سُبْحَانَكَ يا إِلهِي أَنْتَ الَّذِيْ قَلَّبْتَ الكائِناتِ بِكَلِمَةٍ مِنْ عِنْدِكَ وَفَصَّلْتَ بَيْنَ عِبادِكَ بِإِشارَةٍ مِنْ قَلَمِكَ، أَشْهَدُ يا إِلهِي بِأَنَّكَ فِيْ هذا الظُّهُورِ تَكَلَّمْتَ بِكَلِمَةٍ وَبِها قَبَضْتَ الأَرْواحَ مِنْ كُلِّ الأَشْياءِ وَبِكَلِمَةٍ أُخْرى أَحْيَيْتَ مَنْ أَرَدْتَهُ بِجُودِكَ وَفَضْلِكَ، إِذًا أَشْكرُكَ وَأَحْمَدُكَ مِنْ قِبَلِ أَحِبَّتِكَ بِما أَحْيَيْتَهُمْ مِنَ الكَوْثَرِ الَّذِيْ جَرَى مِنْ فَمِ مَشِيَّتِكَ، يا إِلهِي لَمَّا أَحْيَيْتَهُمْ بِجُودِكَ فَأَثْبِتْهُمْ بِإِحْسانِكَ، لَمَّا أَدْخَلْتَهُمْ فِيْ سُرادِقِ أَمْرِكَ لا تَمْنَعْهُمْ بِفَضْلِكَ، فَافْتَحْ يا إِلهِي عَلَى قُلُوبِهِمْ أَبْوابَ عِرْفانِكَ لِيَعْرِفُوكَ مُقَدَّسًا عَنْ خَلْقِكَ وَمُتَعالِيًا مِنْ إِشاراتِ بَريَّتِكَ وَلِئَلاَّ يَتَّبِعُوا كُلَّ ناعِقٍ يَدَّعِي مَقامَكَ، أَيْ رَبِّ فَاجْعَلْهُمْ مُسْتَقِيمًا فِيْ أَمْرِكَ عَلَى مَقامٍ لا تُحَرِّكُهُمْ كَلِماتٌ مُتَشابِهاتٌ مِنَ الَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَهْوائِهِمْ ما لا قُدِّرَ لَهُمْ فِيْ صُحُفِكَ وَأَلْواحِكَ، أَيْ رَبِّ تَعْلَمُ بِأَنِّي أَسْمَعُ نِدآءَ الذِّئَابِ فِيْ أَثْوابِ العِبادِ فَاحْفَظْ أَحِبَّتَكَ مِنْ شَرِّهِمْ ثُمَّ اجْعَلْهُمْ مُسْتَقِيمِينَ عَلَى ما ظَهَرَ مِنْ عِنْدِكَ فِيْ هذا الظُّهُورِ الَّذِيْ ما كانَ فِيْ عِلْمِكَ أَكْبَرُ مِنْهُ، أَيْ رَبِّ قَدِّرْ لَهُمْ ما يَنْفَعُهُمْ ثُمَّ نَوِّرْ أَبْصارَهُمْ بِنُورِ مَعْرِفَتِكَ لِيَرَوْكَ ظاهِرًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ وَمُشْرِقًا بَيْنَ خَلْقِكَ وَغالِبًا عَلَى مَنْ فِيْ سَمائِكَ وَأَرْضِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ المُسْتَعانُ، وَالحَمْدُ لَكَ يا إِلهَ الإِمْكانِ وَمَنْ فِيْ الأَكْوانِ.