هذا كتابٌ من عند الله المهيمن القيّوم إلى سليمان على أرض المسقط عن يمين البحر إنّه لا إله إلّا أنا المهيمن القيوم ... لو اجتمعنّ من في ملكوت السّموات والأرض وما بينهما أن يأتينّ بمثل ذلك الكتاب لن يستطيعنّ ولن يقدرنّ ولو أنّا جعلناهم على الأرض فصحاء بالغين بما قد استدللت في الفرقان ليستدلنّ الله بذلك الكتاب في البيان أمرًا من عنده إنّه كان علّامًا قديرًا إن كنت من المؤمنين لا سبيل لك إلاّ وأن تكوننّ به لمن المؤمنين هذا صراط الله لمن في الملكوت السّموات والأرض وما بينهما لا إله إلاّ أنا العزيز الممتنع المنيع ثمّ قد صعدنا إلى البيت من تلك الأرض وكنّا حين ما رجعنا من البيت على تلك الأرض منزلين ما شهدنا ان تذکّرت بما نزّلنا عليك أو تكوننّ من المؤمنين بعد ما خلقناك للقاء أنفسنا وكنّا عليك منزلين ما استدركت ما قد خلقت له بعد ما كنت في كلّ عمرك لله لمن العابدين وإذًا لا ينفعك كلّ ما اكتسبت بما احتجبت عن لقائنا ثمّ عن كتابنا قضاء من لدنّا إنّا كنّا عادلين حين ما نزّلنا عليك الكتاب لو تتبعنّ ما فيه لكان خيرًا لك من أن عبدت الله ربّك من أوّل الّذي لا أوّل له ... قد محّصناك فما وجدناك من المستشعرين فإذًا قد نفيناك عدلاً من لدنّا إنّا كنّا عادلين وإن رجعت إلينا لنبدّلنّ نفيك بالإثبات وإنّا كنّا فاضلين وان انقطع الأمر عن نقطة الأولى فإذا قد أحكمت آيات الله ولا تبديل لها وكلّ بها موقنون بلى ان تكتبنّ إلى من يظهره الله من كتاب ولتوصينّ بأن يبلغنّه إليه عسى الله أن يعفونّ عنك ويبدّلنّ نفيك بالإثبات من عنده إنّه كان فضّالاً فاضلاً فضيلا وإلاّ لا سبيل لك وما ينفعك شيء مما اكتسبت بما احتجبت عن قول بلى قد جعلناك وما عملت كيوم ما خلقناك وما كنت من العاملين ليعتبرنّ بك الّذين هم أوتوا البيان وليراقبنّ أنفسهم حين ما ينزل عليهم كتاب من يظهره الله لعلّهم يتدبّرون فيه ثمّ أنفسهم لينجون وإن رحمتنا قد سبقت على من في ملكوت الأرض والسّموات وما بينهما ثمّ على من في العالمين ولكنّ الّذين احتجبوا عن آيات الله أولئك هم أنفسهم في رحمة الله لا يدخلون ...