سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ قَدْ تَوَجَّهْتُ إِلى شَطْرِ أَمْرِكَ مُوقِنًا بِوَحْدانِيَّتِكَ وَمُعْتَرِفًا بِفَرْدانِيَّتِكَ وَمُذْعِنًا بِسَلْطَنَتِكَ وَاقْتِدارِكَ وَمُقِرًّا بِعَظَمَتِكَ وَإِجْلالِكَ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ انْفَطَرَتِ السَّماءُ وَانْشَقَّتِ الأَرْضُ وَانْدَكَّتِ الجِبالُ بِأَنْ لا تَمْنَعَنِي عَنْ هُبُوبِ أَرْياحِ رَحْمَتِكَ فِيْ أَيَّامِكَ وَلا تُبْعِدَنِي عن شاطئِ قُرْبِكَ وَإِفْضالِكَ، أَيْ رَبِّ أَنَا العَطْشانُ فَأَشْرِبْنِي مِنْ كَوْثَرِ فَضْلِكَ وَأَنَا الفَقِيرُ فَأَظْهِرْ لِي ظُهُوراتِ غَنائِكَ، هَلْ يَنْبَغِي لِشَأْنِكَ بِأَنْ تَطْرُدَ الآمِلِينَ عَنْ فِنآءِ بابِ فَضْلِكَ وَأَلْطافِكَ، وَهَلْ يَلِيقُ لِسُلْطانِكَ بِأَنْ تَمْنَعَ المُشْتاقِينَ عَن كَعْبَةِ وَصْلِكَ وَلِقائِكَ، فَوَعِزَّتِكَ لَيْسَ هذا ظَنِّي بِكَ لأَنِّي أَيْقَنْتُ بِأَنَّكَ أَنْتَ الْكَرِيمُ ذُو الفَضْلِ العَمِيمِ، أَيْ رَبِّ أَسْئَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِيْ سَبَقَتِ المُمْكِناتِ وَبِكَرَمِكَ الَّذِيْ أَحاطَ الكائِناتِ بِأَنْ تَجْعَلَنِيْ مُقْبِلاً إِلَيْكَ وَلائِذًا بِحَضْرَتِكَ وَمُسْتَقِيمًا فِيْ حُبِّكَ، ثُمَّ اكْتُبْ لِي ما قَدَّرْتَهُ لأحِبَّائِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الغَفُورُ الكَرِيمُ وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ.