ألحمد لله الّذي لا إلٓه إلّا هو العزيز المحبوب وإنّما البهاء من الله عزّ ذكره على من يظهره الله جلّ أمره ومن يخلق بأمره ولا يرى فيه إلّا ما تجلّى الله لديه بقوله على أنّه لا إلٓه إلّا هو المهيمن القيّوم وبعد
فقد سمعت كتابك وإنّ ما فيه جوهر لولا ما فيه ما أجبتك على ذلك القرطاس ولا حينئذ بأعلى ما قدّر في الإبداع
فما أعظم ذكر من قد سألتَ عنه وإنّ ذلك أعلى وأعزّ وأجلّ وأمنع وأقدس من أن يقدر الأفئدة بعرفانه والأرواح بالسّجود له والأنفس بثنائه والأجساد بذكر بهائه فما عظمت مسألتك وصغرت كينونتك هل شمس الّتي هي في مراياء ظهوره في نقطة البيان يُسئل عن شمس الّتي تلك الشّموس في ظهوره سجّاد لطلعتها إن كانت شموسًا حقيقيّة وإلّا لا ينبغي لعلوّ قدسها وسموّ ذكرها ولولا كنت من واحد الأوّل لجعلت لك من الحدّ حيث قد سألت عن الله الّذي قد خلقك ورزقك وأماتك وأحياك وأبعثك في هيكلك بالنّقطة البيان في ذلك الظّهور المتفرّد بالكيان ... (الى قوله ضمن تلقين الدعاء والتضرع) ...
أنا ذا مستأذن بجودك عن جودك أن تأذن بفؤادي أن يخطر به ذكر من تظهرنّه وأن تجعلنّه وكلّ ما فِيِّ وَعَلَيِّ مُتَيَّمًا بحبّه على شأن لأجدنّه مستحقًّا على ما أنت مستحقّ به ومقدّسًا عن كلّ ما أنت متقدّس عنه إن أجدنّه وحده وحده لكنت ساجدًا له باستحقاق نفسه إذ ذلك سجودي لك وحدك وحدك لا إلٓه إلّا أنت وإن أجدنّ كلّ من على الأرض سجّادًا بين يديه لا يكبر عظمته في فؤادي بذلك إذ لو أشاهدنّ مثل ما على الأرض بعدد كلّ شيء وكلّ كانوا لسجّادًا له حين ما يقول إنّني أنا الله لا إلٓه إلّا أنا وإنّ ما دوني خلقي قل أن يا خلقي فاسجدون ذلك مستحقّ به ولم يغيّرني خلق كلّ شيء عن تعظيمي إيّاه وتكبيري عظمته ... (الى قوله) ...
وقد كتبت جوهرة في ذكره وهو أنّه لا يستشار بإشارتي ولا بما ذكر في البيان بلى وعزّته تلك الكلمة عند الله أكبر من عبادة ما على الأرض إذ جوهر كلّ العبادة ينتهي إلى ذلك فعلى ما عرفت الله فاعرف من يظهره الله فإنّه أجلّ وأعلى من أن يكون معروفًا بدونه أو مستشارًا بإشارة خلقه وإنّني أنا أوّل عبدٍ قد آمنت به وبآياته وأخذت من أبكار حدائق حبّة وعرفانه حدائق كلماته بلى وعزّته هو الحقّ لا إلٓه إلّا هو كلّ بأمره قائمون ... (الى قوله) ...
أَلَا إنّك أنت لو أدركت يوم ظهوره إن عرفته بأعلم علماء البيان ما عرفته وإن رأيته واقفًا في أمره ثمّ ذكرت عليه اسم الإنسابيّة ما أنفيت حروف النّفي لإثبات مظهر الأحديّة أَلَا إنّه جلّ ذكره يُعرّف كلّ شيء نفسه وإنّي أستحي أن أقول يعرّف كلّ شيء نفسه بمثل ما إنّي قد عرفت كلّ شيء بآياتي نفسي إذ كلّ ما تجدن من كلّ شيء خلق له وإنّ الله أجلّ وأعلى من أن يُعرف بخلقه بل الخلق يُعرف به هو الّذي إذا يتلجلج لسان قدس أزليّته يخلق في قول ما يشاء من نبيّ أو وليّ أو صديق أو نقيّ إذ كلّ ما قد خلق كلّ أدلّاء من عنده وسفراء من لدنه كلّ قالوا أن لا إلٓه إلّا الله وانتظروا من يذكّركم الله وجهه فإنّكم ما خلقتم إلّا للقائه وهو الّذي يخلق كلّ شيء بأمره إيّاك إيّاك يوم ظهوره أن تحتجب بالواحد البيانيّة فإنّ ذلك الواحد خلق عنده وإيّاك إيّاك أن تحتجب بكلمات ما نزّلت في البيان فإنّها كلمات نفسه في هيكل ظهوره من قبل ذلك شمس الحقيقة ووجهة الأحديّة وطلعة الرّبوبة وكينونة الألوهيّة وإنّيّة الأزليّة لو يستقرّ على التّراب ينادي ذرّات التّراب على أنّ ذلك عرش قد استوى الرّحمن عليه فمن يفتخر الطّين بمحلّ عرشه بذلك الافتخار فكيف ينبغي أولو الأفكار أن يفتخرون بالله الواحد القهّار ويستنبئون عن الله الواحد الظّهّار فاشهد بعين فؤادك ولا تنظر إلّا بعينه فإنّ من ينظر إليه بعينه يدركه وإلّا يحتجب إن أردت الله ولقائه فأرده وانظر إليه ولكن فاشهد بأن ليس وراء الله غاية وإنّ الأزل لن يُرى وأنّ ما يمكن أن يُرى وينبغي أن يُنسب الله إلى نفسه ذلك الطّلعة الفردانيّة والوجهة الصّمدانيّة ... (الى قوله) ...
فوالّذي فلق الحبّة وبرّئ النّسمة لو أيقنت بأنّك يوم ظهوره لا تؤمن به لأرفعت عنك حكم الإيمان في ذلك الظّهور لأنّك ما خُلقت إلّا له ولو علمت أنّ أحدًا من النّصارى يؤمن به لجعلته قرّة عيني وأحكمت عليه في ذلك الظّهور بالإيمان من دون أن أشهد عليه من شيء إذ ذلك الأحد يوم ظهوره لو يؤمن به يبدّل كلّ عوالمه بالنّور ولكن ذلك المؤمن لو يحتجب عنه يوم ظهوره يبدّل كلّ عوالمه بالنّار فوحقّ نفسه الّذي لا حقّ عند الله كفوه ولا شبهه ولا عِدله ولا قرينه ولا مثاله لم يؤمن أحد بالبيان حقّ الإيمان إلّا من يؤمن به بمثل ما آمن بالقرآن حقّ الإيمان إلّا من آمن بالبيان ومثل ذلك من آمن بالإنجيل من قبل حقّ الإيمان إلّا من آمن بالقرآن وإذا يوم من يظهره الله كلّ ما على الأرض عنده سواء فمن يجعله نبيًّا كان نبيًّا من أوّل الّذي لا أوّل له إلى آخر الّذي لا آخر له لأنّ ذلك ما قد جعله الله ومن يجعله وليًّا فذلك ما كان وليًّا في كلّ العوالم ... (الى قوله) ...
فلتستعصمنّ به فإنّ يومه يوم الآخرة بالنّسبة إلى تلك الحيوة الدّنيا ولولا كان كتابه ما نزّل ذلك الكتاب ولولا كان نفسه ما أظهرني الله وإنّني أنا إيّاه وإنّه هو إيّاي وإنّما المثل مثل الشّمس لو تطلع بما لا نهاية إنّها هي شمس واحدة ... (الى قوله) ...
لعلّك في ثمانية سنة يوم ظهوره تدرك لقاء الله إن لم تدرك أوله تدرك آخره ... (الى قوله) ...
وربّما يأتيك من أنت قد سئلت عن علوّ ذكره وارتفاع أمره وإنّ من في البيان يقرأ تلك الكلمات وهم لا يلتفتون بظهوره ... (الى قوله) ...
سبحانك اللّهمّ فاشهد عليّ بأنّي بذلك الكتاب قد أخذت عهد ولاية من تظهرنّه عن كلّ شيء قبل عهد ولايتي وكفى بك وبمن آمن بآياتك عَلَيَّ شهيدًا وإنّك أنت حسبي عليك توكّلت وإنّك كنت على كلّ شيء حسيبًا
أن يا ذلك الحرف خذ عهد ولايته عن كلّ من يقرّ بالإيمان عن كلّ ما يحيط به علمك بما كتب بخطّه وإنّما إنّي قد كتبت كلّ البيان وإنّ من يكتب هذا يقرّ بالإيمان به قبل ظهوره فإذًا فاستعلم عن كلّ ما يمكن أن يستعلم ليثبت ذكره في الكتاب إلى يوم ظهوره فإنّ هذا لهو العزّ الشّامخ المنيع والفضل الباذخ الرّفيع.