يا إلهي لتعلم أنّي ما ظننت يوم الأوّل أن يرى أحد صحيفتي ويصبر في حقّي أو يقول لا لأنّ أبواب المعارف ومفاتيح الحقائق في كلماتي مخزونة مكشوفة ولقد نسبت آثاري بحجّتك الحيّ ألّا يظلم أحد ولا يكذّب مع أنّ الخير كلّه من عنده نزّل وعليه يستدلّ ولو أنّ الرّسل ينسبون إليّ أنّ النّاس لم يعتقد والآن أحدا من العلماء ما جاء بذلك وهو شأن حججك الطّيّبين وفي أعين النّاس عظيم وإنّك يا إلهي لمّا أردت أن تمحص عبادك نزّلت المحن وجعلت أصحاب حجّتك مظلومين حتّى ظُلِمَ مَنْ ظُلِمْ وَكُذِّبَ مَنْ كُذِّبْ واستراح المفترون بعملهم وعرفت مقامهم وأظهرت بواطن عبادك الّذين آمنوا وبلغوا وهاجروا بما فعلوا وكتبوا وأخذوا وإنّك تعلم كلّ شيء ولا يخفى عليك شيء وبذلك قد أفتنت الكلّ بشأن يوم الأوّل حتّى لم يبق في الأرض إلّا أحد أو إثنان أو ثلاثة منطلقين مع الظّلّ خائفين وجلين ... الخ ...