يا مَنْ وَجْهُكَ كَعْبَةُ المُشْتَاقِينَ، وَلِقائُكَ أَمَلُ المُخْلِصِينَ، وَقُرْبُكَ رَجاءُ المُقَرَّبِينَ، وَطَلْعَتُكَ صَحِيفَةُ العارِفِينَ، وَاسْمُكَ رُوحُ المُشْتاقِينَ، وَنِدائُكَ حَيوةُ العاشقِينَ، وَما يَخْرُجُ مِنْ شَفَتَيْكَ كَوْثَرُ الحَيَوانِ لِمَنْ فِيْ السَّمَواتِ وَالأَرَضِينَ، أَسْئَلُكَ بِمَظْلُوميَّةِ نَفْسِكَ وَبِابْتِلائِها بَيْنَ جُنُودِ الظَّالِمِيْنَ بِأَنْ تُنَزِّلَ عَلَيَّ مِنْ سَحَابِ رَحْمَتِكَ ما يَجْعَلُنِي مُقَدَّسَةً عَمَّا سِواكَ لأَكُونَ لائِقَةً لِذِكْرِكَ وَقابِلَةً لِحُبِّكَ، أَيْ رَبِّ لا تَمْنَعْنِي عَمَّا قَدَّرْتَهُ لإِمائِكَ اللاَّئِي يَطُفْنَ فِيْ حَوْلِكَ وَيَتَجَلَّى عَلَيْهِنَّ فِيْ كُلِّ حِينٍ شَمْسُ جَمالِكَ وَأَنْوارُ وَجْهِكَ، إِنَّكَ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ مُعِينَ مَنْ أَرادَكَ وَمُعْطِيَ مَنْ سَئَلَكَ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنتَ العَزِيزُ الْباقِ المُعْطِ الْكَرِيمُ.