مناجاة - سُبْحانَكَ يا إِلهِي تَرانِي تَحْتَ أَيْدِيْ الظَّالِمِينَ، كُلَّما أَتَوَجَّهُ

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

مناجاة (٥) – من آثار حضرة بهاءالله – مناجاة، ١٣٨ بديع، رقم ٥، الصفحة ٩

سُبْحانَكَ يا إِلهِي تَرانِي تَحْتَ أَيْدِيْ الظَّالِمِينَ، كُلَّما أَتَوَجَّهُ إِلَى اليَمِينِ أَسْمَعُ ضَجِيجَ أَحِبَّائِكَ الَّذِينَ جَعَلَهُمُ المُشْرِكُونَ أُسارَى بِما آمَنُوا بِكَ وَبِآياتِكَ وَأَقْبَلُوا إِلى أُفُقِ فَضْلِكَ وَعِنايَتِكَ، وَإِذا أَلْتَفِتُ إِلى اليَسارِ أَسْمَعُ نِداءَ الفُجَّارِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِكَ وَبِآياتِكَ، وَكانُوا مُصِرِّينَ فِيْ إِطْفآءِ سِراجِ أَحَدِيَّتِكَ الَّذِيْ أَضاءَ بِنُورِ ذاتِكَ بَيْنَ سَمائِكَ وَأَرْضِكَ، أَيْ رَبِّ قَدْ ذابَتْ قُلُوبُ أَصْفِيائِكَ فِيْ فِراقِكَ، وَاحْتَرَقَتْ أَكْبادُ أَحِبَّائِكَ بِنارِ الاشْتِياقِ فِيْ أَيَّامِكَ، أَسْئَلُكَ يا فاطِرَ السَّماءِ وَمالِكَ الأَسْماءِ بِنَفْسِكَ الأَبْهى وَذِكْرِكَ العَلِيِّ الأَعْلى بِأَنْ تُنَزِّلَ عَلَى أَحِبَّتِكَ ما يُقَرِّبُهُمْ إِلَيْكَ وَيُسْمِعُهُمْ آياتِكَ، أَيْ رَبِّ فَاخْرُقْ سُبُحاتِ الجَلالِ بِيَدِ القُدْرَةِ وَالإِجْلالِ لِيَرَوْكَ المُخْلِصُونَ عَلَى عَرْشِ عَظَمَتِكَ، وَتَقَرَّ عُيُونُ المُوَحِّدِينَ مِنْ بَوَارِقِ أَنْوارِ وَجْهِكَ، أَيْ رَبِّ قَدْ غُلِقَتْ أَبْوابُ الرَّجآءِ عَلَى قُلُوبِ المُشْتَاقِينَ وَعِنْدَكَ مَفاتِيحُها، أَنِ افْتَحْ بِقُدْرَتِكَ وَسُلْطانِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشآءُ، وَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ المَنَّانُ.

المصادر
المحتوى
OV