ألحمد لله الّذي أفرغني لمشاهدة قمص طلعة حضرة ظهوره في وسط الجبال وألهمني آيات وحدانيّته في بحبوحة لجّة الجلال لأن أدخل بها على بساط كبريائه بالثّناء عليه إلى يوم المآل فللّه الحمد حمدًا لا يساويه حمد ولا يشابهه حمد ولا يعادله حمد ولا يقارنه حمد حمدًا يرفع على كلّ حمد ويملأ أركان الموجودات ثناء مجده حمدًا يملأ الكتاب نورًا والسّماء جودًا والجنّة فضلاً والنّار عدلاً والأرض قسطًا حمدًا لا يعلم أحد حقّه إلّا الله ولا يعادله جزاء في علمه حمدًا يحبّه ويرضاه ويجعله بابًا للخروج إلى مقام بهائه وثنائه إنّه هو العليّ المتعال ... (الى قوله) ...
وليس المراد بالقرابة التّقرّب الظّاهري بل المراد هو التّقرّب به - روحي ومن في ملكوت الأمر والخلق فداه - في عالم اللّانهاية والتّجرّد والبداية وإنّه لا يتميّز في هذه العالم إلّا باجتماع القربين بأن يكون عارفا بحقّه ومولّدًا من صلبه فإذا كان كذلك فهو ذي قرابة رسول الله صلّى الله عليه وآله في كلّ العوالم وإلّا لو كان أحد من نسله ولم يك عارفا بحقّه فيعذّبه الله بعذابين وإن كان عارفا بحقّه فيعطيه الله الأجر مرّتين وإنّ ذلك من فضل الله على هذه السّلسلة العلية المولدة من الشّجرة الإلهيّة الّتي هي ليست بِشَرقِيَّةٍ وَلَا غَربِيَّةٍ ... (الى قوله) ...
وإنّ اليوم كلّ يفتتن بما أنا صبرت في سبيل الله ورضيت بقضاء الله بالسّكون في الجبل ليمتحن النّفوس ويمحّص القلوب في حكم تلك الآية الشّريفة: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى﴾ واتّباع النّاس حكم قرابة رسول الله (ص) فما أعظم أمر الله وأعجب حكمه: ﴿الم أَحْسِبَ النَّاسُ [أَنْ يُتْرَكُوا] أَنْ يَقُولُوا آمَنًّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ الخ وقال الإمام (ع): "لتغربلنّ" الخ ولقد بلغ الأمر إلى الكلّ وافتتن الكلّ في يومي هذا فمن حزن لموقفي ولا يستطيع دون ذلك فقد استمسك بالعروة الأولى والحبل الأكبر ومن رضي على ذلك ولو كان بقدر خردل فقد دخل في الفتنة الدّهماء الصّمّاء الصّيلم وإنّ فيه المشيّة من عند الله فأسئل الله أن يخلّص الكلّ لأيّام عزّته ويغفر عن المؤمنين بفضله وعنايته إنّه هو المنّان المقتدر الوهّاب الّذي لا يتعاظمه شيء في السّمٰوات ولا في الأرض وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيْر.