توقيع خطاب به ملا محمد جعفر كرماني (قسمتى)

حضرت باب
النسخة العربية الأصلية

توقيع خطاب به ملا محمد جعفر كرماني (قسمتى) – من آثار حضرة الباب – كتاب ظهور الحق، جلد ۳، الصفحة ۳۱۷ – ۳۱۹

﴿ بسم اللّه الرحمن الرحيم ﴾

الحمد للّه الّذي استنطق حرف الكاف من نفسه بنفسه إلى نفسه قبل ما أقضت بكتابه بإذن اللّه ثمّ جعله في مقام الأمر بما قبلت نفسه ليميّز بها آيات اللّاهوت عن نغمات النّاسوت وتعلن بها بالآيات قصبة الرّاجعة في أجمة الجبروت والورقة الطّيّبة من الشّجرة الثّالثة في أجمة الملك والملكوت فسبحانه ما أعظم قدرته وأكرم حجّته ... الى قوله ... وإنّك لتعلم نزل إليّ كتاب من الّذي أنت أعلم به منّي وإنّ هذه صورة كتابه الّذي نزّله بعلم وكتاب حفيظ

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

السّلام عليك يا باب اللّه المبتلى به النّاس من آتاه فقد نجى ومن تخلّف عنه فقد هلك فها أنا قد أتيتك يا سيّدي ومولاي مقرًّا بالتّحقير مقدمًا بالتّقصير لكن لاجيًا لديك معتمدًا عليك راجيًا منك سائلاً من جنابك أن تشفع لي عند اللّه لأن يجعلني من العارفين بحقّك ثّم الفائزين بكراماتك وأن يجنّبني من كلّ عمل أو قول أو فعل يباعدني منك وأن يحبّبني إلى كلّ عمل أو قول أو فعل يقرّبني منك وأن يمنعني من كلّ عمل أو قول أو فعل يكون منّي أخاف ضرر عاقبته وأخاف مقتك إيّاي عليه حذار أن تصرف وجهك الكريم عنّي فاستوجب به نقصًا من حظّ لي عندك يا رؤف يا رحيم يا سيّدي يا مولاي أسئلك أن لا تحرمني من نظرة من نظاراتك ولا تردّني عن بابك فإنّي وإن لم استحق شيئًا من ذلك إلّا إنّك من أهل الجود والكرم والعفو يا سيّدي أسئلك بحقّك وقدسك أن تجعل أوقاتي في اللّيل والنّهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة وأعمالي عندك مقبولة حتّى تكون أعمالي وأورادي كلّها وردًا واحدًا وحالي في خدمتك سرمدًا أسئلك يا سيّدي أن ترحمني لئلّا أكون نسيًا منسيًّا عندك معترضًا لسخطك ثمّ أنّي أرجو كراماتك من إرسال الصّحائف وغيره ولا تقطع بفضلك رجائي يا آملي ومناي وافعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله حرّره العبد الآثم الجاني محمّد جعفر بن محمّد الكرماني والسلام على مواليكم جميعًا ورحمة اللّه وبركاته

فيا أيّها السّائل الدّقيق قد أشرق برق من شطر المشرق ... الى قوله ... وإن أردت مسلك الظّاهر في حامل ذلك الرّكن اللّامع قد ثبت بالاجماع المحقق عند هذه الفئة الّا يقدر أن يكون حامله إلّا ذرّيّة رسول اللّه كما صرّح بذلك كاظم وأحمد من قبله وشرط ألّا يكون في ظاهر جسده عيب يتنفّر منه القلوب وله قوّة وحياء وهيبة ووقار وأسماء حسنى وصفات عليا وآثار علم وتقوى وآيات عدل كبرى حيث يعلم كلّ ذلك رجال الأعراف بنور الفؤاد ولمّا علم اللّه أنّ الشّيطان يوسوس في صدور أوليائه بالقيام على مقام أمنائه قد أعطاني اللّه ما لم يؤت أحدًا من قبل

منه كتاب العدل الّذي فصّلت في آيات محكمات ... ومنه صحف المناجات .... ومنه شئون العلمية وآيات الخطبية الّتي لا يسبقها أحمد ولا كاظم - صلوات اللّه عليهما - انظر إلى ما نزّلنا في شرح سورة الكوثر فإنّه لكتاب لم يعدل حرفًا منها كلّ كتب الأوّلين وإلى ما أنا نزّلته في شرح البقرة للضّعفاء من المؤمنين وإنّه فيه قد أثبت بآيات القرآن وأخبار آل اللّه أهل العيان ذكر هذا الأمر حيث قد ذكرت خطبة عن عليّ - عليه السلام - في حكم صاحب هذا الأمر البديع الّذي يفصل بين الكلّ بأمره ولا يعجزه بالحقّ شيء في السّموات ولا في الأرض وإنّه لعليّ حكيم وإن سمعت إنّه كتب للجسد العجل الّذي هو خؤار بعض حرف فوربّك إنّي طلبت منه اتيان حديث وحده وإنّه لم يأت وبعد ذلك حمل سخط اللّه وبآء بغضب من اللّه وله عذاب أليم انظر إلى أبطال تلك الفئة ثمّ ذوبانهم الّذين لم يلتفتوا بأحد من الكملين فكيف آمنوا وصدّقوا وبلّغوا وقاموا على الصّراط كمثل جبل المحيط لا يحرّكهم العواصف ولا يوثّر فيهم آيات القواصف وإنّهم حملة الدّين وحفّاظ العلم ولولاهم لم ينزل اللّه آية من الكتاب ولا يجرِ من قلمي حرف رزقني اللّه لقائهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر ومنه شئون التّقية وصفات القدسيّة الّتي لم تقدر أن تدرك شيئًا منها إلّا من بعد أن ترى كأنّه هو نار في حين عنصر المآء وهواء في حين عنصر التّراب فسبحان اللّه موجده ربّ السّموات والأرض عمّا يصفون

فيا أيّها البصير صف نظرك وألطف بصرك إنّ اللّه قد أظهر هذا الأمر من مقام لم يخطر بقلب أحد وكان أُمِّيًّا ... الى قوله ... فسبحان اللّه من علماء الإسلام لقد وقعوا أنفسهم في مبلغ من الجهل ما بلغ فرعون من قبل ولا أعراب الجاهليه لأنّ فرعون لمّا أراد أن ينكر حجّة الرّبّ أتى بشيء من السّحر وإنّ أعراب الجاهليّة ينشئون قصائد ويظهرونها حول البيت وإنّ العلماء ترى شأنهم ومبلغ علمهم فلمّا عجزوا عن كلّ الجهات ليفترون ويقولون إنّ تلك الآيات ما سطرت بقواعد القوم ولا بينها ربط بمثل الرّبط المعلوم قتلهم اللّه كأنّهم أضل من الأنعام كلّ ذلك قالوا في الفرقان من قبل وكلّهم ماتوا ودخلوا نار جهنم وليس اليوم لهم من شفيع أبدًا قل إنّ ذلّة الدّنيا لأحسن من عذاب الآخرة لأنّه يبقى وذلك يفنى ... ربّ فاحكم بين الكلّ بالقسط وقرّب أيّام لقائك فإنّ النّاس عادوني بظنّ السّوء وأنا ذا عدوّ لأعدائك كلّهم وبرئ منهم كأنّي أردت مقامهم فوالّذي نفسي بيده كلّ ملك الدّنيا لو سخّر اللّه لي لم يعدل بحرف من تلك الآيات ولا كلمة تسبيح في تلقاء الجلال وليس لدي أعلى مقامات الدّنيا إلّا بمثل جناح بعوضة ميّتة واعرفوا يا أيّها النّاس حقّ تلك الأيّام فإنّ الشّمس ما طلعت عليها بمثلها فانصروا أمر اللّه بأنفسكم وأموالكم وقروه وعزّزوه ولا تحرموا نصيبكم في الحيوة الدّنيا فإنّي إذا شاء اللّه لأصعد إليه هنالك أنتم تقولون يا حسرة على ما فرّطنا في جنب اللّه ولا ينفعكم اليوم حكم وأنتم إذا متّم لإلى اللّه تحشرون

فيا أيّها السّائل إن كنت من أصحاب العدل حَقّ عليك أن يكون عندك كتاب العدل ثم شرح الكوثر ثم الألفين بأحسن خطّ وصنع ولا أذن لأحد غير صنع الحسن فيه واللّه يعلم كلّ ما كان النّاس يعملون

المصادر
المحتوى
المرفقات
bab-pub01-48-ar-notes
OV