مناجاة - سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي وَعِزَّتِكَ مِنْ تَتابُعِ البَلايا مُنِعَ القَلَمُ

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

مناجاة (٦) – من آثار حضرة بهاءالله – مناجاة، ١٣٨ بديع، رقم ٦، الصفحة ١٠

سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي وَعِزَّتِكَ مِنْ تَتابُعِ البَلايا مُنِعَ القَلَمُ الأَعْلى مِنْ إِظْهارِ ما هُوَ المَسْتُورُ عَنْ أَنْظُرِ بَرِيَّتِكَ، وَمِنْ تَرادُفِ القَضَايا مُنِعَ لِسانُ الإِمْضآءِ عَنْ بَدائِعِ ذِكْرِكَ وَثَنائِكَ، إِذًا يا إِلهِي بِهذا اللِّسانِ الكَلِيلِ أَدْعُوكَ، وَبِهذا القَلَمِ العَلِيلِ أَشْتَغِلُ بِذِكْرِكَ، هَلْ مِنْ ذِي بَصَرٍ يا إِلهِي لِيَراكَ بِعَيْنِكَ. وَهَلْ مِنْ ذِي ظَمَأٍ يَتَوَجَّهُ إِلى كَوْثَرِ حُبِّكَ، وَأَنَا الَّذِيْ يا إِلهِي مَحَوْتُ عَنْ قَلْبِي ذِكْرَ دُونِكَ وَكَتَبْتُ عَلَيهِ أَسْرارَ حُبِّكَ، فَوَعِزَّتِكَ لَوْلا البَلايا لَمْ يَظْهَرِ الامْتِيازُ بَيْنَ عِبادِكَ المُوْقِنِينَ وَالمُرِيبِينَ، إِنَّ الَّذِينَهُمْ سَكِرُوا مِنْ خَمْرِ مَعَارِفِكَ، أُولئِكَ يُسْرِعُونَ إِلى البَلايا شَوْقًا لِلِقائِكَ، أَسْئَلُكَ يا مَحْبُوبَ قَلْبِي وَالمَذْكورُ فِيْ صَدْرِي بِأَنْ تَحْفَظَ أَحِبَّائِي مِنْ شائِبَةِ النَّفْسِ وَالهَوی، ثُمَّ ارْزُقْهُمْ خَيْرَ الآخِرَةِ وَالأُولی، وَإِنَّكَ أَنْتَ الَّذِيْ بِمَنِّكَ هَدَيْتَهُمْ وَسَمَّيْتَ نَفْسَكَ بِالرَّحْمنِ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ الْمُسْتَعَانُ.

المصادر
المحتوى
OV