تَرَى يا إِلهِي إِشْراقَ شَمْسِ كَلِمَتِكَ مِنْ أُفُقِ سِجْنِكَ بِما ارْتَفَعَ فِيهِ ذِكْرُكَ بِلِسانِ مَظْهَرِ ذاتِكَ وَمَطْلَعِ أَنْوارِ أَحَدِيَّتِكَ، وَبِذلِكَ تَضَوَّعَتْ نَفَحاتُ مَحْبُوبِيَّتِكَ فِيْ بِلادِكَ وَأَحاطَتْ أَهْلَ مَمْلَكَتِكَ، يا إِلهِي لَمَّا أَظْهَرْتَ فَضْلَكَ لا تَمْنَعْ عِبادَكَ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلَيْهِ، لا تَنْظُرْ يا إِلهِي إِلى مَقاماتِهِمْ وَشُئُوناتِهِمْ وَأَعْمالِهِمْ فَانْظُرْ إِلى عَظَمَتِكَ وَمَواهِبِكَ وَقُدْرَتِكَ وَأَلْطافِكَ، وَعِزَّتِكَ لَوْ تَنْظُرُ بِعَيْنِ العَدْلِ كُلٌّ يَسْتَحِقُّونَ غَضَبَكَ وَسِياطَ قَهْرِكَ، خُذْ يا إِلهِي أَيادِيَ الخَلْقِ بِأَيادِي فَضْلِكَ ثُمَّ عَرِّفْهُمْ ما هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ عَمَّا خُلِقَ فِيْ مَلَكُوتِ الإِنْشاءِ، نَشْهَدُ يا إِلهِي بِأَنَّكَ أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، لَمْ تَزَلْ كُنْتَ وَما كانَ أَحَدٌ دُونَكَ وَلا تَزالُ تَكُونُ وَما يَكُونُ غَيْرُكَ، أَسْئَلُكَ بِالأَبْصارِ الَّتِيْ يَرَوْنَكَ مُسْتَقِرًّا عَلَى عَرْشِ الَّتْوحِيدِ وَكُرْسِيِّ التَّفْرِيدِ بِأَنْ تَنْصُرَ أَحِبَّتَكَ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ، ثُمَّ ارْفَعْهُمْ إِلى مَقامٍ يَشْهَدُونَ بِذَواتِهِم وَأَلْسُنِهِمْ بِأَنَّكَ أَنْتَ الواحِدُ الفَرْدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ، ما اتَّخَذْتَ لِنَفْسِكَ شَرِيكًا وَلا شَبِيهًا إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ المُقْتَدِرُ المُسْتَعانُ.