مناجاة - (من ألواح النيروز) لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهِي بِما جَعَلْتَ النَّيْرُوزَ

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

مناجاة (٤٦) – من آثار حضرة بهاءالله – مناجاة، ١٣٨ بديع، رقم ٤٦، الصفحة ٥٠

لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهِي بِما جَعَلْتَ النَّيْرُوزَ عِيْدًا لِلَّذِينَ صامُوا فِيْ حُبِّكَ وَكَفُّوا أَنْفُسَهُمْ عَمَّا يَكرَهُهُ رِضائُكَ، أَيْ رَبِّ اجْعَلْهُمْ مِنْ نارِ حُبِّكَ وَحَرارَةِ صَوْمِكَ مُشْتَعِلِينَ فِيْ أَمْرِكَ وَمُشْتَغِلِينَ بِذِكْرِكَ وَثَنائِكَ، أَيْ رَبِّ لَمَّا زَيَّنْتَهُمْ بِطِرازِ الصَّوْمِ زَيِّنْهُمْ بِطِرازِ القَبُولِ بِفَضْلِكَ وَإِحْسانِكَ لأنَّ الأَعْمالَ كُلَّها مُعَلَّقَةٌ بِقَبُولِكَ وَمَنُوطَةٌ بِأَمْرِكَ، لَوْ تَحْكُمُ لِمَنْ أَفْطَرَ حُكْمَ الصَّوْمِ إِنَّهُ مِمَّنْ صَامَ فِيْ أَزَلِ الآزالِ وَلَوْ تَحْكُمُ لِمَنْ صَامَ حُكْمَ الإِفْطارِ إِنَّهُ مِمَّنْ اغْبَرَّ بِهِ ثَوْبُ الأَمْرِ وَبَعُدَ عَنْ زُلالِ هذا السَّلْسالِ، أَنْتَ الَّذِيْ بِكَ نُصِبَتْ رايَةُ أَنْتَ المَحْمُودُ فِيْ فِعْلِكَ وَارْتَفَعَتْ أَعْلامُ أَنْتَ المُطاعُ فِيْ أَمْرِكَ، عَرِّفْ يا إِلهِي عِبادَكَ هذا المَقامَ لِيَعْلَمُوا شَرَفَ كُلِّ أَمْرٍ بِأَمْرِكَ وَكَلِمَتِكَ وَفَضْلَ كُلِّ عَمَلٍ بِإِذْنِكَ وَإِرادَتِكَ، وَلِيَرُوا زِمامَ الأَعْمالِ فِيْ قَبْضَةِ قَبُولِكَ وَأَمْرِكَ لِئَلَّا يَمْنَعَهُمْ شَيْءٌ عَنْ جَمالِكَ فِيْ هذِهِ الأَيَّامِ الَّتِيْ فِيها يَنْطِقُ المَسِيحُ المُلْكَ لَكَ يا مُوجِدَ الرُّوحِ وَيَتَكَلَّمُ الحَبِيبُ لَكَ الحَمْدُ يا مَحْبُوبُ بِما أَظْهَرْتَ جَمَالَكَ وَكتَبْتَ لأصْفِيائِكَ الوُرُودَ فِيْ مَقَرِّ ظُهُورِ اسْمِكَ الأَعْظَمِ الَّذِيْ بِهِ نَاحَ الأُمَمُ إِلاَّ مَنِ انْقَطَعَ عَمَّا سِواكَ مُقْبِلاً إِلى مَطْلَعِ ذاتِكَ وَمَظْهَرِ صِفاتِكَ، أَيْ رَبِّ قَدْ أَفْطَرَ الْيَومَ غُصْنُكَ وَمَنْ فِيْ حَوْلِكَ بَعْدَ مَا صَامُوا فِيْ جِوارِكَ طَلَبًا لِرِضَائِكَ، قَدِّرْ لَهُ وَلَهُمْ وَلِلَّذِينَ وَرَدُوا عَلَيْكَ فِيْ هذِهِ الأَيَّامِ كُلَّ خَيْرٍ قَدَّرْتَهُ فِيْ كِتابِكَ ثُمَّ ارْزُقْهُمْ ما هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ فِيْ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ.

المصادر
المحتوى
OV