سبحانك وتعاليت كيف أذكرك يا محبوب الموجودات وكيف اعترف بحقّك يا مرهوب الممكنات وإنّ منتهى ما تستعرج الأفئدة وغاية ما تدرك العقول والأنفس هو أثر الّذي ذُوِّت بأمرك وظهور الّذي قد ظهر بظهورك فسبحانك وتعاليت إنّك أنت أجلّ من أن تذكر بذكر دونك أو أن تثنى بثناء غيرك قد شهدت الحقايق بجوهريتّها بأنّها هي مقطّعة عن ساحة القرب في جوارك واعترفت الذّوات بمجرّديّتها بأنّها هي ممتنعة عن الوفود عليك فسبحانك وتعاليت ذكر نفسك يليق بنفسك ونعت ذاتك يستحقّ كينونيّتك ... أي ربّ أنت أنشأتني بفضلك في مثل هذه اللّيلة وأنا ذا على جبل وحدة سبحانك لك الحمد بما أنت تحبّ في ملكوت السّموات والأرض ولك الملك في غياهب ملكوت الأمر والخلق أي ربّ قد خلقتني بفضلك وحفظتني في ظلمات البطون بمَنّك ورزقتني بدم الحيوان بلطفك ثمّ لمّا صوّرتني بأحسن صورة من فضلك وأتممت خلقي بأحسن صنع من عندك ونفخت من روحك في جسدي بمنتهى رحمتك وظهور فردانيّتك هنالك قد أخرجتني من عالم البطون إلى عالم الظّهور عريانًا ما كنت أعلم شيئًا ولا استطيع على أمر قد رزقتني بلطفك من لبن طريّ وربّيتني في أيدي الأُمّهات والآباء بلطف جليّ حتّى علّمتني مواقع الأمر من فضلك وعرّفتني منهاج الدّين من كتابك فلمّا بلغت إلى منتهى حدّ البلوغ أشهدتني ذكرك الممنوع وأصعدتني إلى مقام معلوم وربّيتني هنالك بلطائف صنعك ورزقتني على تلك الأرض بأكرم آلائك حتّى قضى ما قضيت في كتابك قد أصعدتني بفضلك إلى أعلى روضة القدس وأنزلتني بمنّك على حظيرة الأُنس حتّى استدركت ما استدركت فيه من ظهورات رحمانيّتك وشئونات فردانيّتك وتجلّيات كبريائيّتك وبدايات أحديّتك ونهايات قيّوميّتك وآيات وأحديّتك وعلامات سبّوحيّتك ومقامات قدّوسيّتك وما لا يحيط بعلم أحد دونك ...