فسبحانك اللّهمّ لو لم تملّك أحدًا من شيء وقد قضى من أوّل عمره إلى آخر ما يعرج إليك بفقرٍ من قضائك ولكن قد جعلته من شجرة محبّتك ذلك خير له عمّا قد خلقت في السّموات والأرض وما بينهما إذ يورث الجنّة بفضلك ويرزق فيها بآلائك ولا نفاد لما عندك هذا فضلك لمن أردته في سبيل محبّتك وكم من عباد قد قُتلوا من قبل في سبيلك وإنّ يومئذٍ كلّ بأسمائهم ليعظّمون وكم عباد قد ملّكتهم متاع الدّنيا واكتسبوا بغير حقٍّ وإنّ يومئذ لا ذكر لهم وهم في أشدّ العذاب وشديد النّكال فأسرع اللّهمّ في ارتفاع شجرة توحيدك وأسقي اللّهمّ تلك الشجرة بماءِ رضوانك وأثمرها بما تحب أن يثمر عند ظهور إيقانك من تسبيحك وتقديسك وتمجيدك وتهليلك وتكبيرك وتفريدك وتحميدك إذ كلّ ذلك بيدك لا بيد غيرك طوبى لمن قد جعلت دمه ماء شجرة إثباتك وبه ترفع كلمة تقديسك وإثباتك قدّر اللّهمّ لي ولمن آمن بك ما هو خيرٌ لنا عندك في أمّ الكتاب إذ كلّ المقادير بيدك لم تزل مواهبك لأهل محبّتك نازلة وبدايع مليك رحمتك لمن وحّدك مجمعة فإليك نفوّض ما قد قدّرت لنا ومنك نسئل من كلّ خير قد أحطت به علمًا وأعصمني اللّهمّ من كلّ شرٍّ قد أحطت به علمًا فإنّه لا حول ولا قوّة إلّا بك وما النّصر إلّا من عندك وما الأمر إلّا من لدنك ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم ...