الحمد لله الّذي هو كائن قبل كلّ شيء ولا يكون شيء معه وكان موجودًا حين لا وجود لشيء لده الّذي قد قصرت أفئدة العارفين عن معرفة أدنى وصفه وعجزت عقول الموحّدين عن درك أدنى آيةٍ من آيات قدرته فسبحانك يا إلهي كلّت الألسن عن تمجيد مقدوراتك فكيف يمكن مجد قدرتك وعجزت الأفهام عن كنه معرفة شيء من خلقك فكيف يمكن معرفة نفسك فبتعريفك نفسي قد عرفتك بأَلَّا تُعرف بما سواك وبإبداعك الخلق لا من شيء عرفتك بأن لا سبيل لأحدٍ في معرفة كنهك أنت الله الّذي لا إله إلّا أنت وحدك لا يعلم أحدٌ كيف أنت إلّا أنت وحدك لا شريك لك أنت الله لم تزل كنت ولم يكن عندك شيء وأنت الله كائنٌ لم تزل ولم يكن في رتبتك شيء فكلّ معترف بالعجز يا إلهي كما أنت تعرف نفسك فقدرتك المبدعة معروفة لدى الممكنات واختراعاتك المحدثة موصوفة عند الإشارات سبحانك تقدّست نفسك من أن يعرفك أحدٌ من خلقك كما أنت أهله ومستحقّه فسبحانك إبداعك لا من شيء حجبت الأشياء عن معرفتك واختراعك الخلق بما هم عليه شهد الإنعدام لدى وصفك فسبحانك يا إلهي قد عجزت النّفوس عن تمجيدك وقد قصُرت العقول عن تحميدك فيا إلهي أشهد لديك بأنّك المعروف بالآيات والموصوف بالعلامات فبايجادك أنفسنا اعترفت لديك بأنّك المقدّس عن وصفنا وبإنشائك أوصافنا لك أشهدك بأنّك المنزّه عن معرفتنا فيا إلهي هب لي كمال الصّعود إليك أجذبني بنفحات قدسك لديك حتّى خرقت الأحجاب نور الانجذاب واضمحلّت مساكن الإنفصال بالورود إلى مقاعد الاتّصال ورقّت أحجاب الرّقايق الّتي منعتني عن الورود في بيت الجلال لأن أدخل عليك وأُقيم عندك واعترف لك بما تصف لي نفسك بأنّك أنت الله لا إله إلّا أنت الفرد الأحد الصّمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن لك ولدٌ ولا شريك لك ولا وليّ من الذّلّ وأنت الله ربّ العالمين وأشهد بأنّ كلّ ما سواك خلقك وفي قبضتك ولا لاحدٍ بسط ولا قبضٌ إلّا بمشيّتك أنت السّلطان القديم والملك العظيم لا تعجز في قدرتك شيئًا ولا شيء إلّا بمشيّتك وكلٌّ معترفٌ بالعبوديّة والتّقصير وما من شيء إلّا يسبّح بحمدك فأسئلك اللّهمّ بجلال وجهك الكريم وبعظمة اسمك القديم أَلَّا تحرمني من نفحات شئون أيّامك الّتي أنت مُحدثها ومُنشئها ... (صحيفه مخزونه)