در جواب آقا سید احمد یزدی

في جواب عريضة آقا سيد أحمد يزدي – من آثار حضرة الباب – كتاب ظهور الحق، جلد ۳، الصفحة ۳٦۰ – ۳٦۱

﴿ بسم الله الرّحمٰن الرّحيم ﴾

ألحمد لله الّذي يمنّ على من يشاء من عباده وإنّه لا إله إلّا هو ذو الفضل العظيم وأثني على محمّد صلّى الله عليه وآله بما قد أثناه الله في قِدم الذّات وذروة الصّفات إنّه لا إله إلّا هو العزيز الحكيم المتعال وأصلّي على أوصياء رسول الله صلّى الله عليه وآله بما قد صلّى الجليل عليهم قبل وجود كلّ شيء ويسلّم عليهم بعد فناء كلّ شيء إنّه هو الجواد الوهّاب وبعد

قد قرأت كتابك الّذي أرسلته عند ولدك جزاك الله في أحسن بلائك بما قد صبرت في جنبه وإنّي في الأيّام الّتي كنت في أرض الصّاد اطّلعت بما نزل عليك من قضاء الله وإنّ ذلك لا مفرّ لأحد منه فأحسن الله صبرك فيه فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ولعمري إنّي أقول حبّا لذلك الشّأن

"ألا يا أيّها الموت الّذي لست تاركي أرحني فقد أفنيت كلّ خليل

أراك مصرًّا بالّذين أحبّهم كأنّك تنحو نحوهم بدليل"

وإنّ حين الّذي سمعت بلائك أذنت لولدك بالسّفر إليك وإنّه لم يرض لحبّه في الدين وإنّ الآن لمّا سمعت من الواردين على تلك الأرض كثرة حزنك وكبر سنّك أحببت لأن آذن قرّة عيني الحسن بالصّعود على تلك الأرض المقدّسة وأرجو الله بأن يحفظه في السّبيل ويبلغه إلى ساحة قدس حرم الجليل وإنّ بإذنك ما أذنت لأخيه الأكبر لأنّه معي إنشاء الله في المنظر الأكبر فلا تحزن له فإنّ حضوره لديّ أنفع لك من حضوره لديك وأسئل الله أن يفرّج عن قلوب المؤمنين بفضله ليسهّل لنا الصّعود بالوصول إلى الأرض المقدّسة بمنّه وإنّني أنا في ذلك الجبل أحمد الله حمدًا شعشعانيًّا لامعًا متقدّسًا الذي يعلو على كلّ حمد وثناء كعلوّ أمر الله على كلّ من في ملكوت السّمٰوات والأرض ويفضل على كلّ ثناء كفضل الله على عباده إنّه هو الغنيّ المتعال وفي كلّ حين تدخل الحرم سلّم من أهل السّجن على أئمّة العدل واسئل من فضلهم لأنّ الله قد ضمن لإجابة الدّعاء تحت تلك القبّة ولا شكّ أنّ الله لا يخلف الميعاد وإذ أرادت أمّ أحمد بالحجّ فأرسل معها ولدك الصّغير لسكون قلبها وإنّ الله يؤيّد بفضله من يشاء من عباده وهو العزيز الحكيم وإنّني أنا ذا أستغفر الله ربّي لكلّ ما أحبّ الله وأوليائه إنّه هو الغفور الودود وَسُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ