سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي تَرانِي اليَوْمَ فِيْ السِّجْنِ بَيْنَ أَيْدِي أَعْدائِكَ وَالإِبْنَ عَلَى التُّرابِ أَمامَ وَجْهِكَ، أَيْ رَبِّ هذا عَبْدُكَ الَّذِيْ نَسَبْتَهُ إِلى مَطْلَعِ ذاتِكَ وَمَشْرِقِ أَمْرِكَ إِذا وُلِدَ ابْتُلِيَ بِالفِراقِ بِما جَرَى عَلَيْهِ حُكْمُ قَضائِكَ، وإِذَا شَرِبَ رَحِيقَ الوِصالِ ابْتُلِيَ بِالسَّجْنِ بِما آمَنَ بِكَ وَبِآياتِكَ، وَكانَ يَخْدُمُ جَمالَكَ إِلى أَنْ وَرَدَ فِيْ هذا السِّجْنِ الأَعْظَمِ، إِذًا يا إِلهِي فَدَيْنَاهُ فِيْ سَبِيلِكَ، وَتَرَى ما وَرَدَ عَلَى أَحِبَّائِكَ فِيْ هذِهِ المُصِيبَةِ الَّتِيْ فِيها ناحَتِ القَبائِلُ وَمِنْ وَرائِها أَهْلُ الْمَلأِ الأَعْلی، أَيْ رَبِّ أَسْئَلُكَ بِهِ وَغُرْبَتِهِ وَسَجْنِهِ بِأَنْ تُنَزِّلَ عَلَى أَحِبَّائِهِ ما تَسْكُنُ بِهِ قُلُوبُهُمْ وَتَصْلُحُ بِهِ أُمُورُهُمْ إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُقْتَدِرُ القَدِيرُ.