سُبْحانَكَ يا إِلهِي كَيْفَ أَشْكُرُكَ بِما اخْتَصَصْتَنِي بَيْنَ عِبادِكَ، وَاصْطَفَيْتَنِي لِعِرْفانِ نَفْسِكَ بَعْدَ الَّذِيْ أَعْرَضَ كُلٌّ عَنْ جِمالِكَ، أَشْهَدُ يا إِلهِي لَوْ أُقْتَلُ فِيْ سَبِيلِكَ فِيْ كُلِّ حِينٍ أَلْفَ مَرَّةٍ لا يُعادِلُ بِقَلِيلِ ما أَعْطَيْتَنِي بِفَضْلِكَ، كُنْتُ نائمًا فِيْ رَقْدِ الهَوى أَيْقَظْتَنِي بِنِدائِكَ الأَعْلى وَكَشَفْتَ لِي جَمالَكَ وَأَسْمَعْتَنِي آياتِكَ وَعَرَّفْتَنِي نَفْسَكَ وَأَنْطَقْتَنِي بِذِكْرِكَ وَثَنائِكَ وَجَعَلْتَنِي ثابِتًا فَيْ حُبِّكَ إِلى أَنْ صِرْتُ أَسِيرًا بِأَيْدِي الغافِلِينَ مِنْ عِبادِكَ، إِذًا تَرَى غُرْبَتِيْ فِيْ أَيَّامِكَ وَاشْتِياقِيْ بِلِقائِكَ وَشَوْقِيْ إِلى سَاحَةِ عِزِّ فَرْدانِيَّتِكَ وَاهْتِزازِي مِنْ هُبُوبِ أَرْيَاحِ رَحْمَانِيَّتِكَ، أَسْئَلُكَ يا مالِكَ مَمالِكَ الإِنْشآءِ وَسُلْطَانَ الأَسْمآءِ بِأَنْ تَكْتُبَ اسْمِي مِنَ الَّذِينَ لَمْ يَزَلْ طَافُوا حَوْلَ سُرادِقِ مَجْدِكَ وَتَشَبَّثُوا بِذَيْلِ عِنايَتِكَ وَتَمَسَّكُوا بِحَبْلِ عُطُوفَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّومُ.