شرح حديث (كنت كنزا...) وآيه (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ)

حضرت باب
النسخة العربية الأصلية

تفسير حديث قدسى: كنت كنزا... وآيه قرآنيه: لا تدع مع الله إلها آخر – من آثار حضرت نقطه اولى – مجموعه خاصه

تذكر: اين نسخه كه ملاحظه ميفرمائيد عينا مطابق نسخه خطى تايپ گشته و هرگونه پيشنهاد اصلاحي در قسمت ملاحظات درباره اين اثر درج گرديده است.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي قد تعالى بعلو كبريائيته عن علو اعلى جوهر المجردات وتعظم بذاتية ازليته عن منتهى عرفان الجوهريات وهو لم يزل لا يقع عليه الاسماء والصفات ولا يصعد غاية درك الكائنات وهو الذات البحت الذي لم يزل كان ولم يكن احد غيره ولا يزال انه هو كائن ولم يكن معه شيء في رتبته كل الاسماء صفة لمشيته وكل الصفات نعت لارادته ليعرف العباد بارئهم ويصفوه بما تجلى لهم بهم بانه لا اله الا هو الفرد الاحد الصمد لا يدركه شيء ولا يقترن به شيء وانه لا يستوي على شيء ولا يقارن شيئا ولا يخلو عن شيء ولا يدخل في شيء وهو المتعال بان يقول انه هو شيء سبحانه ليس كمثله شيء وهو الواحد المتكبر القهار واشهده في مقامي هذا على صفح الجبل بان محمدا عبده ورسوله قد اصطفيه من بحبوحة ذروة الابداع بظهور سلطنته وقمصه بقميص الافضال لبروز كبريائيته وجعله متفردا عن الاشباه في ملكوت ارضه وسمائه ليستدل المستدلون عن نعته بنعته وعن وصفه بوصفه وهو رسول من عنده على العالمين ومظاهر نفسه اثنى عشر نفسا عند الله قد جعلهم الله اركان توحيده ورايات تقديسه ومظاهر تفريده وعلامات سلطانه وعزته لم يعرفهم احد الا الله جاعلهم ومن هو فوقهم وانما دونهم عندهم لم يذكر وان يذكر كضل فيء بل استغفر الله من ذلك التحديد الكثير ولا اصفهم ولا اقول اني اعرفهم بل اعترف بعجزي بما قال الله سبحانه عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون واشهد ان الله قد اصطفى لهم شيعته لحفظ دينهم وخلقهم من طينة مكنونة من فاضل طينتهم وهم شهداء من عندهم على جميع الخلق ما يحكمون الا باذنهم وما يشاؤون الا بمشيتهم وهم من خشيته مشفقون ومن جحدهم او يجحدهم في حكمهم فلن يقبل من عمله شيء واولئك هم الخاسرون اما بعد قد رايت من سطرت في لوح القرطاس واشهد بما سئلت اية من الكتاب وحديث ما قال الله تعالى سبحانه كنت كنزا مخفيا فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف فاعلم بان ابحر الابداع والاختراع لم يكف في بيان معنى من حرف منها وليس لي سبيل الى معرفتها لان وجودي وما ينسب اليه لم يذكر الا في ظلها وان على قدر ضعفي ومنتهى مسكنتي وضري انما المراد في الاية لا تدع مع الله الها اخر ان تعرف حكم الظاهر فهو الظاهر لا اله الا هو فيبطل وجود غيره بذكر وجود ولم يكن اعظم من ذلك دليل عند الله ان كنت من المستبصرين وان تعرف حكم الظاهر قد حذركم الله في كتابه عن نفسه وقال الصادق (ع) في حديث الحروف اي حذركم ان تجعلوا محمدا مصنوعا لكان الذات محدثا مصنوعا وان هذا هو الكفر الصراح لان الالوهية التي هي نفس نفس ذات البحت لم يعرفها غيره وان الذي يقدر ان يعرف العباد ويوصفه اهل الايجاد هو ذكره الذي نسب الى نفسه وجعله قائما على مقامه ولذا شهد بذلك محكم الايات من يطع الرسول فقد اطاع الله وان ذلك لهو الحق المبين فاعلم ان لمعرفة الله سبحانه لم اختلاف وان اعلى مراتبها لاهل المحبة ان يعرفه به اي بظهوره له به كما قال السجاد (ع) عرفتك بك وانت دللتني عليك ودعوتني اليك ولو لا انت لم ادر ما انت ولو اراد العبد ان يعرفه بغيره فالمعروف هو غيره لا نفسه لانه هو لا يعرف بخلقه ولا يوصف بعباده ومن اراد ان يعرفه بابداعه فهو جاهل في عرفانه ومن اراد ان يصفه بثناء خلقه فهو الملحد في اسمائه ومن اراد ان يتوجه اليه بمحدد ان يعرفه به فيكفر بحضرته لان الدعوة هي فرع المعرفة والمعرفة فرع المحبة والمحبة هي نفس العبادة ومن عبد الله بشيء من صفته او اسمه فقد كفر به ولم يعبد شيئا ومن توجه اليه بوجه احد من عباده فم يتوجه اليه ويحجبه وجه عزه عن النظر الى طلعته وضلت الحكماء كلهم وبطلت اقوال الصوفية باجمعهم حيث كل قد افتروا على الله ربهم من حيث يلقي الشيطان من انفسهم انما السبيل الواضح والمنهج اللائح هو ما قال الامام (ع) بما روي في الكافي من عبد الاسم والمعنى فقد اشرك ومن عبد الاسم فقد هلك ومن عبد الاسم المعنى فقد كفر وعبد المعنى بايقاع الاسماء عليه فاولئك اصحاب امير المؤمنين عليه السلام حقا ذلك رشح من حكم باطن الباطن وان اردت ظاهر الباطن فاعرف قول علي النقي (ع) روحي ومن هو في علم الله فداه في زيارة الجامعة من اراد الله بدء بكم ومن وحده قبل عنكم ومن قصده توجه بكم لان الامر لم يرجع الى الذات ولا الى الذكر الاول فكلما نسب اليهم هو المنسوب الى الله كما شهد بذلك تلك الزيارة من عرفكم فقد عرف الله ومن جحدكم فقد جحد الله وان معرفة الله لم يظهر الا بمعرفتهم كما صرح بذلك قول الحجة عليه السلام في دعاء كل يوم من شهر رجب فبهم ملئت سمائك وارضك حتى ظهر ان لا اله الا انت وقال الامام عليه السلام لا يعرف الله الا بسبيل معرفتنا بنا عرف وبنا عبد الله لولانا ما عبد الله وان ذلك رشح من ابحر ذلك المقام لمن اراد ان يعرف حكم حي الذي لا ينام ويستقر على بساط انس سلطان الذي لا يضام ويشهد بقدرة مليك الذي لا يرام وان اردت ان تعرف باطن الباطن قد صرح سبحانه في كتابه حيث نزل في سورة يوسف عليه السلام ارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار لان ظهور علة الرابعة والكلمة التامة هي لا يتم الا بظهور نفسها في نفسها وان هذه الاية لما نزلت من مبدء جوهريتها الى منتهى سر مركزها هي يرجع اليها ذلك لمن اراد ان يذكر او ينبغي الى ذي العرش سبيلا ان بيان حقيقة ذلك الامر هو ان الممكن لم يزل ممكن لم يقدر ان يعرف ربه وان الازل لا يزال لن ينزل حتى يعرفه طلعته ولقد ابدع من فيض قدرته ومليك صنع ربوبيته اية في حقائق الانفس والافاق ليستدلوا بها على معلافته ويعرفون بها وهي اية حادثة تدل على الله سبحانه بما يمكن في ذاتها الا كما هو اهله لا يعرفه غيره ولا يصفه دونه وهي اية حادثة كمثل قولك لا اله الا الله كما ان بها يدل على توحيد الله فهي بمثلها وهي المثل الاعلى في السموات والارض الذي ليس كمثله شيء وهو العلي المتكبر ومن ان غير الله سبحانه هو المراد في هذه الاية او يرجع الى دونه حكم او يبقى دون وجه فقد ضاد الله في حكمه ونازعه في ملكه وحاربه في سلطانه وله عذاب شديد وانما الوجه الذي لا يبقى بعد فناء كل شيء هو وجه الله سبحانه الذي نسبه الى نفسه وهو مقام ال الله سلام الله عليهم حيث صرح سيدهم عليه السلام في خطبته وقال انا وجه الله الذي لا يموت وان مثل هذه النسبة كمثل قولك بيت الله فهو منسوب الى الله تشريفا له وتعظيما من عنده عليه الا ان وجه ذات الازل لم يعرفه غيره حتى يحكم ببقائه وفناء غيره بل هو الوجه الظاهر عن وجهه والدال على طلعته والحاكي بقمص وجهته وبذلك وردت الاخبار من شموس العظمة والاسرار حيث لا يكاد لمن اراد ان يعرفها او ان يستدل بها وعلى ذلك يشهد الكتاب في قوله عز ذكره فصعق من في السموات ومن في الارض الا من شاء الله فان ال الله سلام الله عليهم المراد وهم الوجه الذي ليس لهم من نفاد ذلك ذكر في سبيل الظاهر وان اردت مسلك الباطن ان عدة الوجه هي اربعة عشر وهي عدة قصبات اربعة عشر وهم الادلاء على الله في عوالم الامر والخلق اولهم محمد واخرهم محمد وان من اسمائهم هو اليد حيث عرف الله سبحانه بجلالة شانهم وعلو قدرهم بان ملكوت السموات والارض بيده اي في قبضهم وايديهم يحكمون ويفعلون ما يريدون لا يعجزهم شيء في السموات ولا في الارض ولكنهم ما يشاؤون الا ان يشاء الله وكان الله ورائهم خبير شهيد ومحيط ان عدة احرف الوجه هي عدة اسم الله الجواد والوهاب واليد الذي هو فوق الايدي تلك عدة حروف الهجائية في ايتين منها تلك ايات الله بظهورها والوجه الذي انزله الله في ليلة القدر وهو اول الفيض واخره هيكله هيكل الهاء وعدته هي مساوي عدة كلمته وكلمته هي طبق سره وعلانيته واسمه المخمس في رقوم الهندسة هكذا ؟؟؟ وذلك شكل الذي على خاتم سليمات بن داود عليهما السلام وفعل بها ما فعل باذن الله وان الله سبحانه ما خلق كلمة يحكي اوله عن اخره وسره عن علانيته الا كلمة الهاء ولذا وقع في اول اسم الاعظم هو وهو اذا ضرب في نفسه يظهر اسم الاعلى وهو علي اعلى من كل شيء وكل شيء يفنى الا وجه ربك وان حروفه هو الالف ومكرر الياء وان كلمة هي اربعة القائم والقيوم والقدوس والقديم وكل من تلك الاربعة اذا فرق بين المائة لم تجد الا عشرين هاء وكل خمسة من كلمة بلا زيادة حرف ولا انتقاص وان ذلك من فضل الله على من يشاء وان ذلك من فوز المبين وان اخر الاية ان المراد بالرجوع الى الله هو الرجوع الى مقاماته وعلاماته لان الذات هو الصمد لم يخرج منه شيء ولم يدخل علمه شيء قد خلق اياتا لنفسه وجعل الرجوع اليها الرجوع اليه والعود اليه العود اليها واليه الاشارة قوله سبحانه كما بداكم تعودون ان الاشياء لم تبدوا من ذات ولم يرجعوا اليه قد خلق الله الاشياء بالمشية والمشية بنفسها وجعلها مقام فعله في الاداء والقضاء كما صرح بذلك خطبة علي (ع) في يوم الغدير وانما الاشياء كلها قد ذوتت حقائقهم بها ويرجع اليها وما كان لامر الله من نفاد وان معنى الحديث هو بمثل معنى الاية كل شيء عند الله كعالم الاكبر فيه مشهود كل شيء وان الله سبحانه قد اراد ان يبين في هذا الحديث مراتب الفعل كنت مقام المشية كنزا مقام الارادة مخفيا مقام القدر فاحببت مقام القضاء ان اعرف مقام الاذن فخلقت الخلق مقام الاجل لكي اعرف مقام الكتاب تلك مراتب سبعة لا يمكن ان يلبس حلة الوجود شيء من عالم المفقود الا بها قد جعل الله حامل الاول محمد (ص) والثاني علي والثالث فاطمة والرابع الحسن والخامس الحسين والسادس جعفر (ع) والسابع موسى (ع) تلك مراتب اذا نزلت من عالم الغيب الى الشهادة يظهر احرف الوجه ويكمل عدة اليد ويعلن الاسم الجواد ويخفى اسم الوهاب وما خلق الله شيئا في السموات والارض الا بتلك الاربعة كالواحد منه هو ملك الذي قد ايده الله ليستقر على ذلك الركن ويكتب اعمال العالمين في ظله ذلك في مقام الظهور وان اردت سلك الباطن الاول مقام البيان هو الذي يدعوا كنت ولا يكون معه كنز ولا يخفى ثم الثاني مقام المعاني والثالث الابواب والرابع مقام الامامة والخامس الاركان والسادس النجباء وان ذلك التفسير هو عين الاول وان اردت مسلك الباطن الذي هو ابطن من الاول من الاول تلك الظهورات اسماء الحسنى في ذكر محمد وعلي عليهما السلام وعلي ومحمد كل حرف من اسمهما يدل على رتبة من ذلك الحديث القدسي الى ان يتصل الحكم باخر ما ينزل فيه وكفاك ما قرئت لك ان تعرف حرفا منه ولكن لا يستطيع بذلك احد من يشاء الله وان اليه يرجع الامر كله واستغفره واتوب اليه من كل ما ذكرت في الحين لان ما يصدر من الذنب عنده وانه لهو الغني المتعال وسبحان الله ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

المصادر
المحتوى
المرفقات
bab-misc-002-ar-notes