مناجاة - سُبْحانَكَ يا إِلهِي قَدْ أَخَذَتْنِي نَفَحاتُ وَصْلِكَ

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

مناجاة (٣٦) – من آثار حضرة بهاءالله – مناجاة، ١٣٨ بديع، رقم ٣٦، الصفحة ٣٦

سُبْحانَكَ يا إِلهِي قَدْ أَخَذَتْنِي نَفَحاتُ وَصْلِكَ عَلَى شَأْنٍ نَسِيْتُ نَفْسِيْ وَما عِنْدِي، إِنْ هذا إِلاَّ مِنْ بَدائِعِ فَضْلِكَ وَمَواهِبِكَ، لَكَ الحَمْدُ يا إِلهِي عَلَى ما اصْطَفَيْتَنِيْ بَيْنَ بَرِيَّتِكَ وَجَعَلْتَنِيْ مَطْلَعَ قُوَّتِكَ وَمَظْهَرَ قُدْرَتِكَ وَأَظْهَرْتَ مِنِّيْ مِنْ آياتِكَ وَشُئُوناتِ عَظَمَتِكَ وَاقْتِدارِكَ ما عَجِزَ عَنْها مَنْ فِيْ أَرْضِكَ وَسَمائِكَ، أَيْ رَبِّ أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الأَبْهى بِأَنْ تُعَرِّفَ أَهْلَ البَهآءِ ما قَدَّرْتَ لَهُمْ ثُمَّ احْفَظْهُمْ فِيْ حِصْنِ وِلايَتِكَ وَسُرادِقِ عِصْمَتِكَ لِئَلاَّ يَظْهَرَ مِنْهُمْ ما يَخْتَلِفُ بِهِ عِبادُكَ، أَيْ رَبِّ فَاجْمَعْهُمْ عَلَى شاطِئِ هذا البَحْرِ الَّذِيْ كُلُّ قَطْرَةٍ مِنْهُ تُنادِيْ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا العَزِيزُ الحَكِيمُ، أَيْ رَبِّ عَرِّفْهُمْ عَظَمَةَ أَمْرِكَ لِئَلاَّ يَشْتَبِهَ عَلَيْهِمْ سَلْطَنَتُكَ وَاقْتِدارُكَ، فَوَعِزَّتِكَ يا مَحْبُوبَ العالَمِينَ لَوْ عَرَفُوا ما تَكَلَّمُوا بِما لا قَدَّرْتَ لَهُمْ فِيْ سَماءِ مَشِيَّتِكَ، أَيْ رَبِّ فَأَلْهِمْهُمْ عَجْزَ أَنْفُسِهِمْ تِلْقاءَ مَظْهَرِ نَفْسِكَ وَعَلِّمْهُمْ فَقْرَ ذَواتِهِمْ لَدَى ظُهُوراتِ غَنائِكَ وَاسْتِغْنائِكَ لِيَجْمَعُوا عَلَى أَمْرِكَ وَيَتَشَبَّثُوا بِذَيْلِ رَحْمَتِكَ وَيَتَمَسَّكُوا بِحَبْلِ إِرادَتِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ مَوْلَى العالَمِينَ وَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

المصادر
المحتوى
OV