مناجاة - يا إِلهَ الغَيْبِ وَالشُّهُودِ وَمُرَبِّيَ الوُجُودِ أَسْئَلُكَ بِسَلْطَنَتِكَ

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

مناجاة (٤٧) – من آثار حضرة بهاءالله – مناجاة، ١٣٨ بديع، رقم ٤٧، الصفحة ٥٢

يا إِلهَ الغَيْبِ وَالشُّهُودِ وَمُرَبِّيَ الوُجُودِ أَسْئَلُكَ بِسَلْطَنَتِكَ المَكْنُونَةِ عَنِ الأَنْظارِ بِأَنْ تُظْهِرَ مِنْ كُلِّ الجِهَاتِ آياتِ عِناياتِكَ وَظُهُوراتِ أَلْطافِكَ لأقُومَ بِالرَّوْحِ وَالرَّيْحانِ عَلَى بَدائِعِ ذِكْرِكَ يا رَحْمنُ وَأُحَرِّكَ الأَشْيَاءَ بِاسْمِكَ وَأُوقِدَ نارَ البَيانِ بَيْنَ خَلقِكَ عَلَى شَأْنٍ تَمْلأُ الآفَاقَ أَنْوارُ بَهائِكَ وَيَشْتَعِلُ الوُجُودُ بِنارِ أَمْرِكَ أَيْ رَبِّ لا تَطْوِ البِساطَ الَّذِيْ انْبَسَطَ بِاسْمِكَ وَلا تُطْفِئِ السِّراجَ الَّذِيْ أُوقِدَ بِنارِكَ أَيْ رَبِّ لا تَمْنَعْ ماءَ الحَيَوانِ عَنِ الجَرَيانِ الَّذِيْ يُسْمَعُ مِنْ خَرِيرِهِ بَدائِعُ الأَلْحانِ فِيْ ذِكْرِكَ وَثَنائِكَ وَلا تَمْنَعِ العِبادَ عَنْ نَفَحاتِ هذا العَرْفِ الَّذِيْ فَاحَ بِحُبِّكَ، تَرَى يا مَحْبوبَ الأَبْهى تَمَوُّجاتِ بَحْرِ القَلْبِ فِيْ عِشْقِكَ وَهَواكَ، أَسْئَلُكَ بِآياتِ عَظَمَتِكَ وَظُهُوراتِ سَلْطَنَتِكَ بِأَنْ تُسَخِّرَ العِبَادَ بِهذا الاسْمِ الَّذِيْ جَعَلْتَهُ مالِكَ الأَسْمآءِ فِي مَلَكُوتِ الإِنْشآءِ، إِنَّكَ أَنْتَ الحاكِمُ عَلَى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ الْكَرِيمُ، ثُمَّ قَدِّرْ لِمَنْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ ما يَجْعَلُهُ مُسْتَقِيمًا عَلَى أَمْرِكَ عَلَى شَأْنٍ لا تَحْجُبُهُ أَوْهامُ المُشْرِكينَ مِنْ خَلْقِكَ وَلا كَلِماتُ المُعْرِضِينَ مِنْ عِبادِكَ إِنَّكَ أَنْتَ المُهَيْمِنُ المُقْتَدِرُ القَدِيرُ.

المصادر
المحتوى
OV