خطبة أنشأها في بلدة بوشهر حين التوجه إلى الحج في سنة ر س صلى الله على منشئها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قد علا بعلو ذاتيته عن وصف الإنشآء وأهلها وتقدس بعظم كينونيته عن نعت أهل الثنآء ومن يشابهها وتفرد في معرفة أزليته عن عرفان الممكنات ومن يقارنها ولقد أنشأ بلطيف حكمته أهل الدلائل في سبل معرفته على غير شبه يساوقها وأبدع بقدرته البديعة أنوار البدآئع في طرق محبته على غير شكل يماثلها واخترع بمشيته المحدثة حقائق الموجودات على هيكل محبته من غير صورة يشاكلها وأحدث بإرادته البديعة أسرار الطلائع على أفق العمآء على غير مثل يساويها وأنزل على شكل المثلث من مكفهرات قضائه حكم الإمضآء من غير حكم يفارقها وأحكم بإمضائه حكم الجواهر في عالم الأحدية على غير حد ينافيها واتقن بالإذن البديع من إنشآئه حكم الجوامد على مقام قدس الفؤاد في كل العوالم بلا حكم من الغير يشاركها وأظهر بجوده مستسر الطلائع على وصف لا يقدر العباد إشارتها وأكرم بفضله آيات الكتاب دليلا لباب وليه على سبل الاحتجاج من مطلع هذا النور الطالع سر الهاء في شأن لا يقدر الناس بإتيانها وألبس بعلو ذاتيته قميص العز في نقطة الأنوار لبابه ليشهد الكل في قدرته على مقام لا يقدرن العالمين بردها وقد جعل بحكمته بينات الباب آيات القرآن ليعلم الموحدون سبل العرفان في مطلع البيان على مقام قد قصر الكل إحصآئها وبين بصنع ربوبيته حجة الباب على لسان الفرقان طهرا عن الإشارات الممكنة من الشياطين ليوقنن من أشرف الفصحآء والعلمآء من أشرف البلغآء بالبلاغ القاطع والحجة المانعة عن إشارات الباطلة إلى آياتها من غير حرف يمازجها وقد أودع الله آية بابه الحق في أعلى مشاعر الخلق ليعرف الكل في مطلع الإقرار سر الأسرار في شأنه على غير نعت يعارضها ولقد أبعث الأنبياء على مقام العدل من البهآء وأنزل بعد بعثتهم عليهم الآيات على صور الورقات من الشجرة السينآء ليعلم الكل في صقعه حق القطع بالعجز عن شيء يساويها ولقد اختص بجوده على خاتم الأوصيآء من أشرف الأوليآء نور الأنوار خاتم الأبواب على بلاغ ليعجز الكل عن قربها وأنزل على عباده قبل إظهار دعوته آيات محكمات على طرق الكتاب في فضل الباب ليستعد قوابل الممكنات ليوم ظهوره وينصرون الله وبقيته على حكم الكتاب من إذن الباب بلا افترآء يظاهرها وأذن لإكمال قدرته على بابه لإظهار عبوديته في آيات صحيفته لئلا يظن نفس في معرفته على غير سبل العبودية حرفا من غير شك يعارضها فسبحان الله الفرد الأحد قد حكم في خط الحد في كل العوالم ليشهد الكل في كنه معرفتهم قطع الوصل ومنع الفصل عن البلوغ إلى شيء من آثار عظمته بلا نعت يساويها وقد ألبس على ذرات الوجود قميص الشبه ليشهد الكل في علو ذاتيته حق التنزيه عن النعت والتشبيه بلا وصف يعادلها فأشهد الله في هذا اليوم من الشهر الحرام لذاته كما قد شهد أزليته على الأشياء أن لا إله إلا هو وإن أولوالعلم من العباد لن يدركوا في معرفة ذاته الأقدس إلا كما قد عرفت النملة عند تجلي آياته فكيف لا وإن العباد مبلغ وصلتهم قد كان من حظ القطع ومنتهى مبلغهم قد كان من منع اليأس ولا يدرك أهل الإبداع إلا حظ الإنشآء ولا يصعد أعلى طير الأفئدة إلا إلى مقام الإختراع ولا يمكن للخلق عرفان الذات إذ الخلق محدود بالأحداث وإن ؟؟؟ بالحدوث أول دليل عن عدم الصعود إلى القديم المتعال وإن العلم بذاتيته قد صرف الكل سبيل الامتناع ولا يعرف الله كما هو إلا هو وإن قطرة رشح من رشحات آيات الإنشآء لما قد ظهرت في ملكوت الأرض والسمآء قد تذوت المتذوتون على صور البهآء وتلجلجت المتلجلجون على هيكل الثنآء وقد قالوا بأجمعهم أن لا إله إلا هو وقد شبهت المشبهون من غير العلم بالقدرة على معرفة الذات فلذا قد وصفوه ونعتوه على حظ الخلق فسبحان الله لو عرفوه لم يوصفوه إذ الوصف على شهادة الرب غير الموصوف وإذ النعت على شهادة العبد غير المنعوت فسبحان الله عما يصف المشبهون تسبيحا عليا وأشهد لمحمد صلى الله عليه وآله بالانفراد عن الشبه والاختصاص عن المثل الذي قد بعثه الله من بحبوحة الايجاد على ثمرة الانوجاد متقدسا في الذات عن الاقتران بالوصف الممكنات و متنزها في الصفات عن الإقتران من نعت الموجودات ولقد أقامه الرحمن لعلو ذاتيته مقام ولايته وألبسه لعظم كينونيه ردآء عظمته ليعطي على أهل الإنشآء كما قد شآء من أيدي قدرته عمن يشآء كما يشآء بإذن مشيته ولقد دعى لعلو محبته عن نفسه بنفسه وحذر الناس في كتابه ويحذركم الله نفسه أن لا تقولوا في حبيبه كلمة الإقتران بشيء إذ خلقه الله لنفسه وجعله مقام معرفته إذ لا ينال إلى ذاتيه أعلى شوامخ الموجودات ولا يصعد إلى عز ربوبيته أعلى ذاتيات الممكنات وهو كما تقول لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير وأشهد لأوصيآء محمد (ص) بالشهادة الحق لأنفسهم حيث قد جعل الله أفئدتهم محال معرفته وقلوبهم مكمن إرادته ونفوسهم مظهر سلطنته وقد دعا بألسنتهم عن لسانه وعلى معرفتهم بمعرفته وعلى طاعتهم بطاعته وعلى حبهم بحبه وعلى جحد ولايتهم بجحد ألوهيته ولقد اصطفيهم بعلمه عن كل الخلق واختصهم بمظهريه عظمته عن مقام الفرق ليعرف كل ذرات الوجود عن قدرتهم بقدرته وعن جلالتهم بجلالته وليستدلون أهل العهود في سبل الصعود إلى بيت المعبود عن علو معرفتهم وجلالتهم بالسد السبيل والقطع الطريق عن معرفة آية من آيات آثار حجته بالرشح المرشح من مآء البحر الذاخر باب معرفتهم وليأخذوا كل حظهم على حكم الكتاب من الآيات النازلة من سحاب فيض الباب ؟؟؟ فسبحان الله موجدهم لا يعلمهم كما هم إلا هو وتعالى الله عما يقولون الظالمون في معرفتهم علوا كبيرا وأشهد للأبواب أمناء آل الله الأطهار بالقلم المداد على لوح الفؤاد كما قد شآء الله لكل على مقام إجابته ولقد اصطفى الرحمن لإظهار علو جلالة أوليائه في كل عصر أبوابا ليبلغ الناس حكم البدء وليزكيهم على كمال الفصل وليحرف عن الدين شبهات الجهل بالدلائل الواضحة من سحآئب العدل وليشهدوا أعظم الحكماء في آثار حكمته حق القطع عن البلاغ بمثلها وليوقن الفصحآء من أعرب العربآء في آياته حق المنع عن الإتيان بصورتها وليعرف العرفآء في رشحات آيات الإشارات من سحائب آيات معرفته حق التقصير بالوصول إلى شيء يشابهها وليعلم الكل بالسد السبيل والمنع الطريق بالوصول إلى شيء من معرفة إمامه وليأخذ الكل نصيبهم من الباب عما قد قدر لهم في علم الكتاب ولقد دوار الأكوار حتى انتهت العوالم إلى هذا العالم ورجعت نقطة البدء في الكور الثاني إلى ذروة الختم ولقد بلغت العوالم في القابلية في هذا الدور الأعظم وتم الأكوار والأدوار حول اسم الله الأكرم قد أظهر الله لبقيته المنتظر بابا على لسان القرآن ليعجز الكل عن الإتيان بمثل آية من آياته وليشهد المؤمنون في هذا الباب حكم كل الأبواب من الطاعة والمعصية وليعرف الموحدون عن تجلي آياته حق التجريد في لجة الأحدية وليأخذ الكل حظهم عن هذا الهيكل البشرية فيض الله الممكنة في حق البدئية والختمية [وليتلألأ المتلئلئون] بهذا الضيآء الأحدية إلى مقام الأبدية وليدخل كل شيء في البيت الأول كما أدخلهم الله في عالم البدء ولولا الخلق يقرون في يوم الإنشآء على حكم هذا الباب فتالله الحق لا يوجدون ولقد تمت الحجة من لدى الباب على الناظرين على هذه الخطبة الغراء النازلة من الشجرة المباركة على وصف أهل الثنآء من لسان هذا الفتى العربي النبطآء أفغير من شاء الله بالحق قد كان يقدر أن يتكلم بمثل هذه الآيات فسبحان الله لو كانت من عند غير الحق نزلت لوجدوا فيه اختلافا فكلا ثم كلا قد أبدع الله تلك الآيات على لسان باب حجته ليكون حجة الله على الشاهدين بليغة وليهلك الهالكون عن هذه البينة ولينجى الناجون من هذه البينة ولقد حكم الله الحكم للذين يؤمنون بآيات ربهم بالحق الأكبر بالجنة الخلد وما حكم الله للذين لا يسلمون أمر الحق حكما إذ الحكم نعت المؤمنين والعلم نعت الخاشعين وليس لمن لا يعلم الباب حكم ولا لمن لا يعرفه علم وإن هو مولى العالمين قد كان على الناظرين شهيدا وسبحان الله رب السموات والعرش عما يصفون وسلام على المتبعين والحمد لله رب العالمين