فسبحانك اللّهمّ يا إلهي هذا يومٌ من أيامك...

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

هو الملك القدوس

فسبحانك اللّهمّ يا إلهي هذا يومٌ من أيامك وساعةٌ من ساعات قدسك واختصصته بنفسك ونسبته إلى حضرتك وأرفعته لإبقآء إسمك وإظهار سلطنتك وجعلته مطلع كلّ الأيام فيما رشحتَ عليه من ظهورات عرش عظمتك وآثار عزّ مكرمتك، وحشرته حينئذ على أحسن التقويم في هذا الهيكل القديم ليُحشر فيه وبه كلّ من في السموات والأرض ليقوم الكلّ على الحساب في نفسك من دون أن يطّلع أحدٌ أو يحصيه نفسٌ أو يدركه شيءٌ ليتمّ كلّ النعمآء فيه من نعمآء قدس أحديّتك وآلآء عزّ ربوبيّتك ليحكي عن خلق كلّ شيء في يوم لقآئك وظهور أيامك وطلوع شمس جمالك.

وعند ذكر ذلك الشرف الكبرى والموهبة العظمى وجذبات شوقك وغلبات حبّك وشغفات ذوقك سمعتُ ندآء أحدٍ من عبادك الذي آمن بك وبآياتك وأعرض عن كلّ الموجودات وأقبل إلى طلعة جمالك وسرع عن كلّ الجهات إلى مكمن استقرارك حتّى وقف على بابك وقام لدى إشراق أنوار قدس أزليّتك من أفق سمآء أحديّتك ومشرق فجر صمديّتك ويريد أن يسترقي إلى رفرف وصلك ولقآئك ويستبقي في مقاعد قربك وجوارك. إذًا يا إلهي طَيِّر في قلبه حمامة شوقك ثم أَجْرِ من فؤاده أبحر حبّك وعن لسانه بدائع ذكرك وعن روحه جواهر وصفك. ثمّ اقبله يا إلهي ليستطيع أن يحفظ في خفيّات سرّه هذا النور البيضآء وهذا الكنز الأخفى ليكون مع عبدك في الأفق الأعلى والرفيق الأبهى.

وإنّك أنت حينئذ في مكمن البقآء وتشهد هذا الروح الحمرآء وتسمع هذا اللّحن الأحلى في قطب الهُويّة مركز العمآء، وإنّك المقتدر على ما تشآء وإنّك أنت المتعالي المقتدر العزيز القيّوم.

المصادر
المحتوى