مناجاة - يا إِلهِي لا يُعْرَفُ تَوْحِيدُكَ إِلاَّ بِمَعْرِفَةِ مَظْهَرِ فَرْدانِيَّتِكَ

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

مناجاة (٤١) – من آثار حضرة بهاءالله – مناجاة، ١٣٨ بديع، رقم ٤١، الصفحة ٤٣

يا إِلهِي لا يُعْرَفُ تَوْحِيدُكَ إِلاَّ بِمَعْرِفَةِ مَظْهَرِ فَرْدانِيَّتِكَ وَمَطْلَعِ وَحْدانيَّتِكَ، مَنْ يَرَى لَهُ ضِدَّا قَدْ أَقَرَّ لَكَ بِضِدٍّ وَمَنْ اعْتَرَفَ لَهُ نِدًّا اعْتَرَفَ بِنِدٍّ لَكَ، كَلاَّ ثُمَّ كَلاَّ بِأَنْ يَكُونَ لَكَ ضِدٌّ فِيْ الإِمْكانِ، لَمْ تَزَلْ كُنْتَ مُقَدَّسًا عَنِ الأَشْباهِ وَالأَمْثالِ قَدْ ثَبَتَ تَوْحِيدُكَ بِتَوْحِيدِ مَطْلَعِ أَمْرِكَ، مَنْ أَنْكَرَ هذا قَدْ أَنْكَرَ تَوْحِيدَكَ وَنازَعَكَ فِيْ سُلْطانِكَ وَحارَبَكَ فِيْ مَمْلَكَتِكَ وَجاحَدَكَ فِيْ أَوامِرِكَ، أَيْ رَبِّ أَيِّدْ عِبادَكَ عَلَى تَوْحِيدِكَ وَذِكْرِ تَفْرِيدِكَ لِيَجْتَمِعَ الكُلُّ عَلَى ما أَرَدْتَهُ فِيْ هذا اليَوْمِ الَّذِيْ فِيهِ أَشْرَقَتْ شَمْسُ كَيْنُونَتِكَ مِنْ أُفُقِ إِرادَتِكَ وَلاحَ قَمَرُ ذاتِيَّتِكَ مِنْ مَطْلَعِ أَمْرِكَ، أَيْ رَبِّ أَنْتَ الَّذِيْ لا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِكَ مِنْ شَيْءٍ وَلا يُعْجِزُكَ مِنْ شَيْءٍ تَفْعَلُ ما تَشاءُ بِسُلْطانِكَ المُهَيْمِنِ عَلَى العالَمِينَ، يا إِلهِي وَمَحْبُوبي أَنْتَ تَعْلَمُ ظَمَأَ فِراقِي لا يَسْكنُ إِلاَّ بِمآءِ وِصالِكَ وَاضْطِرابَ قَلْبِي لا يَطْمَئِنُّ إِلاَّ بِكَوْثَرِ لِقائِكَ، أَيْ رَبِّ فَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ سَمآءِ عَطائِكَ ما يُقَرِّبُنِي إِلى كَأْسِ أَلْطافِكَ وَيُشْرِبُنِي الرَّحِيقَ المَخْتُومَ الَّذِيْ فُكَّ خِتامُهُ بِاسْمِكَ وَتَضَوَّعَ مِنْهُ عَرْفُ أَيَّامِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الْكَرِيمُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ، يَشْهَدُ بِكَرَمِكَ مَنْ فِي الإِمْكانِ فَارْحَمْنِيْ بِجُودِكَ ثُمَّ أَكْرِمْنِي بِسُلْطانِكَ ثُمَّ قَرِّبْنِي بِأَلْطافِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ المُعْطِ المُقْتَدِرُ الغَفُورُ الْكَرِيمُ.

المصادر
المحتوى
OV