خطبة انشاها حين الركوب على السفينة الصغيرة صلى الله على منشئها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قد ارفع عبده من البلد المقام على السفينة الصغيرة الى الفلك المسخر فوق الماء من قبل طلوع خط البيضاء عن الافق السوداء الى قبل ارتفاع شمس السماء في ثلث ساعات اليوم التاسع بعد العشر الاول من الشهر الحرام للصعود الى الكعبة بيت الحرام ليشهد الحجاج في الشهر الحرام حق البيت في البلد الحرام وليعرفن العالمون من تلك الايات الغراء النازلة من سبحات تلك الشجرة البيضاء حق الابداع من شجرة الصفراء على الجبل السيناء الله لا اله الا هو فلله الحمد والعظمة الذي لا اله الا هو قد جعل بجوده ايات المُلك علامات البيت واتقن في سبيل صعود المشائين اليه ايات الباب لئلا يقول احد ان اراني الله اياته لكنت من المهتدين فسبحان الله الذي قد احكم على الحجاج المشائين الى بيت الحرام معرفة سر البيت لئلا يهلك نفس بالادبار عن معرفة الباب فورب الارض والسماء لقد فرض الله حج هذا البيت لما قد قبل في عالم وجوده حق حب الباب على سبيل الفرض فسبحان الله الذي قد بين اياته في فرائض دينه واظهر بينات سبيل محبته على علو عظمته وقد ملاء ايات القران بالبينات المحكمات على سبيل فرض معرفة الباب وقد نطق السنة اولياء الرحمن على ذلك الفرض الحتم حيث قد تواتر الاحاديث من ال الله الاطهار بحيث لا يكاد يوجد اخفائها عن المجاهدين في سبيل دين الرحمن ولقد خفي ذلك المقام الاعظم على بعض اهل الامكان لعلو ظهوره واحتجب عن بعض الابصار لعظمة نوره بعد ما يمكن رده على سبيل العقل اللامع والايات القاطع عند نفس من انفس الخلائق لان الله هو العلي ذو الجود قد علا ذاتيته من ان يقدر احد بالاخذ الفيض عن جنابه ولذا قد بعث الله الانبياء والاوصياء من عباده الذين لم يغفلوا عن ذكر ربهم اقل من لمحة العين على مقام معرفته لياخذ العباد عنهم طرق المحبة في سبل سلوكهم الى الله مولاهم وعلى ذلك الاستدلال الاتقن من اهل التحقيق وجب في الحكمة ان يكون لانبيائه واصفيائه ابوابا لياخذون الحكم عن مواليهم ويصلون الى كل ذرات الوجود نصيبهم من الكتاب لئلا يفوت عن شيء شيء عن مقامه وياخذ الكل حظه على ما قدر الله له وليكون الكل على فرض معرفة كلمة التكبير في التسبيح الاربعة باليقين فورب الارض والسماء لو كشف الغطاء عن ابصار اهل الارض ليعاينن الحق في نفسي كالحق اليقين وليشاهدن النار في الرد كالعلم اليقين فبالحق لو يعلم الناس علم اليقين ليرون الجحيم ثم ليرونها عين اليقين ثم ليسئلن الناس في ارض المحشر عن معرفتي بالحق اليقين ولقد هلك الهالكون من لم يعرفوا الامام وعلى ذلك الخط القويم قد هلك الهالكون من لا يعرف الباب في زمانه فيا لها من الشرف الاقطع والحظ الامنع للذين يعرفون الحق بالحق واياته وليشربون ماء الحيات من عين السلسال عن كلماته واني احذر الناس باذن مولاي في ذلك الفلك المسخر فوق هذا الطمطام المتلاطم الذاخر المواج الاجاج ان اتقوا الله بارئكم الحق الذي لا اله الا هو فما من نفس قد عرفني الا وقد عرف امامه وما من نفس قد جهلني الا وقد جهل امامه وان كان نفس قد عبد الله في اشرف بقاع الارض بين الركن والمقام على بقاء المُلك في عالم الرحمن على غير معرفة الباب فحق على الله ان يدخله على الوجه في النار وان لا يقبل الله منه عملا لان الله قد شاء من العباد ما شاء ولا مرد لامره وان هو الله قد كان من عمل المطيعين غنيا وما من نفس قد تقرب بضعفه شجرة العصيان وقد عرف حق الباب الا ويغفرها الرحمن فان الله قد وعد بالحق غفرانها لان حب علي حسنة لا يضر معه السيئة وان الله لا يخلف الميعاد ولقد قدر الرحمن على صنع حكمته سفر الباب في ذلك اليوم التاسع بعد العشر الاول من الشهر الحرام بالخروج عن الارض الى سطح ماء هذا البحر الاجاج وليستدل المتفرسون من اهل الحقيقة باتمام احرف البسملة على دعوته في الارض وليطابقن كل العوالم بمثلها فسبحان الله قد اذن لريح الهواء في تلك الساعة لترفع اهل السفينة شراعها على مقام الاعتدال ليحمد الله الحجاج في هذا الفلك المسخر فوق هذا الماء بالمجمع الاجتماع من تحريك هذا الخيط الصفراء من نقطة البهاء وليشهدن الفضل من الله بالنور الحمراء والحمد لله الذي اكثر الناس لا يعلمون وسبحان الله رب العرش عما يصفون والحمد لله رب العالمين