مناجاة - سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي أَسْئَلُكَ بِهَياكِلِ قُدْسِ أَحَدِيَّتِكَ

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

مناجاة (٢٤) – من آثار حضرة بهاءالله – مناجاة، ١٣٨ بديع، رقم ٢٤، الصفحة ٢٣

سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي أَسْئَلُكَ بِهَياكِلِ قُدْسِ أَحَدِيَّتِكَ وَمَظَاهِرِ عِزِّ فَرْدَانِيَّتِكَ وَمَطالِعِ وَحْيِكَ وَإِلْهامِكَ بِأَنْ لا تَمْنَعَ عِبادَكَ مِنْ هذِهِ الشَّرِيعَةِ الَّتِيْ انْشَعَبَتْ مِنَ البَحْرِ الأَعْظَمِ بِمَشِيَّتِكَ وَإِرَادَتِكَ، ثُمَّ قَدِّرْ لَهُمْ ما قَدَّرْتَهُ لأَصْفِيائِكَ وَخِيْرَةِ خَلْقِكَ الَّذِينَ ما حَرَّكَتْهُمْ عَواصِفُ الافْتِتانِ عَنِ الاسْتِقامَةِ عَلَى أَمْرِكَ وَما مَنَعَتْهُمْ قَوَاصِفُ الامْتِحانِ عَنْ إَعْلآءِ كَلِمَتِكَ العُلْيا الَّتِيْ بِها انْفَطَرَتْ سَمواتُ الظُّنُونِ وَالأَوْهامِ وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيزُ العَلاّمُ، ثُمَّ عَرِّفْ يا إِلهِي عِبادَكَ الشَّمْسَ الَّتِيْ أَشْرَقَتْ عَنْ أُفُقِ قَضائِكَ وَتَقْدِيرِكَ وَلا تَجْعَلْهُمْ مَحْرُومِينَ عَنِ الجَنَّةِ الَّتِيْ خَلَقْتَها بِاسْمِكَ الأَبْهى فِيْ جَبَرُوتِكَ الأَعْلی، ثُمَّ أَسْمِعْهُمْ يا إِلهِي نِدائَكَ الأَحْلى لِيَسْرُعُنَّ كُلٌّ إِلى شَطْرِ فَرْدانِيَّتِكَ وَيَعْتَرِفُنَّ بِوَحْدانِيَّتِكَ يا حَبِيبَ قُلُوبِ المُشْتاقِينَ وَيا مَحْبُوبَ أفْئِدَةِ العارِفِينَ، أَسْئَلُكَ بِالَّذِينَ كَسَّرُوا الأَصْنامَ فِيْ هذا الظُّهُورِ الَّذِيْ بِهِ ظَهَرَ الزِّلْزالُ الأَعْظَمُ وَالفَزَعُ الأَكْبَرُ بِأَنْ تُؤَيِّدَ عِبادَكَ فِيْ كُلِّ الأَحْيانِ بِآياتِ قُدْرَتِكَ وَظُهُوراتِ عِزِّ قَيُّومِيَّتِكَ، ثُمَّ اجْعَلْ قُلُوبَهُمْ زُبَرَ الحَدِيدِ لِئَلاَّ تُخَوِّفَهُمْ سَطْوَةُ الَّذِيْنَهُمْ ظَلَمُوا عَلَى مَظْهَرِ ذاتِكَ وَمَطْلَعِ غَيْبِكَ، وَلِيَقُومُنَّ كُلٌّ عَلَى ذِكْرِكَ وَنُصْرَتِكَ لِتُرْفَعَ بِهِمْ أَعْلامُ نُصْرَتِكَ فِيْ مَمْلَكَتِكَ وَرَاياتُ أَمْرِكَ فِيْ دِيارِكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ الَّذِيْ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ قادِرًا بِمَشِيَّتِكَ وَلا تَزالُ تَكُونُ بِمِثْلِ ما قَدْ كُنْتَ فِيْ أَزَلِ الآزالِ، وَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ المُتَعالِ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُتَعالِ المُهَيْمِنُ المُتَكَبِّرُ الواحِدُ الفَرْدُ العَزِيزُ المُخْتارُ.

المصادر
المحتوى
OV