توقيع بيان عظمت مقام و مدح و ستايش حيات جناب طاهره ۳

توقيع بيان عظمت مقام ومدح وستايش حيات جناب طاهره – من آثار حضرة الباب – كتاب ظهور الحق، جلد ۳، الصفحة ۲٦۳ – ۲٦٤

قد قرأت كتابك واطّلعت بما ذكرت وسمعت من صاحبك من حكم الاختلاف على الأرض المقدّسة وإن ذلك إذا وقع بين الّذين شهدوا بالحقّ وهم يعلمون فهو من أمر اللّه والمصالح الّتي لا يعلمها العباد إذا لم يرد أحد أحدًا لأنّ العالم ينظر بعلم اللّه ولا يلوم لأحد أحدًا وإذا وقع بين الّذين لا يعلمون مواقع الأمر فهو فتنة ليميّز الخبيث ويقع القول على الظّالمين فاعلم إنّ السّابقين ما لم يرتابوا ولم يشكّوا في أمرهم فهم بذلك الشّرف ممتازون عن غيرهم وليس أقوالهم وأفعالهم حجّة لأحد بل الحجّة اليوم نفس واحدة وربّما يدخل في دين اللّه عباد يسبقهم في العلم والعمل ولكن ذلك الشّرف لهم من عند اللّه ولا يساويهم أحد بذلك الشّرف الواحد وليس لأحد أن ينكرهم إذا لم يَرَ منهم أمرًا ينافي الدّين وإنّ ذلك قسطاس العدل في حكمهم وليس على أحد من الواردين من بيت العدل أن يرد الطّاهرة في علمها لأنّها عرفت مواقع الأمر من فضل اللّه وإنّها اليوم شرف لهذه الفئة ومن آذاها في الدّين فقد احتمل إثمًا مبينًا وكذلك الحكم للّذين اتّبعوها فليس لأحد منهم أن ينكر أحمد في بيت العدل فإنّه يعرف إشاراتنا في آيات العدل وإنّي لأعلم بأنّ في هذا الاختلاف قد احتمل ما احتمل إثمًا مبينًا ولكن لا أظهر في هذا الكتاب ولا أنطق به لأن يرجعوا إلى ما أمروا به ولا يرد أحد أحدًا وكان الكلّ في هذا العالم مثل أهل الجنّة حيث قال عزّ ذكره وأقبل بعضهم إلى بعض يتسائلون أن اتّقو اللّه يا معشر الشّيعة ولا تختلفوا في دين اللّه ولا تذلّوا مؤمنًا ولا مؤمنةً الخ ...