل المراتب مقاما في البدء والرجع وها انا اذكرهم بالاجمال بدء الاحدية محمد صلى الله عليه واله وكان رجعه اليها وبدء الواحدية علي عليه السلام وكان رجعه اليها والائمة عليهم السلام نفس علي عليه السلام لا نفرق بين احد منهم والفاطمة اخترعها الله من نور ذاته وكانت رجعها اليه تعالى والانبياء وبدئهم لجة الاحدية التي اخترعها الله تعالى من نور جسم فاطمة صلوات الله عليها وكان رجعهم اليها والمؤمنون من الانس ابدعهم الله من ظل حقايق الانبياء وجعل الله رجعهم اليهم والجن ظل الانس في البدء والرجع والملك اشباح نورانية في جميع الاصقاع من جنسه بدئهم من الله بالاظلة ورجعهم بها الى الله تعالى والحيوان شبح الملك في بدعه ورجعه والنبات ظل الحيوان في بدئها ورجعها والجماد اخر مراتب الاشياء في النزول بدئها من النبات وكان رجعها اليها وكذلك الاشرار رجوعهم كعكوس الانوار في كل الاصقاع على ما ذكر في الاخبار وقد عرفها المؤمن الفطن بسر الاختيار ومحمد صلى الله عليه واله كان مالك البدئين والرجعين بتمليك الابداع اقامه الله مقام نفسه في الاختراع اذ كان هو الغني عن الاقتران وكيف تكفرون به وكنتم امواتا فاحياكم بعلي عليه السلام في الامكان ثم يميتكم بخروجكم عن الامكان ثم يحييكم بعلي عليه السلام في الاكوان ثم الى عدل الله ترجعون والعدل المقترن بالاشياء هو عدل محمد صلى الله عليه واله ومظهر كان عليا علي عليه السلام في العدالة قال الله تعالى هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسويهن سبع سموات وهو بكل شيء عليم حاصل هذا الاسم الاعظم وهو هو اعظم الايات في الامكان وهو محمد صلى الله عليه واله بدء منه ورجع اليه ودل عليه السبيل الى الذات البحت مسدود ولا اسم ولا اشارة والطريق اليه مردود ولا رسم ولا عبارة انما الدليل الذي يشير اليه اياته وهي ابداعه والوجود الابداع هي اثباته سبحانه عما يصفون وخلق هو بدع وهو اشارة الى مراتب الفعل ابدعه الله بنفسه واستقره في ظله بحيث لا يخرج منه الا غيره والمخاطب هو المخاطب وهو ما اشرت هنا لانه غاية الابداع وما سواه وثمرة الاختراع وهو المقصود لدى المخاطب بالحقيقة عند الابداع وما سواه بالقرينة عند الاختراع والارض ارض الجرز وهي ارض الامكان خلق الله لكل شيء في امكانه ما في الارض جميعا وان الله خلق لمحمد صلى الله عليه واله ما في الارض الجرز ومن ايات الاحدية ومقامات الواحدية وعلامات الرحمانية ودلالات العبودية جميعا خلقية صفة وموصوف وبينه وبين ما سواه بينونة صفة لا عزلة وجعل الله كنهه تفريقا بينه وبين ما خلق له بشهادة ان كل صفة غير الموصوف وكل موصوف غير صفته وهو المنفرد في تلك المقام عن الاشباه والامثال ولقد قال علي عليه السلام في خطبة يوم الغدير والجمعة واشهد ان محمدا صلى الله عليه عبده ورسوله استخلصه في القدم على ساير الامم على علم منه منفردا عن التشابه والتشاكل من ابناء الجنس اقامه مقامه في الاداء اذ كان لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير وجعل الله سبحانه حامل تلك الارض الجامعة فاطمة صلوات الله عليها وما فيها الائمة سلام الله عليهم هو الذي خلق لمحمد صلواة الله عليه واله بالملائكة ما في الارض الاحدية جميعا وهي الفاطمة صلوات الله عليها ثم استوى الى السماء اي زوجها بعلي وهو المساوي السماء في الشرف وجعلها الله احدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم ان يتقدم او يتاخر فلما استوت الى السماء فسويهن سبع سموات اي سبع حجج وهم مسارن في علة الابداع مع علي عليه السلام والسبعة اذا كررت في الابداع والاختراع صارت اربعة عشر سبعة مظهر الابداع وهي السموات السبع الاولى المشية والثانية الارادة والثالثة القدر والرابعة القضاء والخامسة الاذن والسادسة الاجل والسابعة الكتاب وسبعة مظهر الاختراع وهي الارضين السبع وعند الجمع يكون صراط علي حق نمسكه وهذا لكلمة جامعة للحروف النورانية وهي حرز الله الاعظم واسمه الاكرم من نقش على عقيق الصفراء تلك الرمز العليا عارفا بسر معناه كانت له حصن من النار ولكل ارض سماء والسماء جهة المشية والارض جهة الاراده وان الله سبحانه لم يخلق شيئا فردا قائما بنفسه خلق الاشياء مركبا من جهات السبعة عند ابداعه ومن جهات السبعة عند انفعاله ابى الله ان يجري الاشياء الا باسبابها ولا يمكن ان يشيئها شيئا الا بالورود في ملكوت السموات والارضين ولقد قال ابو عبدالله عليه السلام لا يكون شيء في الارض ولا في السماء الا بهذه الخصال السبع بمشية وارادة وقدر وقضاء واذن واجل وكتاب فمن زعم انه يقدر على نقض واحدة فقد كفر ذلك في السموات وفي الارضين قال الله عز وجل وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا وذلك مشهود عند من اشهده الله خلق نفسه واما اية الاحدية في الاشياء ولو كان فيها في المعرفة تركيب ولكن دفعه الله تعالى عند الوجدان لما هي فيها من الافتقار وليس فيها جهة امتياز وكثرة لانها والدليل للحي القيوم ولا يجعل الله الكثرة دليل احديته واما في المعرفة والوجود لا بد للاستشعار بان الشيء لا يجاوز وراء مبدئه والملك يصعد الى الملك ولا وصول الى الذات البحت ولا معرفة منه السبيل مقطوع والمعرفة ممنوع ولا غاية الا العجز ولا نهاية الا الياس الايات معلول مشيته ودالة عليها والعلامات ناطقة بالعجز القطع وذلك اعظم الدلالات بان لا دليل له لا بالعجز ولا بالقطع سبحانه لا يعرفه احد ولا يعلم كيف هو الا هو انما المعروف مشيته والمقصود غاية الامكان من فيضه في كل الاصقاع بما هي لما هي من تجليات مشيته على ما هي قال رسول الله صلى الله عليه واله رب ارني حقايق الاشياء كما هي والاخبار بما هي عليها ذكر من مشيته واشارة اليها ودالة عليها وحاكية عنها وقد قال الامام عليه السلام كل ما وقع عليه اسم شيء فهو مخلوق الا هو الله تعالى لا اسم ولا اخبار ولا عبارة لا بالاشارة ولا بنفيها سبحانه عما سواه تسبيحا عليا ولا يعرف ما سواه الا ما سواه ولا يعرف كيف هو الا هو سبحانه عما يقول الظالمون في معرفته علوا كبيرا وهو بكل شيء عليم وحامل هذا الاسم هو ما اشرت بالاجمال والعلم الذات هو الذات لا يعلم علمه الا هو ولا معرفة ولا بلاغ وفي مقام المعرفة باياته ووصف الله نفسه بلسان حجته وقد قال ابو عبدالله (ع) لم يزل الله عز وجل عالما والعلم ذاته ولا معلوم والسمع ذاته ولا مسموع والبصر ذاته ولا مبصر والقدرة ذاته ولا مقدور فلما احدث الاشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم والسمع على المسموع والبصر على المبصر والقدرة على المقدور الحديث كذلك الله ربنا الان كما كان وهو العالم ولا معلوم احداثه علمه بالاشياء واول ما بدع الله هي المشية وقد قال عليه السلام علم الله السابق المشية والعلم تمام المعلوم وعلم الذات هو الذات لا يقع على شيء لالتزام التغيير والاقتران سبحانه هو لم يزل على حالة واحدة وقد قال ابو ابراهيم (ع) اول الديانة معرفته وكمال معرفته توحيده وكمال التوحيد نفي الصفات عنه بشهادة ان كل صفة انها غيرالموصوف وشهادة الموصوف على انه غير الصفة وشهادتهما جميعا بالبينة الممتنع منه الازل فمن وصف الله فقد حده ومن حده فقد عده ومن عده فقد ابطل ازله ومن قال كيف فقد استوصفه ومن قال فيما فقد ضمنه ومن قال عليم فقد جهله ومن قال اين فقد اخلى منه ومن قال ما هو فقد نعته ومن قال الى م فقد غاياه عالم اذ لا معلوم وخالق اذ لا مخلوق ورب اذ لا مربوب وكذلك بوصف ربنا وهو فوق ما يصفه الواصفون وعلم الذات غني عن وجود المعلوم وعلم المشية وذاتها وهي علم الله تعالى نسبها لنفسه تشريفا وعلمها بها وبالاشياء قبل كونهم كعلمها بهم بعد كونهم ولا كيف لها لان الكيف معلول لها وهي مكيف الكيفية فلا يعرف بها وهي علم الله الامكاني جعل الله محمد صلى الله عليه واله حاملها وهو بعلم الله عليم بكل الاشياء من من في قوة الابداع وامكان الاختراع وان الله سبحانه اجل واعظم بان يوصف بعلم الاشياء الا ان ما في القران لمكنة الاوهام وقد قال علي (ع) على منبر الكوفة ان ربي لطيف اللطافة لا يوصف باللطف وعظيم العظمة لا يوصف بالعظم كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر جليل جلاله لا يوصف بالغلظ قبل كل شيء لا يقال شيء قبله وبعد كل شيء لا يقال له بعد شاء الاشياء لا بهمة دراك لا بخديعة في الاشياء كلها غير متمازج بها ولا باين منها ظاهر لا بتاويل مباشرة متجل لا باستهلال رؤية نائي لا بمسافة قريب لا بمداناة لطيف لا بتجسم موجود لا بعد عدم فاعل لا باضطرار مقدر لا بحركة مريد لا بهامة سميع لا بالة بصير لا باداة لا تحويه الاماكن ولا تضمنه الاوقات ولا تحده الصفات ولا تاخذه السناة سبق اوقات كونه والعدم وجوده والابتداء ازله بتشعيره المشاعر عرف ان لا مشعر له وبتجهيره الجواهر عرف ان لا جوهر له وبمضادته بين الاشياء عرف ان لا ضد له وبمقارنته بين الاشياء عرف ان لا قرين له ضاد النور بالظلمة واليبس بالبلل والخشن باللبن والصرد بالحرور مؤلف بين متعادياتها مفرقا بين متدانياتها دالة بتقريقها على مفرقها وبتاليفها على مؤلفها وذلك قوله تعالى ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ففرق بين قبل وبعد ليعلم ان ما لا قبل ولا بعد مشاهدة بعزائزها ان لا عزيزة لمعززها مخبرة بتوقيتها ان لا وقت لموقتها حجب بعضها عن بعض ليعلم ان لا حجاب بينه وبين خلقه كان ربا اذ لا مربوب والها اذ لا مالوه وعالما اذ لا معلوم وسميعا اذ لا مسموع وكل ما اشار (ع) وصف الله نفسه به لا وصف للذات القديم لان الوصف غيره وهو الاجل من ان يعرف بغيره بل الغير يعرفون به وهو المتفرد في معرفة نفسه السبيل لما سواه معدوم سبحانه لا يعرف كيف هو الا هو ولقد قال علي (ع) في تفسير هذه الاية هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا لتعتبروا وتتوصلوا به الى رضوانه وتتوقوا به من عذاب نيرانه ثم استوى الى السماء اخذ في خلقها واتقانها فسويهن سبع سموات وهو بكل شيء عليم ولعلمه بكل شيء اعلم بالمصالح فخلق لكم كل ما في الارض لمصالحكم يا ابن ادم قال الله تعالى واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون والكلام صفة محدثة ليست بازلية وهي صفة الفعل وحاملها الربوبية المقترنة بها احدث الله المشية لا من شيء وجعلها مكلما عن نفسه وقد قال علي (ع) انا مكلم موسى من الشجرة والذات هو هو ليس معه غيره لم يزل كان ولم يكن معه شيء الان كما كان على حالة واحدة سبحانه عما يشركون واول كلمة تعلقت بالابداع هي كلمة كن نطقت عن الله انا الله لا اله الا انا رب العالمين وللربوبية ثلثة مراتب ربوبية اذ لا مربوب وهي اية الرب وجهة اعلى المشية السبيل اليها مقطوع والطريق اليها مردود وكان الله ربا اذ لا مربوب وربوبية اذ لا مربوب عينا واذ مربوب ذكرا وهي ربوبية نفس المشية لا سبيل اليها الا كما وصف رسول الله صلى الله عليه واله نفسه قال ما عرفني الا الله وانت يا علي وربوبية اذ مربوب ذكرا وعينا وهي ربوبية المقترنة مع المربوب والرحمن على العرش استوى وهي ربوبية الرحمانية لا سبيل اليها الا بما وصف محمد صلى الله واله نفسه قال ما وصفك يا علي الا الله وانا اذ قال ربك للملائكة والملئكة هي الروابط كالحروف وهي شئونات ربوبية الثالثة بما تجلى الرحمن لهم بهم وجعل الله روابط العلويات جواهر السفليات وكل ما سوى المشية وكورها في مظاهرها هي الملئكة ولا يوجدون ولا يتحركون الا باذن علي (ع) ولا يعلم جنود ربك الا هو وجعل الله مبدء وجودهم عند طمطام الواحدية في كل عالم ملئكة من جنسه في عالم الاسماء اسم والانوار نور والعماء عماء والاحجاب حجاب والعرش عرش والسماء سماء والعقول عقل والنفوس نفس والارواح روح والالفاظ لفظ وكذلك فيما سواهم من العوالم وكل شيء وقع له اسم شيء ما خلا الله له ملئكة كل شيء يحفظونه بامر علي عليه السلام لو فني واحد منهم لفني الشيء وذلك من تقدير العزيز الحكيم اني جاعل في الارض خليفة فاعل الجعل ربوبية الملقاة فيها وجعل الله احداثه لا من شيء وفي تلك المقام المراد اظهاره لا ايجاده والارض ارض الابداع وهي جهة القبول شاملة لكل الاراضي من في الامكان والاكوان بما لا نهاية الى ما لا نهاية وما للفيض تعطيلا والخليفة هي خلافة الله في الابداع والاختراع جعل الله عليا (ع) الخليفة في العزة في كل العوالم في الاداء اذ كان هو الغني في الابداع والاختراع لاجل الاقتران اقامه الله مقام نفسه في جميع عوالمه من لجة الاحدية الى يم الواحدية اذ كان هو المتعالي من ان يصل بساحة عزه الطف الاشارات وان يصعد الى هواء مجده اشرف الكثرات وهو كما يقول لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو العلي الكبير وهو (ع) خليفة في عالم المسمى والاسماء في لجة الاحدية هو هو بغير اشباع واو وفي طمطام يم الواحدية هو هو بغير تكرير واو ولم ار ذكر الا ذكره ولا اسمع وصفا الا وصفه وهو المتعالي عن الاذكار والاوصاف قال روحي فداه انا المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه انا باب حطة ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم اذ قال علي عليه السلم عن الله سبحانه في ذر عالم الاكبر للملئكة ادخلو لجة الاحدية فاني جاعل في الارض وجودكم تلك الاية العظيمة خليفة عني لكم قالوا جهات الرب من جميع الاشياء وهم ملئكة الله اندخل تلك اللجة اية الهوية ونسفك الدماء بنفي وجودنا وفناء انفسنا ونحن نسبح بوصف نبيك صلى الله عليه واله ونعتقد بفضائل علي (ع) او نعتقد انه لك وتقديسك قال الله عز وجل اني اعلم انكم في التسبيح والتقديس واقفون في مقام الصفتية والموصوف لجة الاحدية بيت علي وبيت وقوفكم بيت البقاء المحدود وهي اللانهاية وان تسبيحكم وتقديسكم رشحات تلك البيت وانتم اما لا تعلمون الا بعد ورودكم تلك اللجة فان دخلتم انكم لمؤمنون ذلك في تفسير ظاهر الباطن وفي ظاهر الظاهر فينا والارض وسفك الدماء صفة اهل الارض من الجن والنسناس على ما قال علي (ع) وفي باطن الباطن اسم واحد لمعنى واحد وفي باطن باطن الباطن سر الاحدية وهو سر علي عليه السلام قال (ع) في تفسير الظاهر لنا قال الله عز وجل اني اعلم ما لا تعلمون فقال الملئكة ربنا افعل ما شئت لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم فباعدهم الله عن العرش مسيرة خمسماة عام ذلك اشارة الى خطائهم بالنظر الى انفسهم بالتسبيح والتقديس وكل من ينظر في علم وعمل الى نفسه يبعد عن عرش الرحمن كبعدهم قال علي (ع) فلاذوا بالعرش واشاروا بالاصابع وذلك كنايه عما في امكانهم باسناد الفعل الى الله عز وجل وحده فنظر الرب عز وجل اليهم ونزلت الرحمة فوضع لهم البيت المعمور فقال طوفوا به ودعوا العرش فانه لي رضاء فطافوا به وهو البيت الذي يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون اليه ابدا فوضع الله بيت المعمور توبة لاهل السماء ووضع الكعبة توبة لاهل الارض وكل الاشارات من جنابه صدرت في عوالم القدس وقد عرفها المتنور بنور الرب وقد قال عليه السلام فقال الله تبارك وتعالى اني خالق بشرا من صلصال من حماء مسنون فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين وكان ذلك تقدمة من الله في ادم (ع) قبل ان يخلقه واحتجاجا منه عليهم فاغترف ربنا غرفة بيمينه من الماء الفرات وكلتا يديه يمين فصلصلها في كفيه حتى جمدت فقال لها منك اخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين والائمة المهديين والدعاة الى الجنة واتباعهم الى يوم القيمة ولا ابالي ولا اسئل عما افعل وهم يسئلون ثم اغترف غرفة اخرى من الماء المالح الاجاج فصلصلها في كفه فجمدت ثم قال لها منك اخلق الجبارين الفراعنة والعتاة واخوان الشياطين والدعاة الى النار الى يوم القيمة ولا ابالي ولا اسئل عما افعل وهم يسئلون قال وشرط في ذلك البداء ولم يشرط في اصحاب اليمين البداء ثم خلط المائين جميعا في كفه فصلصلها ثم كفاهم قدام عرشه وهما سلالة من طين اشار (ع) اشارات قدسية وها انا اظهر شموم عطر مجده والمراد بالرب الربوبية المقترنة وهو ربوبية اذ مربوب عينا وحاملها علي عليه السلام والمراد باليمين علي عليه السلام ادخر فهما في العدد متساويان وكلتا يديه يمين واليه عدده اربعة عشر وكلهم علي عليه السلام وايديهم يمين والماء الفرات ماء بحر الصاد وهو ماء الوجود نزل من قطرات شجرة المزن حتى صارت بحرا وهو الماء الذي كان عليه العرش وجعل الله مبدء جريانها من ميم الرحيم والمراد بالصلصال في الكف عكس الماء في ولاية علي عليه السلام فاذا قبلت انجمدت بالسكون في كفه واذا عرضت انجمدت وصارت ملحا اجاجا فخلق الله من ماء القابل حقائق الاخيار وصفاتهم بما هم اهله وامضى الله ما قضى فيهم من بداء التكويني ولهم بداء الامكاني وهي لا يتخلف من شيء ولقد قال عليه السلام ما عبد الله بشيء مثل البداء ومن ماء الملح الاجاج المعرض حقايق الاشرار وصفاتهم بما هم عليه وامضى الله بالبداء لهم وبما اقتضت نفوسهم لانفسهم ما اجرى البداء لهم وذلك من عذاب الله الاكبر عليهم وما الله بظلام للعباد والمراد بخلط الماء ان في كفه اشارة عالية بان الوجودات المقترنة بالماهيات في كف قدرة علي (ع) وكل الوجود من ايات تجريد بهم الى مظاهر تكثرهم مخلوط المائين عند نفسانيته بل معدوم بحت جل وعلا ذكره ما قدره احد حق قدره والسماء المقبولات بيمينه والارض القابليات جميعا في قبضته سبحانه عما يصفون والمراد بيوم القيمة يوم لقاء الرب وهو يوم البداية ولا بدء له وهو يوم القيمة ولا نهاية له سبحان موجده عما يصفون والمراد لا يسئل عما افعل لان الله ما فعل الا ما هم يفعلون وهم يسئلون عما يفعلون لان الله سبحانه ابدع الاشياء بما هم يفعلون وهو لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ولقد قال ابو جعفر عليه السلام وجدنا هذا في كتاب علي (ع) فخلق الله ادم (ع) اربعين سنة مصورا فكان يمر به ابليس اللعين ويقول لامر ما خلقت فقال العالم (ع) فقال ابليس لان امرني الله بالسجود لهذا لعصيته قال ثم نفخ فيه فلما بلغت الروح الى دماغه عطس فقال الحمد لله فقال الله يرحمك الله قال الصادق (ع) فسبقت له عن الله الرحمة والمراد بالادم الاولى هي المشية والمراد باربعين سنة دهرية لا زمانية وهي سنة لا لها بداية ولا نهاية والاربعين اشارة بتثليثه في القابلية وتربيعه في المقبولية والمراد بالصورة صورة الانسانية وهي الصورة التي صوره الرحمن بيده وجعل فيها صور العالمين وهي مجمع البحرين وبرزخ النشاتين كتب الله فيها احكام العالمين واشارة التصوير عدم ذوبانها لقبول التجلي والمراد بالابليس اول ماهية تنبت في ارض الامكان بالانكار والمراد كناية بما في الادم من قرب الشجرة الاحدية والمراد بنفخ الروح روح تجلي الله بالمشية لها بها وهي روح مخلوقة نسبها الله لنفسه تشريفا والوصول الى الدماغ اشارة بوجود عقله لان العقل اول حامد لله بالاقرار لنبوة محمد صلى الله عليه واله فلما اقر بان الحمد لله قال الله يرحمك الله قال الله عز وجل وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملئكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين والمعلم محمد صلى الله عليه واله والادم علي (ع) والاسماء كل شيء وقع عليه اسم شيء وهي الطمطام الواحدية اعطى الله عليا ما في طمطام الواحدية كلها واعلى الاسماء الائمة من ولد علي (ع) ثم عرضهم بالشبحية على الملئكة وهم مما سوى اهل العصمة سلام الله عليهم فقال الله لهم بهم وحدوني كتوحيد هؤلاء اي الائمة سلام الله عليهم ان كنتم في صقع افئدتكم صادقين فقالوا باجمعهم من ذرة امكانهم الى ذرة تكونيهم سبحانك ان الائمة اية تسبيحك لا علم لنا في معرفتهم الا ما علمتنا في مظاهر نفسك انك انت العليم الحكيم قال الله تعالى يا ادم انبئهم باسمائهم فلما انبئهم باسمائهم فلما اعترفوا بالعجز عن معرفتهم قال الله يا ادم عرفهم باسماء الائمة عليهم السلام فلما تجلى (ع) باسماء اشباه اجسام عترته لهم بهم عرفوا بان التسبيح لهم والتقديس بهم والوجود الدال للهوية منهم نشات واليهم دلت رجعوا عما نظروا الى انفسهم بنظر التسبيح والتقديس قال الله تعالى الم اقل لكم اني اعلم غيب السموات والارض والمراد بالغيب علي عليه السلام لانه غيب ممتنع في السموات والارض فيه قامت السموات والارض وبه تحركت المتحركات في السموات العلا وبه سكنت السواكن في الارضين السفلى وهو الذي نطق عن الله باني اعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون الاول علم التقارب والثاني علم التباعد يعلم عليه السلام باحاطة الله من في لجة الاحدية من القرب البحت ومن في طمطام الانكار من البعد البحت وعلمه بهم بعد وجودهم كعلمه بهم قبل وجودهم وذلك ذكره في امكانهم وفي ذكره عند نفسه لا وجود لغيره وهو عالم اذ لا معلوم كذلك خلق الله وليه سبحان الله عما يشركون قال الله عز وجل واذ قلنا للملئكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين وفي تفسير الباطن القائل محمد صلى الله عليه واله والملئكة ذر الاشياء في مشهد الاولى وهم اشباح واظلة والسجدة اقرار العبودية لولاية الحق بنفي ما سواه والادم علي عليه السلام فسجدوا الانوار في عوالم الاشباح بالاقرار بولاية الاحدية لعلي عليه السلام اذ قال محمد صلى الله عليه واله يوم الغدير للملئكة اسجدوا بالبيعة لعلي عليه السلام فسجدوا بالاخلاص السلمان والجندب والمقداد وهم جميع الملئكة الا ابليس وهو الاول الذي قال عليه السلام لقد تقمصها ابن ابي قحافة وهو ابو الدواهي لعنة الله عليه وفروعه مذكور في نفسه ابى في الظاهر واستكبرعن الله في الباطن وكان بذلك اصل شجرة الشرك ومبدء الكفر وما المستكبر الا نفس واحد وباستكباره ايقن بولاية ولي الحق وهو تمام الكافرين وفي باطن الباطن الادم المسجود ابو عبدالله الحسين عليه وعلى ابائه وابنائه الاف التحية والسلام لانه حامل اية الخامس من سورة الحمد من عرفه بانه وجه الله الذي يتوجه اليه الاولياء فهو من الساجدين ومن لم يعرفه بعدما عرف الله تعالى فهو من الكافرين ومن تامل لمحة اوقفه الله على الصراط خمسين الف سنة جزاء سيئته سيئة بمثلها ومن شك فيما اشرت صبر صبرا جميلا انهم يرونه بعيدا ونريه قريبا وفي ظاهر الظاهر هذا شبح الباطن الباطن قال الحسين عليه السلام باللطف لاصحابه اولا احدثكم باول امرنا وامركم معاشر اوليائنا ومحبينا والمتعصبين لنا ليسهل عليكم احتمال ما انتم له مقرون؟ قالوا بلى يابن رسول الله صلى الله عليه واله قال ان الله سبحانه لما خلق ادم وسواه وعلمه اسماء كل شيء وعرضهم على الملئكة جعل محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام اشباحا خمسة في ظهر ادم عليه السلام وكانت انوارهم يضيء في الافاق من السموات والحجب والجنان والكرسي والعرش ثم امر الله الملئكة بالسجود لادم (ع) تعظيما له وانه قد فضله بان جعله دعاء لتلك الاشباح التي قد عم انوارها الافاق فسجدوا الا ابليس ابى ان يتواضع لجلال عظمة الله وان يتواضع لانوارنا اهل البيت وقد تواضعت لها الملئكة كلها فاستكبر وترفع وكان بابائه ذلك وتكبره من الكافرين ولقد اشار بسر الامر ابو الحسن عليه السلام قال لما راى رسول الله صلى الله عليه واله تيما وعديا وبني امية يركبون منبره افظعه فانزل الله فيه قرانا يتاسى به واذ قلنا للملئكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى ثم اوحى اليه يا محمد اني امرت فلم اطع فلا تجزع انت اذا امرت فلم تطع في وصيتك والادم الاولى هي المشية فسجد لها جميع المشاءات بالمعلولية حتى ابليس الا انه سجد معكوسا من حيث يريد لا من حيث امر الله وقد قال الصادق (ع) قال ابليس يا رب اعفني من السجود لادم وانا اعبدك عبادة لم يعبد مثلها ملك مقرب ولا نبي مرسل قال تبارك وتعالى لا حاجة لي الى عبادتك انما اريد ان اعبد من حيث اريد لا من حيث تريد فابى الاول ان يبايع عليا (ع) بعد محمد صلى الله عليه واله فلما استكبر قال الله عز وجل فاخرج منها فانك رجيم وان عليك لعنتي الى يوم الدين وهو المراد بالحقيقة الاولية كما ان الادم الف الف ادم وهو اخر الادميين اي متنزل عن عالم المشية بالف الف مرتبة والمراد بالمشية مشيته التي تجلى الله لها بها في صقعه لانه بالنسبة الى المشية الاولى لا وجود له ولا يساوقه لا بالنهاية ولا بما لا نهاية واين التراب ورب الارباب كذلك في الابليس لا تختلف الظل اصله وسر الامر انا ذا اشير اليه بدليل الحكمة جعل الله مظاهر ملكه في الاشياء للعلم بجعله ادم جهة الربوبية المقبولية والابليس جهة الانية المشركة في كل العوالم يجري حكمه بحسبه وحقيقتها هي اشرت بالتلويح اذ بالتصريح يرتاب المبطلون والمؤمنون ملئكة غالبة فيهم جهة الربوبية بحيث اختفت فيهم جهة الانية قال رسول الله صلى الله عليه واله لكل نفس شيطان قيل حتى لك يا رسول الله (ص)؟ قال (ص) نعم ولكنه اسلم بيدي وكذلك العكس الغالب عليهم ظله الماهية وهم ابالسة الكافرون والمؤمنون هم الساجدون لاجل المحبة وهم قوم سكتوا فكان سكوتهم فكرا في قدرة الله فتكلموا فكان كلامهم ذكرا في ذات الله ونظروا فكان نظرهم الى وجه الله دائما ونطقوا فكان نطقهم لله حكمة ورضوا بقضاء الله وبدائه وسلموا لامره ونهيه وانقطعوا بكلهم اليه وتوكلوا عليه وفوضوا امورهم بيده وجعلوا همسات قلوبهم مظاهر عدله وحرمات اعينهم مطارح عفوه وحركات اعضائهم مراة رحمانيته وصرفوا وجوههم عمن يحتاج الى رفده وقلبوا مسئلتهم عمن لم يستغن عن فضله ودابهم الارتياح اليه والحنين وديدنهم الزفرة والانين وجباههم ساجدة لعظمته وعيونهم ساهرة في خدمته ودموعهم سائلة من خشيته وقلوبهم معلقة بمحبته وافئدتهم منخلعة من مهابته وترسخت اشجار الشوق اليه في حدائق صدورهم واخذت لوعة محبته بمجامع قلوبهم وهي الى اطوار الربوبية يانسون وفي رياض القرب للمكاشفة يرتعون وشرايع المصافات يردون وقد كشف الغطاء عن بصائرهم وانجلت ظلمة الريب عن ضمائرهم واذا جنهم الليل لم يناموا عن محبوبهم وحولت اليه ابصارهم من قلوبهم وشلت عقوبته بين اعينهم فخاطبوه عن المشاهدة وكلموه عن الحضور وفرحوا بقربه واستراحوا بامنه وتلذذوا بذكره وتنعموا بمناجاته واذا اشتغلوا بغيره طرفة عين تابوا واستغفروا وقالوا الهي استغفرك من كل لذة بغير ذكرك ومن كل راحة بغير انسك ومن كل سرور بغير قربك ومن كل شغل بغير طاعتك وكل ذلك مما ارشحت في سبيل العبودية وهي لاهل الباطن ولاهل الظاهر هي التي كتب الرضا عليه السلام للسائل وكان ذلك امر الله حتما مقضيا وهي مما اشتمل عليه كل الدين اما بعد حدثنا ابو علي محمد ابن الحسن ابن الفضل قال حدثنا احمد ابن علي ابن حاتم عن ابيه قال حدثنا ابو عبدالله الحسين ابن علي ابن الفضل قال حدثنا الشيخ ابو الحسن علي ابن حاتم القزويني عن علي ابن جعفر الشهير برماني عن احمد ابن حماد ابن المفضل ابن سنان الهاشمي وابراهيم محمد ابن مون بعث الى الامام علي ابن موسى الرضا [عليهما السلام] ووجهه ابي الفضل ابن سهيل ذ الرياستين فقال احب ان تجمع لنا اصول الدين جميعا من التوحيد والحلال والحرام والفرائض والسنن فانك حجة الله على الخلق ومعدن العلم ومفترض الطاعة قال فدعى الرضا عليه السلام بدوات وقرطاس وكتب بسم الله الرحمن الرحيم اول الفرائض اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الها واحدا احدا صمدا حيا قيوما سميعا بصيرا قويا دائما باقيا عالما لا بجهل قادرا لا بعجز قائما لا بحول غنيا لا يحتاج عدلا لا يجور وانه خالق كل شيء ليس كمثله شيء لا شبه له ولا ضد له ولا ند له ولا كفوا له لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وان محمدا صلى الله عليه واله عبده ورسوله وامينه وصفيه من خلقه سيد المرسلين وخاتم النبيين وافضل العالمين لا نبي بعده ولا تبديل لملته ولا تغيير لشريعته وان جميع ما جاء به النبي صلى الله عليه واله هو الحق المبين والتصديق به وبجميع ما مضى قبله من انبياء الله ورسله وحججه والتصديق بكتابه الناطق الصادق الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وان كتابه مهيمن على الكتب كلها وانه حق من فاتحة الكتاب الى خاتمته نؤمن بمحكمه ومتشابهه وخاصته وعامته وعده ووعيده وناسخه ومنسوخه وقصصه واخباره لا يقدر احد من المخلوفين ان ياتي بمثله وان الدليل بعده والحجة على المؤمنين والقائم بامور المسلمين والناطق عن القران والعالم باحكامه اخوه وخليفته وصيه ووليه الذي كان منه بمنزلة هرون من موسى علي ابن ابو طالب امير المؤمنين وافضل الوصيين عليه السلام وبعده الحسن والحسين وعلي ابن الحسين ومحمد ابن علي وجعفر ابن محمد وموسى ابن جعفر واحدا بعد واحد الى يومنا هذا اتقياء عترة الرسول واعلمهم بالكتاب والسنة واعدلهم بالقضية واوليهم في الامامة في كل دهر وعصر وانهم العروة الوثقى والائمة الهدى والحجة على الدنيا الى ان يرث الله الارض ومن عليها وهو خير الوارثين وان كل من خالفهم ضال مضل تارك الحق والهدى وانهم المعبرون عن القران والناطقون عن الرسول بالبيان من مات ولا يتولاهم ولا يعرفهم باسمائهم وياتم بسواهم فقد مات ميتة الجاهلية وان من دينهم الورع والفقر والصدق والصلاح والاجتهاد واداء الامانة الى البار والفاجر وطول السجود وقيام الليل واجتناب المحارم وانتظار الفرج وحسن الصحبة وحسن الجواب وبذل المعروف ولف الاذى وبسط الوجه والصحبة والرحمة للمؤمنين [ثم الوضوء] كما امر الله في كتابه غسل الوجه واليدين ومسح الراس والرجلين واحدة فريضة واثنان استحباب ومن راد على الاثنين اثم ولا بوجر ولا ينقص الوضوء الا الريح والبول والغائط والنوم والجنابة ومن مسح على الخفين فقد خالف الله تعالى ورسوله وكتابه ولم يخر عنه وضوئه ولا صلوته ولا ايمانه وذلك ان عليا (ع) خالف القوم في المسح على الخفين فقال عمر رايت النبي يمسح على الخفين فقال علي عليه السلام قبل نزول سورة المائدة او بعده؟ فقال لا ادري فقال اكون ادري ان رسول الله صلى الله عليه واله لم يمسح على الخفين بعد ما نزلت سورة المائدة والاغتسال من الجنابة والانزال والحيض ومس الميت اذ كان ابرد فرض وغسل يوم الجمعة والعيدين ودخول مكة والمدينة وغسل الزيارة والاحرام ويوم عرفة واول ليلة من شهر رمضان وليلة تسعة عشر واحدى وعشرين وثلث وعشرين سنته وصلوة فريضة الظهر اربع ركعات وكذا العصر والعشاء الاخرة والمغرب ثلث ركعات والصبح ركعتان فذلك سبعة عشر ركعة وصلوة السنة اربع وثلثون ركعة ثمان ركعات قبل الظهر وثمان ركعات قبل العصر واربع ركعات بعد المغرب وركعتان وانت جالس بعد العشاء الاخرة وثمان ركعات في السحر والشفع والوتر ركعات بعد الثمان تسلم بعد الركعتين وركعتان بعد الوتر تصليها قبل ان يدخل وقت صلوة الفجر والصلوة في اول الوقت افضل وفضل الجماعة على المنفرد بكل ركعة الف ركعة ولا تصل خلف الفاجر ولا تقتدي الا باهل الولاء ولا تصلي على جلود الميتة ولا جلود السباع ولا يجوز لك ان تقول في التشهد الاول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين لان تحليل الصلوة التسليم فاذا قلت هذا فقد سلمت والتقصير في ثمانية فراسخ فاذا قصرت افطرت فان لم تفطر لم تجز عنه صومه وعليه القضاء لانه ليس عليه صوم في السفر ولو لم تقصر لم تجر صلوته لانه قد زاد في السفر فريضة والقنوت في اربع مواضع صلوة الغداة والمغرب والعيدين ويوم الجمعة وكل القنوت قبل الركوع والصلوة على الميت خمس تكبيرات فمن نقص منها خالف السنة وليس في صلوة الجنازة لان التسليم في الصلوة التي فيها ركوع وسجود والميت يصلم من رجليه ويربع في قبره ولا يستم والجهر في بسم الله الرحمن الرحيم سنة والزكوة المفروضة من كل ماتا درهم خمس دراهم ولا يجب فيما دون ذلك شيء ثم كل ما زاد اربعون درهما وجب درهما ولا يعطى حتى يحول الحول عليه ولا يخرج الا الى اهل الولاية والفرقة والخمس من جميع المال مرة واحدة والعشر من الحنطة والشعير والتمر والزبيب اذا بلغ خمسة اوسق اذا كان يسقى بالدلاء فنصف العشر للمعسر والمؤسر والوسق ستون صاعا والصاع اربعة امداد والمد رطلا وربع برطل العران وهو ستة ارحال برطل المدينة وزكوة الفطر على كل راس صغير وكبير وحر وعبد ذكور واناث من الحنطة والشعير والتمر والزبيب صاع ولا يجوز ان يعطي الا اهل الولاية واكثر الحيض عشرة ايام واقله ثلثة ايام والمستحاضة تغتسل وتصلي والحائض تترك الصلوة وتقضي الصوم والصيام شهر رمضان ولا يجوز التراوح في الجماعة لان ذلك بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وصوم ثلثة ايام في كل شهر اربعاء من العشر الاول واربعاء من العشر الاوسط والخميس من العشر الاخر وصوم شعبان ستة وصوم رجب وهو شهر الاصم وفيه البركة فان قضيت فرايت شهر رمضان متفرقة اجزءاك منه وحج البيت فريضة لمن استطاع اليه سبيلا والسبيل هو الزاد والراحلة ولا يجوز الحج الا تمتعا قال الله تعالى واتموا الحج والعمرة لله ولا يجوز القران والافراد الذي يستعمله العامة الا لاهل مكة وحاضريها ولا يجوز في النسك الخصي لانه ناقص ولا يجوز الموجور والجهاد واجب والامام العادل ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون نفسه فهو شهيد ومن قتل دون اهل فهو شهيد ولا يقتل من الكفار والنصاب في دار التقية الا قاتل او باغ وذلك اذا لم تخف على نفسك ولا تحل اموال المخالفين وغيرهم في التقية في دار التقية واجب ولا حبه على من خلف التقية يدفع به ظلما عن نفسه وكل طلاق يخالف السنة فليس بطلاق كما ان كل النكاح بغير السنة فليس بنكاح ولا يجمع اكثر من اربعة حرائر واذا طلقت المراة بسنة ثلث مرات لم تحل لزوجها حتى تنكح زوجا غيره قال امير المؤمنين عليه السلام اتقوا المطلقات ثلثا فانهن ذوات ابعال والصلوة على النبي صلى الله عليه واله في كل مواطن والعطاس وعن الرياح وغير ذلك وجب اوليائه واوليائهم وبغض اعداء الله واعدائهم والبرائة منهم ومن ائمتهم وبر الوالدين وان كانوا مشركين واجب فلا تطعهما في الشرك لان الله اسمه يقول فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا وقال امير المؤمنين عليه السلام من اطاع مخلوقا في غير طاعة فقد اتخذ من دون الله تعالى ركوة جنين ذكوه امه وتحليل المتعين اللتين انزلهما الله في كتابه وسنتها رسول الله (ص) ومتعة النساء ومتعة الحج واجب والفرائض على امر الله به لا تحول ولا يرث مع الوالد الوالدين الا الزوج والزوجة وذو السهم احق ممن لا سهم له وليست العصبية من دين الله والعقيقة عن المولود الذكر والانثى وقسيمته وحلق راس يوم السابع ويتصدق بوزن شعرة ذهبا وفضة والختان سنة للرجال ومكروهة للنساء وافعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين ولا تقول بالجبر والتفويض ولا يؤاخذ الله البرئ بجرم السقيم ولا يعذب الله الاطفال بذنوب الاباء فانه جل وعلا يقول ولا تزر وازرة وزر اخرى وان ليس للانسان الا ما سعى والله يغفر الذنوب ولا يظلم ولا يفرض الله على عباده طاعة من يعلم انه يظلمهم او يقويهم ولا يختار لرسالته ولا يصطفي من عباده من يعلم انه يكفر به او يعبد الشيطان دون الاسلام غير الايمان وكل مؤمن مسلم وليس مؤمنا ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يقتل قاتل النفس التي حرم الله قتله وهو مؤمن ولا يشرب الشارب حين يشرب وهو مؤمن واصحاب الحدود مسلمون لا يؤمنون ولا كافرون بالله [تعالى] ولا يدخل النار مؤمنا وقد وعده الجنة ابدا ولا يخرج من النار كافرا وقد وعد الخلق فيها ابدا وان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومذنبوا اهل التوحيد يدخلون النار ويخرجون منها والشفاعة جائزة لهم والدار اليوم دار التقية ودار الاسلام لا دار الكفر ودار الايمان والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان اذا امكن ولم يكن على النفس ضرر واداء الفرائض واجتناب المحارم وهو معرفة بالقلب والاقرار باللسان والعمل بالاركان والتكبير في العيدين واجب في دبر خمس صلوة ويبدا من صلوة المغرب ليلة الفطر وفي الاضحى في دبر عشر صلوة ويبدء في صلوة الظهر يوم النحر والنفساء لا تقعد اكثر من عشرة ايام فان ظهرت والا احتشت ثم تغتسل وتصلي وتؤمن بعذاب القبر ومنكر ونكير والبعث بعد الموت والحساب والميزان والصراط والايمان وبالبرائة من الجبت والطاغوت الذين ظلما ال محمد حقهم واخذوا ميراثهم غصبا واخذوا فدكا من فاطمة وهما باحراق البيت عليها واستسها وغيرا سنته بينهم والبرائة من الناكسين ذووا صواع الذين هتكا حجاب رسول الله صلى الله عليه واله ونكثا بيعة امامهم واخرجا المراة وحاربا امير المؤمنين وقتلا شيعة امام المتقين والراية من يغوث الذي ضرب الاخيار ونفاهم وشردهم في البلدان واوى الصرداء واللعنا وجعل الاموال دولة بين الاغنياء واستعمل السفهاء والبرائة من يعوق ونسر ومعوية وعمر ابن العاص واتباعهم حاربوا امير المؤمنين (ع) وقتلوا المهاجرين والانصار واهل الفضل والصلاح من التابعين البرائة عن الحمار الذي يحمل اسفارا ابي موسى الاشعري واهل ولايته والبرائة من السامري واصحابه الذين ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا اولئك الذين كفروا بايات ربهم وولاية امير المؤمنين يلقون الله بغير ولايته وامامته فحبطت اعمالهم فلا يقيم لهم يوم القيمة وزنا كلاب النار والبرائة من يزيد ابن معوية من الشقي المراءي نظير عاقر ناقة الذين كان اشقى الاولين والاخرين والبرائة من يزيد ابن معوية عليه اللعنة واصحابه الذين قتلوا الحسين ابن علي (ع) والولاية لاولياء امير المؤمنين الذين مضوا على منهاج الرسول وبارك وسلم لم يبدلوا ولم يغيروا بعد نبيهم (ص) وهم سلمان ابن سلام الفارسي وجندب ابن جنادة والمقداد ابن الاسود وعمار ابن ياسر وسهل ابن حنيف وحذيقة اليماني وابو هاشم يتهافي وخالد ابن سعيد وعبادة ابن الصامت وابو ايوب الانصاري وحذيقة ابن ثابت ذي شهادتين وابو سعيد الخدري وامثالهم رضي الله عنهم اجمعين من شيعة امير المؤمنين (ع) اه ولاهل الباطن اطوار طمطام الواحدية وهم ان يوردوا تلك الموارد اخرجهم الله عن جنة الاحدية وقال الله تعالى في حقهم كما قال في حق الادم وهم يخرجون علما كما خرج الادم قربا قال الله سبحانه وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين الادم الاولى هي المشية وهي ذكر الاول الظاهر في امكان الاولى وزوجها الارادة وهي العزيمة على الذكر الاول والجنة هي جنة الواحدية لا جنة الاحدية لان فيها لا ذكر لقرب الشجرة لا امكانا ولا كونا وهي جنة الازلية داخلها لم يخرج وخارجها لم يدخل لا ضد لاهلها ولا اهلها غيرها لم يزل اهلها على حالة واحدة لا يعرفها بالتلويح الا من خرق حجب السبحات والاشارات واللانهايات والنهايات ودخل عرش الجلال فحينئذ يسمعه الرحمان من الحان طوايس تلك الجنة ما شاء وما هو بظلام للعباد وهذه الجنة مخصوصة لال محمد (ع) ولا يستحق احد بها الا بعد معرفتهم بالنورانية وهي جنة الخلد اختصها الله لنفسه واشار في كتابه ويحذركم الله نفسه وذكرهم بايام الله وانا اذكر رشحة وقد علمتم النشاة الاولى فلولا تذكرون وجنة ادم الاولى هي لجة الاحدية فلما استانس بزوجها وهي مقام تعين ادم اسكنتها ربهما جنة الواحدية وامرهما الله بالسير اليه فيها من اطوار الواحدية وشئونات الربانية بالمعرفة ما شئتما بما لا نهاية الى ما لا نهايه وعهد اليهما ان لا تقربا هذه الشجرة وهي اية الاحدية لان من نظر اليها بعين الامكان لا يعرفها ويظلم نفسه ومن ينظر اليها بطرفها عرفها ولا العارف غيرها ولا المعروف سواهما وهذه هي شجرة المحمدية الظاهرة فيها اية الاحدية وهي جهة اعلى المشية قد قربها علما لا عملا ادم الاولى وزوجها فتكونا من الظالمين والمراد بقربها اي الصلوح الامكاني التي كانت فيهما من جهة الانية فقربهما بالحضور الامكاني بعدما عرفهما الله ان الشجرة الانية مخرجة فوق الارض ما لها من قرار لا تقربا بنظر الاستقلال اليها لان ايات التوحيد ايات محمد صلى الله عليه واله بما تجلى الله له به فقربا تلك الشجرة بقسم كذب الانية علما بان الامكان يمكن فيها به فتكونا من الظالمين وان هذا الظلم الذي نسب الله اليها لكان بالنسبة الى قربها لمبدء الابداع والا هذا الظلم عند ما سواهما لجة الاحدية لا تصل اليها احد من الاشياء فاول ولد يولد في الامكان بعد ظلمها هي بحر القدر لا يطلع عليها الا الله الفرد وهي بحر ذاخر مواج صور الله فيها كل من وجد بالمشية وهي بحر لا بداية لها ولا نهاية سبحان مبدعها عما يصفون وذلك رشحة من ذكرهما يجري امر الله في كل العوالم ولا يعلم صنعه اللطيف الا هو ولقد قال الصادق عليه السلام حين سئله عن جنة ادم قال كانت من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر ولو كانت من جنان الاخرة ما اخرج منها ابدا لوح (ع) بالدنيا طمطام الواحدية وهي مبدء الحدود في عالم الجبروت بما لا نهاية الى ما لا نهاية والمراد بطلوع الشمس والقمر هي بدو الابداع والاختراع وبالاخرة هي لجة الاحدية من ايات الازل الظاهر لها بها ولقد يعرف ما اشرت بالتصريح من يعرف لحن القول ولقد قال الحسن ابن علي ابوالحجة عليه السلام في تفسير هذه الاية الشجرة شجرة العلم علم محمد وال محمد عليهم السلام الذي اثرهم الله بدون سائر خلقه فانها لمحمد وال محمد (ع) خاصة دون غيرهم ولا يتناول منها بامر الله الا هم ولقد لوح الصادق (ع) مما تناول بامر الله ان لنا مع الله حالات نحن فيها هو وهو نحن الا انه هو هو ونحن نحن وفي مقام اخر مخاطبا للسائل الم تر في وقتك هذا وفي مقام اخرى في وصف صورة الانزعية من جده علي (ع) لا هي هو ولا هو غيرها واجمل الكلام في قوله اجعلوا لنا ربا نؤوب اليه وقولوا فينا ما شئتم وما عسى ان تقولوا فوالله ما وصل اليكم من فضلنا او من علمنا الا الف غير معطوفة اشهد ان هذا هو الحق وما اوتينا من العلم الا قليلا وقد قال الامام عليه السلام بعدما ذكر ومنها كان يتناول النبي (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم بعد اطعام المساكين واليتيم والاسير حتى لم يحسوا بعد بجوع ولا عطش ولا تعب. وهي شجرة تميزت من بين اشجار الجنة عن ساير الاشجار الجنة. كان كل نوع منها يحمل نوعا من الثمار والماكول وكانت هذه الشجرة وحسنها تحمل البر والعنب والتين والعناب وسائر انواع الثمار والفواكه والاطعمة فلذا اختلفت الحاكون لذكر الشجرة فقال بعضهم هي برة وقال اخرون هي عذبة وقال الاخرون [هي] تينة وقال الاخرون هي عنابة قال الله تعالى ولا تقربا هذه الشجرة تلتمسان بذلك درجة محمد وال محمد صلى الله عليهم فان الله خصهم بهذه الدرجة دون غيرهم وهي الشجرة التي من يتناول منها باذن الله الهم علم الاولين والاخرين بغير تعلم ومن تناول منها بغير اذن الله خاب عن مراده وعصى ربه اراد (ع) بالشجرة امكان المطلق لانه فيها كانت مطوية جميع التجليات والشئونات بالابداع مما لا نهاية الى ما لا نهاية الى النهاية وان ادم خلق الله مبدء وجوده من فاضل اشعة جسم فاطمة (ع) والشيء لا يقرب وراء مبدئه فلما اقرب الادم بالشجرة الحقيقة المتجلية من فاطمة (ع) بقرب الوجود عصى ربه لانه سبحانه امره ان لا يقربها الا بالوجدان لان حين الوجدان المقرب هي الشجرة لا سواها فلما نظر باية الاحدية بنظر الامكاني عصى ربه وكان من المبعدين وهذه سر الواقعي حيث وردت في الحديث قال له الله انظر الى ساق العرش قال الرضا (ع) فرفع ادم راسه ونظر الى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا لا اله الا الله محمد رسول الله وعلي ابن ابي طالب امير المؤمنين وزوجته سيدة نساء العالمين والحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة فقال ادم يا رب من هؤلاء؟ فقال الله عز وجل هؤلاء ذريتك وهم خير منك ومن جميع خلقي ولولاهم ما خلقتك وما خلقت الجنة ولا النار ولا السماء ولا الارض واياك ان تنظر اليهم بعين الحسد وتمنى منزلتهم فتسلط عليه الشيطان حتى اكل من الشجرة التي نهي عنها وتسلط على حوا النظر الى فاطمة بعين الحسد حتى اكلت من الشجرة كما اكل ادم (ع) فاخرجهما عن جنته واهبطهما عن جواره الى الارض وان في تلك الاشارات ارشحنا لاهل السبحات ان قربه بالشجرة لا ينافي عصمته جعل الله حسنات الابرار سيئات المقربين قال الله تعالى فازلهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين والزلل من الشيطان والشيطان اعراض النظر في جهة الحق الى جهة الماهية وهي انيتها التي جعل الله فيهما لامساك وجودهما فلما ازلهما الشيطان قربا علما بالشجرة الهوية فعند خطور القرب اخرجهما ربهما عنها اي الجنة الالوهية وقلنا اهبطوا وما في امكانكم فان بعضكم غير بعض في المظهرية وهي العداوة ولكم في الارض الرحمانية المستوية بالعرش مستقر ومتاع الى حين اي تلك الاستواء متاع الاقتران الى حين ما انتم في تلك الارض فاذا صعدتم ودخلتم لجة الاحدية كانوا منزهين عن هذا المتاع وما الحيوة الدنيا الا متاع الغرور ولقد قال الصادق (ع) اهبط ادم على الصفا والحوا على المروة فبقى ادم اربعين صباحا يبكي على الجنة نزل عليه جبرئيل (ع) فقال يا ادم الم يخلقك الله بيده وينفخ فيك من روحه واسجد لك ملئكته وامرك ان لا تاكل من الشجرة فلم عصيته؟ قال يا جبرئيل ان ابليس حلف لي بالله انه لي ناصحا وما ظننت ان خلقا يخلقه الله ان لم يحلف بالله كاذبا وقد قال ابوه الصادق (ع) كان عمر ادم (ع) من يوم خلقه الله الى يوم قبضه تسعماة وثلثين ودفن بمكة ونفخ فيه يوم الجمعة بعد الزوال ثم برء زوجته من اسفل اضلاعه واسكنه الجنة من يومه ذلك فما استقر فيها الا ست ساعات من يومه ذلك حتى عصى الله واخرجهما من الجنة بعد غروب الشمس وما بات فيها ولقد لوح روحي فداه رمزا مع ان الساعات الست هي الواو في هو ما سكن في لجة الاحدية مشيته الاولى الا ست ساعات وهي لما ضربت في نفسها ظهر الشين وهي ثلثمائة سنة التي وردت في الاخبار بها التي قد جعل الله التشريع طبق التكوين ما هي هي بالشيئية الا هو هو في جنة الاحدية قد علم اولو الالباب ان ما يوجد شيئا في الكتاب الا بساعات الست في الجنة السبعة و ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت قد جمع الاخبار عند الاجتماع لو كان من عند غير الله نزل لوجدوا فيه اختلافا كثيرا قال الله تعالى فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم والكلمات هي الاحرف المجتمعة وان لال الله سلام الله عليهم مقامات الاولى مقام النقطة وهي لمحمد صلى الله عليه واله خاصة والثانية مقام الالف اللينية وهي لعلي عليه السلام خاصة والثالثة مقام الالف المتحركة وهي للحسن سلام الله عليه خاصة والرابعة مقام الف غير معطوفة وهي للحسين عليه السلام خاصة والخامسة مقام الحروف المجردة عن التركيب وهي للائمة سلام الله عليهم خاصة والسادسة مقام الكلمة وهي للفاطمة صلوات الله عليها خاصة وخلق الله توحيد الانبياء من دلالة تلك الكلمة فتلقى ادم من ربه كلمات الاعتراف بولاية الشجرة الاحدية التي حرمت قربها فلما اعترف تجلت شبح الفاطمة له به والقى الله في هويته مثال توابيته فتاب عليه انه هو التواب الرحيم ولقد قال الامام (ع) نحن كلمات الله واشار الحق في كتابه العزيز بتلك الكلمة قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا والبحر بحر امكان الانبياء والكلمات هي جهة الرب في رتبتهم بما تجلى الله لهم بهم والمدد هي الابداع والاختراع التي جعل الله تحت رتبة ربوبيتهم وتلك الابداع ينفد قبل ان ينفد نور فاطمة صلواة الله عليها وما له من نفاد ولقد قال الامام (ع) ان ادم راى مكتوبا على العرش اسماء مكرمة معظمة فسئل عنها فقيل له هذه اسماء اجل الخلق عند الله منزلة والاسماء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم فتوسل ادم الى ربه بهم في قبول توبته ورفع منزلته وقال علي ابن الحسين [عليهما السلام] حدثني ابي عن ابيه عن رسول الله صلى الله عليه واله قال يا عباد الله ان ادم (ع) لما راى النور ساطعا من صلبه من ذروة العرش الى ظهره ولم يتبين الاشباح فقال يا رب ما هذه الانوار؟ قال الله عز وجل انوار اشباح نقلتهم من اشرف بقاع عرشي على ظهرك ولذلك امرت الملئكة بالسجود لك اذ كنت وعاء لتلك الاشباح فقال ادم يا رب لو بينتها لي فقال الله عز وجل انظر يا ادم الى ذروة العرش فنظر ادم (ع) فوقع نور اشباحنا من ظهر ادم (ع) الى ذروة العرش فانطبع فيه صور انوار اشباحنا التي في ظهره كما ينطبع وجه الانسان في المراة الصافية فراى اشباحنا فقال ما هذه الاشباح يا رب؟ قال الله يا ادم هذه الاشباح افضل خلائقي وبريتي هذا محمد وانا الحميد المحمود في افعالي شققت له اسما من اسمي وهذا علي وانا العلي العظيم شققت له اسما من اسمي وهذه فاطمة وانا فاطر السموات والارضين فاطم اعدائي عن رحمتي يوم فصل قضائي وفاطم اوليائي عما يعتريهم ويشينهم فشققت لها اسما من اسمي وهذا الحسن وهذا الحسين وانا المحسن المجمل شققت لها اسمها من اسمي وهذا الحسن والحسين وانا المحسن المحمل شققت اسمهما من اسمي هؤلاء خيار خلقي وكرام بريتي بهم اخذ وبهم اعطي وبهم اعاقب وبهم اثيب فتوسل بهم الي يا ادم واذا دهتك داهية فاجعلهم الي شفعائك فاني اليت على نفسي قسما حقا لا اخيب بهم املا ولا ارد بهم سائلا فلذلك حين نزلت منه الخطيئة دعى الله عز وجل بهم فتاب عليه وغفر له ان في تلك الاشارات قد شرح الامام (ع) مبدء العصيان والغفران وانا ذا افصله ان الله جعل في كل شيء ايتين اية نفسه وهي اية الاحدية ولا يمكن ورودها الا بعد نفي ما سواها وان الوارد الا كان موردا فاذا ورد شيء واستقر فيها غفر الله له ما احاط علمه وهي المبدع بالابداع لمبدء الغفران واية خلقه فلما نظر الى الله بالاشارة والاقتران قرب الشجرة وكان من الظالمين وهي اية جعلها الله لخلقه وحرمت للواردين عليها النظر الى وجهه وهي مبدء العصيان ولا يغفر الله احد الا بالورود في اية نفسه وهي اية كتب الله على ذروته اسماء ال الله سلام الله عليهم من وردها فتاب الله عليه ومن اعرض عنها يكون بعد [عند] الله من الظالمين قال الله تعالى قلنا اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال الله تعالى لما في قوة الابداع اهبطوا منها جميعا الى لجة الامكان وطمطام يم الاكوان فاما ياتينكم مني ايات الهداية من مظاهر نفسي في كل العوالم فلا خوف عليهم لان الخوف في عالم الشرك فمن اتبع هداي اي عليا (ع) في كل العوالم فاذا ارتفع النظر عن الاشارة والحدود ودخل بيت اية علي عليه السلام شبح التوحيد فقد اتبع هداه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله المتبع هو المتبع فلا خوف عليه ولا هم يحزنون لان الحزن صفة اهل النار وذلك يجري من عدم الرضا بالقضاء قال الله سبحانه ان كان كل شيء بقضائي وقدري فالحزن لماذا؟ وان الله سبحانه قد طهر المتبعين لعلي (ع) من صفات المعرضين عن جنابه لانهم اهل الجنة واول دعواهم قول الله الحق الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن واخر دعويهم ان الحمد لله رب العالمين اشهد ان هذا هو الحق من اتبع عليا (ع) فقد دخل لجة الاحدية وان الله قد طهر واردها عن اشارات الامكانية وسبحان الله عما يصفون وان للتبعية درجات والطرق اليها بعدد انفس الخلايق اول من اتبع عليا (ع) في الامكان هو هو اسمه ومسماه بغير اشباع واو ثم الالوهية الظاهرة ثم الاحدية القاهرة ثم الرحمانية الجامعة ثم الازلية الثانية ثم عالم الصفات ثم عالم الافعال ثم حجاب القدرة ثم حجاب العظمة ثم حجاب العزة ثم حجاب الهيبة ثم حجاب الجبروت ثم حجاب الرحمة ثم حجاب النبوة ثم حجاب الكرامة ثم حجاب الرفعة ثم حجاب السعادة ثم حجاب الشفاعة ثم عالم الامر ثم عالم الخلق كل ذلك يتبعه بحركة التوالي وهو (ع) ممدهم بالهداية بما هم عليه واهل الانكار يتبعه بالانكار بما هم عليه على خلاف التوالي وان الله سبحانه ادخل اهل الجنة الجنة باتباعه واهل النار النار باتباعه ولا يتبع هدى الله بمثل ما يتبع نفسه يتبع بحيث لا يبقي لنفسه الا نفس الله الظاهرة له به في كل عوالمه من كل شيء له من الحقائق رشحت انا ذات الذوات ومن الاسماء وانا الاسم الاعظم الاعلى ومن المعاني انا المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه ومن الصفات انا اية الله الكبرى ومن الافعال انا امر الله ومن الالسن انا لسان الله الناطق ومن الاعين انا عين الله الناظرة ومن الباطن انا ظاهر الله فيكم ومن الظاهر انا علانية المعبود اشهد انه المتبع ولايته بحيث لا يتبع هدى الله احد بمثله لان الله سبحانه تجلى له به وانه الحق ليس كمثله شيء وهو العلي الكبير وهو المتبع بالحقيقة لذلك المثل الكبرى وما سواه لو صفيت عن الاعراض واخرجت عن الاشباع والامثال وادخلت بيت الجلال مطلقا الى جمال الوجدان غافلا عن سحائب الامكان فقد اتبع هدى الله بالعرضية الشبحية فح لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وان في رتبة الفراق كان الحزن محمودا ولذا قال الصادق عليه السلام الحزن شعار العارفين لكثرة واردات الغيب على بسرائرهم وطول مباهاتهم تحت ستر الكبرياء والمحزون ظاهره قيض وباطنه بسط يعيش مع الخلق عيش المرضى ومع الله عيش القربى والمحزون غير المتفكر لان المتفكر متكلف والمحزون مطبوع والحزن يبدء من الباطن والكفر يبدء من رؤية المجردات وبينهما فرق قال الله عز وجل في قصة يعقوب (ع) انما اشكوا بثي وحزني الى الله واعلم من الله ما لا تعلمون فسبب ما يحب الحزن علم خص به من الله دون العالمين والحزن يختص به العارفون لله والتفكر يشترك فيه الخاص والعام ولو حجب الحزن على قلوب العارفين ساعة لاستغاثوا ولو وضع في قلوب غيرهم يستنكروه والحزن اول وثانيه الامن والبشارة التفكر ثان اوله تصحيح الايمان بالله والافتقار الى الله عز وجل بطلب النجاة والحزين متفكر والمتفكر معبر ولكل واحد منها رجال وعلم وطريق وشرف قال الله تعالى والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون انما الايات ادلاء الحق بدلالة الوحدة واعظم الايات علي (ع) وهو الذي دل على الله بدلالة الثبوت بان لا اله الا هو والمدلول هو الظاهر الموصوف والذات البحت لا اية له انما الدال عليه خلقه خلق الله الايات بما كان يمكن الابداع دلالة عن التوحيد بان ليس كمثله شيء وهو العلي الكبير يا من دل على ذاته بذاته قال علي (ع) اي اية لله اكبر مني من خرج من لجة الاحدية فقد كفر وكذب لانه دخل لجة التثليث عن شبح التفريد وكذلك اية النبوة والولاية مكذبها مكذب اية الاحدية ومن يكذب بذرة من الايات بان قيل ليس للنملة توحيد فقد دخل في ظلال هذه الاية وهو من اصحاب الاول لانه النار ما دام فيها فيها خالدون وما لامر الله من نفاذ قال الله تعالى يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واوفوا بعهدي اوف بعهدكم واياي فارهبون والاسرائيل علي (ع) والمخاطب بنوه وهم احد عشر الائمة عليهم السلام امرهم الله ان يظهروا ولايتهم لانفسهم لان تجلى لهم بهم اوفوا بعهدي وهذا لعهد عبوديتكم اوف بعهدكم وهذا العهد ربوبية الله لهم بهم واياي فارهبون فلما سلام الله عليهم يوفون بعهد الله لا يرهبون الا اياه لان عهد التجلي لا يتحقق الا بعهد المتجلي وهي الرهبة الكبرى عند الابداع الاولى من وفى بعهد الله اوفي بعهده بان يجعله مقام نفسه في الاداء اذا اراد ان يقول للشيء كن فيكون فسبحان الذي وفى بعهده لال الله بعهدهم بان جعل ملكوت السموات والارض في اصبعهم وسبحان الله عما يشركون ولقد قال الصادق عليه السلام في قوله عز وجل اوفوا بعهدي بولايته عليه السلام اوف بعهدكم بالجنة والعهدين عهد واحد عهد الرب عهد العبد بما تجلى الله له به والذات لا يقارن شيئا وسبحان الله عما يشركون قال الله تعالى وامنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا واياي فاتقون اول ما ينزل من الله اية هويته وهي اية الولاية لعلي (ع) وهذه الاية مصدقة لما معكم بالعبودية لله وجعل الله شبح هذه الاية في جميع الاشياء للايمان بها بان يفني نفسه او ينسى الاشياء لبقائها وذكرها ومن اعرض عنها فهو اول كافر بها وما اعرض في الامكان اولا الا ابو الدواهي لعنة الله عليه ولذا صار اول كافر به وامر الله عباده ان لا تكونوا مثله لان من اعرض عن ولاية ال الله سلام الله عليهم فهو اية الاول وكان اول كافر به وان الذين يشترون بايات الله بان يرى غير ال الله سلام الله عليهم فقد اشترى ثمنا قليلا برؤية نفسها وان الراضي بالبقاء في اطوار طمطام الواحدية من مقامات الرحمانية فقد اشترى ايات الاحدية بثمن الواحدية وهي قليل واياي اي لجة الاحدية فاتقون فان العبد لا يكمل في التقوى الا اذا استقام في عماء الصمدية والا ما دام الذي يسافر في اطوار الواحدية فهو الواقف في مشعر الحد وان الله حرم اهل المحبة عن هذا الوقف بقوله واياي فاتقون قال الله تعالى ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون كلام الحق لايجاد الشيء والحق علي (ع) والباطل ولاية الاول امر الله عباده ان لا تعرفوا اية توحيدكم بصفة الامكان وتغفلوا عن لجة الاحدية وانتم تعلمون ان ما سواها فان باطل وانها الحق وغاية فيض الرب وان الناظر بغير عين الله فقد التبس الحق بالباطل ويكتم الحق بعدما عرفه الله ولاية علي عليه السلام فانى تصرفون قال الله تعالى واقيموا الصلوة واتوا الزكوة واركعوا مع الراكعين الصلوة ولاية علي (ع) لا يقيمها احد الا بعد كشف السبحات فاذا دخل لجة الاحدية بلا كيف ولا اشارة فقد اقر باية ولاية علي عليه السلام بما تجلى له به واقام الصلوة بما شاء الرحمن ومن اقامها وراء تلك اللجة فليس من المصلين وايتاء الزكوة عطاء شئونات الربوبية وهي لا يمكن الا بعد اقامة الصلوة فان من دخل بيت الهوية امر الله له بالزكوة وهي التجلي لنفسه بنفسه ولغيره بالابداع بما يتحمل قوة الامكان وما لفيضه من نفاد وهذه رشحة عن ذكر الزكوة قد عرفها من اقام الصلوة ولاهل الظاهر ما شرع الشارع وليس المقام اظهار البيان والركوع ركن من اركان الصلوة وهذا الركن الشيعة قد امر الله المؤمنين والمقيمين للصلوة بالمحبة الصادقة للشيعة وهم الراكعون بايات علي (ع) قد امر الله بالركوع لسر التجلي بالمتجلي وما امر الله الا واحدة قد علم اولوا الالباب ما هنالك لا يعلم الا بما هيهنا ومن اتمام الركوع صلوة الجماعة وهي الاسم التي يسبح الله بها جميع خلقه من عرفها ويسبح بها فقد اقتدى بركوعه بامام عادل وهو الاسم الذي جعل الله في الركوع سبحان ربي العظيم وبحمده ومسماه الظاهر المتجلي بالاسم ولقد قال الامام (ع) نحن اسماء الحسنى من عرف الاسم من المسمى فقد بلغ قرار المعرفة قال الله تعالى اتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعلقون هذه الاية مخاطب لمن نسى نفسه ولم يعرفه ان الذين يامرون الناس بورود لجة الاحدية وينسون انفسكم لانهم يخرجون عنها ويعيشون في طمطام الواحدية مع ان الله قد عرفهم ان الحق مع علي (ع) وهم يتلون الكتاب بان لا ينطق الا عن ولايته افلا تعلقون بان الناظر لو كان غير المنظور ينسى نفسه عرفه من عرفه بالوحدة مشعرا بسر امره بان تلك الاية مخلوق بينها وبين منشئها في المعرفة الا انها عبده وخلقه قد جعلها الله تلك الاية اية نفسه حتى يتلئلا الممكنات بمعرفته ويبلغ الممكن غايته وهذه المعرفة حق التلاوة لو كانوا يعقلون قال الله تعالى واستعينوا بالصبر والصلوة وانها لكبيرة الا على الخاشعين الصبر لجة الاحدية وجنة الهوية والصلوة اسم الواحدية وجنة الرحمانية امر الله عباده بالتوجه اليه بهما بالصبر لاجل التوحيد ومعرفة القديم انه منزه عن وصف ما سواه وبالصلوة للحكاية عن رحمانيته بالاستواء على عرش العطاء حتى يسوق الى كل شيء حقه وانها اي مظهرا لرحمانيته لكبيرة عظيمة الا من خشع بكله اليه ولا ابقى لنفسه انية فح كان مظهر الواحدية ومستعينا في سفره الا ما لا نهايه بما لا نهاية بالصلوة وكان من الخاشعين قال علي (ع) الصبر محمد صلى الله عليه واله والصلوة ولايتي ولذلك قال وانها لكبيرة ولم يقل انهما ثم قال الا على الخاشعين اسم الواحدية عبد الاحدية في كل العوالم وبها يعرف بها ولذا سماها بارئها صبرا وهي سمة سهله لا ذكر لغيرها ولديها وبها يعرف ما سوى الله وشرط فيها ان لا يخرج احد الا بالله ولا ينظر الا بعينه ولا يسمع الا بسمعه ولا يعطى الا بيده ولا اشار الا اليه ولا عمل الا له ولا نطق الا عنه وذلك صعب مستصعب ما اقامها الا ال الله سلام الله عليهم ولذا اختصها الله بالخاشعين وهم الخاشعون حقا قال علي عليه السلام ما رايت شيئا الا ورايت الله قبله او معه هذه ثمرة الخشوع من راى في مقامه كما راى فهو من الخاشعين قال الله تعالى الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون ان المستعينين بالصبر والصلوة يظنون انهم ملاقوا ربهم والمراد بالرب ربوبيتة الظاهرة لكل شيء بكل شيء وجعل الله حاملها ومتجليها ابا عبدالله الحسين عليه السلام لانه كان وجه الله الذي يتوجه اليه الاولياء في كل العوالم من نظر اليه بطرفه بعد كشف السبحات والاشارات قد شرفه الرحمن بلقائه وانه اليه اي الولاية التي تجلى الله له به راجع وان الله قد وعد عباده ان يعطيهم بما يظنون به قال (ع) ان الله عند ظن كل امرء ان الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم فعند الظن يلاقون لان العبد حين مشاهدته بالله يكشف الحجب والاستار ودخل في مدينة اللقاء به حين غفلة من اهلها وانه في تلك الحال الى الله راجع وهذا معنى قول علي عليه السلام لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا من عرف سر المقام قد صدق بالشهود كلام المعبود بان الذين يظنون يلاقون لو تعلمون علم اليقين لترون ما اشرت بالتلويح وان المعرض عن الحق حين الاعراض لترون الحجيم لو تعلمون علم اليقين ثم لترونها عين اليقين والكل يلاقون بارئهم اهل الجنة يتنعمون بفضله واهل النار يعذبون بعدله وما هو بظلام للعبيد والذات البحت جل شانه لا سبيل الى لقائه لان وجهه ذاته ولا سبيل اليه لما سواه لا بالمعرفة ولا بالاشارة ولا بالتوجه سبحانه لا يعرفه الا هو ولا ينظر اليه الا هو وما سواه معدوم لدى عزته سبحان الله عما يصفون قال الله تعالى يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين هذه الاية مخاطبة لال الله خاصة والاسرائيل علي (ع) وبنوه الائمة احدى عشر سلام الله عليهم امرهم الله بذكر نعمته عليهم لنفسه بالعبودية ولما سواه بالربوبية وهم ذكروا لما سواه بامر الله نعمته فلما ذكروا ما سواه وجدوا قال علي عليه السلام نحن صنايع الله والخلق بعد صنائعنا فلما وجدوا جميع الاشياء عرفهم فضائل انفسهم وذكرواهم بنعمة الله بانفسهم فلما اذعنوا واعترفوا بالفضائل قسم الصادق (ع) بان ما وصل اليكم من فضلنا الا الف غير معطوفة وسوى هذه الالف لا يمكن في الامكان ذكره والا هم المطيعون لامر الله سبحانه باظهار نعمته على عباده ومن هذا الالف تتحققون الاشياء ويترقون الى ما لا نهاية بما لا نهاية ومن وراء اللانهاية ازلية الظاهرة وما لذكر بنو علي من نفاد وان في تلك الاشارات قد ظهرت انهم افضل العالمين فكيف جرى القلم بذكر فضلهم مقترنا بالعالمين سبحان عز جلالتهم ان ما سواهم معدوم عند انفسهم وان الاشياء وجدوا من ذكر الف غير معطوفة من فضلهم في صقع الاشياء وفضلهم فضل الله في كل المقام قال الله يا محمد فضلك على الانبياء كفضلي وانا رب العزة على العالمين والائمة نفس رسول الله صلى الله عليه واله في كل المقامات ولقد قال الامام عليه السلام اولنا محمد واخرنا محمد كلنا محمد وفضلهم اية التوحيد وكل معترف بالعبودية وبهم ملات السموات والارضين حتى ظهر ان لا اله الا هو رب العالمين قال الله تعالى واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون والمراد بالنفس الاولى اية الاحدية وهي نفس علي عليه السلام واليوم يوم لقاء الرب لا تجزي نفس بالورود في لجة الاحدية الا منها لانها اية الرب ليس شيء ولا يقبل بدونها شيء ولا شفاعة ولا يؤخذ من احد عدل لان تلك النفس لا يعادلها شيء من جاء بها فاز بالجنة ومن جاء بغير ولاية علي (ع) لا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا مال وتلك النفس خلوة من النفوس والنفس خلوة منها وهي في باطن واما في الظاهر ان يوم القيمة لا تجزي نفس عن نفس شيئا لان الامر يومئذ لله ولا يشفع احد الا باذنه ولا يقبل من احد فدية لان توحيده لا يعادله شيء وليس من دون الله نصيرا ان الله امر الخلق بالتقوى الخالص في ولاية وليه لهذا اليوم ان الواردين المستقرين في اية هويته ناجين وما كان لما سواهم من نصير جعل الله الفناء لكل شيء ما عدا اية وجهه الكريم واول من يشفع يوم القيمة من الله كان محمد صلى الله عليه واله لنفسه بنفسه ثم الاقرب فالاقرب وما اجد لفيض الله تعطيلا قال الله تعالى واذ نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم هذه الاية مخاطبة لفاطمة وبعلها وابوها صلوات الله عليهم والفرعون ابو الشرور لعنة الله عليه والمراد بال مظاهر نفسه اينما وجدت كفر او شرك او شر دلت عليه وكانت من اله والمراد في هذا المقام يزيد لعنة الله عليه والمراد بالذبح ابناء الرسول صلى الله عليه واله وسيدهم ابو عبدالله الحسين (ع) وهم قوم ذبحوا في عشر المحرم في ارض كرب وبلاء بامر ال فرعون عليهم اشد العذاب الله اكبر من هذا الذبح العظيم الذي تحرقت البلاد ومن عليها الله اكبر من ذبح الحسين ابن علي ابن ابي طالب فوالله قتل بقتله ايات التسبيح وعلامات التحميد وبكى لعظيم بلائه ما في الابداع والاختراع ولم يجر الاقلام مما شربت رضاء عن كاس القضاء ومن مصيبته خرجت اسم الواحدية عن الامكان وينزل الى الاكوار والادوار وما لبكائها من نفاد ولولاه اراد الاول في الامكان قتله ما قرب ادم بالشجرة الحسينية وان ال الله الله سلام الله عليهم في رتبة جسمهم الظاهرة اقوى جسمهم من افئدة اهل الجنان لولا يقتلهم احد لا يموتون لان اجسادهم كانت معتدلة ولا يجري التغير لهم كما يكون الحجة محمد ابن الحسن عليهما السلم احيا عذب الله قوما قتلوهم بعدما عرفوا علو جلالتهم وعظيم رفعتهم وان الحسين عليه السلم لو اراد ذرة من شعر جسمه بهلاك من في الامكان فيكون وكان ذلك عدلا منه ومع تلك القدرة النافذة والارادة الموجودة استسلم لله بان الله شاء ان يراه قتيلا ونساؤه اسيرا وقوله الحق ويستحيون نساءكم اشارة الى مصائب اهل بيت الحسين عليه السلام بعد ذبح سيدهم الله اكبر من مصيبته شهد الرحمن بعظمته وفي ذلك الشهادة بلاء من ربكم عظيم وسر الامر ها انا ذا اشير اليه باشارة لما قرب ادم (ع) بالشجرة وخرج عن الجنة جعل الله بازاء اية الاحدية البحتة اية نفسه قتل نفس الحسين عليه السلام لنفسه فلما قتل وعد الله بوفائه ومن قتلته فانا ديته ولذا ملات الافاق من رشحات الاخبار ان زيارته زيارة الرب في العرش والعرش مصرعه والرب الظاهرة للاشياء نفسه والذات البحت لا سبيل لما سواه لديه سبحانه لا يعرفه الا هو وان من بكى عليه او ابكى او تباكى وجبت له الجنة لان الباكي حين بكائه يحرق الاحجاب حتى اتصل الى عرش الجلال فح دخل الجنة لبكائه بالحسين عليه السلام وقبل الله في الامكان اية وجه الحسين (ع) عن اية نفسه في والازل نفسه نفسه والامكان نفسه نفسه هو خلو من خلقه وخلقه خلو منه والائمة عليهم السلام في تلك المقام نفس الحسين عليه السلام لا نفرق بين احد منهم ونحن مسلمون لو علم العالم ما في ذكره وبكائه ما اختار لذكره ذكرا ولا لبكائه شيئا قال الحسين (ع) من بكى لاجلي فانا جزائه ومن نظر بعين الحق في تلك الاشارات المملؤة من اكسير الحمراء قد شهد بالعيان بان فلمثل هذا فليعمل العاملون والباكي حين بكائه ايته بما تجلى الله له به اسقيت في ذلك المقام هذه الاشارات من ماء واحدة قد عرفها من ادخلها الرحمن بيت الواحدية ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم قال الله تعالى واذ فرقنا بكم البحر فانجيناكم واغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون والبحر بحر القدر والمخاطب اهل العصمة سلام الله عليهم اذ فرقنا بال الله ابحر الوجود من كل شيء وانجيناهم من تلك البحور لان تلك البحر بحر الامكان من غرق فيها كان من ال فرعون ومن نجى عنها بالورود في بحر الاحدية كان من ال اسرائيل (ع) وحين الغرق انتم اي ال الرسول تشهدون وتنظرون لانهم بعين الله ينظرون يعلمون مقام كل شيء وبما هو صائر الى ما لا نهاية بما لا نهاية وما لرؤيتهم من زوال والمراد بال فرعون الثاني من اعرض من ايات علي (ع) في كل شيء فكان من ال فرعون وهو من المغرقين قال الله تعالى واذ واعدنا موسى اربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم ظالمون والمراد بالحقيقة الاولية عن موسى محمد صلى الله عليه واله وبالاربعين علي (ع) وعشر حجج من نسله اذ وعد الرحمن لمحمد صلى الله عليه واله ثلثين ليلة والمراد علي (ع) لانه بقي بعد وفات محمد صلى الله عليه واله ثلثين سنة واتممناها بعشر الحسن والحسين والائمة الثمانية من ولد الحسين عليهم السلام والاشارة بالليلة لاختفاء جلالتهم في الكفر فلما اظهر الحق ولايته بينه واوصيائه (ع) اخبر عن كفر اعدائه باتخاذهم الاول وصيا وهو العجل من بعدما بين رسول الله صلى الله عليه واله لهم وصاية علي (ع) وكانوا بذلك البيعة لابي الدواهي لعنة الله عليه ظالمين والقائم (ع) هو لما اظهر الله امره في الرجعة اظهر ما اشرت بالتلويح ومقامه لظهور سلطنته عند الله كان يوما وهو محمد ومحمد هو صلى الله عليهما وعجل ايامهما وان وعد الله كان مفعولا قال الله تعالى ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون وعد الله الذين كفروا بوليه ثم رجعوا اليه بالعفو لعلهم يشكرون بالنبا العظمى والاية الكبرى التي هي الاقرار بولاية علي (ع) ولا يشكر الله احد الا من عرف عليا (ع) من عرفه بعدما اقر بالعجز عن معرفته واحصاء نعماء بارئه فكان من الشاكرين وذلك العجز حق الشكر لو كانوا يعلمون قال الله تعالى واذ اتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون والموسى محمد صلى الله عليه واله والكتاب علي عليه السلام والفرقان شيعته ان الله جعل ايات هدايته في الاشياء من اية احديته ودلالة رحمانيته وعلامة رحمته للايمان بمحمد واله وشيعتهم سلام الله عليهم لعلهم بهذه الايات يهتدون قال الله تعالى واذ قال موسى لقومه يا قوم انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم اذ قال علي (ع) للخارجين عن لجة ولايته انكم ظلمتم انفسكم في وقوفكم في بحر السبحات والاشارات فاعرضوا عن العجل باتخاذ الاشارة في توحيد ربكم وارجعوا في الولاية الالوهية بالتوبة عن محبة ما سواها واقتلوا كل انياتكم الامكانية التي يحجبكم عن الورود الى بارئكم لان ولايتي لجة الاحدية وهي خير لكم عند الله بارئكم فان اطاعوا امر الله تاب الله عليكم بالعفو عن وقوفكم في ارض السبحات وادخلنكم في بيت ايته انه هو التواب الرحيمقال الله تعالى واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون واذ قال قوم موسى الاول لن نؤمن لك في ولاية علي (ع) حتى نرى الله جهرة والمراد بالرؤية اية الذات وذلك ممتنع محال لان الرؤية فرع الاقتران وذلك صفة الامكان وان الله لا يراه احد الا نفسه وما سواه معدوم عند نفسه فكيف يمكن الرؤية من لا وجود له لدى وجوده جل جلالته من ان يراه ابصار عباده وان يمكن في الامكان عين بالنظر الى جماله السبيل مسدود بنفس ابداعه والطريق مردود بخلق اختراعه سبحانه لا اشارة اليه ولا اخبار عنه سبحانه لا يعرفه الا هو وبذلك السئوال اخذتكم الصاعقة لانه ما من عبد خطر بقلبه تلك السؤال الا اخذته صاعقة الرحمن بظلمه واي صاعقة اعظم من ذلك السئوال لاجل الخطور بها لو كانوا يفقهون ينظرون وان المبايعين للاول واتباعه والواقفين في مشعر السبحات واشباهه اخذتهم الصاعقة جهرة من حيث لا يشعرون وان الاشارة بالرؤية في كلمات ال الله وشيعتهم وما نزلت في الكتاب بذكرها دالة بايات الرب ومقاماته بما تجلى لكل شيء بكل شيء وقد كشف الحق في كتابه عن تلك الاسرار بقوله الاعظم لاهل الامكان و لقد راى من ايات ربه الكبرى والممكن لا يجاوز عن امكانها دام الملك في الملك وانتهى المخلوق الى مثله والله حق وما سواه خلق لا ثالث بينهما والحق خلو من خلقه وخلقه خلو منه في مقام المعرفة وليس بين الله وبين خلقه بينونة صفة ولا عزلة وادنى التوحيد تنزيهه عن الصفات بشهادة ان كل صفة غير موصوف وكل موصوف غير صفته قال الامام (ع) كل شيء وقع عليه اسم شيء فهو مخلوق ما خلا الله اشهد ان كلامه الحق سبحان الله عما يشركون قال الله تعالى ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون الابداع الاولى موت والثانية بعث وهذه ترقت في جميع الاشياء بما لا نهاية الى ما لا نهاية وما كان لبعث امر الله ولا لموته من نفاد ان الذين يعتقدون بالرؤية لله تعالى يموتون ثم يبعثهم الله بعد الصاعقة بعدم الاعتقاد في الرؤية لعلهم يشكرون بمعرفته بان لا يمكن في الامكان رؤية الرحمن وان المسافرون في طمطام الواحدية اموات ابعثهم الله بلجة احديته لعلهم يشكرون وهذه الاية ناطقة برجعة ال الله سلام الله عليهم وما يتذكر بها الا من ينيب قال الله تعالى وظللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون والمنزل علي عليه السلام لان الله قد جعله ولي العز لنفسه في كل العوالم من الابداع والاختراع والمراد بالمخاطب ال اسرائيل (ع) خاصه لان الله في كل شيء قد تجلى لهم بهم والغمام ارادة الله قد ظلل الرحمن بارادته لال الله علي عليه السلام اذا ارادوا ان يقولوا للشيء فيكون وذلك غمام الحق عليهم وما كانوا لامره من نفاد وقد جعل الله تلك الغمام لشيعتهم اية التوحيد لو كانوا يسلمون والمراد بالمن اية الاحدية والسلوى لجة الواحدية لما سواهم بالشبحية والعبودية وامروهم بالقبول للعبودية من طيبات ما رزقناهم والمراد بالطيبات الشيعة واهل الانكار لال الله ما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون وان ال الله سلام الله عليهم لا يظلمون ولا يغصب احد حقهم وكيف لا وان سلطنة الله كيف يغلب وجنب كيف يقهر وهم في ازل الازال مستقرون في بحر العظمة والجلال ولا يصل الى ساحة كبريائهم اشارات الظلام وهم في بحبوحة الذلة من الاعداء معزين بعزة الله سبحانه ولقد قال الصادق عليه السلام في زيارة الحسين (ع) لا ذليل والله معزك ولا مغلوب والله ناصرك اشهد ان هذا هو الحق وما ظلموا بال الله ولكن كانوا بانفسهم يظلمون قال الله تعالى واذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين والمراد بالقرية لجة الاحدية وبالباب علي (ع) قال رسول الله صلى الله عليه واله انا مدينة الحكمة وعلي بابها امر الله اهل الامكان والاكوان بان يدخلوا قرية اية النبوة محمد صلى الله عليه واله بولاية علي عليه السلام سجدا لله وتعظيما له ويقولوا عند الاقرار بولاية علي عليه السلام حطة اي براته عن ولاية الاول واتباعه نغفر لكم خطاياكم عن ولاية الباطل وسنزيد المحسنين في معرفة اسرار علي (ع) فيما لا نهاية بالابداع على المحسنين والمحسن من اسلم بكله اليه وان قد جعل في كل شيء اية من نفسه ومدينة عن نبيه وصورة بيده على باب المدينة صورة علي (ع) وامر الواردين بالسجود لنفسه بكشف السبحات والاشارات والدخول في هذا الباب بنفي ما سواه فمن اطاع ربه في تلك الاشارات فهو القائل بالحطة وقد غفر الله له ما احاط علمه وازاد بقدرته عليه على ما يمكن في حق الامكان وما كان لفيضه من زوال ومن دخل في هذا الباب فقد حلل له الرحمن ما شاء وما كان لنعمه من زوال وهو في ذلك الباب ما يشاء الا ما شاء الا شاء الرحمن ولذا عند المشية يوجد المشاء بلا فضل وذلك كان من فيض الله على المحسنين قال الباقر عليه السلام نحن باب حطتكم قد عرف كلامه من عرف لحن اشاراته اشهد انهم باب الحطة في كل العوالم وانا نحن لهم مسلمون قال الله تعالى فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فانزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون فبدل الاول واتباعه بلبس قميص الخلافة ظلما وهي غير الذي قال رسول الله صلى الله عليه واله لهم بالتسليم لعلي عليه السلام فانزلنا على الذين كفروا بعلي عليه السلام رجزا من السماء اي حيث ولاية الاول بما كانوا يعرضون عن ولاية علي عليه السلام فكانوا بذلك عند الله فاسقين ولقد قال ابو جعفر عليه السلام نزل جبرئيل بهذه الاية على محمد صلى الله عليه واله هكذا فبدل الذين ظلموا ال محمد حقهم قولا غير الذي قيل لهم فانزلنا على الذين ظلموا ال محمد حقهم رجزا من السماء بما كانوا يفسقون قال الله تعالى واذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل اناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الارض مفسدين والضارب محمد صلى الله عليه واله والعصى علي والحجر فاطمة والعيون الائمة الاثنى عشر سلام الله عليهم وعلي (ع) في الولاية فيهم وفي رتبة العصائية منفرد عنهم وهي الحرف الذي قد جعل الله عنده دون الائمة (ع) وان الله امر محمدا صلى الله عليه والهان اضرب بعصاك الحجر فلما ضرب فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا حتى قد علم اهل كل امام امامهم ككككلوا واشربوا من تجليات علوم امامكم من فضل محمد صلى الله عليه واله عليكم ولا تعثوا في ارض الولاية بنظر التشبيه والاشارة اليها فان الناظرين بجلال الله في عالم السبحات قد كانوا من المفسدين قال الله تعالى واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها اذ قال اهل الامكان لن نصبر على اية واحدة اية الاحدية فينا فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض اي ارض الواحدية التي يخرج منها الصفات والاسماء من ابداعها واختراعها وانشائها واحداثها وما يدل عليها وتلك الدعوى قد نشات من قرب ادم بالشجرة فقد كانوا بذلك ظالمين قال الله تعالى قال اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير اي ترضون بطمطام الواحدية التي هي ادنى من لج الاحدية التي هي خير منها قال الله تعالى اهبطوا مصرا فان لكم ما سالتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون النبين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون فلما اهل لجة الواحدية يرضون بالادنى عن البلد الاعلى اهبطهم الله عن لجة الولاية الا مصر الامكان وضربت ذلة الاشارات ومسكنة الحدودات واستحقوا بولاية الباطل بابداع ولاية الحق ذلك بانهم قد كانوا يكفرون بولاية علي عليه السلام لانه اصل الايات بجعل الرحمن قد جعله اية الكبرى لجميع الايات من كفر بولايته فقد كفر بايات الاحدية وعلامات الواحدية ومقامات النبوبة وعند الكفر فكانما قتل النبيين بغير الحق لان الله قد جعل جميع الانبياء اشعة اية وليه والمعرض حين الاعراض عن ولايته فقد قتل النبيين وكفر بالايات وذلك بما عصى محمد صلى الله عليه واله في بيعة وصيه علي (ع) وكانوا يعتدون لان المعرضين يعتدون عن امر ربهم في الولاية وقد كانوا بذلك مبعدين قال الله تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ان الله قد كشف بفضله في هذه الاية جميع السبحات لمن شاء ان يدخل عليه من كل باب اليهود من انكر اية الهوية المتجلية لموسى به بانها ليس عن علي عليه السلام بل من الذات البحت سبحانه وتعالى عما يصفون والنصارى اقوام اخذوا عن كل صورة كلمة لا شكل التثليث وحلوا اية اللاهوت في الناسوت وزعموا ان عليا عليه السلام تجلى لعيسى بنفسه العلي الكبير تعالى الله عما يقول الظالمون في وليه علوا كبيرا والصابئين اهل الوقوف في مشعر الحد وانهم قوم قد شكوا في قدرة الله بنفي الحدود عن علي عليه السلام ولقد قال الامام عليه السلام لا تشكوا فينا فتنكروا قدرة الله فتفكروا وان الله قد بشر الذين امنوا من اهل الامكان من امن بالله وحده بان لا اله الا هو مشعرا بان الملك ينطق عن الملك ولا يعلم كيف هو الا هو واليه المصير وامن باليوم الاخر محمد صلى الله عليه واله بان لا شبيه له في الامكان وهو يوم الابداع وهو يوم الاخر في الاختراع لا يعرف كنه عظمته الا الله ونفسه سبحان الله بارئه عما يصفون وعمل صالحا بالاعتراف للولاية المطلقة لال الله سلام الله عليهم بانهم عباد مقدسون لا يسبقونهم بالقول وهم بفعل الله يعملون فلهم اجرهم عند علي عليه السلام بما يمكن في الابداع في مقاماتهم ولا خوف عليهم لانهم اهل الحرم الكبرى قد جعل الله افئدتهم امنا من جميع الاشارات الامكانية والصفات عبودية ولا هم يحزنون لانهم يرون جريان القضاء بالعدل كانهم يخترعون لانفسهم ما يشائون وما يشائون الا ان يشاء الله وذلك امر الحق يؤتيه من يشاء وهو الله ذو الفضل العظيم قال الله تعالى واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون وان الله قد اخذ الميثاق على من في الامكان بولاية علي عليه السلام في المشهد الاولى عن اية هويته والثانية عن اية الوهيته والثالثة عن لجة احديته والرابعة عن اية رحمانيته لاجل رفعتهم فوق الطور والمقصود بالطور الحسين عليه السلام وان الله قد صلى على من رفع اليه بزيارته او البكاء عليه او اللعن على اعدائه بل كل وجهة قد رفعت اليه فحين التوجه اليه قد صلى الرحمن وجميع خلقه له وان الله قد جعل بلطيف حكمته قلوب من والاه قبره وامر الله قد امر عباده فوق الطور بالاخذ عما اتاهم الحسين عليه السلام من معرفته وذكره وبكائه وبان يذكروا كلما فيه من جلالته وعبوديته وذكر سبيل محبته لعلهم يتقون ويعلمون ان الحسين عليه السلام مع قدرته العظمة كيف استسلم للقتل والظلم لشيعته واهل بيته لله ربه ومن استسلم بكله لله الاحد فكان من المتقين قال الله تعالى ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين والمراد لدى الحق بالفضل القائم (ع) وهو فضل الله في كل العوالم ولولاه ما بدع الابداع وما يحدث الاختراع به قد قامت الابداع وبه قد وجدت ثمرة الاختراع عن اية الاحدية البحتة وايات الواحدية الصرفه من امن بما هو عليه من الوحدة والجبروت فقد جمع له الفضل من ربه وخلص عن دركات الخاسرين بجود امامه وما يؤمن به الا قليل ولو كشف الغطاء من رشحة من وحدته واشارة من جبروتيته فقد بهتت الاشياء من فضله ووردت الى هواء محبته بالدخول في مدينة شبح نفسه غافلا عما سواه فح قد بقي البقاء لابيه وقد نطقوا باجمعهم به ملات السموات والارض بان لا اله الا الله اليه المصير قال الله تعالى ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين والمراد لدى الرب بالسبت الفاطمة الزهراء صلوات عليها لانها يوم الكتاب وان الله قد اظهر الاشياء بها مشروح العلل مبين الاسباب قد علم الله اهل الامكان غير ال محمد بان حقيقتهم اظلة جسمها بما تجلت لهم بهم فاعتدوا مما قد عرفهم الله بالاعتقاد بان حقائقنا في مقام الوحدة والمعرفة اعلى من جسمها قال الله لهم جزاء عملهم في معرفة فاطمة صلوات الله عليها كونوا قردة خاسئين من زعم ان الانبياء قد وحدوا في صقع افئدتهم بما وحدت جسم فاطمة صلوات الله عليها فقد جعله بارئه عند الزعم قردة جزاء السيئة عدلا من الله بما كانوا يزعمون قال الله تعالى فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين اخبر الله عن الظالمين المعكوسين المشيرين الى الله بالاشارة التثليث بانهم قردة اي يتوجهون الى اية توحيدهم بالنظر الامكاني فجعل الله هذه الاية المعكوسة موعظة لما بين يديها بما ابدع الابداع وما خلفها اي لما يمكن فيها من قدرة الرحمن واية للمتقين الذين يتقون عما امر الله بقربها من ورود لجة الاحدية بغير كيف ولا اشارة وعما امر الله بان لا تقربها الا بالاعتقاد في معرفة فاطمة (ع) بان لا يمكن في الامكان الا بما تجلت لما سواها بما سواه وهي الامر الازل ولا سواه وقد عظم الله موعظة للمتقين قال الله تعالى واذ قال موسى لقومه ان الله يامركم ان تذبحوا بقرة اذ قال محمد صلى الله عليه واله لمن في الامكان ان تذبحوا بقرة وكل ما سوى اية الاحدية ومظاهرها في الاشياء لدى المعبود قد كانت بقرة وامر الله بذبحها لان ما سوى ال الله سلام الله عليهم قد كانوا بقرة ومنها السبحات والاشارات واللانهايات والحدودات وما سوى نفس الاحدية ومظاهرها هي نفس البقرة ما استقلت في السلطنة البقاء اية الاحدية البيضاء الا بذبح البقرة التي هي ما سواها قال الله تعالى قالوا اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين لما امر الله محمدا صلى الله عليه واله بالبلاغ لاهل الامكان بذبح الشئونات والاطوار النفسانية وبالادوار عن ولاية الباطل التي هي البقرة قد بلغ صلى الله عليه واله في يوم الثمانية والعشر من شهر الحج من امر به من ربه بقوله الحق من كنت مولاه في عوالم الوحدة فعلي هذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله والعن من ظلمه قالوا اهل الامكان اتتخذنا هزوا بان نقتل انفسنا ونجعل البقاء لاية علي عليه السلام قال صلى الله عليه واله اعوذ بالله ان اكون ممن امركم بالوقوف في ارض السبحات والنظر الى الرحمن بالاشارة الامكانية وهذه صفة الجهال وما انا الا اول العابدين قال الله تعالى قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان الشئونات النفسانية لما بعدوا عن المبدء قد ضعفوا عن الامتثال نسال بالتعيين للبقرة قال الله تعالى قال انه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما (انتم) تؤمرون عرفهم الله بانها وجدت لا فارض اي لا اية عن علي عليه السلام ولا اية عن بكر وهو محمد صلى الله عليه واله عوان بين ذلك اي ان الشئونات اللانهاية عوان بينهما فاذبحوها ان كنتم تريدون الله ورسوله فافعلوا ما تؤمرون فان في تلك الذبح حيوة يا اولي الالباب لعلكم تعقلون قال الله تعالى قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين اخبر الله عما فيهم من البعد ما قد عرفهم الله في الاول ان الحقيقة هي كشف السبحات ما يعرفون وقد عرفهم ثانيا بانها محو للموهوم وصحو للمعلوم وهو وهي بقرة صفراء لونها تسر الناظرين لان الناظرين اهل السبحات يسرون وجود اطوار كثرتهم من حيث لا يعلمون قال الله تعالى قالوا ادع لنا ما هي ان البقر تشابه علينا وانا ان شاء الله لمهتدون اخبر الله عن ظلمات ادبارهم بعدما قد عرفهم الله سبيل محبته بالسئوال عن البقرة وهم ان شاء الله لما ذبحوا بناتهم لكانوا مهتدين قال الله تعالى قال انه يقول انها بقرة لا ذلول تثير الارض ولا تسقي الحرث مسلمه لا شية فيها قالوا الان جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون ان الله قد عرفهم صفات ابو الدواهي في هذه الاية انه بقرة لا ذلول بالتوجه الى الله تثير الارض ولا تسقي الحرث مسلمه لا شية فيها الوان الكفر بما يمكن في الامكان فيها قالوا اهل الرجوع الى ولاية علي عليه السلام الان قد جئت بالحق فذبحوا اية ولايتها بالاعراض الدائم عنها وما كادوا يفعلون اي قرب ان يدخلوا لجة الاحدية بالنظر الى الامكان وما كادوا كما امرهم الله في البدء الامر يفعلون قال الله تعالى قتلتم نفسا فادارءتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون قد اشار الرحمن في تلك الاية العظيمة الى مقامات الاشياء وما هم اليه سائرون بان من قتل نفسا في كل عالم من حق او باطل فالله يظهرها وهو المخرج عن عباده ما يكتمون الحق لاجل الثواب والباطل لاجل العذاب والقاتل حين القتل ان كان حقا فقد احيا الناس جميعا وان كان باطلا فقد قتل الناس جميعا وان الله قد يجزي العاملين بعدله بما كانوا يعملون وان الدارئة هي الاختلاف في القاتل وهي لاهل الظاهر ظاهرة لو كانوا يعقلون قال الله تعالى فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى ويريكم اياته لعلكم تعقلون قال الله عز وجل للذين ذبحوا انياتهم المجتثة ويبقون في عز الهوية البحتة اخترعوا ببعض قدرتكم ما تشائون من احياء الاموات وما تحبون كذلك يحي الله الموتى ببعض جسم بقرة ميتة ويريكم فيها اياته لان الابداع لا يوجد الا بفعل الله وفي كل الاشياء تمام الايات بما يمكن فيها مكتوبة قد عرفها الناظر بنور الله كذلك قد خلق الايات لعلكم تعقلون قال الله تعالى ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون ان هذه الاية قد نزلت للذين سمعوا ذكر الحسين عليه السلام ولم يدخلوا في لجة الاحدية ببكائه او حب بكائه وان الله حرم على النار عينا قد بكت لمصيبته او لخشيته عدله او رفعت عما لا يحلل لها وبها وان الذين يتوجهون الى الله بالاشارة فقد قست قلوبكم في ذكر الحسين عليه السلام من بعدما تجلى الحسين (ع) بنفي الاشاراة لحجارة الامكانية او اشد قسوة وان منها لما يتفجر منه الانهار والاطوار والانيات وان منها لما يتذلل فيخرج عند ذكر الحسين عليه السلام ماء التوجه بالوحدة الحقة وماء الحب لعظيم شهادته الصدقة وان منها اي الحجارة مني تذكروا مصيبته الحسين عليه السلام لما يتباكون وما يتخافون من عدله وما يهبط عليهم خشية الله فانما نملي لهم ليزدادوا اثما وما الله بغافل عما فعلوا بنو امية عليهم اللعنة بالحسين عليه السلام وسيعلم الذين قد قتلوه ان الله طالب ثاره ودينه وهم لا يقدرون بعد قتله وقتل قتله بالتوجه الى الله ولا يشعرون ومن رضي بفعلهم فجزاؤه جهنم بعدل الله لو كانوا يفقهون واذا جرى القلم بذكر المقام فها انا اذكر السر المقنع بالاسرار ان الله كان ولم يكن معه شيء وان الذين يبقون في اية الهوية الاحدية بان الله هو هو لا سواه فقد دخل في ظل محبة الحسين عليه السلام وشرفه الله ببكائه وجعل افئدته اية قبره ومن خرج عن تلك اللجة القديمة فقد حشره الله في معشر اعدائه وجزاؤه جهنم وما له من نصير وهذه كلمة خرجت من طور السيناء منبتة بالدهن الثناء لا يصدقها الا اهل البهاء وسيعلم الذين ظلموا انفسهم بتكذيبها باي منقلب ينقلبون قال الله تعالى افتطعمون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعدما عقلوه وهم يعلمون هذه الاية قد نزلت في امر الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء حيث يطمعون جنود الكفر ببيعته لليزيد عليه اللعنة والعذاب فقال الحسين عليه السلام اتطمعون ان يؤمن نفسي بالبيعة لليزيد ابن الكافر المشرك عليهما اللعنة والعذاب وقد كان فريق منكم يا جنود الكفر قد سمعوا كلام محمد صلى الله عليه واله فينا اهل البيت باني واخي سلام الله عليه سيدا شباب اهل الجنة فكيف تحرفون كلام الله بمحاربتي من بعدما عقلوه الله اكبر ثم يحرفون كلام الله ويقتلونه مع ما كان معه من شيعته من بعدما عرفوه بانه حجة الله المعبود والاية المحمود والكلمة الجامعة والرحمة الواسعة فاطاعوا الشيطان وعبدوا الاصنام من بعدما عقلوه وهم يعلمون انه ثمرة فؤاد الرسول وكبد البتول ومع ذلك قد قتلوه بقتل لم يقتل في الاسلام مثله لا مسلم ولا كافر الله انتقم بعدله عنهم عما كانوا يعلمون قال الحسين عليه السلام بعد بعد وفاة اخيه الحسن عليه السلام في تلقاء قبره ءادهن راسي ام تطيب مجالسي وراسك معفور وانت سليب فلا زلت ابكي ما تغنت حمامة عليك وما هبت صبا وجنوب بكائي طويل والدموع غزيزة وانت بعيد والمزار قريب غريب واطراف البيوت تحوطه الا كل من تحت التراب غريب اروح بعم ثم اغدو بمثله كايبارد مع المقبلتين سكوب فللعين مني عبرة بعد عبرة وللقلب مني رنة ونحيب قال الله تعالى واذ لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلا بعضهم الى بعض قالوا اتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم افلا تعقلون ان الكتابة هذه بالقضاء قد جرت في يوم عاشورا قد تشقق اقلام العلى من ذكره قتله وقد تنزل اهل العماء الكبرى لاسماع مصيبته الله اكبر من وقعة عظيمة وقد شهقت الابداع من عزته والاختراع من ذلته وقد خرجت الصفات والاسماء عن اعراشهما عريانا متشهقا متباكيا لعظيم بلائه وشدة قتله (واد) خارج من الاسماء عن عرش العظمة للبكاء عليه قد كان اسم الله ها قد نزل بتربته متشهقا متذللا فلما راى الحسين عليه السلام بعظيم قتله لبس لباس السوداء لعزائه فظهر اسم الله هو ثم اسم الالوهية ثم اسم الواحدية ثم اسم الصمدية ثم اسم الرحمانية ثم اسم الواحدية ومن فيها من امكان الظهور فلا يبقى في السموات والكرسي والعرش شيء الا وقد نزل بزيارته شعثاء غبراء واما اهل الارض يبكون عليه الاخيار لاجل الحب والاشرار لعظيم الخوف من عدل الله وللاول رحمة غير متناهية وللثاني نقمة بلا نفاد وما ابدع الابداع شيئا الا وقد جعله الله فيه اية لبكاء الحسين عليه السلام ومن بكى او ابكى او تباكى او ذكره فقد دخل الجنة عند ذكره وذلك غاية الامكان من فيض الرحمن وان الله سبحانه قد خلق الجنة وما فيها من ايات الاحدية الازلية والمقامات اللانهاية الابدية من شعاع جسم الحسين عليه السلام ولذا من ذكر مصيبته جسمه وخرج عن عينيه ذرة اقل من راس الشعيرة من الماء فقد غفر الله له ما لا يحب عنه ووجب عليه الجنة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم قال الحسين عليه السلام عن جده صلى الله عليه واله يا حسين ان الله قد شاء ان يراك قتيلا وان يراك مخضبا شيبك بدمائك وان يراك مذبوحا ومقطوعا راسك من قفاك وقد شاء ان يرى حرمك سبايا على اقطاب فسبحان الله صدق ما قال محمد صلى الله عليه واله في مثل هذا اليوم اه اه ان يوم قتل الحسين عليه السلام بكربلا اقرح جفوننا واسيل دموعنا فقد قام على جواده وحيدا غريبا فقال اللهم انك ترى ما صنع بولد نبيك صلى الله عليه واله فهل من ناصر ينصر ال محمد المختار وهل من ذاب يذب عن ذرية الاطهار فلم يجيبه احد ولا بقى من رجال ال الله الا علي العليل عليه السلام فقد اجابه وقام رافعا اليه بالنصرة فلما راه الحسين عليه السلام فقال الله الله امنعيه يا اختاه فان الدنيا بوجوده تبقى اه ثم اه فعلى مثل الحسين عليه السلام يليق البكاء والضجيج والنوحة والعجيج وان الله قد وعد لباكيه لقائه وان وعد الله قد كان مفعولا وقد قال الحسن ابن علي ابي الحجة المنتظر عليه السلام الاف صلى الله على الباكين على الحسين عليه السلام والمقيمين عزاه اه اه اذا جاء عاشورا تضاعف حسرتي لال رسول الله وانهل عبرتي هو اليوم فيه اغبرت الارض كلها رجوما عليها والسماء اقشعرت اضاقت فؤادي واستباحت تجارتي واعظم كربي ثم عيشي امرت اه اه ثم اريقت دماء الفاطميات بالملا ولو عقلت شمس النهار لخرت اه ثم اه لما جرى القضاء صعودا بنعليه فوق صدره فخرت على العرش ساجدة لعظيم بلائه وقالت فاطمة صلوات الله عليها واحسرتي عليك ايها الغريب العطشان والبعيد عن الاوطان والطامي اللهفان والمدفون بلا غسل ولا اكفان يا اهل عاشورا ابكي قتيلا بكربلا مضرج الجسم بالدماء قتيل البغاة ظلما ما يرى منه الا الوفاء ابكي قتيلا بكى عليه من ساكن الارض والسماء وهتكوا اهله واستحلوا حريمه في الاماء اه اه ما عذر من لم يبك يوم مضائه متاسفا بدم ودمع هام ابكي مصارع فيها ال احمد شربوا على ظماء كئوس حمام احشاء فاطمة لهم مقروحة وبكت عيونها حزنا على الايتام وابكي اليتامى للبغاة خواضعا وابكي على النحر الخضيب الدامي وتمثلي اخواته وبناته يد يننه بتفجع ولطام تنوح هذه وهذه تبكي لما سلب العدا من برقع ولثام وابكي لزينب تستغيث بامها ذات المفاخر والمحل السامي يا ام قومي من ترابك شارعي ونيسي ذلي وسوء مقامي وقفي على المقتول وانفجعي له فابكي له فردا بغير محامي وابكي على الطفل الصغير مضمخا بدماء بعد تحرق واوام وابكي عزيزات الحسين حواسرا ووجوهها يسرف بالاكمام وابكي لزين العابدين مقيدا بالاسر يشكوا كربة الاسقام اه ثم اه يا عين جودي بالبكاء وجودي ابكي الحسين الشهيد ابن سيدا قتلوه يوم الطف طعنا بالقناة من اجل ملعون الخبيث المولودا الله يعلم عظيم مصيبته وال الله سلام الله عليهم يصبرون لقتله وما سواهم لا يعقلون من مصيبته شيئا ابدا ولا يمكن الادراك فيهم سرمدا واما سر الاية الشريفة ان المعرضين عن اية الاحدية المتجلية من اية الحسين عليه السلام اذا لقوا الذين امنوا قالوا اعترفنا بجلالته وشهادته لاحقان دمائنا واذا اوردوا في معشر السبحات خلا بعضهم الى بعض قالوا اتحدثونهم بامر الحسين عليه السلام بما فتح الله عليكم ليحاجوكم بقتله عند الله ربكم افلا تعقلون ان الله طالب ثاره عن الذين قتلوه وطالب اية ايمانه عن الذين كفروا به فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا قال الباقر عليه السلام قد كان قوما من اليهود وليسوا من المعاندين المتواطئين اذا لقوا المسلمين حدثوهم بما في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه واله فنهاهم كبرائهم عن ذلك وقالوا لا تخبروهم بما في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه واله فيحاجوكم به عند ربكم فنزلت الاية انتهى قال الله تعالى اولا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون علم الذات هو الذات لا يعلم كيف هو الا هو وان الله سبحانه قد علم اهل العصمة سلام الله عليهم علم الاشياء اولا يعلمون انهم مظهر الهوية عن الله سبحانه يعلمون وما يعلنون في الامكان وما يعلنون في الاكوان ولما كانت الكتابة بعد عاشورا قد احببت بذكر الحسين عليه السلام فاقول بما امر الله سبحانه والممكنات قطرة رشح من اشارة امره والكائنات لمحة رشح من ترشح فضله ان الوجود رشحة عز من انعكاس جماله تبرقوا رجاء وصل ظل جلاله بحر الوجود بعزه ملات من جوامع فيضه والانوجاد بحزنه ملات من شوامخ ذكره ان الجواهر بعدما جودت فتعينت عند مجده ان الفؤاد بسرعة سيره يتوقف عنه قتله مملوة تلك البحور المسجرة ما كانت الاشياء من فيض الحسين ممتنعة فقال علي ابن الحسين عليه السلام بالكوفه ايها الناس من عرفني عرفني ومن لم يعرفني فانا علي ابن الحسين ابن علي ابن ابي طالب انا ابن الممنوع بشط الفرات من غير دخل ولا تراث انا ابن من هتك حريمه وسلب نعيمه انا ابن من انتهب ماله وسبي عياله انا ابن من قتل صبرا وكفى بذلك فخرا لا غرو ان قتل الحسين وشيخه قد كان خيرا من حسين واكرما ولا تفرحوا يا اهل كوفان بالذي اصيب حسين كان ذلك اعظما قتيلا بشط النهر روحي فدائه جزاء الذي ارداه نار جهنما اه اه حين النزول على التراب منطق الله استوى اسم الرحمن بالعرش فقال رسول الله يا ارض طف وبهجتي اذا غاب فيك انت العرش في الطرق فقالت ضجيجة معجة مقشعرت فيا ليتني مت قبل ان يستوي الرحمن بالعرش فقال لها اصبرى فشاء ربك فيك محجوبة جسم مخضب متذبح غرق في بحر دم ودمع وجرح وحرقة كشمس غريق في بحور الكسوف مقمص فقالت متعرة منعريا عن حجابها ما لي ودم الحسين علي اريق فلما خر عن فوق الجواد الى التراب تخربت الامكان من شدة الفراق فقال باعلى صوته يا عساكر الشيطان انا المقصود فيكم ما لكم من ال عطشان تحرك بالصدر والرجل منخفظا لحرمة حرمه الله نصرة الحق فخر العرش والارض وما بينهما مغشية فوق التراب من كثرة الحزن فخرت عوالم الاحدية من عالم العلى متحجبا بمصيبته الاشارة في الخمس اه اه بلغ العلى حزن الحسين مقنعا احزان كل الكون والامكان مجسما فيا حسرتي من رؤية الزهراء عند احمرار طلعته متعريا راسها متشقيا ثوبها لجريان دم وجهته قال الحسين عليه السلام من زارني بعد موتي زرته يوم القيمة ولو كان في النار لاخرجته قال علي ابن الحسين عليهما السلام بالمدينة ايها الناس ابتلانا الله وله الحمد ببلايا جليلة وثلمة في الاسلام عظيمة قتل ابو عبدالله عليه السلام وعترته وسبي نسائه وصبيته وداروا براسه في البلدان من فوق [عامل] السنان ايها الناس اي قلب لا ينصدع لقتله؟! ام اي فؤاد لا تحزن له؟! ايها الناس اصبحنا مطرودين مشردين مندوبين شايعين كانا اولاد ترك وكابل اه اه الله اكبر من الوقعة التي عند القديم اعظم من كل ما يدع الله اكبر من مشهد الدماء مطرد من اشرف العرباء نسل الاحمد وا احمداه من حال الحسين حين الذي راى جمال عليه المذبوح والله اكبر المصائب قتل العلي لدى جنابه شبه الرسول منطقه كان محمد والله ان تبكوا بماء البحور لاجله لم يعدل بشعر دم متحمر منه منقطع هذا كفى بلغ الحزن مقعدا عاليا سبحانه من الحزن اذ انه سيد محمد الله يعلم حزن الحسين وحلمه * لولا القضاء الحق كان العرش والارض متقطع وقالت زينب عليها السلام حين راته يا لهفاه يا كبد البتول بهجة المحمود فسارت من الخيام معجة مستجيرة خرت بوجهتها على وجهه المطروح فقالت يا رسول الله يا معدن الهدى انظر بحالي وجرح هذه المقصود اهل الجحود يقتل بضعتي وبهجتك قتل عظيمة متعطشا ممنوع والله اعظم المصائب يا جدنا شهادته يا ليتني مت قبل ان اراه مقطع مطرود ثم قالت يا ولي الله يا نفس احمد كيف اشرح من هذا الطريح مذبح والله قد قتلوه اهل الشرك متعطشا حين الذي كان السماء بشمس اليوم مطلوع الله اشكوا اليك عظيم مصابنا عن قتل ابن القتيل مجدد يا امنا الزهراء قد تحرق قلب الحسين لقتل علي ابنه المذبوح وتحرقت اكبادنا من حرقت قلب العلي معطشا من الماء مردود يا امنا بقتل بهجتك قد تفرقت اكبادنا من جسمه المطروح اه اه الله اكبر من يوم عاشورا الذي فيه قد ذبحوا ابهاج احمد الله اكبر فيه قتل الحسين مذبحا ومن اجله تحرق قلب الرسول في جنة العدن الله يعلم امر الحسين بارض طف ما يمكن الابداع مثله متذبح فرد ان الذي لو شاء شاء الرب في العز وما شاء الا ما شاء الحق بالذل قال الله تعالى ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني وان هم الا يظنون والمراد بالكتاب علي عليه السلام وبالامي قوم يقرون بولايته في لجة الاحدية ولا يعلمونه في عز الاحدية فانهم واقفون في ارض الظن لان اهل طمطام الواحدية لا يعرفونه الا بالظن والظن شئونات الواحدية لا بداية لها ولا نهاية والله من ورائها محيط بل هو قران مجيد فاذا كان العبد امن بالكتاب حين وروده في عز الهوية واستقر فيها فكان من الموقنين ومن تحرك وتسكن عن ورائها فكان الامي ومن اهل الظن بعلي عليه السلام والله المشية فيه لو شاء الله لهدى الناس جميعا ولكن الله لا يشاء الا بما هم يشاؤن وما هم بظلام للعبيد قال الله تعالى فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم فويل لهم مما يكسبون كل الاشياء كانوا يكتبون فضل علي عليه السلام بايديهم اي بما يختارون لانفسهم وقد كتبوا في اية التجريد اية الاحدية وفي اية الواحدية جميع الايات مما يمكن في الابداع والاختراع فاما الذين لا يخرجون عن ولايته فاحل الله لهم مما يكتبون من الكتاب واما الذين قد خرجوا عن لجة الاحدية التي كتبوا لانفسهم بايديهم فقد اشتروا اية علي بالثمن القليل من بعدما كانوا يعرفون ويقولون بان ولاية علي هذا من عند الله قد نزلت فويل لهم مما قد كتبت ايديهم فضله وويل لهم مما كانوا في التوجه بالاشارة اليه مع ولاية الباطل يكسبون الويل وهي ولاية الباطل في الاية الاولى الاول والثانية الثاني والثالثة الثالث لعنة الله عليهم وويل لهم مما كانوا يكسبون قال الله تعالى وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة ان الذين يحبون ولاية الباطل فقد عبدوا العجل وقالوا لن تمسنا النار اي ولاية علي عليه السلام الا اياما معدودة في حيوة رسول الله صلى الله عليه واله قال الله تعالى قل ااتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهد الله عهده بلى من كسب سيئه واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون اي قل لهم يا محمد (ص) ان استقررتم عند ولاية علي (ع) بالعهد الذي قد اخذ الله عنكم ان اتخذتم انفسكم مستقرين في ولايته فلن يخلف الله عهد لجة احديته ولقائه بلى من كسب الاول فقد احاطت به خطيئته لان اية ولايته عند الله قد كانت كل الخطيئة وله نار جهنم اي ولاية الثاني من فيها في القيمة فيها والكافرون هم اصحاب النار لان كل كفر وجد في كل شيء فقد كان من الثاني لعنة الله عليه والشرور اصحابه هم فيها اي في ولايته في النار خالدون وقد قال الامام عليه السلام في قوله عز وجل قال اذا جحدوا امامة امير المؤمنين عليه السلام اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون وسر الامر ها انا ذا اشير اليه وهو ان الجنة التي وعد الرحمن عباده لما سوى ال الله سلام الله عليهم هي ظل جسم الحسين عليه السلام والجسم السبعة هي لما سوى الاول ومظهره قد خلها الله من كفر جسم اليزيد عليه اللعنة والعذاب من اقر بولاية علي عليه السلام فقد دخل الرضوان ومن اعرض فقد دخل النيران وذلك تقدير محتوم من عزيز حكيم قال الله تعالى والذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون ان الذين امنوا بايات الله في كل العوالم مقر بان الايات ايات علي (ع) بالابداع وان الذات لا سبيل اليه ولا له اية يعرف بها ولا يعلم كيف هو الا هو لو كان له اية للزم الاقتران فسبحانه قال علي ابن الحسين عليهما السلام والله الايات اياتنا والولاية احدها وعملوا الصالحات بان لا يعمل في العالم الا بالله ولله وفي كل حركاته يتحرك عن الله ولا يخرج عن لجة الاحدية لمحة الا ويرى الاشياء ونفسه نفسا واحدة قال الحق جل سبحانه ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة وقد كان نفسه الظاهر عن نفس الحق في كل الصفات والاسماء كان عفوه عفوه وصبره صبره وحلمه حلمه وغناه غناه وعطائه عطائه وكذلك في صفات الاحدية والالوهية والرحمانية والواحدية وفي كل تلك الاشارات قد كان عبد الله ولا يخاف في علمه الا عن الله فاذا كان كذلك فقد عمل الصالحات واولئك هم اصحاب القائم عليه السلام حقا وهم في رضوان الاكبر خالدون لان الحجة وجه المعبود ولا زوال له من دخل في ولايته فبقائه قد كان باقيا وذلك الوجه وجه حادث نسبه الله لنفسه تشريفا وذلك غاية البقاء من فيض الله لاهل الامكان ومن كان في ولاية القائم عليه السلام قد كان في الجنة خالدا وما لوجه الرب المتجلية للاشياء بهم تعطيلا قال الله تعالى واذ اخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا واقيموا الصلوة واتوا الزكوة ثم توليتم الا قليلا منكم وانتم معرضون والمراد بالاسرائيل في بطن الرابع المشية وكل ما سواه عند الله بنوه قد اخبر الله عن اخذ ميثاقه عن الاشياء في الجنات الثمانية لولاية علي عليه السلام الاولى في لجة الوحدة بان لا تعبدوا الا الله وحده بلا اشارة ولا امكان ما سواه وفي الثانية بالاعتراف بالولاية الكلية للوالدين محمد وعلي عليهما السلام وذلك الاعتراف عند الله قد كان احسانا يحسن لكل بما هو اهله وبالوالدين لا يحسن الا ما قد اشرت اليه بالتلويح اذ بالتصريح يرتاب المبطلون وفي الثالثة الاحسان بذي القربى وفي الرابعة اليتامى وفي الخامسة المساكين والمراد بالقربى الفاطمة صلوات الله عليها وباليتامى الحسنين عليهما السلام وبالمساكين ال الحسين عليهم السلام خاصة وفي السادسة بالاحسان مع الانبياء والاوصياء وهم الناس لدى الرحمن لانهم استانسوا في ظلال ال الله واستغفلوا عمن سواهم ولذا قد جعلهم الله اهل مشعر السادس ومظاهر عدله لو كانوا يعلمون وفي السابعة قد اخذ الله عن الاشياء عهد الشيعة من ال الله سلام الله عليهم وهم الصلوة عند الرب سبحانه من احب شيعة ال الله سلام الله عليهم فقد اقام الصلوة ومن اقام الصلوة فقد وصف الرب بما تجلى لشيعة ال الله سلام الله عليهم وما يؤمن لهم الا قليلا وبالثامنة بالزكوة لكل ما سوى مما قد ذكرته هيهنا بما هو اهله وهذه الجنة هي جنة ما سواهم من كل شيء من الملئكة والجن والحيوان والنبات والجماد ثم يقولون للاشياء بعضهم عن بعضها ولا يؤمن بالله في تلك الجنان الا قليل فربما احد دخل السبعة واطاع ربها فيها وكفر بالواحدة منها وهو عند الله قد كان من المشركين وان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ولا يؤمن اكثرهم بال الله سلام الله عليهم الا وهم معرضون وخرج عن هذه الاية كثير وما يدخل فيها الا ما شاء الله وما شاء الله الا قليلا قال الله تعالى واذا اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون اخذ الله في هذه الاية من المؤمنين عهدا عظيما اخذ الله ميثاق ولاية علي عن الاشياء بان لا تسفكوا دماء اية واحديتكم وان لا تخرجوا انفسكم من لجة الاحدية ديار توحيدكم ثم اقررتم في الاول بان لا تسفكوا دمائكم وفي الثانية بان لا تخرجون من دياركم وانتم تشهدون في ذلك المقامين بتجلي الله لكم بكم بعدما اقررتم حقيقة هذين المشهدين وانتم تشهدون قال الله تعالى ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان ياتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحيوة الدنيا ويوم القيمة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعلمون والمخاطب الاول واصحابه انتم تقتلون اية عليه السلام بما قد جعل الله في انفسكم بعدما عرفكم رسول الله صلى الله عليه واله اعرفكم بنفسه اعرفكم بربه وتخرجون فريقا منكم من ديار الاحدية التي قد جعل الله فيهم لكنكم انتم هؤلاء تظاهرون للمشركين بولاية الاثم والعدوان والاثم الثاني والعدوان الثالث وان ياتوكم اسارى وهم اهل لا يعرفون الامام عليه السلام تفادوهم بولاية انفسكم وهو عند الله محرم عليكم وتخرجونهم عن ولاية الحق عليه السلام بعدما تعرفونهم بنبوة محمد صلى الله عليه واله لاجل وصايتكم افتؤمنون ببعض الكتاب بعدما عرفكم الله انها شجرة ملعونة في القران وتكفرون ببعض الكتاب بعدما عرفكم الله انه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا ولاية الثاني في الحيوة الدنيا لانه خزي ادنى وفي يوم القيمة اي يوم الاكبر وهو يوم ولاية الاول وفيه يردون الكفار الى ولاية الاول وهو عند الله اشد العذاب وما الله بغافل عما يعملون في تقمص قميص الولاية غصبا لانفسهم فسوف يلقونهم عدل علي عليه السلام بما كانوا يظلمون من جحد احد عن ذكر الله او ذكر ال الله او ذكر شيعتهم فقد اخرجه من ديارهم وجزاؤه يوم القيمة اشد العذاب بما كان قد اكتسبت بايديه وما الله بغافل عما يعملون وقد قال الصادق عليه السلام في الظاهر ان هذه الاية قد نزلت في ابي ذر رحمه الله وعثمان وامره ظاهر وليس ذلك المقام لاظهار امره ولقد ترشح فيها قواعد كلية قد عرفها المؤمن امره في خلال تلك الديار قال الله تعالى اولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالاخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون اولئك الذين يؤمنون بذكر الله ثم يكفرون ويقتلون الانبياء الله بظلمهم في دين الله اولئك الذين قد هاجروا الى بلد القدس ويكتبون كتاب الايمان ثم يعرضون من امر الله وياخذون ما كتبوا الى ذكر الله ليفسدون في الارض بغير الحق ويقتلون الناس بغير نفس ويفترون على الله بغير حق ويستكبرون على كلمة الله بغير فضل من عند الله اولئك الذين مثلهم في التورية والانجيل كمثلهم في القران كلما استوقد نارا فاحاطت على انفسهم وكلما استكبروا على المؤمنين ظلما يذلوا عند انفسهم وكلما استكتبوا من ايات الله يحكم بينهم ويلعنهم في كل شان بامر الله فاولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالاخرة فلا يخفف عنهم كلمة العذاب في كتاب الله ثم يردون يوم القيمة الى اشد العذاب ذلك بما يكفرون في دين الله ويجحدون امر الله ويحاربون عبد بقية الله فمثلهم كمثل الذين لا يؤمنون بكتاب الله ولا يتبعون احكامه بل ان مثلهم في حكم الكتاب كمثل الحمار يحملون كتاب الله ويجعلونه وراء ظهورهم ويكتبون بايدهم ما يلقيهم الشيطان ويحسبون انهم المهتدون في دين الله فمثلهم كمثل الكلب ان تحمل عليهم يعرضون وتتركوهم يفسدون قتلهم الله بئس ما اقتدت به انفسهم في دين الله بعدما سمعوا حكم المباهلة وعقلوه وان من الناس يحبونهم في دين الله كانهم يتبعون عدو الله بعدما عرفوهم واولئك هم لا يبصرون ولا ينظرون ولا ينصرون قال الله تعالى ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وايتنا عيسى ابن مريم بالبينات وايدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفرقا تقتلون ان الازل هو نفسه ونفسه هو لا يقارن شيئا ابدع محمد صلى الله عليه واله لا من شيء وجعله ولي العز لنفسه في كل العوالم من الابداع والاختراع والمراد في هذه الاية الشريفة بموسى محمد صلى الله عليه واله وبالكتاب علي عليه السلام وبالرسل العشرة من ال الله سلام الله عليهم وايتنا عيسى ابن مريم بالبينات البقا لشرف لقاء الحجة محمد ابن الحسن صاحب الامر عليهما السلام وهو البينات عند الله سبحانه وايده الحجة في الرجعة بوزارته وهو المراد بروح القدس وهو اعظم الملائكة لان الملئكة كالحروف روابط صرفه وروح القدس مقامه في الحروف حرف الاشارة الجامعية رتبته مع البشر والملئكة وهو ملك قد خلقة الله لتربية جسم محمد صلى الله عليه واله في هذا العالم وهو اعظم الخدام لال الله عليهم السلام ايد الله عيسى ابن مريم به بانه اشرف شيعة علي عليه السلام في الامكان افكلما جاءكم حجة من الله بما لا تهوى انفسكم المشركة استكبرتم ففريقا كذبتم وفرقا تقتلون قال الامام الحسن العسكري عليه السلام قد صعدنا ذرى الحقائق باقدام النبوة والولاية والكليم البس حلة الاصفياء لما عهدنا منه الوفاء وروح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة ولقد قال ابو جعفر عليه السلام في قوله تعالى قد جائكم محمد صلى الله عليه واله بما لا تهوى انفسكم بمولاه علي عليه السلام استكبرتم ففريقا من ال محمد صلى الله عليه واله كذبتم وفرقا تقتلون وما منهم الا وقد كذبوا وقتلوا ال محمد صلى الله عليه واله فجزاهم الله عما كانوا يعملون وان تكذيب الكفار لال محمد عليهم السلام عند العالمين لا يخفى وان قتل الحسين عليه السلام قتل الجميع لو كانوا يعقلون قال الله تعالى وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون اخبر الله عن مقام المعرضين عن ولاية ال الله سلام الله عليهم بانهم في مقام العذر قالوا على قلوبنا غطاء يمنعنا بالنظر الى الواقع كذبوا امر الولاية التي هي اوضح من الشمس الطالعة افي الحجة شك انه ممسك السموات والارض لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يستقيمون في لجة الاحدية وقليلا ما يؤمنون بعلي عليه السلام في تلك اللجة والمؤمنون قليلون اقل من الكبريت الاحمر والكيمياء الابيض وما يؤمن بمقام ال الله سلام الله عليهم الا قليل قال الله تعالى ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدقا لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين وقد اخبر الله في هذه الاية عن الذين يظنون بالايمان لامر واقع بعد كشف الغطاء ولكن ابى الله عن ولاية اوليائه لقوم لا يعلمون ان المعرضين عن مقامات الرب لما جاءهم ولاية علي عليه السلام من عند الله مصدقا لما معهم في كل ما ابدع الله لهم بالعبودية العرضية لعلي عليه السلام وكانوا من قبل ظهور الولاية يدعون بالايمان لله تعالى ويستفتحون على الذين كفروا بان لو كشف الغطاء قد اخترنا الواقع فلما كشف رسول الله صلى الله عليه واله يوم الغدير غطاء الواقع وجاء امر الله المقصود ما عرفوا من الحق بعدما عرفهم الله ان عليا عليه السلام اية للحق في كل العوالم واريهم ايته في الافاق والانفس حتى يتبين لهم انه الحق في معرفتهم قد كفروا به فلما كفروا قد جاء الامر فلعنة الله على الكافرين واللعنة من الله ايجاد وجود الكافرين قال الله تعالى بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءو بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين ان الذين يرضون باية الواحدية عن اية الاحدية بئس ما اشتروا به انفسهم التي هي اية الرب من عرفها فقد عرف الله بانفسهم المشركة اية خلفاء النار وهم يدعون الى جنود الشيطان بان يكفروا بما انزل الله في ولاية علي عليه السلام بغيا وعنادا وان ينزل الله من فضله اي ولايته على من يشاء وما شاء الرب الا ال الله سلام الله عليهم عباده ولغيره لو شاء الولاية فباءو بغضب اي الثاني على غضب اي الثالث وللمعرضين عن ولاية علي عليه السلام عذاب مهين وهو ولاية الاول وقد قال ابو جعفر عليه السلام نزل جبرئيل على رسول الله (ص) هكذا بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله في علي عليه السلام بغيا اشهد انه المقصود في الايات عند الرحمن وسبحان الله عما يشركون قال الله تعالى واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين وان الله سبحانه ما ابدع في الافاق شيئا الا ما ابدع في الانفس بمثله اذ قال محمد صلى الله عليه واله لاهل الامكان امنوا بالعرفان بما انزل الله انا فانا في الابداع من ايات علي عليه السلام في الانفس والافاق قالوا اهل الاشارة في سر البيان نؤمن بما تجلى الله لنا بنا في الانفس والافاق ويكفرون بما وراءه من مدد الابداع بما ابدع الرحمن من اياته مع ما هو الحق وان الله كل يوم هو في شان من احداث امر بديع لم يكن وهو المصدق للايمان بما انزل قبله وما معهم بالعرضية ولنفسه بالمقصودية مع ما كان المقام التي قد كانت فوقها مصدقة بما صدق لما معهم قل مع تلك المقام الناقصة فلم تقتلون الحسين عليه السلام الذي هو قتل الانبياء وقتله قتل الجمع منهم ان كنتم مؤمنين بقدرته التي لا تعطيل لها ولا نفاد لابداعها بعدما عرفكم ان مبدع الابداع محمد (ص) وكل ما ابدع انا فانا فاوليته قد كانت لمحمد صلى الله عليه واله خاصة وثانويته لال الله سلام الله عليهم الى ما كان الرب مبدعا ما لكم لا تعرفون ان الايات الجديدة لو كانت من عند غير الله لوجدوا فيها غير اية علي عليه السلام وتعالى الرحمن ما من سواه اله يبدع الابداع ما لكم كيف تعرفون قال الله تعالى ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم ظالمون والمراد بالحقيقة الاولية عند الله سبحانه بموسى محمد صلى الله عليه واله وبالبينات ال الله سلام الله عليهم وبالعجل ائمة النار واشدهم ابو الدواهي لعنة الله عليه اذ جاء محمد بعلي عليه السلام ثم اتخذ العجل خليفته بعدما عرفكم الله مقامه ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالاية الاحدية علي عليه السلام فقد استمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها اي غاية الابداع من فيض الرحمن كانت تلك الاية الكبرى والله سميع عليم قال الله تعالى واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يامركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين وان الله سبحانه اخذ عن الامكان ومن عليها ميثاق الولاية لال الله سلام الله عليهم بعد رفعتهم فوق الطور ميثاق التوحيد لنفسه وامرهم في الطور بالاخذ مما اتاكم الله في نبوة محمد صلى الله عليه واله بالقوة التي قد جعل الله فيهم من مثل محمد صلى الله عليه واله لانه لا يعرف الاية اعرفوا النبي بالنبوة واسمعوا بسمع افئدتكم معارف امره قالوا سمعنا بحجة الله بالغة وعصينا في المواثيق التي قد اخذ الله عنا وذلك قد نشرت من شرب قلوبهم حب العجل اي النظر الى الله بالنظر الامكاني والعجل الاول لعنة الله عليه ومن عبد غير الله الفرد الاحد الصمد الذي ليس كمثله شيء فقد عبد العجل ومن رضي بالولاية لغير ال الله سلام الله عليهم فقد شرب العجل ومن نظر بشيء ان كان الشيء لله فكانما عبد الله وان كان الشيء واقفا في طمطام نفسه فقد عبد العجل وعبد الطاغوت ومن اشار الى الله فقد شرب العجل قال الله وقد قال الامام عليه السلام من يستمع من ناطق شيئا فقد عبده ان كان الناطق ينطق لله فكانما عبد الله وان كان الناطق ينطق عن الشيطان فكانما عبد الشيطان قل لمن شرب حب العجل بئسما يامركم به ايمانكم من اقر بولاية الباطل فقد عبد الشيطان ان كنتم مؤمنين قال الله تعالى قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين اي قل يا محمد لمن في الامكان جميعا ان كان لاحد دار الاحدية عند الله خالصة من ذكر ما سوى الله من دون الناس اي اهل الانس بالله وهم ال الله سلام الله عليهم الذين كانوا نفس محمد صلى الله عليه واله صدقا فقد تمنى حب الحسين عليه السلام لانه الموت ولقاء الرب وقد جعل الله دار الاخرة لمن اقر بولايته بعد معرفته وقد كان زائره ولاهل التغير ولاهل التغيير في شهادته والمتبرء عن اعدائه ان كنتم صادقين في الموت صدق الله وعده وقد كان وعد الله مفعولا من جعل حالة رضائه بالموت فكتب الله له ثواب الشهداء لو كانوا يوقنون قال الله تعالى ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم والله عليم بالظالمين اخبر الله عن مقام المعرضين من حب الحسين عليه السلام بانهم لن يتمنوا ظهور القائم عليه السلام لانه عند الله موت العدل لو كانوا يعدلون ولما شربوا حب العجل وذلك كفر ما قدمت ايديهم لن يتمنوا ولاية ال الله عليهم السلام لان الله قد حرم شرب حبه عمن شرب حب غيره وهو الله عليم بالظالمين والظالم من اشار الى الله بنظر الامكان وغفل عن بارئه باقل ما احصى كتاب الرحمن وذلك جزاؤه في الدنيا والاخرة لو كانوا يعملون ولقد قال علي عليه السلام فوالله لابن ابي طالب اشتاق الى الموت من الطفل بثدي امه وذلك شعار الموحدين قال الله تعالى ولما جائهم رسول من عند الله مصدقا قائما معهم نبذ فريق من الذين اوتو هذه الاية ولتجدنهم احرص الناس على حيوة ومن الذين اشركوا يود احدهم لو يعمر الف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب ان يعمر والله بصير بما يعملون هذه الاية مخاطبة لاهل طمطام الواحدية ولتجدنهم اي اهل تلك البحر احرص الناس على حيوة الدنيا التي هي حيوة تلك اللجة ومن الذين اشركوا بال الله سلام الله عليهم يود احد لو يعمر الف مقام من مقامات لجتها وما هو بذلك المقام والحياة ولو كان الى ما لا نهاية بما لا نهاية بمزحزحه من النار اي حيوة لجة الاحدية التي لا بداية ولا نهاية التي هي اية الرب سبحانه ولو ان يعمر لجة الواحدية بما يمكن فيها والله بكل شيء بصير بكل شيء وفي عز وحدته قد كان بصيرا ولا مبصر الان كما كان لو كانوا يعقلون قال الله تعالى قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين القلب اول ما ابدع الابداع والجبرئيل ملك جعله الله حامل ما ينزل من الفؤاد الى القلب قل يا محمد (ص) عن الله من كان عدوا لجبريل فان الله امره ان ياخذ الواح القران من ظاهر الكرسي وينزله على قلبك باذن الله الذي هو اذنك لحفظ عوالم الامكان من اشارات الشيطان مصدقا لما بين يديه والمراد ال الله خاصة لانهم معنى الايات بين يدي الرحمن وهدى للذين يريدونهم في كل العوالم وبشرى من الله بلقائه في ايات انفسهم التي قد جعل الله في المؤمنين وما يذكر بها الا المؤمنون قال الله تعالى من كان عدوا لله وملئكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين الاول اية الاحدية والثاني اية الولاية والثالث اية الرسالة والرابع اية الامامة والخامسة من اية الثانية ولكل منهم مقامات والله خلو من خلقه وخلقه خلو منه وما سواه اسمائه وكل يحكي عما تجلى الله له به الاول اية التوحيد بان لا اله الا هو لا يعرف كيف هو الا هو فانى تصرفون والثاني اية علي عليه السلام والثالث اية محمد صلى الله عليه واله والرابع اية الحسين عليه السلام والخامس اية الحسن عليه السلام من كان عدوا لله واسمائه متى وجدت حتى قطرة من الماء الفرات او ذرة من التراب ارضها فحين الخطور بالاعراض قد كان كافرا وان الله واسمائه عدو للكافرين وان الله لم يكن على حالة واحدة حبه وعداوته ابداعه لا من شيء لمن احبه بتجلي الحب ولمن ابغضه بما هو اهله وسبحان الله عما سواه وما ابداعه لكل الا عدلا والعبد حين الحب لله بارئه ذلك حب الله له وحين البغض ظلما لنفسه كان الله عدوا له بالعدل لو كانوا يشعرون قال الله تعالى ولقد انزلنا اليك ايات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون ولقد انزلنا بك اليك يا محمد صلى الله عليه واله الايات الاحدية والبينات الواحدية في نفسك ومظاهرهما في نفوس اوصيائك عليه السلام واشباهها في الافاق والانفس مما سواهم وما يؤمن بها الا الاقلون وما يكفر بها اي بولاية القائم التي قد جعل الله في اية ولايته كل الايات والبينات الا القوم الفاسقون قال الله تعالى اوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل اكثرهم لا يؤمنون اوكلما عاهدوا في علي عليه السلام عهدا بانه اية المعبود وكل ما ابدع الابداع قد كان صعودا ننذه اي نقضه فريق منهم من اهل الامكان شرب حب الاول بل اكثر الامكان قد شربوا من كاس ماء الحميم ولا يؤمن بعهد لله في ال الله سلام الله عليهم الا قليل من المؤمنين قال الله تعالى ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون ولما جائكم يا اهل الامكان محمد صلى الله عليه واله من عند الله اي لدى الابداع مصدق لما معكم وقبلكم وبعدكم بالعبودية لنفسه نبذ فريق من الذين اتاهم الله امكان التلئلاء بالولاية لعلي عليه السلام كتاب ولايته وراء الباطل التي قد جعلها الله عكس ظهورها (ظهورهم) كانهم لا يعلمون ان ولايته المقصود في الابداع عند الله كانهم لا يفقهون معالم دينهم ابدا قال الله تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان والمراد لدى الجليل بالملك الولاية وبسليمان علي (ع) وبالشياطين الثلثة الذين قد تقمصوا قميص الملك غصبا وبالتلاوة كذبهم على رسول الله صلى الله عليه واله وسرقتهم عن كلام الله في فضل السلمان واتبعوا الذين اوتوا الكتاب وجعلها وراء ظهورهم ما تخرج الشياطين في وصاية محمد صلى الله عليه واله ولكن الله يجزي الذين كفروا بالكتاب بعدله انه على كل شيء شهيد وقد قال ابو عبدالله عليه السلام ان الاية هكذا دلت واتبعوا ما تتلوا الشياطين بولاية الشياطين على ملك سليمان وقد قال ابو جعفر عليه السلام لما ملك (هلك) سليمان ومنع (وضع) ابليس السحر وكتبه في كتاب ثم طواه وكتب على ظهره هذا ما وضع اصف ابن (بن) برخيا الملك (للملك) سليمان ابن (بن) داود ومن (من) الذخاير (ذخائر) وكنوز (كنوز) العلم من اراد كذا كذا وكذا فليفعل كذا وكذا ثم دفنه تحت السرير ثم استثاره لهم فقراه فقال الكافرون ما كان سليمان يغلب الا بهذا وقال المؤمنون بل هو من عند الله ونبيه وقال الله جل ذكره واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد الا باذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الاخرة من خلاق ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون كلام الرب ايجاد الشيء وهو ابدائه لا من شيء وكلام ال الله مظاهر قدسهم لا وجود لشيء عند كلامهم ولا يشاؤن بشيء الا وفي صقع المشاء قد كان موجودا وشيعتهم لا يتخيلون بشيء الا وقد اوجده الله لهم في الجنة وليس في ملك الله ما لا فائدة له وهم المؤمن موجود في عليين وهم الكافر موجود في سجين وما في الابداع شيء الا وهي مثمرة بالابداع وما لفيض الرحمن تعطيل واما تفسير الاية المباركة عميق بعمق الابداع قد جل مبدعها فها انا اشير بسبيل الحقيقة ودليل الحكمة اليها قد كفروا الذين اتبعوا ما قد كذبوا الشياطين في علي عليه السلام وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا اي الائمة الذين يدعون الى النار كفروا باية الله علي عليه السلام ويعلمون الناس الخناس السحر الى ولاية الاول وهي كسراب بقيعة يحسبه اهل التوجه بالله وجها واذ جاؤها فقد عرفوها كشجرة مخرجة فوق النار ما لها من قرار وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت يتعلمون منها ما يفرقون به بين المرء وزوجه اشارة فيها بالواقف في ارض الطتنجين لان الواقف فيهما مشعر بالربوبية الاحدية والعبودية النفسانية وما اهل لجة الاحدية بضارين في مشعر النظر بربه من اي احد بولاية احد من ائمة النار الا باذن الله اي بولاية علي عليه السلام ومن اتبع ولاية الباطل فقد يتعلم ما يضره عن بعد الحق وما ينفعه الا النار والحرمان عن لقاء الله ولقد علموا لمن اشتراه اي حب ائمة النار ما له في الاخرة اي حب ال الله سلام الله عليهم من خلاق اي من نصيب في الوقوف في ارض الاحدية الرضوان الكبرى ولبئس ما اشتروا الا النار وعدم القدرة بالنظر الى الرحمن لو كانوا يفقهون قال الله تعالى ولو انهم امنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون اي لو انهم اهل الاعراض عن لجة الاحدية لو امنوا بنفس السبحات والاشارات بالورود في لجة الرحمن واتقوا اي ولاية الائمة الذين يدعون الى السبحات والحجبات لمثوبة في ولاية ال الله سلام الله عليهم التي قد نزلت من عند الله وحده ما يدلون الا لتوحيد الله وحده لكان خيرا لهم لو كانوا يعلمون ولقد علموا بان طمطام الابداع من الظهورات والشئونات معدومة لدى لجة الاحدية بيت ال الله سلام الله عليهم ولا يشترون الاعلى بالذي هو ادنى فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون مقاما قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم قد ادب الله سبحانه عباده الموحدين في هذه الاية العظيمة اي اهل الايمان لا تقولوا بالله راعنا لانه جل وعلا اجل واعظم من ان يعرفه احد او يقترن بشيء ولا بمحمد صلى الله عليه واله لانه قد جل صلواته قد كان اية الرب في المعرفة واية نفسه في مقام الرسالة ولا يرعى الخلق بنفسه بل هو الناظر بفعله ولا بال الله سلام الله عليهم لانهم ما كانوا راعون للعباد ولا وجود لشيء لدى وجودهم فكيف الرعاية لمن لا وجود له في صقعه قولوا بالله انظرنا بابداع نظرتك علينا لان الله سبحانه كان ناظرا ولا منظورا في ساحة عزه الان كما كان سبحانه عما يشركون وبمحمد انظرنا بتجلي ايتك لنا بنا ومحال فعلك انك انت العزيز الحكيم وبال الله سلام الله عليهم انظرونا بنظرتكم وهي ابداعنا قبل نظرتكم لا وجود لشيء كذلك بعد نظرتكم لانهم ينظرون لكل بكل جل جلالتهم فيما يشاؤن في تلك الاية والله على ما اشرت شهيد قال الله تعالى ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ما يود الذين كفروا بعد ان امنوا بالكتاب ثم هاجروا الى امر الله ولا المشركين الذين يقرؤن ايات الله ولا يؤمنون بما نزل عليه الحكم ولا المنافقون الذين يؤمنون بايات الله ويبلغون امر الله ويكتمون في دين الله بما يعملون في سبيل الله ان تنزل عليهم كلمة طيبة في كتاب الله ولا فيما بين يدي الله من عند الله في شانهم وذلك اشد عذابا لهم في كتاب الله وعند المؤمنين الى يوم البعث وان اولهم وثانيهم وثالثهم ورابعهم ملعونون اينما ذكروا في كتاب الله او في بين يدي الناس الا ان يرجعوا عما افتروا على الله ويردوا على عما اخذوا بغير حق في ايات الله ثم تابوا وانابوا الى الله عما اكتسبت ايديهم في دين الله بغير حق وان لم يرجعوا ولن يؤمنوا فاولئك هم اصحاب النار في كتاب الله الى يوم البعث فيومئذ وضع الميزان بين يدي الله ثم ينادي الملك اين المفترون ثم اين المكذبون ثم اين المنافقون ثم اين العاملون فياخذهم الملئكة بالسلسلة الحديد من النار فيدخلهم في ارض النار بين يدي هنالك يقول الله جل سبحانه يا عبادي ولم تؤمنون ثم تكفرون الم ننزل عليكم كتابا الا تشتروا اياتي بثمن قليلا الم يجبكم عبدي فيما سئلتموه في كتابكم بايات محكمة الم يبين حكم المباهلة في مسجد الحرام برجل معروف منكم الم يسئل عنكم حين جحدكم اية واحدة مثل ما نزلت عليه وانكم تفترون باهوائكم وتزعمون بايات الله بمثل اعمالكم الخبيثة ذلك النار موعدكم في ذلك اليوم وان في الحيوة الدنيا تلك الايات خزي عليكم وانها لاشد عذابا في كتاب الله من نار جهنم لانفسكم وان الله ربكم يختص برحمته التي هي كلمة الطيبة من عبدي مما يشاء من عباده الذين يؤمنون بذكر الله ويوقنون لحكم الله ويستقيمون في دين الله وان ذلك لهو الفضل العظيم في كتاب لانفسهم وان الكل يقرؤن في كتاب الله اعمال المؤمنين والكافرين وكان الله بما يعملون خبيرا والله ذو الفضل العظيم قال الله تعالى ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير ما ننسخ من ايات الله في الانفس الا نات بالابداع بخير منها اي الواحدية لان كل ما ابدع الابداع ثانيا هي يكون خير من اولها او مثلها اي الاحدية لانها اية الحق ولم ينزل على حالة واحدة ليس كمثلها شيء الم تعلم بانفس الامكان ان الله على كل شيء بالابداع قدير وان تلك الاشارات تدل على الانفس واما في الافاق ما ننسخ من ال الله سلام الله عليهم احد الا نات بخير منها اي القائم عليه السلام لانه خير من ائمة الثمانية سلام الله عليهم قال رسول الله صلى الله عليه واله تاسعهم قائمهم افضلهم او مثلها اي علي عليه السلام لانه مثل محمد صلى الله عليه واله وقد جعل الله الانفس طبق الافاق وجعلهما نفسا واحدة وما في الوجود الا اية محمد صلى الله عليه واله نسخها موتها وموتها حياتها وهي لم تزل في الصعود في الموت والحيوة في الافاق والانفس وما لامر الله من نفاد من زعم ان مثل محمد صلى الله عليه واله يمكن في الابداع فقد جعل نفسه في السجين واخذ من فيها من صور الباطل بلى يمكن في الابداع وتلك المثل مقامه وذلك من تقدير العزيز الحكيم قال الله تعالى الم يعلم ان الله له ملك السموات والارض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير اي اهل الامكان والاكوان من في الاكوار والادوار الم تعلموا ان اية الاحدية الظاهرة بالالوهية اية علي عليه السلام والذات اجل من ان يقترن وصفه بالملك وان توليه الملك وهي ولاية الابداع والاختراع وله يثبت ملك اية الاحدية لمن في السماء المقبولات والارض القابليات وما لكم من دون اية الله علي عليه السلام من ولي لان هنالك الولاية لله الحق ولا من دون اية الاحدية في التوحيد نصيرا ومن دون اية الواحدية في النبوة نصيرا ومن دون اية الرحمانية في الولاية نصيرا ولا الايات الا ايات ملكه فانى تصرفون قال الله تعالى ام تريدون ان تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل ام تريدون ان تسئلوا محمدا صلى الله عليه واله رؤية الرب الذي لا تدركه الابصار ولا يعرف كيف هو الا هو كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالايمان الكفر ابو الدواهي لعنة الله عليه والايمان علي عليه السلام ومن يتبدل ولاية الكفر بالايمان فقد ضل عن سبيل التوحيد لان الله قد جعل علي عليه السلام سبيل الاعظم سواء في التوحيد لا سواء وقد قال الامام عليه السلام في الزيارة الجامعة انتم السبيل الاعظم والصراط الاقوم وكشف عن سر المقام قول الامام عليه السلام لا سبيل الا بسبيل معرفتكم وهي كلمة التوحيد لا اله الا الله فمن يبدل السبيل بالسبيل فقد ضل سواء السبيل قال الله تعالى ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعدما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى ياتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير اي يا محمد (ص) ود كثير من اهل الامكان الذين فيهم امكان الايمان بالكتاب ولا يجعلون امكانهم احياء في الاكوان لو يردونكم كفارا حسدا من عند انفسهم المشركة لان المؤمن عمله باذن الله وجهة ربه والكافر من عند نفسه فاعفوا عن كفر مقاماتهم بمقامات الله واصفحوا عنهم ياتي الله بالرسول امر الولاية في الغدير تقبل ايات الكفر ان الله على كل شيء وقع عليه اسم شيء لقدير بما جعل فيه من الامكان وهو الشهيد الخبير وقال الباقر عليه السلام لم يامر رسول الله صلى الله عليه واله بقتال ولا اذن له فيه حتى نزل جبرئيل (ع) بهذه الاية اذن الله للذين يقاتلون بانهم ظلموا وقلده سيفا قال الله تعالى واقيموا الصلوة واتوا الزكوة وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله ان الله بما تعملون بصير هذه الاية عطف باهل العفو اي اقيموا لذواتكم وجه الهوية التي هي الصلوة عند الله ربكم واتوا الا هنا لكم وجهة الولاية لعلي عليه السلام التي هي الزكوة عند بارئكم فاذا كانوا في تلك المقامين بالمقامات وما تقدموا لانفسكم تجدوه من الذوات بمثلها ومن الافعال بخير منها عند عبد الله علي عليه السلام بما تجلى لكم بكم بالصلوة الصلوة وبالزكوة الزكوة عند انفسكم حتى وهم الذرة واقل منها تجدوها في ملك الولي الذي كان لدى الرب عند بالنقطة الفوق وعند بالنقطة التحت وكان عين الحق بما كنتم تعلمون من خطر بشيء في ولايته تجده عند الله في الجنة جنة عرضها كعرض السماء والارض قد اعد الله فيها كان الابداع مبدعها وما لامره من نفاد ومن توجه بالله في عداوة الولي يجده عند الله في النار وجه العذاب بعدل الرحمن وما كان لعدله من نفاد وسر الامر من كان موقنا يرى في الدنيا ما في الجنة والنار وعند الله لو كانوا يعلمون والله بما تعملون بصير من كان في ولاية علي عليه السلام في الدنيا فهو بصير بعين العلي عليه السلام في كل مقامات صعوده بما لا نهاية الى ما لا نهاية حتى قد علم من كل شيء مقامه وافعاله واحواله واقواله شيئا واحدا وعرف بدئها وختمها وجنتها وبهاء ايمانها وكل مقامات اهل النار وما هم صائرون لانهم ينظرون بالله لا يفترون لو كانوا يعملون قال الله تعالى وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين هذه الاية عطف على قوله تعالى ود كثير واليهود اهل مشعر التربيع وهم قوم يتوجهون بالله في العبادة في شكل التربيع مشعر بالعابد والعبادة والمعبود وما يعبد به والنصارى اهل مشعر التثليث وهم عبدوا الرحمن في هيكل التثليث مشعرا بانفسهم بالعابدية وبالرحمن بالمعبودية وبصفاته التي وصف بها نفسه بالوساطة قد كذبوا اهل المشعرين لن يدخل جنة الاحدية من قال لا اله الا الله رابع اربعة والرحمن ثالث ثلثة تلك امانيهم المشركة دخل الجنة من قال انما هو اله واحد يتوجه بوجهه به قل يا محمد هاتوا برهان التوحيد اي ولاية ال الله سلام الله عليهم ان كنتم في جنة الاحدية صادقين قال الله تعالى بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون بلى قد دخل الجنان من اسلم باية الله التي تجلى الله لكل بكل عن غيره كونا وامكانا واسلم وجه الله اي ال الله لله بانهم لا يحكمون في عالم ومقام الا عن الله وهو محسن اي مشعر اذا دخل الجنة واستقر على عرش العظمة بانها شبح من اشباح ال الله سلام الله عليهم وللذات الاحد لا سبيل لا مكان اليه فاذا اعترف بالعبودية لال الله فيها فهو محسن عند ربه فاذا اسلم احد على ما اشرت فحين من اسلم جاء الاجر من عند ال الله سلام الله عليهم لان الوارد في لجة الاحدية اجره نفسها وهي تلك اللجة وهي من ظهور ال الله سلام الله عليهم تذوتت فقد شهد اولو الابصار قائما بالقسط فيها من دخلها وقع اجره على الله ولا خوف فيها لان الاشارة فيها لغيرها ولا حزن لواردها لان الحزن من غير المحزون وليس فيها جهة تغاير وتمايز جعل الله تلك البحر خالصا لنفسه منزها عن شوائب غيره مظهر عن غير ذكر الله سبحانه الله مبدئها عما تصفون ان الذين اسلموا وجوههم لله بولاية القائم محمد ابن الحسن عليهما السلام فلهم اجرهم عند الله في رجعته حيث وعد الله بان نمن على الذين استضعفوا في الارض القدرة ونجعلهم ائمة اي في القدرة مثلهم ما يشاؤن الا وجدوا ونجعلهم الوارثين اي نجلعهم المقرين في اية التوحيد لان الله اورث السماء والارض والمقام اشرف من الاول لان الاول معدوم في صقعها صدق الله وعده وكان قريبا ولا من اسلم وجهه بولاية القائم عليه السلام خوف عن ولاية الاول ولا حزن عن ولاية الثاني لانهما صفتها وان الله قد طهر معترفين بولاية ال الله سلام الله عليهم من صفتهما لو كانوا قائمين قال الله تعالى وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيمة فيما كانوا فيه يختلفون ان الذين يؤمنون بمحمد (ص) ولا يؤمنون بال الله سلام الله عليهم قد كان عند الله يهوديا ومن امن ببعض ال الله سلام الله عليه وكفروا بواحد منهم فكانوا عند الله نصرانيا قالت اليهود اهل الوقوف في مشعر الحد ليست النصارى على اية التوحيد وقالت النصارى اهل الوقوف في ارض الثرى ليست اليهود على شيئيته من الله وهم يعرفون في الافاق وفي الانفس ان الكتاب اي الحقيقة لا يدرك الا بنفي ما سواها كذلك قال الذين يعلمون بال الله سلام الله عليهم مثل قول الموافقين وان الذين اعرضوا عن ابداع الله الجديدة في وصف ال الله سلام الله عليهم الظاهرة من السنة شيعتهم او ابوا عن ذرة عن فعلهم فقد يوردون انفسهم في اهل المشعرين قال الله ومن عنده علم الكتاب ليست على شيء من التوحيد فالله يحكم بابداع الحكم عن يد علي عليه السلام بين اهل الامكان فيما كانوا في الولاية لال الله سلام الله عليهم الذين فيهم ظهرت اية الهوية وفيه اي وفي علي عليه السلام يختلفون قال رسول الله صلى الله عليه واله انما الاختلاف فيك يا علي واذا جرى القلم بذكر حكم الرحمن في يوم القيمة من يد علي عليه السلام شاء الرحمن ان يجري ماء الحيوة من سماء عرشه في عروق تلك الكلمات حتى قد شهد اهل الكتاب بان كل الازمان قد كانت يوم القيمة وكان علي عليه السلام حاكما في البداية والنهاية عن الله سبحانه من دخل حصن ولايتي واحكم بالاحدية ومن اعرض عنها احكم به بالنار التي هي ما سواها وذلك حكم علي عليه السلام يوم القيمة لو كانوا يشهدون حكم الله بحكم الابداع وما فيها هيهنا وفي تلك الكلمة من يد علي عليه السلام لو كانوا يعرفون قال الله تعالى ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين والمراد لدى الحق بالاسم علي عليه السلام وبالمساجد اله عليهم السلام وبالمسمى الظاهر بالالوهية محمد صلى الله عليه واله وقد جعل الله تلك الايات في كل شيء للايمان بها ومن منع احد منها ومن مظاهرها مما شاء الله فيها فقد اظلم ومنع لجة الاحدية عن ذكر علي عليه السلام وسعى في خرابها امكانا قبل ان يصل الى الاكوان اولئك اي ما سوى اهل لجة الاحدية ما كان لهم ان يدخلوها اي في ولاية ال الله الا خائفين اي عن اشارة غير ذكر علي عليه السلام فيها امكانا او كونا وليس لهم امن الاحدية الثانية الازلية المنزهة من اشارات غيرها لمنعهم عن ال الله سلام الله عليهم خلافتهم في الافاق وفي الانفس اولئك هم المشركون حقا قال الله تعالى لهم في الدنيا خزى ولهم في الاخرة عذاب عظيم خزي الدنيا بعينها عذاب الاخرة لو كانوا يعلمون ان الذين يمنعون الموحدين عن فضائل ال الله سلام الله عليهم فقد ضربت عليهم خزى الوقوف في السبحات الدنيا اي ولاية الثالث ولهم في يوم الانكار وهي الاخرة عذاب عظيم اي ولاية الاول والثاني مظهر عظمته ولمن اقر لهما بالولاية جائت يوم اخرته ونزلت من الله عليه عذاب عظيما قال الله تعالى ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عظيم وجه الذات الذات لا يمكن التوجه اليه الا بظهوره سبحانه لا يعلم كيف هو الا هو وانه سميع عليم قال علي عليه السلام انا والله وجه الله وقال الصادق (ع) في زيارة جده الحسين (ع) في ليلة النصف من شعبان اشهد انك وجه الله الذي لم يهلك ولا يهلك ابدا وجه الرب لما سواه كان تجليه لما سواه نسبه الله لنفسه تشريفا وهو غاية الامكان من ابداع الرحمن كل شيء هالك الا وجهه الكريم والمشرق محمد صلى الله عليه واله والمغرب القائم محمد ابن الحسن صاحب العصر والامكان والوجه ال الله سلام الله عليهم وجعل الله عدد احرف الوجه اربعة وعشر استبناء لال الله صدقا اينما تولوا فثم يا اهل الامكان في لجة الاحدية وسواها فثم وجه الله ودام الملك في الملك ونسبة ابداعه لكل بكل قبلها وبعدها سواء وان الله واسع عظيم صفة الذات الذات لا اشارة عنه وما سواه ابداعه لا من شيء وقد جعل الله القائم عليه السلام حامل الصفات والاسماء ونسبه لنفسه تشرفا حتى يوقنوا عباده بان الله واسع عليم قال علي عليه السلام من كان ظاهره في ولايتي اكثر من باطنه خفت موازينه ولا يكمل المؤمن ايمانه حتى يعرفني بالنورانية فاذا عرفني بذلك فهو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان وشرح صدره للاسلام فصار عارفا بدينه مستبصرا بشانه ومن قصر عن ذلك فهو شاك مرتاب ولا يعرف عليه السلام الا بعد كشف السبحات فاذا عرفه احد في بيت الجلال فمن تول فثم وجه الله وفي سواها لا يمكن بالواقع لان فيهم جهة الغيرية بل يختص ذلك المقام بتلك الديار وليست فيها جهة غير وجه الله من وردها فمن تول فثم وجه الله والوجه في ذلك نفس ذي الوجه لان فيها كائن امر الله ولا يكون جهة تمايز واشارة بل هي صرف الظهور من حي القيوم من وردها قد صدق لاهلها ما فيها فلما خلق الله تلك اللجة قالت لها كلمي قالت لا اله الا الله الحي القيوم فقال الله جل وعلا نجى واردها وهلك خارجها وبعزتي وجلالي انت محرمة علي تكلمت غير كلامك في سرها وعلانيتها فانا الحي القيوم لا اله الا انا فاعبدني باقامة ذكر محمد واله سلام الله عليهم فيها والى المصير من اقر لال الله سلام الله عليهم بانهم وجه المعبود ونفسه المحمود فقد وردها حين غفلة من اهلها وذلك من تعليم الله في كتابه العزيز الحميد وقد قال الصادق عليه السلام ان الاية نزلت في قبلة المتحير وقال العالم عليه السلام انها نزلت في صلوة النافلة فصلها حيث توجهت اذا كنت في سفر واما الفرائض فقوله عز وجل وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره يعني الفرائض لا تصلها الا الى القبلة وتلك الروايتين نزلنا في سبيل الظاهر وهو طبق الباطن عند اهله لا يعرفها الا ما اعطاه الله نظرته وان الله على كل شيء محيط قال الله تعالى وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السموات والارض كل له قانتون ان الذين يقولون ان بين الله وبين خلقه ربط ويعتقدون ان علة الخلق ذات الحق ومبدع الابداع ذاته فقد اتخذوا لله ولدا سبحانه عما يقول الكافرون علوا كبيرا ما كان بين الله وخلقه فصل ولا وصل وعلة الاشياء صنعه ومبدع الابداع فعله ولا علة له سبحانه بل لابداعه سماء المقبولات وارض القابلات وما ينزل منها كل له اي لحامل الابداع محمد واله سلام الله عليهم قانتون اي مطيعون قال الله تعالى بديع السموات والارض اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون اي ابدع الابداع والاخترع لا من شيء بانفسها سبحانه اذا شاء امرا فانما يقول له كن فصار يكون وجعل الله محمدا صلى الله عليه واله مقام نفسه في الابداع والاختراع اذ كان هو الغني عن الاقتران والارتباط والامر لدى الرب عليا وفاعل كن عند الحق يكون وذلك تقدير الابداع من لدن قديم بديع اخبر الله في تلك الاية بان حكم القضاء حكم المشية في الامضاء لو كانوا يفقهون قال الله تعالى وقال الذين لا يعلمون لو لا يكلمنا الله او تاتينا اية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الايات لقوم يوقنون وقال الذين لا يعلمون لو يكلمنا الله عن ذاته او تاتينا باية نفسه كذلك قال الذين من قبلهم مما ابدع الابداع بعدهم مثل قولهم كلمة الكفر تفرقت قلوبهم في سبحات الاشباح قد بينا الايات في الانفس والافاق بان المعروف اية الذات والكلام صفة محدثه وهي ابداعه لا من شيء وهو لم يزل كان ولا كلام فلما ابدع الكلام جعلها مخصوص اوليائه وان التغير في قولهم او تاتينا صفة خلقه وهو لم يزل على حالة واحدة وقد جعل الله تلك البينات لقوم يوقنون قد اشرت ذكر البينات في تلك الاشارات لعلهم يعرفون قال الله تعالى انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسئل عن اصحاب الجحيم اي انا ارسلناك يا محمد (ص) من الابداع بالحق الحقيقي الذي يمكن في الابداع بشيرا لاهل لجة الاحدية باية الالوهية من تجلي نفسك ونذيرا لاهل طمطام الواحدية على ما في قوة الابداع وامكان الاختراع من سطوة العدل من نفسك ولاهل لجة الاولى بشارته وجود انفسهم ولاهل بحر الثانية انذاره حقايقهم المنطقة بعدل الله المتجلية له بهم في لجة النار ولقد ملات الابداع بالابداع لابشار رحمته والاختراع وبالاختراع لانذار نقمته كذلك قد اصطفى الله محمد صلى الله عليه واله في القدم الذي نفسه على ساير الامم منفردا على ساير الامثال والاشباه والاشكال قائما في كل العوالم عن الرحمن في الابداع والاختراع اذ كان هو الغني عن الابشار والانذار وهو كما يقول لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير ولا تسئل يا محمد عن اصحاب الحجيم والمراد بالجحيم عند الله الاول واصحابه اثنى عشر نفسا ائمة النار وتقع دلالة الاية على مظاهرهم في جميع العوالم والازمان وفي الظاهر ولا تسئل عنك يا محمد (ص) عن عمل اصحاب الحجيم ومن الباطن ولا تسئل اعراضهم لايات الحق لانهم يعملون على صورهم المجتثة بما هم اهله على ما هم اهله وما لهم من ثمرة النعيم ابدا وفي البطن السابع ولا تسئل من ربك عن غفران اصحاب السبحات والاشارات واصحاب الحجيم والكثرات لان عند مشيتك بالسئوال لكانوا هم مغفورين عند الرحمن الا قاتل الحسين (ع) ولا هم بما هم اهله مستحقون بالرضوان ولا تسئل كما ما شاء ربك ونعيما للذين يكفرون بك وادب الله التابعين لمحمد صلى الله عليه واله في تلك الاية بتاديبه لا [تسالوا] اهل لجة الاحدية الا عن الله ولا اهل قلزم القدر الا عن ولي الله ولا يتوجهون بالذين كفروا بال الله سلام الله عليهم ولا كل ما نسبت اليهم من العلوم والاحوال والكتب والاجال كذلك قد ادب المؤمنين باياته لعلهم يعملون قال الله تعالى ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير قال الصادق عليه السلام ان القران نزل على اياك اعني واسمعي يا جارة ولن يرضوا عنك يا محمد صلى الله عليه واله اهل الوقوف في مشعر الحد من اهل الامكان ولا في اراضي اللانهاية نصارى حتى تصدق مقامهم قل لهم تلك المشعرين ارض المشركين وان هدى الله مشعر الاحدية البحتة وهي ولاية علي عليه السلام وهدى الله اي الحسين وال الله اجل قدرا عند الله من ان يخاطبهم الله بالاتباع لاهواء اهل الظلام بل المخاطب شيعتهم الواقفون في ارض الواحدية ولمن اتبع اهواءهم اي ولاية الثلثة التي ثمرتها الوقوف في ارض الكثرة بعد ما جائكم من السماء ولاية علي التي ثمرتها الوقوف في ارض الاحدية مشافهة ما لكم من ولاية الله من ولي الا في علي عليه السلام وما من دون الله نصير بالابداع والاختراع له الملك واليه ترجعون قال الله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون والمراد ال الله سلام الله عليهم وبالكتاب ظهور الله لهم بهم وهم يظهرون ظهور الله لانفسهم حق الظهور بحيث لا يدلون في مقاماتهم في عالم الا عن المظهر المطلق وما سواهم حق الامكان بالامكان لكل بكل بما هم اهله بالابداع وما في امكانها بالاختراع وفي فوقها بالابداع جل جلالهم لا ينامون لمحة شعرة في عوالم الامكان والاكوان عن حق التلاوة من القران اولئك يؤمنون بالله وحده لانهم لا يدلون الا عن الله وحده ومن يكفر به اي بالقائم محمد ابن الحسن عليهما السلام في حيوته ورجعته وظهور دولته اولئك هم الخاسرون لانهم خسروا في حيوتهم بالتلئلاء لانفسهم عن تشعشع اشتراء اية نفسه الذي قد جعل الله امكانه في كل شيء ولذلك الاعراض كانوا من الخاسرين سئل عن الامام ابي عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل الذين اتيناهم الكتاب قال عليه السلم هم الائمة عليهم السلام قال الله تعالى يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين خلق الله القران على هيكل التوحيد لا فيه تكرار ولا مجاز بل ابداع فوق الابداع وما لابدع وما لابداع الرحمن فيه من نفاد لاهل الافئدة تلك الاية نفس واحدة وما فيها الا سر الله المكنونة من مقامات ال الله الظاهرة وها انا ذا ابدع بامر الله فيها فوق ما ابدع من قبل فيها اسرائيل اسم الله واحد وبنوه كل الاسماء والصفات وجمع الله كلها في التسعة من ابناء الحسين (ع) اي اذكروا يا ال الله نعمتي اي اية الاحدية التي مختصة لنفسي التي انعمت عليكم اي قد جعلكم محال تلك الاية لانفسكم وشبهها منكم للعالمين واني فضلتكم بفضلي الممكنة في حق الخلق على العالمين وان فضل الله لال الله سلام الله عليهم لا يدركه احد بل ان الاشارات في ذكر فضلهم هي فضل ذكرهم الظاهرة لما سواهم سبحانهم لا يعلم احد فضلهم قال رسول الله صلى الله عليه واله يا علي ما عرفك الا الله وانا الان كما كان لا يعرفون انفس الحق الا الحق والله على كل شيء شهيد قال الله تعالى واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا خلق لله القران على هيكل التوحيد تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون يا اهل الابداع والاختراع اتقوا عن الشك في ظل ال الله سلام الله عليهم ليوم الاحدية اية التوحيد لا تقدر لغير اهلها بالابداع للجزاء لنفس عن نفس من شيء ولا يقبل من غيرها عدل لانها اية لا يعادلها في السموات والارض شيئا ولا تنفع لاهلها شفاعة لان اهلها كانوا اية الرحمن في الفنى ولا لخارجها لان الخارج عند الله مشرك ووعد الله حق ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ولا هم يقدرون بان ينصرون انفسهم بولاية علي عليه السلام في ذلك اليوم لان القضاء فيه جرت ولا امر الا لله والملك يومئذ لله الواحد القهار قال الله تعالى واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين واذا تشرف ابراهيم ربه بمقام شبح كلمات ال الله عليهم (ص) فلما دخل لجة الاحدية فاتمهن الله كلمات ال الله وجعله للناس اماما اي شيعة علي عليه السلام فلما البسه الله قميص الامامة شبح علي عليه السلام لاية تفريده عظمت في مقامها قال ومن ذريتي اي يا رب شرف بال الله سلام الله عليهم لجميع صفاتي واسمائي ورود تلك اللجة القديمة قال الله سبحانه لا ينال احد تلك اللجة الا بطرفي وهذه مختصة لفؤادك ولا ينال عهدي اي ولا اية التوحيد الظالمين الذين ظلموا انفسهم بالاعراض عن ال الله سلام عليهم وقد حرم الله تلك الكلمات للظالمين سئل المفضل عن الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات ما هذه الكلمات؟ قال عليه السلام هي الكلمات التي تلقاها ادم (ع) من ربه فتاب عليه وهو انه قال يا رب اسئلك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين الا تبت علي فتاب عليه انه هو التواب الرحيم. فقلت له يا ابن رسول الله فما معنى قوله فاتمهن قال [يعني] اتمهن الى القائم عليه السلام اثنى عشر اماما علي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين سلام الله عليهم قال المفضل قلت له يابن رسول الله (ص) فاخبرني عن قول الله عز وجل وجعلها كلمة باقية في عقبه قال يعني بذلك الامامة جعلها الله في عقب الحسين عليه السلام الى يوم القيمة. فقلت له يابن رسول الله فكيف صارت الامامة في ولد الحسين عليه السلام دون ولد الحسن (ع) وهما جميعا ولدا رسول الله صلى الله عليه واله وسبطاه وسيدا شباب اهل الجنة؟ فقال ان موسى وهارون نبيان مرسلان اخوان فجعل الله النبوة في صلب هرون دون صلب موسى ولم يكن لاحد ان يقول لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن عليهما السلام لان الله عز وجل هو الحكيم في افعاله لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون قال الصادق عليه السلام وقد كان ابراهيم (ع) نبيا وليس بامام حتى قال الله [تعالى] اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين من عبد صنما او وثنا لا يكون اماما وقال الرضا عليه السلام ان الامامة اجل قدرا واعظم شانا واعلا مكانا وامنع جانبا وابعد غورا من ان يبلغها الناس بعقولهم او ينالوها بارائهم [يقيموا] اماما باختيارهم ان الامامة خص الله عز وجل بها ابراهيم الخليل بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة وفضيلة شرفه بها فقال اني جاعلك للناس اماما فقال الخليل سرورا بها ومن ذريتي قال الله لا ينال عهدي الظالمين فبطلت بهذه الاية امامة كل ظالم الى يوم القيمة وصارت في الصفوة ثم اكرمه الله عز وجل بان جعلها في ذريته واهل الصفوة والطهارة فقال عز وجل وهبنا له اسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا واوحينا اليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها النبي صلى الله عليه واله فقال عز وجل ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا معه والله ولي المؤمنين فكانت له خاصة فقلدها عليا عليه السلام بامر الله عز وجل على رسم ما فرضها فصارت في ذرية الاصفياء الذين اتاهم الله العلم والايمان بقوله عزو جل وقال الذين اوتوا العلم لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث فهي في ولد علي خاصة الى يوم القيمة اذ لا نبي بعد محمد صلى الله عليه واله قال الله تعالى واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى ابراهيم واسمعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود والمراد بالبيت في البطن التاسع بيت الهوية وهي بيت التوحيد وهو اول بيت تجلي الله بالابداع لها بها وجعلها اية نفسه القديمة مدلة بان لا اله الا الله العلي العظيم وفي البطن الثامن بيت الالوهية وهو اول بيت قد وضع بالعماء المطلق مستويا على ما دق وجل وفي البطن السابع بيت الاحدية لله الاحد الفرد وهي اول بيت قد وضع الله ربه في عالم اللاهوت بيده لمحمد صلى الله عليه واله وفيه فيه هو هو لا سواه وفي البطن الخامس بيت القدر وهو اول بيت قد مضع في عالم الجبروت عن يد محمد صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام وفيه هو هو بالاستقلال وهو مقدر التقدير في البقاء والفناء لمن في تلك العوالم باذن الرحمن وهو عرش الحق و الرحمن على العرش استوى وفي البطن الرابع بيت البداء وفي البطن الثالث مصرع الحسين (ع) وفي البطن الثانى قبر رسول الله صلى الله عليه واله وفي البطن الاول ما قال الرحمن ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين الخ ان تفسير هذه الاية الشريفة لاهل الحقيقة كانت نفسها كل على مقامها يعرفون الابداع بالبيت وبالبيت الناس كل شيء ولا يعرفون الا لله ولا في شيء من دلالة الاية الا هو كذلك قد ابدع المبدع انفس الناس لو كانوا يشعرون واذا اخرجت الاية عن البحبوحة الامكانية حقيقها قد ظهرت تفسيرها مما اراد الله من دلالتها في صقع واحديتها ولقد شاء الله بالبيت محمد صلى الله عليه واله وبالمثابة الصمدية المقصودية المتجلية لها بها وبالناس ال الله سلام الله عليهم لانهم اهل الانس بالله لله في الله خاصة وبالامن امنية الهوية المنزهة عن اشارة ما سواها وبالاتخاذ قابلية البيت بالاحدية الابداعية المقدسة الشرقية الغربية وبالمقام مقام نفسها وهو علي عليه السلام عند الله سماه خليلا وقد جعل الله ذلك المقام مصلى لاهل الانس حقا مقضيا لانها اول مقام الفرق في الامكان جعل الله ذكر نفسه في ذلك المقام بالغدو والاصال في تلك البيت بقوله اياك نعبد واياك نستعين وذلك دين الله المستقيم وبالعهد الشهادة لله عن ايدي ما سواه وبالابراهيم علي عليه السلام وبالاسمعيل الحسين عليه السلام لانهما قتلا بالسيف وحده عذب الله قاتلهما بجميع الابداع وان الله عادل قدير وبالظهراية الاحدية المتجلية بالاشياء منها لاجل محمد صلى الله عليه واله حتى يستقروا فيها لاجل محمد صلى الله عليه واله حتى يستقروا فيها الطائفون وهم اهل لجة البيضاء يطوفون حول محمد صلى الله عليه واله عرش البهاء والعاكفين اهل قلزم الصفراء وهم يعاكفون في اية محمد صلى الله عليه واله في بلد الرحمن والراكعون هم اهل قلزم الخضراء يركعون لبارئهم في قطب منطقة السناء باسم محمد صلى الله عليه واله حامل الابداع والسجود وهم اهل يم طمطام الحمراء يسجدون الله لاية محمد (ص) في الانفس والافاق في حرم الحسين عليه السلام اذ جعل الله سبحانه بيت الاحدية مرجعا لال الله سلام الله عليه وامنا من اشارات ما سواهم لانهم يستحقون بوصاية رسول الله صلى الله عليه واله دون ما سواهم واتخذ الله من مقام علي عليه السلام ظهور الولاية لانفسهم المقدسة ظاهرة وقد عهد الرحمن الى علي والحسين عليهم السلام باظهار القيومية ليظهر اية محمد (ص) في عوالم الامكان لاهل البهاء والجمال والواقفين في ارض السناء من الطائفين في حركاته حول الرحمن والعاكفين في مجسد الحرام والركع السجود للحي المعبود الذي لا اله الا هو المحمود وان الله قد جعل الظاهر طبقا للباطن قبر محمد صلى الله عليه واله عند الرحمن ذلك البيت ولا يدفن في حرم الله الا المطهرون وان الاول والثاني لا يدفنان في تلك البيت لمحة قد اخذهما عن هذا البيت قدرة الله وقد جعل الله في قبر الاول السلمان سلام الله عليه وفي قبر الثاني ابا ذر رحمة الله عليه ولا يسكن الاول والثاني في حضيرتهما الا لمحتين لمحة وقت وفاتهما ولمحة يوم الذي يخرجهما القائم عليه السلام في رجعته للانتقام وفي تلك اللمحتين بالحقيقة ما كانا ساكنين فقد ظهر الامر على طريق العدل لتطهير البيت في تلك اللمحتين لاهل المشعرين وهذا معنى قول الرسول (ص) عليهما لا تسكنان في حضيرتكما الا لمحتين قد اشرت للاعراف في تلك الاشارات من الاكسير الحمراء لعلهم في بيت الله يستقيمون قال ابو جعفر عليه السلام نزلت ثلثة احجار من الجنة مقام ابراهيم وحجر بني اسرائيل والحجر الاسود استودعه الله ابراهيم حجرا ابيض وكان اشد بياضا من القراطيس فاسود من خطايا بني ادم الحديث قال الله تعالى واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره الى عذاب النار وبئس المصير اذ قال علي عليه السلام رب اجعل اية محمد صلى الله عليه واله في الامكان والاكوان هذا بلدا امنا خالصا وحدك لا شريك لك امنا عن ذكر ما سواك وارزق اهله من الثمرات من قدرة الابداع واختراع على ما يشاؤن من امن منهم بالله الذي لا اله الا هو وبالقائم عليه السلام الذي هو اليوم الاخر عند الرحمن قال الله عز وجل ومن كفر باية الاحدية التي هي بلدة محمد صلى الله عليه واله فامتعه بالتجلي قليلا لبقاء ال الله سلام الله عليهم وذلك امر الله الى علي عليه السلام بعد وفاة محمد صلى الله عليه واله بالعزلة لمتاع الكفار بالحياء قليلا ثم اضطره الله الاول الى ولاية نفسه عذاب النار وبئس المصير الى عدل الله الذي لا ولي من دونه ولا نصير ومن ثمرات تلك البلدة ما اشار الكاظم عليه السلام في قول الرحمن حين سئله يحيى ابن اكثم عن قول الله تعالى سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله ما هي؟ فقال (ع) عين الكبريت وعين اليمين وعين البرهوت وعين الطبرية وجمة ماسيدان وجمة افريقية وجمة ناجروان ونحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى اذ قد قصد عليه السلام من كل عين رتبة من مراتب المشية وجنة من الجنات السبعة من جنان الهوية فقد نفذت وما ابدع الابداع بمثلهن وما نفذت ثمرات تلك البلدة ولانها قد تذوتت من يد الله لو كانوا يعلمون قال الصادق عليه السلام هو ثمرات القلوب اي حبهم الى الناس لو كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وقد جعلهم الله محال محبته كنت كنزا مخفيا فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف نحن الاعراف الذين لا يعرف الله الا بسبيل معرفتنا ونحن الرجال على الاعراف تعرف كلا بسيماء افئدتهم قال الامام عليه السلام من اراد الله بدء بكم ومن وحده قبل عنكم ومن قصده توجه بكم قد اظهر الرحمن بابداع الثمرات في تلك الكلمات للذين يريدون بلدة الرحمن ولا يخرجون عنها بالعلو والافساد وقد جعل الله العاقبة لو كانوا يعقلون قال الله تعالى واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسمعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم وقد اخبر الله سبحانه بان قواعد بيت الواحدية من علي والحسين عليهما السلام قد تحققت واذ قال علي عليه السلام وابنه الشهيد عليهما السلام ربنا رضينا بالشهادة تقبل منا تجلينا لما سوانا وتقبل منهم اية احديتك فيهم منا وان كانت تلك الاية لا ينبغي لك الا لنفسها وما في امكانهم ارفع منها انك انت السميع ولا وجود للمسموع لديك وانك انت السميع العليم ولولا دعائهم لم يقبل الله توحيدا من متوحد وقد تقبل الله دعائهما بشهادتهما انفسهما لقبول نفوس الموحدين انفسهم بان لهم الجنة اشهد ان فيضهما للعالمين جليل ولا يدركه الا اهل الحقيقة اذ بنينا البيت على اربع قوائم القوامع الاربع لاهل التربيع ولاهل الوحدة نفس الاحدية ولاهل الاولى ركنا على هيئة التسبيح مصبغا على صبغة والتوحيد لله الصمد المجيد بلون البياض وركنا على هيكل التمجيد مصبغا على صبغة النبوة بلون الصفرة وركنا على شبح التهليل مصبغا بالولاية على حروف التهليل ملونا بلون التخضير وركنا على صورة التكبير مصبغا على حسن التشبيع لال الله حامل التهليل متحمرا بحمرة التحمير كذلك يرفعان البيت بتلك القواعد في كل العوالم لعلكم بايات الله يوقنون قال الله تعالى ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا منا سكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم اذ قالا ربنا واجعلنا اية نفسك سالمة من دلالة غيرك مسلمين لك وحدك ومن ذريتنا امة مسلمة سالمة عن حكاية غيرك وارنا اي في انفسنا وذريتنا ولايتنا المتجلية لنا بنا وتب علينا بايجاد توابيتك لنا بنا انك انت التواب الرحيم وان السؤال بالتوبة لاجل ايجاد التوابية من الله بانفسهم وظهور ذلك الاسم قد كان في بحبوحة عبوديتهم للطاعة الربوبية بابداع ذلك المقام في موضع عبوديتهم وذلك امر الله وقد كان وعد الله مفعولا قال الله تعالى ربنا وابعث فيهم رسولا يتلوا عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم والمراد بالرسول محمد صلى الله وعليه واله اذ دعى علي عليه السلام بذلك الدعاء ربنا وابعث في مقامات ذريتي باية سفارتك الكبرى الذي هو محمد صلى الله عليه واله يتلوا فيهم وعليهم ايات نفسه الذي هي ايتك ويعلمهم الكتاب لتجلي الربوبية وبالحكمة لتجلي العبودية ليزكيهم ويزكيهم بتزكية نفسه لتجليك فيهم بهم التي هي اية عزتك انك انت العزيز وعزة الذات الذات لا بيان ولا اشارة عنه لا يعلم عزته الا هو والعزة المشيرة عزة ال الله سلام الله عليهم نسبه الله لنفسه لانهم نفسه الظاهرة في عوالم الابداع والاختراع مدلا بان لا اله الا هو العزيز الحكيم حكمة الله ابداعه لكل على ما هو اهله وما هو اهله الا اية الذي هو اهله لكل بكل حكمته ايجاده وهو الحكيم الخبير قال الله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال الله سبحانه مخبرا عما في الامكان ان الذين يرغبون في ولاية علي عليه السلام يعرفون انفسهم وما يرغب عن لجة الاحدية ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفا الله عليا عليه السلام بصفوة نفسه في الدنيا اي الاختراع وانه في اول الابداع يوم الاخرة لمن الذين يصلحون انفسهم بدلالة عن الله والى الله ولله واولئك هم ال الله وهم الصالحون قال الله تعالى اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين اذ قال الله لعلي عليه السلام في اول ذكر الامكان له ربه اسلم بسلامة اية نفسي عن ذكر غيري وكن اية نفسي قال اسلمت بكلي لرب العالمين قال الله له فضلك فضلي وانا رب العزة على العالمين قد ملئت بتلك فضل الله الممكنة في الابداع والاختراع على العالمين قال الله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون اذ اخبر الله وصاية ال الله سلام الله عليهم لانفسهم اذ وصى باية الاحدية على بنيه اي الحسين عليهما السلام ويعقوب اي الحسين عليه السلام على الائمة يا علي (ع) ان الله اصطفى لكم الولاية عن نفسه فلا تشيرن الى شيء الا وانتم بعين الله تنظرون وبانفسكم الذي نفسه مسلمون لان الله قد اصطفى انفسكم بانفسكم فلا تموتن الا وانتم بانفسكم مسلمونقال ابو جعفر عليه السلام في قوله عز وجل ووصى بها ابراهيم بولاية علي عليه السلام وقال الرضا عليه السلام ولاية علي عليه السلام مكتوبة في صحف الانبياء ولم يبعث الله نبيا الا بنبوة ووصية علي عليه السلام قال الله تعالى ام انتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسمعيل واسحق الها واحدا ونحن له مسلمون هذه الاية مخاطبة للذين يتوجهون الى الله بمشعر الامكان ويزعمون في معرفة ال الله سلام الله عليهم غير ما شاء الله فيهم ام كنتم موجودين اذ حضر القضاء بتعلق الامضاء اذ قال لبنيه الاذن والكتاب ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الله متجليك الذي اخترعك وابائك المشية والارادة والقدر لا من شيء الذي هو قد كان الها غير مالوه وواحد غير معدود نعبده بما وصف نفسه بان لا اله الا هو ونحن له اي ولايته الكبرى علي عليه السلام مسلمون بتسليم ظهوره العظمى الذي جعل الله لنفسه الكبرى وانفسنا سالمين عن ولاية غيره لان اسلامنا في كل العوالم به تذوتت دون غيره ونحن لذلك له مسلمون قال الله تعالى تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون حرف الاشارة اشارة الى ال الله سلام الله عليهم تلك امة قد امضت لهم القضاء بولاية الرحمن ولكم اي اهل الانكار للولاية ما كسبتم قد قضت ولكن الله لا يجري الامضاء لاجل البداء انما ما للحجة عليكم ولا تسئلون عما قدمت ايديكم ولا عما كانوا اهل المحبة يعملون لان الله لم يسئل عن شيء بعمل شيء ولكن الله سيسئل عن كل عمل حكم كل شيء لان لا يقول احد لولا يقدر الله في ذلك لكنت من العاملين قال الله تعالى وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا قل بل ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين وقالوا الذين يخرجون عن بيت الهوية للذين يستقيمون في بلد الواحدية كونوا في علي عليه السلام قاليا او غاليا تهتدوا قل يا محمد صلى الله عليه واله ان ولاية علي عليه السلام لدي اية الاحدية وصراطه مستقيم وهي غاية الابداع في دين الرحمن وهذه ملة ابيكم ابراهيم اي المشية حنيفا وما كان من ورود ذلك المقام من المشركين لان المشرك ما كان له فيه كونا او امكانا ذكر من غير ومن اورد نفسها في الولاية فقد عصمها الله عن الاشارة وقد كانت عند الله من المتوحدين قال الله تعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسمعيل واسحق ويعقوب والاسباط وما اوتى موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون قال الله لكل الاشياء وما في قوة الابداع والاختراع اوردوا انفسكم في لجة الهوية وما انزل الله من اية تجليه اليكم وما ابدع الله على ابراهيم وعلى واسمعيل القائم عليه السلام محمد ابن الحسن واسحق ويعقوب الحسين والاسباط ذرية الحسين عليه السلام وما اوتي النبيون من ولاية علي عليه السلام ولا تخرجوا عن اية احد منهم بالتفريق لان من فرق بين احد منهم كمن فرق في الابداع وما خلقكم الله الا كنفس واحدة وما ترى في حكم الرحمن من تفاوت وقولوا نحن في تلك الايات والدلالات له اي لمحمد صلى الله عليه واله مدلون لان الله قد حذركم نفسه وجعل محمدا صلى الله عليه واله مقام نفسه في العلامات والحكايات وانتم له مسلمون لو كانوا تسلمون والا من لم يسلم بانه نفس الله فقد فرق بين ايات الله وقد كان بذلك من المشركين قال الله تعالى فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ان الله سبحانه جعل في كل شيء اية عن نفسه حتى يعرفه بها وجعل تلك الاية مقام ال الله سلام الله عليهم خاصه لانها منهم تحققت وبهم تذوتت وعليهم دلت فان امنوا بدخول افئدتكم في ذلك البلد الحرام بمثل ما جعل الله فيكم فقد اهتدوا الى صراط الله العزيز الحميد وان تولوا فان الخارج عنها في ادبار و شقاقفسيكفيكهم الله وباية نفسه اولم يكف بربك انه على كل شيء محيط وهو موجود في غيبتك وحضرتك بما تجلى الله لك بك وهو السميع العليم كفاية الذات ابداع الكفاية وهو سمعه وعلمه بلا تغاير لفظ ولا معنى ولا يعلم كيف هو الا هو بابداعه الاسماع عرف ان لا سمع له وباختراعه العلم عرف ان لا شيء وهو الغني لم يزل كان ولم يك شيئا والان كما كان سبحانه عما يصفون قال ابو جعفر عليه السلام انما عنى بذلك عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وقد جرت بعدهم في الائمة عليهم السلام ثم رجع القول في الناس فان امنوا يعني الناس بمثل ما امنتم به يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم في شقاق يعني الناس انتهى قال الله تعالى صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ونحن له عابدون صبعة الله علي عليه السلام لان الله قد صبغه في لجة الابداع بصبغة اية نفسه ومن احسن من اية الله علي وليا الذي قد جعله الله مدلا لعظمة نفسه ونحن اي ال الله سلام الله عليهم لله عابدون بما وصف نفسه بابداع ايته بان لا اله الا الله الحي المعبود وقول الله نحن عطف على قول الله امنتم وقال الله اشارة بتلك المقام عن لسان وليه وانا اول العابدين وقال ابو عبدالله عليه السلام في قوله عز وجل صبغة الله صبغة المؤمنين بالولاية في الميثاق الحديث قال الله تعالى قل اتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم ونحن له مخلصون قال الله لحبيبه قل للذين لا يرضون في ولاية علي عليه السلام اتجادلوننا في اية الاحدية لله الفرد وهو ربنا بابداعنا وربكم بابداعنا انفسكم لانا صنائع الله والخلق بعد صنائعنا وما لغير الله ابداع ولا صنع ولنا انفسنا وهي اعمالنا جعلها الله اية نفسه الذي ليس كمثله شيء ولكم اي اهل الخروج عن لجة الاحدية اعمالكم سبحات الجمال ان كنتم مؤمنين وظلمات الظلال ان كنتم كافرين ولستما على شيء من التوحيد ونحن ومظاهرنا في العوالم عاملون مخلصون بتخليص اية الله عن غيره وكنا من الصادقين قال الله تعالى ام تقولون ابراهيم واسمعيل واسحق ويعقوب والاسباط كانوا هودا او نصارى قل ءانتم اعلم ام الله ومن اظلم ممن كنتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون ام تقولون ان اهل لجة الهوية عن محمد وعلي والحسن والحسين والائمة من ذرية الحسين عليهم السلام كانوا واقفين في عرش الواحدية والرحمانية قل للذين يفترون على الله الكذب هاتوا برهانكم ءانتم اعلم ام الله الذي ابدعهم لنفسه لا يخرجون بقدرة الله منه الى غيره وانتم من الذين يظلمون انفسهم بكتمان شهادتهم في الائمة حيث جعل الله فيكم ذلك المشعر بشهادة الابداع لهم وما الله بغافل عن شيء سيجزيهم الله وصفهم يوم القيمة عما كانوا يعملون حتى الشعر بالشعر والقشر بالقشر ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره من فضل علي عليه السلام ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره من عدل علي عليه السلام لان الله قد جعله الواقف على السرائر كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا قال الله تعالى تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون ولقد اشرت فيها منها اليها والى هيهنا قد اخذت القلم من الجريان باذن الرحمن في تفسير جزء تام من اول الكتاب وصلى الله على محمد واله اجمعين والحمد لله رب العالمين

المصادر