مناجاة - سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي تَرَى مَقَرِّيْ وَمَحْبَسِي وَابْتِلاَئِي

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

مناجاة (٨) – من آثار حضرة بهاءالله – مناجاة، ١٣٨ بديع، رقم ٨، الصفحة ١٢

سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي تَرَى مَقَرِّيْ وَمَحْبَسِي وَابْتِلاَئِي، فَوَعِزَّتِكَ قَدْ عَجِزَ القَلَمُ عَنْ ذِكْرِهَا، وَالبَيانُ عَنْ بَيانِهَا وَشَرْحِهَا، لَمْ أَدْرِ يا إِلهِي بِأَيِّ جِهَةٍ تَرَكْتَنِي بَيْنَ أَعادِي نَفْسِكَ، فَوَعِزَّتِكَ لا أَجْزَعُ عَنِ الشَّدائِدِ فِيْ حُبِّكَ وَلا أَضْطَرِبُ عَنِ البَلايا فِيْ سَبِيلِكَ، بَلْ حُزْنِي فِيْ تَأْخِيرِكَ فِيمَا قَضَيْتَهُ فِيْ أَلْواحِ أَمْرِكَ وَصَحائِفِ قَضائِكَ وَتَقْدِيرِكَ، وَإِنَّ دَمِي يُخاطِبُنِي فِيْ كُلِّ الأَحْيانِ وَيَقُولُ يا طَلْعَةَ الرَّحْمنِ إِلى مَتى حَبَسْتَنِي فِيْ حِصْنِ الأَكْوانِ وَسِجْنِ الإِمْكانِ بَعْدَ الَّذِيْ وَعَدْتَنِي بِأَنْ تَحْمَرَّ الأَرْضُ مِنِّي وَتُصْبَغَ وُجُوهُ أَهْلِ مَلإِ الفِرْدَوْسِ مِنْ رَشَحاتِي، وَأَنَا أَقُولُ أَنِ اصْبِرْ ثُمَّ اسْكُنْ لأنَّ ما تُرِيدُ يَظْهَرُ فِيْ سَاعَةٍ، وَيَتِمُّ فِيْ سَاعَةٍ أُخْرى، وَلكِنْ ما أَنَا عَلَيْهِ فِيْ سَبِيلِ اللّهِ لأَشْرَبَ فِيْ كُلِّ حِينٍ كَأْسَ القَضَاءِ وَلا أُرِيدُ أَنْ يَنْقَطِعَ القَضَاءُ وَالبَلاءُ فِيْ سَبِيلِ رَبِّيَ العَلِيِّ الأَبْهی، وَإِنَّكَ أَرِدْ ما أُرِيدُ، وَلا تُرِدْ ما تُرِيدُ، ما حَبَسْتُكَ لِحِفْظِي بَلْ لِقَضاءٍ بَعْدَ قَضَاءٍ وَبَلاءٍ بَعْدَ بَلاءٍ، قَدِ انْعَدَمَ حَبِيبٌ يُمَيِّزُ بَيْنَ الشَّهْدِ وَالسَّمِّ فِيْ حُبِّ مَحْبُوبِهِ، كُنْ راضِيًا بِما قَضَى اللَّهُ لَكَ، وَإِنَّهُ يَحْكُمُ عَلَيْكَ ما يُحِبُّ وَيَرْضی، لا إِلهَ إِلاَّ هُو العَلِيُّ الأَعْلی.

المصادر
المحتوى
OV