لك الحمد يا إلهي بما زيّنت العالم بأنوار فجر ليل...

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

هو الابد الاحد الفرد الغنيّ المتعال

لك الحمد يا إلهي بما زيّنت العالم بأنوار فجر ليلٍ فيه وُلِدَ من بَشَّرَ بمطلع قيّوميّتك ومشرق ألوهيّتك ومظهر ربوبيّتك. أسألك يا فاطر السمآء وخالق الأسمآء بأن تؤيّد الذين آووا في ظلّ رحمتك الكبرى ونادوا باسمك بين ملأ الإنشآء

أي ربِّ ترى مولى العالم في سجنه الأعظم مناديًا باسمك وناظرًا إلى وجهك وناطقًا بما انجذب به أهل ملكوت أمرك وخلقك. ولو أرى يا إلهي نفسي أسيرًا بين عبادك ولكن يلوح من وجهه نور سلطنتك وظهور اقتدارك ليوقننّ الكلّ أنّك أنت الله لا إله إلّا أنت، لا يُضعفك قوّة الأقويآء ولا يخذلك شوكة الأمرآء تفعل ما تشآء بسلطانك المهيمن على الأشيآء وتحكم ما تريد بأمرك المحيط على الأشيآء

أي ربّ أسألك بظهورك واقتدارك وسلطنتك واستعلآئك بأن تنصر الذين قاموا على خدمتك ونصروا أمرك وخضعوا عند ظهور نور وجهك. ثمّ اجعلهم يا إلهي غالبين على أعدآئك وقائمين على خدمتك ليظهر بهم آثار سلطنتك في بلادك وآيات قدرتك في ديارك. إنّك أنت المقتدر على ما تشآء لا إله إلّا أنت المهيمن القيّوم.

قد نزل هذا اللوح المحمود في يوم المولود لتقرأه بالخضوع والابتهال وتشكر ربّك العليم الخبير، أن اجهد في خدمة الله ليظهر منك ما يبقى به ذكرك في ملكوته العزيز المنيع.

قل سبحانك يا إلهي أسألك بمطلع آياتك ومظهر بيّناتك بأن تجعلني في كلّ الأحوال متمسّكًا بحبل ألطافك ومتشبِّثًا بذيل مواهبك، ثمّ اجعلني من الذين ما منعتهم شئونات الأرض عن خدمتك وطاعتك ولا سطوة الخلق عن ذكرك وثنآئك. أي ربّ وفّقني على ما تحبّ وترضى ثمّ أيّدني على ما يرفع به ذكرك وتشتعل به نار محبّتك. إنّك أنت الغفور الكريم.

المصادر
المحتوى